المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌(الملحق الثاني)الأذكار والتحصينات - ارق نفسك وأهلك بنفسك

[خالد الجريسي]

الفصل: ‌(الملحق الثاني)الأذكار والتحصينات

(الملحق الثاني)

الأذكار والتحصينات

ص: 171

الأذكار والتحصينات

لقد صحّ في الحديث قولُ النبي صلى الله عليه وسلم: إِنَّ الشَّيْطَانَ يَجْرِي مِنَ الإِْنْسَانِ مَجْرَى الدَّمِ (120) . لذا، فقد أَعْلَمَتِ الشريعة المطهرة المسلمَ بكل ما يحفظه من كيد الشيطان ومَكْره، من ذلك حرصه على المداومة على أذكار الصباح والمساء، وأذكار النوم، وأذكار الدخول إلى المنزل والخروج منه، وكذا أذكار دخول الخلاء والخروج منه، والحرص على البسملة في شأنه كله، فإذا داوم المسلم على هذه الأذكار في أوقاتها فإن الله عز وجل يحفظه في يومه وليلته من أذى الشيطان ومكره، وإن غفل عنها أو تساهل بها فإنه بذلك يكون فريسة سهلة للشيطان، والعياذ بالله.

(120) متفق عليه من حديث صفية زوج النبي صلى الله عليه وسلم؛ أخرجه البخاري، كتاب: الاعتكاف، باب: هل يخرج المعتكف

؟، برقم (2035) . ومسلم، كتاب: السلام، باب: بيان أنه يستحب لمن رُئي خالياً بامرأة وكانت زوجته

، برقم (2175) .

ص: 173

لذا، فإنه ينبغي للمؤمن أن يحصِّن نفسه بما يستطيعه مما شرعه الله تعالى، ومن ذلك (121) :

1-

أن يحفظ الله تعالى بتحقيق الإخلاص في توحيده سبحانه.

2-

أن يحفظ الله تعالى بالتزام تقواه سبحانه بفعل الطاعات واجتناب المنهيات.

3-

أن يحفظ الله تعالى بتحقيق الاقتداء بالنبي صلى الله عليه وسلم بالتزام سنته ومجانبة البدع، والمخالفة لأهل الأهواء من جند إبليس وأتباعه.

4-

أن يحفظ الله تعالى بدوام ذكره مع حضور القلب وخشيته.

وهاك أخي الحبيب جملةً من الأذكار المشروعة:

(121) انظر تفصيلاً لهذه التحصينات الأربعة: الفصلَ الثاني من كتابنا: "التحصين من كيد الشياطين".

ص: 174

أولاً: أذكار يتحصَّن بها المسلم طرفَي النهار (122) :

1-

{اللَّهُ لَا إِلَهَ إِلَاّ هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ لَا تَأْخُذُهُ سِنَةٌ وَلَا نَوْمٌ لَهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الأَرْضِ مَنْ ذَا الَّذِي يَشْفَعُ عِنْدَهُ إِلَاّ بِإِذْنِهِ يَعْلَمُ مَا بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَمَا خَلْفَهُمْ وَلَا يُحِيطُونَ بِشَيءٍ مِنْ عِلْمِهِ إِلَاّ بِمَا شَاءَ وَسِعَ كُرْسِيُّهُ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ وَلَا يَؤُودُهُ حِفْظُهُمَا وَهُوَ الْعَلِيُّ الْعَظِيمُ *} [البَقَرَة: 255](123) .

2-

{قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ *اللَّهُ الصَمَدُ *لَمْ يَلِدْ وَلَمْ يُولَدْ *وَلَمْ يَكُنْ لَهُ كُفُوًا أَحَدٌ *} [الإخلاص] .

-

{قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ الْفَلَقِ *مِنْ شَرِّ مَا خَلَقَ *وَمِنْ شَرِّ غَاسِقٍ إِذَا وَقَبَ *وَمِنْ شَرِّ النَفَّاثَاتِ فِي الْعُقَدِ *وَمِنْ شَرِّ حَاسِدٍ إِذَا حَسَدَ *} [الفَلَق] .

(122) ثمة خلاف في تحديد طرفي النهار، لكنِ المعتبرُ أن وقت أذكار الصباح هو: من بُعَيْد صلاةِ الفجر إلى قُبَيْل طلوع الشمس، وأن وقت أذكار المساء هو: من بعيد صلاة العصر إلى قبيل غروب الشمس، ويشير إلى ذلك قوله تعالى {فَاصْبِرْ عَلَى مَا يَقُولُونَ وَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ قَبْلَ طُلُوعِ الشَّمْسِ وَقَبْلَ غُرُوبِهَا وَمِنْ آنَاءِ اللَّيْلِ فَسَبِّحْ وَأَطْرَافَ النَّهَارِ لَعَلَّكَ تَرْضَى *} [طه: 130] فمن فاته ذلك استدركه خلال النهار ولو بعد الشروق، أو خلال الليل بعد المغرب؛ لعموم قوله صلى الله عليه وسلم:«مَنْ نَامَ عَنْ حِزْبِهِ، أَوْ عَنْ شَيْءٍ مِنْهُ، فَقَرَأَهُ فِيمَا بَيْنَ صَلَاةِ الْفَجْرِ وَصَلَاةِ الظُّهْرِ، كُتِبَ لَهُ كَأَنَّمَا قَرَأَهُ مِنَ اللَّيْلِ» . أخرجه مسلم، كتاب: صلاة المسافرين وقَصْرِها، باب: جامع صلاة الليل، برقم (747) ، عن عمر رضي الله عنه.

(123)

صحَّ في الحديث: أن العبد إذا أوى إلى فراشه فقرأ آية الكرسي، فلن يزال عليه من الله حافظ، ولا يقربه شيطان حتى يصبح. أخرجه البخاري، كتاب بدء الخلق، باب: صفة إبليس وجنوده، برقم (3275) ، عن أبي هريرة رضي الله عنه.

ص: 175

-

{قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ النَّاسِ *مَلِكِ النَّاسِ *إِلَهِ النَّاسِ *مِنْ شَرِّ الْوَسْوَاسِ الْخَنَّاسِ *الَّذِي يُوَسْوِسُ فِي صُدُورِ النَّاسِ *مِنَ الْجِنَّةِ وَالنَّاسِ *} (تكرر كل سورة ثلاث مرات)(124)[النَّاس] .

3-

لا إِلَهَ إِلَاّ اللهُ وَحْدَهُ لا شَرِيكَ لَهُ، لَهُ الْمُلْكُ وَلَهُ الْحَمْدُ، وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ. (عشرَ مراتٍ) أو (مئةَ مرةٍ)(125) .

4-

سُبْحَانَ اللهِ وَبِحَمْدِهِ، عَدَدَ خَلْقِهِ، وَرِضَا نَفْسِهِ، وَزِنَةَ عَرْشِهِ، وَمِدَادَ كَلِمَاتِهِ. (ثلاث مرات)(126) .

5-

سُبْحَانَ اللهِ وَبِحَمْدِهِ. (مئةَ مرةٍ)(127) .

6-

اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ وَعَلَى آلِ مُحَمَّدٍ كَمَا صَلَّيْتَ عَلَى إِبْرَاهِيمَ وَعَلَى آلِ إِبْرَاهِيمَ، إِنَّكَ حَمِيدٌ مَجِيدٌ، اللَّهُمَّ

(124) أخرجه أبو داود، كتاب الأدب، باب: ما يقول إذا أصبح، برقم (5082) ، والترمذي، كتاب: الدعوات، باب: 116 برقم (3575)، عن عبد الله بن خُبَيْبٍ رضي الله عنه. وقال الترمذي: حديث حسن صحيح غريب من هذا الوجه.

(125)

متفق عليه من حديث أبي هريرة رضي الله عنه؛ أخرجه البخاري، كتاب الدعوات، باب: فضل التهليل، برقم (6403) ومسلم، كتاب: الذكر والدعاء، باب: فضل التهليل والتسبيح والدعاء، برقم (2693) .

(126)

أخرجه مسلم، كتاب: الذكر والدعاء، باب: التسبيح أول النهار وعند النوم، برقم (2726) ، عن جويرية رضي الله عنها.

(127)

أخرجه البخاري، كتاب: الدعوات، باب: فضل التسبيح، برقم (6405)، ومسلم - مطولاً - كتاب: الذكر والدعاء، باب: فضل التهليل والتسبيح والدعاء، برقم (2691) ، عن أبي هريرة رضي الله عنه.

ص: 176

بَارِكْ عَلَى مُحَمَّدٍ وَعَلَى آلِ مُحَمَّدٍ كَمَا بَارَكْتَ عَلَى إِبْرَاهِيمَ وَعَلَى آلِ إِبْرَاهِيمَ، فِي الْعَالَمِينَ إِنَّكَ حَمِيدٌ مَجِيدٌ. (128) . (عشرَ مراتٍ أو أكثر) .

7-

اللَّهُمَّ أَنْتَ رَبِّي لا إِلَهَ إِلَاّ أَنْتَ، خَلَقْتَنِي وَأَنَا عَبْدُكَ، وَأَنَا عَلَى عَهْدِكَ وَوَعْدِكَ مَا اسْتَطَعْتُ، أَعُوذُ بِكَ مِنْ شَرِّ مَا صَنَعْتُ، أَبُوءُ لَكَ بِنِعْمَتِكَ عَلَيَّ، وَأَبُوءُ لَكَ بِذَنْبِي، فَاغْفِرْ لِي؛ فَإِنَّهُ لا يَغْفِرُ الذُّنُوبَ إِلَاّ أَنْتَ (129) .

8-

أَسْتَغْفِرُ اللهَ وَأَتُوبُ إِلَيْهِ. (سَبْعِينَ أو مِئَةَ مَرَّة)(130) .

9-

اللَّهُمَّ بِكَ أَصْبَحْنَا وَبِكَ أَمْسَيْنَا، وَبِكَ نَحْيَا وَبِكَ نَمُوتُ، وَإِلَيْكَ النُّشُورُ. وَإِذَا أَمْسَى فَلْيَقُلْ: اللَّهُمَّ بِكَ أَمْسَيْنَا،

(128) سبق تخريجه بالهامش ذي الرقم (59) . ويُلحظ هنا أن للمسلم أن يكثر ما شاء من الصلاة على النبيِّ صلى الله عليه وسلم؛ لقوله صلى الله عليه وسلم: «مَنْ صَلَّى عَلَيَّ صَلَاةً صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ بِهَا عَشْراً» ، جزء من حديث أخرجه مسلم، كتاب: الصلاة، باب: استحباب القول مثل قول المؤذن

، برقم (384) ، عن عبد الله بن عمرو رضي الله عنهما.

(129)

أخرجه البخاري، كتاب: الدعوات، باب: أفضل الاستغفار، برقم (6306) ، عن شداد بن أوس رضي الله عنه.

(130)

أخرجه البخاري بلفظ: «أَكْثَرَ مِنْ سَبْعِينَ مَرَّةً» ؛ كتاب: الدعوات، باب: استغفار النبي صلى الله عليه وسلم، برقم (6307)، عن أبي هريرة رضي الله عنه. ومسلم بلفظ:«مِئَةَ مَرَّةٍ» ؛ كتاب: الذّكر والدعاء والتوبة والاستغفار، باب: استحباب الاستغفار والاستكثار منه، برقم (2702) ، عن الأَغَرِّ المُزَنِيِّ رضي الله عنه.

ص: 177

وَبِكَ أَصْبَحْنَا، وَبِكَ نَحْيَا وَبِكَ نَمُوتُ، وَإِلَيْكَ الْمَصِيرُ (131) .

10-

اللَّهُمَّ فَاطِرَ السَّموَاتِ وَالأَرْضِ، عَالِمَ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ، لا إِلَهَ إِلَاّ أَنْتَ، رَبَّ كُلِّ شَيْءٍ وَمَلِيكَهُ، أَعُوذُ بِكَ مِنْ شَرِّ نَفْسِي، وَمِنْ شَرِّ الشَّيْطَانِ وَشِرْكِهِ، وَأَنْ أَقْتَرِفَ عَلَى نَفْسِي سُوءًا أَوْ أَجُرَّهُ إِلَى مُسْلِمٍ (132) .

11-

اللَّهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ الْعَافِيَةَ فِي الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ، اللَّهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ الْعَفْوَ وَالْعَافِيَةَ فِي دِينِي وَدُنْيَايَ، وَأَهْلِي وَمَالِي، اللَّهُمَّ اسْتُرْ عَوْرَاتِي، وَآمِنْ رَوْعَاتِي، اللَّهُمَّ احْفَظْنِي مِنْ بَيْنِ يَدَيَّ وَمِنْ خَلْفِي، وَعَنْ يَمِينِي وَعَنْ شِمَالِي، وَمِنْ فَوْقِي، وَأَعُوذُ بِعَظَمَتِكَ

(131) هكذا أخرجه أبو داود، كتاب: الأدب، باب: ما يقول إذا أصبح، برقم (5068) ، عن أبي هريرة رضي الله عنه. بلفظ " النشور " في الإصباح والإمساء.

وقد أثبت في المتن لفظ «وَإِلَيْكَ الْمَصِيرُ» في الإمساء بدلاً من: «وَإِلَيْكَ النُّشُورُ» ، تبعاً لما رجّحه الإمام ابن القيم رحمه الله في شرحه لسنن أبي داود بقوله:"وهي أَوْلى الروايات أن تكون محفوظة، لأن الصباح والانتباه من النوم: بمنزلة النشور، وهو الحياة بعد الموت، والمساء والصيرورة إلى النوم: بمنزلة الموت والمصير إلى الله. انظر: مختصر سنن أبي داود للمنذري مع حاشية ابن القيم ص330. وجاء في التعليق على صحيح أبي داود للشيخ الألباني رحمه الله ص956، ما نصه: " كذا الأصل، غير أنه على هامش إحدى المخطوطتين صححت:«وَإِلَيْكَ النُّشُورُ» الأخيرة إلى: «وَإِلَيْكَ الْمَصِيرُ» . اهـ.

والحديث أخرجه الترمذي؛ كتاب: الدعوات، باب: ما جاء في الدعاء إذا أصبح وإذا أمسى، برقم (3391)، عنه أيضاً. بلفظ:«وَإِلَيْكَ الْمَصِيرُ» في الصباح، ولفظ:«وَإِلَيْكَ النُّشُورُ» في المساء.

(132)

أخرجه الترمذي، كتاب: الدعوات، باب: دعاء علّمه صلى الله عليه وسلم أبا بكر رضي الله عنه برقم (3529) ، عن عبد الله ابن عمرو رضي الله عنهما، قال الترمذي:"هذا حديث حسن غريب من هذا الوجه". اهـ.

ص: 178

أَنْ أُغْتَالَ مِنْ تَحْتِي (133) .

12-

أَصْبَحْنَا وَأَصْبَحَ (أَمْسَيْنَا وَأَمْسَى)(134) الْمُلْكُ لِلَّهِ، وَالْحَمْدُ لِلَّهِ، لا إِلَهَ إِلَاّ اللهُ وَحْدَهُ لا شَرِيكَ لَهُ، لَهُ الْمُلْكُ وَلَهُ الْحَمْدُ وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ.

ويزيد - إن شاءَ - مساءً: رَبِّ أَسْأَلُكَ خَيْرَ مَا فِي هَذِهِ اللَّيْلَةِ، وَخَيْرَ مَا بَعْدَهَا، وَأَعُوذُ بِكَ مِنْ شَرِّ مَا فِي هَذِهِ اللَّيْلَةِ، وَشَرِّ مَا بَعْدَهَا (135) .

13-

أَصْبَحْنَا (أَمْسَيْنَا) عَلَى فِطْرَةِ الإسْلَامِ، وَعَلَى كَلِمَةِ الإخْلَاصِ، وَعَلَى دِينِ نَبِيِّنَا مُحَمَّدٍ صلى الله عليه وسلم، وَعَلَى مِلَّةِ أَبِينَا إِبْرَاهِيمَ حَنِيفًا مُسْلِمًا، وَمَا كَانَ مِنَ الْمُشْرِكِينَ (136) .

(133) سبق تخريجه بالهامش ذي الرقم (103) .

(134)

يقول في المساء: (أَمْسَيْنَا) بدلاً من (أَصْبَحْنَا) كما هو موضح بين القوسين ص177، في الرقمين (12) و (13) .

(135)

أخرجه مسلم، كتاب: الذكر والدعاء، باب: التعوّذ من شر ما عُمل ومن شر ما لم يُعمل، برقم (2723) ، عن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه.

(136)

أخرجه أحمد، (3/406) ، من حديث عبد الرحمن ابن أبزى رضي الله عنه. وابن السّني في «عمل اليوم والليلة» برقم (34) .

ص: 179

14-

أَعُوذُ بِكَلِمَاتِ اللهِ التَّامَّاتِ كُلِّهِنَّ مِنْ شَرِّ مَا خَلَقَ (137) .

15-

بِسْمِ اللهِ الَّذِي لا يَضُرُّ مَعَ اسْمِهِ شَيْءٌ فِي الأرْضِ وَلا فِي السَّمَاءِ وَهُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ (138) . (ثلاث مرات) .

16-

رَضِيتُ بِاللهِ رَبّاً، وَبِالإِسْلام$ِ دِينًا، وَبِمُحَمَّدٍ صلى الله عليه وسلم نَبِيًّا (139) . (ثلاث مرات) .

(137) سبق تخريجه بالهامش ذي الرقم (48) .

(138)

سبق تخريجه بالهامش ذي الرقم (49) .

(139)

أخرجه أبو داود؛ كتاب: الأدب، باب: ما يقول إذا أصبح، برقم (5072) ، عن خادم رسول الله صلى الله عليه وسلم. والحديث أخرجه أحمد (4/337)، وفيه:(ثلاث مرات) .

ص: 180

ثانياً: أذكار يُتحصن بها عند النوم:

بعد أن يتوضأ المسلم وضوءه للصلاة، يضطجع على شقه الأيمن، ثم يشرع في الأذكار التالية:

1-

يقرأُ آيةَ الكرسيِّ: {اللَّهُ لَا إِلَهَ إِلَاّ هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ لَا تَأْخُذُهُ سِنَةٌ وَلَا نَوْمٌ لَهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الأَرْضِ مَنْ ذَا الَّذِي يَشْفَعُ عِنْدَهُ إِلَاّ بِإِذْنِهِ يَعْلَمُ مَا بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَمَا خَلْفَهُمْ وَلَا يُحِيطُونَ بِشَيءٍ مِنْ عِلْمِهِ إِلَاّ بِمَا شَاءَ وَسِعَ كُرْسِيُّهُ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ وَلَا يَؤُودُهُ حِفْظُهُمَا وَهُوَ الْعَلِيُّ الْعَظِيمُ *} (140)[البَقَرَة: 255] .

2-

يقرأُ خواتيمَ سورةِ البقرةِ: {لِلَّهِ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الأَرْضِ وَإِنْ تُبْدُوا مَا فِي

(140) سبق تخريجه بالهامش ذي الرقم (123) .

ص: 181

أَنْفُسِكُمْ أَوْ تُخْفُوهُ يُحَاسِبْكُمْ بِهِ اللَّهُ فَيَغْفِرُ لِمَنْ يَشَاءُ وَيُعَذِّبُ مَنْ يَشَاءُ وَاللَّهُ عَلَى كُلِّ شَيءٍ قَدِيرٌ *آمَنَ الرَّسُولُ بِمَا أُنْزِلَ إِلَيْهِ مِنْ رَبِّهِ وَالْمُؤْمِنُونَ كُلٌّ آمَنَ بِاللَّهِ وَمَلَائِكَتِهِ وَكُتُبِهِ وَرُسُلِهِ لَا نُفَرِّقُ بَيْنَ أَحَدٍ مِنْ رُسُلِهِ وَقَالُوا سَمِعْنَا وَأَطَعْنَا غُفْرَانَكَ رَبَّنَا وَإِلَيْكَ الْمَصِيرُ *لَا يُكَلِّفُ اللَّهُ نَفْسًا إِلَاّ وُسْعَهَا لَهَا مَا كَسَبَتْ وَعَلَيْهَا مَا اكْتَسَبَتْ رَبَّنَا لَا تُؤَاخِذْنَا إِنْ نَسِيْنَا أَوْ أَخْطَأْنَا رَبَّنَا وَلَا تَحْمِلْ عَلَيْنَا إِصْرًا كَمَا حَمَلْتَهُ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِنَا رَبَّنَا وَلَا تُحَمِّلْنَا مَا لَا طَاقَةَ لَنَا بِهِ وَاعْفُ عَنَّا وَاغْفِرْ لَنَا وَارْحَمْنَا أَنْتَ مَوْلَانَا فَانْصُرْنَا عَلَى الْقَوْمِ الْكَافِرِينَ *} (141)[البَقَرَة: 284-286] .

(141) متفق عليه؛ من حديث أبي مسعود البدري رضي الله عنه: أخرجه البخاري؛ كتاب: المغازي، بابٌ: حدثني خَلِيفَةُ، برقم (4008)، ومسلمٌ؛ كتاب: صلاة المسافرين وقَصْرِها، باب: فضل الفاتحة وخواتيم سورة البقرة، برقم (807) .

ص: 182

{قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ النَّاسِ *مَلِكِ النَّاسِ *إِلَهِ النَّاسِ *مِنْ شَرِّ الْوَسْوَاسِ الْخَنَّاسِ *الَّذِي يُوَسْوِسُ فِي صُدُورِ النَّاسِ *مِنَ الْجِنَّةِ وَالنَّاسِ *} [النَّاس] .

ثم يمسحُ بكفَّيْه وجهَه ورأسَه، وما أقبلَ من جسدِه. ويعيدُ ذلك (ثلاث مرات)(143) .

5-

يُسَبِّحُ اللهَ ثَلاثًا وَثَلاثِينَ، وَيَحْمَدُ اللهَ ثَلاثًا وَثَلاثِينَ، وَيُكَبِّرُ اللهَ أَرْبَعًا وَثَلاثِينَ (144) .

6-

ثمّ يقولُ: اللَّهُمَّ بِاسْمِكَ أَحْيَا وَبِاسْمِكَ أَمُوتُ (145) .

7-

ويقول أيضًا: بِاسْمِكَ رَبِّ وَضَعْتُ جَنْبِي وَبِكَ أَرْفَعُهُ، إِنْ أَمْسَكْتَ نَفْسِي

(143) أخرجه البخاري، كتاب: الدعوات، باب: التعوذ والقراءة عند النوم، برقم (6319) ، عن عائشة رضي الله عنها.

(144)

متفق عليه؛ من حديث عليٍّ رضي الله عنه: أخرجه البخاري؛ كتاب: فضائل أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم، باب: مناقب علي بن أبي طالب رضي الله عنه، برقم (3705)، ومسلمٌ؛ كتاب: الذكر والدّعاء

، برقم (2727) .

(145)

أخرجه البخاري، كتاب الدعوات، باب: ما يقول إذا نام، برقم (6312)، عن حذيفة بن اليمان رضي الله عنه. وأخرجه مسلم - واللفظ له - كتاب: الذكر والدعاء

، باب: ما يقول عند النوم وأخذِ المضجع، برقم (2710) من حديث البراء بن عازب رضي الله عنه.

ص: 184

فَارْحَمْهَا، وَإِنْ أَرْسَلْتَهَا فَاحْفَظْهَا بِمَا تَحْفَظُ بِهِ عِبَادَكَ الصَّالِحِينَ (146) .

8-

ثم يختم بقولِهِ: اللَّهُمَّ أَسْلَمْتُ نَفْسِي إِلَيْكَ، وَفَوَّضْتُ أَمْرِي إِلَيْكَ، وَوَجَّهْتُ وَجْهِي إِلَيْكَ، وَأَلْجَأْتُ ظَهْرِي إِلَيْكَ، رَغْبَةً وَرَهْبَةً إِلَيْكَ، لا مَلْجَا وَلا مَنْجَا مِنْكَ إِلا إِلَيْكَ، آمَنْتُ بِكِتَابِكَ الَّذِي أَنْزَلْتَ، وَبِنَبِيِّكَ الَّذِي أَرْسَلْتَ (147) .

(146) متفق عليه من حديث أبي هريرة رضي الله عنه؛ أخرجه البخاري، كتاب: الدعوات، باب: التعوّذ والقراءة عند المنام، برقم (6320) . ومسلم، كتاب: الذّكر والدعاء

، باب: ما يقول عند النوم وأخذ المضجع، برقم (2714) .

(147)

متفق عليه من حديث البراء بن عازبٍ رضي الله عنه: أخرجه البخاري؛ كتاب: الوضوء، باب: فضل من بات على الوضوء، برقم (247)، ومسلمٌ؛ كتاب: الذكر والدعاء

، باب: ما يقول عند النوم وأخذِ المضجع، برقم (2710) .

ص: 185

ثالثاً: أذكار يتحصَّن بها المسلم عند دخول المنزل، وعند الخروج منه، وعند دخول الخلاء:

إذا دخل منزله قال:

اللَّهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ خَيْرَ الْمَوْلِجِ وَخَيْرَ الْمَخْرَجِ، بِسْمِ اللهِ وَلَجْنَا، وَبِسْمِ اللهِ خَرَجْنَا، وَعَلَى اللهِ رَبِّنَا تَوَكَّلْنَا. ثُمَّ ليُسَلِّمْ عَلَى أَهْلِهِ (148) .

وإذا خرج منه قال:

1-

بِسْمِ اللهِ، تَوَكَّلْتُ عَلَى اللهِ، لا حَوْلَ وَلا قُوَّةَ إِلَاّ بِاللهِ (149) .

2-

اللَّهُمَّ إِنِّي أَعُوذُ بِكَ أَنْ أَضِلَّ أَوْ أُضَلَّ، أَوْ أَزِلَّ أَوْ أُزَلَّ، أَوْ أَظْلِمَ، أَوْ أُظْلَمَ، أَوْ أَجْهَلَ أَوْ يُجْهَلَ عَلَيَّ (150) .

ويتحصن قبل دخول الخلاء بقوله:

اللَّهُمَّ إِنِّي أَعُوذُ بِكَ مِنَ الْخُبُثِ وَالْخَبَائِثِ (151) .

(148) أخرجه أبو داود، كتاب: الأدب، باب: ما يقول الرجل إذا دخل بيته، برقم (5096) مرسلاً، عن أبي مالك الأشعريّ (سعدِ بن طارقٍ بن أَشْيَمَ) وطارقٌ صحابي رضي الله عنه. والحديث أورده النووي في «الأذكار» ، وقال: ولم يضعِّفه أبوداود. اهـ.

(149)

من قالها إذا خرج من بيته يقال له حينئذ: هُدِيت وكُفِيت ووُقِيت، فتتنحّى له الشياطين.

والحديث أخرجه أبو داود، كتاب: الأدب، باب ما يقول إذا خرج من بيته، برقم (5095) ، عن أنسٍ رضي الله عنه.

(150)

التخريج السابق، برقم (5094) ، عن أم سلمة رضي الله عنها.

(151)

متفق عليه من حديث أنس بن مالك رضي الله عنه. أخرجه البخاري، كتاب: الوضوء، باب: ما يقول عند الخلاء، برقم (142) . ومسلمٌ، كتاب: الحيض، باب: ما يقول إذا أراد دخول الخلاء، برقم (375) .

ص: 186

رابعًا: الحرص على البسملة:

ومن التحصين المهم للمؤمن الحرص على قول (بسم الله) في شأنه كله، وبخاصة عند طعامه وشرابه، وعند إتيان أهله، لما صح من حديث جابر بن عبد الله رضي الله عنهما أنه سمع النبي صلى الله عليه وسلم يقول:«إَذَا دَخَلَ الرَّجُلُ بَيْتَهُ فَذَكَرَ اللهَ عز وجل عِنْدَ دُخُولِهِ وَعِنْدَ طَعَامِهِ، قَالَ الشَّيْطَانُ: لَا مَبِيتَ لَكُمْ وَلَا عَشَاءَ، وَإِذَا دَخَلَ فَلَمْ يَذْكُرِ اللهَ عِنْدَ دُخُولِهِ، قَالَ الشَّيْطَانُ: أَدْرَكْتُمُ الْمَبِيتَ، وَإِذَا لَمْ يَذْكُرِ اللهَ عِنْدَ طَعَامِهِ، قَالَ: أَدْرِكْتْمُ الْمَبِيتَ وَالْعَشَاءَ» (152) . وما صح عن ابن عباس رضي الله عنهما أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «لَوْ أَنَّ أَحَدَهُمْ إِذَا أَرَادَ أَنْ يَأْتِيَ أَهْلَهُ قَالَ: بِسْمِ

(152) أخرجه مسلم، كتاب: الأشربة، باب: آداب الطعام والشراب وأحكامهما، برقم (2018) ، عن جابر بن عبد الله رضي الله عنهما.

ص: 187

اللهِ، اللَّهُمَّ جَنِّبْنَا الشَّيْطَانَ وَجَنِّبِ الشَّيْطَانَ مَا رَزَقْتَنَا؛ فَإِنَّهُ إِنْ يُقَدَّرُ بَيْنَهُمَا وَلَدٌ فِي ذَلِكَ لَمْ يَضُرَّهُ شَيْطَانٌ أَبَدًا» (153) .

(153) متفق عليه من حديث عبد الله بن عباسٍ رضي الله عنهما: أخرجه البخاري؛ كتاب: النكاح، باب: ما يقول الرجل إذا أتى أهلَه، برقم (5165)، ومسلمٌ؛ كتاب: النكاح، باب: ما يُستحبُ أن يقوله عند الجِماع، برقم (1434) .

ص: 188