المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌العدو الثاني: النفس الأمارة بالسوء - دروس للشيخ محمد الحسن الددو الشنقيطي - جـ ٩

[محمد الحسن الددو الشنقيطي]

فهرس الكتاب

- ‌فرصة العمر

- ‌العمر الشخصي للإنسان وكيفية استغلاله في الطاعة

- ‌عاقبة من لم يستغل عمره في طاعة الله

- ‌عوامل تعين على استغلال العمر في الطاعة

- ‌أعداء وموانع تشغل الإنسان عن استغلال عمره في الطاعة

- ‌العدو الخامس: مفاتن هذه الدنيا وشهواتها

- ‌العدو الرابع: الأهل والأموال والأقارب

- ‌العدو الثالث: إخوان السوء

- ‌العدو الأول: الشيطان الرجيم

- ‌العدو الثاني: النفس الأمارة بالسوء

- ‌عمر الدنيا وحتمية انقضائها ونهايتها

- ‌عمر التمكين وكيفية استغلاله

- ‌أقسام الناس في التذكر والذكرى

- ‌الأسئلة

- ‌حكم تكفير المسلمين وشروط تكفير المعين

- ‌الفرق بين الدعاة إلى الجنة والدعاة إلى النار

- ‌حكم دخول الرجل على جمع النساء للتعليم

- ‌الأسباب التي تعين على التوبة

- ‌الإنسان بين الخاطر الإلهي الملكي والخاطر الشيطاني النفسي

- ‌مراتب استشعار النعمة وشكرها

- ‌حكم الاحتفال بمولد النبي صلى الله عليه وسلم

- ‌عوامل تقوية الإيمان

- ‌علاج نسيان المواعظ وعدم العمل بها

- ‌دعوة التجار إلى الإنفاق في أبواب الخير

الفصل: ‌العدو الثاني: النفس الأمارة بالسوء

‌العدو الثاني: النفس الأمارة بالسوء

قال الله فيها: {إِنَّ النَّفْسَ لأَمَّارَةٌ بِالسُّوءِ إِلَاّ مَا رَحِمَ رَبِّي إِنَّ رَبِّي غَفُورٌ رَحِيمٌ} [يوسف:53].

والنفوس التي تجبل على طول الأمل وعلى العدول إلى الراحة والطمأنينة تغر الإنسان بنفسه، وتجعله يضيع الفرص النادرة، فهي عدو من هذا القبيل، ولهذا حذر الله من غوائلها، وحقوق النفس على الإنسان ثلاثة: هي الانتصار منها للغير، وترك الانتصار لها، والخوف من غوائلها.

ثلاثة حقوق من جمعها أدى حقوق نفسه.

أولها: ترك الانتصار لها، فإذا زينت لك أنك قد اعتدي على حقوقك، وأنك لا بد أن تدافع عن نفسك وأن تأخذ حقك كاملاً فاعلم أن هذا هو عين الغرور، وأنها إنما تغرك بذلك، فهذا غرور وليس صواباً ولا حقاً، فلا تصدقها في ذلك.

ثانيها: الانتصار منها للغير، أن تأخذ منها الحقوق للآخرين كاملة غير منقوصة، وإذا لم تفعل ذلك كنت مطففاً، والله تعالى يقول:{وَيْلٌ لِلْمُطَفِّفِينَ * الَّذِينَ إِذَا اكْتَالُوا عَلَى النَّاسِ يَسْتَوْفُونَ * وَإِذَا كَالُوهُمْ أَوْ وَزَنُوهُمْ يُخْسِرُونَ * أَلا يَظُنُّ أُولَئِكَ أَنَّهُمْ مَبْعُوثُونَ * لِيَوْمٍ عَظِيمٍ * يَوْمَ يَقُومُ النَّاسُ لِرَبِّ الْعَالَمِينَ} [المطففين:1 - 6].

وقد قال مالك رحمه الله في الموطأ: يقال: لكل شيء وفاء وتطفيف.

أي: كل شيء أياً كان فيه وفاء وتطفيف.

ص: 10