المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌فصلفي أسمائه صلى الله عليه وسلم - حقيقة شهادة أن محمدا رسول الله صلى الله عليه وسلم

[عبد العزيز بن عبد الله آل الشيخ]

الفصل: ‌فصلفي أسمائه صلى الله عليه وسلم

‌فصل

في أسمائه صلى الله عليه وسلم

كثرة الأسماء دالة على عظم المسمى، وأسماء النبي صلى الله عليه وسلم دالة على معان عظيمة، وأعظم أسمائه وهو العلم عليه صلى الله عليه وسلم إذا أطلق اسمه (محمد) ، وهو الذي سماه الله به في القرآن الكريم، يقول تعالى:{مُحَمَّدٌ رَسُولُ اللَّهِ وَالَّذِينَ مَعَهُ أَشِدَّاءُ عَلَى الْكُفَّارِ رُحَمَاءُ بَيْنَهُمْ} (1)، ويقول - سبحانه -:{مَا كَانَ مُحَمَّدٌ أَبَا أَحَدٍ مِنْ رِجَالِكُمْ وَلَكِنْ رَسُولَ اللَّهِ وَخَاتَمَ النَّبِيِّينَ} (2) ، {وَالَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَآمَنُوا بِمَا نُزِّلَ عَلَى مُحَمَّدٍ وَهُوَ الْحَقُّ مِنْ رَبِّهِمْ كَفَّرَ عَنْهُمْ سَيِّئَاتِهِمْ وَأَصْلَحَ بَالَهُمْ} (3)، ويقول - سبحانه -:{وَمَا مُحَمَّدٌ إِلَّا رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِنْ قَبْلِهِ الرُّسُلُ أَفَإِنْ مَاتَ أَوْ قُتِلَ انْقَلَبْتُمْ عَلَى أَعْقَابِكُمْ وَمَنْ يَنْقَلِبْ عَلَى عَقِبَيْهِ فَلَنْ يَضُرَّ اللَّهَ شَيْئًا وَسَيَجْزِي اللَّهُ الشَّاكِرِينَ} (4)

(1) سورة الفتح الآية 29

(2)

سورة الأحزاب الآية 40

(3)

سورة محمد الآية 2

(4)

سورة آل عمران الآية 144

ص: 38

وهو أجل أسمائه صلى الله عليه وسلم، يقول حسان بن ثابت رضي الله عنه:

وشق له من اسمه ليجله

فذو العرش محمود وهذا محمد

وأصل البيت لأبي طالب، ضمنه حسان رضي الله عنه قصيدته.

ومن أسمائه صلى الله عليه وسلم: أحمد، وهو الاسم الذي ذكره عيسى عليه السلام في بشارته ببعثة النبي صلى الله عليه وسلم، كما أخبر الله سبحانه وتعالى عنه، فقال عز وجل:{وَمُبَشِّرًا بِرَسُولٍ يَأْتِي مِنْ بَعْدِي اسْمُهُ أَحْمَدُ} (1)

ومن أسمائه صلى الله عليه وسلم: المتوكل، كما جاء في حديث

(1) سورة الصف الآية 6

ص: 39

عبد الله بن عمرو بن العاص رضي الله عنه في ذكر صفة النبي صلى الله عليه وسلم في التوراة، حيث جاء فيه «وأنت عبدي ورسولي، سميتك المتوكل (1) » . . . الحديث. أخرجه البخاري، وسيأتي

ومن أسمائه صلى الله عليه وسلم ما جاء في حديث جبير بن مطعم - رضي الله تعالى عنه - قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: «إن لي أسماء: أنا محمد، وأنا أحمد، وأنا الماحي الذي يمحو الله بي الكفر، وأنا الحاشر الذي يحشر الناس على قدمي، وأنا العاقب الذي ليس بعده أحد (2) » متفق عليه.

وفي حديث أبي موسى الأشعري رضي الله عنه قال: «سمى لنا رسول الله صلى الله عليه وسلم نفسه أسماء، منها ما حفظنا، ومنها ما لم نحفظ، قال: " أنا محمد، وأحمد، والمقفي،

(3)

(1) صحيح البخاري البيوع (2125) ، مسند أحمد بن حنبل (2/174) .

(2)

[صحيح البخاري](4 \ 162) و (6 \ 62) ، و [صحيح مسلم](4 \ 1828) رقم الحديث (2354)

(3)

[صحيح مسلم](4 \ 1828، 1829) رقم الحديث (2355)

ص: 40

والحاشر، ونبي التوبة، ونبي الرحمة» أخرجه مسلم.

ومعنى اسمه صلى الله عليه وسلم (محمد) : هو اسم منقول من الحمد، وهو في الأصل اسم مفعول من الحمد، وهو يتضمن الثناء على المحمود ومحبته، وإجلاله، وتعظيمه، وبني على زنة (مفعل) مثل معظم ومحبب ومسود ومبجل ونظائرها، لأن هذا البناء موضوع للتكثير، فإن اشتق منه اسم الفاعل، فمعناه: من كثر صدور الفعل منه مرة بعد مرة. . .، وإن اشتق منه اسم المفعول فمعناه: من كثر تكرر وقوع الفعل عليه مرة بعد أخرى؛ إما استحقاقا أو وقوعا، فمحمد هو الذي كثر حمد الحامدين له مرة بعد أخرى، أو الذي يستحق أن يحمد مرة بعد أخرى

ص: 41

وأما الماحي والحاشر والعاقب فقد جاءت مفسرة في حديث جبير بن مطعم رضي الله عنه المتقدم.

ص: 42