المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌وما يستحسن أن يكون شبيها من الحيوان - حلية الفرسان وشعار الشجعان

[ابن هذيل]

فهرس الكتاب

- ‌مقدمة

- ‌بسم الله الرحمن الرحيم

- ‌الباب الأول

- ‌ خلق الخيل

- ‌ وأول من أتخذها، وانتشارها في الأرض

- ‌فصل

- ‌فصل

- ‌في وجوه اتخاذها:

- ‌الباب الثاني

- ‌فضائل الخيل

- ‌وما جاء في ارتباطها

- ‌الباب الثالث

- ‌حفظ الخيل

- ‌وصونها والوصية بها

- ‌الباب الرابع

- ‌فيما تسميه العرب من أعضاء الفرس

- ‌وعدد ما في ذلك من أسماء الطير

- ‌‌‌فصل

- ‌فصل

- ‌‌‌فصل

- ‌فصل

- ‌فصل

- ‌الباب الخامس

- ‌فيما يستحب في أعضاء الفرس من الصفات

- ‌وما يستحسن أن يكون شبيهاً من الحيوان

- ‌فصل

- ‌الباب السادس

- ‌ألوان الخيل

- ‌وذكر الشِّياتِ والغُرر والتَّحجيل والدوائر

- ‌فصل في الشيات

- ‌فصل في الغرر

- ‌فصل في التحجيل

- ‌فصل في الدوائر

- ‌الباب السابع

- ‌ما يحمد من الخيل

- ‌وصفة جيادها وأسماء العِتاقِ والكرام منها

- ‌فصل

- ‌فصل

- ‌فصل

- ‌الباب الثامن

- ‌عيوب الخيل خلقةً وعادةً

- ‌فضل

- ‌فصل

- ‌فصل في عيوب عادته

- ‌‌‌فصل

- ‌فصل

- ‌الباب التاسع

- ‌اختيار الخيل

- ‌واختبارها والفراسة فيها

- ‌‌‌‌‌فصل

- ‌‌‌فصل

- ‌فصل

- ‌‌‌فصل

- ‌فصل

- ‌‌‌‌‌فصل

- ‌‌‌فصل

- ‌فصل

- ‌فصل

- ‌الباب العاشر

- ‌تعليم ركوب الخيل

- ‌على اختلاف حالاته

- ‌فصل

- ‌الباب الحادي عشر

- ‌المسابقة بالخيل والحلبة والرهان

- ‌فصل

- ‌الباب الثاني عشر

- ‌أسماء خيل رسول الله

- ‌صلى الله عليه وسلم وأسماء فحول خيل العرب ومذكوراتها

- ‌الباب الثالث عشر

- ‌ذكر ألفاظٍ شتى

- ‌وتسمية أشياء تختص بها الخيل

- ‌فصل في أصواته وما ينسب إليه من ضروب ضرْبه

- ‌فصل في صفات مشيه وعَدْوه على التفصيل

- ‌فصل في زَجْره وحثه

- ‌فصل

- ‌فصل في أوصافٍ تخُصُّه

- ‌فصل في أوصاف فعله وتقلبه

- ‌فصل في ألفاظ تختص بجماعات الخيل

- ‌فصل في أسماء العساكر

- ‌فصل في نُعوتها بالكثرة وشِدةَّ الشَّوكة

- ‌فصل في أماكن تختصُّ بها الخيل جماعاتٍ وآحاداً

- ‌فصل في أسماء أشياء تخص بها الخيل دون غيرها

- ‌الباب الرابع عشر

- ‌ذكر نبذة من الشعر في إيثار العرب الخيلَ

- ‌على غيرها وإكرامها لها وافتخارِها بذلك

- ‌الباب الخامس عشر

- ‌ذكر السيوف

- ‌ فصِلْ

- ‌فصل في أسماء أجزائه

- ‌فصل

- ‌الباب السادس عشر

- ‌ذكر الرماح

- ‌فصل من أسمائها على الترتيب:

- ‌فصل في أسماء صفاتها ونسبها

- ‌‌‌فصلفي تفصيل أجزاء الرمح

- ‌فصل

- ‌فصل في صفة الركوب بالرمح

- ‌الباب السابع عشر

- ‌ذكر القِسيِّ والنَّبل

- ‌‌‌‌‌فصل

- ‌‌‌فصل

- ‌فصل

- ‌‌‌‌‌فصل

- ‌‌‌فصل

- ‌فصل

- ‌‌‌‌‌فصل

- ‌‌‌فصل

- ‌فصل

- ‌‌‌فصل

- ‌فصل

- ‌الباب الثامن عشر

- ‌ذكر الدروع

- ‌‌‌‌‌فصلفي أسمائها ونعوتها

- ‌‌‌فصل

- ‌فصل

- ‌الباب التاسع عشر

- ‌ذكر الترسة وشبهها

- ‌‌‌‌‌فصل

- ‌‌‌فصل

- ‌فصل

- ‌الباب العشرون

- ‌السلاح والعدة على الإطلاق

- ‌فصل

الفصل: ‌وما يستحسن أن يكون شبيها من الحيوان

الهامة: أعلى الرأس، وهي أم الدماغ، وهي من أسماء الطير، وقد تقدم ذكرها. والنَّسر: هو ما ارتفع من بطن الحافر) و (من أعلاه كأنه النَّوَى والحصا، وهو من أسماء الطير. وقد تقدم أيضاً ذكره. والنعامة: جِلْدَةُ رأس الفرس التي تغطى الدماغ، وهي من أسماء الطير. والفرخ: هو الدماغ وهو من أسماء الطير. والصُّرَدانِ: عرقان في أصل اللسان مكتنفان باطن اللسان فيهما الرِّيق ونفَس الرئة، وهما من أسماء الطير. وفي الظهر صُرَدٌ أيضاً، وهو بياض يكون في موضع السَّرج من اثر الدَّبَر. والعُصفور: أصل منبت الناصية، والعصفور أيضاً: عظم ناتئ في كل جبين، والعصفور أيضاً: من الغُرَر، وهي التي سالت ورقت ولم تجاوز إلى العينين ولم تَسْتدَرْ كالقُرْحة، وهو من أسماء الطير. والديك: هو العظم الناتئ خلف الأذن، وهو الذي يقال له الخُشَّاء. والصُّلْصُل: بياض في طرف الناصية، ويقال: بل هو أصل الناصية. والدَّجاجة: اللحم الذي على زَوْره بين يديه. والديك، والصُّلْصُل، والدَّجاجة من أسماء الطير. والناهضان: واحدهما ناهض، وهو لحم المنكبين، ويقال: هو اللحم الذي يلي العضدين من أعلاهما، والناهض: فَرْخُ العقاب، وهو من أسماء الطير. والغُرُّ: هو من الفرس عضلة الساق، ومن الطير هو الذي يسمى أيضاً بالرَّخَمة. وقد تقدم ذكره. والسُّمَانَي من أسماء الطير، قال ابن عبد ربه: وهو موضع من الفَرَس لا أحفظه. والغراب: رأس الورِك، فيقال للصَّلَوين الغُرابان، وهما مُكْتَنَفا عَجْبِ الذَّنَب؛ ويقال: هما ملتقى أعالي الوَرِكَيْن، وهو من أسماء الطير، وقد تقدم ذكره. والخُطَّاف: من أسماء الطير، وهو حيث أدركت عَقِب الفارس إذا حرَّك رجليه. ويقال لهذين الموضعين أيضاً: المركلان. والسَّمامةُ: دائرة تكون في عُنُق الفرس، وهي من أسماء الطير. والصَّقر: أحسبها دائرة في الرأس ولا أقف عليها، وهي من أسماء الطير. والقَطاةُ: مقَعد الرَّدْف وهي من أسماء الطير، وقد تقدم ذكرها. والُحرُّ: من الطير، يقال إنه ذكَر الحَمام، وهو من الفرس: سواد يكون بظاهر أذنيه. والحِدَأة: من الطير، وأصلها الهَمْزُ ولكنه خُفف للضرورة، وهي سالفة الفرس. والخَرَب: هو الذي تراه مثل المُدْهُن في وَرِكِ الفرس، وهو من الطير ذَكَرُ الُحبَاري.

‌الباب الخامس

‌فيما يستحب في أعضاء الفرس من الصفات

‌وما يستحسن أن يكون شبيهاً من الحيوان

ص: 12

الحُسن في جميع أعضاء الفرس مقرون بالجَودة، ودليل على العِتْق، والشِّدة، ومجموع ذلك هو الكَرم. وقلما تجتمع كلها في فَرَسٍ واحد، ولكن حظه من الكَرَم بقدر ما اجتمع له منها. فمن مستحسن أوصاف الأعضاء طول نَصْلِ الرأس، وطولهُ: بُعدُ ما بين ناصيته وجَحْفَلَته. ومنها هَرَتُ شدقيه، وشِدْقاه مَشَقُّ فيه إلى مآخر لحْيَيه، وهَرَتُها: طول شقهما، وذلك ليتمكن من إخراج النَّفَس. ومنها رقة جحافله وسُبوطتها، وجحافله: ما يتناول به العلف، وأحدها جَحْفَلَةٌ. ومنها طول لسانه وذلك لكًثرة ريقه، ويستحب كثرة ريقه للإراحة. ومنها رقه أرنبته، وأرنبتُه: ما بين منخريه، وذلك للحُسن ويُستدل به على العِتْق. ومنها رُحْب مَنْخَرَيه ودقتها وطول شقهما وطول أعاليهما وهَرَتُ أسافلهما، فالرُّحْب لسرعة الإراحة، والدقة للحسن. ومنها لطف مُسْتْطعَمِه، ومستطعَمُه ما بين مَرْسَنِه إلى طرف جَحْفلَتِهِ، وذلك للحسن. ومنها تَدَانِي صبَّيْ لَحْيَيْه، وهما مجتمع أطرافها من أسفل، وذلك للحُسنِ. ومنها دقَّةُ مَرسِنِه ولطفُه، ومرسنُه موضع الحَكَمَة على أنفه، وذلك للحسنَ. ومنها اعتدال قصبة أنفه، وهي ما بين خُليْقائه، وخليقاؤه: حيث التقت جبهته وقصبة أنفه من مستقدمهما، وذلك للحسن. ومنها دقة عُرْضَيْ أنفه وسهولتهما، وعُرْضاه: مبتدأ ما أنحدر من قصبة الأنف من جانبيهما جميعاً، فذلك للحسن، وهو دليل العِتْق. ومنها رقة نواهقه وأن لا تنتشر في وجهه، ورقتهما: قلة ولُصُوق الجلد فيهما، وذلك للحسن، ويستدل به على العِتْق. ومنها عُرْىُ سمومه، وسُمومُه: مارقَّ عن صلابة اللحم من جانبي قصبة أنفه من أعلاهما إلى نواهقه، وهي مجاري دموعه، وذلك للحسن ويُستدل به على العِتق. ومنها إسالةُ خدَّيه وسهولتهما وعِرضَهما وأسالتهما: طولهما، وذلك للحسن ويستدل به على العِتق. ومنها رُحب شَجْره، وشَجْرُهُ: ما بين لحْيَيْه من أسافلهما، وذلك لسَعة مخرج نَفَسه. ومنها رقة جفونه، وهي: ما انطبق على المُقْلتين من الجلد من أعاليهما وأسافلهما، وذلك للحسن، ويُستدل به على العِتْق. ومنها نَجَلُ مقلتيه وصفاؤهما وشدة سوادهما، والمُقْلَتان: العينان، ونَجَلهُما: سَعَتُهما، وذلك للحسن. ومنها بُعدُ مدى طَرْفه وحدَّتُه، وذلك لصدق الصرامة. ومنها ضيقُ واحتشاؤهما، وبعُد عينيه من اذنيه، ووقْباه: النقْرتان فوق عينيه. ورقَّهُ حاجبه مما يُستدل به على عِتْقه. ومنها عِرَض جبهته وعُرْيُها ولصوق جلدها بها، وجبهتهُ: ما تحت أذنيه وفوق عينيه من هامته. ومنها طول أذنيه وجَلَدُهُما: لُطُف طيِّهما، وذلك للحسن. ومنها رقة الأذنين ولينهما وتَطْرِيُقهما، والتطريقُ: التأليل، وهو دقة أطرافهما، وذلك للحسن، ويستدل به على العتق. ومنها في الأذنين شِدَّتهما، وذلك للصدق والصرامة. ومنها سُبُوطة ناصيته وطولها وشدة سوادها ولينها. ومنها لين الشَّكير وطمأنينته في منبته، والشَّكيرُ: ما أطاف بالناصية من قصير الشعر، وهو مما يستدل به على العِتْق. قال أبو عبيدة: وهو أبين شاهد في الفرس على عتقه، فأن وجُدت فيه خشونة لم يسلم من هُجْنةٍ. ومنها طول عنقه ما بين ناصيته إلى عُذرته، وعُذْرَتُه: ما كان على كاهله من شعر عُرفه، وذلك لحسنها وشدتها واستعانة الفرس بها في جريه، أعنى العُنُق، وهي مؤنثة؛ قال أبو عبيدة: والذَّكَر أحوج إلى طول العُنُق من الأنثى وإنما قال أبو عبيدة ذلك لأن عُنق الذّكر غليظة، فطولها متمم لِعْتْقِها وحسُنِها، وعُنُقُ الأنثى رقيقة، فطولُها يُضعفها ويذهب بجمالها. قال ابن قُتَيْبة:) ويستحب في العنق الطول واللين، ويكره فيها القصر والجُسْأة (. وذُكِرَ في حد الطول المستحسن أن سليمان بن ربيعة فَرقَّ بين العتاق والهُجُن بالأعناق، فدعا بطست من ماء فوضعت بالأرض، ثم قدمت الخيل إليها واحداً واحداً، فما ثنى سُنْبُكه ثم شرب هجَّنه، وما شرب ولم يَثْن سنبكه جعله عتيقاً.

ومنها رقة مذبحه وهو منقطع عنقه مما يلي رأسه، ذلك للحسن.

ص: 13

ومنها دقة سالفته، وسالفته: ما دقَّ من أعلى عنقه إلى قَذَاله خلف خُشَشاوَيه، وخُشَشَاوَاه: العظمان الشاخصان خلف أذنيه، وذلك للحسن والاستدلال على العِتْق. ومنها إفراع عَلَابيِهَّ وشدة مركَّبهِمِا في كاهله، وعِلباواهُ: عصبتان تحت العُرشين، والعُرْشَان: منبت عُرفَهَ. وذلك أشد لوصل عنقه في الكاهل. وإفراع العَلابيَّ هو ارتفاعهما، وذلك أحسن في المنظر في انصبابهما. ومنها عرض عنقه من أصلها، واضطراب جِرَانه، ويكون ذلك من إفراع العلَابيَّ وانحدار الجرَان، وذلك لشدة العُنق؛ وجرانه: ما فرق مريئه وحُلْقومه من جلدة باطن عنقه، وذلك أرحب لمخرج نفسه. ومنها إشراف هَاِدِيهِ، وهاديه عنُقه، وذلك للشدة والحسن. ومنها إفراع كتفيه في حَارِكِهِ وغموضها فيه من أعاليهما، وإفراعُهُما: هو ارتفاعهما في حاركه. ومنها عُرىُ أَخْرَمَيْه وتأنيفهما، والأخرمان: هما رءُوس الكتفين من قبل العضدين، وعُريهما: قلة لحمهما، وتأنيفُهما: حدتهما. فإذا كانت كذلك بَعُدَ ما بين منكبيه ورحب لبانه وما بين جوانحه لمخرج نفسه، وأشتد التئام رءوس العضدين في الكتفين. ومنها نُتُوءمَعَدَّيه وكثرةُ لحمهما، ومَعدَّاهُ: اللحم الغليظ المجتمع في جنبيه خلف كتفيه، وهما موضع الدَّفَّتين من السرج.

واستُحب ذلك لشدتهما وإجفار ما تحتهما من الضلوع لتَنَفُّسه بموضع الرَّبْلَتَين، لأنهما منتهى الرَّبْوِ، فإذا ضاق مكانهما وانتفختا ضغطتا القلب فَغَمَّتَاهُ فأخذه لذلك الَكَرْب. قال ذلك كله أبو عبيدة. ومنها قصر ظهره، وحدُّ ظهره: ما بين منقطع حاركه من أسفله إلى ما بين القُصْرَيَين من صُلبه. ومنها اعتدال صلبه، واعتدالُه: استواؤه وعرض فِقَرهِ، والفِقر جمع فَقْرَة، وهي خَرَزُ الظهر، ويقال لها المَحَالُ، وذلك مراد للشدة والحسن. ومنها لَحبُ مَتْنَيْه، ولحُبه: ضمور لحمه، وفرس مَلْحوب منه.

قال أًبو عبيدة: وقد أَخْظَى، وهو شديدٌ، والخْظاَ. هو ارتفاع لحم المتْنين على الصَّلب واندماجه. قال غيره: إن الملحوب أشد احتمالاً للرَّبْوِ من الأخْظَى. ومنها أن يكون رحيب الجوف. ومنها إجفار جنبيه، وإجفارهما: انحناء ضلوعهما من أعاليهما واتساعها وطولهما، ويستحب عرضهما وسُبوغ الأضلاع فيهما، والسُّبوغ: الطول فيهما.

ومنها رُحْبُ إهابه، وإهابه: جلده، ورحبه: سعته. ومنها دخول موقِفَيْه، وموقفاه: ما دخل من وسط الشاكلة إلى منتهى الأطْرَة، وذلك للشدة. ومنها شدة حَقْوه، وحقوُه: مَوْصِل صلبه في عَجُزِهِ مستدبراً بما ظهر منه وما بطن.

ويستجيب أيضاً عِرَضه وكثرة لحمه واستواء لحمه مع ظهره وقربه من أطْرَته. ومنها إشراف قَطاتَه وكثرة لحمها، وقطاته: مقعد الرِّدف خلف الفارس، وذلك لشدة وصل) (عَجُزِه في صلبه. ومنها إشراف حَجَتيه وتأنيفُهما وبُعد ما بينهما، وحَجَبتاه: هما حرقفتاه. ومنها عرض وَركَيْه وكثرة لحمهما وطولهما ولصوق الجلد بهما. قال أبو عبيدة: وإن يكون فيهما سفح قليل أَصْدَقُ لهما في الجرى، يعنى بالسَّفح العرض في استناد، مأخوذ من سفح الجبل. قال: والتربيع أحسن لهما في النظر. وعِرَض الوركين خير لهما من الطُّول. ومنها شدة عَجْيه وغِلُظهُ من غير إفراط في ارتفاع ولا غموض، وذلك لشدته. قال أبو عبيدة: وأحسن حالاته التوسط بين الغموض والإشراف. ومنها استيفار برْكته في نحوه. وبِرْكتُه: من حيث انضمت الفَهْدتان من أعاليهما إلى الذي دون العضدين، إلى غُضون الذراعين من باطنهما.

ومنها خروج جؤجئه، وجؤجؤُه: ملتقى فهدتيه من أسافلهما، وفَهْدَتاه: اللحمتان الناتئتان في صدره. ومنها عِرضَ بَلْدَته، وبلدته: منقطع الفهدتين من أسافلهما إلى عضديه، ومنها رَهَل صدره وبركته وجوجئه وفهدتيه وبلدته، وذلك أشد لصدره وأشرح لمنكبيه. ومنها قَصُر عضديه، وذلك ليخرج مَنْكِباه ويدخل مِرْفَقاه، لأنها إذا قصرت دفعت مُرَكبَ الكتف فيها وأتبعها الذراع فدخلت؛ وإذا طالت رفعت رأس الذراع حتى يخرج مِرْفَقاه، وذلك أشد لتَفَرُّقِ يديه. وعضداه: هما العظمان اللذان بين كتفه وذراعيه.

ص: 14

ومنها انحدار قَصِّه: وقضُّه: ما بين الرُّهابة إلى منقطع أسفل الفهدتين وآخر فَلكِ الزور، وعندها تنقطع الجوانح وتتفرق الضلوع، وذلك أسْبَغُ لضلوعه وأتم لأخذه. ومنها طول ذراعيه وعَبَالتهما، وذراعاه: ما بين عضديه وركبتيه، وعبالتُهما: عظمهما. ومنها رخاوة مَرْدَغَته وعِظَمُ ناهضه، والمردغة: هي اللحمة التي في أصول العضدين من خلفهما مما يلي الفريضة، والناهضُ: خَصِيلَةُ العضد الناشزة فوقه، فكلما عظمت وعترت وغلظت فهو خير له. ومنها كثرة الغضون بين العضدين والفهدتين وباطن الذراع والإبطين من الجلد، وذلك أَسْرَحُ ليديهإذا جرى. ومنها لطف زوره من موضع المرفقين وعُرْيُهُ، وزوره: قصُّه، وقد تقدم ذكره. ومنها عِظم عَظْم الذراعين وغلظ حبالهما وظهور غرورهما؛ فحبالهما: العصب الظاهر عليهما، والغُرور: بين الحبال، وهي الطرائق التي تفرق خصائل اللحم. ومنها لطافة ركبتيه وشدة سمومهما، وإكراب أَسْرِهَمَا وقرب ما بينهما، وذلك للشدة وقلة الفتور، لأنها وَصْلُ بين الذراع والوظيف، فإذا كانتا كان أبطأ لفتورهما. ومنها قِصَرُ وظيفي يديه وعِرضهما وأحديداب قَيْنَيهْمِا، فوظيفاه: ما بين ركبتيه وجُبَّتيه، وقيناهما: الظُّنْبُوبان، وهما مقاديم وظيفي اليدين، ولصوق جلدهما بهما، وقلة حشوهما، وفرش عصبهما وعرضه وعبالتهما. ومنها لطافة جُبَّتِه وتَمَحَّصُها، وجُبَّته: ملتقى الوظيفين وأعلى الَحْوشب. ومنها صغر العُجاية وقلة لحمها وغموض العصب فيها وصغر قَمَعتها، والعُجاية: مؤخر الجبة حيث تفَرَّق عصب يديه، وفيها منبت الثُّنة، والثنَّة: الشعر النافر في مؤخر الجبة، وقمَعَتُها ما في جوف الثنَّةِ من طرف الْعُجَاية الذي. لا ينبت شعراً.

ومنها إكراب رسغيهِ وعبالتهما، وإن يكون فيهما غَلَبٌ، والرسغ ما بين الجبة والأشعر، وإكرابه: شدة أسرة، وعبالته: غلظه، وغلبُه: احديدابه مع غلظه. ومنها عرض باطن الَحْوْشبَ من موضع أم الْقِرْدان، والحوشب: عَظْمُ الرسغ، وأم القِرْدان: هي الهَزْمَةُ في باطنه، وذلك للشدة.

ومنها عِظم حافره، وإفجاج حواميه، وحِدَّةُ سنبكه. ومنها بُعْد أَلْيَةِ حافره من الأرض، والأَلْيَةُ: اللحمة التي في أعلى الحوامي من مؤخر الأشعر، واستحب ذلك لصبره على صك الأرض واحتماله ما فوقه من الثقل، وفيه مع الشدة الحسن. ومنها كثرة لحم كاذَتَيْهما وعِرَض فائلهما؛ والفلائلان: دوائر الفخذين، وهما أسفل من الكاذتين.

ومنها عِظَمُ الربلتين، والرَّبْلتان: ملتقى باطن الفخذين من أعلاهما من اللحم، وذلك مستَحب لتمام شدة الفخذين، وعليهما يعتمد في عَدْوه. ومنها توليج ثَفِنَتيْه، وهو انضمام بعضها إلى بعض ولصوق الجلد على رءوسهما، والثَّفِنتان: هما مُرَكَّبُ الفخذين في أعلى الساقين. قال أبو عبيدة: واسْتحِبَّ ذلك لأنهما إذا وُلِّجتا كان أجمع لرجليه في أخذه، وأقوى لهما على ما فوقهما من الثقل، وأصبر له على طول الُحْضْر، وذلك لاجتماعهما ودخولهما تحت ما فوقهما من ثقل جسده، وكره انقلابهما وخروجهما للضعف، لأن الرّجلين إذا ما انقلبت ثَفِنَتَاهما اتسع رُفْعُهُما وخلا ما تحت جسده لانفتاحهما، فكان أسرع لفتوره، وأضعف لرجله.

ومنها قِصَرُ ساقيه وعِرَضهما، ويستحب التحنيب فيهما، وهو تقويسهما، وعِظَمُ حَمَاتَيْهما وانْتِبَارُهما، والحماة: اللحم المجتمع الشاخص في وسط الساقين من ظاهرهما، وعُرىُ بواطنهما من اللحم، وهو ظهور نَسيَيَهْما، والنَّسا: عِرقٌ في باطن الساق ما بين الحماتين والكعبين، وهذا كله مستحب لشدة انقباض الرَّجْلين في العَدْو، وشدة الضَّرْح بهما، وسرعة الضَّبْر. ومنها صغر كعبيه وصَمَعُهما ولصوق الجلد بهما وعُرى مَنْجميهما؛ وكعباه: هما بين الوظيفين والساقين؛ وصمعهما: صلابتهما واكتنازهما؛ والمَنْجِمان: عظمان شاخصان في باطن الكعبين، وذلك لأن الكعب وصْل يحُتاج إلى شدته، لطول صَكَّه الأرض برجله وشدة قبضها، فإذا لم تكن كذلك لم يَضْبِرْ. ومنها تأنيف عُرْقوبيه واستواؤهما بَعَصَب مؤخر رجليه وشدة لصوق الجلد بهما، واستحب ذلك منه للشدة وانقباض الرجلين.

ص: 15