المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌بعض جوانب عبادة إراقة الدم - رسائل وفتاوى عبد العزيز آل الشيخ

[عبد العزيز بن عبد الله آل الشيخ]

فهرس الكتاب

- ‌أخي المعلم. . أختي المعلمة

- ‌أقسام المياه

- ‌التسليم بحكم الله ورسولهمن صفات المؤمنين

- ‌الرد على أحد الكتاب بشأن إيقاف صلاة التراويح

- ‌العلم

- ‌المقصود بالحج تحقيق التقوى وليس إتعاب البدن

- ‌الموقف الشرعي من أعداء الأمن

- ‌حول التطاول على الرسول صلى الله عليه وسلم

- ‌تأويل الرؤى والحذر من التوسع فيها

- ‌حرمة الإفساد

- ‌حقيقة مصطلح الإرهاب

- ‌شهر رمضان فضله وبعض ما يشرع فيه من العبادة

- ‌بعض جوانب عبادة إراقة الدم

- ‌من صفات طالب العلم

- ‌أجري لفتاة عملية جراحية فهل يلزم على أهلهاإذا تقدم خاطب لهذه الفتاة أن يخبروه

- ‌وجوب الزكاة ليس مربوطا برمضان

- ‌حكم الإسبال

- ‌الدعاء في السجود بأمور الدنيا

- ‌أولياء أمور الزوجات قد لا يوجدون عند كتابة عقود الأنكحة

- ‌ هل الشخص عندما يتزوج فتاة يكون ذلك مكتوبا عند الله من قبل

- ‌الحجر على المرأة من الأقارب حتى لا تتزوج إلا منه

- ‌ متى يبدأ وقت التكبير المقيد أدبار الصلوات، وما دليل مشروعيته

- ‌ترك المبيت بمنى أول أيام التشريق

- ‌ بعد أداء الصلاة الفريضة، الشروع في النافلة أم الاشتغال بالأذكار

- ‌حكم السباحة للنساء

- ‌تأخير دفع الثمن عند بيع الذهب أو شرائه

- ‌الطلاق في العذر الشهري

- ‌أريد الحج أنا وزوجتي هل يلزم على أهل زوجتي أن يضحوا عنها

- ‌هل دعوة الشيخ محمد بن عبد الوهاب دعوة تكفيرية

- ‌عدم تغطية جميع الوجه عند الأجانب من الرجال

- ‌حكم الزواج من امرأة الأخ بعد طلاقها

- ‌دلائل رضى الله سبحانه وتعالى عن العبد

- ‌ارتداء الحجاب

- ‌مشاركة المرأة في السياسة

- ‌قام المسلم من نومه وأدخل يديه في الماء قبل أن يغسلهما ثلاث مراتفهل يصلح هذا الماء للوضوء

- ‌قراءة الحائض للكتب الدينية

- ‌من ينام عن الصلاة ثم يصليها بعد خروج وقتها

- ‌هل على القارن سعي مع طواف الوداع

- ‌هل تتحجب الأم من زوج ابنتها

الفصل: ‌بعض جوانب عبادة إراقة الدم

‌بعض جوانب عبادة إراقة الدم

(الذبح والنحر)

لسماحة الشيخ: عبد العزيز بن عبد الله بن محمد آل الشيخ

الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين، نبينا محمد، وعلى آله وصحبه أجمعين والتابعين لهم بإحسان إلى يوم الدين، وبعد:

ص: 125

فإن الله سبحانه وتعالى إنما خلق خلقه من إنسه وجنه لتحقيق عبادته بصرف جميع أنواع العبودية له وحده لا شريك له، كما لم يكن له شريك في خلقهم ورزقهم وإحيائهم وإماتتهم، يقول الله سبحانه:{وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ} (1){مَا أُرِيدُ مِنْهُمْ مِنْ رِزْقٍ وَمَا أُرِيدُ أَنْ يُطْعِمُونِ} (2){إِنَّ اللَّهَ هُوَ الرَّزَّاقُ ذُو الْقُوَّةِ الْمَتِينُ} (3) فحصر سبحانه مراده من خلق الجن والإنس في تحقيق عبادته، وأداة الحصر هنا (ما، وإلا) كما هو معلوم، ونفى سبحانه أي إرادة له في تحصيل رزق من عباده ونحو ذلك؛ لأنه سبحانه هو الرزاق، وهو سبحانه ذو القوة المتين فتمحضت إرادة ربنا وخالقنا سبحانه من خلقنا في أمر واحد ألا وهو عبادته وحده لا شريك له {وَاعْبُدُوا اللَّهَ وَلَا تُشْرِكُوا بِهِ شَيْئًا} (4) لأجل ذلك أرسل الرسل، وأنزل الكتب {وَلَقَدْ بَعَثْنَا فِي كُلِّ أُمَّةٍ رَسُولًا أَنِ اُعْبُدُوا اللَّهَ وَاجْتَنِبُوا الطَّاغُوتَ} (5) .

والعبادة قد عرفها العلماء بعدة تعاريف كلها راجعة في نهاية الأمر إلى شيء واحد، ومن أوضح تعاريفها: ما ذكره شيخ الإسلام أحمد بن تيمية رحمه الله في رسالته (العبودية) حيث قال: والعبادة اسم جامع لكل ما يحبه الله ويرضاه من الأقوال والأعمال الباطنة والظاهرة.

ومن هنا يتبين لنا أن العبادة جنس تحته أنواع، وبعض الأنواع تحتها أفراد، فجنس العبادة منه الباطن ومنه الظاهر، والباطن له أنواع كثيرة من محبة ورجاء وخوف وخشية وقصد واعتقاد وتعظيم ونحو ذلك، والظاهر له أنواع، فمنه القولي ومنه العملي، والقولي له أفراد أعلاها قول لا إله إلا الله، ومن أفراده الصدق وقول الحق والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، والنصيحة والذكر والدعاء.

والعملي له أفراد من صلاة وزكاة وصيام وحج وجهاد، وإراقة الدم، ونحو ذلك.

والعبادة متنوعة باعتبار آخر، فمنها فعل الشيء بالجوارح وملازمة فعله كالصلاة خمس مرات في اليوم.

(1) سورة الذاريات الآية 56

(2)

سورة الذاريات الآية 57

(3)

سورة الذاريات الآية 58

(4)

سورة النساء الآية 36

(5)

سورة النحل الآية 36

ص: 126

ومنها ما يكون فيه بذل للمال كالزكاة. ومنها ما يكون فيه حبس للنفس عن مشتهياتها كالصيام، ومنها ما يكون فيه بذل للمال وعمل بالجوارح كالحج، ومنها ما يكون فيه بذل للنفس والمال كالجهاد في سبيل الله.

ومن أنواع العبادة إراقة الدم تعظيما وتقربا لله عز وجل، وذلك هو الذبح أو النحر.

ولعل فاتحة هذا العدد المبارك من مجلة البحوث الإسلامية، تكون حول بعض جوانب هذه العبادة العظيمة التي قرنها الله في كتابه بالصلاة {إِنَّا أَعْطَيْنَاكَ الْكَوْثَرَ} (1){فَصَلِّ لِرَبِّكَ وَانْحَرْ} (2){إِنَّ شَانِئَكَ هُوَ الْأَبْتَرُ} (3) .

وأصل معنى الذبح في اللغة هو الشق، وعرفه بعضهم بأنه إزهاق الروح بإصابة الحلق أو النحر، فيشمل الذبح والنحر.

والذبيحة تسمى أيضا بالنسيكة ومنه قوله تعالى: {قُلْ إِنَّ صَلَاتِي وَنُسُكِي وَمَحْيَايَ وَمَمَاتِي لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ} (4) وفي الجمع بين الصلاة والنحر حكمة عظيمة، وبيان لعظيم منزلة الذبح والنحر في الإسلام وأنها قربة لا يجوز صرفها إلا لله، يقول شيخ الإسلام رحمه الله:" أمره - يعني النبي صلى الله عليه وسلم الله أن يجمع بين هاتين العبادتين وهما الصلاة والنسك الدالتان على القرب والتواضع والافتقار وحسن الظن وقوة اليقين، وطمأنينة القلب إلى الله وإلى عونه، عكس حال أهل الكبر والنفرة وأهل الغنى عن الله الذين لا حاجة لهم في صلاتهم إلى ربهم، والذين لا ينحرون له خوفا من الفقر، ولهذا جمع بينهما في قوله: {قُلْ إِنَّ صَلَاتِي وَنُسُكِي} (5) الآية، والنسك: الذبيحة لله تعالى ابتغاء وجهه فإنهما أجل ما يتقرب به إلى الله، إلى أن قال رحمه الله: وأجل العبادات البدنية الصلاة، وأجل العبادات المالية النحر، وما يجتمع للعبد في الصلاة لا يجتمع له في غيرها، كما عرفه أرباب القلوب الحية، وما يجتمع له في النحر إذا قارنه الإيمان والإخلاص في قوة اليقين وحسن الظن، أمر عجيب، وكان النبي صلى الله عليه وسلم كثير الصلاة كثير النحر " اهـ.

(1) سورة الكوثر الآية 1

(2)

سورة الكوثر الآية 2

(3)

سورة الكوثر الآية 3

(4)

سورة الأنعام الآية 162

(5)

سورة الأنعام الآية 162

ص: 127

وإزهاق نفس الحيوان البري المأكول اللحم، شرط لحله إلا الجراد، فإنه مستثنى على القول بأنه حيوان بري؛ فتحل ميتته بلا ذكاة، وأما على القول بأنه حيوان بحري فلا إشكال في حل ميتته.

وإزهاق النفس يسمى بالذكاة.

ص: 128