المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌استجابة الله لدعاء المؤمنين - دروس الشيخ عائض القرني - جـ ١٦٢

[عائض القرني]

فهرس الكتاب

- ‌ثمرات النصر

- ‌الوحي غيث القلوب

- ‌ثمرات النصر

- ‌حب الأمة للشهادة في سبيل الله

- ‌قصص بعض عشاق الشهادة في سبيل الله

- ‌استعداد الأمة للجهاد

- ‌التخلص من الغثائية

- ‌معرفة الرجال وهم أهل لا إله إلا الله

- ‌عودة الأمة إلى ربها

- ‌القضاء على أعداء الله

- ‌استجابة الله لدعاء المؤمنين

- ‌ارتفاع الإيمان في قلوب المؤمنين

- ‌ظهور أمر المنافقين

- ‌استشعار نعمة الأمن والاستقرار

- ‌الحق لا تحميه إلا القوة

- ‌العلاقة والصداقة والأخوة ميزانها طاعة الله

- ‌النعمة لا تدوم إلا بالشكر

- ‌معرفة أن النصر بيد الله وبتأييده

- ‌عدم الرهبة من الموت

- ‌معرفة أن الصراع بين الإسلام والكفر ما زال مستمراً

- ‌الأسئلة

- ‌حزب البعث وصدام حسين

- ‌سبب خذلان حزب البعث

- ‌نصيحة في الرجوع إلى الله

- ‌استقبال رمضان

- ‌تعليق على ظهور الفنانين بعد انتهاء الأزمة

- ‌حقيقة العلامة التي يرفعها الناس بأصابعهم على شكل سبعة

- ‌آخر أخبار أفغانستان

- ‌أبيات شعرية في مدح النبي صلى الله عليه وسلم

الفصل: ‌استجابة الله لدعاء المؤمنين

‌استجابة الله لدعاء المؤمنين

الثمرة السابعة: أثر دعاء الصالحين في النصر، فالصالحين لهم أثر، تصور كم دعا من داعٍ في هذه الأزمة أن ينصر الله دينه، وأن يهلك طاغية العراق في الحرمين والمساجد! ولو قدر أن الجميع ما قبل دعاؤهم إلا واحداً أفلا يكفي؟! بلى دعاءٌ واحد يكفي فالله يقول:{وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ فَلْيَسْتَجِيبُوا لِي} [البقرة:186].

ذكر أحد الدعاة من الكويت اسمه طارق السويدان: أنه التقى في اثني عشر نائباً من مجلس النواب الأمريكي، وسألهم عن مشاعرهم في هذه الأزمة، فكلهم بلا استثناء كما ذكر ذلك في محاضرة مسجلة -ذكر أن لدعاء المسلمين في البلاد هنا أثر في الانتصار، وهذا رئيسهم يدعوهم وهو دينه محرف لا يقبله الله سبحانه وتعالى، فـ المسيحية لا يقبلها سبحانه وتعالى يقول:{وَمَنْ يَبْتَغِ غَيْرَ الْأِسْلامِ دِيناً فَلَنْ يُقْبَلَ مِنْهُ وَهُوَ فِي الْآخِرَةِ مِنَ الْخَاسِرِينَ} [آل عمران:85] ولكن رئيسهم دعاهم في وقت الهجوم البري أن يتجهوا إلى الكنائس ويدعون الله، لكن دعاء محرف، ودين باطل محرف، فكيف بالمسلمين إذا صدقوا والتجئوا إلى الله؟! كم من شيخ وعجوز وأم! وكم من طفل! دعوا الله عز وجل فلبى الله دعاءهم.

إذاً علينا أن نكثر من الدعاء، فنحن وعندنا سلاح معطل ما استخدمناه إلا قليلاً، وهو الدعاء الذي هو أقوى من صواريخ المعتدي:

دعها سماويةً تجري على قدر لا تفسدنها برأي منك منكوسِ

يقول أحد الصالحين لأحد الجبابرة وقد اعتدى عليه: "اللهم إني مغلوب فانتصر، ليس لي قوس ولا وتر ولا نبل ولكن عندي أقواس أريشها في السحر، ثم أطلقها بالدموع، ثم أرفعها فتصل علام الغيوب، فيقول: وعزتي وجلالي لأنصرنك ولو بعد حين".

قيل لـ علي بن أبي طالب -وهو ثابت عنه في الترجمة- كم بين العرش والأرض؟! قال: دعوة مستجابة.

وسجن يحيى بن خالد البرمكي سبع سنوات، أخذه الخليفة هارون الرشيد وسجنه، وكان يحي البرمكي وزيراً من أكبر الوزراء في الدنيا، فمكث سبع سنوات لا يرى الشمس، فزاره أحد أصدقائه، قال: يا يحيى! بعد النعيم تنزل في هذا السجن قال: نعم.

دعوة سرت في ظلام الليل غفلنا عنها، وما غفل الله عنها.

هذا أثر دعاء الصالحين فإنه لا يهلك مع الدعاء أحد، والأمة يجب عليها أن تثق بربها سبحانه وتعالى، وأن تحسن الظن به، وأن تعلم أنه الذي نصر رسوله في بدر ونصر أولياءه في كل المواقف وهو ينصرنا متى استنصرناه ومتى صدقنا معه سبحانه وتعالى.

ص: 11