المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌جنازة ابن تيمية - دروس الشيخ عائض القرني - جـ ١٣٧

[عائض القرني]

فهرس الكتاب

- ‌حلاوة الإيمان

- ‌ثلاث من كن فيه وجد حلاوة الإيمان

- ‌لا يزال لسانك رطباً من ذكر الله

- ‌لمحات من حياة شيخ الإسلام ابن تيمية

- ‌مولد شيخ الإسلام

- ‌ابن تيمية في الثامنة من عمره

- ‌ابن تيمية يقاتل التتار

- ‌ابن تيمية في السجن

- ‌زهد ابن تيمية

- ‌عفو وصفح ابن تيمية

- ‌جنازة ابن تيمية

- ‌علم ابن تيمية

- ‌ترجمة بعض رجال الحديث

- ‌أيوب السختياني

- ‌أبو قلابة

- ‌سبب تثنية الضمير في (سواهما)

- ‌أسباب حب الله عز وجل

- ‌الطريق الأول إلى حب الله: القيام بالفرائض

- ‌قراءة القرآن سبب إلى حب الله

- ‌ذكر الله دائماً

- ‌التقرب إلى الله بالنوافل

- ‌أسباب حب النبي صلى الله عليه وسلم

- ‌منة الله على عباده بإرساله صلى الله عليه وسلم

- ‌النظر إلى خصال الخير فيه صلى الله عليه وسلم

- ‌النظر في رحمته وشفقته ويسره

- ‌العبودية لا تتم إلا بحبه صلى الله عليه وسلم

- ‌الحب في الله وبعض صوره

- ‌هل كل مسلم نتولاه

- ‌الحث على حب الصالحين

- ‌ابن المبارك يوصي بمجالسة مسعر بن كدام

- ‌محبة عمر لأبي عبيدة بن الجراح

- ‌الحسن بن علي يحب المساكين

- ‌الحذر من أسباب الزيغ

الفصل: ‌جنازة ابن تيمية

‌جنازة ابن تيمية

خرجت جنازته في الضحى، فخرج الناس من كل السكك ومن كل صوب، وأغلقت المحلات والحوانيت والأسواق وتوقف اليهود والنصارى عن مزاولة الأعمال، ولما خرجت هذه الجنازة قال ابن كثير: خرج الناس من باب دمشق يدخلون إلى المسجد الجامع ودخلوا من باب البريد ومن باب الجابية حتى حصروا بما يقارب بثمانمائة ألف، وخرجت النساء على الأسطحة بما يقارب ثلاثين ألف امرأة، كل الناس يبكون ويكبرون ويهللون.

أما جنازته فيقول ابن كثير: كنت فيمن رآه ودخلت مع المزي ورفعت الثوب عنه بعدما غسل، فرأيت الشيب قد اعتلى رأسه فقبلته وبكيت وقلت:

على مثل ليلى يقتل المرء نفسه وإن كان لا يرضى بـ ليلى المواليا

خرجت جنازته واحتملها الناس قالوا: ومن كثرة الناس لو صب حب السمسم على الناس لما وقع منه شيء، من اصطفاف الناس ومن زحمة الناس، قال: وتقطعت الأحذية وتمزقت ثياب الناس، قال: وأما الجنازة فإنها تذهب مرة على الأصابع من كثرة من يحملها قال: تذهب إلى باب الفراديس وتعود على الأصابع حتى تعود إلى المسجد، ثم تذهب إلى هناك ثم تعود وفي الأخير بكل مشقة أدخلت في الجامع الأموي، ووضعت هناك، وجاء الجنود معهم الخيزران -كما يقول المؤرخون- يطردون الناس عن الجنازة حتى توقفت الجنازة، قام إمام دمشق فكبر فبكى عند التكبيرة الأولى على ابن تيمية، وصُلِّي عليه مرات كثيرة، وفي الأخير زحف الناس إلى مقبرته وواروا جثمانه الطاهر، ورئيت له منامات عظيمة جداً، ومن أراد الاستزادة من علم هذا العالم فعليه أن يراجع سيرته.

وأوصي نفسي وكل مسلم وطالب علم أن يقرأ لـ ابن تيمية بلا فتور ولا ملل، فإنه والله العظيم كما يقول كثير من أهل العلم الذين عاصروه والذين قرأوا كلامه: ما سمعنا بمثله من بعد القرون الثلاثة المفضلة ولا قرأنا لمثله، وعلى كلامه نور من الله.

ص: 11