المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌دور الجامعيين الأفارقة - الإسلام في أفريقيا عبر التاريخ

[محمد أمان الجامي]

الفصل: ‌دور الجامعيين الأفارقة

الدرجة التي وصفناها من التقدم والظهور ولله الحمد والمنة. فنسأل الله تعالى أن يوفق الجامعيين الأفارقة حتى يكملوا هذا البناء الذي أسسه إخوانهم الذين سبق أن وصفناهم إنه ولي التوفيق ليكتب لهم أجر المساهمة في هذا الخير وفي هذا الجهاد العظيم الذي من أجله تعلموا ومن أجله سيعملون إن شاء الله.

ص: 42

‌دور الجامعيين الأفارقة

إذا تحدثت عن الدعوة الإسلامية في القارة الأفريقية عبر التاريخ الطويل اعتبارا من هجرة الصحابة رضوان الله عليهم إلى ذلك الجو من القارة وهي الحبشة إلى يوم الناس هذا لا أستطيع أن أغفل الحديث عن دور الجامعيين الأفارقة وهم خير سكان القارة لأنهم أهل العلم والمعرفة- فهل يستوي الذين يعلمون والذين لا يعلمون-؟

وقد يحملنا على التفاؤل لمستقبل القارة، أن الجامعات الإسلامية وفي طليعتها جامعتنا هذه أخذت تخرج عددا كبيرا من أبناء القارة في الوقت الذي يعتبر- بحق- خير وقت وأسعده وأبركه وأصلحه للعمل الإسلامي في القارة، وهو الوقت الذي تحاول فيه شعوب المنطقة التخلص من أثار الاستعمار الغربي الشرقي معا. لتربط علاقتها الوثيقة مع إخوة لها في الدين والعقيدة وهم الشعوب العربية والإسلامية ثم هو الوقت الذي أخذ فيه الوعي الإسلامي يتقدم في المنطقة بشكل ملموس كما لاحظنا في زياراتنا المتكررة.

ص: 42

وفي هذا الوقت الذي تتوفر فيه عوامل التشجيع على العمل الإسلامي أخذت جامعتنا تخرج أبناء القارة ليأخذوا أماكنهم في صفوف الإصلاح الإسلامي، ويقدموا لقومهم خير ما يقدم المسلم لأخيه المسلم وهو العقيدة الصحيحة وتعميق الإيمان وإثباته والتوجيه الإسلامي العام الذي يشمل جوانب الحياة كلها، إذ في إمكان الجامعيين أن يلعبوا في القارة دورا لا يمكن لغيرهم أن يلعبه، في إمكانهم أن يحاولوا- مستعينين بالله- تحويل القارة إسلامية خالصة بعد أن نفضت غبار الاستعمار عن وجهها لتثبت شخصيتها الأفريقية الإسلامية وسيادتها الذاتية، لتصبح إسلامية في سياستها واقتصادها وأخلاقها وجميع جوانب حياتها.

ويرجى لعمل الجامعيين النتائج الايجابية إذا صدقوا مع الله وأخلصوا العمل لله لأنه سبحانه هو الذي له الأمر كله وله الخلق كله وبيده الخير كله. ترجى لعملهم نتائج إيجابية إذا راقبوا الله ثم ضحوا في سبيل نصرة دينهم بكل ما يملكون من رخيص وغال وتركوا الاتكال والكسل والخلود إلى الراحة ليعيشوا حياة الأبطال المجاهدين حياة العلماء العاملين والدعاة المخلصين المصلحين.

إن العمل الإسلامي في القارة بحاجة إلى تخطيط يسبق العمل ذلك شأن كل عمل ترجى نتائجه، وإلى دراسة طويلة وصامتة دون جعجعة أو ثرثرة أو استعمال بوق أو ضرب الناقوس.

وقصارى القول إن القارة بحاجة إلى مجهود أبنائها المخلصين الذي يتم في هدوء تام وحكمة وروية. إن القارة أحوج إليهم أكثر من حاجتها إلى غيرهم لأنهم الذين يعرفون من تقاليدها وعاداتها وأساليب حياتها ولغاتها الكثيرة ملا يعرفه غيرهم لذا أعود فأقول لا ينبغي للجامعيين الأفارقة أن ينسوا أماكنهم في الصفوف الأولى في ميدان

ص: 43

العمل الإسلامي في القارة لأنهم أحق بها وهم أهلها وأصحابها، ويستطيعون حل مشاكلها المزمنة سياسية أو اجتماعية تلك المشاكل التي خلفها الاستعمار الغربي وزاد من تعقيدها الاستعمار الشرقي الجديد في المنطقة الذي تمكن في أقطار من القارة على حين غفلة من أهلنا.

أيها الإخوة الجامعيون الفرصة سانحة إن أحسنتم استغلالها والاستفادة منها لأن الشعوب الأفريقية أقبلت على. الإسلام اليوم إقبالا لم نعلم له نظير في التاريخ وأوضح دليل وأقربه على ما ذكرت ما جاء في مؤتمر "نواكشوط" الذي انعقد في أول هذا الشهر الجاري جمادى الأولى، وبينما أنا أعد هذه المحاضرة وقعت في يدي جريدة المدينة المنورة العدد الصادر يوم الأربعاء السادس من هذا الشهر جمادى الأولى 1396هـ وهي تحمل العنوان الآتي:"المؤتمر الإفريقي الإسلامي يبحث نشر الإسلام في أفريقيا وفي الواقع إن العنوان راعني كثيرا فأخذني لأقرأ ما كتبه مراسل الجريدة وهذا نصه، "كانت القاعة الرئيسية التي تم تناولها في اليوم الأول للمؤتمر الأفريقي الإسلامي الذي افتتح في (نواكشوط) هي: "نشر الإسلام في أفريقيا، وتعميم اللغة العربية والوحدة والتضامن" هـ

ولعل المراد بالوحدة والتضامن الوحدة الإسلامية والتضامن الإسلامي، وهذه النقاط تصلح أن تكون ميادين لعمل الجامعيين لأنهم خير من يستغل مثل هذه الفرص والله ولي التوفيق.

ص: 44