الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
وكانت قراءته عليه الصلاة والسلام مداً، يمد القراءة، يقف عند كل آية، ففي البخاري عن قتادة قال: سُئِلَ أنس رضي الله عنه قال: كيف كانت قراءة النبي صلى الله عليه وسلم؟ فقال: كانت مداً، ثم قرأ: بسم الله الرحمن الرحيم، يمد بـ (بسم الله) ويمد بـ (الرحمن) ويمد بـ (الرحيم).
هذه قراءته عليه الصلاة والسلام المد، لكن يمد المد المعتدل؛ لأن بعض الناس يبالغ في المد، فيخرج القراءة عن حقيقتها، ويترتب على قراءته زيادة حروف، فالقراءة في الصلاة لا سيما الفاتحة التي هي ركن من أركانها لا بد أن يتقنها المسلم، فلو أخل بشيء منها ولو بشدة، ولو بحرف من حروفها، خطر على الصلاة تبطل، إذا لحن فيها لحناً يحيل المعنى بطلت الصلاة، فيُعنَى المسلم بالفاتحة؛ لأنها لا تصح الصلاة إلا بها.
التأمين:
فإذا فرغ من الفاتحة قال: (آمين) يجهر بها إذا جهر بالقراءة، ويجهر بها من خلفه، يجهر بها الإمام والمأموم في الصلاة الجهرية، جاء ذلك في حديث أبي هريرة عند الدارقطني والحاكم وصححه، ولأبي داود والترمذي من حديث وائل بن حجر نحوه، وفي الصحيحين وغيرهما من حديث أبي هريرة، أن النبي صلى الله عليه وسلم قال:((إذا أمَّن الإمام فأمِّنوا، فإنه من وافق تأمينه تأمين الملائكة غفر له ما تقدم من ذنبه)).
وجاء في الحديث الصحيح: ((إذا كبر فكبروا، وإذا ركع فاركعوا)) وهنا: ((إذا أمن فأمنوا)) الفاء هذه: ((إذا قال: سمع الله لمن حمده فقولوا: ربنا ولك الحمد)) يعني إذا كبر يعني للإحرام أو غيره فكبروا، إذا أمن فأمنوا، إذا ركع فاركعوا، إذا قال: سمع الله لمن حمده، فقولوا: ربنا ولك الحمد، ترتيب أعمال المأموم على ترتيب الإمام بالفاء ماذا يقتضي؟ يقتضي إيش؟ التعقيب، بأن تكون أعمال المأموم عقب أعمال إمامه، من غير مَهْلة، من غير تراخٍ؛ لأنها عُطِفت بالفاء، والفاء مع اقتضائها الترتيب، تقتضي التعقيب.
فنأتي إلى الأفعال؛ الفعل الماضي الأصل فيه أن الحدث انتهى، ما دل على حدثٍ في زمن مضى، يعني هل تستطيع أن تقول: جاء زيد، وهو ما بعد جاء؟ لا تستطيع.
نأتي إلى: ((إذا كبر فكبروا)) إيش معنى هذا؟ معناه إذا فرغ من التكبير فكبروا، إذا فرغ بحيث إذا انقطع صوت الإمام كبِّر؛ لأن موافقة الإمام في مثل هذا ممنوعة، لكن:((إذا ركع فاركعوا)) هل نقول: إذا فرغ الإمام من الركوع اركعوا؟ أو نقول: إذا شرع في الركوع اركعوا، يعني بدأ بالركوع اركعوا؟ يعني هل ننتظر حتى ينتهي الإمام من الركوع ثم نركع؟ أو بمجرد ما يباشر الركوع نركع؟ لأن الفعل الماضي يطلق ويراد به الفراغ منه كما هو الأصل، ويطلق ويراد به الشروع فيه، ويطلق ويراد به إرادة الفعل {فَإِذَا قَرَأْتَ الْقُرْآنَ فَاسْتَعِذْ بِاللهِ} [(98) سورة النحل]{إِذَا قُمْتُمْ إِلَى الصَّلاةِ فاغْسِلُواْ} [(6) سورة المائدة] إيش معنى (قمتم إلى الصلاة)؟ يعني إيش؟ إذا إيش؟ أردتم القيام، (فإذا قرأت القرآن) معناها إيش؟ إذا أردت القراءة، يعني مقتضى اللفظ والفعل ماضي {فَإِذَا قَرَأْتَ الْقُرْآنَ} [(98) سورة النحل] أن الاستعاذة تكون بعد الفراغ من القراءة؛ لأن الفعل ماضي الحدث انتهى، مقتضى قوله -جل وعلا-:{إِذَا قُمْتُمْ إِلَى الصَّلاةِ فاغْسِلُواْ} [(6) سورة المائدة] يعني لو أخذنا الفعل على ظاهره، يكون كل أحد إداوة الوضوء معه في الصف، فإذا قام ليكبر توضأ، هذا مقتضى الفعل، إذا فرغنا من القيام توضأنا، لكن المراد بالفعل هنا إرادة الفعل، يعني إذا أردت القراءة فاستعذ بالله، إذا أردت القيام فتوضأ.