المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌تتمة في التلقين بعد الدفن - الآيات البينات في عدم سماع الأموات

[ابن الألوسي]

الفصل: ‌تتمة في التلقين بعد الدفن

‌تَتِمَّة فِي التَّلْقِين بعد الدّفن

اعْلَم أَن مَسْأَلَة التَّلْقِين قبل الْمَوْت لم نعلم فِيهَا خلافًا وَأما بعد الْمَوْت وَهِي الَّتِي تقدم ذكرهَا فِي الْهِدَايَة وَغَيرهَا فَاخْتلف الْأَئِمَّة وَالْعُلَمَاء فِيهَا فالحنفية لَهُم فِيهَا ثَلَاثَة أَقْوَال

الأول أَنه يلقن بعد الْمَوْت لعود الرّوح للسؤال

وَالثَّانِي لَا يلقن

وَالثَّالِث لَا يُؤمر بِهِ وَلَا ينْهَى عَنهُ

وَعند الشَّافِعِيَّة يلقن كَمَا قَالَ ابْن حجر فِي التُّحْفَة

ص: 20

وَيسْتَحب تلقين بَالغ عَاقل أَو مَجْنُون سبق لَهُ تَكْلِيف وَلَو شَهِيدا كَمَا اقْتَضَاهُ إِطْلَاقهم بعد تَمام الدّفن لخَبر فِيهِ وَضَعفه اعتضد بشواهد على أَنه من الْفَضَائِل فَانْدفع قَول ابْن عبد السَّلَام أَنه بِدعَة انْتهى

وَأما عِنْد الإِمَام مَالك نَفسه فمكروه قَالَ الشَّيْخ عَليّ الْمَالِكِي فِي كِتَابه كِفَايَة الطَّالِب الرباني لختم رِسَالَة ابْن أبي زيد القيرواني مَا لَفظه

وأرخص بِمَعْنى اسْتحبَّ بعض الْعلمَاء هُوَ ابْن

ص: 21

حبيب فِي الْقِرَاءَة عِنْد رَأسه أَو رجلَيْهِ أَو غَيرهمَا ذَلِك بِسُورَة يس لما رُوِيَ أَنه صلى الله عليه وسلم قَالَ مَا من ميت يقْرَأ عِنْد رَأسه سُورَة يس إِلَّا هون الله تَعَالَى عَلَيْهِ وَلم يكن ذَلِك أَي مَا ذكر من الْقِرَاءَة عِنْد المحتضر عِنْد مَالك رَحمَه الله تَعَالَى أمرا مَعْمُولا وَإِنَّمَا هُوَ مَكْرُوه عِنْده وَكَذَا يكره عِنْد تلقينه بعد وَضعه فِي قَبره انْتهى

وَأما الحنبلية فَعِنْدَ أَكْثَرهم يسْتَحبّ قَالَ الشَّيْخ عبد الْقَادِر بن عمر الشَّيْبَانِيّ الْحَنْبَلِيّ فِي شرح دَلِيل الطَّالِب مَا لَفظه

وَاسْتحبَّ الْأَكْثَر تلقينه بعد الدّفن انْتهى

واستفيد مِنْهُ أَن غير الْأَكْثَر من الْحَنَابِلَة يَقُول بِعَدَمِ التَّلْقِين بعد الْمَوْت أَيْضا

ص: 22

وَأما الظَّاهِرِيَّة فَالظَّاهِر من كَلَام أبي مُحَمَّد بن حزم الَّذِي هُوَ من أجل الْعلمَاء الظَّاهِرِيَّة عدم التَّلْقِين أَيْضا كَمَا سَيَأْتِي فِي الْفَصْل الثَّالِث فَلَا تغفل

ص: 23