المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌الدعاة في هذا الدور - الإسلام في أفريقيا عبر التاريخ

[محمد أمان الجامي]

الفصل: ‌الدعاة في هذا الدور

السليمة من شوائب الوثنية " يتضح مما تقدم أن دعاة الإسلام دخلوا القارة أحيانا بطربقة سليمة مفاوضية ودعوا الناس إلى الإسلام بأخلاقهم وسلوكهم كما اضطروا أحيانا إلى استعمال السيف والقوة كما رأينا في شمال أفريقيا وسواء كان هذا أو ذلك نستطيع أن نسمى هذا الدور الدور الأول للعمل الإسلامي في أفريقيا وهو دور دخوله في فترات متقطعة- كما رأيناه.

ص: 20

‌الدو رالثاني "دور انتسشار الإسلام

"

الدور الثاني: دور انتشار الإسلام

إن القارة لم تحظ- كغيرها من القارات- بالدعوة الإسلامية المنظمة والشاملة بعد تلك الفترة الوجيزة التي تحدثنا عنها آنفا وسميناها الدور الأول لذا نلاحظ أن انتشار الإسلام في هذا الدور الثاني لا يمكن- في الغالب الكثير- على أيدي دعاة واعين وعلماء فاهمين يستطيعون أن يفرقوا بين الأصيل والدخيل ويميزوا بين الغث والسمين.

ص: 20

‌الدعاة في هذا الدور

الدعاة في هذا الدور صنفان اثنان، أما في شرق أفريقبا فقد وجد تجار العرب من جنوب الجزيرة منافذ إلى الحبشة والسودان والصومال فدخلوا هذه المناطق لغرض التجارة حاملين مع تجارتهم الإسلام إليها. وطبيعي أن التاجر العادي غير الدارس للإسلام دون فهمه لأساليب التجارة وطرق تنمية الأموال وإن كان يعتز بانتسابه إلى الإسلام بل والدعوة إليه في حدود فهمه

ص: 20

الضيق لذا تجدهم قد حملوا إلى المنطقة إسلاما هزيلا مرقعا كل رقعة. تخالف التي بجوارها وبينهما تنافر وتناقض. وربما سموا إسلاما ما ليس بإسلام في تقاليدهم وعادتهم، إلا أن، ذلك كله لم يكن لسوء قصد وإنما كان لسوء فهم فصور علم لأنهم غير واعين ولأنهم عبروا البحر لأجل التجارة ولما دخلوا المنطقة وجدوا أنفسهم أحسن شيء في الباب- كما تقول بعض الاصطلاحات- فاشتغلوا بالدعوة. إلى الإسلام وهم حاطبوا ليل يأخذون ما تقع عليه أيديهم فيدفعونه إلى سكان القارة علما منهم بأن الرجل الأفريقي الذي يعيش في تلك العصور سوف لا يرد ما يأتي به الرجل العربي بل سوف لا يناقشه ويسأله أصحيح ما يلقيه أو يمليه أم لا؟ اعتقادا منه أن الرجل العربي لا يقول أو يقدم باسم الدين أو ينشر بين الناس إلا ما جاء به النبي الأمي العربي هذا هو اعتقاد الرجل الأفريقي في الرجل العربي وخصوصا إذا كان الرجل العربي داعية إلى الإسلام فيعتقد فيه كل شيء دون العصمة، وفى ظني الذي يشبه اليقين أن رجال جميع القارات غير العرب يشاركون الأفارقة في هذا الاعتقاد والتقدير المبالغ فيهما نحو الرجل العربي كما لاحظنا في بعض زيارات لبعض الجهات غير أفريقيا.

وانطلاقا من هذا الاعتقاد والتقدير المبالغ فيهما، قبل سكان المنطقة من التجار كل شيء أتوا به باسم الدين دون مراجعة أو مناقشة.

فلضعف البصيرة في التجار حملوا إلى المنطقة كل شيء باسم الإسلام ولحسن ظن السكان قبلوا منهم كل شيء. فانتشر الإسلام في القارة هزيلا مدخولا مرقعا كما قلنا فيما تقدم وهذا ما يملكونه "وفاقد الشيء لا يعطيه".

ص: 21