المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌أبو حنيفة يضرب مثلا لقدرة الباري - دروس الشيخ عائض القرني - جـ ٢٥٢

[عائض القرني]

فهرس الكتاب

- ‌صراع المؤمنين مع الملحدين

- ‌سنة الصراع بين الحق والباطل

- ‌الرسل عليهم السلام في صراع عالمي مع الملاحدة

- ‌إبراهيم في حوار ساخن مع ملحد

- ‌موسى في مناظرة مع كبير الزنادقة

- ‌أديب السودان يعلن في قصيدته الإيمان

- ‌محمد صلى الله عليه وسلم واعتراض ملحد

- ‌العلماء يغرسون شجرة الإيمان في القلوب

- ‌أبو حنيفة يضرب مثلاً لقدرة الباري

- ‌الإمام مالك يجيب على سؤال عقدي

- ‌الشافعي وأحمد يدللان على قدرة الباري

- ‌أعرابيان يدللان على قدرة الباري

- ‌الأدب الإسلامي الموحد يتصدى للأدب الكافر

- ‌أبو نواس موحد في شعره

- ‌أبو العلاء المعري يعلن تمرده على الشريعة

- ‌بشارة الخوري يكفر بالدين، وإيليا أبو ماضي وطلاسمه اللعينة

- ‌الصراع الحربي بين التوحيد والإلحاد

- ‌الأسئلة

- ‌آثار الصحوة الإسلامية وبعض الملاحظات

- ‌أبو حامد الغزالي وابن حزم في الميزان

- ‌انتقاد بعض أحاديث الصحيحين

- ‌سؤال عن حال ثلاثة أحاديث

- ‌نصيحة لطالب العلم المبتدئ

- ‌قوله تعالى: (الله يستهزئ بهم)

- ‌سؤال أدبي

الفصل: ‌أبو حنيفة يضرب مثلا لقدرة الباري

‌أبو حنيفة يضرب مثلاً لقدرة الباري

يمر أبو حنيفة على صف من الملحدين فيقول له الزنادقة: يا أبا حنيفة، دلل لنا على وجود الباري.

سبحان الله! أفي الله شك؟! سل الزهرة من خلقها؟ وسل النحلة من أرسلها؟ وسل شعاع الشمس من بثه؟ وسل النسيم من أجراه؟ سل الحب من أسكنه القلوب؟ سل نور العين من ركبها في المقل؟ سل الإشارة ما لها تشير؟ سل الليل ما له يظلم؟ سل النهار ماله يتجلى؟ قال تعالى: {وَالشَّمْسِ وَضُحَاهَا * وَالْقَمَرِ إِذَا تَلاهَا * وَالنَّهَارِ إِذَا جَلَّاهَا * وَاللَّيْلِ إِذَا يَغْشَاهَا * وَالسَّمَاءِ وَمَا بَنَاهَا * وَالْأَرْضِ وَمَا طَحَاهَا * وَنَفْسٍ وَمَا سَوَّاهَا} [الشمس:1 - 7] إنه الله جل في علاه.

فقالوا له: يا أبا حنيفة! دلل لنا على وجود الباري.

وأبو حنيفة داعية الإيمان قبل أن يخبر بميراث الجدة والعمة والخالة لقد أتى بالإيمان وأسس دعوته على الإيمان قبل أن يأتي بالسنن والفرعيات التي لا تغفل ولكن تعطى حجمها.

قال لهم الإمام: أرأيتم سفينةً عبرت عباب دجلة، ونزلت بالشاطئ بحمولتها، ليس لها قائد ولا سائق ولا ربان؟ قالوا: ليس هذا بصحيح.

قال: لماذا؟ قالوا: العقول تنكر هذا.

قال: سبحان الله! سماء ذات أبراج، وليل داج، وأرض ذات فجاج، وبحر يزخر، ونجوم تزهر، ألا تدل على السميع البصير؟ قالوا: بلى.

هذا هو الاستدلال، وهو عالم الإيمان، والصراع الدائم والخالد والباقي بين الإيمان والكفر، يقول تعالى:{وَكَذَلِكَ جَعَلْنَا لِكُلِّ نَبِيٍّ عَدُوّاً مِنَ الْمُجْرِمِينَ وَكَفَى بِرَبِّكَ هَادِياً وَنَصِيراً} [الفرقان:31] ويقول تعالى: {وَلَوْلا دَفْعُ اللَّهِ النَّاسَ بَعْضَهُمْ بِبَعْضٍ لَفَسَدَتِ الْأَرْضُ} [البقرة:251] إنه صراع بين (لا إله إلا الله) وبين (لا إله والحياة مادة).

ص: 9