المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌حرص الشافعي على طلب العلم - سلسلة علو الهمة - المقدم - جـ ١١

[محمد إسماعيل المقدم]

فهرس الكتاب

- ‌علو الهمة [11]

- ‌علو الهمة في طلب العلم

- ‌العلم أشرف من المال

- ‌كلام ابن الجوزي في الحث على طلب العلم

- ‌كلام ابن القيم في الحث على طلب العلم

- ‌كلام الشافعي وابن هشام في الحث على طلب العلم

- ‌الغيرة على الوقت أن ينفق في غير فائدة

- ‌حرص السلف على طلب العلم

- ‌حرص عمر بن الخطاب على طلب العلم

- ‌حرص ابن عباس على طلب العلم

- ‌حرص الشافعي على طلب العلم

- ‌حرص محمد بن سلام على طلب العلم

- ‌حرص أحمد بن حنبل على طلب العلم

- ‌حرص الثوري على طلب العلم

- ‌حرص ابن أبي حاتم على طلب العلم

- ‌حرص سليم بن أيوب على طلب العلم

- ‌حرص أبي الطاهر السلفي والخليل بن أحمد والباقلاني على طلب العلم

- ‌حرص عبيد بن يعيش وداود الطائي على طلب العلم

- ‌حرص ابن عقيل على طلب العلم

- ‌حرص شعبة والشعبي على طلب العلم

- ‌حرص محمود شكري الألوسي على طلب العلم

- ‌حرص الأمين الشنقيطي على طلب العلم

- ‌علو همة السلف في قراءة كتب الحديث في أيام قليلة

- ‌علو همة السلف في الرحلة في طلب العلم

- ‌علو همة السلف في صبرهم على الفقر في سبيل طلب العلم

- ‌علو همة السلف في معاناتهم الجوع والشدائد في طلب العلم

- ‌علو همة السلف في معاناتهم السهر في طلب العلم

الفصل: ‌حرص الشافعي على طلب العلم

‌حرص الشافعي على طلب العلم

قال الشافعي رحمه الله تعالى: حفظت القرآن وأنا ابن سبع سنين، وحفظت الموطأ وأنا ابن عشر سنين.

وقال أيضاً: لما ختمت القرآن دخلت المسجد، فكنت أجالس العلماء، وكنت أسمع المسألة فأحفظها، ولم يكن عند أمي ما تعطيني أشتري به قراطيس -يعني الأوراق-، فكنت إذا رأيت عظماً يلوح آخذه فأكتب فيه، فإذا امتلأ طرحته في جرة كانت لنا قديماً.

فكان يجمع فيها هذه العظام التي كتب فيها العلم.

والإمام الشافعي نشأ يتيماً فقيراً رحمه الله، يقول عن نفسه: لم يكن لي مال، وكنت أطلب العلم في الحداثة -يعني: في مستهل العمر، وكانت سن الإمام أقل من ثلاث عشرة سنة-، وكنت أذهب إلى الديوان استوهب الظهور -يعني: أسألهم أن يهبوني ظهور الأوراق المكتوب عليه؛ لأن ظهورها تكون خالية- فأكتب فيها! وقال ابن أبي حاتم: سمعت المزني يقول: قيل للشافعي: كيف شهوتك في العلم؟ قال: أسمع بالحرف -يعني الكلمة- مما لم أسمعه فتود أعضائي أن لها أسماعاً تتنعم بما تنعمت به الأذنان.

وقيل له: كيف حرصك على العلم؟! قال: حرص الجموع المنوع في بلوغ لذته للمال.

والجموع الممنوع هو الذي يجتهد في جمع المال من كل حدب وصوب ثم يبخل به، فتكون شدة حب هذا الرجل للمال وشدة حرصه عليه كبيرة جداً، فلما سئل عن حرصه على العلم قال: حرص الجموع المنوع في بلوغ لذته للمال.

فقيل له: فكيف طلبك له؟! قال الشافعي: طلب المرأة المضلة ولدها ليس لها غيره.

فتخيل امرأة ليس لها سوى ولد واحد، فضل ولدها، فكيف ستجتهد في البحث عنه ونشدان هذه الضالة؟! يقول: هذا هو طلبي للعلم.

ص: 11