المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌عودة الأمة إلى ربها - دروس الشيخ عائض القرني - جـ ١٦٢

[عائض القرني]

فهرس الكتاب

- ‌ثمرات النصر

- ‌الوحي غيث القلوب

- ‌ثمرات النصر

- ‌حب الأمة للشهادة في سبيل الله

- ‌قصص بعض عشاق الشهادة في سبيل الله

- ‌استعداد الأمة للجهاد

- ‌التخلص من الغثائية

- ‌معرفة الرجال وهم أهل لا إله إلا الله

- ‌عودة الأمة إلى ربها

- ‌القضاء على أعداء الله

- ‌استجابة الله لدعاء المؤمنين

- ‌ارتفاع الإيمان في قلوب المؤمنين

- ‌ظهور أمر المنافقين

- ‌استشعار نعمة الأمن والاستقرار

- ‌الحق لا تحميه إلا القوة

- ‌العلاقة والصداقة والأخوة ميزانها طاعة الله

- ‌النعمة لا تدوم إلا بالشكر

- ‌معرفة أن النصر بيد الله وبتأييده

- ‌عدم الرهبة من الموت

- ‌معرفة أن الصراع بين الإسلام والكفر ما زال مستمراً

- ‌الأسئلة

- ‌حزب البعث وصدام حسين

- ‌سبب خذلان حزب البعث

- ‌نصيحة في الرجوع إلى الله

- ‌استقبال رمضان

- ‌تعليق على ظهور الفنانين بعد انتهاء الأزمة

- ‌حقيقة العلامة التي يرفعها الناس بأصابعهم على شكل سبعة

- ‌آخر أخبار أفغانستان

- ‌أبيات شعرية في مدح النبي صلى الله عليه وسلم

الفصل: ‌عودة الأمة إلى ربها

‌عودة الأمة إلى ربها

الثمرة الخامسة: عودة الأمة في جملتها لتوثق صلتها بربها تبارك وتعالى، والناس كثير منهم لا يعرف الله إلا في الأزمات، إذا اشتدت به الكرب عاد إلى الله، يقول سبحانه:{فَإِذَا رَكِبُوا فِي الْفُلْكِ دَعَوُا اللَّهَ مُخْلِصِينَ} [العنكبوت:65] وقال سبحانه: {وَإِذَا مَسَّكُمُ الضُّرُّ فِي الْبَحْرِ ضَلَّ مَنْ تَدْعُونَ} [الإسراء:67] وهذا أمر معلوم.

وهذه قصة تكررت في مناسبة سبقت، وإني أطلب من الإخوة الذين سمعوها أن يتحملوا سماعها مرة ثانية.

يوم الأحد الماضي عشت أنا وبعض الإخوة تجربة في طائرة وقد أقلعت بنا من أبها في الصباح، فلما قطعنا شيئاً من الوقت -ما يقارب نصف ساعة- عادت بنا إلى المطار مرة ثانية وأصلحوا في محركاتها ما أصلحوا، ثم أقلعت بنا، فلما اقتربنا من الرياض أبت محركاتها أن تنزل المطار، ووقفنا على سماء الرياض ساعة كاملة أو ما يقاربها، وتسع مرات كلما اقتربنا من المدرج رفضت أن تهبط وأصبحنا في قلق، أما النساء فأصابهن انهيار، ورأينا بعض الناس ممن كان يضحك ويلهو أصبح قاب قوسين أو أدنى من الموت، وبلغت القلوب الحناجر، وأصبحنا نكتب أسماءنا في قصاصات ليتعرف على جثثنا بعد أن نصل الأرض، ونسينا الأهل والأولاد والمناصب والحياة وأصبحنا نتذكر في الدقائق التي بعد قليل (من ربك؟ ما دينك؟ من نبيك؟):

والله لو عاش الفتى في عمره ألفاً من الأعوام مالك أمره

متلذذاً فيها بكل لذيذة متنعماً فيها بنعمى دهره

ما كان ذلك كله في أن يفي فيها بأول لحظة في قبره

وهذا هو المصير، فلا إله إلا الله:{أَمَّنْ يُجِيبُ الْمُضْطَرَّ إِذَا دَعَاهُ وَيَكْشِفُ السُّوءَ} [النمل:62] فلما أتت الأزمة امتلأت المساجد ولاحظنا ذلك، لما أصبحت صواريخ اسكود تضرب بعض المدن أتى العصاة -الآن الذين ما كانوا يسمعون لا إله إلا الله ويستكبرون ويتعامون ويتصامون- يهرولون في المسجد كأنهم ما يعرفون الله إلا في الحرب، كبعض الطلبة في الامتحانات يؤدون الصلوات الخمس في المسجد فإذا علقت النتيجة ورأى اسمه مع الناجحين، ترك المسجد:{أَعْرَضَ وَنَأَى بِجَانِبِهِ وَإِذَا مَسَّهُ الشَّرُّ كَانَ يَؤُوساً} [الإسراء:83]{وَإِذَا مَسَّهُ الشَّرُّ فَذُو دُعَاءٍ عَرِيضٍ} [فصلت:51] وإذا مسه الشر ألقى على الله محاضرات من الدعاء والابتهال: {يُخَادِعُونَ اللَّهَ وَهُوَ خَادِعُهُمْ} [النساء:142] فتجد كثير من الناس وسمعنا نساء تبن وتحجبن، وعرفت بعض الأسر تركوا سماع الأغاني، وقالوا: لماذا نسمع الأغاني والكيماوي قريب منا والمزدوج؟ فلما سمعوا بانتهاء الأزمة: {وَلَوْ رُدُّوا لَعَادُوا لِمَا نُهُوا عَنْهُ وَإِنَّهُمْ لَكَاذِبُونَ} [الأنعام:28] ولكن بقي في الناس من جدد صلته وعاد إلى الله سبحانه وتعالى، فنسأل الله سبحانه وتعالى أن يثبتنا وإياه.

وهذه من دروس الفتن والمصائب حتى على مستوى الأفراد، فقد تجد كثيراً من الشباب لم يعودوا إلى الله إلا بحادث سيارة، أو بموت أب، أو بموت أم، والله يبتلي من يشاء:{أَحَسِبَ النَّاسُ أَنْ يُتْرَكُوا أَنْ يَقُولُوا آمَنَّا وَهُمْ لا يُفْتَنُونَ * وَلَقَدْ فَتَنَّا الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ فَلَيَعْلَمَنَّ اللَّهُ الَّذِينَ صَدَقُوا وَلَيَعْلَمَنَّ الْكَاذِبِين} [العنكبوت:2 - 3].

ص: 9