الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
12- القمص السابق المصري عزت اسحاق معوض
كان أحد الدعاة للالتزام بالنصرانية، لا يهدأ ولا يسكن عن مهمته التي يستعين بكل الوسائل من كتب وشرائط وغيرها في الدعوة إليها، وتدرج في المناصب الكنسية حتى أصبح "قُمُّصاً".. ولكن بعد أن تعمق في دراسة النصرانية بدأت مشاعر الشك تراوده في العقيدة التي يدعو إليها في الوقت الذي كان يشعر بارتياح عند سماعه للقرآن الكريم
…
ومن ثم كانت رحلة إيمانه التي يتحدث عنها قائلاً:
" نشأت في أسرة مسيحية مترابطة والتحقت بقداس الأحد وعمري أربع سنوات
…
وفي سن الثامنة كنت أحد شمامسة الكنيسة، وتميزت على أقراني بإلمامي بالقبطية وقدرتي على القراءة من الكتاب المقدس على النصارى.
ثم تمت إجراءات إعدادي للالتحاق بالكلية الأكليريكية لأصبح بعدها كاهناً ثم قُمُّصاً، ولكنني عندما بلغت سن الشباب بدأت أرى ما يحدث من مهازل بين الشباب والشابات داخل الكنيسة وبعلم القساوسة، وبدأت أشعر بسخط داخلي على الكنيسة، وتلفت حولي فوجدت النساء يدخلن الكنيسة متبرجات ويجاورن الرجال، والجميع يصلي بلا طهارة ويرددون ما يقوله القس بدون أن يفهموا شيئاً على الإطلاق، وإنما هو مجرد تعود على سماع هذا الكلام.
وعندما بدأت أقرأ أكثر في النصرانية وجدت أن ما يسمى "القداس الإلهي" الذي يتردد في الصلوات ليس به دليل من الكتاب المقدس، والخلافات كثيرة بين الطوائف المختلفة بل وداخل كل طائفة على حدة، وذلك حول تفسير "الثالوث"
…
وكنت أيضاً أشعر بنفور شديد من مسألة تناول النبيذ وقطعة القربان من يد القسيس والتي ترمز إلى دم المسيح وجسده!!! "
ويستمر القُمُّص عزت إسحاق معوض ـ الذي تبرأ من صفته واسمه ليتحول إلى الداعية المسلم محمد أحمد الرفاعي ـ يستمر في حديثه قائلاً:
" بينما كان الشك يراودني في النصرانية كان يجذبني شكل المسلمين في الصلاة والخشوع والسكينة التي تحيط بالمكان برغم أنني كنت لا أفهم ما يرددون
…
وكنت عندما يُقرأ القرآن كان يلفت انتباهي لسماعه وأحس بشئ غريب داخلي برغم أنني نشأت على كراهية المسلمين
…
وكنت معجباً بصيام شهر رمضان وأجده أفضل من صيام الزيت الذي لم يرد ذكره في الكتاب المقدس، وبالفعل صمت أياماً من شهر رمضان قبل إسلامي ".
ويمضي الداعية محمد أحمد الرفاعي في كلامه مستطرداً:
"بدأت أشعر بأن النصرانية دين غير كامل ومشوه، غير أنني ظللت متأرجحاً بين النصرانية والإسلام ثلاث سنوات انقطعت خلالها عن الكنيسة تماماً، وبدأت أقرأ كثيراً وأقارن بين الأديان، وكانت لي حوارات مع إخوة مسلمين كان لها الدور الكبير في إحداث حركة فكرية لديّ
…
وكنت أرى أن المسلم غير المتبحر في دينه يحمل من العلم والثقة بصدق دينه ما يفوق مل لدى أي نصراني، حيث إن زاد الإسلام من القرآن والسنة النبوية في متناول الجميع رجالاً ونساءً وأطفالاً، في حين أن هناك أحد الأسفار بالكتاب المقدس ممنوع أن يقرأها النصراني قبل بلوغ سن الخامسة والثلاثين، ويفضل أن يكون متزوجاً!! "
ثم يصمت محمد رفاعي برهةً ليستكمل حديثه بقوله:
" كانت نقطة التحول في حياتي في أول شهر سبتمبر عام 1988 عندما جلست إلى شيخي وأستاذي "رفاعي سرور" لأول مرة وناقشني وحاورني لأكثر من ساعة، وطلبت منه في آخر الجلسة أن يقرئني الشهادتين ويعلمني الصلاة، فطلب مني الاغتسال فاغتسلت ونطقت بالشهادتين وأشهرت إسلامي وتسميت باسم "محمد أحمد الرفاعي" بعد أن تبرأت من اسمي القديم "عزت إسحاق معوض" وألغيته من جميع الوثائق الرسمية. كما أزلت الصليب المرسوم على يدي بعملية جراحية.. وكان أول بلاء لي في الإسلام هو مقاطعة أهلي ورفض أبي أن أحصل على حقوقي المادية عن نصيبي في شركة كانت بيننا، ولكنني لم أكترث، ودخلت الإسلام صفر اليدين، ولكن الله عوضني عن ذلك بأخوة الإسلام، وبعمل يدر عليّ دخلاً طيباً ".
ويلتقط أنفاسه وهو يختتم كلامه قائلاً:
" كل ما آمله الآن ألا أكون مسلماً إسلاماً يعود بالنفع عليّ وحدي فقط، ولكن أن أكون نافعاً لغيري وأساهم بما لديّ من علم بالنصرانية والإسلام في الدعوة لدين الله تعالى ".
صحيفة المسلمين ـ الصادرة في 4 / 10 / 1991 (بتصرف)