المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌توبة شاب من سماع الغناء بسبب طفل صغير - دروس الشيخ محمد إسماعيل المقدم - جـ ٤

[محمد إسماعيل المقدم]

فهرس الكتاب

- ‌بداية الهداية

- ‌أسباب تجديد الإيمان في القلوب

- ‌السبب الأول: دعاء الله وسؤاله تجديد الإيمان

- ‌السبب الثاني: الذكرى بالآيات والأحاديث والقصص

- ‌أهمية استقامة القلب وأسباب فساده وقسوته

- ‌من أسباب قسوة القلب ومرضه: التهاون بالمعاصي

- ‌من أسباب قسوة القلب ومرضه: استحسان المنكرات

- ‌من أسباب قسوة القلب ومرضه: الإعراض عن القرآن

- ‌من أسباب قسوة القلب ومرضه: الإعراض عن ذكر الله تبارك وتعالى

- ‌أسباب استقامة القلب وشفائه من القسوة

- ‌من أسباب استقامة القلب وشفائه من القسوة مجالسة التائبين

- ‌مراحل التوبة

- ‌معنى قوله تعالى: (ألم يأن للذين آمنوا أن تخشع قلوبهم) وسبب نزولها

- ‌نماذج من التائبين في الزمن القديم والمعاصر

- ‌توبة ابن المبارك والفضيل بن عياض وسببها

- ‌توبة شاب بعد إنقاذه من الغرق

- ‌توبة شاب من استعمال الحبوب المنبهة

- ‌توبة شاب من استعمال المخدرات وسبب تعاطيه لها

- ‌توبة شاب عاق لأمه

- ‌توبة شاب بسبب دعاء أمه له

- ‌توبة شاب من سماع الغناء بسبب طفل صغير

- ‌توبة أسرة كاملة من مشاهدة الأفلام والمسلسلات الماجنة في التلفاز وغيره

- ‌توبة من في المرقص على يد شيخ وعظهم فيه

الفصل: ‌توبة شاب من سماع الغناء بسبب طفل صغير

‌توبة شاب من سماع الغناء بسبب طفل صغير

هذا طفل صغير لم يتجاوز سن البلوغ، كان سبباً في هداية أخيه من سماع الغناء المحرم، عرف ذلك الطفل حكم الإسلام في الغناء وتحريمه له، فانشغل عن الغناء بقراءة القرآن وحفظه، ولكن لابد من الابتلاء.

ففي يوم من الأيام خرج مع أخيه الأكبر في السيارة في طريق طويل، وأخوه هذا كان مفتوناً بسماع الغناء، فهو لا يرتاح إلا إذا سمعه، قام الأخ الأكبر بفتح المسجل على أغنية من الأغاني التي كان يحبها، فأخذ يهز رأسه طرباً، ويردد كلماتها مسروراً، لكن لم يتحمل ذلك الطفل الصغير هذه الحال، وتذكر قول الرسول صلى الله عليه وسلم:(من رأى منكم منكراً فليغيره بيده، فإن لم يستطع فبلسانه، فإن لم يستطع فبقلبه، وذلك أضعف الإيمان) فعزم على الإنكار وهو لا يملك هنا إلا أن ينكر بلسانه أو بقلبه، فأنكر بلسانه وقال مخاطباً أخاه: لو سمحت! أغلق المسجل؛ فإن الغناء حرام، وأنا لا أريد أن أسمعه، فضحك أخوه الأكبر ورفض أن يجيبه إلى طلبه.

ومضت فترة وأعاد ذلك الطفل الطلب، وفي هذه المرة قوبل بالاستهزاء والسخرية، فقد اتهمه أخوه بالتزمت والتشدد إلى آخره، وحذره من الوسوسة، وهدده بأن ينزله في الطريق ويتركه وحده! وهنا سكت الطفل على مضض، ولم يعد أمامه إلا أن ينكر بقلبه، ولكن كيف ينكر بقلبه؟ إنه لا يستطيع أن يفارق ذلك المكان، فجاء التعبير عن ذلك بعبرة ثم دمعة نزلت على خده الصغير الطاهر؛ فكانت أبلغ موعظة لذلك الأخ المعاند من كل كلام يقال.

فقد التفت الأخ الأكبر إلى أخيه الصغير فرأى الدمعة تسيل على خده، فاستيقظ من غفلته، وبكى متأثراً بما رأى، ثم أخرج الشريط من مسجل السيارة ورمى به بعيداً معلناً بذلك توبته من استماع تلك الترهات الباطلة.

ص: 21