المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌ابن تيمية في السجن - دروس الشيخ عائض القرني - جـ ١٣٧

[عائض القرني]

فهرس الكتاب

- ‌حلاوة الإيمان

- ‌ثلاث من كن فيه وجد حلاوة الإيمان

- ‌لا يزال لسانك رطباً من ذكر الله

- ‌لمحات من حياة شيخ الإسلام ابن تيمية

- ‌مولد شيخ الإسلام

- ‌ابن تيمية في الثامنة من عمره

- ‌ابن تيمية يقاتل التتار

- ‌ابن تيمية في السجن

- ‌زهد ابن تيمية

- ‌عفو وصفح ابن تيمية

- ‌جنازة ابن تيمية

- ‌علم ابن تيمية

- ‌ترجمة بعض رجال الحديث

- ‌أيوب السختياني

- ‌أبو قلابة

- ‌سبب تثنية الضمير في (سواهما)

- ‌أسباب حب الله عز وجل

- ‌الطريق الأول إلى حب الله: القيام بالفرائض

- ‌قراءة القرآن سبب إلى حب الله

- ‌ذكر الله دائماً

- ‌التقرب إلى الله بالنوافل

- ‌أسباب حب النبي صلى الله عليه وسلم

- ‌منة الله على عباده بإرساله صلى الله عليه وسلم

- ‌النظر إلى خصال الخير فيه صلى الله عليه وسلم

- ‌النظر في رحمته وشفقته ويسره

- ‌العبودية لا تتم إلا بحبه صلى الله عليه وسلم

- ‌الحب في الله وبعض صوره

- ‌هل كل مسلم نتولاه

- ‌الحث على حب الصالحين

- ‌ابن المبارك يوصي بمجالسة مسعر بن كدام

- ‌محبة عمر لأبي عبيدة بن الجراح

- ‌الحسن بن علي يحب المساكين

- ‌الحذر من أسباب الزيغ

الفصل: ‌ابن تيمية في السجن

‌ابن تيمية في السجن

هذا هو شيخ الإسلام الذي ابتلي في عرضه، وجسمه وفي سمعته وفي كل ما يمت له بمصلحة، حتى أنه رضي الله عنه قبل أن يتوفى بعشر سنوات أو ما يقاربها، عندما أدخل السجن، أدخلوه لأن الحق معه والباطل مع غيره، لكن أهل الباطل هم الذين أدخلوه السجن، فلما أدخلوه السجن أغلقوا عليه باب السجن، فتبسم والتفت إلى الباب وإلى السجان وقال:"فضرب بينهم بسور له باب باطنه فيه الرحمة وظاهره من قبله العذاب"، ثم أخذ يتبسم إلى الناس الذين في السجن وقال:"ماذا يفعل أعدائي بي!؟ -يعني ماذا يفعلون بي- أنا جنتي وبستاني في صدري، أنى سرت فهي معي، قتلي شهادة، وإخراجي من بلدي سياحة، وسجني خلوة" ثم كان يقول: "المأسور من أسره هواه، والمقطوع من انقطع عن ربه" أو كلام يشبه هذا.

قال ابن القيم: والله لقد كانت تضيق بنا الدنيا بما رحبت وتضيق بنا أنفسنا؛ فنأتي إليه فما هو إلا أن نرى وجهه ونسمع كلامه فيذهب كل ذلك عنا؛ لكثرة اتصاله بالله، ويقول هو عن نفسه: والله لا أترك الذكر إلا لأجم نفسي؛ -أرتاح قليلاً- ثم أعود، وقال له بعض تلاميذه: يا أبا العباس! ما نرى لسانك يفتر من ذكر الله؟

قال: قلبي كالسمكة إذا خرجت من الماء ماتت.

هذا هو ابن تيمية رحمه الله.

ص: 8