الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله مدبر الدهور ومدول الأيام والشهور المان بكرمه المتفضل بإحسانه حمدا كثيرا كما ينبغي لعظيم شأنه وأشهد أن محمدا عبده ورسوله وسيد البشر صلى الله عليه وعلى آله وأصحابه أبي بكر الصديق ومن بالتاريخ أمر وعلى بقية الصحابة أجمعين وعلى التابعين إلى يوم الدين.
أما بعد فلما كان شيخنا الإمام الأستاذ العالم العلامة المتفنن رأس المحدثين وعمدة المؤرخين تقي الدين أحمد بن علي المقريز الشافعي أيقن من حرر تاريخ الزمان وأضبط من ألف في هذا الشأن وأجل تحفة استفرعها وعمدة ابتدعها كتابه المسمى بالسلوك في معرفة دول الملوك قد انتهى فيه إلى أواخر سنة أربع وأربعين وثماني مائة وهي السنة التي توفي فيها ولم يكن من بعده من يعول عليه في هذا الفن ولا من يرجع إليه إلا الشيخ الإمام العالم العلامة قاضي القضاة بدر الدين محمود العيني الحنفي فأردت أن أعلم حقيقة أمره في هذا المعنى ونظرت فيما يعلقه في تلك الأيام فإذا به كثير الغلطات والأوهام وذلك لكبر سنة واختلاط عقله وذهنه بحيث أن الشخص لا تمكنه الفائدة من ذلك إلا بعد تعب كثير لاختلاف الضبط وعدم التحرير فلما رأيت
ذلك أحببت أن أحيى هذه السنة بكتابة تاريخ يعقب موت الشيخ تقي الدين المقريزي وجعلته كالذيل على كتاب السلوك المذكور وسميته " حوادث الدهور في مدى الأيام والشهور " ورتبته على السنين والشهور والأيام وجعلت ابتدائي فيه من افتتاح سنة خمسة وأربعين وثماني مائة لكن لم أسلك فيه طريق الشيخ المقريزي في تطويل الحوادث في السنة وقصر التراجم في الوفيات، بل أطنبتُ في الحوادث وأوسعت في التراجم، لتكثر الفائدة من الطرفين، وما وجدتَه مختصراً من التراجم راجع فيه كتابنا (المنهل الصافي) فإني هناك شفيت الغلة وأزحت العلة والله أسأل أن يوقفني لما يرضيه ويعينني على ما شرعت فيه إنه الميسر لكل عسير وهو على ما يشاء قدير وبالإجابة جدير وهو حسبي ونعم الوكيل.