الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
حرص شعبة والشعبي على طلب العلم
ذكروا لـ شعبة حديثاً روي عن شيخ، وهذا الشيخ توفي فلم يسمعه منه مباشرة، فلما ذكر له هذا الحديث وهو لم يسمعه من هذا الشيخ جعل شعبة رحمه الله تعالى يتحسر ويقول: واحزناه، واحزناه، واحزناه! يقول شعبة: إني لأذكر الحديث يفوتني فأمرض.
أي: يحاول أن يستذكر الحديث، فإذا لم يتذكره يصيبه المرض من شدة الحزن على ذلك.
قيل للشعبي: من أين لك هذا العلم كله؟! قال: بنفي الاعتماد، والسير في البلاد، وصبر كصبر الحمار، وبكور كبكور الغراب.
وكان من حرصهم على العلم ومجالسه أنك تجدهم يعدون في الطرقات كأنهم مجانين، يقول شعبة رحمه الله تعالى: ما رأيت أحداً قط يعدو إلا قلت: مجنون أو صاحب حديث.
يعني: إما مجنون لا يبالي بأن يعدو في الطريق، أو صاحب حديث تأكله الغيرة على الوقت، فيجري بسرعة حتى يوفر الوقت.
يقول الحافظ أبو إسماعيل الهروي الأنصاري رحمه الله تعالى: المحدث يجب أن يكون سريع المشي، سريع الكتابة، سريع القراءة.
وبعض العلماء قال: يمكن أن يزاد: سريع الأكل.
قال سحنون: لا يصلح العلم لمن يأكل حتى يشبع.
وقال الحافظ السيوطي رحمه الله تعالى: حدثنا شيخنا الكناني عن أبه صاحب الخطابه أسرع أخا العلم في ثلاث الأكل والمشي والكتابه وعن عبد الرحمن ابن تيمية قال عن أبيه: كان الجد إذا دخل الخلاء يقول لي: اقرأ في هذا الكتاب وارفع صوتك حتى أسمعك.