المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌إشغال عامة المسلمين بالمعيشة فحسب - دروس الشيخ عائض القرني - جـ ٣٧٤

[عائض القرني]

فهرس الكتاب

- ‌كيف يذبح الإسلام

- ‌الطعن في القرآن

- ‌إهمال القرآن

- ‌تحجيم القرآن وإقصاؤه عن الحياة الواقعية

- ‌الطعن في السنة ورواتها

- ‌التشكيك في حجية السنة

- ‌اتهام الرواة

- ‌النيل من عصمة النبي صلى الله عليه وسلم

- ‌الطعن في الصحابة

- ‌الطعن في تراثنا وحضارتنا

- ‌تشويه التاريخ الإسلامي

- ‌الطعن في اللغة ووصفها بالعقم

- ‌الطعن في الأمة وحربها بشتى الوسائل

- ‌الطعن في العلماء والدعاة

- ‌الحرب النفسية على المسلمين

- ‌دس المستغربين في مؤسسات المسلمين المختلفة

- ‌إشغال عامة المسلمين بالمعيشة فحسب

- ‌طرق أخرى يذبح بها الإسلام

- ‌شغل الطالب بالجزئيات

- ‌انصراف العلماء إلى الترف العلمي

- ‌التخويف من الإسلام

- ‌تعطيل الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر

- ‌امتصاص دماء الشعوب في معارك معينة

- ‌فصل الإسلام عن الحياة

- ‌إرعاب العالم من كلمة الجهاد

- ‌فصل العالم الإسلامي عن بعضه

- ‌كبت الصوت المسلم

- ‌التضييق على الرؤية الإسلامية في الاقتصاد

- ‌إلقاء التهم على الملتزمين

- ‌تذكير بعناصر المحاضرة

- ‌خاتمة فيها فوائد وتنبيهات

- ‌التوجه إلى الدعوة إلى الله والمشاركة في أعمال الخير

- ‌توجيه حول آداب الاتصال بالهاتف

- ‌اعتذارات وشكر

- ‌الخطاب للأمة جمعاء

- ‌النصيحة الصريحة خير من المجاملة

الفصل: ‌إشغال عامة المسلمين بالمعيشة فحسب

‌إشغال عامة المسلمين بالمعيشة فحسب

ومما ذبح به الإسلام إشغال عامة المسلمين بالمعيشة فحسب؛ من طعامٍ وشرابٍ ومسكنٍ وزواجٍ ووظيفة، فلا تجد من يفكر في هموم الإسلام إلا قليلاً، يشعرون المسلم منذ أن يصلي الفجر وهو في همومه، من ورشته إلى بيته، إلى طعامه، إلى ثلاجته، إلى أطفاله، يشتري ويأكل، ويبني ويسكن، عنده عمارات، وعنده دور، وعنده دخل، وعنده فلوس، همه المعيشة فقط، وليس معنى ذلك أني أدعو إلى التجرد من الدنيا وتركها والانقطاع والرهبنة، لكن إلى الاعتدال، فإن أمر الله أعظم، فلابد من التضحية في سبيله، الصحابة برعوا وتاجروا وجاهدوا، لكن أعظم قضية عند الواحد منهم لا إله إلا الله، بالله عليك كيف يصبح أبو بكر الصديق؟! تظن أنه يتفكر في بيع الجمال والبقر؟ إنه كان يتفكر ماذا يقدم لهذا الدين، ما هي الوسيلة التي ينصر بها دين الله، والآن الملايين المملينة من العالم الإسلامي يعيشون في هامش المعيشة، حتى ضيق على العالم الإسلامي في معيشته ودخله، فأصبح يطارد اللقمة من مكان إلى مكان، حتى لا يشتغل فقط إلا بأطفاله ومعيشته وسياراته، ولا يتحرك للدين، ولا يخدم مبادئ الله عز وجل، ولا يعلم كيف يصلي الصلوات الخمس ويصوم رمضان، ويعتمر ويحج، تمر به الأيام والأشهر، ولم يقدم للدعوة شيئاً.

أنا أعرف أن الأمة ليست كلها خطباء ولا دعاة ولا محاضرين، لكن فليذيعوا الشريط، ولينشروا الكتيب، تبرع، ابن مسجداً، شد من أزر الدعاة، ادعُ لهم بظهر الغيب، ذب عن أعراضهم، حاول أن تستخدم مهارتك أو قوتك التي منحك الله في نصرة الإسلام، إذا أتيت لتنام فاسأل نفسك: ماذا قدمتُ للإسلام في هذه الليلة؟ إن المستعمر نجح نجاحاً باهراً في ذبحه الإسلام حين جعل العامة يشتغلون بأنفسهم ولا يشتغلون بالإسلام.

ص: 17