المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌من علامة الإيمان: حب مجالس الذكر - دروس للشيخ سعيد بن مسفر - جـ ٢٩

[سعيد بن مسفر]

فهرس الكتاب

- ‌حال الناس في القبور

- ‌الذكر حياة القلوب

- ‌من علامة الإيمان: حب مجالس الذكر

- ‌حاجتنا إلى العلم

- ‌القبر إحدى المحطات التي يمر بها الإنسان

- ‌نسيان القبر علامة موت القلب

- ‌تذكر القبر يعين على الطاعة

- ‌الجزاء في القبر من جنس العمل

- ‌الإيمان بعذاب القبر جزء من عقيدة المسلم

- ‌الأدلة من القرآن على وجوب الإيمان بعذاب القبر

- ‌الأدلة من السنة على ثبوت عذاب القبر ونعيمه

- ‌وقفات مع حديث البراء في عذاب القبر ونعيمه

- ‌الوقفة الأولى: تجهيز القبر واللحد

- ‌الوقفة الثانية: إخراج روح المؤمن

- ‌الوقفة الثالثة: صعود روح المؤمن إلى السماء

- ‌الوقفة الرابعة: إعادة روح المؤمن إلى الأرض

- ‌الوقفة الخامسة: مع إخراج روح الكافر من جسده

- ‌الوقفة السادسة: مع صعود روح الكافر في السماء

- ‌الوقفة السابعة: حال الكافر في قبره

- ‌الوقفة الثامنة: فوائد معرفة الحديث

- ‌الأسئلة

- ‌طلب إلقاء درس شهري في مدينة جدة

- ‌حكم المقابر التي جرفتها الأمطار

- ‌حكم خروج المرأة المتطيبة

- ‌الكرامات في القبور

- ‌نصيحة لمن ابتلي بالعادة السرية

- ‌الشفاعة وشروطها

الفصل: ‌من علامة الإيمان: حب مجالس الذكر

‌من علامة الإيمان: حب مجالس الذكر

إذا عرفت -يا أخي- أنك تحب الذكر وتسعى إلى مواطن الذكر وتشتاق إليه، وتتطلع إلى مواعظ الذكر فاعلم أن هذه علامة الإيمان -فاسأل الله أن يزيدك إيماناً- وإن تكن الأخرى وهو الفتور وعدم الرغبة في مجالس العلم، وإذا قيل لك: هناك درس تقول: قد سمعنا كثيراً فماذا عندهم من جديد؟ ماذا تريد من جديد؟ هل العلماء والدعاة يغنون حتى يأتوا لك بجديد؟ لا.

العلماء والدعاة أصحاب رسالة يبلغون دين الله، وهل هناك أفضل من كلام الله؟ هل هناك جديد أعظم مما يخبر الله به ويخبر به رسوله صلى الله عليه وسلم؟ فإذا وجدت في نفسك عزوفاً وعدم رغبة وكسلاً وفتوراً عن هذه المجالس فاعلم أن هذه نقطة الخطورة، وبداية الانحدار، وعلامة الهلاك -والعياذ بالله- لماذا؟ لأن القلب تؤثر فيه عوامل التعرية، وعوامل الهدم والنحت من جراء الحياة، ويحتاج القلب إلى صيانة وحماية، ثوبك إذا لم تغسله اتسخ، وسيارتك إذا لم تجر لها صيانة دورية خربت، قلبك لا يريد له صيانة بل يريد له تعهداً لكن كيف تتعهده؟ في مواطن الذكر، وفي مجالس الإيمان، ولذا يخبر الله عز وجل أنه لا يوجد أظلم ممن يذكر ثم يترك الذكر، فهو ظالم في أعلى مستويات الظلم، يقول عز وجل:{وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنْ ذُكِّرَ بِآياتِ رَبِّهِ ثُمَّ أَعْرَضَ عَنْهَا إِنَّا مِنَ الْمُجْرِمِينَ مُنْتَقِمُونَ} [السجدة:22] قال المفسرون: أي: لا أظلم منه، ويخبر الله عز وجل عن حالة المؤمن إذا سمع الذكر، قال عز وجل:{الَّذِينَ إِذَا ذُكِرَ اللَّهُ وَجِلَتْ قُلُوبُهُمْ} [الأنفال:2] أي: خافت، ويخبر عن حالة البعيد -أعاذنا الله وإياكم منه- صاحب القلب المنكوس أنه يشمئز قلبه، قال عز وجل:{وَإِذَا ذُكِرَ اللَّهُ وَحْدَهُ اشْمَأَزَّتْ قُلُوبُ الَّذِينَ لا يُؤْمِنُونَ بِالْآخِرَةِ وَإِذَا ذُكِرَ الَّذِينَ مِنْ دُونِهِ إِذَا هُمْ يَسْتَبْشِرُونَ} [الزمر:45] أي شيء دون الله، يعبد مباراة أو سهرة أو أكلة أو رحلة أو جلسة، أي شيء يستبشر به، لكنه ينقبض من جلسة علم، لا يريدها.

لماذا؟ لأن قلبه منكوس قال تعالى: {الَّذِينَ لا يُؤْمِنُونَ بِالْآخِرَةِ} [الأنعام:113].

ص: 3