الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
أو رأس رهوة أو رؤوس
…
شمارخ، لهددن هدا
فضعي قناعك، إن ريب
…
الدهر قد أفنى معدا
فلكم رأيت معاشرا
…
قد جمعوا مالا وولد
وهم رباب حائر،
…
لا يسمع الآذان رعدا
فعش بجد لا يضرك
…
النوك ما لاقيت جدا
والنوك خير في ظلال
…
العيش ممن عاش كدا
والبيت الأخير فيه إيجاز مخل لأن ألفاظه لا تفي بمراد الشاعر. إذ يريد أن يقول: "إن العيش الرغد مع الحمق خير من العيش الشاق مع العقل".
نخبة من معلقته
تنبيه - الرواة مختلفون في ترتيب أبيات هذه القصيدة. وقد رتبنا ما اخترناه منها ترتيبا متسقا، فجعلنا الأبيات منظمة الحوادث. لتكون المعاني آخذا بعضها برقاب بعض.
آذنتنا ببينها أسماء
…
رب ثاو يمل منه الثواء
لا أرى من عهدت فيها، فأبكي
…
اليوم دلها وما يحير البكاء؟
وبعينيك أوقدت هند النار
…
أخيرا، تلوي بها العلياء
فتنورت نارها من بعيد
…
بحزازى، هيهات منك الصلاء
أوقدتها
…
بين العقيق فشخصين
بعود، كما يلوح الضياء
وأتانا من الحوادث والأنباء
…
خطب، نعنى به، ونساء
إن إخواننا الأراقم يغلون
…
علينا، في قيلهم إحفاء
يخلطون البرئ منا بذي الذنب
…
(ولا ينفع الخلي الخلاء)
أجمعوا أمرهم عشاء فلما
…
أصبحوا أصبحت لهم ضوضاء
أيها الناطق المرقش عنا
…
عند عمرو (وهل لذاك بقاء)
لا تخلنا على غراتك إنا
…
قبل ما قد وشى بنا الأعداء
فبقينا
…
على الشناءة
تنمينا
جدود، وعزة قعساء
ملك مقسط، وأفضل من يمشي،
…
ومن دون ما لديه الثناء
ملك أضرع البرية، لا
…
يوجد فيها لما لديه كفاء
أيما خطة أردتم فأدوها
…
إلينا، تمشي بها الأملاء
لا يقيم العزيز بالبلد السهل
…
ولا ينفع الذليل النجاء
ليس ينجي موائلا من حذار
…
راس طود، وحرة رجلاء
أيها الناطق المبلغ عنا
…
عند عمرو (وهل لذاك انتهاء)
من لنا عنده من الخير آيات
…
ثلاث، في كلهن القضاء
آية شارق الشقيقة إذ جاءوا
…
جميعا، لكل حي لواء
حول قيس، مستلمئين بكبش
…
قرظي، كأنه عبلاء
فرددناهم بطعن، كما يخرج
…
من خربة المزاد الماء
ثم حجرا، أعني ابن أم قطام
…
وله فارسية خضراء
أسد في اللقاء، ورد هموس
…
وربيع إن شمرت غبراء
قد جبهناهم بطعن، كما تنهز
…
في جمة الطوي الدلاء
وفعلنا بهم، كما علم الله
…
وما إن للمائنين دماء
وأتيناكم بتسعة أملاك
…
كرام أسلابهم أغلاء
وفككنا غل امرئ القيس عنه،
…
بعد ما طال حبسه والعناء
وأقدناه رب غسان بالمنذر
…
كرها، إذ لا تكال الدماء
فاتركوا الطيخ والتعاشي وإما
…
تتعاشوا ففي التعاشي الداء
أعلينا جناح كندة: أن يغنم
…
غازيهم، ومن الجزاء؟
أم علينا جرى إياد؟ كما قيل
…
لطسم: أخوكم الأباء
أم علينا جرى حنيفة؟، أو ما
…
جمعت من محارب غبراء
أم علينا جرى قضاعة؟ أم ليس
…
علينا فيما جنوا أنداء؟
ثم خيل من بعد ذاك مع الغلاق
…
لا رأفة ولا إبقاء
ما أصابوا من تغلبي فمطلول
…
عليه
إذا أصيب
العفاء
كتكاليف قومنا إذ غزا المنذر:
…
هل نحن لابن هند رعاء
إذ تمنونهم غرورا، فساقتهم
…
إليكم أمنية أشراء
لم يغروكم غرورا، ولكن
…
رفع الآل شخصهم والضحاء
الأعشى ميمون
توفي سنة (629) م. وسنة (7) هـ- هو (الأعشى بن قيس بن جندل بن شراحيل) وينتهي نسب شراحيل إلى (بكر بن وائل) وينتهي نسب وائل إلى (معد بن عدنان) .
وكان يكنى (أبا بصير) . وكانوا يسمونه (صناجة العرب) لجودة شعره، أو لأنه كان يتغنى به. ويقال لأبيه (قتيل الجوع) لأنه دخل غارا يستظل فيه من الحر، فوقعت صخرة عظيمة من الجبل فسدت فم الغار، فمات فيه جوعا.
شيء من أخباره
كان قد مدح (سلامة ذا فائش الحميري) بقصيدته التي مطلعها:
الشعر قلدته سلامة ذا
…
فائش. الشيء حيث ما جعلا
فلما أنشده هذا الشعر قال: "صدقت، الشيء حيث ما جعل". وأعطاه مئة من الإبل وكساه حللا كرشا مدبوغة مملوءة عنبر. وقال: "إياك أن تخدع عنها. فانصرف عنه حتى أتى (الحيرة) فباعها بثلاث مئة ناقة حمراء. فخاف أن ينتهب ماله، فستجار (بعلقمة بن علاثة العامري) فقال له: "أجيرك من الأسود والأحمر" فقال: "ومن الموت". قال: "لا" فأتى (عامر بن الطفيل) فقال له مثل مقالة (علقمة) . فقال له (الأعشى) : ومن الموت. قال: نعم. قال: "وكيف؟ ". قال: "إن مت في جواري وديتك". فلما سمع (علقمة) جواب (عامر) قال: "لو علمت أن ذلك مراده لهان علي. وكان ذلك في أوان منافرة عامر وعلقمة المشهور. (ولهذه المنافرة قصة طويلة مذكورة في الجزء الخامس عشر من كتاب الأغاني) وكان العرب تهاب أن تنفر أحدهما على الآخر.
ثم إن الأعشى ركب ناقته ونفر (عامرا) وفضله عل (علقمة) بقصيدة سيأتي بعض أبياتها. فهدر علقمة دمه. وجعل على كل طريق رصدا. فهجاه الأعشى أيضا بقصيدة يقول فيها:
تبيتون في المشتى ملاء بطونكم
…
وجاراتكم غرثى يبتن خمائصا
وقد كذب في هجوه لعلقمة، فإنه كان من أجواد العرب. وقد أسلم وحسن إسلامه. ولما بلغ ذلك علقمة رفع يده وقال:"لعنه الله. أنحن نفعل هذا بجاراتنا؟ ".
ثم إن (الأعشى) سافر ومعه دليل، فأخطأ به الطريق، فألقاه في ديار (بني عامر بن صعصعة) فأخذ رهط (علقمة بن علاثة) فأتوه به. فقال:"الحمد لله الذي أمكنني منك". فقال (الأعشى) :
أعلقم، قد صيرتني الأمور
…
إليك وما أنت لي منقص
فهب لي نفسي فدتك النفوس،
…
ولا زلت تنمو ولا تنقص
فقال قوم علقمة: "اقتله وأرحنا والعرب من شر لسانه". فقال علقمة: "إذن تطلبوا بدمه، ولا ينغسل عني ما قاله، ولا يعرف فضلي عند القدرة" وقيل: بل دخل (علقمة) على أمه وقال لها: "لقد أمكنني الله من هذا الأعمى الخبيث". قالت: "فما تراك فاعلا به؟ ". قال: "سأقتله شر قتلة". فقالت: "يا بني، لقد كنت أرجوك لقومك عامة، وإني اليوم لا أرجوك إلا لنفسك خاصة. وإنما الرأي أن تكسوه وتحمله وتسيره إلأى بلاده، فإنه لا يمحو عنك ما قاله إلا هو". ففعل ما أمرته به، وحل وثاقه، وألقى عليه حلة، وحمله على ناقة، وأحسن عطاءه. وقال له:"انج حيث شئت". وأخرج معه من (بني كلاب) من يبلغه مأمنه. فجعل بعد ذلك يمدحه. ومن ذلك قوله فيه:
علقم، يا خير بني عامر
…
للضيف والصاحب والزائر
والضاحك السن على همه،
…
والغافر العثرة للعاثر
ومن حديثه أنه كان لأبي المحلق شرف وكان قد أتلف ماله. وبقي (المحلق) وثلاث أخوات له. ولم يترك لهم إلا ناقة واحدة وحلتي برود جيدة كان يسد بها الحقوق. فأقبل (الأعشى) من بعض أسفاره يريد منزله باليمامة. فنزل الماء الذي به (المحلق) . فقراه أهل الماء فأحسنوا قراه. فأقبلت عمة المحلق، فقالت له:"يا ابن أخي" هذا الأعشى قد نزل بمائنا، وقد قراه أهل الماء. والعرب تزعم أنه لم يمدح قوما إلا رفعهم، ولم يهج قوما إلا وضعهم. فانظر ما أقول لك: احتل في زق من خمر من عند بعض التجار، فأرسل إليه بهذه الناقة والزق وبردتي أبيك. فوالله لئن اعتلج الكبد والسنام والخمر في جوفه ونظر إلى عطفيه في البردتين ليقولن فيك شعرا يرفعك به". قال:"ما أملك غير هذه الناقة وأنا أتوقع رسلها". فأقبل يدخل ويخرج، ويهم ولا يفعل. فكلما دخل على عمته حضته. حتى دخل عليها فقال:"قد ارتحل الرجل ومضى". قالت: "الآن والله أحسن كان القرى: تتبعه ذلك مع مولى أبيك (وكان لأبيه مولى أسود شيخ) فحيثما لحقه أخبره عنك كنت غائبا عن الماء عند نزوله إياه، وإنك لما وردت الماء فعلمت أنه به كرهت أن يفوتك قراه. فإن هذا هو أحسن لموقعه عنده". فلم تزل تحضه حتى أتى بعض التجار فكلمه أن يقرضه ثمن زق خمر وأتاه بمن يضمن ذلك عنه فأعطاه. فوجه بالناقة والخمر والبردين مع مولى أبيه. فخرج يتبعه. فكلما مر بماء قيل: ارتحل أمس عنه. حتى صار إلى منزل (الأعشى) في (منفوحة) باليمامة. فوجد عنده عدة من الفتيان قد غداهم بغير لحم وصب لهم فضيخاً. فهم يشربون منه إذ قرع الباب، فقال:"انظروا من هذا؟ " فخرجوا فإذا رسول (المحلق) يقول كذا وكذا. فدخلوا عليه وقالوا: هذا رسول المحلق الكلابي أتاك بكيت وكيت. فقال: "ويحكم، أعرابي، والذي أرسل إلي لا قدر له. والله لئن اعتلج الكبد والسنام والخمر في جوفي لأقولن فيه شعر لم أقل قط مثله". ثم أذن للرسول فدخل وأناخ الجزور بالباب ووضع الزق والبردين بين يديه. فقال له: "أقره السلام وقل له: وصلتك رحم. سيأتيك ثناؤنا". وقام الفتيان إلى الجزور فنحروها وشقوا خاصرتها عن كبدها وجلدها عن سنامها، ث جاءوا بهما. فأقبلوا يشوون، وصبوا الخمر فشربوه. وأكل معهم (الأعشى) وشرب ولبس البردين ونظر إلى عطفيه فيهما فأنشأ يقول:
أرقت، وما هذا السهاد المؤرق؟.
…
وما بي من سقم، وما بي من معشق
ومنها:
لعمري لقد لاحت عيون كثيرة
…
إلى ضوء نار في يفاع، تحرق
تشب لمقررين يصطليانها
…
وبات على النار الندى والمحلق
إلى أن يقول:
أبا مسمع، سار الذي قد فعلتم،
…
فانجد أقوام به، ثم أعرقوا
به تعقد الأجمال في كل منزل،
…
وتعقد أطراف الحبال، وتطلق
فسار الشعر وذاع في العرب. فما أتت على المحلق سنة حتى زوج أخواته الثلاث، كلك واحدة على مئة ناقة. فأيسر وشرف.
وقد رويت هذه القصة على غير هذا الوجه. وفي إحدى الروايات أنه أنشد الشعر بسوق عكاظ وقد اجتمعت عليه الناس، وإنه حض القوم على زواج بناته، وإنه ناداه بقوله:"مرحبا بسيدي وسيد قومه". وفي هذه الرواية: إن العوانس كن بناته لا أخواته، وكن ثمانية. والله أعلم.
ومن أخباره أنه هجا رجلا من (بني كلب) فقال:
بنو الشهر الحرام فلست منهم
…
ولست من الكرام: بني عبيد
ولا من رهط جبار بن قرط
…
ولا من رهط حارثة بن زيد
فقال له: "لا أبا لك. أنا أشرف من هؤلاء كلهم". وقد سبه الناس بهجاء الأعشى إياه.