المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌الوقفة الرابعة: إعادة روح المؤمن إلى الأرض - دروس للشيخ سعيد بن مسفر - جـ ٢٩

[سعيد بن مسفر]

فهرس الكتاب

- ‌حال الناس في القبور

- ‌الذكر حياة القلوب

- ‌من علامة الإيمان: حب مجالس الذكر

- ‌حاجتنا إلى العلم

- ‌القبر إحدى المحطات التي يمر بها الإنسان

- ‌نسيان القبر علامة موت القلب

- ‌تذكر القبر يعين على الطاعة

- ‌الجزاء في القبر من جنس العمل

- ‌الإيمان بعذاب القبر جزء من عقيدة المسلم

- ‌الأدلة من القرآن على وجوب الإيمان بعذاب القبر

- ‌الأدلة من السنة على ثبوت عذاب القبر ونعيمه

- ‌وقفات مع حديث البراء في عذاب القبر ونعيمه

- ‌الوقفة الأولى: تجهيز القبر واللحد

- ‌الوقفة الثانية: إخراج روح المؤمن

- ‌الوقفة الثالثة: صعود روح المؤمن إلى السماء

- ‌الوقفة الرابعة: إعادة روح المؤمن إلى الأرض

- ‌الوقفة الخامسة: مع إخراج روح الكافر من جسده

- ‌الوقفة السادسة: مع صعود روح الكافر في السماء

- ‌الوقفة السابعة: حال الكافر في قبره

- ‌الوقفة الثامنة: فوائد معرفة الحديث

- ‌الأسئلة

- ‌طلب إلقاء درس شهري في مدينة جدة

- ‌حكم المقابر التي جرفتها الأمطار

- ‌حكم خروج المرأة المتطيبة

- ‌الكرامات في القبور

- ‌نصيحة لمن ابتلي بالعادة السرية

- ‌الشفاعة وشروطها

الفصل: ‌الوقفة الرابعة: إعادة روح المؤمن إلى الأرض

‌الوقفة الرابعة: إعادة روح المؤمن إلى الأرض

يقول: (وأعيدوه إلى الأرض، فإني منها خلقتهم وفيها أعيدهم ومنها أخرجهم تارة أخرى، فيرد إلى الأرض وتعاد روحه إلى جسده، ويأتيه ملكان شديدا الانتهار، فينتهرانه ويجلسانه ويقولان له: من ربك؟) وهذا الانتهار لكل واحد؛ لأنه إلى تلك اللحظة لا يعلمون أنه مؤمن، الملائكة الذين يسألون لا يعلمون، فهو آت من الدنيا وهم لا يعلمون الغيب والسؤال واحد:(من ربك؟ ما دينك؟ من نبيك؟ -لكن المثبت إذا سئل- قال: ربي الله؛ -لأنه لا يعرف رباً إلا الله- فيقولان له: ما دينك؟ فيقول: ديني الإسلام -ما له دين إلا الإسلام، ليس دين الهوى والشهوات- فيقولان له: ما هذا الرجل الذي بعث فيكم؟ فيقول: محمد صلى الله عليه وسلم رسول الله، فيقولان له: وكيف علمت وما أدراك؟ قال: قرأت كتاب الله وآمنت به وصدقت، فذلك حيث يقول الله عز وجل: ((يُثَبِّتُ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا بِالْقَوْلِ الثَّابِتِ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَفِي الْآخِرَةِ)) [إبراهيم:27]) تلك اللحظات لحظات حرجة، إذا لم يكن هناك تثبيت من الله، تضيع العقول وتذهب الألباب وتتبعثر المعلومات، لماذا؟ لأنك أمام ملائكة، وفي قبر وفي عالم آخر ولا تدري ماذا تقول، لكن الله يلهمك حجتك ويثبتك -اللهم ثبتنا بالقول الثابت-.

(فينادي منادٍ من السماء: أن صدق عبدي فافرشوا له من الجنة، وألبسوه من الجنة، وافتحوا له باباً إلى الجنة، فيأتيه من روحها وطيبها ويفسح له في قبره مد بصره) انظروا إلى القبور الآن، القبر بجانب القبر، بعضها لا يبعد نصف متر، لكن أحدهم في حفرة من حفر النار، والثاني في روضة من رياض الجنة على مد بصره، كم مد بصرك؟ بصرك يمكن أن تنظر مسافة 40كم مد بصرك هذا مكانك روضة من رياض الجنة:(ثم -وهو في تلك اللحظات- يأتيه رجلٌ حسن الوجه، جميل المنظر، حسن الثياب، طيب الريح، فيقول له: أبشر بالذي يسرك، أبشر برضوان من الله وجناتٍ فيها نعيم مقيم، هذا يومك الذي كنت توعد، فيقول له: وأنت من أنت بشرك الله بالخير؟ فوجهك الوجه الذي يأتي بالخير) يقول: تبشرني بشرك الله بالخير لكن من أنت وأنا في وضع عظيم؟ (قال: أنا عملك الصالح) الله أكبر! أنا صلاتك، وزكاتك، وحجك، وبرك، وإحسانك (فوالله ما علمتك إلا كنت سريعاً في طاعة الله، بطيئاً عن معصية الله فجزاك الله خيراً) يشهد له العمل ويقول: والله ما عرفتك إلا سريعاً في طاعة الله، بطيئاً عن معصية الله فجزاك الله خيراً (ثم يفتح له بابٌ إلى الجنة، وباب إلى النار ويقال له: هذا منزلك لو أنك عصيت الله، أبدلك الله به هذا المنزل -حين أطعت الله- فإذا رأى ما في الجنة قال: رب أقم الساعة) يريد أن تقوم الساعة لكي يدخل الجنة (رب عجل قيام الساعة لكي أرجع إلى أهلي ومالي فيقال له: اسكن ونم نومة العروس) ونومة العريس أحسن نومة.

ص: 16