المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌سبب خذلان حزب البعث - دروس الشيخ عائض القرني - جـ ١٦٢

[عائض القرني]

فهرس الكتاب

- ‌ثمرات النصر

- ‌الوحي غيث القلوب

- ‌ثمرات النصر

- ‌حب الأمة للشهادة في سبيل الله

- ‌قصص بعض عشاق الشهادة في سبيل الله

- ‌استعداد الأمة للجهاد

- ‌التخلص من الغثائية

- ‌معرفة الرجال وهم أهل لا إله إلا الله

- ‌عودة الأمة إلى ربها

- ‌القضاء على أعداء الله

- ‌استجابة الله لدعاء المؤمنين

- ‌ارتفاع الإيمان في قلوب المؤمنين

- ‌ظهور أمر المنافقين

- ‌استشعار نعمة الأمن والاستقرار

- ‌الحق لا تحميه إلا القوة

- ‌العلاقة والصداقة والأخوة ميزانها طاعة الله

- ‌النعمة لا تدوم إلا بالشكر

- ‌معرفة أن النصر بيد الله وبتأييده

- ‌عدم الرهبة من الموت

- ‌معرفة أن الصراع بين الإسلام والكفر ما زال مستمراً

- ‌الأسئلة

- ‌حزب البعث وصدام حسين

- ‌سبب خذلان حزب البعث

- ‌نصيحة في الرجوع إلى الله

- ‌استقبال رمضان

- ‌تعليق على ظهور الفنانين بعد انتهاء الأزمة

- ‌حقيقة العلامة التي يرفعها الناس بأصابعهم على شكل سبعة

- ‌آخر أخبار أفغانستان

- ‌أبيات شعرية في مدح النبي صلى الله عليه وسلم

الفصل: ‌سبب خذلان حزب البعث

‌سبب خذلان حزب البعث

‌السؤال

يعز البعض خذلان جيش البعث إلى القوة الآلية للقوى المتحالفة، وأنها دول متقدمة في هذا المجال، وأن العرب لولم يكن معهم الحلفاء لم يهزموا جيش البعث؟ ما رأيك بهذا الكلام أرجو إن كان هناك رد عليه؟

‌الجواب

على كل حال هذه الاحتمالات لا ندري صحتها وعلمها عند ربي في كتاب لا يضل ربي ولا ينسى، فمسألة لو لم يكن هذا لكان كذا؛ هذه في علم الله عز وجل، لكن الذي يظهر أن حزب البعث وجيش البعث قد خذله الله سبحانه وتعالى وإلا فتصور جيشاً تعداده ما يقارب المليون وكان في الكويت ما يقارب نصف مليون مسلح بآلياتهم وقواتهم ودباباتهم وكان عندهم من الدبابات ما يقارب خمسة آلاف وخمسمائة دبابة، وهذا يسمونه رابع قوة في العالم، ومع ذلك خذلوا.

على الأقل مع قوة كهذه لو أراد الله سبحانه وتعالى شيئاً لقتل كثيراً وتوقع الناس أن يقتل ألوفاً بل عشرات الألوف من الشعب الذي يقابله، لكن خذله الله.

وخذلانه ظهر من أول لحظة فإنه دُمر وذهب طيرانه وأتى إلى المعركة بدون غطاء جوي وسحق سحقاً بيناً واستسلم جنوده وأعمى الله بصيرته أن يتقيد بالشروط من قبل ثم افتضح أمام العالم؛ فذهب ما يقارب من جيشه مائة وخمسين ألف أسير، ودُمَّر ما يقارب أربعة آلاف دبابة، ودمر اقتصاده ومشاريعه وإنتاجه ثم افتضح أمام العالم فأخذ قرارات هيئة الأمم المتحدة ومجلس الأمن، اثنا عشر قراراً فابتلعها كما يبتلع المريض الحبوب ولباها، ووجد أن الأسرى عنده بالعشرات وما قتل أحداً، وهذا خزي وعار، فأين جبروته الذي لا يسلطه إلا على أفراد شعبه وعلى دول الجوار؟!

فالقوة قوة الله سبحانه وتعالى وإلا كان بالإمكان أنه ما قصم كل القصم، وما تلقى من غارات ولو أثرت فيه لكن بقي له قوة فانخذل وعاد وتراجع وانسحب، بل العجيب مما علم من بعض التقارير التي سمعت من بعض المراسلين أنه أمر هو في اليوم الأول بعد الهجوم البري بسحب الدبابات من الكويت وبقي الأفراد بالرشاشات أمام الناس، وهذا من الخذلان العظيم، ثم أتى يقاتل الناس وما عنده غطاء جوي، وهذا من الخذلان العظيم ثم قطعت موارده وما غطى خطه الخلفي الذي يمد من البصرة إلى الكويت وهذا من الخذلان العظيم، ثم كان يقول له قادته: القوة التي نصارعها قوة عالمية رهيبة وقوتنا أصغر من قوتهم، فكان يعدمهم ويعزلهم، فقد عزل اثنين من وزراء الدفاع أثناء الأزمة وقتل الثالث وهذا من الخذلان العظيم، وعلى كل حال يقول تعالى:{إِنْ يَنْصُرْكُمُ اللَّهُ فَلا غَالِبَ لَكُمْ وَإِنْ يَخْذُلْكُمْ فَمَنْ ذَا الَّذِي يَنْصُرُكُمْ مِنْ بَعْدِهِ} [آل عمران:160].

ص: 23