المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌الفصل الخامسفي أنها طاهرة أو نجسة - زهر العريش في تحريم الحشيش

[بدر الدين الزركشي]

الفصل: ‌الفصل الخامسفي أنها طاهرة أو نجسة

‌الفصل الخامس

في أنها طاهرة أو نجسة

وهذا ينبني على ما سبق في أنها مسكرة، فإن قياس من يقول بإسكارها، أن يقول بنجاستها، ووفى بذلك الطوسى في " المصباح " فقال: الحشيشة نجسة إن ثبت أنها مسكرة، لكن الشيخ محيى الدين قال: إنها مسكرة وليست بنجسة، ولم يحك فيه خلافا، ويؤيده أن الشيخ تقي الدين بن دقيق العيد رحمه الله فيما كتبه على فروع ابن الحاجب

ص: 123

قطع بأنها طاهرة، وحكى الإجماع عليه، قال. والأفيون وهو لبن الخشخاش أقوى فعلاً من الحشيش؛ لأن القليل منه يسكر جداً، وكذلك السيكران، وجوز الطيب، مع أنه طاهر بالإجماع.

وهذا الذي ادعاه من الإجماع فيه نظر لما سيأتي عن العراقي في مسألة الصلاة في شرح قديم الوجيز. قال مؤلفه: إنه سمع من الأفواه في نجاسة الحشيش قولين.

ص: 124

وذكر ابن الصلاح في فوائد رحلته وعلَّقه عن رواية صاحب التقريب وجها: إن النبات إذا كان سماً قاتلا يكون نجسا، وإنه رد عليه بنص الشافعي رضي الله عنه.

لكن القياس في الحشيش الطهارة وليس لنا نبات نجس العين قط إلا النبات الذي يسقى بالنجاسة، فإنه نجس العين عند الصيدلاني رحمه الله، حتى قالوا: في السم الذي هو نبات، إنه طاهر مع أنه أشد ضرراً من الحشيش، ولا يتجه القول بالتنجيس، ولو كانت مسكرة؛ لأن الدليل إنما تنصص في الخمر، وغيرها ليس في معناه من كل الوجوه، ولا يقال على جواز تناول اليسير منها، ولو كانت نجسة لما جاز ذلك.

ص: 125