الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
للحنفية أَيْضا فِي مَسْأَلَة عدم سَماع الْمَوْتَى وَإِن خالفهم فِي غَيره وَهُوَ من أجل عُلَمَاء مَذْهَب دَاوُد الظَّاهِرِيّ الْمُجْتَهد الْمَشْهُور
تتمه
قَالَ الْعَلامَة أَبُو الْحسن عَليّ سيف الدّين الْآمِدِيّ الْأَشْعَرِيّ فِي كِتَابه أبكار الأفكار مَا عِبَارَته
الْفَصْل الثَّالِث فِي عَذَاب الْقَبْر وَمَسْأَلَة مُنكر وَنَكِير
وَقد اتّفق سلف الْأمة قبل ظُهُور الْخلاف وَأَكْثَرهم بعد ظُهُوره على إِ ثبات إحْيَاء الْمَوْتَى فِي قُبُورهم وَمَسْأَلَة الْملكَيْنِ لَهُم وَتَسْمِيَة أَحدهمَا مُنكر وَالْآخر نكيرا وعَلى إِثْبَات عَذَاب الْقَبْر للمجرمين والكافرين وَذهب أَبُو الْهُذيْل
وَبشر بن الْمُعْتَمِر إِلَى أَن من لَيْسَ بِمُؤْمِن فَإِنَّهُ لَا يسْأَل ويعذب فِيمَا بعد النفختين أَيْضا وَذهب الصَّالِحِي من الْمُعْتَزلَة وَابْن جرير الطَّبَرِيّ وَطَائِفَة من الكرامية إِلَى تَجْوِيز ذَلِك على الْمَوْتَى فِي قُبُورهم وَذهب بعض الْمُتَكَلِّمين إِلَى أَن الآلام تَجْتَمِع فِي أجساد الْمَوْتَى وتتضاعف من غير حس بهَا فَإِذا حشروا أحسوا بهَا دفْعَة وَاحِدَة وَذهب ضرار بن عَمْرو وَبشر المريسي وَأكْثر الْمُتَأَخِّرين من الْمُعْتَزلَة إِلَى إِنْكَار ذَلِك كُله وَأنكر الجبائي وَابْنه والبلخي تَسْمِيَة الْملكَيْنِ
مُنْكرا ونكيرا مَعَ الِاعْتِرَاف بهما وَإِنَّمَا الْمُنكر مَا يصدر من الْكَافِر عِنْد تلجلجه إِذا سُئِلَ والنكير تقريع الْملكَيْنِ لَهُ
وَالدَّلِيل على إحْيَاء الْمَوْتَى فِي قُبُورهم قبل الْحَشْر قبل الْحَشْر قَوْله تَعَالَى {رَبنَا أمتنَا اثْنَتَيْنِ وأحييتنا اثْنَتَيْنِ} وَالْمرَاد بالإماتتين مَا بَين الموتة الَّتِي قبل مَزَار الْقُبُور والموتة الَّتِي بعد مساءلة مُنكر وَنَكِير وَالْمرَاد بالحياتين الْحَيَاة الأولى والحياة لأجل المساءلة على مَا قَالَه الْمُفَسِّرُونَ فَإِن قيل لانسلم أَن المُرَاد بالإماتتين والحياتين مَا ذكرتموه وَمَا ذكرتموه عَن الْمُفَسّرين فَهُوَ معَارض بِمَا يناقضه من قَول غَيرهم من الْمُفَسّرين أَيْضا فَإِنَّهُ قد قيل إِن المُرَاد بالإماتتين
الموتة الأولى فِي أطوار النُّطْفَة قبل نفخ الرّوح فِيهَا وَالثَّانيَِة الَّتِي قبل مَزَار الْقُبُور وَالْمرَاد بالحياتين الْحَيَاة الَّتِي قبل مَزَار الْقُبُور وَالْمرَاد بالحياتين الْحَيَاة الَّتِي قبل مَزَار الْقُبُور والحياة لأجل الْحَشْر وَلَيْسَ أحد الْقَوْلَيْنِ أولى من الآخر بل هَذَا القَوْل أولى لِأَنَّهُ لَو كَانَ كَذَلِك فَيكون على وفْق الْمَفْهُوم من قَوْله تَعَالَى {وأحييتنا اثْنَتَيْنِ} أثنين حَيْثُ يدل بمفهومه على نفي حَيَاة ثَالِثَة وَمَا ذكرتموه يلْزم مِنْهُ أَن يكون الْإِحْيَاء ثَلَاث مَرَّات الْأَحْيَاء الأول قبل مَزَار الْقُبُور والأحياء الثَّانِي للمسألة والأحياء الثَّالِث للحشر وَهُوَ خلاف الْمَفْهُوم
قُلْنَا بل مَا ذَكرْنَاهُ أولى لوَجْهَيْنِ الأول أَنه الشايع المستفيض بَين أَرْبَاب التَّفْسِير وَمَا ذكرتموه نقُول شذوذ لَا يؤبه لَهُم
الثَّانِي أَنه حمل الأماتة على حَالَة أطوار النُّطْفَة مُخَالف للظَّاهِر فَإِن الأماتة لَا تطلق إِلَّا بعد سَابِقَة الْحَيَاة
ثمَّ إِنَّه أَطَالَ فِي الْأَجْوِبَة إِلَى أَن قَالَ فِي الْكَلَام على