المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌توبة شاب من استعمال المخدرات وسبب تعاطيه لها - دروس الشيخ محمد إسماعيل المقدم - جـ ٤

[محمد إسماعيل المقدم]

فهرس الكتاب

- ‌بداية الهداية

- ‌أسباب تجديد الإيمان في القلوب

- ‌السبب الأول: دعاء الله وسؤاله تجديد الإيمان

- ‌السبب الثاني: الذكرى بالآيات والأحاديث والقصص

- ‌أهمية استقامة القلب وأسباب فساده وقسوته

- ‌من أسباب قسوة القلب ومرضه: التهاون بالمعاصي

- ‌من أسباب قسوة القلب ومرضه: استحسان المنكرات

- ‌من أسباب قسوة القلب ومرضه: الإعراض عن القرآن

- ‌من أسباب قسوة القلب ومرضه: الإعراض عن ذكر الله تبارك وتعالى

- ‌أسباب استقامة القلب وشفائه من القسوة

- ‌من أسباب استقامة القلب وشفائه من القسوة مجالسة التائبين

- ‌مراحل التوبة

- ‌معنى قوله تعالى: (ألم يأن للذين آمنوا أن تخشع قلوبهم) وسبب نزولها

- ‌نماذج من التائبين في الزمن القديم والمعاصر

- ‌توبة ابن المبارك والفضيل بن عياض وسببها

- ‌توبة شاب بعد إنقاذه من الغرق

- ‌توبة شاب من استعمال الحبوب المنبهة

- ‌توبة شاب من استعمال المخدرات وسبب تعاطيه لها

- ‌توبة شاب عاق لأمه

- ‌توبة شاب بسبب دعاء أمه له

- ‌توبة شاب من سماع الغناء بسبب طفل صغير

- ‌توبة أسرة كاملة من مشاهدة الأفلام والمسلسلات الماجنة في التلفاز وغيره

- ‌توبة من في المرقص على يد شيخ وعظهم فيه

الفصل: ‌توبة شاب من استعمال المخدرات وسبب تعاطيه لها

‌توبة شاب من استعمال المخدرات وسبب تعاطيه لها

هذه قصة توبة شاب مدمن للمخدرات: كان شاباً يافعاً شجاعاً يعرفه كل أولاد الحارة بالنخوة والشهامة، كان دوماً لا يفارق ذلك المقهى المنزوي، والذي تظلله تلك الشجرة الكبيرة، أولاد الحارة يخافونه ويستنجدون به في وقت الأزمات، كانت عصاه لا تخطئ، وكانت حجارته كالسهام، كانت أخباره في كل الحارات، كان إذا دخل ذلك المقهى وأخذ الكرسي الذي اعتاد الجلوس عليه وشاهده القوهجي؛ ترك كل شيء في يده وأحضر براد الشاي الذي تعود أن يتناوله باستمرار، وخاصة بعد صلاة المغرب، إنه لا يخافه، ولكنه يحترم فيه نخوته وشهامته، ظل ذلك الشاب طويلاً على هذه الحال بلا منافس، غير أن هذه الأحوال لم تعجب مجموعة من أشرار الحي، كيف يأخذ هذا الشاب كل هذه الشهرة، وكل هذا الحب والاحترام؟ لابد من حل لكسر شوكته وتحطيم معنوياته وأحلامه وسمعته، فكر كبيرهم ملياً وقال: إنني لا أستطيع مقاومة ذلك الشاب، ولكن لدي سلاح سهل ويسير إذا استخدمته دمرته به، إنها المخدرات، ولكن كيف؟ قفز واحد من تلك المجموعة الشريرة وصاح: براد الشاي، براد الشاي، إنه يحب أن يتناوله يومياً بعد صلاة المغرب.

تسلل واحد منهم بخفية وسرعة إلى ذلك المقهى، ووضع كمية من الحبوب المخدرة في براد الشاي، وجلسوا في الموقع المقابل يراقبون تصرفاته، لقد وقع في الفخ، وتمر بقدر الله دورية للشرطة وترى حالته غير طبيعية فتلقي القبض عليه، إنها المخدرات، وكم كان اندهاش قائد الدورية، فهو يعرفه تماماً، فكيف تحول بهذه السرعة إلى تلك الملعونة الحبوب المخدرة؟ أدخل السجن ولكن لا فائدة، لقد أدمن ولم يستطع الإفلات من حبائلها، إنه في كل مرة يخرج من السجن يعود إلى ذلك المقهى ويقابل تلك المجموعة، استمر على تلك الحال عدة سنوات، وكانت المفاجأة لقد فكر والداه وأقاربه كثيراً وحاله ومصيره وسمعتهم بين الناس، وكان القرار أن أصلح شيء له هو الزواج من إحدى البلاد المجاورة؛ حتى ينسيه ذلك المقهى وتلك الجماعة الشريرة، وأبلغوه بذلك القرار فكان نبأ ساراً، فأعلن توبته، وعاهد والديه، وبدأ في الترتيب لعش الزوجية، واشترى بعض الأثاث، ودخل مرحلة الأحلام والأماني: زوجة وبيت وأسرة وأبناء، ما أجمل ذلك، وتحدد موعد السفر ليرافق والده للبحث عن زوجة، إنه يوم السبت، لكن الله لم يمهله، نام ليلة الخميس، وكان كل تفكيره في الحلم الجديد في الموعد الآتي حتى ينقضي هذا اليوم واليوم الذي بعده، إيه أيتها الليلة! إنك طويلة، وكان

‌الجواب

إنها ليلتك الأخيرة! فما أصبح الصباح، حتى اعتلى الصياح وكانت النهاية أن يمسي في قبره تلك الليلة.

ص: 18