المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌ ‌مراحل التوبة يقول بعض العلماء حينما يتكلمون عن التوبة: إن بداية - دروس الشيخ محمد إسماعيل المقدم - جـ ٤

[محمد إسماعيل المقدم]

فهرس الكتاب

- ‌بداية الهداية

- ‌أسباب تجديد الإيمان في القلوب

- ‌السبب الأول: دعاء الله وسؤاله تجديد الإيمان

- ‌السبب الثاني: الذكرى بالآيات والأحاديث والقصص

- ‌أهمية استقامة القلب وأسباب فساده وقسوته

- ‌من أسباب قسوة القلب ومرضه: التهاون بالمعاصي

- ‌من أسباب قسوة القلب ومرضه: استحسان المنكرات

- ‌من أسباب قسوة القلب ومرضه: الإعراض عن القرآن

- ‌من أسباب قسوة القلب ومرضه: الإعراض عن ذكر الله تبارك وتعالى

- ‌أسباب استقامة القلب وشفائه من القسوة

- ‌من أسباب استقامة القلب وشفائه من القسوة مجالسة التائبين

- ‌مراحل التوبة

- ‌معنى قوله تعالى: (ألم يأن للذين آمنوا أن تخشع قلوبهم) وسبب نزولها

- ‌نماذج من التائبين في الزمن القديم والمعاصر

- ‌توبة ابن المبارك والفضيل بن عياض وسببها

- ‌توبة شاب بعد إنقاذه من الغرق

- ‌توبة شاب من استعمال الحبوب المنبهة

- ‌توبة شاب من استعمال المخدرات وسبب تعاطيه لها

- ‌توبة شاب عاق لأمه

- ‌توبة شاب بسبب دعاء أمه له

- ‌توبة شاب من سماع الغناء بسبب طفل صغير

- ‌توبة أسرة كاملة من مشاهدة الأفلام والمسلسلات الماجنة في التلفاز وغيره

- ‌توبة من في المرقص على يد شيخ وعظهم فيه

الفصل: ‌ ‌مراحل التوبة يقول بعض العلماء حينما يتكلمون عن التوبة: إن بداية

‌مراحل التوبة

يقول بعض العلماء حينما يتكلمون عن التوبة: إن بداية الطريق إلى الله عز وجل وبداية الهداية لا تكون بالتوبة بقدر ما تكون بالإفاقة، وذلك بأن يفيق الإنسان ويصحو ويفكر في مصيره وماذا عمل لما بعد الموت؟! وكيف يستعد للقاء الله؟! حينها يندم على ما فرط منه.

هذه الإفاقة هي الصحوة التي يفيق بها الإنسان، والتي إن لم تقم له هذه القيامة في الدنيا فرغماً عنه سيفيق وسيندم، لكن حيث لا ينفعه الندم حينما يأتيه ملك الموت.

فأول المراحل: أن يفيق الإنسان ويقوم من نومه ومن سباته، يقول الله تبارك وتعالى:{قُلْ إِنَّمَا أَعِظُكُمْ بِوَاحِدَةٍ أَنْ تَقُومُوا لِلَّهِ مَثْنَى وَفُرَادَى ثُمَّ تَتَفَكَّرُوا} [سبأ:46] فهذه القيامة هي أن يفيق الإنسان من سكرته، ويعزل نفسه عن هذه المؤثرات التي تشغله عن الله، وعن الدار الآخرة، وعن الوطن الحقيقي، وعن المستقبل الدائم الذي لا انقطاع له في حياة أبدية لا نهاية لها.

يقول تبارك وتعالى: {وَرَبَطْنَا عَلَى قُلُوبِهِمْ إِذْ قَامُوا فَقَالُوا رَبُّنَا رَبُّ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضِ} [الكهف:14]، عبر عنها بهذا القيام.

قوله: (إذ قاموا) أي: أفاقوا، (فقالوا ربنا رب السموات والأرض).

إذاً: كل هداية لها بداية، وأي إنسان منَّ الله عز وجل عليه بالهداية ففي الغالب أن يكون هناك موقف معين، خاصة إذا كان هذا الإنسان من قبل معرضاً عن الله، ولم يوفق أن يكون شاباً نشأ على طاعة الله وعلى عبادة الله، بل يكون قد خلط عملاً صالحاً وآخر سيئاً، أو انغمس تماماً في المعاصي والمخالفات، فتكون هناك بداية لهدايته.

وهذه البداية تختلف حسب مدخل كل إنسان إلى التوبة، والاستقامة قد تكون بآية سمعها مئات المرات من قبل، لكن في موقف معين فهذه الآية جعلته بإذن الله يفيق من غفوته، وتكون سبباً لاستئناف الطريق إلى الله عز وجل.

ص: 12