المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌أبو العلاء المعري يعلن تمرده على الشريعة - دروس الشيخ عائض القرني - جـ ٢٥٢

[عائض القرني]

فهرس الكتاب

- ‌صراع المؤمنين مع الملحدين

- ‌سنة الصراع بين الحق والباطل

- ‌الرسل عليهم السلام في صراع عالمي مع الملاحدة

- ‌إبراهيم في حوار ساخن مع ملحد

- ‌موسى في مناظرة مع كبير الزنادقة

- ‌أديب السودان يعلن في قصيدته الإيمان

- ‌محمد صلى الله عليه وسلم واعتراض ملحد

- ‌العلماء يغرسون شجرة الإيمان في القلوب

- ‌أبو حنيفة يضرب مثلاً لقدرة الباري

- ‌الإمام مالك يجيب على سؤال عقدي

- ‌الشافعي وأحمد يدللان على قدرة الباري

- ‌أعرابيان يدللان على قدرة الباري

- ‌الأدب الإسلامي الموحد يتصدى للأدب الكافر

- ‌أبو نواس موحد في شعره

- ‌أبو العلاء المعري يعلن تمرده على الشريعة

- ‌بشارة الخوري يكفر بالدين، وإيليا أبو ماضي وطلاسمه اللعينة

- ‌الصراع الحربي بين التوحيد والإلحاد

- ‌الأسئلة

- ‌آثار الصحوة الإسلامية وبعض الملاحظات

- ‌أبو حامد الغزالي وابن حزم في الميزان

- ‌انتقاد بعض أحاديث الصحيحين

- ‌سؤال عن حال ثلاثة أحاديث

- ‌نصيحة لطالب العلم المبتدئ

- ‌قوله تعالى: (الله يستهزئ بهم)

- ‌سؤال أدبي

الفصل: ‌أبو العلاء المعري يعلن تمرده على الشريعة

‌أبو العلاء المعري يعلن تمرده على الشريعة

ولا يظن الإنسان أن مركب الحداثة والزندقة الحديثة في المتأخرين فحسب، بل وجدت في المتقدمين، فهذا أبو العلاء المعري يعلن تمرده على الشريعة، وكان أعمى القلب وأعمى البصر، حشفاً وسوء كيلة، يقول سبحانه وتعالى:{خَتَمَ اللَّهُ عَلَى قُلُوبِهِمْ وَعَلَى سَمْعِهِمْ وَعَلَى أَبْصَارِهِمْ غِشَاوَةٌ وَلَهُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ} [البقرة:7] كان ذكياً ولكن لم يكن زكياً، قلبه يتوقد ذكاء لكنه مظلم، أتى فقال: كم يقول فقهاء الشريعة في دية اليد؟ قالوا: خمسمائة من الذهب.

قال: في كم تقطع إذا سرقت؟ قالوا: في ربع دينار.

فتفنن -متحذلقاً متزندقاً ملحداً- وقال: معترضاً على الله حين قال: {وَالسَّارِقُ وَالسَّارِقَةُ فَاقْطَعُوا أَيْدِيَهُمَا جَزَاءً بِمَا كَسَبَا نَكَالاً مِنَ اللَّهِ} [المائدة:38].

يدٌ بخمس مئين عسجد وديتْ ما بالها قطعت في ربع دينار

تناقض ما لنا إلا السكوت له ونستعيذ بمولانا من النار

بعد ماذا تسكت يا عدو الله؟! بعد ماذا تسكت يا أيها الكلب المعثر؟! تكلمت في البيت الأول وتسكت في الثاني! خير منه الكلام بالتوبة، ثم يقول: ونستعيذ بمولانا من النار.

لا والله، بل دهدهت قلبك ووجهك إلى النار، وفتحت على نفسك طريقاً إلى النار، وجعلت لله سلطاناً عليك.

لكن رد عليه شعراء أهل السنة والجماعة فليس أهل السنة والجماعة فقهاء فحسب، بل منهم شعراء، ومنهم مذيعون، ومنهم خطباء، وصحفيون، ومتكلمون، ومحاضرون.

فيقول عبد الوهاب المالكي بيض الله وجهه يوم تبيض وجوه وتسود وجوه:

قل للمعري عار أيما عار جهل الفتى وهو عن ثوب التقى عاري

لا تقدحن بنود الشرع عن شبهٍ شرائع الدين لم تقدح بأشعار

فنّكل الله المعري! وذكر كثير من أهل التاريخ أنه لما توفي وأجلس في قبره فإذا بحية تدهدهت عليه فأخذت بلسانه وبفرجه.

! هذه أول العلامات.

ص: 15