الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
الحَدِيث الثَّامِنَ عَشَرَ
أَخْبَرَنَا الشَّيْخُ أَبُو الْحَسَنِ عَلِيُّ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ عَبْدِ الْمُحْسِنِ بْنِ الرِّفْعَةِ الْعَدَوِيُّ قَالَ أَخْبَرَنَا غَازِي بْنُ أَبِي الْفَضْلِ بْنِ عَبْدِ الْوَهَّابِ الدِّمَشْقِيُّ الْحَلَاوِيُّ قَالَ أَخْبَرَنَا أَبُو حَفْصٍ عُمَرُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ مُعَمَّرِ الدَّارَقَزِّيُّ ح
وَأَخْبَرَنِي مُحَمَّدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ بْنِ أَبِي الْقَاسِمِ قَالَ أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّطِيفِ بْنُ عَبْدِ الْمُنْعِمِ قَالَ أَخْبَرَنَا أَبُو أَحْمَدَ عَبْدُ الْوَهَّابِ بْنُ عَلِيِّ بْنِ عَلِيٍّ الْبَغْدَادِيُّ قَالَا أَخْبَرَنَا هِبَةُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الْوَاحِدِ الشَّيْبَانِيُّ قَالَ أَخْبَرَنَا أَبُو طَالِبٍ مُحَمَّدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ الْبَزَّازُ قَالَ أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ الشَّافِعِيُّ قَالَ حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ الْقَاضِي قَالَ حَدَّثَنَا أَبُو الْهُذَيْلِ الْعَلَاءُ بْنُ الْفَضْلِ بْنِ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ أَبِي سَوِيَّةَ الْمِنْقَرِيُّ قَالَ حَدَّثَنِي عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ عِكْرَاشٍ قَالَ حَدَّثَنِي أَبِي قَالَ بَعَثَنِي بَنُو مُرَّةَ بْنِ عُبَيْدٍ بِصَدَقَاتِ أَمْوَالِهِمْ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فَقَدِمْتُ عَلَيْهِ الْمَدِينَةَ فَوَجَدْتُهُ جَالِسًا بَيْنَ الْمُهَاجِرِينَ وَالْأَنْصَارِ فَأَتَيْتُهُ بِإِبِلٍ كَأَنَّهَا عُرُوقُ الْأَرْطَاةِ فَقَالَ مَنِ
الرَّجُلُ فَقُلْتُ عِكْرَاشُ بْنُ ذُؤَيْبٍ قَالَ ارْفَعْ فِي النَّسَبِ فَقُلْتُ ابْنُ حُرْقُوصِ بْنُ جَعْدَةَ بْنِ عَمْرِو بْنِ النَّزَّالِ بْنِ مُرَّةَ بْنِ عُبَيْدٍ وَهَذِهِ صَدَقَاتُ بَنِي مُرَّةَ بْنِ عُبَيْدٍ فَتَبَسَّمَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم ثُمَّ قَالَ هَذِهِ إِبِلُ قَوْمِي هَذِهِ صَدَقَاتُ قَوْمِي فَأَمَرَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم أَنْ تُوسَمَ بِمَيْسَمِ إِبِلِ الصَّدَقَةِ وَتُضَمُّ إِلَيْهَا ثُمَّ أَخَذَ بِيَدِي فَانْطَلَقَ بِي إِلَى مَنْزَلِ أُمِّ سَلَمَةَ زَوْجِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم فَقَالَ هَلْ مِنْ طَعَامٍ فأُتِينَا بِجَفْنَةٍ كَثِيرَةِ الثَّرِيدِ وَالْوَذْرِ فَأَقْبَلْنَا نَأْكَلُ مِنْهَا فَأَكَلَ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم مُمَّا بَيْنَ يَدَيْهِ وَجَعَلْتُ أَخْبِطُ فِي نَوَاحِيهَا فَقَبَضَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم بِيَدِهِ الْيُسْرَى عَلَى يَدِي الْيُمْنَى ثُمَّ قَالَ يَا عِكْرَاشُ كُلْ مِنْ مَوْضِعٍ وَاحِدٍ فَإِنَّهُ طَعَامٌ وَاحِدٌ ثُمَّ أُتِينَا بِطَبَقٍ فِيهِ أَلْوَانٌ مِنْ رُطَبٍ أَوْ تَمْرٍ شَكَّ عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ عِكْرَاشٍ رُطَبًا كَانَ أَوْ تَمْرًا فَجُعِلْتُ آكُلُ مِنْ بَيْنَ يَدِي وَجَالَتْ يَدُ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فِي الطَّبَقِ ثُمَّ قَالَ يَا عِكْرَاشُ كُلْ مِنْ حَيْثُ شِئْتَ فَإِنَّهُ مِنْ غَيْرِ لون وَاحِد ثمَّ أتبنا بِمَاءٍ فَغَسَلَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَدَيْهِ ثُمَّ مَسَحَ بِبَلَلِ كَفَّيْهِ وَجْهَهُ وَذِرَاعَيْهِ وَرَأسه قَالَ قَالَ يَا عِكْرَاشُ هَكَذَا الْوُضُوءُ مِمَّا غَيَّرَتِ النَّارُ
هَذَا حَدِيثٌ غَرِيبٌ أَخْرَجَهُ التِّرْمِذِيُّ بِتَمَامِهِ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ بَشَّارٍ عَنِ الْعَلَاءِ بْنِ الْفَضْلِ وَقَالَ هَذَا حَدِيثٌ غَرِيبٌ لَا نَعْرِفُهُ إِلَّا مِنْ حَدِيثِ الْعَلَاءِ وَقَدْ تَفَرَّدَ الْعَلَاءُ بِهَذَا الحَدِيث
وَأَخْرَجَ ابْنُ مَاجَهْ بَعْضَهُ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ بَشَّارٍ فَوَقَعَ لَنَا بَدَلًا لَهُمَا عَالِيًا بِدَرَجَتَيْنِ
وَعِكْرَاشُ بن ذُؤَيْب يكنى أَبَا الصبهاء قَالَ ابْنُ حِبَّانَ لَهُ صُحْبَةٌ غَيْرَ أَنِّي لَسْتُ بِالْمُعْتَمِدِ عَلَى إِسْنَادِ خَبَرِهِ وَذَكَرَ الْعَلَاءَ بْنَ الْفَضْلِ فِي الضُّعَفَاءِ إِلَّا أَنَّهُ قَالَ مَا وَافَقَ الثِّقَاتِ فِيهِ فَإِنِ اعْتُبِرَ مُعْتَبَرٌ بِهِ لَمْ أَرَ بِذَلِكَ بَأْسًا
وَقَالَ الذَّهَبِيُّ فِي الْمِيزَانِ صَدُوقٌ إِنْ شَاءَ الله
وَأما عبيد الله بْنُ عِكْرَاشٍ فَقَالَ الْبُخَارِيُّ لَا يَثْبُتُ حَدِيثُهُ
وَقَالَ مَرَّةً فِي إِسْنَادِهِ نَظَرٌ
وَقَالَ أَبُو حَاتِمٍ مَجْهُول
وَقَدْ ذُكِرَ عِكْرَاشٌ فِي بَعْضِ الْمَشَاهِدِ فَذَكَرَ ابْنُ قُتَيْبَةَ أَنَّهُ حَضَرَ مَعَ عَلِيٍّ رضي الله عنه وَقْعَةَ الْجَمَلِ
وَقَدِ اعْتَبَرَ بَعْضُ الْمُتَأَخِّرِينَ عَلَى ابْنِ الصَّلَاحِ فِي قَوْلِهِ أَنَّ آخِرَ الصَّحَابَةِ مَوْتًا عَلَى الْإِطْلَاقِ أَبُو الطُّفَيْلِ عامربن وَاثِلَةَ مَاتَ سَنَةَ مِائَةٍ بِأَنَّ عِكْرَاشَ بْنَ ذُؤَيْبٍ عَاشَ بَعْدَ سَنَةِ الْجَمَلِ مِائَةَ سَنَةٍ فَيَكُونُ آخِرُ الصَّحَابَةِ مَوْتًا وَاحْتَجَّ لِذَلِكَ بِأَنَّ ابْنَ دُرَيْدٍ ذَكَرَهُ فِي كتاب الِاشْتِقَاق
قلت وَهَذَا مردور إِجْمَاعًا وَابْنُ دُرَيْدٍ لَا يُعْتَمَدُ عَلَيْهِ فِي ذَلِكَ وَإِنَّمَا حَكَى حِكَايَةً بِغَيْرِ إِسْنَادٍ مُحْتَمَلَةً لِلتَّأْوِيلِ وَأَخَذَهُ ابْنُ دُرَيْدٍ مِنْ أَبِي مُحَمَّدِ بْنِ قُتَيْبَةَ فَإِنَّهُ حَكَى فِي كِتَابِ الْمَعَارِفِ أَنَّ عِكْرَاشًا حَضَرَ مَعَ عَلِيٍّ وَقْعَةَ الْجَمَلِ وَأَنَّ عَلِيًّا مَسَحَ رَأْسَهُ وَعَاشَ عكراش بعد ذَلِك مائى سَنَةٍ فَهَذِهِ الْحِكَايَةُ لَمْ يَرْوِهَا بِإِسْنَادٍ وَعَلَى تَقْدِيرِ ثُبُوتِهَا فَالْمُرَادُ أَنَّهُ أَكْمَلَ بَعْدَ ذَلِكَ مِائَةَ سَنَةٍ فَكَانَ جَمِيعُ عُمْرِهِ مِائَةَ سَنَةٍ وَقَدْ أَجْمَعَ أَهْلُ الْحَدِيثِ أَن أَبَا الطُّفَيْل
أَخِرُ مَنْ مَاتَ مِنَ الصَّحَابَةِ قَالَهُ مُسْلِمٌ وَخَلِيفَةُ بْنُ خَيَّاطٍ وَمُصْعَبٌ الزُّبَيْرِيُّ وَأَبُو عُمَرَ بْنُ عَبْدِ الْبَرِّ وَأَبُو زَكَرِيَّا بْنُ مَنْدَهْ وَغَيْرُهُمْ وَلَمْ أَرَ لِغَيْرِهِمْ خِلَافَ ذَلِكَ إِلَّا عَنْ جَرِيرِ بْنِ حَازِمٍ فَإِنَّهُ قَالَ آخِرُهُمْ مَوْتًا سَهْلُ بْنُ سَعْدٍ وَكَأَنَّهُ أَخَذَهُ مِنْ قَوْلِ سَهْلِ بْنِ سَعْدٍ لَوْ مِتُّ لَمْ تَسْمَعُوا أَحَدًا يَقُولُ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم وَإِنَّمَا كَانَ خِطَابُ سَهْلِ بْنِ سَعْدٍ لِأَهْلِ الْمَدِينَةِ وَإِنَّمَا أَرَادَ جَرِيرُ بْنُ حَازِمٍ ذَلِكَ بِدَلِيلِ أَنَّ وَهْبَ بْنَ جَرِيرِ بْنِ حَازِمٍ روى عَن ابيه قَالَ كنت بِمَكَّة سِتّ عشر ومئة فَرَأَيْتُ جِنَازَةً فَسَأَلْتُ عَنْهَا فَقَالُوا هَذَا أَبُو الطُّفَيْلِ وَقَدْ مَاتَ سَهْلٌ قَبْلَ ذَلِكَ بِمُدَّةٍ طَوِيلَةٍ واكثر ماقيل فِي مَوْتِهِ أَنَّهُ سَنَةَ إِحْدَى وَتِسْعِينَ فَعَلَى هَذَا يَكُونُ الْإِجْمَاعُ وَاحِدًا عَلَى أَنَّ آخِرَهُمْ مَوْتًا أَبُو الطُّفَيْلِ وَإِنَّمَا اخْتَلَفُوا فِي سَنَةِ وَفَاتِهِ فَالْمَشْهُورُ أَنَّهُ فِي سَنَةِ مِائَةٍ قَالَهُ مُسْلِمٌ وَخَلِيفَةُ وَابْنُ عَبْدِ الْبَرِّ وَقِيلَ بَقِيَ إِلَى سَنَةِ اثْنَيْنِ وَمِائَةٍ وَهُوَ قَوْلُ مُصْعَبٍ الزُّبَيْرِيِّ وَقِيلَ بَقِيَ إِلَى سَبْعٍ وَمِائَةٍ وَهُوَ قَوْلُ ابْنِ حِبَّانَ وَعَبْدِ الْبَاقِي بْنِ قَانِع وابي زَكَرِيَّا ابْن مَنْدَهْ وَقِيلَ بَقِيَ إِلَى سَنَةِ عَشْرٍ وَمِائَةٍ وَصَحَّحَهُ الْحَافِظُ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الذَّهَبِيُّ فِي الْوَفِيَّاتِ وَالدَّلِيلُ عَلَى كَذَبِ مَنِ ادَّعَى أَنَّهُ بَقِيَ بَعْدَ سَنَةِ عَشْرٍ وَمِائَةٍ قَوْلُهُ صلى الله عليه وسلم فِي الْحَدِيثِ الصَّحِيحِ فِي السَّنَةِ الَّتِي مَاتَ فِيهَا أَرَأَيْتُمْ لَيْلَتَكُمْ هَذِهِ فَإِنَّ عَلَى رَأْسِ مِائَةِ سَنَةٍ مِنْهَا لَا يَبْقَى أَحَدٌ مِمَّنْ عَلَى وَجْهِ الْأَرْضِ
رَوَاهُ الْبُخَارِيُّ فِي صَحِيحِهِ فَعَلَى هَذَا لَمْ يَبْقَ أَحَدٌ بَعْدَ سَنَةِ عَشْرٍ وَكَيْفَ يَظُنُّ عَاقِلٌ أَنه
يَعِيشُ وَاحِدٌ مِنَ الصَّحَابَةِ إِلَى بَعْدِ الثَّلَاثِينَ وَمِائَةٍ فِي بَلَدٍ مِنَ الْبِلَادِ أَوْ فِي حَيٍّ من الاحياء لَا يَعْرِفُ بِهِ أَحَدٌ مِنْ أَهْلِ الْعِلْمِ وَلَا يَقْصِدْهُ أَحَدٌ مِنْ أَهْلِ الْحَدِيثِ وَلَا يَسْمَعُ مِنْهُ أَحَدٌ وَإِنَّمَا انْفَرَدَ عَنْهُ ابْنُهُ عُبَيْدُ اللَّهِ بِالرِّوَايَةِ هَذَا مَا لَا يَقَعُ فِي الذِّهْنِ إِمْكَانُهُ مَعَ حِرْصِ أَهْلِ الْعِلْمِ عَلَى طَلَبِ الصَّحَابَةِ وَالسَّمَاعِ مِنْهُمْ وَاللَّهُ اعْلَم