المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌محمد صلى الله عليه وسلم واعتراض ملحد - دروس الشيخ عائض القرني - جـ ٢٥٢

[عائض القرني]

فهرس الكتاب

- ‌صراع المؤمنين مع الملحدين

- ‌سنة الصراع بين الحق والباطل

- ‌الرسل عليهم السلام في صراع عالمي مع الملاحدة

- ‌إبراهيم في حوار ساخن مع ملحد

- ‌موسى في مناظرة مع كبير الزنادقة

- ‌أديب السودان يعلن في قصيدته الإيمان

- ‌محمد صلى الله عليه وسلم واعتراض ملحد

- ‌العلماء يغرسون شجرة الإيمان في القلوب

- ‌أبو حنيفة يضرب مثلاً لقدرة الباري

- ‌الإمام مالك يجيب على سؤال عقدي

- ‌الشافعي وأحمد يدللان على قدرة الباري

- ‌أعرابيان يدللان على قدرة الباري

- ‌الأدب الإسلامي الموحد يتصدى للأدب الكافر

- ‌أبو نواس موحد في شعره

- ‌أبو العلاء المعري يعلن تمرده على الشريعة

- ‌بشارة الخوري يكفر بالدين، وإيليا أبو ماضي وطلاسمه اللعينة

- ‌الصراع الحربي بين التوحيد والإلحاد

- ‌الأسئلة

- ‌آثار الصحوة الإسلامية وبعض الملاحظات

- ‌أبو حامد الغزالي وابن حزم في الميزان

- ‌انتقاد بعض أحاديث الصحيحين

- ‌سؤال عن حال ثلاثة أحاديث

- ‌نصيحة لطالب العلم المبتدئ

- ‌قوله تعالى: (الله يستهزئ بهم)

- ‌سؤال أدبي

الفصل: ‌محمد صلى الله عليه وسلم واعتراض ملحد

‌محمد صلى الله عليه وسلم واعتراض ملحد

ويأتي أبو القاسم صلى الله عليه وسلم فيخوض المعترك الثالث معترك (لا إله إلا الله) مع (لا إله والحياة مادة) فيجلس في مجلسه يلقي رسالة التوحيد بعمق ويؤسسها في القلوب بأصالة، ويغرسها في الأرواح بحب، يدخل عليه العاص بن وائل الوثني، ويأخذ عظماً ويحته ثم ينفخه ويقول: يا محمد! أتزعم أن ربك يحيي هذا بعد أن أماته؟! قال: نعم ويدخلك النار.

يحييه ولا يكفي هذا بل تدخل أنت النار، ويقول الله للملحد الزنديق:{وَضَرَبَ لَنَا مَثَلاً} [يس:78] عجيب!! أتى يضرب الأمثال اليوم وقد كان أعمى أصم في عالم العدم، قال تعالى:{هَلْ أَتَى عَلَى الْأِنْسَانِ حِينٌ مِنَ الدَّهْرِ لَمْ يَكُنْ شَيْئاً مَذْكُوراً * إِنَّا خَلَقْنَا الْأِنْسَانَ مِنْ نُطْفَةٍ أَمْشَاجٍ نَبْتَلِيهِ فَجَعَلْنَاهُ سَمِيعاً بَصِيراً * إِنَّا هَدَيْنَاهُ السَّبِيلَ إِمَّا شَاكِراً وَإِمَّا كَفُوراً} [الإنسان:1 - 3] عجيب!! لقد أصبحت الآن تضرب الأمثال!!

أعلمه الرماية كل يوم فلما اشتد ساعده رماني

وكم علمته نظم القوافي فلما قال قافية هجاني

يقول سبحانه وتعالى: {وَضَرَبَ لَنَا مَثَلاً وَنَسِيَ خَلْقَهُ قَالَ مَنْ يُحْيِي الْعِظَامَ وَهِيَ رَمِيمٌ} [يس:78] الجواب سهل، فالذي بدأ الطريق هو الذي ختمها، والذي أتى بالمقدمة هو الذي أتى بالخاتمة {قُلْ يُحْيِيهَا الَّذِي أَنْشَأَهَا أَوَّلَ مَرَّةٍ وَهُوَ بِكُلِّ خَلْقٍ عَلِيمٌ * الَّذِي جَعَلَ لَكُمْ مِنَ الشَّجَرِ الْأَخْضَرِ نَاراً فَإِذَا أَنْتُمْ مِنْهُ تُوقِدُونَ} [يس:79 - 80] وهذا درس للدعاة؛ أن يضربوا الأمثال العقلية في دعوتهم، وأن يقربوا المنقول بالمعقول؛ عل الناس أن يفهموا هذه الأمثال.

ص: 7