المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌إعراب سورة النحل - الإعراب المفصل لكتاب الله المرتل - جـ ٦

[بهجت عبد الواحد صالح]

الفصل: ‌إعراب سورة النحل

‌إعراب سورة النحل

[سورة النحل (16): آية 1]

بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ.

أَتى أَمْرُ اللهِ فَلا تَسْتَعْجِلُوهُ سُبْحانَهُ وَتَعالى عَمّا يُشْرِكُونَ (1)

{أَتى أَمْرُ اللهِ} : فعل ماض مبني على الفتح المقدر على الألف للتعذر. أمر:

فاعل مرفوع بالضمة. الله لفظ الجلالة: مضاف اليه مجرور للتعظيم بالكسرة والجملة واقعة جوابا للذين كانوا يكذبون بالوعد أي العذاب الذي هددهم به رسول الله.

{فَلا تَسْتَعْجِلُوهُ} : الفاء: استئنافية. لا: ناهية جازمة بلهجة تهديد.

تستعجلوه: فعل أمر مبني على حذف النون. والواو ضمير متصل في محل رفع فاعل. والهاء ضمير متصل في محل نصب مفعول به أي الأمر -أمر الله-.

{سبحانه وتعالى} : سبحان: مفعول مطلق منصوب بفعل محذوف تقديره: أسبح «وهو مضاف والهاء ضمير متصل في محل جر بالاضافة.

وتعالى: الواو عاطفة. تعالى: فعل ماض مبني على الفتح المقدر على الألف للتعذر والفاعل ضمير مستتر فيه جوازا تقديره هو. أي تبرأ عز وجل وتنزه.

{عَمّا يُشْرِكُونَ} : عما: مركبة من «عن» حرف جر و «ما» اسم موصول مبني على السكون في محل جر بعن. يشركون: صلة الموصول لا محل لها. وهي فعل مضارع مرفوع بثبوت النون والواو ضمير متصل في محل رفع فاعل أو هي «ما» المصدرية فتكون «ما» المصدرية وما بعدها بتأويل مصدر في محل جر بعن. والجار والمجرور متعلق بسبحانه. التقدير: سبحانه عن اشراكهم.

وجملة «يشركون» صلة «ما» المصدرية لا محل لها.

ص: 115

[سورة النحل (16): آية 2] يُنَزِّلُ الْمَلائِكَةَ بِالرُّوحِ مِنْ أَمْرِهِ عَلى مَنْ يَشاءُ مِنْ عِبادِهِ أَنْ أَنْذِرُوا أَنَّهُ لا إِلهَ إِلاّ أَنَا فَاتَّقُونِ (2)

{يُنَزِّلُ الْمَلائِكَةَ} : فعل مضارع مرفوع بالضمة والفاعل ضمير مستتر فيه جوازا تقديره هو. أي الله سبحانه. الملائكة: مفعول به منصوب بالفتحة.

{بِالرُّوحِ مِنْ أَمْرِهِ} : أي بالوحي أو بالقرآن: جار ومجرور متعلق بحال محذوفة من «الملائكة» .من أمره: جار ومجرور متعلق بحال محذوفة من «الروح» والهاء ضمير متصل في محل جر بالاضافة.

{عَلى مَنْ يَشاءُ مِنْ عِبادِهِ} : حرف جر. من: اسم موصول مبني على السكون في محل جر بعلى. يشاء: صلة الموصول لا محل لها تعرب اعراب «ينزل» و {عَلى مَنْ»} متعلق بينزل. من عباده: جار ومجرور متعلق بحال محذوفة من الموصول «من» و «من» بيانية والهاء ضمير متصل في محل جر بالاضافة.

{أَنْ أَنْذِرُوا} : أي بأن أنذروا الناس أو أهل الكفر وتقديره بأنه أنذروا: أي بأيّ شأن أقول لكم أنذروا. أنذروا: فعل أمر مبني على حذف النون لأن مضارعه من الأفعال الخمسة. الواو ضمير متصل في محل رفع فاعل والألف فارقة. و «أن» وما تلاها» بتأويل مصدر في محل جر بدل من الروح. وجملة «أنذروا» صلة «أن» لا محل لها. ويجوز أن تكون «أن» تفسيرية لأن تنزيل الملائكة بالوحي فيه معنى القول. ومعنى أنذروا أنه لا إله إلاّ أنا: اعلموا بأن الأمر ذلك من نذرت بكذا إذا علمته. والمعنى: اعلموا الناس قولي لا إله إلاّ أنا.

{أَنَّهُ لا إِلهَ إِلاّ أَنَا} : أنّ: حرف نصب وتوكيد مشبه بالفعل والهاء ضمير متصل في محل نصب اسم «أنّ» وخبرها الجملة التالية من «لا» مع اسمها وخبرها في محل رفع. لا: أداة نافية للجنس تعمل عمل «إن» اله: اسم

ص: 116

«لا» مبني على الفتح في محل نصب وخبرها محذوف وجوبا. الاّ: أداة استثناء. أنا: ضمير رفع منفصل مبني على السكون في محل رفع بدل من موضع {لا إِلهَ»} لأن موضع «لا» وما عملت فيه رفع بالأبتداء ولو كان موضع المستثنى منصوبا لكان إلاّ إياه.

{فَاتَّقُونِ} : الفاء: سببية. اتقون: تعرب اعراب «أنذروا» النون نون الوقاية والكسرة دالة على الياء المحذوفة اختصارا أو لأنها رأس آية. في محل نصب مفعول به. بمعنى: فخافوني.

[سورة النحل (16): آية 3] خَلَقَ السَّماااتِ وَالْأَرْضَ بِالْحَقِّ تَعالى عَمّا يُشْرِكُونَ (3)

{خَلَقَ السَّماااتِ وَالْأَرْضَ} : فعل ماض مبني على الفتح والفاعل ضمير مستتر فيه جوازا تقديره هو أي الله سبحانه. السموات: مفعول به منصوب بالكسرة بدلا من الفتحة لأنه ملحق بجمع المؤنث السالم. والأرض:

معطوفة بالواو على «السموات» منصوبة بالفتحة.

{بِالْحَقِّ} : جار ومجرور في محل نصب متعلق بصفة للمصدر. التقدير:

خلقهما خلقا ملتبسا بالحق. أو في محل نصب حال.

{تَعالى عَمّا يُشْرِكُونَ} : أعربت في الآية الكريمة الاولى. وفي هذه الآية الكريمة دليل على توحيده سبحانه.

[سورة النحل (16): آية 4] خَلَقَ الْإِنْسانَ مِنْ نُطْفَةٍ فَإِذا هُوَ خَصِيمٌ مُبِينٌ (4)

{خَلَقَ الْإِنْسانَ مِنْ نُطْفَةٍ} : أعربت في الآية الكريمة السابقة. من نطفة:

جار ومجرور متعلق بخلق أي من ماء قليل ليس به شعور ولا إدراك.

{فَإِذا هُوَ خَصِيمٌ مُبِينٌ} : الفاء: استئنافية. اذا: حرف فجاءة لا محل له من الإعراب ولا عمل لها. هو: ضمير رفع منفصل مبني على الفتح في محل رفع مبتدأ. خصيم: خبر «هو» مرفوع بالضمة. مبين: صفة-نعت-

ص: 117

لخصيم مرفوعة مثلها بالضمة. والجملة الاسمية استئنافية لا محل لها من الاعراب.

[سورة النحل (16): آية 5] وَالْأَنْعامَ خَلَقَها لَكُمْ فِيها دِفْءٌ وَمَنافِعُ وَمِنْها تَأْكُلُونَ (5)

{وَالْأَنْعامَ خَلَقَها} : الواو: عاطفة. الأنعام: مفعول به لفعل محذوف أي مضمر يفسره الظاهر أو ما بعده ويجوز أن يعطف على الانسان بتقدير: خلق الانسان والأنعام ثم قال ما خلقها لكم أي ما خلقها إلاّ لكم. خلق: فعل ماض مبني على الفتح والفاعل ضمير مستتر فيه جوازا تقديره هو و «ها» ضمير متصل في محل نصب مفعول به. والجملة من الفعل والفاعل والمفعول لا محل لها لأنها مفسرة. أو بتقدير وخلق الانعام خلقها.

{لَكُمْ فِيها دِفْءٌ وَمَنافِعُ} : جار ومجرور متعلق بصفة مقدمة من دفء ومنافع. فيها: جار ومجرور متعلق بخبر مقدم. دفء: مبتدأ مؤخر مرفوع بالضمة والدفء: نتاج الابل. ومنافع: معطوفة بالواو على «دفء» مرفوعة مثلها بالضمة ولم تنون لأنها على وزن «مفاعل» .

{وَمِنْها تَأْكُلُونَ} : الواو: عاطفة. منها: جار ومجرور متعلق بتأكلون.

تأكلون: فعل مضارع مرفوع بثبوت النون والواو ضمير متصل في محل رفع فاعل وانّ تقديم معمول الفعل يوجب حصره فيه فالتقدير: وإنّما تأكلون منها.

[سورة النحل (16): آية 6] وَلَكُمْ فِيها جَمالٌ حِينَ تُرِيحُونَ وَحِينَ تَسْرَحُونَ (6)

{وَلَكُمْ فِيها جَمالٌ حِينَ} : الواو عاطفة. لكم: جار ومجرور والميم علامة جمع الذكور. فيها: جار ومجرور متعلق بخبر مقدم. جمال: مبتدأ مؤخر مرفوع بالضمة. حين: مفعول فيه منصوب على الظرفية الزمانية بالفتحة بمعنى «المدة» أو الوقت عموما.

ص: 118

{تُرِيحُونَ} : الجملة في محل جر بالاضافة بمعنى حين تريحون فيه: وهي فعل مضارع مرفوع بثبوت النون والواو ضمير متصل في محل رفع فاعل.

{وَحِينَ تَسْرَحُونَ} : معطوفة بالواو على «تريحون» وتعرب إعرابها.

[سورة النحل (16): آية 7] وَتَحْمِلُ أَثْقالَكُمْ إِلى بَلَدٍ لَمْ تَكُونُوا بالِغِيهِ إِلاّ بِشِقِّ الْأَنْفُسِ إِنَّ رَبَّكُمْ لَرَؤُفٌ رَحِيمٌ (7)

{وَتَحْمِلُ أَثْقالَكُمْ} : الواو: حرف عطف. تحمل: فعل مضارع مرفوع بالضمة والفاعل ضمير مستتر فيه جوازا تقديره هي. أثقال: مفعول به منصوب بالفتحة. الكاف ضمير متصل في محل جر بالاضافة والميم علامة جمع الذكور. أي أحمالكم.

{إِلى بَلَدٍ لَمْ تَكُونُوا بالِغِيهِ} : الى بلد: جار ومجرور متعلق بتحمل. لم:

حرف نفي وجزم وقلب. تكونوا: فعل مضارع ناقص مجزوم بلم وعلامة جزمه حذف النون الواو ضمير متصل في محل رفع اسم «تكون» والألف فارقة. بالغيه: خبر «تكون» منصوب بالياء لأنه جمع مذكر سالم وحذفت نونه للاضافة والهاء ضمير متصل في محل جر بالاضافة أو في محل نصب مفعول به لاسم الفاعل بالغين والجملة في محل جر صفة لبلد. والتقدير: لم تكونوا بالغيه بها. بمعنى: تحمل أثقالكم إلى بلد بعيد قد علمتم انكم لا تبلغونه بأنفسكم إلاّ بجهد ومشقة.

{إِلاّ بِشِقِّ الْأَنْفُسِ} : أداة حصر لا محل لها. بشق: جار ومجرور متعلق ببالغيه. الأنفس: مضاف اليه مجرور بالاضافة وعلامة جره الكسرة.

{إِنَّ رَبَّكُمْ لَرَؤُفٌ رَحِيمٌ} : إنّ: حرف نصب وتوكيد مشبه بالفعل.

ربّ: اسم «إنّ» منصوب للتعظيم بالفتحة. الكاف ضمير متصل في محل جر بالاضافة والميم علامة جمع الذكور. اللام للابتداء-مزحلقة-للتوكيد.

رءوف رحيم: خبران بالتتابع لإن مرفوعان بالضمة.

ص: 119

[سورة النحل (16): آية 8] وَالْخَيْلَ وَالْبِغالَ وَالْحَمِيرَ لِتَرْكَبُوها وَزِينَةً وَيَخْلُقُ ما لا تَعْلَمُونَ (8)

{وَالْخَيْلَ وَالْبِغالَ وَالْحَمِيرَ} : الأسماء معطوفة بواوات العطف على «الأنعام» منصوبة مثلها بالفتحة بمعنى وجعل لكم أو وسخرها.

{لِتَرْكَبُوها} : اللام: حرف جر للتعليل: تركبوا: فعل مضارع منصوب بأن مضمرة بعد اللام وعلامة نصبه حذف النون. الواو ضمير متصل في محل رفع فاعل و «ها» ضمير متصل في محل نصب مفعول به. و «أن» المضمرة وما تلاها: بتأويل مصدر في محل جر باللام والجار والمجرور متعلق بسخر بتقدير وسخر هؤلاء للركوب وجملة «تركبوها» صلة «أن» المصدرية لا محل لها.

{وَزِينَةً} : الواو عاطفة. زينة: مفعول به بفعل مضمر تقديره وجعلها زينة.

أو مفعول لأجله-له-معطوفة على محل «لتركبوها» بمعنى خلقها من أجل الزينة. وقيل يجوز أن تكون حالا بتقدير: وخلقها لتركبوها وهي زينة.

{وَيَخْلُقُ ما لا تَعْلَمُونَ} : الواو: استئنافية. يخلق: فعل مضارع مرفوع بالضمة والفاعل ضمير مستتر فيه جوازا تقديره هو. ما: اسم موصول مبني على السكون في محل نصب مفعول به. لا: نافية لا عمل لها.

تعلمون: فعل مضارع مرفوع بثبوت النون والواو ضمير متصل في محل رفع فاعل وجملة {لا تَعْلَمُونَ»} صلة الموصول لا محل لها والعائد ضمير في محل نصب لأنه مفعول به. التقدير: ما لا تعلمونه بعد.

[سورة النحل (16): آية 9] وَعَلَى اللهِ قَصْدُ السَّبِيلِ وَمِنْها جائِرٌ وَلَوْ شاءَ لَهَداكُمْ أَجْمَعِينَ (9)

{وَعَلَى اللهِ قَصْدُ السَّبِيلِ} : الواو: استئنافية. على الله: جار ومجرور للتعظيم متعلق بخبر مقدم. قصد: مبتدأ مؤخر مرفوع بالضمة. السبيل:

مضاف اليه مجرور بالكسرة.

{وَمِنْها جائِرٌ} : الواو: عاطفة. منها: أي من السبل: جار ومجرور متعلق بخبر مقدم. جائر: أي مائل عن القصد: مبتدأ مؤخر مرفوع بالضمة.

ص: 120

{وَلَوْ شاءَ لَهَداكُمْ أَجْمَعِينَ} : الواو: استئنافية. لو: حرف شرط غير جازم. شاء: فعل ماض مبني على الفتح والفاعل ضمير مستتر فيه جوازا تقديره هو. اللام: واقعة في جواب «لو» .هدى: فعل ماض مبني على الفتح المقدر على الألف للتعذر والفاعل ضمير مستتر فيه جوازا تقديره هو.

والكاف: ضمير متصل في محل نصب مفعول به والميم علامة جمع الذكور.

أجمعين: توكيد للضمير في «هداكم» منصوب بالياء لأنه ملحق بجمع المذكر السالم وجملة {لَهَداكُمْ أَجْمَعِينَ»} جواب شرط غير جازم لا محل لها من الاعراب.

[سورة النحل (16): آية 10] هُوَ الَّذِي أَنْزَلَ مِنَ السَّماءِ ماءً لَكُمْ مِنْهُ شَرابٌ وَمِنْهُ شَجَرٌ فِيهِ تُسِيمُونَ (10)

{هُوَ الَّذِي أَنْزَلَ مِنَ السَّماءِ} : هو: ضمير رفع منفصل مبني على الفتح في محل رفع مبتدأ. الذي: اسم موصول مبني على السكون في محل رفع خبر «هو» والجملة بعده. صلة الموصول لا محل لها. انزل: فعل ماض مبني على الفتح والفاعل ضمير مستتر فيه جوازا تقديره هو. من السماء:

جار ومجرور متعلق بأنزل.

{ماءً لَكُمْ مِنْهُ شَرابٌ} : مفعول به منصوب بالفتحة. لكم: جار ومجرور والميم علامة جمع الذكور متعلق بأنزل أو بشراب خبرا مقدما عليه. منه:

جار ومجرور متعلق بخبر مقدم. شراب: مبتدأ مؤخر مرفوع بالضمة والجملة الاسمية في محل نصب صفة لماء.

{وَمِنْهُ شَجَرٌ فِيهِ تُسِيمُونَ} : معطوفة بالواو على {مِنْهُ شَرابٌ»} وتعرب اعرابها. فيه: جار ومجرور متعلق بتسيمون. تسيمون: أي ترعون ماشيتكم: فعل مضارع مرفوع بثبوت النون والواو ضمير متصل في محل رفع فاعل وحذف المفعول اختصارا.

[سورة النحل (16): آية 11] يُنْبِتُ لَكُمْ بِهِ الزَّرْعَ وَالزَّيْتُونَ وَالنَّخِيلَ وَالْأَعْنابَ وَمِنْ كُلِّ الثَّمَراتِ إِنَّ فِي ذلِكَ لَآيَةً لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ (11)

{يُنْبِتُ لَكُمْ بِهِ الزَّرْعَ} : الجملة: في محل نصب صفة ثانية لماء. ينبت:

ص: 121

فعل مضارع مرفوع بالضمة والفاعل ضمير مستتر فيه جوازا تقديره هو.

لكم به: جاران ومجروران متعلقان بينبت. الزرع: مفعول به منصوب بالفتحة.

{وَالزَّيْتُونَ وَالنَّخِيلَ وَالْأَعْنابَ} : الأسماء معطوفة بواوات العطف على «الزرع» منصوبة مثله بالفتحة.

{وَمِنْ كُلِّ الثَّمَراتِ إِنَّ فِي ذلِكَ} : معطوف بالواو على «الزرع» أو يكون متعلقا بصفة لمفعول «ينبت» المحذوف. الثمرات: مضاف اليه مجرور بالكسرة. إن: حرف نصب وتوكيد مشبه بالفعل. في: حرف جر. ذا:

اسم اشارة مبني على السكون في محل جر بفي والجار والمجرور متعلق بخبر «إنّ» مقدم. اللام للبعد والكاف حرف خطاب.

{لَآيَةً لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ} : اللام: لام الابتداء-المزحلقة-للتوكيد. آية:

اسم «انّ» مؤخر منصوب بالفتحة. لقوم: جار ومجرور متعلق بصفة محذوفة من آية. يتفكرون: فعل مضارع مرفوع بثبوت النون والواو ضمير متصل في محل رفع فاعل. والجملة «في محل جر صفة لقوم» .

[سورة النحل (16): آية 12] وَسَخَّرَ لَكُمُ اللَّيْلَ وَالنَّهارَ وَالشَّمْسَ وَالْقَمَرَ وَالنُّجُومُ مُسَخَّراتٌ بِأَمْرِهِ إِنَّ فِي ذلِكَ لَآياتٍ لِقَوْمٍ يَعْقِلُونَ (12)

{وَسَخَّرَ لَكُمُ اللَّيْلَ} : الواو: عاطفة. سخّر: فعل ماض مبني على الفتح والفاعل ضمير مستتر فيه جوازا تقديره. هو معطوفة على «وأنزل» .لكم:

جار ومجرور متعلق بسخر والميم علامة جمع الذكور حرك بالضم لاشباع الميم. الليل: مفعول به منصوب بالفتحة.

{وَالنَّهارَ وَالشَّمْسَ وَالْقَمَرَ} : الأسماء معطوفة بواوات العطف على «الليل» منصوبة مثله بالفتحة.

{وَالنُّجُومُ مُسَخَّراتٌ بِأَمْرِهِ} : الواو: استئنافية. النجوم: مبتدأ مرفوع

ص: 122

بالضمة. مسخرات: خبر مرفوع بالضمة. بأمره: جار ومجرور متعلق بمسخرات. والهاء: ضمير متصل في محل جر بالاضافة.

{إِنَّ فِي ذلِكَ لَآياتٍ لِقَوْمٍ يَعْقِلُونَ} : أعربت في الآية الكريمة السابقة.

و«آيات» اسم «انّ» منصوب بالكسرة بدلا من الفتحة لأنه ملحق بجمع المؤنث السالم.

[سورة النحل (16): آية 13] وَما ذَرَأَ لَكُمْ فِي الْأَرْضِ مُخْتَلِفاً أَلْاانُهُ إِنَّ فِي ذلِكَ لَآيَةً لِقَوْمٍ يَذَّكَّرُونَ (13)

{وَما ذَرَأَ لَكُمْ فِي الْأَرْضِ} : الواو: عاطفة. ما: اسم موصول مبني على السكون في محل نصب معطوف على منصوب وهو الليل والنهار و «ذرأ» فعل ماض مبني على الفتح والفاعل ضمير مستتر فيه جوازا تقديره هو. وجملة «ذرأ» صلة الموصول لا محل لها. لكم: جار ومجرور متعلق بذرأ والميم علامة جمع الذكور. في الأرض: جار ومجرور متعلق بذرأ أي خلق فيها من حيوان وشجر وثمر وغير ذلك.

{مُخْتَلِفاً أَلْاانُهُ} : حال منصوب بالفتحة. ألوانه: فاعل لاسم الفاعل «مختلفا» مرفوع بالضمة والهاء ضمير متصل في محل جر بالإضافة.

{إِنَّ فِي ذلِكَ لَآيَةً لِقَوْمٍ يَذَّكَّرُونَ} : أعربت في الآية الكريمة الحادية عشرة. و «يذكرون» أي «يتذكرون» أدغمت التاء بالذال.

[سورة النحل (16): آية 14] وَهُوَ الَّذِي سَخَّرَ الْبَحْرَ لِتَأْكُلُوا مِنْهُ لَحْماً طَرِيًّا وَتَسْتَخْرِجُوا مِنْهُ حِلْيَةً تَلْبَسُونَها وَتَرَى الْفُلْكَ مَااخِرَ فِيهِ وَلِتَبْتَغُوا مِنْ فَضْلِهِ وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ (14)

{وَهُوَ الَّذِي} : الواو: استئنافية. هو: ضمير رفع منفصل مبني على الفتح

ص: 123

في محل رفع مبتدأ. الذي: اسم موصول مبني على السكون في محل رفع خبر هو.

{سَخَّرَ الْبَحْرَ} : الجملة: صلة الموصول لا محل لها. سخر: فعل ماض مبني على الفتح والفاعل ضمير مستتر فيه جوازا تقديره هو. البحر:

مفعول به منصوب بالفتحة.

{لِتَأْكُلُوا مِنْهُ لَحْماً طَرِيًّا} : اللام: حرف جر للتعليل. تأكلوا: فعل مضارع منصوب بأن مضمرة بعد اللام وعلامة نصبه حذف النون. والواو ضمير متصل في محل رفع فاعل والألف فارقة. منه: جار ومجرور متعلق بتأكلوا. لحما: مفعول به منصوب بالفتحة. طريا: صفة-نعت-للحما منصوبة مثلها بالفتحة المقصود السمك. و «أنّ» المضمرة وما بعدها: بتأويل مصدر في محل جر باللام والجار والمجرور متعلق بسخر وجملة. «تأكلوا» صلة «أن» المصدرية المضمرة لا محل لها.

{وَتَسْتَخْرِجُوا مِنْهُ حِلْيَةً} : معطوفة بالواو على {لِتَأْكُلُوا مِنْهُ لَحْماً»} وتعرب إعرابها و «منه» متعلق بتستخرجوا.

{تَلْبَسُونَها} : الجملة في محل نصب صفة-نعت-لحلية. وهي فعل مضارع مرفوع بثبوت النون. الواو ضمير متصل في محل رفع فاعل و «ها» ضمير متصل في محل نصب مفعول به.

{وَتَرَى الْفُلْكَ} : الواو استئنافية. ترى: فعل مضارع مرفوع بالضمة المقدرة على الألف للتعذر والفاعل ضمير مستتر فيه جوبا تقديره أنت. الفلك:

مفعول به منصوب بالفتحة. اي السفينة أو السفن لأنها يستوى فيها المفرد والجمع.

{مَااخِرَ فِيهِ} : حال من «الفلك» منصوب بالفتحة. فيه: جار ومجرور متعلق بمواخر على معنى اسم الفاعل «جارية» أو بفعله و «مواخر» جوار جمع «ماخرة» أي جارية من الماء وقيل هو صوت جري السفن من مخرت السفينة: شقت الماء.

ص: 124

{وَلِتَبْتَغُوا مِنْ فَضْلِهِ} : معطوفة بالواو على «لتأكلوا» وتعرب إعرابها من فضله: جار ومجرور متعلق بتبتغوا والهاء ضمير متصل في محل جر بالاضافة.

{وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ} : الواو: استئنافية. لعل: حرف مشبه بالفعل.

الكاف: ضمير متصل في محل نصب اسم «لعل» والميم علامة جمع الذكور.

تشكرون: فعل مضارع مرفوع بثبوت النون والواو ضمير متصل في محل رفع فاعل والجملة: في محل رفع خبر لعل.

[سورة النحل (16): آية 15] وَأَلْقى فِي الْأَرْضِ رَااسِيَ أَنْ تَمِيدَ بِكُمْ وَأَنْهاراً وَسُبُلاً لَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ (15)

{وَأَلْقى فِي الْأَرْضِ رَااسِيَ} : الواو: عاطفة. ألقى: فعل ماض مبني على الفتح المقدر على الألف للتعذر والفاعل ضمير مستتر فيه جوازا تقديره هو. في الأرض: جار ومجرور متعلق بألقى. رواسي: مفعول به منصوب بالفتحة ولم ينون لأنه ممنوع من الصرف-التنوين-على وزن-مفاعل-وهي جمع «راسي» أي جبالا شامخة.

{أَنْ تَمِيدَ بِكُمْ} : أن: حرف مصدرية ونصب. تميد: فعل مضارع منصوب بأن وعلامة نصبه الفتحة والفاعل ضمير مستتر فيه جوازا تقديره هي.

بكم: جار ومجرور متعلق بتميد والميم علامة جمع الذكور. و «أن» وما بعدها بتأويل مصدر متعلق بمفعول لأجله-له-التقدير: كراهة أن تميد بكم وتضطرب. أو بتأويل مصدر في محل جر بلام التعليل والجار والمجرور متعلق بألقى التقدير: لئلا تميد بكم أي كي لا تميد بكم. وجملة {تَمِيدَ بِكُمْ»} صلة «أن» المصدرية لا محل لها.

{وَأَنْهاراً وَسُبُلاً} : الواو: عاطفة. أنهارا: مفعول به لفعل مضمر يفسره «ألقى» لأنه بمعنى «جعل» منصوب بالفتحة وسبلا معطوفة بالواو على «أنهارا» منصوبة مثلها بالفتحة.

{لَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ} : تعرب اعراب {لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ»} الواردة في الآية الكريمة السابقة. بمعنى: لعلكم تهتدون لغاياتكم.

ص: 125

[سورة النحل (16): آية 16] وَعَلاماتٍ وَبِالنَّجْمِ هُمْ يَهْتَدُونَ (16)

{وَعَلاماتٍ} : الواو عاطفة. علامات: مفعول به بفعل مضمر تقديره واوجد لكم علامات أي معالم ترشدكم في سيركم. منصوب بالكسرة بدلا من الفتحة لأنه ملحق بجمع المؤنث السالم.

{وَبِالنَّجْمِ هُمْ يَهْتَدُونَ} : الواو: استئنافية. بالنجم: جار ومجرور متعلق بيهتدون. هم: ضمير رفع منفصل في محل رفع مبتدأ. يهتدون: في محل رفع خبر «هم» وهي فعل مضارع مرفوع بثبوت النون والواو ضمير متصل في محل رفع فاعل. أي يهتدون بالنجم في ظلمات الليل.

[سورة النحل (16): آية 17] أَفَمَنْ يَخْلُقُ كَمَنْ لا يَخْلُقُ أَفَلا تَذَكَّرُونَ (17)

{أَفَمَنْ يَخْلُقُ} : الهمزة: همزة تقرير بلفظ استفهام: الفاء: تزيينية. من:

اسم موصول مبني على السكون في محل رفع مبتدأ. يخلق: فعل مضارع مرفوع بالضمة والفاعل ضمير مستتر فيه جوازا تقديره هو. أي أفمن يخلق كائنات غاية في الإبداع كمن لا يخلق شيئا. وجملة «يخلق» صلة الموصول لا محل لها من الاعراب.

{كَمَنْ لا يَخْلُقُ} : الكاف: اسم بمعنى «مثل» مبني على الفتح في محل رفع خبر المبتدأ «من» وهو مضاف. من يخلق: أعربت. لا نافية لا عمل لها. و «من» اسم موصول في محل جر بالاضافة مبني على السكون.

{أَفَلا تَذَكَّرُونَ} : الهمزة: همزة توبيخ بلفظ استفهام. الفاء: زائدة-تزيينية- لا: نافية لا عمل لها. تذكرون. أي تتعظون أو تعتبرون. وهي فعل مضارع مرفوع بثبوت النون. والواو ضمير متصل في محل رفع فاعل. وأصلها:

تتذكرون حذفت احدى التاءين لأجل التخفيف.

ص: 126

[سورة النحل (16): آية 18] وَإِنْ تَعُدُّوا نِعْمَةَ اللهِ لا تُحْصُوها إِنَّ اللهَ لَغَفُورٌ رَحِيمٌ (18)

• هذه الآية الكريمة أعربت في سورة ابراهيم في الآية الرابعة والثلاثين.

[سورة النحل (16): آية 19] وَاللهُ يَعْلَمُ ما تُسِرُّونَ وَما تُعْلِنُونَ (19)

{وَاللهُ يَعْلَمُ} : الواو: استئنافية. الله لفظ الجلالة: مبتدأ مرفوع للتعظيم بالضمة. يعلم: فعل مضارع مرفوع بالضمة والفاعل ضمير مستتر فيه جوازا تقديره هو والجملة الفعلية «يعلم» في محل رفع خبر المبتدأ. بمعنى:

الله يعلم ما تخفونه من أعمالكم وما تبدون منها وفي الآية وعيد لهم.

{ما تُسِرُّونَ} : ما: اسم موصول مبني على السكون في محل نصب مفعول به.

تسرون: فعل مضارع مرفوع بثبوت النون والواو ضمير متصل في محل رفع فاعل. وجملة «تسرون» صلة الموصول لا محل لها والعائد الى الموصول ضمير محذوف منصوب المحل بالفعل لأنه مفعول به التقدير: ما تسرونه: بمعنى:

ما تخفونه.

{وَما تُعْلِنُونَ} : معطوفة بالواو على {ما تُسِرُّونَ»} وتعرب إعرابها وما تعلنونه.

[سورة النحل (16): آية 20] وَالَّذِينَ يَدْعُونَ مِنْ دُونِ اللهِ لا يَخْلُقُونَ شَيْئاً وَهُمْ يُخْلَقُونَ (20)

{وَالَّذِينَ يَدْعُونَ مِنْ دُونِ اللهِ} : الواو: استئنافية. الذين: اسم موصول مبني على الفتح في محل رفع مبتدأ. يدعون: فعل مضارع مرفوع بثبوت النون والواو ضمير متصل في محل رفع فاعل. وجملة «يدعون» صلة الموصول لا محل لها من الاعراب. من دون: جار ومجرور متعلق بيدعون أو بحال محذوفة من مفعول. يدعون الله: مضاف اليه مجرور للتعظيم بالكسرة. أي والآلهة الذين يدعونهم أي يعبدونهم والعائد في «يدعون» ضمير منصوب محلا لأنه مفعول به التقدير يدعونهم.

ص: 127

{لا يَخْلُقُونَ شَيْئاً} : الجملة: في محل رفع خبر المبتدأ. لا: نافية لا عمل لها. ويخلقون تعرب إعراب «يدعون» .شيئا: مفعول به منصوب بالفتحة.

{وَهُمْ يُخْلَقُونَ} : الواو حالية والجملة بعدها: في محل نصب حال. هم:

ضمير رفع منفصل مبني على السكون في محل رفع مبتدأ. يخلقون: في محل رفع خبر «هم» وهي فعل مضارع مبني للمجهول مرفوع بثبوت النون والواو ضمير متصل في محل رفع نائب فاعل.

[سورة النحل (16): آية 21] أَمْااتٌ غَيْرُ أَحْياءٍ وَما يَشْعُرُونَ أَيّانَ يُبْعَثُونَ (21)

{أَمْااتٌ} : أي: جمادات لا حياة فيها. وهي خبر مرفوع بالضمة لمبتدإ محذوف تقديره هم أموات.

{غَيْرُ أَحْياءٍ} : غير: صفة-نعت-لأموات مرفوعة مثلها بالضمة. أحياء:

مضاف اليه مجرور بالكسرة.

{وَما يَشْعُرُونَ} : الواو عاطفة. ما: نافية لا عمل لها. يشعرون: أي يعلمون وهي فعل مضارع مرفوع بثبوت النون والواو ضمير متصل في محل رفع فاعل.

{أَيّانَ يُبْعَثُونَ} : أيان: اسم استفهام بمعنى «متى» مبني على الفتح في محل نصب ظرف زمان. وهو مفعول «يشعرون» ولكونه اسم استفهام فلم يعرب. وتعلق بيبعثون. يبعثون: فعل مضارع مبني للمجهول مرفوع بثبوت النون والواو ضمير متصل في محل رفع نائب فاعل وهو عائد للداعين. بمعنى: لا يشعرون متى تبعث عبدتهم وفيه تهكم بالمشركين وأنّ آلهتهم لا يعلمون وقت بعثهم فكيف يكون لهم وقت جزاء منهم على عبادتهم.

ص: 128

[سورة النحل (16): آية 22] إِلهُكُمْ إِلهٌ ااحِدٌ فَالَّذِينَ لا يُؤْمِنُونَ بِالْآخِرَةِ قُلُوبُهُمْ مُنْكِرَةٌ وَهُمْ مُسْتَكْبِرُونَ (22)

{إِلهُكُمْ إِلهٌ ااحِدٌ} : مبتدأ مرفوع بالضمة. الكاف: ضمير متصل في محل جر بالاضافة والميم علامة جمع الذكور. إله: خبر مرفوع بالضمة. واحد:

توكيد لإله مرفوع بالضمة أيضا.

{فَالَّذِينَ لا يُؤْمِنُونَ بِالْآخِرَةِ} : الفاء: استئنافية. الذين: اسم موصول مبني على الفتح في محل رفع مبتدأ. لا: نافية لا عمل لها.

يؤمنون: فعل مضارع مرفوع بثبوت النون والواو ضمير متصل في محل رفع فاعل. بالآخرة: جار ومجرور متعلق بيؤمنون والجملة صلة الموصول.

{قُلُوبُهُمْ مُنْكِرَةٌ} : جملة اسمية في محل رفع خبر «الذين» .قلوب: مبتدأ مرفوع بالضمة و «هم» ضمير الغائبين في محل جر بالاضافة. منكرة: خبر مرفوع بالضمة.

{وَهُمْ مُسْتَكْبِرُونَ} : الواو عاطفة. هم: ضمير رفع منفصل مبني على السكون في محل رفع مبتدأ. مستبكرون: خبر «هم» مرفوع بالواو لأنه جمع مذكر سالم والنون عوض من تنوين المفرد.

[سورة النحل (16): آية 23] لا جَرَمَ أَنَّ اللهَ يَعْلَمُ ما يُسِرُّونَ وَما يُعْلِنُونَ إِنَّهُ لا يُحِبُّ الْمُسْتَكْبِرِينَ (23)

{لا جَرَمَ أَنَّ اللهَ} : لا جرم: بمعنى: حقا. وفيه طرق متعددة تناولها علماء اللغة. قيل: لا: نافية. جرم: بمعنى حقّ. وفي اعرابها: لا صد ولا منع عن أن الله .... أنّ: حرف نصب وتوكيد مشبه بالفعل. الله: اسم «انّ» منصوب للتعظيم بالفتحة ويجوز ان تكون انّ وما بعدها بتأويل مصدر في محل رفع أي حق ذلك.

ص: 129

{يَعْلَمُ ما يُسِرُّونَ وَما يُعْلِنُونَ} : أعربت في الآية الكريمة التاسعة عشرة. وهي هنا: في محل رفع خبر «أن» .

{إِنَّهُ لا يُحِبُّ} : إنّ: حرف نصب وتوكيد مشبه بالفعل والهاء ضمير متصل في محل نصب اسم «انّ» لا: نافية لا عمل لها و «يحب» فعل مضارع مرفوع بالضمة والفاعل ضمير مستتر فيه جوازا تقديره هو. وجملة {لا يُحِبُّ الْمُسْتَكْبِرِينَ»} في محل رفع خبر «إنّ» .

{الْمُسْتَكْبِرِينَ} : مفعول به منصوب بالياء لأنه جمع مذكر سالم والنون عوض من التنوين والحركة في الاسم المفرد.

[سورة النحل (16): آية 24] وَإِذا قِيلَ لَهُمْ ماذا أَنْزَلَ رَبُّكُمْ قالُوا أَساطِيرُ الْأَوَّلِينَ (24)

{وَإِذا قِيلَ لَهُمْ} : الواو: استئنافية. قيل: فعل ماض مبني للمجهول مبني على الفتح. لهم: جار ومجرور متعلق بقيل. والميم علامة جمع الذكور و «إذا» ظرف لما يستقبل من الزمان خافض لشرطه منصوب بجوابه وهو اداة شرط غير جازمة. وجملة {قِيلَ لَهُمْ»} في محل جر بالاضافة.

{ماذا أَنْزَلَ رَبُّكُمْ} : الجملة الاسمية: في محل رفع نائب فاعل للفعل «قيل» ماذا: اسم استفهام مبني على السكون في محل رفع مبتدأ بمعنى: أيّ شيء أنزله ربكم: أنزل: فعل ماض مبني على الفتح. ربّ: فاعل مرفوع للتعظيم بالضمة الكاف ضمير متصل في محل جر بالاضافة والميم علامة جمع الذكور. وجملة {أَنْزَلَ رَبُّكُمْ»} في محل رفع خبر «ماذا» ويجوز أن يكون «ماذا» في محل نصب مفعولا به مقدما بأنزل. بمعنى: أي شيء أنزل ربكم. وثمة وجه آخر لاعراب «ماذا» وهو أنّ «ما» اسم استفهام مبني على السكون في محل رفع مبتدأ. و «ذا» اسم موصول بمعنى «الذي» مبني على السكون في محل رفع خبر «ما» .

{قالُوا} : الجملة وما بعدها: جواب شرط غير جازم لا محل لها وهي فعل ماض مبني على الضم لاتصاله بواو الجماعة والواو ضمير متصل في محل رفع فاعل.

والألف فارقة.

ص: 130

{أَساطِيرُ الْأَوَّلِينَ} : أساطير: خبر مبتدأ محذوف التقدير: المنزل أساطير الأولين بمعنى: هو أساطير الأولين أو بمعنى: ما يدعون نزوله أساطير الأولين. الأولين: مضاف اليه مجرور بالياء لأنه ملحق بجمع المذكر السالم.

والجملة الاسمية {أَساطِيرُ الْأَوَّلِينَ»} بعد التقدير في محل نصب مفعول به مقول القول.

[سورة النحل (16): آية 25] لِيَحْمِلُوا أَوْزارَهُمْ كامِلَةً يَوْمَ الْقِيامَةِ وَمِنْ أَوْزارِ الَّذِينَ يُضِلُّونَهُمْ بِغَيْرِ عِلْمٍ أَلا ساءَ ما يَزِرُونَ (25)

{لِيَحْمِلُوا أَوْزارَهُمْ} : بمعنى فحملوا أوزارهم نتيجة قولهم {أَساطِيرُ الْأَوَّلِينَ»} وفيه إضلال للناس. اللام: حرف جر للتعليل من غير أن يكون غرضا.

يحملوا: فعل مضارع منصوب بأن مضمرة بعد اللام وعلامة نصبه حذف النون. الواو ضمير متصل في محل رفع فاعل والألف فارقة. أوزارهم:

أي ذنوبهم جمع «وزر» مفعول به منصوب بالفتحة و «هم» ضمير الغائبين في محل جر بالاضافة. و «أن» المضمرة وما بعدها: بتأويل مصدر في محل جر بلام التعليل والجار والمجرور متعلق بقالوا وجملة «يحملوا أوزارهم» صلة «أن» المصدرية المضمرة لا محل لها.

{كامِلَةً يَوْمَ الْقِيامَةِ} : كاملة: حال منصوب بالفتحة. يوم: ظرف زمان متعلق بيحملوا منصوب بالفتحة. القيامة: مضاف اليه مجرور بالكسرة.

{وَمِنْ أَوْزارِ الَّذِينَ} : الواو: عاطفة. من أوزار: جار ومجرور متعلق بيحملوا. و «من» للتبعيض. وقد حذف المفعول لأنّ «من» تدل عليه.

الذين: اسم موصول مبني على الفتح في محل جر بالإضافة. والجملة بعده:

صلة الموصول لا محل لها.

{يُضِلُّونَهُمْ} : بمعنى: وبعض أوزار من ضل بضلالهم. وهي فعل مضارع مرفوع بثبوت النون. الواو ضمير متصل في محل رفع فاعل و «هم» ضمير

ص: 131

الغائبين في محل نصب مفعول به.

{بِغَيْرِ عِلْمٍ} : جار ومجرور متعلق بحال من المفعول: أي: يضلون من لا يعلم أنهم ضالون. علم: مضاف اليه مجرور بالكسرة.

{أَلا ساءَ ما يَزِرُونَ} : ألا: حرف استفتاح للتنبيه. ساء: فعل ماض مبني على الفتح لانشاء الذم لأنها تعني «بئس» وفيها معنى التعجب بتقدير: ما أسوأ ذنبهم. والفاعل ضمير مستتر فيه جوازا تقديره هو. و «ما» : نكرة بمعنى: شيء في محل نصب تمييز. يزرون: تعرب إعراب «يضلّون» ويجوز أن تكون «ما» مصدرية فتكون هي وما بعدها: بتأويل مصدر في محل رفع فاعل الفعل «ساء» التقدير: ساء ذنبهم. وجملة «يزرون» صلة «ما» لا محل لها من الإعراب.

[سورة النحل (16): آية 26] قَدْ مَكَرَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ فَأَتَى اللهُ بُنْيانَهُمْ مِنَ الْقَااعِدِ فَخَرَّ عَلَيْهِمُ السَّقْفُ مِنْ فَوْقِهِمْ وَأَتاهُمُ الْعَذابُ مِنْ حَيْثُ لا يَشْعُرُونَ (26)

{قَدْ مَكَرَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ} : قد: حرف تحقيق. مكر: فعل ماض مبني على الفتح. الذين: اسم موصول مبني على الفتح في محل رفع فاعل. من قبل: جار ومجرور متعلق بفعل محذوف وجوبا تقديره مضوا وبمعنى كانوا من قبلهم. وجملة «مضوا من قبلهم» صلة الموصول لا محل لها. و «هم» ضمير الغائبين في محل جر بالاضافة.

{فَأَتَى اللهُ بُنْيانَهُمْ} : الفاء: سببية. أتى: فعل ماض مبني على الفتح المقدر على الألف للتعذر. الله لفظ الجلالة: فاعل مرفوع للتعظيم بمعنى:

فجاء أمر الله. بنيان: مفعول به منصوب بالفتحة و «هم» أعربت.

{مِنَ الْقَااعِدِ فَخَرَّ} : جار ومجرور متعلق بأتى أي من قواعد البنيان أو بمعنى: من جهة القواعد. الفاء: عاطفة. خرّ: فعل ماض مبني على الفتح.

ص: 132

{عَلَيْهِمُ السَّقْفُ مِنْ فَوْقِهِمْ} : أي فسقط عليهم. على: حرف جر و «هم» ضمير الغائبين في محل جر بعلى والجار والمجرور متعلق بخرّ. السقف: فاعل مرفوع بالضمة. من فوقهم: جار ومجرور متعلق بخر و «هم» في محل جر بالاضافة أي بسبب كفرهم.

{وَأَتاهُمُ الْعَذابُ} : الواو: عاطفة. أتى العذاب تعرب اعراب «أتى الله» و «هم» ضمير الغائبين في محل نصب مفعول به مقدم.

{مِنْ حَيْثُ} : من: حرف جر. حيث: اسم مبني على الضم في محل جر بمن والجار والمجرور متعلق بأتاهم والجملة الفعلية بعده في محل جر بالاضافة.

{لا يَشْعُرُونَ} : لا: نافية لا عمل لها. يشعرون: فعل مضارع مرفوع بثبوت النون والواو ضمير متصل في محل رفع فاعل.

[سورة النحل (16): آية 27] ثُمَّ يَوْمَ الْقِيامَةِ يُخْزِيهِمْ وَيَقُولُ أَيْنَ شُرَكائِيَ الَّذِينَ كُنْتُمْ تُشَاقُّونَ فِيهِمْ قالَ الَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ إِنَّ الْخِزْيَ الْيَوْمَ وَالسُّوءَ عَلَى الْكافِرِينَ (27)

{ثُمَّ يَوْمَ الْقِيامَةِ} : ثم: حرف عطف. يوم: مفعول فيه ظرف زمان منصوب على الظرفية بالفتحة وهو مضاف. القيامة: مضاف اليه مجرور بالكسرة.

{يُخْزِيهِمْ وَيَقُولُ} : يخزي: فعل مضارع مرفوع بالضمة المقدرة على الياء للثقل والفاعل ضمير مستتر فيه جوازا تقديره هو و «هم» ضمير الغائبين في محل نصب مفعول به. ويقول: معطوفة بالواو على «يخزي» وتعرب اعرابها وعلامة رفعه الضمة الظاهرة. بمعنى: ويقول لهم. والجملة بعدها: في محل نصب مفعول به-مقول القول-.

{أَيْنَ شُرَكائِيَ} : أين: اسم استفهام مبني على الفتح في محل نصب مفعول فيه ظرف مكان متعلق بخبر مقدم محذوف. شركائي: مبتدأ مؤخر مرفوع

ص: 133

بالضمة المقدرة على ما قبل ياء المتكلم. والياء ضمير متصل مبني على السكون في محل جر بالاضافة حرك بالفتح لالتقاء الساكنين على الاضافة الى نفسه حكاية لاضافتهم ليوبخهم بها على طريق الاستهزاء بهم. بمعنى الذين جعلتموهم شركائي في الملك.

{الَّذِينَ كُنْتُمْ تُشَاقُّونَ فِيهِمْ} : الذين: اسم موصول مبني على الفتح في محل رفع صفة-نعت-للشركاء. وما بعدها: صلة الموصول لا محل لها.

كنتم: فعل ماض ناقص مبني على السكون لاتصاله بضمير الرفع المتحرك.

التاء: ضمير متصل في محل رفع اسم «كان» والميم علامة جمع الذكور.

تشاقون: فعل مضارع مرفوع بثبوت النون. والواو ضمير متصل في محل رفع فاعل. فيهم: جار ومجرور متعلق بتشاقون و «هم» ضمير الغائبين في محل جر بفي وجملة {تُشَاقُّونَ فِيهِمْ»} في محل نصب خبر «كان» بمعنى:

الذين: كنتم تعادون المؤمنين من أجلهم أو في شأنهم.

{قالَ الَّذِينَ} : فعل ماض مبني على الفتح. الذين: اسم موصول مبني على الفتح في محل رفع فاعل والجملة بعده: صلة الموصول لا محل لها.

{أُوتُوا الْعِلْمَ} : أي من الأنبياء والعلماء والحكماء. أوتوا: فعل ماض مبني للمجهول مبني على الفتح الظاهرة على الياء المحذوفة لاتصاله بواو الجماعة الواو ضمير متصل في محل رفع نائب فاعل والألف فارقة. العلم: مفعول به منصوب بالفتحة.

{إِنَّ الْخِزْيَ} : إنّ: حرف نصب وتوكيد مشبه بالفعل. الخزي اسم «إنّ» منصوب بالفتحة و «إنّ» مع اسمها وخبرها: في محل نصب مفعول به.

{الْيَوْمَ وَالسُّوءَ} : ظرف زمان متعلق بخبر «إنّ» منصوب على الظرفية بالفتحة. والسوء: معطوفة بالواو على «الخزي» منصوبة مثلها.

{عَلَى الْكافِرِينَ} : جار ومجرور في محل رفع متعلق بخبر إنّ وعلامة جر الاسم الياء لأنه جمع مذكر سالم والنون عوض من التنوين والحركة في المفرد.

ص: 134

[سورة النحل (16): آية 28] الَّذِينَ تَتَوَفّاهُمُ الْمَلائِكَةُ ظالِمِي أَنْفُسِهِمْ فَأَلْقَوُا السَّلَمَ ما كُنّا نَعْمَلُ مِنْ سُوءٍ بَلى إِنَّ اللهَ عَلِيمٌ بِما كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ (28)

{الَّذِينَ تَتَوَفّاهُمُ الْمَلائِكَةُ} : الذين: اسم موصول مبني على الفتح في محل جر صفة-نعت-للكافرين. تتوفى: فعل مضارع مرفوع بالضمة المقدرة على الألف للتعذر و «هم» ضمير الغائبين مبني على السكون في محل نصب مفعول به مقدم حركت الميم بالضم للاشباع. الملائكة. فاعل مرفوع بالضمة وجملة {تَتَوَفّاهُمُ الْمَلائِكَةُ»} صلة الموصول لا محل لها.

{ظالِمِي أَنْفُسِهِمْ} : حال منصوب بالياء لأنه جمع مذكر سالم وحذفت النون للاضافة. أنفس: مضاف اليه مجرور بالكسرة. و «هم» ضمير الغائبين في محل جر بالاضافة. التقدير: وهم ظالمون لأنفسهم.

{فَأَلْقَوُا السَّلَمَ} : الفاء: استئنافية. القوا: فعل ماض مبني على الفتح المقدر للتعذر على الألف المحذوفة لالتقاء الساكنين واتصالها بواو الجماعة وبقيت الفتحة الدالة على الألف المحذوفة. الواو ضمير متصل في محل رفع فاعل والألف فارقة. السلم: أي الاستسلام: مفعول به منصوب بالفتحة.

بمعنى: فسالموا حين شاهدوا العذاب.

{ما كُنّا نَعْمَلُ مِنْ سُوءٍ} : الجملة: مقول القول-أي وقالوا: وما:

نافية لا عمل لها. كنّا: فعل ماض ناقص مبني على السكون لاتصاله بنا، و «نا» ضمير متصل في محل رفع اسم «كان».نعمل: فعل مضارع مرفوع بالضمة والفاعل ضمير مستتر فيه وجوبا تقديره نحن. وجملة «نعمل» في محل نصب خبر «كان» .من: جرف جر زائد لتأكيد معنى النفي. سوء:

اسم مجرور لفظا منصوب محلا على أنه مفعول به.

{بَلى إِنَّ اللهَ عَلِيمٌ} : بلى: حرف جواب لا عمل لها يجاب به عن النفي ويقصد به الايجاب والجملة بعده: جواب على قولهم {ما كُنّا نَعْمَلُ مِنْ سُوءٍ»}

ص: 135

إن: حرف نصب وتوكيد مشبه بالفعل. الله: اسم «إنّ» منصوب للتعظيم بالفتحة. عليم خبرها مرفوع بالضمة.

{بِما كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ} : الباء: حرف جر. ما: اسم موصول مبني على السكون في محل جر بالباء. كنتم: فعل ماض ناقص مبني على السكون لاتصاله بضمير الرفع المتحرك. التاء ضمير متصل في محل رفع اسم «كان» والميم علامة جمع الذكور. تعملون: فعل مضارع مرفوع بثبوت النون والواو ضمير متصل في محل رفع فاعل. وجملة «تعملون» في محل نصب خبر «كان» وجملة {كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ»} صلة الموصول لا محل لها. والجار والمجرور «بما» متعلق بعليم.

[سورة النحل (16): آية 29] فَادْخُلُوا أَبْاابَ جَهَنَّمَ خالِدِينَ فِيها فَلَبِئْسَ مَثْوَى الْمُتَكَبِّرِينَ (29)

{فَادْخُلُوا أَبْاابَ} : الفاء: سببية. ادخلوا: فعل أمر مبني على حذف النون لأن مضارعه من الأفعال الخمسة. الواو ضمير متصل في محل رفع فاعل والألف فارقة. أي فادخلوا أيها الكافرون. أبواب: مفعول به منصوب بالفتحة وهو مضاف.

{جَهَنَّمَ} : مضاف اليه مجرور بالاضافة وعلامة جره الفتحة بدلا من الكسرة لأنه اسم ممنوع من الصرف-التنوين-للعلمية.

{خالِدِينَ فِيها} : حال منصوب بالياء لأنه جمع مذكر سالم والنون عوض من التنوين والحركة في المفرد. فيها: جار ومجرور متعلق بخالدين.

{فَلَبِئْسَ مَثْوَى الْمُتَكَبِّرِينَ} : الفاء: استئنافية. اللام: للتوكيد. بئس:

فعل ماض مبني على الفتح لإنشاء الذم. مثوى: فاعل «بئس» مرفوع بالضمة المقدرة على الألف للتعذر. المتكبرين: مضاف اليه مجرور بالياء لأنه جمع مذكر سالم. والنون: عوض من التنوين والحركة في المفرد. أي منزل المتكبرين أو مأواهم أو مسكنهم. وحذف المخصوص بالذم لأنه تقدم عليه.

ما يشعر به.

ص: 136

[سورة النحل (16): آية 30] وَقِيلَ لِلَّذِينَ اِتَّقَوْا ماذا أَنْزَلَ رَبُّكُمْ قالُوا خَيْراً لِلَّذِينَ أَحْسَنُوا فِي هذِهِ الدُّنْيا حَسَنَةٌ وَلَدارُ الْآخِرَةِ خَيْرٌ وَلَنِعْمَ دارُ الْمُتَّقِينَ (30)

{وَقِيلَ لِلَّذِينَ} : الواو: استئنافية. قيل: فعل ماض مبني للمجهول مبني على الفتح. اللام حرف جر. الذين: اسم موصول مبني على الفتح في محل جر باللام والجار والمجرور متعلق بقيل.

{اتَّقَوْا} : صلة الموصول لا محل لها وهي فعل ماض مبني على الفتح المقدر للتعذر على الألف المحذوفة لالتقاء الساكنين ولاتصاله بواو الجماعة. الواو ضمير متصل في محل رفع فاعل والألف فارقة. «الذين اتقوا» أي المؤمنين».

{ماذا أَنْزَلَ رَبُّكُمْ} : أعربت في الآية الكريمة الرابعة والعشرين. أي ماذا أوحى ربكم اليكم؟ .

{قالُوا خَيْراً} : فعل ماض مبني على الضم لاتصاله بواو الجماعة. الواو:

ضمير متصل في محل رفع فاعل والألف فارقة. خيرا: مفعول به منصوب بالفتحة لمضمر تقديره أنزل خيرا أي أوحى خيرا. والجملة «أنزل خيرا» في محل نصب مفعول به-مقول القول-والكلمة «خيرا» نصبت هنا ورفعت في الآية الرابعة والعشرين {قالُوا أَساطِيرُ»} فصلا بين جواب المقر وجواب الجاحد.

{لِلَّذِينَ أَحْسَنُوا فِي هذِهِ الدُّنْيا حَسَنَةٌ} : الجملة: في محل نصب بدل من «خيرا» حكاية لقول المؤمنين أي قالوا هذا القول فقدم تسميته خيرا ثم حكاه. ويجوز أن يكون كلاما مستأنفا. «للذين» أعربت وهي جار ومجرور متعلق بخبر مقدم. أحسنوا: صلة الموصول لا محل لها وهي فعل ماض مبني على الضم لاتصاله بواو الجماعة. الواو: ضمير متصل في محل رفع فاعل والألف فارقة. في هذه: جار ومجرور متعلق بأحسنوا. هذه: اسم اشارة مبني على السكون في محل جر بفي. الدنيا: بدل من «هذه» مجرورة

ص: 137

وعلامة جره الكسرة المقدرة على الألف للتعذر. حسنة: مبتدأ مؤخر مرفوع بالضمة. بمعنى: فقضى أن يكون للذين أحسنوا مكافأة في الدنيا.

{وَلَدارُ الْآخِرَةِ خَيْرٌ} : الواو: عاطفة. اللام: للابتداء تفيد التوكيد. دار:

مبتدأ مرفوع بالضمة والآخرة مضاف اليه مجرور بالكسرة. خير: وأصلها:

أخير: خبر مرفوع بالضمة.

{وَلَنِعْمَ دارُ الْمُتَّقِينَ} : الواو عاطفة. اللام: لام الابتداء للتوكيد. نعم:

فعل ماض جامد مبني على الفتح لانشاء المدح. دار: فاعل «نعم» مرفوع بالضمة. المتقين: مضاف اليه مجرور بالياء لأنه جمع مذكر سالم والنون عوض من التنوين والحركة في المفرد. أي ولنعم دار الآخرة. وحذف المخصوص بالمدح لتقدم ذكره أي لتقدم ما يشعر به. وقد ذكّر الفعل «نعم» مع فاعله «الدار» وهي مؤنثة على تضمين موضع دار المتقين أو مثواهم ولم يؤنث الفعل لسبب آخر هو خشية الالتباس. لأن «نعمت» تشبه الاسماء التركية الأصل في الكتابة نحو: حكمت .. نشأت .. نعمت .. الخ.

وهي مأخوذة من اللغة العربية التي أصل كتابتها بالتاء القصيرة-المدورة- هذا ما تقوله مدرسة البصريين وحذفوا علامة التأنيث لأنها عندهم أوجه.

[سورة النحل (16): آية 31] جَنّاتُ عَدْنٍ يَدْخُلُونَها تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهارُ لَهُمْ فِيها ما يَشاؤُنَ كَذلِكَ يَجْزِي اللهُ الْمُتَّقِينَ (31)

{جَنّاتُ عَدْنٍ يَدْخُلُونَها} : جنات: خبر مبتدأ محذوف. التقدير: هي جنات عدن. أو مبتدأ مرفوع بالضمة وخبره {وَلَنِعْمَ دارُ الْمُتَّقِينَ»} الواردة في الآية الكريمة السابقة. أي المخصوص بالمدح والمعنى: جنات استقرار وإقامة. عدن: مضاف اليه مجرور بالكسرة. يدخلون: الجملة في محل رفع صفة-نعت-لجنات. وهي فعل مضارع مرفوع بثبوت النون. الواو ضمير متصل في محل رفع فاعل و «ها» ضمير متصل في محل نصب مفعول به.

ص: 138

{تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهارُ} : الجملة: في محل رفع صفة ثانية لجنات.

تجري: فعل مضارع مرفوع بالضمة المقدرة على الياء للثقل. من تحت:

جار ومجرور متعلق بتجري أو بحال محذوفة من الأنهار أي كائنة تحتها و «ها» ضمير متصل في محل جر بالاضافة. الأنهار: فاعل مرفوع بالضمة.

{لَهُمْ فِيها ما يَشاؤُنَ} : جار ومجرور في محل رفع خبر مقدم. فيها: جار ومجرور متعلق بيشاءون. ما: اسم موصول مبني على السكون في محل رفع مبتدأ مؤخر. يشاءون: صلة الموصول لا محل لها. وهي فعل مضارع مرفوع بثبوت النون والواو ضمير متصل في محل رفع فاعل.

{كَذلِكَ يَجْزِي} : الكاف: اسم مبني على الفتح بمعنى «مثل» في محل نصب صفة للمصدر. التقدير يجزي جزاء مثل ذلك. ذا: اسم اشارة مبني على السكون في محل جر بالاضافة. اللام للبعد والكاف حرف خطاب. يجزي:

أي يكافئ: تعرب إعراب «تجري» .

{اللهُ الْمُتَّقِينَ} : لفظ الجلالة: فاعل مرفوع للتعظيم بالضمة. المتقين: مفعول به منصوب بالياء لأنه جمع مذكر سالم والنون عوض من التنوين والحركة في المفرد.

[سورة النحل (16): آية 32] الَّذِينَ تَتَوَفّاهُمُ الْمَلائِكَةُ طَيِّبِينَ يَقُولُونَ سَلامٌ عَلَيْكُمْ اُدْخُلُوا الْجَنَّةَ بِما كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ (32)

{الَّذِينَ تَتَوَفّاهُمُ الْمَلائِكَةُ} : الذين: اسم موصول مبني على الفتح في محل نصب صفة-نعت-للمتقين. والجملة بعده: صلة الموصول لا محل لها.

تتوفى: فعل مضارع مرفوع بالضمة المقدرة على الألف للتعزز و «هم» ضمير الغائبين مبني على السكون في محل نصب مفعول به مقدم وحركت الميم بالضمّ للاشباع. الملائكة: فاعل مرفوع بالضمة.

{طَيِّبِينَ} : حال منصوب بالياء لأنه جمع مذكر سالم والنون عوض من التنوين

ص: 139

والحركة في المفرد. بمعنى طاهرين من كل ظلم وعدوان.

{يَقُولُونَ} : فعل مضارع مرفوع بثبوت النون والواو ضمير متصل في محل رفع فاعل. والجملة بعدها: في محل نصب مفعول به-مقول القول-.

{سَلامٌ عَلَيْكُمْ} : مبتدأ مرفوع بالضمة أو خبر لمبتدإ محذوف. عليكم: جار ومجرور والميم علامة جمع الذكور أشبعت بالضمة لالتقاء الساكنين. والجار والمجرور متعلق بخبر المبتدأ.

{ادْخُلُوا الْجَنَّةَ} : فعل أمر مبني على حذف النون لأنّ مضارعه من الأفعال الخمسة. الواو ضمير متصل في محل رفع فاعل والألف فارقة. الجنة:

مفعول به منصوب بالفتحة.

{بِما كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ} : الباء حرف جر للتسبيب وقيل للعوض. ما:

مصدرية. كنتم: فعل ماض ناقص مبني على السكون لاتصاله بضمير الرفع المتحرك. التاء ضمير متصل في محل رفع اسم «كان» والميم علامة جمع الذكور. تعملون: جملة فعلية في محل نصب خبر «كان» وهي فعل مضارع مرفوع بثبوت النون والواو ضمير متصل في محل رفع فاعل و «ما» المصدرية وما بعدها بتأويل مصدر في محل جر بالباء والجار والمجرور متعلق بادخلوا وجملة {كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ»} صلة «ما» المصدرية لا محل لها.

[سورة النحل (16): آية 33] هَلْ يَنْظُرُونَ إِلاّ أَنْ تَأْتِيَهُمُ الْمَلائِكَةُ أَوْ يَأْتِيَ أَمْرُ رَبِّكَ كَذلِكَ فَعَلَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ وَما ظَلَمَهُمُ اللهُ وَلكِنْ كانُوا أَنْفُسَهُمْ يَظْلِمُونَ (33)

{هَلْ يَنْظُرُونَ} : هل: حرف استفهام لا محل لها. ينظرون: فعل مضارع مرفوع بثبوت النون والواو ضمير موصول في محل رفع فاعل أي هل ينتظر هؤلاء الكافرون.

{إِلاّ أَنْ تَأْتِيَهُمُ الْمَلائِكَةُ} : إلاّ: أداة حصر لا عمل لها. أن: حرف

ص: 140

مصدرية ونصب. تأتي: فعل مضارع منصوب بأن وعلامة نصبه الفتحة و «هم» ضمير الغائبين مبني على السكون في محل نصب مفعول به مقدم وحركت الميم بالضم للاشباع و «الملائكة» فاعل مرفوع بالضمة. وأن «وما تلاها» : بتأويل مصدر في محل نصب مفعول به للفعل ينظر. وجملة {تَأْتِيَهُمُ الْمَلائِكَةُ»} صلة «أن» المصدرية لا محل لها من الاعراب. أي لقبض أرواحهم

{أَوْ يَأْتِيَ أَمْرُ رَبِّكَ} : أو: حرف عطف للشك. وجملة يأتي أمر: تعرب إعراب «تأتي الملائكة» ربك: مضاف اليه مجرور للتعظيم بالكسرة والكاف ضمير متصل في محل جر بالاضافة. أي أن يأتي العذاب أو القيامة.

{كَذلِكَ فَعَلَ الَّذِينَ} : الكاف: اسم مبني على الفتح في محل نصب نائب عن المصدر-المفعول المطلق-أو صفة له بتقدير مثل ذلك الفعل. ذا: اسم اشارة مبني على السكون في محل جر بالاضافة. اللام للبعد والكاف للخطاب. فعل: فعل ماض مبني على الفتح. الذين: اسم موصول مبني على الفتح في محل رفع فاعل.

{مِنْ قَبْلِهِمْ} : جار ومجرور متعلق بفعل محذوف وجوبا. التقدير: كانوا من قبلهم أو مضوا. و «هم» ضمير الغائبين في محل جر بالاضافة وجملة {كانُوا مِنْ قَبْلِهِمْ»} صلة الموصول لا محل لها من الإعراب.

{وَما ظَلَمَهُمُ اللهُ} : الواو: استئنافية. ما: نافية لا عمل لها. ظلم: فعل ماض مبني على الفتح و «هم» ضمير الغائبين في محل نصب مفعول به مقدم واشبعت الميم بالضمة. الله لفظ الجلالة: فاعل مرفوع للتعظيم بالضمة.

أي وما ظلمهم بتدميرهم.

{وَلكِنْ كانُوا} : الواو: زائدة. لكن: حرف استدراك لا عمل له لأنه مخفف. كانوا: فعل ماض ناقص مبني على الضم لاتصاله بواو الجماعة.

الواو ضمير متصل في محل رفع اسم «كان» والألف فارقة.

{أَنْفُسَهُمْ} : مفعول به بفعل مضمر يفسره المذكور بعده. أي كانوا يظلمون

ص: 141

أنفسهم. و «هم» ضمير الغائبين في محل جر بالاضافة.

{يَظْلِمُونَ} : تعرب إعراب «ينظرون» والمعمول محذوف دلّ عليه ما قبله. أي يظلمون أنفسهم بالكفر والمعاصي.

[سورة النحل (16): آية 34] فَأَصابَهُمْ سَيِّئاتُ ما عَمِلُوا وَحاقَ بِهِمْ ما كانُوا بِهِ يَسْتَهْزِؤُنَ (34)

{فَأَصابَهُمْ سَيِّئاتُ ما عَمِلُوا} : الفاء: سببية. أصاب: فعل ماض مبني على الفتح و «هم» ضمير الغائبين في محل نصب مفعول به مقدم. سيئات:

فاعل مرفوع بالضمة. وقد ذكّر الفعل لأنّ تقدير الفاعل: جزاء سيئات ولفصل الفعل عن فاعله بفاصل فحذف المضاف وأقيم المضاف اليه مقامه.

ما: مصدرية. عملوا: فعل ماض مبني على الضم لاتصاله بواو الجماعة.

الواو ضمير متصل في محل رفع فاعل والألف فارقة و «ما» وما بعدها:

بتأويل مصدر في محل جر بالاضافة. التقدير: سيئات اعمالهم وجملة «عملوا» صلة «ما» المصدرية لا محل لها. ويجوز أن تكون «ما» اسما موصولا في محل جر بالاضافة وجملة «عملوا» صلة الموصول لا محل لها.

والعائد ضمير منصوب محلا لأنه مفعول به. التقدير: الذي عملوه.

{وَحاقَ بِهِمْ ما كانُوا بِهِ} : الواو عاطفة. حاق: أي أحاط: فعل ماض مبني على الفتح. بهم: جار ومجرور متعلق بحاق. ما: اسم موصول مبني على السكون في محل رفع فاعل. كانوا: فعل ماض ناقص مبني على الضم لاتصاله بواو الجماعة. الواو ضمير متصل في محل رفع اسم «كان» والألف فارقة. به: جار ومجرور متعلق بيستهزءون والجملة الفعلية صلة الموصول لا محل لها من الاعراب.

{يَسْتَهْزِؤُنَ} : فعل مضارع مرفوع بثبوت النون والواو ضمير متصل في محل رفع فاعل. والجملة: في محل نصب خبر «كان» أي جزاء ما كانوا به يستهزئون. فحذف الفاعل المضاف وحل المضاف اليه محله.

ص: 142

[سورة النحل (16): آية 35] وَقالَ الَّذِينَ أَشْرَكُوا لَوْ شاءَ اللهُ ما عَبَدْنا مِنْ دُونِهِ مِنْ شَيْءٍ نَحْنُ وَلا آباؤُنا وَلا حَرَّمْنا مِنْ دُونِهِ مِنْ شَيْءٍ كَذلِكَ فَعَلَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ فَهَلْ عَلَى الرُّسُلِ إِلَاّ الْبَلاغُ الْمُبِينُ (35)

{وَقالَ الَّذِينَ أَشْرَكُوا} : الواو: استئنافية. قال: فعل ماض مبني على الفتح. الذين: اسم: موصول مبني على الفتح في محل رفع فاعل.

أشركوا: فعل ماض مبني على الضم لاتصاله بواو الجماعة. الواو ضمير متصل في محل رفع فاعل والألف فارقة. والجملة: صلة الموصول لا محل لها.

{لَوْ شاءَ اللهُ} : الجملة-مقول القول-أي قالوا ذلك على سبيل الاستهزاء.

لو: حرف شرط غير جازم. شاء: فعل ماض مبني على الفتح. الله لفظ الجلالة: فاعل مرفوع للتعظيم بالضمة. أي لو أراد الله أن لا نعبد من دونه شيئا.

{ما عَبَدْنا مِنْ دُونِهِ مِنْ شَيْءٍ} : الجملة جواب شرط غير جازم لا محل لها. ما: نافية لا عمل لها بمعنى «لما» .عبد: فعل ماض مبني على السكون لاتصاله بنا. و «نا» ضمير متصل في محل رفع فاعل. من دونه:

جار ومجرور متعلق بعبدنا والهاء ضمير متصل في محل جر بالاضافة. من:

حرف جر زائد. شيء: اسم مجرور لفظا منصوب محلا لأنه مفعول به.

أي لما عبدنا شيئا من الآلهة.

{نَحْنُ وَلا آباؤُنا} : نحن: ضمير رفع منفصل مبني على الضم في محل رفع توكيد للضمير في «عبدنا» الواو عاطفة. لا: زائدة لتأكيد النفي. آباء:

معطوفة على الضمير-نا-في «عبدنا» مرفوعة وعلامة رفعها الضمة و «نا» ضمير متصل في محل جر بالاضافة.

ص: 143

{وَلا حَرَّمْنا مِنْ دُونِهِ مِنْ شَيْءٍ} : معطوفة بالواو على {ما عَبَدْنا مِنْ دُونِهِ مِنْ شَيْءٍ»} وتعرب إعرابها. أي ولا حرمنا غير ما حرمه.

{كَذلِكَ فَعَلَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ} : أعربت في الآية الكريمة الثالثة والثلاثين.

أي كذلك قال الذين من قبلهم من المشركين.

{فَهَلْ عَلَى الرُّسُلِ} : الفاء: استئنافية. هل: حرف استفهام لا محل لها من الاعراب. على الرسل: جار ومجرور متعلق بخبر مقدم.

{إِلَاّ الْبَلاغُ الْمُبِينُ} : إلاّ: أداة حصر لا عمل لها. البلاغ: مبتدأ مؤخر مرفوع بالضمة. المبين: صفة-نعت-للبلاغ مرفوعة مثلها بالضمة.

[سورة النحل (16): آية 36] وَلَقَدْ بَعَثْنا فِي كُلِّ أُمَّةٍ رَسُولاً أَنِ اُعْبُدُوا اللهَ وَاِجْتَنِبُوا الطّاغُوتَ فَمِنْهُمْ مَنْ هَدَى اللهُ وَمِنْهُمْ مَنْ حَقَّتْ عَلَيْهِ الضَّلالَةُ فَسِيرُوا فِي الْأَرْضِ فَانْظُرُوا كَيْفَ كانَ عاقِبَةُ الْمُكَذِّبِينَ (36)

{وَلَقَدْ بَعَثْنا} : الواو: استئنافية. اللام للابتداء والتوكيد. قد: حرف تحقيق. بعث: فعل ماض مبني على السكون لاتصاله بنا. و «نا» ضمير متصل في محل رفع فاعل.

{فِي كُلِّ أُمَّةٍ رَسُولاً} : جار ومجرور متعلق ببعث. أمة: مضاف اليه مجرور بالاضافة وعلامة جره: الكسرة. رسولا: مفعول به منصوب بالفتحة.

{أَنِ اعْبُدُوا اللهَ} : أن: حرف تفسير لا عمل لها وكسر آخره لالتقاء الساكنين.

اعبدوا: فعل أمر مبني على حذف النون لأن مضارعه من الأفعال الخمسة.

الواو ضمير متصل في محل رفع فاعل. والألف فارقة. الله لفظ الجلالة:

مفعول به منصوب للتعظيم بالفتحة. وجملة {اُعْبُدُوا اللهَ»} تفسيرية لا محل لها من الاعراب. المعنى. وأمرناه أن يقول لهم اعبدوا الله. ويجوز أن تكون «أن» مصدرية. و «أن» وما بعدها: بتأويل مصدر في محل جر بحرف جر

ص: 144

مقدر. التقدير: بعبادة الله. وجملة {اُعْبُدُوا اللهَ»} صلة «أن» المصدرية لا محل لها.

{وَاجْتَنِبُوا الطّاغُوتَ} : معطوفة بالواو على {اُعْبُدُوا اللهَ»} وتعرب إعرابها.

الطاغوت: مفعول به منصوب بالفتحة. أي اجتنبوا عبادة الشيطان.

{فَمِنْهُمْ مَنْ هَدَى اللهُ} : الفاء استئنافية. منهم: جار ومجرور متعلق بخبر مقدم. من: اسم موصول مبني على السكون في محل رفع مبتدأ مؤخر و «هدى» فعل ماض مبني على الفتح المقدر على الألف للتعذر. الله لفظ الجلالة: فاعل مرفوع للتعظيم بالضمة وجملة {هَدَى اللهُ»} صلة الموصول لا محل لها والعائد ضمير منصوب محلا. التقدير: من هداهم الله لدينه.

{وَمِنْهُمْ مَنْ حَقَّتْ عَلَيْهِ الضَّلالَةُ} : ومنهم من: معطوفة بالواو على مثيلتها وتعرب اعرابها. حقّت: فعل ماض مبني على الفتح والتاء تاء التأنيث الساكنة لا محل لها. عليه: جار ومجرور متعلق بحقت. الضلالة:

فاعل مرفوع بالضمة. وجملة {حَقَّتْ عَلَيْهِ الضَّلالَةُ»} صلة الموصول لا محل لها.

{فَسِيرُوا فِي الْأَرْضِ فَانْظُرُوا} : الفاء: عاطفة. سيروا: تعرب اعراب «اعبدوا» .في الأرض: جار ومجرور متعلق بسيروا. فانظروا: معطوفة بالفاء على «سيروا» وتعرب مثلها.

{كَيْفَ كانَ عاقِبَةُ الْمُكَذِّبِينَ} : الجملة: في محل نصب مفعول به. كيف:

اسم استفهام مبني على الفتح في محل نصب خبر «كان» مقدم و «كان» فعل ماض ناقص مبني على الفتح. عاقبة: اسم «كان» مرفوع بالضمة.

المكذبين: مضاف اليه مجرور بالياء لأنه جمع مذكر سالم. والنون عوض عن التنوين والحركة في المفرد.

[سورة النحل (16): آية 37] إِنْ تَحْرِصْ عَلى هُداهُمْ فَإِنَّ اللهَ لا يَهْدِي مَنْ يُضِلُّ وَما لَهُمْ مِنْ ناصِرِينَ (37)

{إِنْ تَحْرِصْ عَلى هُداهُمْ} : إن: حرف شرط جازم. تحرص: فعل مضارع فعل الشرط مجزوم بإن وعلامة جزمه: السكون والفاعل ضمير

ص: 145

مستتر فيه وجوبا تقديره أنت. أي يا محمد. على هدى: جار ومجرور متعلق بتحرص وعلامة جر الاسم الكسرة المقدرة على الألف للتعذر و «هم» ضمير الغائبين مبني على السكون في محل جر بالاضافة. أي على هدايتهم.

{فَإِنَّ اللهَ لا يَهْدِي مَنْ يُضِلُّ} : الجملة جواب شرط جازم مقترن بالفاء في محل جزم. الفاء: رابطة لجواب الشرط -الجزاء-إنّ: حرف نصب وتوكيد مشبه بالفعل. الله لفظ الجلالة: اسم «انّ» منصوب للتعظيم بالفتحة. لا:

نافية لا عمل لها. يهدي: فعل مضارع مرفوع بالضمة المقدرة على الياء منع من ظهورها الثقل والفاعل ضمير مستتر فيه جوازا تقديره هو. والجملة الفعلية {لا يَهْدِي مَنْ يُضِلُّ»} في محل رفع خبر «إنّ» .من: اسم موصول مبني على السكون في محل نصب مفعول به. يضل: تعرب إعراب «يهدي» وعلامة رفعه الضمة الظاهرة. وجملة «يضل» صلة الموصول لا محل لها من الاعراب.

والعائد ضمير في محل نصب لأنه مفعول به. التقدير: من يضلّه أو يضلهم.

{وَما لَهُمْ مِنْ ناصِرِينَ} : الواو عاطفة. ما: نافية لا عمل لها. لهم:

جار ومجرور متعلق بخبر مقدم. من: حرف جر زائد. ناصرين: اسم مجرور لفظا مرفوع محلا لأنه مبتدأ مؤخر. أي ما لهم من ناصرين إذا حل بهم العذاب. وعلامة جر الاسم الياء لأنه جمع مذكر سالم والنون عوض من التنوين والحركة في المفرد.

[سورة النحل (16): آية 38] وَأَقْسَمُوا بِاللهِ جَهْدَ أَيْمانِهِمْ لا يَبْعَثُ اللهُ مَنْ يَمُوتُ بَلى وَعْداً عَلَيْهِ حَقًّا وَلكِنَّ أَكْثَرَ النّاسِ لا يَعْلَمُونَ (38)

{وَأَقْسَمُوا بِاللهِ جَهْدَ أَيْمانِهِمْ} : معطوفة بالواو على {قالَ الَّذِينَ أَشْرَكُوا»} الواردة في الآية الكريمة الخامسة والثلاثين و «أقسموا» تعرب إعراب «أشركوا» .بالله: جار ومجرور للتعظيم متعلق بأقسموا. جهد: مفعول مطلق لفعل مقدر تقديره اقسموا بالله يجهدون. جهدا: منصوب بالفتحة وهو مضاف. ايمان: مضاف اليه مجرور بالكسرة. و «هم» ضمير الغائبين في محل جر بالاضافة بمعنى: اقسموا بالله مصرين.

ص: 146

{لا يَبْعَثُ اللهُ مَنْ يَمُوتُ} : أي لا يحييه بعد موته. لا: نافية لا عمل لها.

يبعث: فعل مضارع مرفوع بالضمة. الله لفظ الجلالة: فاعل مرفوع للتعظيم بالضمة. من: اسم موصول مبني على السكون في محل نصب مفعول به. يموت: فعل مضارع مرفوع بالضمة والفاعل ضمير مستتر فيه جوازا تقديره هو. وجملة «يموت» صلة الموصول لا محل لها.

{بَلى وَعْداً عَلَيْهِ حَقًّا} : بلى: حرف جواب لا عمل له يجاب به عن النفي ويقصد به الإيجاب وعدا مفعول مطلق منصوب بالفتحة لفعل محذوف عليه. جار ومجرور متعلق بفعل المصدر «حقا» .حقا: تعرب إعراب «وعدا» أي وعد بإعادة الموتى وعدا حقا أي وحقّ عليه حقا.

{وَلكِنَّ أَكْثَرَ النّاسِ} : الواو للاستئناف أو زائدة. لكن: حرف مشبه بالفعل. اكثر: اسم «لكنّ» منصوب بالفتحة. الناس: مضاف اليه مجرور بالكسرة.

{لا يَعْلَمُونَ} : الجملة: في محل رفع خبر «لكن» .لا: نافية لا عمل لها.

يعلمون: فعل مضارع مرفوع بثبوت النون والواو ضمير متصل في محل رفع فاعل أي لا يعلمون أنهم يبعثون وحذف المفعول اختصارا لأن ما قبله يدل عليه.

[سورة النحل (16): آية 39] لِيُبَيِّنَ لَهُمُ الَّذِي يَخْتَلِفُونَ فِيهِ وَلِيَعْلَمَ الَّذِينَ كَفَرُوا أَنَّهُمْ كانُوا كاذِبِينَ (39)

{لِيُبَيِّنَ لَهُمُ} : اللام: حرف جر للتعليل. يبين: فعل مضارع منصوب بأن مضمرة بعد اللام وعلامة نصبه الفتحة. والفاعل ضمير مستتر فيه جوازا تقديره هو. لهم: جار ومجرور متعلق بيبين و «أن» المضمرة وما بعدها:

بتأويل مصدر في محل جر باللام والجار والمجرور متعلق بما دلّ عليه «بلى» أي بعثهم أو يعيدهم ليبين لهم. ويجوز أن يتعلق بقوله: ولقد بعثنا في كل أمة رسولا. أي بعثناه ليبين لهم ما اختلفوا فيه. وجملة «يبين لهم» صلة «أن» المصدرية المضمرة لا محل لها وحركت ميم «لهم» بالضمة لالتقاء الساكنين.

ص: 147

{الَّذِي يَخْتَلِفُونَ فِيهِ} : الذي: اسم موصول مبني على السكون في محل نصب مفعول به. يختلفون: فعل مضارع مرفوع بثبوت النون والواو ضمير متصل في محل رفع فاعل. فيه: جار ومجرور متعلق بيختلفون. والجملة الفعلية صلة الموصول لا محل لها.

{وَلِيَعْلَمَ الَّذِينَ كَفَرُوا} : معطوفة بالواو على «ليبين» وتعرب إعرابها.

الذين: اسم موصول مبني على الفتح في محل رفع فاعل. كفروا: الجملة:

صلة الموصول لا محل لها. وهي فعل ماض مبني على الضم لاتصاله بواو الجماعة. الواو ضمير متصل في محل رفع فاعل والألف فارقة.

{أَنَّهُمْ كانُوا كاذِبِينَ} : الجملة من «أن» مع اسمها وخبرها: بتأويل مصدر سد مسد مفعولي «يعلم» أنّ: حرف نصب وتوكيد مشبه بالفعل و «هم» ضمير الغائبين في محل نصب اسم «أنّ» .كانوا: فعل ماض ناقص مبني على الضم لاتصاله بواو الجماعة. الواو ضمير متصل في محل رفع اسم «كان» والألف فارقة. كاذبين: خبر «كان» منصوب بالياء لأنه جمع مذكر سالم والنون عوض من التنوين والحركة في المفرد. وجملة {كانُوا كاذِبِينَ»} في محل رفع خبر «أنّ» .

[سورة النحل (16): آية 40] إِنَّما قَوْلُنا لِشَيْءٍ إِذا أَرَدْناهُ أَنْ نَقُولَ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ (40)

{إِنَّما قَوْلُنا لِشَيْءٍ} : إنما: كافة ومكفوفة. قول: مبتدأ مرفوع بالضمة و «نا» ضمير متصل في محل جر بالاضافة. لشيء: جار ومجرور متعلق بالقول.

{إِذا أَرَدْناهُ} : إذا: ظرف لما يستقبل من الزمن خافض لشرطه منصوب بجوابه وهو أداة شرط غير جازم. أردنا: فعل ماض مبني على السكون لاتصاله بنا. و «نا» ضمير متصل في محل رفع فاعل والهاء ضمير متصل في محل نصب مفعول به وجملة «أردناه» في محل جر بالاضافة. وجواب الشرط محذوف يفسره السياق. التقدير: اذا أردنا وجود شيء فليس إلاّ أن نقول:

أحدث فهو يحدث عقب ذلك لا يتوقف.

ص: 148

{أَنْ نَقُولَ لَهُ} : أن: حرف مصدري ناصب. نقول: فعل مضارع منصوب بأن وعلامة نصبه الفتحة والفاعل ضمير مستتر فيه وجوبا تقديره نحن و «أن» وما بعدها بتأويل مصدر في محل رفع خبر المبتدأ-قولنا-وجملة «نقول» صلة «أن» المصدرية لا محل لها من الاعراب. له: جار ومجرور متعلق بنقول.

{كُنْ} : فعل أمر تام مبني على السكون وحذفت واوه لالتقاء الساكنين والفاعل ضمير مستتر فيه وجوبا تقديره أنت بمعنى: احدث.

{فَيَكُونُ} : الفاء: استئنافية تقطع المعنى السابق وتبتدئ بغيره أي فهو يكون عندئذ أو حينئذ بمعنى فيحصل وهو فعل مضارع تام مرفوع بالضمة والفاعل ضمير مستتر فيه جوازا تقديره هو والجملة في محل رفع خبر «هو» .

[سورة النحل (16): آية 41] وَالَّذِينَ هاجَرُوا فِي اللهِ مِنْ بَعْدِ ما ظُلِمُوا لَنُبَوِّئَنَّهُمْ فِي الدُّنْيا حَسَنَةً وَلَأَجْرُ الْآخِرَةِ أَكْبَرُ لَوْ كانُوا يَعْلَمُونَ (41)

{وَالَّذِينَ هاجَرُوا} : الواو: استئنافية. الذين: اسم موصول مبني على الفتح في محل رفع مبتدأ. هاجروا: فعل ماض مبني على الضم لاتصاله بواو الجماعة. الواو: ضمير متصل في محل رفع فاعل والألف فارقة. والجملة صلة الموصول لا محل لها.

{فِي اللهِ مِنْ بَعْدِ ما} : جار ومجرور متعلق بمفعول له أي في مرضاة الله أو في حقه ولوجهه. من بعد: جار ومجرور متعلق بهاجروا. ما: مصدرية.

{ظُلِمُوا} : فعل ماض مبني للمجهول مبني على الضم لاتصاله بواو الجماعة.

الواو ضمير متصل في محل رفع نائب فاعل والألف فارقة. أي من بعد ما ظلمهم المشركون. و «ما» وما تلاها: بتأويل مصدر في محل جر بالاضافة.

وجملة «ظلموا» صلة «ما» لا محل لها.

{لَنُبَوِّئَنَّهُمْ فِي الدُّنْيا حَسَنَةً} : اللام للتوكيد. نبوئن: أي «ننزلن» فعل مضارع مبني على الفتح لاتصاله بنون التوكيد الثقيلة التي لا محل لها والفاعل

ص: 149

ضمير مستتر فيه وجوبا تقديره نحن. و «هم» ضمير الغائبين في محل نصب مفعول به. في الدنيا: جار ومجرور متعلق بنبوأ وعلامة جر الاسم:

الكسرة المقدرة على الألف للتعذر. حسنة: صفة للمصدر منصوبة بالفتحة أي لنبوئنهم تبوئة حسنة. أو مباءة حسنة. والجملة {لَنُبَوِّئَنَّهُمْ فِي الدُّنْيا حَسَنَةً»} في محل رفع خبر المبتدأ «الذين» والمقصود بالمباءة أو المنزلة المدينة أو بلدة حسنة هي يثرب.

{وَلَأَجْرُ الْآخِرَةِ أَكْبَرُ} : الواو: استئنافية. اللام لام الابتداء للتوكيد.

أجر: مبتدأ مرفوع بالضمة. الآخرة: مضاف إليه مجرور وعلامة جره الكسرة. أكبر: خبر المبتدأ مرفوع بالضمة ولم ينون لأنه ممنوع من الصرف -التنوين-على وزن أفعل.

{لَوْ كانُوا يَعْلَمُونَ} : لو: حرف شرط غير جازم. كانوا: فعل ماض ناقص مبني على الضم لاتصاله بواو الجماعة. الواو ضمير متصل في محل رفع اسم «كان» والألف فارقة. يعلمون: فعل مضارع مرفوع بثبوت النون والواو ضمير متصل في محل رفع فاعل وجملة «يعلمون» في محل نصب خبر «كان» ولو كانوا يعلمون بمعنى: لو علموا أن الله يجمع لهم في أيديهم الدنيا والآخرة لرغبوا في دينهم. وجواب الشرط محذوف التقدير. لزادوا في اجتهادهم وصبرهم-اذا كان الضمير راجعا الى المهاجرين-أما في حالة رجوع الضمير الى الكفار فيكون الجواب: لرغبوا في دينهم. كما جاء في هذه السطور.

[سورة النحل (16): آية 42] الَّذِينَ صَبَرُوا وَعَلى رَبِّهِمْ يَتَوَكَّلُونَ (42)

{الَّذِينَ صَبَرُوا} : اسم موصول مبني على الفتح في محل رفع خبر لمبتدإ محذوف على المدح أي هم الذين صبروا أو أعني هم الذين صبروا وكلاهما مدح.

صبروا: صلة الموصول لا محل لها وهي فعل ماض مبني على الضم لاتصاله بواو الجماعة. الواو ضمير متصل في محل رفع فاعل والألف فارقة. ويجوز

ص: 150

أن تكون «الذين» في محل رفع بدلا من {الَّذِينَ هاجَرُوا»} الواردة في الآية الكريمة السابقة أو في محل نصب بدلا من الضمير «هم» في «نبوئنّهم» .

{وَعَلى رَبِّهِمْ يَتَوَكَّلُونَ} : الواو: استئنافية. على ربّ: جار ومجرور متعلق بيتوكلون و «هم» ضمير الغائبين في محل جر بالاضافة. يتوكلون:

فعل مضارع مرفوع بثبوت النون والواو ضمير متصل في محل رفع فاعل.

[سورة النحل (16): آية 43] وَما أَرْسَلْنا مِنْ قَبْلِكَ إِلاّ رِجالاً نُوحِي إِلَيْهِمْ فَسْئَلُوا أَهْلَ الذِّكْرِ إِنْ كُنْتُمْ لا تَعْلَمُونَ (43)

{وَما أَرْسَلْنا} : الواو: استئنافية. ما: نافية لا عمل لها. أرسل: فعل ماض مبني على السكون لاتصاله بنا. و «نا» ضمير متصل في محل رفع فاعل.

أي وما أرسلنا الى الأمم.

{مِنْ قَبْلِكَ إِلاّ رِجالاً} : جار ومجرور متعلق بأرسلنا والكاف في محل جر بالاضافة. إلاّ: أداة حصر لا عمل لها. رجالا: مفعول به منصوب بالفتحة أي رجالا لا ملائكة.

{نُوحِي إِلَيْهِمْ} : الجملة: في محل نصب صفة-نعت-لرجالا. نوحي:

فعل مضارع مرفوع بالضمة المقدرة على الياء للثقل والفاعل ضمير مستتر فيه وجوبا تقديره نحن. إليهم: جار ومجرور متعلق بنوحي.

{فَسْئَلُوا أَهْلَ الذِّكْرِ} : الفاء: واقعة في جواب شرط متقدم. اسألوا:

فعل أمر مبني على حذف النون لأن مضارعه من الأفعال الخمسة. الواو:

ضمير متصل في محل رفع فاعل والألف فارقة. أهل: مفعول به منصوب بالفتحة الظاهرة وهو مضاف. الذكر: مضاف إليه مجرور بالكسرة. أي فاسألوا أهل الكتب السماوية. أو العلماء والعارفين بالتواريخ.

{إِنْ كُنْتُمْ لا تَعْلَمُونَ} : إن: حرف شرط جازم. كنتم: فعل ماض ناقص مبني على السكون لاتصاله بضمير الرفع المتحرك فعل الشرط في محل جزم

ص: 151

بإن. والتاء ضمير متصل في محل رفع اسم «كان» والميم علامة جمع الذكور.

لا تعلمون: الجملة: في محل نصب خبر «كان» لا: نافية لا عمل لها.

تعلمون: فعل مضارع مرفوع بثبوت النون والواو ضمير متصل في محل رفع فاعل وحذف المفعول اختصارا لأنه معلوم. أي لا تعلمون ذلك. وجواب الشرط محذوف لتقدم معناه التقدير: إن كنتم لا تعلمون ذلك فاسألوا أهل الذكر.

[سورة النحل (16): آية 44] بِالْبَيِّناتِ وَالزُّبُرِ وَأَنْزَلْنا إِلَيْكَ الذِّكْرَ لِتُبَيِّنَ لِلنّاسِ ما نُزِّلَ إِلَيْهِمْ وَلَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرُونَ (44)

{بِالْبَيِّناتِ} : جار ومجرور متعلق بما أرسلنا داخلا تحت حكم الاستثناء مع رجالا: أي وما أرسلنا إلاّ رجالا بالبينات. أو متعلق بصفة لرجالا. أي رجالا متلبسين بالبينات. ويجوز أن يتعلق بمضمر تقديره أرسلنا بالبينات على تقدير سائل: بم أرسلوا؟ فالجواب بالبينات. ويجوز أن يتعلق بنوحي. أي نوحي اليهم بالبينات. والبينات. بمعنى: الآيات الواضحات.

{وَالزُّبُرِ وَأَنْزَلْنا إِلَيْكَ الذِّكْرَ} : معطوفة بالواو على «البينات» مجرورة مثلها ومعناها: الكتب. الواو: عاطفة. أنزل: فعل ماض مبني على السكون لاتصاله بنا. و «نا» ضمير متصل في محل رفع فاعل. اليك: جار ومجرور متعلق بأنزلنا. الذكر: مفعول به منصوب بالفتحة. والذكر: أي القرآن.

{لِتُبَيِّنَ لِلنّاسِ} : اللام: حرف جر للتعليل. تبين: فعل مضارع منصوب بأن مضمرة بعد اللام وعلامة نصبه الفتحة والفاعل ضمير مستتر وجوبا تقديره أنت. وأن وما بعدها بتأويل مصدر في محل جر باللام والجار والمجرور متعلق بأرسلنا. وجملة «تبين» صلة «أن» المضمرة لا محل لها.

{ما نُزِّلَ إِلَيْهِمْ} : ما: اسم موصول مبني على السكون في محل نصب مفعول به. نزل: فعل ماض مبني للمجهول مبني على الفتح ونائب الفاعل ضمير مستتر فيه جوازا تقديره هو. اليهم: جار ومجرور متعلق بنزل وجملة «نزل»

ص: 152

صلة الموصول لا محل لها من الاعراب بمعنى: ما نزل اليهم من الفرائض وغيرها.

{وَلَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرُونَ} : الواو للتعليل أو على ارادة اصغائهم للتنبيهات فيتأملوا أو استئنافية. لعل: حرف مشبه بالفعل و «هم» ضمير الغائبين في محل نصب اسم «لعلّ» .يتفكرون: فعل مضارع مرفوع بثبوت النون والواو ضمير متصل في محل رفع فاعل. وجملة «يتفكرون» في محل رفع خبر «لعل» .

[سورة النحل (16): آية 45] أَفَأَمِنَ الَّذِينَ مَكَرُوا السَّيِّئاتِ أَنْ يَخْسِفَ اللهُ بِهِمُ الْأَرْضَ أَوْ يَأْتِيَهُمُ الْعَذابُ مِنْ حَيْثُ لا يَشْعُرُونَ (45)

{أَفَأَمِنَ الَّذِينَ} : الهمزة: حرف استفهام لا محل لها. الفاء: زائدة-تزيينية- أمن: فعل ماض مبني على الفتح. الذين: اسم موصول مبني على الفتح في محل رفع فاعل. والجملة بعده: صلة الموصول لا محل لها.

{مَكَرُوا السَّيِّئاتِ} : فعل ماض مبني على الضم لاتصاله بواو الجماعة. الواو ضمير متصل في محل رفع فاعل والألف فارقة. السيئات: مفعول به منصوب بالكسرة بدلا من الفتحة لأنه ملحق بجمع المؤنث السالم. بمعنى:

دبروا المكرات السيئات لرسول الله.

{أَنْ يَخْسِفَ اللهُ بِهِمُ الْأَرْضَ} : أن: حرف مصدري ناصب. يخسف:

فعل مضارع منصوب بأن وعلامة نصبه الفتحة. الله لفظ الجلالة: فاعل مرفوع للتعظيم بالضمة. بهم: جار ومجرور. الأرض: مفعول به منصوب بالفتحة. و «أن» وما بعدها بتأويل مصدر في محل نصب مفعول به للفعل «أمن» وجملة «يخسف وما بعدها» صلة «أن» المصدرية لا محل لها.

بمعنى: يقلب عاليها سافلها و «بهم» متعلق بيخسف.

ص: 153

{أَوْ يَأْتِيَهُمُ الْعَذابُ} : أو: حرف عطف للتخيير. يأتي العذاب: معطوفة بالواو على {يَخْسِفَ اللهُ»} وتعرب إعرابها. و «هم» ضمير الغائبين على السكون في محل نصب مفعول به مقدم وحرك آخره بالضم للاشباع. بمعنى: أو يأتيهم العذاب بغتة.

{مِنْ حَيْثُ لا يَشْعُرُونَ} : من: حرف جر. حيث: اسم مبني على الضم في محل جر بمن. لا: نافية لا عمل لها. يشعرون: فعل مضارع مرفوع بثبوت النون والواو ضمير متصل في محل رفع فاعل. وجملة {لا يَشْعُرُونَ»} في محل جر بالاضافة لوقوعها بعد حيث.

[سورة النحل (16): آية 46] أَوْ يَأْخُذَهُمْ فِي تَقَلُّبِهِمْ فَما هُمْ بِمُعْجِزِينَ (46)

{أَوْ يَأْخُذَهُمْ} : أو: حرف عطف للتخيير. يأخذ: معطوفة على {يَخْسِفَ اللهُ»} وتعرب إعرابها. والفاعل ضمير مستتر فيه جوازا تقديره هو. يعود على الله سبحانه. و «هم» ضمير الغائبين مبني على السكون في محل نصب مفعول به.

{فِي تَقَلُّبِهِمْ} : جار ومجرور متعلق بحال التقدير: أو يأخذهم في أسفارهم.

أي متقلبين في أسفارهم. أو متقلبين في اسباب دنياهم و «هم» ضمير الغائبين في محل جر بالاضافة.

{فَما هُمْ بِمُعْجِزِينَ} : الفاء: استئنافية. ما: نافية تعمل عمل «ليس» عند الحجازيين ولا عمل لها عند بني تميم. هم: ضمير رفع منفصل مبني على السكون في محل رفع اسم «ليس» أو مبتدأ. الباء: حرف جر زائد.

معجزين: اسم مجرور لفظا منصوب محلا على أنه خبر «ما» أو مرفوع محلا على أنه خبر «هم» وعلامة جر الاسم لفظا الياء لأنه جمع مذكر سالم والنون عوض من التنوين والحركة في المفرد.

ص: 154

[سورة النحل (16): آية 47] أَوْ يَأْخُذَهُمْ عَلى تَخَوُّفٍ فَإِنَّ رَبَّكُمْ لَرَؤُفٌ رَحِيمٌ (47)

{أَوْ يَأْخُذَهُمْ عَلى تَخَوُّفٍ} : تعرب إعراب {أَوْ يَأْخُذَهُمْ فِي تَقَلُّبِهِمْ»} الواردة في الآية الكريمة السابقة أي متخوفين بمعنى: أو يدهمهم وهم متخوفون منه ولكنه لم يفعل. أو على خوف ووجل من العذاب.

{فَإِنَّ رَبَّكُمْ} : الفاء: استئنافية. انّ: حرف نصب وتوكيد مشبه بالفعل.

ربّ: اسم «إنّ» منصوب للتعظيم بالفتحة. الكاف ضمير متصل مبني على الضم في محل جر بالاضافة. والميم علامة جمع الذكور.

{لَرَؤُفٌ رَحِيمٌ} : اللام: لام الابتداء-المزحلقة-للتوكيد. رءوف: خبر «إنّ» مرفوع بالضمة. رحيم: صفة-نعت-لرءوف أو خبر ثان لأنّ مرفوع بالضمة.

[سورة النحل (16): آية 48] أَوَلَمْ يَرَوْا إِلى ما خَلَقَ اللهُ مِنْ شَيْءٍ يَتَفَيَّؤُا ظِلالُهُ عَنِ الْيَمِينِ وَالشَّمائِلِ سُجَّداً لِلّهِ وَهُمْ داخِرُونَ (48)

{أَوَلَمْ يَرَوْا} : الهمزة همزة تقرير بلفظ استفهام. الواو استئنافية. لم: حرف نفي وجزم وقلب. يروا: فعل مضارع مجزوم بلم وعلامة جزمه حذف النون. الواو: ضمير متصل في محل رفع فاعل الألف فارقة وعدي الفعل بحرف جر لأن معناه ينظروا.

{إِلى ما خَلَقَ اللهُ مِنْ شَيْءٍ} : جار ومجرور متعلق بيروا. ما: اسم موصول مبني على السكون في محل جر بإلى. خلق: فعل ماض مبني على الفتح. الله لفظ الجلالة: فاعل مرفوع للتعظيم بالضمة. وجملة {خَلَقَ اللهُ»} صلة «ما» وهو مبهم بيانه. من شيء: جار ومجرور متعلق بحال محذوفة من «ما» بمعنى ألم ينظروا ويجوز أن تكون «من» زائدة و «شيء» مجرورة لفظا منصوبة محلا.

ص: 155

{يَتَفَيَّؤُا ظِلالُهُ عَنِ الْيَمِينِ وَالشَّمائِلِ} : الجملة في محل جر صفة لشيء وهي فعل مضارع مرفوع بالضمة وكتب بواو قبل الهمزة على لفظ من يفخم الألف قبل الهمزة فيمليها إلى واو. ظلاله: فاعل مرفوع بالضمة والهاء ضمير متصل في محل جر بالاضافة أي تتقلب ظلاله. عن اليمين: جار ومجرور. والشمائل: معطوفة بالواو على «اليمين» مجرورة مثلها. أي منقلبة عن ايمانها وشمائلها واللفظ مفرد بمعنى جمع. والشمائل: جمع شمال.

و{عَنِ الْيَمِينِ»} متعلق بيتفيأ.

{سُجَّداً لِلّهِ} : حال من الظلال منصوب بالفتحة. لله: جار ومجرور للتعظيم متعلق بسجدا بمعنى ساجدين لله أي منقادين.

{وَهُمْ داخِرُونَ} : الواو حالية والجملة الاسمية بعده: في محل نصب حال من الضمير في «ظلاله» لأنه في معنى الجمع. هم: ضمير رفع منفصل مبني على السكون في محل رفع مبتدأ. داخرون: أي صاغرون: خبر «هم» مرفوع بالواو لأنه جمع مذكر سالم. وقد جمع بالواو لأن الدخور من أوصاف العقلاء. والنون عوض من تنوين المفرد.

[سورة النحل (16): آية 49] وَلِلّهِ يَسْجُدُ ما فِي السَّماااتِ وَما فِي الْأَرْضِ مِنْ دابَّةٍ وَالْمَلائِكَةُ وَهُمْ لا يَسْتَكْبِرُونَ (49)

{وَلِلّهِ يَسْجُدُ ما فِي السَّماااتِ} : الواو: استئنافية. لله: جار ومجرور للتعظيم. يسجد: فعل مضارع مرفوع بالضمة. ما: اسم موصول مبني على السكون في محل رفع فاعل. في السموات: جار ومجرور متعلق بفعل محذوف وجوبا تقديره استقر. وجملة استقر في السموات أو ما هو مستقر في السموات» صلة الموصول لا محل لها. أي ينقاد ذليلا له سبحانه.

{وَما فِي الْأَرْضِ} : معطوفة بالواو على {ما فِي السَّماااتِ»} وتعرب إعرابها.

{مِنْ دابَّةٍ وَالْمَلائِكَةُ} : أي من كل حيّ يدبّ على الأرض وهو يعم الانسان

ص: 156

وكذلك الملائكة. من دابة: جار ومجرور. والدبيب هو الحركة الجسمانية.

والملائكة: معطوفة بالواو على «ما» مرفوعة مثلها وعلامة رفعها: الضمة.

والجار والمجرور. من دابة: يجوز أن يكون بيانا لما في السموات وما في الأرض جميعا على أنّ في السموات خلقا لله يدبون فيها كما يدب الأناسي في الأرض. ويجوز أن يكون بيانا لما في الأرض وحده وكرر ذكرهم على معنى:

والملائكة خصوصا من بين الساجدين لأنهم أطوع الخلق وأعبدهم.

{وَهُمْ لا يَسْتَكْبِرُونَ} : الواو: حالية. هم: ضمير رفع منفصل مبني على السكون في محل رفع مبتدأ. لا: نافية لا عمل لها. يستكبرون: فعل مضارع مرفوع بثبوت النون والواو ضمير متصل في محل رفع فاعل والجملة في محل رفع خبر «هم» والجملة الاسمية في محل نصب حال.

[سورة النحل (16): آية 50] يَخافُونَ رَبَّهُمْ مِنْ فَوْقِهِمْ وَيَفْعَلُونَ ما يُؤْمَرُونَ (50)

{يَخافُونَ رَبَّهُمْ} : فعل مضارع مرفوع بثبوت النون والواو ضمير متصل في محل رفع فاعل. ربّ: مفعول به منصوب للتعظيم بالفتحة و «هم» ضمير الغائبين في محل جر بالاضافة. وجملة «يخافون» بيان لنفي الاستكبار ويجوز أن تكون في محل نصب حالا من الضمير في لا يستكبرون أي لا يستكبرون خائفين. والوجه الأول أصوب.

{مِنْ فَوْقِهِمْ} : بمعنى: وهو فوقهم بالقهر. من فوق: جار ومجرور متعلق بحال من «ربهم» أي يخافون ربهم عاليا لهم قاهرا كقوله {وَإِنّا فَوْقَهُمْ قاهِرُونَ»} و «هم» ضمير الغائبين في محل جر بالاضافة.

{وَيَفْعَلُونَ ما يُؤْمَرُونَ} : ويفعلون: معطوفة بالواو على «يخافون» وتعرب إعرابها. ما: اسم موصول مبني على السكون في محل نصب مفعول به.

يؤمرون: فعل مضارع مبني للمجهول مرفوع بثبوت النون والواو ضمير متصل في محل رفع نائب فاعل. وجملة «يؤمرون» صلة الموصول لا محل لها من الاعراب. والعائد جار ومجرور. التقدير ما يؤمرون به.

ص: 157

[سورة النحل (16): آية 51] وَقالَ اللهُ لا تَتَّخِذُوا إِلهَيْنِ اِثْنَيْنِ إِنَّما هُوَ إِلهٌ ااحِدٌ فَإِيّايَ فَارْهَبُونِ (51)

{وَقالَ اللهُ} : الواو: استئنافية. قال: فعل ماض مبني على الفتح. الله لفظ الجلالة: فاعل مرفوع للتعظيم بالضمة والجملة بعده: في محل نصب مفعول به. لقال.

{لا تَتَّخِذُوا} : لا: ناهية جازمة. تتخذوا: أي لا تعبدوا وهي فعل مضارع مجزوم بلا وعلامة جزمه: حذف النون والواو ضمير متصل في محل رفع فاعل والألف فارقة.

{إِلهَيْنِ اثْنَيْنِ} : مفعول به منصوب بالياء لأنه مثنى والنون عوض من تنوين المفرد. اثنين: توكيد لإلهين منصوب مثله بالياء لأنه مثنى.

{إِنَّما هُوَ إِلهٌ ااحِدٌ} : إنما: كافة ومكفوفة. هو: ضمير رفع منفصل مبني على الفتح في محل رفع مبتدأ. إله: خبر «هو» مرفوع بالضمة.

واحد: توكيد لإله مرفوع مثله بالضمة وهو توكيد لتثبيت الوحدانية.

{فَإِيّايَ} : الفاء: استئنافية. إيّا: ضمير نصب منفصل مبني على السكون في محل نصب مفعول به بفعل مضمر يفسره ما بعده أي ارهبوا إيّاي أي ارهبوني والياء حرف للمتكلم سبحانه وقيل ان الكلمة بأكلمها «إيّاي» في محل نصب مفعول به وفي هذا القول الكريم انتقل سبحانه بالكلام من الغيبة إلى المتكلم وهو أبلغ في الترهيب من فايّاه فارهبوه.

{فَارْهَبُونِ} : الفاء: استئنافية. ارهبون: فعل أمر مبني على حذف النون لأن مضارعه من الأفعال الخمسة. الواو ضمير متصل في محل رفع فاعل. النون للوقاية والكسرة دالة على الياء المحذوفة اختصارا أو لأنها رأس آية وهي ضمير متصل في محل نصب مفعول به. أي فخافوني.

ص: 158

[سورة النحل (16): آية 52] وَلَهُ ما فِي السَّماااتِ وَالْأَرْضِ وَلَهُ الدِّينُ ااصِباً أَفَغَيْرَ اللهِ تَتَّقُونَ (52)

{وَلَهُ ما فِي السَّماااتِ وَالْأَرْضِ} : الواو عاطفة. له: جار ومجرور متعلق بخبر مقدم. ما: اسم موصول مبني على السكون في محل رفع مبتدأ مؤخر. في السموات: جار ومجرور متعلق بفعل محذوف وجوبا تقديره استقر. وجملة «استقر في السماوات والأرض» صلة الموصول لا محل لها.

والأرض: معطوفة بالواو على «السموات» وتعرب مثلها.

{وَلَهُ الدِّينُ ااصِباً} : الواو عاطفة. له: جار ومجرور متعلق بخبر مقدم.

الدين: مبتدأ مؤخر مرفوع بالضمة. واصبا: حال منصوب بالفتحة عمل فيه الظرف. ويجوز أن يكون من الوصب: أي وله الدين. ذا كلفة ومشقة بمعنى: وله الطاعة دائما.

{أَفَغَيْرَ اللهِ تَتَّقُونَ} : الهمزة همزة توبيخ بلفظ استفهام. غير: مفعول به منصوب بالفتحة لفعل مضمر يفسره المذكور بعده أي أتتقون غير الله والفاء:

زائدة-تزيينية-.الله لفظ الجلالة: مضاف اليه مجرور للتعظيم بالكسرة.

تتقون: أي تخافون: وهي فعل مضارع مرفوع بثبوت النون والواو ضمير متصل في محل رفع فاعل.

[سورة النحل (16): آية 53] وَما بِكُمْ مِنْ نِعْمَةٍ فَمِنَ اللهِ ثُمَّ إِذا مَسَّكُمُ الضُّرُّ فَإِلَيْهِ تَجْئَرُونَ (53)

{وَما بِكُمْ مِنْ نِعْمَةٍ} : الواو: استئنافية. ما: اسم شرط جازم «بمعنى أيّ شيء» مبني على السكون في محل رفع مبتدأ. بكم: جار ومجرور متعلق بفعل الشرط المحذوف بمعنى وأي شيء حل بكم. من نعمة: جار ومجرور متعلق بحال محذوفة من «ما» .

{فَمِنَ اللهِ} : الفاء: واقعة في جواب الشرط وما بعده: أي هو من الله جواب شرط جازم مقترن بالفاء في محل جزم والجملة من فعل الشرط المقدر وجوابه -جزائه-في محل رفع خبر «ما» .من الله: جار ومجرور للتعظيم في محل رفع خبر مقدم لمبتدإ محذوف تقديره: هو. ويجوز أن تكون «ما» في محل جر اسما

ص: 159

موصولا مجرورا بحرف جر مقدر أي «مما بكم من نعمة» والفاء في {فَمِنَ اللهِ»} استئنافية وشبه الجملة. بكم «جارا ومجرورا متعلقا بفعل محذوف تقديره استقر. وجملة «استقر بكم» صلة الموصول.

{ثُمَّ إِذا مَسَّكُمُ الضُّرُّ} : ثم: حرف عطف. اذا: ظرف لما يستقبل من الزمان خافض لشرطه منصوب بجوابه وهي أداة شرط غير جازمة. مسّكم:

أي لحقكم: فعل ماض مبني على الفتح والكاف ضمير متصل في محل نصب مفعول به مقدم والميم علامة جمع الذكور. الضرّ: فاعل مرفوع بالضمة.

وجملة {مَسَّكُمُ الضُّرُّ»} في محل جر بالاضافة لوقوعها بعد اذا.

{فَإِلَيْهِ تَجْئَرُونَ} : الجملة جواب شرط غير جازم لا محل لها الفاء واقعة في جواب الشرط.اليه: جار ومجرور متعلق بتجأرون. تجأرون: أي ترفعون أصواتكم مستغيثين. وهي فعل مضارع مرفوع بثبوت النون والواو ضمير متصل في محل رفع فاعل.

[سورة النحل (16): آية 54] ثُمَّ إِذا كَشَفَ الضُّرَّ عَنْكُمْ إِذا فَرِيقٌ مِنْكُمْ بِرَبِّهِمْ يُشْرِكُونَ (54)

{ثُمَّ إِذا كَشَفَ الضُّرَّ عَنْكُمْ} : أعربت في الآية الكريمة السابقة. وفاعل «كشف» ضمير مستتر فيه جوازا تقديره هو أي الله سبحانه و «الضر» مفعول به منصوب بالفتحة. عنكم: جار ومجرور متعلق بكشف والميم علامة جمع الذكور.

{إِذا فَرِيقٌ مِنْكُمْ بِرَبِّهِمْ يُشْرِكُونَ} : اذا: فجائية-حرف فجاءة-لا عمل لها. والجملة بعده: جواب شرط غير جازم لا محل لها من الاعراب.

فريق: مبتدأ مرفوع بالضمة. منكم: جار ومجرور متعلق بصفة محذوفة من «فريق» و «من» للبيان لا للتبعيض بمعنى: فاذا فريق كافر وهم أنتم.

برب: جار ومجرور للتعظيم متعلق بيشركون. و «هم» ضمير الغائبين في محل جر بالاضافة. يشركون: فعل مضارع مرفوع بثبوت النون والواو ضمير متصل في محل رفع فاعل والجملة: في محل رفع خبر فريق.

ص: 160

[سورة النحل (16): آية 55] لِيَكْفُرُوا بِما آتَيْناهُمْ فَتَمَتَّعُوا فَسَوْفَ تَعْلَمُونَ (55)

{لِيَكْفُرُوا} : أي فليجحدوا. اللام لام الأمر. يكفروا: فعل مضارع مجزوم باللام وعلامة جزمه حذف النون. الواو ضمير متصل في محل رفع فاعل والألف فارقة.

{بِما آتَيْناهُمْ} : الباء حرف جر. ما: اسم: موصول مبني على السكون في محل جر بالباء. آتيناهم صلة الموصول لا محل لها. آتى: فعل ماض مبني على السكون لاتصاله بنا. و «نا» ضمير متصل في محل رفع فاعل و «هم» ضمير الغائبين في محل نصب مفعول به أي بما آتيناهم من نعم أو من نعمة الكشف عنهم «وبما» متعلق بيكفروا.

{فَتَمَتَّعُوا فَسَوْفَ تَعْلَمُونَ} : القول فيه وعيد: الفاء: استئنافية.

تمتعوا: فعل أمر مبني على حذف النون لأن مضارعه من الأفعال الخمسة.

الواو: ضمير متصل في محل رفع فاعل والألف فارقة. الفاء: استئنافية.

سوف حرف تسويف-استقبال-.تعلمون: فعل مضارع مرفوع بثبوت النون والواو ضمير متصل في محل رفع فاعل. أي فسوف تعلمون ضلالكم أو تعلمون أنكم كنتم ضالين وحذف المفعول لأنه معلوم.

[سورة النحل (16): آية 56] وَيَجْعَلُونَ لِما لا يَعْلَمُونَ نَصِيباً مِمّا رَزَقْناهُمْ تَاللهِ لَتُسْئَلُنَّ عَمّا كُنْتُمْ تَفْتَرُونَ (56)

{وَيَجْعَلُونَ لِما} : الواو: استئنافية. يجعلون: فعل مضارع مرفوع بثبوت النون والواو ضمير متصل في محل رفع فاعل. اللام: حرف جر و «ما» اسم موصول مبني على السكون في محل جر باللام والجملة بعده: صلة الموصول لا محل لها و «لما» متعلق بيجعلون.

{لا يَعْلَمُونَ نَصِيباً مِمّا} : أي لالهتهم التي لا تعلم شيئا لأنها جمادات لا تشعر. لا: نافية لا عمل لها. يعلمون: تعرب اعراب «يجعلون» .

ص: 161

نصيبا: مفعول به منصوب بالفتحة. مما: جار ومجرور متعلق بصفة محذوفة من «نصيبا» .وما: اسم موصول مبني على السكون في محل جر بمن.

وأصله: من ما فأدغمت النون بما فحصل التشديد.

{رَزَقْناهُمْ} : صلة الموصول لا محل لها وهي فعل ماض مبني على السكون لاتصاله بنا. و «نا» ضمير متصل في محل رفع فاعل. و «هم» ضمير الغائبين مبني على السكون في محل نصب مفعول به. أي مما رزقناهم من النعم.

{تَاللهِ لَتُسْئَلُنَّ عَمّا} : التاء: حرف جر للقسم. الله لفظ الجلالة: اسم مقسم به مجرور للتعظيم بتاء القسم وعلامة الجر الكسرة والجار والمجرور متعلق بفعل «أقسم» المحذوف. اللام واقعة بجواب القسم والجملة بعدها:

جواب القسم لا محل لها. تسألن: فعل مضارع مبني للمجهول مبني على حذف النون لأنه من الأفعال الخمسة. وسبب بنائه على حذف النون اتصاله بنون التوكيد الثقيلة وواو الجماعة المحذوفة لالتقائها ساكنة مع نون التوكيد الثقيلة في محل رفع نائب فاعل والنون لا محل لها. عما: تعرب اعراب «ممّا» وهي متعلقة بتسألون.

{كُنْتُمْ تَفْتَرُونَ} : فعل ماض ناقص مبني على السكون لاتصاله بضمير الرفع المتحرك. التاء ضمير متصل مبني على الضم في محل رفع اسم «كان» والميم علامة جمع الذكور. تفترون: تعرب إعراب «يجعلون» وجملة «تفترون» في محل نصب خبر «كان» بمعنى: عما كنتم تفترون من أنها آلهة حقيقية. أي تأفكون في زعمكم أنها أهل للتقرب. والجملة الفعلية {كُنْتُمْ تَفْتَرُونَ»} صلة الموصول لا محل لها من الاعراب.

[سورة النحل (16): آية 57] وَيَجْعَلُونَ لِلّهِ الْبَناتِ سُبْحانَهُ وَلَهُمْ ما يَشْتَهُونَ (57)

{وَيَجْعَلُونَ لِلّهِ الْبَناتِ} : بمعنى: ويزعمون أن الملائكة بنات الله. الواو عاطفة. يجعلون: فعل مضارع مرفوع بثبوت النون والواو ضمير متصل في محل رفع فاعل. لله: جار ومجرور للتعظيم متعلق بيجعلون. البنات:

مفعول به منصوب بالكسرة بدلا من الفتحة لأنه جمع مؤنث سالم.

ص: 162

{سُبْحانَهُ} : مفعول مطلق لفعل محذوف تقديره «أسبح» وهو مضاف والهاء ضمير متصل في محل جر بالاضافة. أي تنزيه لذاته من نسبة الولد اليه أو تعجب من قولهم.

{وَلَهُمْ ما يَشْتَهُونَ} : جملة استئنافية. الواو: حرف استئناف. لهم: جار ومجرور متعلق بخبر مقدم. ما: اسم موصول مبني على السكون في محل رفع مبتدأ مؤخر. يشتهون: صلة الموصول لا محل لها تعرب إعراب «يجعلون» والعائد الى الموصول ضمير في محل نصب على أنه مفعول به.

التقدير: ما يشتهونه من البنين أو الشيء الذي يشتهونه.

[سورة النحل (16): آية 58] وَإِذا بُشِّرَ أَحَدُهُمْ بِالْأُنْثى ظَلَّ وَجْهُهُ مُسْوَدًّا وَهُوَ كَظِيمٌ (58)

{وَإِذا بُشِّرَ أَحَدُهُمْ بِالْأُنْثى} : الواو: استئنافية. اذا: ظرف لما يستقبل من الزمان خافض لشرطه منصوب بجوابه وهو أداة شرط غير جازم والجملة الفعلية بعده: في محل جر بالاضافة لوقوعها بعد الظرف-اذا. بشر: فعل ماض مبني للمجهول مبني على الفتح. أحد: نائب فاعل مرفوع بالضمة و «هم» ضمير الغائبين في محل جر بالاضافة. بالأنثى: جار ومجرور متعلق ببشر وعلامة جر الاسم الكسرة المقدرة على الألف للتعذر.

{ظَلَّ وَجْهُهُ مُسْوَدًّا} : الجملة: جواب شرط غير جازم لا محل لها. ظلّ:

بمعنى صار وهو فعل ماض ناقص مبني على الفتح من أخوات-كان- وجهه: اسم «ظلّ» مرفوع بالضمة والهاء ضمير متصل في محل جر بالاضافة. مسودا: خبر «ظلّ» منصوب بالفتحة. والفعل ظل يدل على الحدث والزمان.

{وَهُوَ كَظِيمٌ} : الواو: حالية والجملة الاسمية بعده: في محل نصب حال.

هو: ضمير رفع منفصل مبني على الفتح في محل رفع مبتدأ و «كظيم» خبر «هو» مرفوع بالضمة بمعنى: ممسك غيظه في نفسه.

ص: 163

[سورة النحل (16): آية 59] يَتَاارى مِنَ الْقَوْمِ مِنْ سُوءِ ما بُشِّرَ بِهِ أَيُمْسِكُهُ عَلى هُونٍ أَمْ يَدُسُّهُ فِي التُّرابِ أَلا ساءَ ما يَحْكُمُونَ (59)

{يَتَاارى مِنَ الْقَوْمِ} : الجملة: في محل نصب حال. يتوارى أي يستخفي:

فعل مضارع مرفوع بالضمة المقدرة على الألف للتعذر والفاعل ضمير مستتر فيه جوازا تقديره هو. من القوم: جار ومجرور متعلق بيتوارى.

{مِنْ سُوءِ ما بُشِّرَ بِهِ} : أي من شناعة ما أخبر به أو من أجل سوء المبشر به. من سوء: جار ومجرور متعلق بيتوارى. ما: اسم موصول مبني على السكون في محل جر بالاضافة. بشر: فعل ماض مبني للمجهول مبني على الفتح ونائب الفاعل ضمير مستتر فيه جوازا تقديره هو. به: جار ومجرور متعلق ببشر وجملة {بُشِّرَ بِهِ»} صلة الموصول لا محل لها.

{أَيُمْسِكُهُ عَلى هُونٍ} : أي ويحدث نفسه وينظر أيمسك أو أيستبقيه- أيستبقيها-على ذل وهوان. الهمزة: حرف استفهام لا محل لها. يمسكه:

فعل مضارع مرفوع بالضمة والفاعل ضمير مستتر فيه جوازا تقديره. هو والهاء: ضمير متصل مبني على الضم في محل نصب مفعول به. على هون:

جار ومجرور متعلق بحال من ضمير يمسك.

{أَمْ يَدُسُّهُ فِي التُّرابِ} : معطوفة بأم على {أَيُمْسِكُهُ عَلى هُونٍ»} وتعرب إعرابها. أي: أم يئده-يئدها-وأم: متصلة.

{أَلا ساءَ ما يَحْكُمُونَ} : فيها معنى التعجب بمعنى فما أسوأ ما يحكمون أو ما أسوأ حكمهم. ألا: حرف استفتاح وتنبيه. ساء: فعل ماض مبني على الفتح لانشاء الذم لأنه يعني «بئس» .ما: نكرة بمعنى «شيء» في محل نصب تمييز لفاعل «ساء» المستتر. ويجوز أن تعرب «ما» اسما موصولا مبنيا على السكون في محل رفع فاعل. يحكمون: فعل مضارع مرفوع بثبوت النون والواو ضمير متصل في محل رفع فاعل. وجملة «يحكمون» صلة «ما» لا

ص: 164

محل لها والعائد ضمير منصوب أو في محل نصب لأنه مفعول به. التقدير:

ما يحكمونه والمخصوص بالذم محذوف يدل عليه ما تقدم. وقد ذكّر الضمير في «يدسه» لاعادته على «ما» .

[سورة النحل (16): آية 60] لِلَّذِينَ لا يُؤْمِنُونَ بِالْآخِرَةِ مَثَلُ السَّوْءِ وَلِلّهِ الْمَثَلُ الْأَعْلى وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ (60)

{لِلَّذِينَ} : اللام: حرف جر. الذين: اسم موصول مبني على الفتح في محل جر باللام والجار والمجرور متعلق بخبر مقدم والجملة بعده: صلة الموصول لا محل لها.

{لا يُؤْمِنُونَ بِالْآخِرَةِ} : لا: نافية لا عمل لها. يؤمنون: فعل مضارع مرفوع بثبوت النون والواو ضمير متصل في محل رفع فاعل. بالآخرة: جار ومجرور متعلق بيؤمنون.

{مَثَلُ السَّوْءِ} : أي صفة السوء وهي الحاجة الى الأولاد الذكور وكراهة الاناث وو أدهم خشية الفاقة. مثل: مبتدأ مؤخر مرفوع بالضمة. السوء:

مضاف اليه مجرور بالكسرة.

{وَلِلّهِ الْمَثَلُ الْأَعْلى} : أي وهو الغني عن العالمين وله سبحانه الكمال المطلق.

لله: جار ومجرور للتعظيم متعلق بخبر مقدم. المثل: مبتدأ مؤخر مرفوع بالضمة. الأعلى: صفة-نعت-للمثل مرفوعة بالضمة المقدرة على الألف للتعذر.

{وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ} : الواو عاطفة. هو: ضمير رفع منفصل مبني على الفتح في محل رفع مبتدأ. العزيز الحكيم: خبران بالتتابع للمبتدإ «هو» مرفوعان بالضمة. ويجوز أن يكون «الحكيم» صفة للعزيز مرفوعا مثله بالضمة.

ص: 165

[سورة النحل (16): آية 61] وَلَوْ يُؤاخِذُ اللهُ النّاسَ بِظُلْمِهِمْ ما تَرَكَ عَلَيْها مِنْ دَابَّةٍ وَلكِنْ يُؤَخِّرُهُمْ إِلى أَجَلٍ مُسَمًّى فَإِذا جاءَ أَجَلُهُمْ لا يَسْتَأْخِرُونَ ساعَةً وَلا يَسْتَقْدِمُونَ (61)

{وَلَوْ يُؤاخِذُ اللهُ} : الواو: استئنافية. لو: حرف شرط غير جازم. يؤاخذ:

فعل مضارع مرفوع بالضمة. الله: فاعل مرفوع للتعظيم بالضمة.

{النّاسَ بِظُلْمِهِمْ} : مفعول به منصوب بالفتحة. بظلم: جار ومجرور متعلق بيؤاخذ و «هم» ضمير الغائبين في محل جر بالاضافة أي بعقوبة ظلمهم.

{ما تَرَكَ عَلَيْها مِنْ دَابَّةٍ} : الجملة: جواب شرط غير جازم لا محل لها.

ما: نافية لا عمل لها. ترك: فعل ماض مبني على الفتح والفاعل ضمير مستتر فيه جوازا تقديره هو. عليها: جار ومجرور في محل نصب حال لأنه متعلق بصفة من «دابة» قدم عليها. من: حرف جر زائد للتوكيد. دابة:

اسم مجرور لفظا منصوب محلا على أنه مفعول به أي بمعنى ما ترك عليها دابة ظالمة. وقيل من مشرك يدبّ عليها. وهي كلّ ما يدبّ على الأرض ويدخل فيه الانسان و «عليها» أي على وجه الأرض.

{وَلكِنْ يُؤَخِّرُهُمْ إِلى أَجَلٍ مُسَمًّى} : الواو: زائدة. لكن: حرف استدراك لا عمل له لأنه مخفف. يؤخر: فعل مضارع مرفوع بالضمة والفاعل ضمير مستتر فيه جوازا تقديره هو. و «هم» ضمير الغائبين في محل نصب مفعول به. الى أجل: جار ومجرور متعلق بيؤخر مسمى صفة-نعت- لأجل مجرورة مثلها وعلامة الجر: الكسرة المقدرة للتعذر على الألف واللفظ منصرف بدليل تنوين آخره لأنه اسم رباعي مقصور نكرة. بمعنى إلى موعد مقدر أي أعمارا مقدرة.

{فَإِذا جاءَ أَجَلُهُمْ} : الفاء: استئنافية. اذا: ظرف لما يستقبل من الزمان

ص: 166

خافض لشرطه منصوب بجوابه وهو أداة شرط غير جازمة. جاء: فعل ماض مبني على الفتح. أجل: فاعل مرفوع بالضمة و «هم» ضمير الغائبين في محل جر بالاضافة. وجملة {جاءَ أَجَلُهُمْ»} في محل جر بالاضافة لوقوعها بعد الظرف-اذا-.

{لا يَسْتَأْخِرُونَ ساعَةً} : الجملة: جواب شرط غير جازم لا محل لها. لا:

نافية لا عمل لها. يستأخرون: فعل مضارع مرفوع بثبوت النون والواو ضمير متصل في محل رفع فاعل. ساعة: مفعول فيه-ظرف زمان- منصوب على الظرفية بالفتحة. أي لا يستأخرون عنه أي عن الأجل أو الأعمار ساعة.

{وَلا يَسْتَقْدِمُونَ} : معطوفة بالواو على {لا يَسْتَأْخِرُونَ»} وتعرب إعرابها. أي ولا يتقدمونه.

[سورة النحل (16): آية 62] وَيَجْعَلُونَ لِلّهِ ما يَكْرَهُونَ وَتَصِفُ أَلْسِنَتُهُمُ الْكَذِبَ أَنَّ لَهُمُ الْحُسْنى لا جَرَمَ أَنَّ لَهُمُ النّارَ وَأَنَّهُمْ مُفْرَطُونَ (62)

{وَيَجْعَلُونَ لِلّهِ} : الواو استئنافية. يجعلون: فعل مضارع مرفوع بثبوت النون والواو ضمير متصل في محل رفع فاعل. لله: جار ومجرور متعلق بيجعلون او بمفعول «يجعلون» الثاني.

{ما يَكْرَهُونَ} : ما: اسم موصول مبني على السكون في محل نصب مفعول به. يكرهون: تعرب إعراب «يجعلون» وهي صلة الموصول لا محل لها والعائد ضمير في محل نصب لأنه مفعول به. التقدير: يكرهونه: وهو البنات بادعائهم أن الملائكة بناته أو ما يكرهون لأنفسهم من البنات ومن شركاء والتهاون برسالات رسلهم.

{وَتَصِفُ أَلْسِنَتُهُمُ الْكَذِبَ} : أي يدعون كذبا. الواو عاطفة. تصف:

فعل مضارع مرفوع بالضمة. ألسنة: فاعل مرفوع بالضمة و «هم» ضمير

ص: 167

الغائبين في محل جر بالاضافة. الكذب: مفعول به منصوب بالفتحة. أي ويدّعون كذبا.

{أَنَّ لَهُمُ الْحُسْنى} : الجملة بتأويل مصدر في محل نصب بدل من الكذب.

أنّ: حرف نصب وتوكيد مشبه بالفعل. لهم: جار ومجرور متعلق بخبر «أنّ» المقدم. الحسنى: اسم «أنّ» منصوب بالفتحة المقدرة على الألف للتعذر. أي المثوبة الحسنى في الآخرة.

{لا جَرَمَ أَنَّ لَهُمُ النّارَ} : لا جرم: فيها عدة لغات سبق شرحها في سورة سابقة فهي بمعنى: حقا أن لهم النار: تعرب إعراب {أَنَّ لَهُمُ الْحُسْنى»} وعلامة النصب في «النار» الفتحة الظاهرة والجملة بتأويل مصدر في محل رفع فاعل أي حقّ ذلك. أو وجب أو يكون المصدر في محل جر بحرف جر مقدر بمعنى لا بدّ من ..

{وَأَنَّهُمْ مُفْرَطُونَ} : الواو عاطفة. أن: حرف نصب وتوكيد مشبه بالفعل و «هم» ضمير الغائبين في محل نصب اسم «أن» .مفرطون: بمعنى متركون أو منسيون: خبر «أن» مرفوع بالواو لأنه جمع مذكر سالم والنون عوض من التنوين في المفرد. أو بمعنى: مقدمون الى النار.

[سورة النحل (16): آية 63] تَاللهِ لَقَدْ أَرْسَلْنا إِلى أُمَمٍ مِنْ قَبْلِكَ فَزَيَّنَ لَهُمُ الشَّيْطانُ أَعْمالَهُمْ فَهُوَ وَلِيُّهُمُ الْيَوْمَ وَلَهُمْ عَذابٌ أَلِيمٌ (63)

{تَاللهِ} : أي والله. التاء: حرف جر للقسم. الله لفظ الجلالة: مجرور للتعظيم بتاء القسم والجار والمجرور متعلق بفعل أقسم المحذوف.

{لَقَدْ أَرْسَلْنا إِلى أُمَمٍ} : اللام واقعة في جواب القسم وما بعدها: جملة القسم لا محل لها. قد حرف تحقيق. أرسل: فعل ماض مبني على السكون لاتصاله بنا و «نا» ضمير متصل في محل رفع فاعل. وحذف معموله-المفعول به-أي أرسلنا رسلا مثلك. والجار والمجرور {إِلى أُمَمٍ»} متعلق بأرسلنا.

ص: 168

{مِنْ قَبْلِكَ فَزَيَّنَ} : جار ومجرور متعلق بصفة محذوفة من «أمم» والكاف ضمير متصل في محل جر بالاضافة. الفاء عاطفة. زيّن: فعل ماض مبني على الفتح.

{لَهُمُ الشَّيْطانُ أَعْمالَهُمْ} : جار ومجرور متعلق بزين. الشيطان: فاعل مرفوع بالضمة. اعمال: مفعول به منصوب بالفتحة و «هم» ضمير الغائبين في محل جر بالاضافة. أي أعمالهم من الكفر والمعاصي و «هم» في «لهم» ضمير الغائبين في محل جر باللام.

{فَهُوَ وَلِيُّهُمُ الْيَوْمَ} : حكاية الحال الماضية التي كان يزين لهم الشيطان اعمالهم فيها أو فهو وليّهم في الدنيا. أي ولّي أمرهم بجعل اليوم عبارة عن زمان الدنيا أو بجعلها حكاية للحال الآتية. الفاء استئنافية و «هو» ضمير رفع منفصل مبني على الفتح في محل رفع مبتدأ. ولّي: خبر «هو» مرفوع بالضمة و «هم» ضمير الغائبين في محل جر بالاضافة. وقد حذف المضاف «أمر» .

اليوم: مفعول فيه ظرف زمان منصوب على الظرفية بالفتحة.

{وَلَهُمْ عَذابٌ أَلِيمٌ} : الواو: استئنافية. لهم: جار ومجرور متعلق بخبر مقدم. عذاب: مبتدأ مؤخر مرفوع بالضمة. أليم: صفة-نعت-ليوم.

[سورة النحل (16): آية 64] وَما أَنْزَلْنا عَلَيْكَ الْكِتابَ إِلاّ لِتُبَيِّنَ لَهُمُ الَّذِي اِخْتَلَفُوا فِيهِ وَهُدىً وَرَحْمَةً لِقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ (64)

{وَما أَنْزَلْنا} : الواو استئنافية. ما: نافية لا عمل لها. أنزل: فعل ماض مبني على السكون لاتصاله بنا. و «نا» ضمير متصل في محل رفع فاعل.

{عَلَيْكَ الْكِتابَ إِلاّ} : جار ومجرور متعلق بأنزل. الكتاب: مفعول به منصوب بالفتحة. إلاّ: أداة حصر لا عمل لها. والكتاب: القرآن.

{لِتُبَيِّنَ لَهُمُ الَّذِي} : اللام: حرف جر للتعليل. تبين: فعل مضارع منصوب بأن مضمرة بعد اللام وعلامة نصبه الفتحة والفاعل ضمير مستتر

ص: 169

فيه وجوبا تقديره أنت. و «أن» المضمرة وما بعدها بتأويل مصدر في محل جر باللام والجار والمجرور متعلق بأنزل وجملة «تبين» صلة «أن» المضمرة لا محل لها. لهم: جار ومجرور متعلق بتبين. الذي: اسم موصول مبني على السكون في محل نصب مفعول به والجملة بعده: صلة الموصول لا محل لها من الاعراب.

{اخْتَلَفُوا فِيهِ} : أي من أمر التوحيد والرسل والكتب. اختلفوا: فعل ماض مبني على الضم لاتصاله بواو الجماعة. الواو ضمير متصل في محل رفع فاعل والألف فارقة. فيه: جار ومجرور متعلق باختلفوا.

{وَهُدىً وَرَحْمَةً} : معطوفتان بواوي العطف على محل «لتبين» الاّ أنهما انتصبتا على أنهما مفعول لهما-مفعول لأجلهما-أو-من أجلهما-منصوبتان بالفتحة. وقدرت على ألف «هدى» للتعذر.

{لِقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ} : جار ومجرور متعلق بهدى. يؤمنون: فعل مضارع مرفوع بثبوت النون والواو ضمير متصل في محل رفع فاعل والجملة في محل جر صفة لقوم.

[سورة النحل (16): آية 65] وَاللهُ أَنْزَلَ مِنَ السَّماءِ ماءً فَأَحْيا بِهِ الْأَرْضَ بَعْدَ مَوْتِها إِنَّ فِي ذلِكَ لَآيَةً لِقَوْمٍ يَسْمَعُونَ (65)

{وَاللهُ أَنْزَلَ مِنَ السَّماءِ ماءً} : الواو: استئنافية. الله لفظ الجلالة: مبتدأ مرفوع للتعظيم بالضمة. أنزل: فعل ماض مبني على الفتح والفاعل ضمير مستتر فيه جوازا تقديره هو من السماء: جار ومجرور متعلق بأنزل. ماء مفعول به منصوب بالفتحة. أي أنزل ماء عذبا من السماء. والجملة الفعلية {أَنْزَلَ مِنَ السَّماءِ ماءً»} في محل رفع خبر المبتدأ.

{فَأَحْيا بِهِ الْأَرْضَ} : معطوفة بالفاء على {أَنْزَلَ مِنَ السَّماءِ ماءً»} وتعرب إعرابها وعلامة بناء الفعل في «أحيا» الفتحة المقدرة على الألف للتعذر.

ص: 170

ويجوز أن تكون الفاء سببية. بمعنى: فأحيا الأرض بالنباتات. والجار والمجرور «به» متعلق بأحيا.

{بَعْدَ مَوْتِها} : بعد: ظرف مبهم لا يفهم معناه إلاّ بالاضافة لغيره. وهو ظرف زمان منصوب متعلق بأحيا وعلامة نصبه الفتحة وهو مضاف.

موت: مضاف اليه مجرور بالكسرة وهو مضاف و «ها» ضمير متصل في محل جر بالاضافة.

{إِنَّ فِي ذلِكَ لَآيَةً} : إنّ: حرف نصب وتوكيد مشبه بالفعل. في: حرف جر. ذا: اسم اشارة مبني على السكون في محل جر بفي. اللام: للبعد والكاف حرف خطاب. والجار المجرور متعلق بخبر «إنّ» المقدم. اللام:

لام الابتداء-المزحلقة-للتوكيد. آية: أي علامة على قدرة الله: اسم «انّ» مؤخر منصوب بالفتحة.

{لِقَوْمٍ يَسْمَعُونَ} : جار ومجرور. يسمعون: فعل مضارع مرفوع بثبوت النون والواو ضمير متصل في محل رفع فاعل. وجملة «يسمعون» في محل جر صفة لقوم. والجار والمجرور «لقوم» متعلق بصفة محذوفة من «آية» أي يسمعون سماع انصاف وتدبر.

[سورة النحل (16): آية 66] وَإِنَّ لَكُمْ فِي الْأَنْعامِ لَعِبْرَةً نُسْقِيكُمْ مِمّا فِي بُطُونِهِ مِنْ بَيْنِ فَرْثٍ وَدَمٍ لَبَناً خالِصاً سائِغاً لِلشّارِبِينَ (66)

{وَإِنَّ لَكُمْ فِي الْأَنْعامِ لَعِبْرَةً} : الواو: استئنافية. إنّ: حرف نصب وتوكيد مشبه بالفعل. لكم: جار ومجرور متعلق بخبر «إنّ» المقدم والميم علامة جمع الذكور. في الأنعام: جار ومجرور متعلق باسم «إنّ» .لعبرة:

اللام: لام الابتداء-المزحلقة-للتوكيد. عبرة: اسم «إنّ» مؤخر منصوب بالفتحة. أي لدلالة على عظمة الله.

{نُسْقِيكُمْ} : فعل مضارع مرفوع بالضمة المقدرة على الياء للثقل والفاعل ضمير

ص: 171

مستتر فيه وجوبا تقديره نحن. الكاف: ضمير متصل في محل نصب مفعول به والميم علامة جمع الذكور، الجملة استئنافية لا محل لها وهي جواب لسؤال مقدر. أي قيل كيف العبرة؟ فقيل: نسقيكم ..

{مِمّا فِي بُطُونِهِ} : جار ومجرور متعلق بنسقي أو بمفعول «نسقي» الثاني المحذوف لأن «من» التبعيضية حلّت محله بتقدير: نسقيكم بعضا. لأن اللبن بعض ما في بطون الانعام. ما: اسم موصول مبني على السكون في محل جر بمن والجار والمجرور {فِي بُطُونِهِ»} متعلق بحال محذوفة من الموصول «ما» و «من» هنا بيانية. والهاء ضمير متصل في محل جر بالاضافة، التذكير هنا لمراعاة جانب اللفظ ورجع الضمير الى الأنعام مفردا كما ذكر سيبويه حيث قال الأنعام من الأسماء المفردة الواردة على «أفعال» ويجوز أن تكون «الانعام» جمع تكسير لنعم أو هو اسم مفرد مقتض معنى الجمع.

{مِنْ بَيْنِ فَرْثٍ وَدَمٍ} : من: حرف جر لابتداء الغاية لأنّ بين الفرث والدم مكان الإسقاء. بين: اسم مجرور بمن وعلامة جره الكسرة. والجار والمجرور يجوز أن يكون متعلقا بحال محذوف من قوله «لبنا» مقدما عليه.

أي كائنا من بين فرث ودم. ولو تأخر الجار والمجرور فقيل لبنا من بين فرث ودم لكان صفة له. وقيل في التفسير: إنما قدّم لأنه موضع العبرة لذلك فهو قمين-جدير-بالتقديم. ودم: معطوفة بالواو على «فرث» مجرورة مثلها لأنّ «فرث» مضاف اليه مجرور بالاضافة وعلامة جره الكسرة.

{لَبَناً خالِصاً سائِغاً} : لبنا: تمييز منصوب بالفتحة. خالصا سائغا:

صفتان-نعتان-له منصوبتان مثله بالفتحة.

{لِلشّارِبِينَ} : جار ومجرور متعلق باسم الفاعل «سائغا» أو بفعله وعلامة جر الاسم الياء لأنه جمع مذكر سالم والنون عوض عن تنوين المفرد.

ص: 172

[سورة النحل (16): آية 67] وَمِنْ ثَمَراتِ النَّخِيلِ وَالْأَعْنابِ تَتَّخِذُونَ مِنْهُ سَكَراً وَرِزْقاً حَسَناً إِنَّ فِي ذلِكَ لَآيَةً لِقَوْمٍ يَعْقِلُونَ (67)

{وَمِنْ ثَمَراتِ النَّخِيلِ وَالْأَعْنابِ} : الواو عاطفة. وما بعده متعلق بمحذوف تقديره ونسقيكم من ثمرات: جار ومجرور و «النخيل» مضاف اليه مجرور بالكسرة والأعناب: معطوفة بالواو على «النخيل» مجرورة مثلها. أي من عصيرها. أو بتقدير مفعول به أي ونسقيكم من ثمرات النخيل والاعناب عصيرا. وجملة «تتخذون» في محل نصب صفة-نعت-لعصيرا المقدر.

وحذفت «نسقيكم» لدلالة «نسقيكم» قبلها عليها.

{تَتَّخِذُونَ مِنْهُ سَكَراً} : فعل مضارع مرفوع بثبوت النون والواو ضمير متصل في محل رفع فاعل. منه: جار ومجرور متعلق بتتخذون. وقد كرر للتوكيد. سكرا: مفعول به منصوب بالفتحة وهو بيان وكشف عن كنه الإسقاء أو يتعلق بتتخذون. ويجوز أن يكون شبه الجملة الجار والمجرور {مِنْ ثَمَراتِ النَّخِيلِ وَالْأَعْنابِ»} متعلقا بخبر مقدم والمبتدأ المؤخر محذوف تقديره ثمر. وتكون جملة «تتخذون» في محل رفع صفة-نعتا-لثمر. والهاء في «منه» يرجع الى العصير.

{وَرِزْقاً حَسَناً} : كالتمر والدبس والزبيب والخل. ورزقا: معطوفة بالواو على «سكرا» منصوبة مثلها بالفتحة «حسنا» صفة-نعت-لرزقا منصوبة مثلها بالفتحة.

{إِنَّ فِي ذلِكَ لَآيَةً لِقَوْمٍ يَعْقِلُونَ} : أعربت في الآية الكريمة الخامسة والستين.

ص: 173

[سورة النحل (16): آية 68] وَأَوْحى رَبُّكَ إِلَى النَّحْلِ أَنِ اِتَّخِذِي مِنَ الْجِبالِ بُيُوتاً وَمِنَ الشَّجَرِ وَمِمّا يَعْرِشُونَ (68)

{وَأَوْحى رَبُّكَ إِلَى النَّحْلِ} : الواو: استئنافية. أوحى: فعل ماض مبني على الفتح المقدر على الألف للتعذر. ربك: فاعل مرفوع للتعظيم.

والكاف ضمير متصل في محل جر بالاضافة. الى النحل: جار ومجرور متعلق بأوحى.

{أَنِ اتَّخِذِي} : أن: حرف تفسير لا عمل له لأن الإيحاء فيه معنى القول.

اتخذي: فعل أمر مبني على حذف النون لأن مضارعه من الأفعال الخمسة والياء ضمير متصل في محل رفع فاعل والكلمة مذكرة وتأنيثها على المعنى وجملة «اتخذي» تفسيرية لا محل لها ويجوز أن تكون «أن» التفسيرية مصدرية وتكون «أن» وما بعدها بتأويل مصدر في محل جر بحرف جر مقدر أي بأن اتخذي. والجار والمجرور متعلق بأوحى وجملة «اتخذي» صلة «أن» لا محل لها.

{مِنَ الْجِبالِ بُيُوتاً} : جار ومجرور متعلق باتخذي و «من» للتبعيض. الجبال:

مجرور بمن وعلامة جره الكسرة. وحذف المفعول به الأول لاتخذي لدلالة «من» عليه. بيوتا: مفعول به منصوب بالفتحة.

{وَمِنَ الشَّجَرِ وَمِمّا} : معطوفتان بواوي العطف على {مِنَ الْجِبالِ»} وتعربان اعرابها. و «ما» في «مما» اسم موصول مبني على السكون في محل جر بمن.

والجملة بعده: صلة الموصول لا محل لها.

{يَعْرِشُونَ} : فعل مضارع مرفوع بثبوت النون والواو ضمير متصل في محل رفع فاعل. أي بمعنى: يبنون مسقوفا.

ص: 174

[سورة النحل (16): آية 69] ثُمَّ كُلِي مِنْ كُلِّ الثَّمَراتِ فَاسْلُكِي سُبُلَ رَبِّكِ ذُلُلاً يَخْرُجُ مِنْ بُطُونِها شَرابٌ مُخْتَلِفٌ أَلْاانُهُ فِيهِ شِفاءٌ لِلنّاسِ إِنَّ فِي ذلِكَ لَآيَةً لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ (69)

{ثُمَّ كُلِي} : ثم: حرف عطف. كلي: فعل أمر مبني على حذف النون لأن مضارعه من الأفعال الخمسة والياء ضمير متصل في محل رفع فاعل.

{مِنْ كُلِّ الثَّمَراتِ فَاسْلُكِي} : جار ومجرور متعلق بكلي. الثمرات:

مضاف إليه مجرور بالكسرة. الفاء: واقعة في جواب شرط مقدر. أي فاذا أكلت من كل الثمرات. فاسلكي: أي فاسلكي الى بيوت راجعة سبل.

اسلكي: تعرب اعراب «كلي» .

{سُبُلَ رَبِّكِ ذُلُلاً} : مفعول به منصوب بالفتحة. ربك: مضاف إليه مجرور بالكسرة والكاف ضمير متصل في محل جر بالاضافة. ذللا: جمع ذلول:

أي مذللة ممهدة وهي حال من السبل أو من الضمير الفاعل في «اسلكي» بمعنى وانت في ذلك منقادة لما أمرت به غير ممتنعة.

{يَخْرُجُ مِنْ بُطُونِها شَرابٌ} : فعل مضارع مرفوع بالضمة. من بطون:

جار ومجرور و «ها» ضمير متصل في محل جر بالاضافة. شراب: أي عسل:

فاعل مرفوع بالضمة.

{مُخْتَلِفٌ أَلْاانُهُ} : اسم فاعل وهو صفة-نعت-لشراب. ألوانه: فاعل لاسم الفاعل أي بتأويل يختلف مرفوع بالضمة والهاء ضمير متصل في محل جر بالاضافة والجار والمجرور {مِنْ بُطُونِها»} متعلق بيخرج.

{فِيهِ شِفاءٌ لِلنّاسِ} : الجملة في محل رفع صفة ثانية لشراب. فيه: جار ومجرور متعلق بخبر مقدم. شفاء: مبتدأ مؤخر مرفوع بالضمة. وقد نكر لاحتمال تعظيم الشفاء الذي فيه أو لأن فيه بعض الشفاء. للناس: جار ومجرور متعلق بصفة محذوفة من «شفاء» بمعنى لأدواء الناس فحذف المضاف وأوصل حرف الجر بالمضاف إليه.

{إِنَّ فِي ذلِكَ لَآيَةً لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ} : أعربت في الآية الكريمة الخامسة والستين.

ص: 175

[سورة النحل (16): آية 70] وَاللهُ خَلَقَكُمْ ثُمَّ يَتَوَفّاكُمْ وَمِنْكُمْ مَنْ يُرَدُّ إِلى أَرْذَلِ الْعُمُرِ لِكَيْ لا يَعْلَمَ بَعْدَ عِلْمٍ شَيْئاً إِنَّ اللهَ عَلِيمٌ قَدِيرٌ (70)

{وَاللهُ خَلَقَكُمْ} : الواو: استئنافية. الله لفظ الجلالة: مبتدأ مرفوع للتعظيم بالضمة. خلق: فعل ماض مبني على الفتح. الكاف ضمير متصل في محل نصب مفعول به والميم علامة جمع الذكور والفاعل ضمير مستتر فيه جوازا تقديره هو والجملة في محل رفع خبر.

{ثُمَّ يَتَوَفّاكُمْ} : ثم: حرف عطف يدل على الترتيب والتراخي. يتوفى: فعل مضارع مرفوع بالضمة المقدرة على الألف للتعذر و «كم» أعربت والفاعل ضمير مستتر فيه جوازا تقديره هو أي يتوفاكم عند انتهاء آجالكم.

{وَمِنْكُمْ مَنْ} : الواو: استئنافية. منكم: جار ومجرور متعلق بخبر مقدم والميم علامة جمع الذكور. من: اسم موصول مبني على السكون في محل رفع مبتدأ مؤخر والجملة بعده: صلة الموصول لا محل لها. أي ومنكم من يعمر فيصل لأردإ العمر أي الهرم.

{يُرَدُّ إِلى أَرْذَلِ الْعُمُرِ} : يرد: فعل مضارع مبني للمجهول مرفوع بالضمة ونائب الفاعل ضمير مستتر فيه جوازا تقديره هو و {إِلى أَرْذَلِ»} جار ومجرور متعلق بيرد. العمر: مضاف إليه مجرور بالكسرة.

{لِكَيْ لا يَعْلَمَ} : اللام حرف جر للتوكيد. كي: حرف مصدرية ونصب.

لا: نافية لا عمل لها. يعلم: فعل مضارع منصوب بكي وعلامة نصبه الفتحة والفاعل ضمير مستتر فيه جوازا تقديره هو. وكي المصدرية. وما بعدها: بتأويل مصدر في محل جر باللام والجار والمجرور متعلق بيرد.

وجملة {لا يَعْلَمَ»} صلة «كي» لا محل لها.

{بَعْدَ عِلْمٍ شَيْئاً} : بعد: ظرف زمان منصوب بالفتحة على الظرفية متعلق بلا يعلم وهو مضاف. علم: مضاف إليه مجرور بالاضافة وعلامة جره:

ص: 176

الكسرة. شيئا: مفعول به منصوب بالفتحة. بمعنى: بعد علم الأشياء شيئا منها.

{إِنَّ اللهَ عَلِيمٌ قَدِيرٌ} : إنّ: حرف نصب وتوكيد مشبه بالفعل. الله: اسم «إنّ» منصوب للتعظيم بالفتحة. عليم قدير: خبرا «إنّ» وبالتتابع مرفوعان بالضمة.

[سورة النحل (16): آية 71] وَاللهُ فَضَّلَ بَعْضَكُمْ عَلى بَعْضٍ فِي الرِّزْقِ فَمَا الَّذِينَ فُضِّلُوا بِرَادِّي رِزْقِهِمْ عَلى ما مَلَكَتْ أَيْمانُهُمْ فَهُمْ فِيهِ سَااءٌ أَفَبِنِعْمَةِ اللهِ يَجْحَدُونَ (71)

{وَاللهُ فَضَّلَ بَعْضَكُمْ عَلى بَعْضٍ فِي الرِّزْقِ} : الواو: عاطفة. الله لفظ الجلالة: مبتدأ مرفوع للتعظيم بالضمة. فضّل: فعل ماض مبني على الفتح والفاعل ضمير مستتر فيه جوازا تقديره هو. بعض: مفعول به منصوب بالفتحة. الكاف: ضمير متصل في محل جر بالاضافة والميم علامة جمع الذكور. على بعض في الرزق: جاران ومجروران متعلقان بفضل والجملة الفعلية «فضّل» في محل رفع نصب.

{فَمَا الَّذِينَ فُضِّلُوا} : الفاء: استئنافية. ما: نافية تعمل عمل «ليس» عند أهل الحجاز ولا عمل لها عند بني تميم. الذين: اسم موصول مبني على الفتح في محل رفع اسم «ما» أو مبتدأ: فضّلوا: فعل ماض مبني للمجهول مبني على الضم لاتصاله بواو الجماعة. الواو ضمير متصل في محل رفع نائب فاعل والألف فارقة. وجملة «فضلوا» صلة الموصول لا محل لها.

{بِرَادِّي رِزْقِهِمْ} : الباء: حرف جر زائد. رادي: اسم مجرور لفظا منصوب محلا على أنه خبر «ما» أو خبر «الذين» مرفوع محلا وعلامة جر الاسم الياء لأنه جمع مذكر سالم وحذفت النون للاضافة. رزق: مضاف إليه مجرور بالكسرة و «هم» ضمير الغائبين في محل جر بالاضافة. بمعنى: فما الذين فضلوا في الرزق بمعطي مماليكهم الرزق.

{عَلى ما مَلَكَتْ أَيْمانُهُمْ} : جار ومجرور متعلق برادي: ما: اسم موصول مبني على السكون في محل جر بعلى. ملكت: فعل ماض مبني على الفتح

ص: 177

والتاء تاء التأنيث الساكنة لا محل لها. ايمان: فاعل مرفوع بالضمة. و «هم» ضمير الغائبين في محل جر مضاف إليه. وجملة {مَلَكَتْ أَيْمانُهُمْ»} : صلة الموصول لا محل لها. ويجوز أن تكون «ما» مصدرية فتكون «ما» وما بعدها بتأويل مصدر في محل جر بعلى. بمعنى: بمعطي مماليكهم الرزق المقسوم لهم.

{فَهُمْ فِيهِ سَااءٌ} : الفاء: استئنافية. هم: ضمير رفع منفصل مبني على السكون في محل رفع مبتدأ. فيه: جار ومجرور متعلق بسواء. سواء: خبر «هم» مرفوع بالضمة. بمعنى كلاهما عيال الله

أي المالك والمملوك.

{أَفَبِنِعْمَةِ اللهِ} : الهمزة: همزة توبيخ بلفظ استفهام. الفاء: زائدة-تزيينية- بنعمة: جار ومجرور. الله: مضاف إليه مجرور للتعظيم بالكسرة.

{يَجْحَدُونَ} : فعل مضارع مرفوع بثبوت النون والواو ضمير متصل في محل رفع فاعل و «بنعمة» متعلق بيجحدون.

[سورة النحل (16): آية 72] وَاللهُ جَعَلَ لَكُمْ مِنْ أَنْفُسِكُمْ أَزْااجاً وَجَعَلَ لَكُمْ مِنْ أَزْااجِكُمْ بَنِينَ وَحَفَدَةً وَرَزَقَكُمْ مِنَ الطَّيِّباتِ أَفَبِالْباطِلِ يُؤْمِنُونَ وَبِنِعْمَتِ اللهِ هُمْ يَكْفُرُونَ (72)

{وَاللهُ جَعَلَ} : الواو عاطفة. الله: مبتدأ مرفوع للتعظيم بالضمة. جعل:

فعل ماض مبني على الفتح والفاعل ضمير مستتر فيه جوازا تقديره هو.

وجملة «جعل» في محل رفع خبر المبتدأ.

{لَكُمْ مِنْ أَنْفُسِكُمْ أَزْااجاً وَجَعَلَ لَكُمْ} : جار ومجرور متعلق بجعل والميم للجمع. من أنفسكم: جار ومجرور. الكاف ضمير متصل في محل جر بالاضافة والميم علامة جمع الذكور. أزواجا: مفعول به منصوب بالفتحة. وجعل لكم أعربت والواو عاطفة. ويجوز أن يكون {مِنْ أَنْفُسِكُمْ»}

ص: 178

في محل نصب حالا من «أزواجا» .

{مِنْ أَزْااجِكُمْ بَنِينَ وَحَفَدَةً} : من للتبعيض أو من. أزواجكم: تعرب إعراب {مِنْ أَنْفُسِكُمْ».} بنين: مفعول به منصوب بالياء لأنه ملحق بجمع المذكر السالم. وحفدة: معطوفة بالواو على «بنين» منصوبة مثلها وعلامة نصبها الفتحة.

{وَرَزَقَكُمْ مِنَ الطَّيِّباتِ} : الواو: عاطفة. رزقكم: فعل ماض مبني على الفتح والفاعل ضمير مستتر فيه جوازا تقديره هو. الكاف ضمير متصل في محل نصب مفعول به والميم علامة جمع الذكور. من الطيبات: جار ومجرور متعلق برزق. و «من» هنا تبعيضية لأن كل الطيبات في الجنة وما طيبات الدنيا إلاّ أنموذج منها. وحذف مفعول «رزقكم» الثاني لأن «من» تدل عليه. بمعنى: ورزقكم بعض الطيبات.

{أَفَبِالْباطِلِ يُؤْمِنُونَ} : الهمزة: همزة توبيخ بلفظ استفهام. الفاء: زائدة -تزيينية-بالباطل: جار ومجرور متعلق بيؤمنون و «يؤمنون» فعل مضارع مرفوع بثبوت النون والواو ضمير متصل في محل رفع فاعل. أي أيؤمنون بالأصنام.

{وَبِنِعْمَتِ اللهِ هُمْ يَكْفُرُونَ} : الواو: عاطفة. بنعمة: جار ومجرور. الله:

مضاف إليه مجرور للتعظيم بالكسرة. هم: ضمير رفع منفصل مبني على السكون في محل رفع مبتدأ. يكفرون: تعرب إعراب «يؤمنون» وجملة «يكفرون» في محل رفع خبر «هم» بمعنى: وهم بنعمة الله يكفرون أي بانفاقهم نعمة على الأوثان. و «بنعمة» متعلق بيكفرون.

[سورة النحل (16): آية 73] وَيَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللهِ ما لا يَمْلِكُ لَهُمْ رِزْقاً مِنَ السَّماااتِ وَالْأَرْضِ شَيْئاً وَلا يَسْتَطِيعُونَ (73)

{وَيَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللهِ} : الواو: عاطفة. يعبدون: فعل مضارع

ص: 179

مرفوع بثبوت النون والواو ضمير متصل في محل رفع فاعل. من دون:

جار ومجرور متعلق بيعبدون. أو في محل نصب حال من الموصول «ما» لأنه متعلق بصفة محذوفة منه قدمت عليه. الله: مضاف إليه مجرور بالكسرة.

{ما لا يَمْلِكُ لَهُمْ رِزْقاً} : ما: اسم موصول مبني على السكون في محل نصب مفعول به. لا: نافية لا عمل لها. يملك: فعل مضارع مرفوع بالضمة والفاعل ضمير مستتر فيه جوازا تقديره هو. اللام حرف جر و «هم» ضمير الغائبين في محل جر باللام والجار والمجرور متعلق بيملك والجملة وما بعدها: صلة الموصول لا محل لها من الاعراب. رزقا: مفعول به منصوب بالفتحة.

{مِنَ السَّماااتِ وَالْأَرْضِ} : بمعنى: رزقا يرسله اليهم من السماء كالمطر أو يخرجه لهم من الأرض كالنبات. و {مِنَ السَّماااتِ»} جار ومجرور متعلق بصلة للرزق إن اعتبر مصدرا .. بمعنى لا يرزق من السموات مطرا. والأرض:

معطوفة بالواو على «السموات» وتعرب إعرابها أي لا يرزق من الأرض نباتا ويجوز أن يكون شبه الجملة في محل نصب صفة للرزق إن كان مرزوقا أي اسما لما يرزق.

{شَيْئاً} : فيه لغتان: الأولى أن تكون «رزقا مصدرا بمعنى أو بتقدير: لا يملكون. أن يرزقوا شيئا لقوله أو اطعام يتيما وهو مفعول به منصوب بالفتحة وهذا قول الكوفيين .. واللغة الثانية بجعل الكلمة بمعنى المرزوق عند البصريين فتكون «شيئا» بدلا منه بمعنى رزقا قليلا. وهناك من لم يجوز نصبه برزق لأنه اسم وليس مصدرا. ويحتمل أن تكون تأكيدا لجملة {لا يَمْلِكُ»} أي لا يملك شيئا من الملك.

{وَلا يَسْتَطِيعُونَ} : الواو عاطفة. لا: نافية لا عمل لها. يستطيعون:

تعرب اعراب «يعبدون» والواو تعود على «ما» لأنها بمعنى الجمع بمعنى:

ولا يستطيعون ذلك لو حاولوه.

ص: 180

[سورة النحل (16): آية 74] فَلا تَضْرِبُوا لِلّهِ الْأَمْثالَ إِنَّ اللهَ يَعْلَمُ وَأَنْتُمْ لا تَعْلَمُونَ (74)

{فَلا تَضْرِبُوا لِلّهِ الْأَمْثالَ} : الفاء للتعليل. لا: ناهية جازمة. تضربوا:

فعل مضارع مجزوم بلا وعلامة جزمه حذف النون. الواو ضمير متصل في محل رفع فاعل والألف فارقة. لله: جار ومجرور متعلق بتضربوا. الأمثال:

مفعول به منصوب بالفتحة.

{إِنَّ اللهَ يَعْلَمُ} : إنّ: حرف نصب وتوكيد مشبه بالفعل. الله لفظ الجلالة:

اسم «إنّ» منصوب للتعظيم بالفتحة. يعلم: فعل مضارع مرفوع بالضمة والفاعل ضمير مستتر فيه جوازا تقديره هو وجملة «يعلم» في محل رفع خبر «إنّ» أي فلا تجعلوا لله أمثالا تشركونها به. إنّ الله يعلم فساد ما تزعمون ..

أو كنه ما تعلمون. وعلى هذا المعنى حذف المفعول به اختصارا.

{وَأَنْتُمْ لا تَعْلَمُونَ} : الواو عاطفة. أنتم: ضمير رفع منفصل مبني على السكون في محل رفع مبتدأ. لا: نافية لا عمل لها. تعلمون: فعل مضارع مرفوع بثبوت النون والواو ضمير متصل في محل رفع فاعل والمعمول محذوف بتقدير: وأنتم لا تعلمون ذلك أي لا تعلمون كنهه. وجملة {لا تَعْلَمُونَ»} في محل رفع خبر «أنتم» .

[سورة النحل (16): آية 75] ضَرَبَ اللهُ مَثَلاً عَبْداً مَمْلُوكاً لا يَقْدِرُ عَلى شَيْءٍ وَمَنْ رَزَقْناهُ مِنّا رِزْقاً حَسَناً فَهُوَ يُنْفِقُ مِنْهُ سِرًّا وَجَهْراً هَلْ يَسْتَوُونَ الْحَمْدُ لِلّهِ بَلْ أَكْثَرُهُمْ لا يَعْلَمُونَ (75)

{ضَرَبَ اللهُ مَثَلاً عَبْداً} : ضرب: فعل ماض مبني على الفتح بمعنى:

وصف وبين. الله لفظ الجلالة: فاعل مرفوع للتعظيم بالضمة. مثلا:

مفعول به منصوب بالفتحة بمعنى: بين الله لكم وصفا. عبدا: مفعول به

ص: 181

منصوب بالفتحة والعامل مضمر بتقدير جعل عبدا ويجوز أن يكون منصوبا بضرب أي ضرب عبدا مثلا بمعنى جعله مثلا فيكون مفعولا به ثانيا للفعل «ضرب» على معنى «جعل» المتعدي الى مفعولين.

{مَمْلُوكاً لا يَقْدِرُ عَلى شَيْءٍ} : صفة-نعت-لعبدا منصوبة مثلها بالفتحة.

والجملة بعدها: في محل نصب صفة ثانية لعبدا بمعنى: عاجزا عن الكسب والتصرف. لا: نافية لا عمل لها. يقدر: فعل مضارع مرفوع بالضمة والفاعل ضمير مستتر فيه جوازا تقديره هو. على شيء: جار ومجرور متعلق بيقدر.

{وَمَنْ رَزَقْناهُ} : الواو: عاطفة أو استئنافية. من: اسم موصول مبني على السكون في محل نصب معطوف على عبدا بتقدير: وحرا أو رجلا رزقناه أو يكون في محل رفع مبتدأ وجملة {فَهُوَ يُنْفِقُ»} في محل رفع خبر. رزق: فعل ماض مبني على السكون لاتصاله بنا. و «نا» ضمير متصل مبني على السكون في محل رفع فاعل. والهاء ضمير متصل مبني على الضم في محل نصب مفعول به.

{مِنّا رِزْقاً حَسَناً} : جار ومجرور في محل نصب حال من «رزقا» لأنه صفة له قدم عليه و «رزقا» مصدر سدّ مسدّ المفعول به. حسنا: صفة-نعت- لرزقا منصوبة بالفتحة.

{فَهُوَ يُنْفِقُ} : الفاء: استئنافية. هو: ضمير رفع منفصل مبني على الفتح في محل رفع مبتدأ. ينفق: تعرب اعراب «يقدر» وهي في محل رفع خبر «هو» .

{مِنْهُ سِرًّا وَجَهْراً} : منه: جار ومجرور متعلق بينفق. سرا: حال منصوب بالفتحة. وجهرا: معطوفة بالواو على «سرا» وتعرب إعرابها. أي سرا وعلنا. ويجوز نصبهما على الظرفية أي وقتي سر وجهار أو مجاهرة أو على المصدر بمعنى ينفق انفاق سر وانفاق جهار أو مجاهرة.

{هَلْ يَسْتَوُونَ} : حرف استفهام لا محل لها. يستوون: فعل مضارع مرفوع بثبوت النون والواو ضمير متصل في محل رفع فاعل بمعنى يستوي الأحرار والعبيد.

{الْحَمْدُ لِلّهِ بَلْ أَكْثَرُهُمْ} : الحمد: مبتدأ مرفوع بالضمة. لله: جار ومجرور

ص: 182

للتعظيم متعلق بخبر المبتدأ. بل: حرف ابتداء او استئناف لوروده قبل جملة لا محل له. أكثر: مبتدأ مرفوع بالضمة و «هم» ضمير الغائبين في محل جر بالاضافة.

{لا يَعْلَمُونَ} : الجملة: في محل رفع خبر المبتدأ. لا: نافية لا عمل لها.

يعلمون: تعرب إعراب «يستوون» وحذف المفعول اختصارا.

[سورة النحل (16): آية 76] وَضَرَبَ اللهُ مَثَلاً رَجُلَيْنِ أَحَدُهُما أَبْكَمُ لا يَقْدِرُ عَلى شَيْءٍ وَهُوَ كَلٌّ عَلى مَوْلاهُ أَيْنَما يُوَجِّهْهُ لا يَأْتِ بِخَيْرٍ هَلْ يَسْتَوِي هُوَ وَمَنْ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَهُوَ عَلى صِراطٍ مُسْتَقِيمٍ (76)

{وَضَرَبَ اللهُ مَثَلاً رَجُلَيْنِ} : معطوفة بالواو على {ضَرَبَ اللهُ مَثَلاً عَبْداً»} في الآية السابقة وتعرب إعرابها وعلامة نصب «رجلين» الياء لأنه مثنى والنون عوض من التنوين والحركة في المفرد.

{أَحَدُهُما أَبْكَمُ} : أحد: مبتدأ مرفوع بالضمة. والهاء ضمير متصل في محل جر بالاضافة. والميم علامة جمع الذكور أو حرف عماد لا محل لها والألف حرف دال على تثنية الغائب. أبكم: خبر مرفوع بالضمة ولم ينون لأنه على وزن أفعل.

{لا يَقْدِرُ عَلى شَيْءٍ} : الجملة: في محل نصب حال من «أحدهما» أو في محل رفع صفة-نعت-لأبكم: لا: نافية لا عمل لها. يقدر: فعل مضارع مرفوع بالضمة والفاعل ضمير مستتر فيه جوازا تقديره هو. على شيء:

جار ومجرور متعلق بيقدر.

{وَهُوَ كَلٌّ عَلى مَوْلاهُ} : الواو عاطفة ويجوز أن تكون حالية. هو: ضمير رفع منفصل مبني على الفتح في محل رفع مبتدأ. كلّ: خبر «هو» مرفوع بالضمة. على مولاه: جار ومجرور متعلق بكل. وعلامة جر الاسم الكسرة

ص: 183

المقدرة على الألف للتعذر والهاء ضمير متصل في محل جر بالاضافة. أي وهو عالة ولي أمره أي من يعوله.

{أَيْنَما يُوَجِّهْهُ} : أين: اسم شرط جازم مبني على الفتح في محل نصب ظرف متعلق بجوابه و «ما» زائدة. يوجهه: الجملة في محل جر بالاضافة لوقوعها بعد الظرف «أين» يوجه: فعل مضارع مجزوم بأين وعلامة جزمه سكون آخره والفاعل ضمير مستتر فيه جوازا تقديره هو. والهاء ضمير متصل في محل نصب مفعول به. أي الى أي جهة يرسله.

{لا يَأْتِ بِخَيْرٍ} : الجملة: جواب شرط جازم غير مقترن بالفاء فلا محل لها.

لا: نافية لا عمل لها. يأت: فعل مضارع مجزوم لأنه جواب الشرط -جزاؤه-وعلامة جزمه حذف آخره والفاعل ضمير مستتر جوازا تقديره هو بخير: جار ومجرور متعلق بيأتي.

{هَلْ يَسْتَوِي} : هل: حرف استفهام لا محل لها. يستوي: فعل مضارع مرفوع بالضمة المقدرة على الياء للثقل والفاعل ضمير مستتر فيه جوازا تقديره هو.

{هُوَ وَمَنْ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ} : هو: ضمير رفع منفصل مبني على الفتح في محل رفع توكيد للفاعل المضمر في «يستوي» الواو حرف عطف. من: اسم موصول مبني على السكون في محل رفع معطوف على الفاعل المضمر في «يستوي» .يأمر: تعرب اعراب «يقدر» .بالعدل: جار ومجرور متعلق بيأمر وجملة {يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ»} صلة الموصول لا محل لها وحذف المفعول أي يأمر الناس.

{وَهُوَ عَلى صِراطٍ مُسْتَقِيمٍ} : الواو عاطفة أو حالية. هو: ضمير رفع منفصل مبني على الفتح في محل رفع مبتدأ. على صراط: جار ومجرور متعلق بخبر «هو» .مستقيم: صفة-نعت-لصراط مجرورة مثلها. أي وهو في نفسه على سيرة صالحة.

ص: 184

[سورة النحل (16): آية 77] وَلِلّهِ غَيْبُ السَّماااتِ وَالْأَرْضِ وَما أَمْرُ السّاعَةِ إِلاّ كَلَمْحِ الْبَصَرِ أَوْ هُوَ أَقْرَبُ إِنَّ اللهَ عَلى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ (77)

{وَلِلّهِ غَيْبُ السَّماااتِ وَالْأَرْضِ} : الواو: استئنافية. لله: جار ومجرور للتعظيم متعلق بخبر مقدم. غيب: مبتدأ مؤخر مرفوع بالضمة. السموات:

مضاف إليه مجرور بالكسرة. والأرض: معطوفة بالواو على «السموات» مجرورة مثلها بالكسرة.

{وَما أَمْرُ السّاعَةِ} : الواو: استئنافية. ما: نافية لا عمل لها. أمر: مبتدأ مرفوع بالضمة. الساعة: مضاف إليه مجرور بالكسرة وما أمر قيام الساعة.

{إِلاّ كَلَمْحِ الْبَصَرِ} : أداة حصر. كلمح: جار ومجرور متعلق بخبر المبتدأ والكاف للتشبيه. البصر: مضاف إليه مجرور بالكسرة. أي كرجع العين.

{أَوْ هُوَ أَقْرَبُ} : أو: حرف عطف للابهام. هو: ضمير رفع منفصل مبني على الفتح في محل رفع مبتدأ. أقرب. خبر «هو» مرفوع بالضمة. ولم ينون لأنه ممنوع من الصرف على وزن «أفعل» التفضيل وبوزن الفعل. أي هو عند الله أقرب.

{إِنَّ اللهَ عَلى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ} : إنّ: حرف نصب وتوكيد مشبه بالفعل.

الله لفظ الجلالة: اسم «إنّ» منصوب للتعظيم بالفتحة الظاهرة.

على كل: جار ومجرور متعلق بقدير. شيء: مضاف إليه مجرور بالكسرة.

قدير: خبر «إنّ» مرفوع بالضمة.

[سورة النحل (16): آية 78] وَاللهُ أَخْرَجَكُمْ مِنْ بُطُونِ أُمَّهاتِكُمْ لا تَعْلَمُونَ شَيْئاً وَجَعَلَ لَكُمُ السَّمْعَ وَالْأَبْصارَ وَالْأَفْئِدَةَ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ (78)

{وَاللهُ أَخْرَجَكُمْ} : الواو: استئنافية. الله لفظ الجلالة: مبتدأ مرفوع للتعظيم

ص: 185

بالضمة. أخرج: فعل ماض مبني على الفتح والفاعل ضمير مستتر فيه جوازا تقديره هو. والكاف ضمير متصل في محل نصب مفعول به والميم علامة جمع الذكور والجملة في محل رفع خبر المبتدأ «الله» .

{مِنْ بُطُونِ أُمَّهاتِكُمْ} : جار ومجرور متعلق بأخرج. أمهاتكم: مضاف إليه مجرور بالكسرة والكاف ضمير متصل في محل جر بالاضافة والميم علامة جمع الذكور.

{لا تَعْلَمُونَ شَيْئاً} : الجملة في محل نصب حال أي أخرجكم أطفالا غير عالمين شيئا. لا: نافية لا عمل لها. تعلمون: فعل مضارع مرفوع بثبوت النون والواو ضمير متصل في محل رفع فاعل. شيئا: مفعول به منصوب بالفتحة.

{وَجَعَلَ لَكُمُ} : معطوفة بالواو على «أخرجكم» وتعرب اعراب «أخرج» لكم:

جار ومجرور متعلق بجعل والميم علامة جمع الذكور.

{السَّمْعَ وَالْأَبْصارَ وَالْأَفْئِدَةَ} : السمع: مفعول به منصوب بالفتحة والأبصار والأفئدة: معطوفتان بواوي العطف على «السمع» منصوبتان مثلها بالفتحة أي جعلها لكم آلات تدركون بها ما يحيط بكم.

{لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ} : لعل: حرف مشبه بالفعل. الكاف: ضمير متصل في محل نصب اسم «لعل» والميم علامة جمع الذكور. تشكرون: في محل رفع خبر «لعل» وهي فعل مضارع مرفوع بثبوت النون. والواو ضمير متصل في محل رفع فاعل. وحذف المفعول اختصارا اي هذه النعم.

[سورة النحل (16): آية 79] أَلَمْ يَرَوْا إِلَى الطَّيْرِ مُسَخَّراتٍ فِي جَوِّ السَّماءِ ما يُمْسِكُهُنَّ إِلَاّ اللهُ إِنَّ فِي ذلِكَ لَآياتٍ لِقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ (79)

{أَلَمْ يَرَوْا} : الهمزة: همزة تقرير بلفظ استفهام. لم: حرف نفي وجزم وقلب.

ص: 186

يروا: فعل مضارع مجزوم بلم وعلامة جزمه حذف النون. والواو ضمير متصل في محل رفع فاعل والألف فارقة. وعدي الفعل بإلى على معنى ألم ينظروا.

{إِلَى الطَّيْرِ مُسَخَّراتٍ فِي جَوِّ السَّماءِ} : جار ومجرور متعلق بيروا.

والطير: جمع طائر وجمع الكثرة الطيور والأطيار. مسخرات أي مذللات:

حال منصوب بالكسرة بدلا من الفتحة لأنه ملحق بجمع المؤنث السالم.

في جو: جار ومجرور متعلق بمسخرات أي في الهواء المتباعد عن الأرض. السماء: مضاف إليه مجرور بالكسرة. أي ألم ينظروا إليها كيف خلقت.

{ما يُمْسِكُهُنَّ إِلَاّ اللهُ} : ما: نافية لا عمل لها. يمسك: فعل مضارع مرفوع بالضمة و «هن» ضمير الإناث مبني على الفتح في محل نصب مفعول به أي ما يحفظهن في الجو: إلاّ: أداة حصر لا عمل لها. الله: فاعل مرفوع للتعظيم بالضمة. أي بقدرته.

{إِنَّ فِي ذلِكَ لَآياتٍ لِقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ} : أعربت في الآية الكريمة الخامسة والستين وعلامة نصب «آيات» الكسرة بدلا من الفتحة لأنها ملحقة بجمع المؤنث السالم.

[سورة النحل (16): آية 80] وَاللهُ جَعَلَ لَكُمْ مِنْ بُيُوتِكُمْ سَكَناً وَجَعَلَ لَكُمْ مِنْ جُلُودِ الْأَنْعامِ بُيُوتاً تَسْتَخِفُّونَها يَوْمَ ظَعْنِكُمْ وَيَوْمَ إِقامَتِكُمْ وَمِنْ أَصْاافِها وَأَوْبارِها وَأَشْعارِها أَثاثاً وَمَتاعاً إِلى حِينٍ (80)

{وَاللهُ جَعَلَ} : الواو عاطفة. الله: مبتدأ مرفوع للتعظيم بالضمة. جعل:

فعل ماض مبني على الفتح والفاعل ضمير مستتر فيه جوازا تقديره هو.

والجملة في محل رفع خبر المبتدأ «الله» .

ص: 187

{لَكُمْ مِنْ بُيُوتِكُمْ سَكَناً} : جار ومجرور متعلق بحال من «سكنا» لأنه متعلق بصفة محذوفة منه وقدمت عليه والميم علامة جمع الذكور.

من بيوتكم: جار ومجرور متعلق بجعل أو بمفعوله الثاني والكاف ضمير متصل في محل جر بالاضافة والميم علامة جمع الذكور. سكنا: مفعول به منصوب بالفتحة.

{وَجَعَلَ لَكُمْ مِنْ جُلُودِ الْأَنْعامِ بُيُوتاً} : معطوفة بالواو على ما قبلها وتعرب إعرابها. الأنعام: مضاف إليه مجرور بالكسرة.

{تَسْتَخِفُّونَها} : الجملة: في محل نصب صفة-نعت-لبيوتا. وهي فعل مضارع مرفوع بثبوت النون. والواو ضمير متصل في محل رفع فاعل و «ها» ضمير متصل في محل نصب مفعول به.

{يَوْمَ ظَعْنِكُمْ} : ظرف زمان بمعنى «وقت» متعلق بتستخفون منصوب على الظرفية بالفتحة وهو مضاف. ظعنكم: مضاف إليه مجرور بالكسرة. الكاف: ضمير متصل في محل جر بالاضافة والميم علامة جمع الذكور.

{وَيَوْمَ إِقامَتِكُمْ وَمِنْ أَصْاافِها} : معطوفة بالواو على {يَوْمَ ظَعْنِكُمْ»} وتعرب اعرابها. الواو عاطفة. من أصواف: جار ومجرور متعلق بفعل مضمر تقديره وتتخذون من أصوافها .. و «ها» ضمير متصل في محل جر بالاضافة.

{وَأَوْبارِها وَأَشْعارِها أَثاثاً} : الكلمتان: معطوفتان بواوي العطف على «أصوافها» وتعربان مثلها. أثاثا: مفعول به منصوب بالفتحة بمضمر تقديره وتتخذون أثاثا ومتاعا يلبسان ويفرشان.

{وَمَتاعاً إِلى حِينٍ} : معطوفة بالواو على «أثاثا» وتعرب إعرابها. إلى حين:

جار ومجرور متعلق بمتاعا أو بفعله على معنى تمتعا.

ص: 188

[سورة النحل (16): آية 81] وَاللهُ جَعَلَ لَكُمْ مِمّا خَلَقَ ظِلالاً وَجَعَلَ لَكُمْ مِنَ الْجِبالِ أَكْناناً وَجَعَلَ لَكُمْ سَرابِيلَ تَقِيكُمُ الْحَرَّ وَسَرابِيلَ تَقِيكُمْ بَأْسَكُمْ كَذلِكَ يُتِمُّ نِعْمَتَهُ عَلَيْكُمْ لَعَلَّكُمْ تُسْلِمُونَ (81)

{وَاللهُ جَعَلَ لَكُمْ مِمّا خَلَقَ ظِلالاً وَجَعَلَ لَكُمْ مِنَ الْجِبالِ أَكْناناً وَجَعَلَ لَكُمْ} : اعربت في الآية الكريمة السابقة. مما: أصلها:

«من» حرف جر و «ما» اسم موصول مبني على السكون في محل جر بمن والجار والمجرور متعلق بجعل. خلق: صلة الموصول لا محل لها. تعرب اعراب «جعل» .

{سَرابِيلَ} : أي ثيابا وهي جمع سربال: مفعول به منصوب بالفتحة ولم ينون لأنه ممنوع من الصرف على وزن مفاعيل.

{تَقِيكُمُ الْحَرَّ} : الجملة: في محل نصب صفة-نعت-لسرابيل. تقي: فعل مضارع مرفوع بالضمة المقدرة على الياء للثقل. الكاف ضمير متصل في محل نصب مفعول به والميم علامة جمع الذكور والفاعل ضمير مستتر فيه جوازا تقديره هي. الحر: مفعول به منصوب بالفتحة.

{وَسَرابِيلَ تَقِيكُمْ بَأْسَكُمْ} : معطوفة بالواو على {سَرابِيلَ تَقِيكُمُ الْحَرَّ»} وتعرب إعرابها. الكاف في «بأسكم» في محل جر بالاضافة والميم علامة للجمع.

{كَذلِكَ يُتِمُّ نِعْمَتَهُ عَلَيْكُمْ} : الكاف: اسم بمعنى «مثل» مبني على الفتح في محل نصب نائب مفعول مطلق أو صفة له بتقدير مثل ذلك الإتمام يتم.

أو يتم إتماما مثل ذلك. ذا: اسم اشارة مبني على السكون في محل جر بالاضافة. اللام للبعد والكاف للخطاب. يتم: فعل مضارع مرفوع بالضمة والفاعل ضمير مستتر فيه جوازا تقديره هو. نعمته: مفعول به

ص: 189

منصوب بالفتحة والهاء ضمير متصل في محل جر بالاضافة. عليكم: جار ومجرور متعلق بيتم والميم علامة الجمع.

{لَعَلَّكُمْ تُسْلِمُونَ} : لعل: حرف مشبه بالفعل. الكاف: ضمير متصل في محل نصب اسم «لعل» الميم علامة جمع الذكور. تسلمون: الجملة في محل رفع خبر «لعل» وهي فعل مضارع مرفوع بثبوت النون والواو ضمير متصل في محل رفع فاعل.

[سورة النحل (16): آية 82] فَإِنْ تَوَلَّوْا فَإِنَّما عَلَيْكَ الْبَلاغُ الْمُبِينُ (82)

{فَإِنْ تَوَلَّوْا} : الفاء: استئنافية. إنّ: حرف شرط جازم. تولوا: فعل ماض مبني على الفتح المقدر للتعذر على الألف المحذوفة لالتقائها ساكنة مع واو الجماعة في محل جزم لأنه فعل الشرط.الواو ضمير متصل في محل رفع فاعل والألف فارقة. بمعنى: أعرضوا.

{فَإِنَّما عَلَيْكَ} : الفاء واقعة في جواب الشرط.إنما: كافة ومكفوفة وما بعدها جملة اسمية مسبوقة بإنّ مقترنة بالفاء في محل جزم لأنها جواب شرط جازم.

عليك: جار ومجرور متعلق بخبر مقدم.

{الْبَلاغُ الْمُبِينُ} : مبتدأ مؤخر مرفوع بالضمة. المبين: صفة-نعت-للبلاغ مرفوعة مثلها بالضمة.

[سورة النحل (16): آية 83] يَعْرِفُونَ نِعْمَتَ اللهِ ثُمَّ يُنْكِرُونَها وَأَكْثَرُهُمُ الْكافِرُونَ (83)

{يَعْرِفُونَ نِعْمَتَ} : فعل مضارع مرفوع بثبوت النون والواو ضمير متصل في محل رفع فاعل. نعمة: مفعول به منصوب بالفتحة.

{اللهِ ثُمَّ يُنْكِرُونَها} : لفظ الجلالة: مضاف إليه مجرور للتعظيم بالكسرة. ثم:

حرف عطف. ينكرونها: معطوفة على «يعرفون النعمة» وتعرب إعرابها.

و«ها» ضمير متصل في محل نصب مفعول به. أي يعرفون نعمته سبحانه ثم ينكرونها باشراكهم معه في النعمة غيره.

ص: 190

{وَأَكْثَرُهُمُ الْكافِرُونَ} : الواو: استئنافية. أكثر: مبتدأ مرفوع بالضمة و «هم» ضمير الغائبين مبني على السكون في محل جر بالاضافة وحركت الميم بالضم للاشباع. الكافرون: خبر مرفوع بالواو لأنه جمع مذكر سالم والنون عوض من التنوين والحركة في المفرد.

[سورة النحل (16): آية 84] وَيَوْمَ نَبْعَثُ مِنْ كُلِّ أُمَّةٍ شَهِيداً ثُمَّ لا يُؤْذَنُ لِلَّذِينَ كَفَرُوا وَلا هُمْ يُسْتَعْتَبُونَ (84)

{وَيَوْمَ} : الواو استئنافية. يوم: مفعول به لفعل محذوف تقديره. اذكر. أو اسم منصوب على الظرفية الزمانية بالفتحة-مفعول فيه-بمعنى يوم نبعث وقعوا فيما وقعوا فيه. وهو مضاف والجملة الفعلية بعده: في محل جر بالاضافة.

{نَبْعَثُ مِنْ كُلِّ أُمَّةٍ شَهِيداً} : فعل مضارع مرفوع بالضمة والفاعل ضمير مستتر فيه وجوبا تقديره نحن. من كل: جار ومجرور متعلق بنبعث و «أمة» مضاف إليه مجرور بالكسرة. شهيدا: مفعول به منصوب بالفتحة. أي شهيدا عليهم.

{ثُمَّ لا يُؤْذَنُ} : ثم: عاطفة. لا: نافية لا عمل لها. يؤذن: فعل مضارع مبني للمجهول مرفوع بالضمة.

{لِلَّذِينَ كَفَرُوا} : اللام: حرف جر. الذين: اسم موصول مبني على الفتح في محل جر باللام. والجار والمجرور في محل رفع نائب فاعل للفعل يؤذن.

والجملة بعده: صلة الموصول لا محل لها. كفروا: فعل ماض مبني على الضم لاتصاله بواو الجماعة. الواو ضمير متصل في محل رفع فاعل والألف فارقة. أي لا يؤذن للكافرين في الاعتذار.

{وَلا هُمْ يُسْتَعْتَبُونَ} : الواو عاطفة أو استئنافية. لا: نافية لا عمل لها.

ص: 191

هم: ضمير رفع منفصل مبني على السكون في محل رفع مبتدأ. يستعتبون أي يسترضون: فعل مضارع مبني للمجهول مرفوع بثبوت النون والواو ضمير متصل في محل رفع نائب فاعل والجملة في محل رفع خبر «هم» .

[سورة النحل (16): آية 85] وَإِذا رَأَى الَّذِينَ ظَلَمُوا الْعَذابَ فَلا يُخَفَّفُ عَنْهُمْ وَلا هُمْ يُنْظَرُونَ (85)

{وَإِذا رَأَى الَّذِينَ} : الواو: استئنافية. اذا: ظرف لما يستقبل من الزمان خافض لشرطه منصوب بجوابه وهو أداة شرط غير جازمة. رأى: فعل ماض مبني على الفتح المقدر على الألف للتعذر. الذين: اسم موصول مبني على الفتح في محل رفع فاعل. وجملة {رَأَى الَّذِينَ»} في محل جر بالاضافة لوقوعها بعد «إذا» .

{ظَلَمُوا الْعَذابَ} : فعل ماض مبني على الضم لاتصاله بواو الجماعة الواو ضمير متصل في محل رفع فاعل والألف فارقة والمعمول محذوف أي ظلموا أنفسهم. وجملة «ظلموا» صلة الموصول لا محل لها. العذاب: أي عذاب جهنم: مفعول به منصوب بالفتحة.

{فَلا يُخَفَّفُ عَنْهُمْ} : الفاء واقعة في جواب الشرط وما بعدها: جواب شرط غير جازم لا محل لها. لا: نافية لا عمل لها. يخفف: فعل مضارع مبني للمجهول مرفوع بالضمة ونائب الفاعل ضمير مستتر فيه جوازا تقديره هو أي العذاب. عنهم: جار ومجرور متعلق بيخفف. وهم ضمير الغائبين في محل جر بعن.

{وَلا هُمْ يُنْظَرُونَ} : أعربت في الآية الكريمة السابقة. أي ولا هم يمهلون.

[سورة النحل (16): آية 86] وَإِذا رَأَى الَّذِينَ أَشْرَكُوا شُرَكاءَهُمْ قالُوا رَبَّنا هؤُلاءِ شُرَكاؤُنَا الَّذِينَ كُنّا نَدْعُوا مِنْ دُونِكَ فَأَلْقَوْا إِلَيْهِمُ الْقَوْلَ إِنَّكُمْ لَكاذِبُونَ (86)

{وَإِذا رَأَى الَّذِينَ أَشْرَكُوا شُرَكاءَهُمْ} : أعربت في الآية الكريمة

ص: 192

السابقة. و «هم» في «شركاءهم» أي أوثانهم: ضمير الغائبين في محل جر بالاضافة.

{قالُوا} : الجملة وما بعدها: جواب شرط غير جازم لا محل لها. قالوا:

تعرب إعراب «أشركوا» والجملة بعد «قالوا» في محل نصب مفعول به لقالوا.

{رَبَّنا} : منادى بأداء محذوفة تقديرها: يا ربنا: منصوب للتعظيم بالفتحة وهو مضاف و «نا» ضمير متصل في محل جر بالاضافة.

{هؤُلاءِ شُرَكاؤُنَا} : الهاء: للتنبيه. أولاء: اسم اشارة مبني على الكسر في محل رفع مبتدأ. شركاء: خبر مرفوع بالضمة و «نا» ضمير متصل في محل جر بالاضافة.

{الَّذِينَ} : اسم موصول مبني على الفتح في محل رفع صفة-نعت-لشركاؤنا- والجملة بعده: صلة الموصول لا محل لها من الاعراب.

{كُنّا نَدْعُوا مِنْ دُونِكَ} : فعل ماض ناقص مبني على السكون لاتصاله بنا.

و«نا» ضمير متصل في محل رفع اسم «كان» .ندعو: الجملة في محل نصب خبر «كان» وهي فعل مضارع مرفوع بالضمة المقدرة على الواو للثقل والفاعل ضمير مستتر فيه وجوبا تقديره نحن والعائد ضمير في محل نصب مفعول به التقدير: ندعوهم. أي نعبدهم. من دونك: جار ومجرور والكاف ضمير متصل في محل جر بالاضافة والجار والمجرور متعلق بندعو.

{فَأَلْقَوْا إِلَيْهِمُ الْقَوْلَ} : الفاء: سببية. القوا: فعل ماض مبني على الفتح أو الضم المقدر للتعذر على الألف المحذوفة لالتقائها ساكنة مع واو الجماعة.

الواو ضمير متصل في محل رفع فاعل. والألف فارقة. إليهم: جار ومجرور متعلق بألقوا و «هم» ضمير الغائبين في محل جر بإلى وحركت الميم بالضم للاشباع. القول: مفعول به منصوب بالفتحة بمعنى: فأجابوهم قائلين.

{إِنَّكُمْ لَكاذِبُونَ} : أي فرد عليهم أولئك الشركاء بأنهم كاذبون فما كانوا يعبدونهم بل كانوا يعبدون أهواءهم. إنّ: حرف نصب وتوكيد مشبه

ص: 193

بالفعل. الكاف: ضمير متصل في محل نصب اسم «إنّ» والميم علامة جمع الذكور. اللام لام الابتداء-المزحلقة-للتوكيد. كاذبون: خبر «إنّ» مرفوع بالواو لأنه جمع مذكر سالم والنون عوض من تنوين المفرد.

[سورة النحل (16): آية 87] وَأَلْقَوْا إِلَى اللهِ يَوْمَئِذٍ السَّلَمَ وَضَلَّ عَنْهُمْ ما كانُوا يَفْتَرُونَ (87)

{وَأَلْقَوْا إِلَى اللهِ} : الواو: استئنافية. القوا: فعل ماض مبني على الفتح أو الضم المقدر للتعذر على الألف المحذوفة لالتقائها ساكنة مع واو الجماعة.

أي وألقى الكافرون أو الظالمون. الواو ضمير متصل في محل رفع فاعل والألف فارقة. الى الله: جار ومجرور للتعظيم. أي ألقوا مقاليدهم والجار والمجرور متعلق بألقوا.

{يَوْمَئِذٍ السَّلَمَ} : أي يوم القيامة الاستسلام. أو القوا مقاليدهم يوم القيامة مستسلمين. يوم: ظرف زمان منصوب على الظرفية بالفتحة متعلق بألقوا.

وهو مضاف. و «إذ» اسم مبني على السكون حرك بالكسر تخلصا من التقاء الساكنين، سكونه وسكون التنوين وهو في محل جر مضاف إليه. السلم:

مفعول به منصوب بالفتحة.

{وَضَلَّ عَنْهُمْ} : الواو: استئنافية. ضلّ: فعل ماض مبني على الفتح أي:

وضاع. عنهم: جار ومجرور متعلق بضل و «هم» في محل جر بعن.

{ما كانُوا} : ما: اسم موصول مبني على السكون في محل رفع فاعل. كانوا:

فعل ماض ناقص مبني على الضم لاتصاله بواو الجماعة. الواو ضمير متصل في محل رفع اسم «كان» والألف فارقة. والجملة «كانوا مع خبرها» صلة الموصول لا محل لها.

{يَفْتَرُونَ} : الجملة: في محل نصب خبر «كان» وهي فعل مضارع مرفوع بثبوت النون والواو ضمير متصل في محل رفع فاعل والعائد ضمير منصوب لأنه مفعول به. التقدير: ما كانوا يفترونه: أي: يختلقونه.

ص: 194

[سورة النحل (16): آية 88] الَّذِينَ كَفَرُوا وَصَدُّوا عَنْ سَبِيلِ اللهِ زِدْناهُمْ عَذاباً فَوْقَ الْعَذابِ بِما كانُوا يُفْسِدُونَ (88)

{الَّذِينَ كَفَرُوا وَصَدُّوا} : اسم موصول مبني على الفتح في محل رفع مبتدأ.

كفروا: فعل ماض مبني على الضم لاتصاله بواو الجماعة. الواو: ضمير متصل في محل رفع فاعل والألف فارقة وجملة «كفروا» صلة الموصول لا محل لها. وصدوا: معطوفة بالواو على «كفروا» وتعرب إعرابها.

{عَنْ سَبِيلِ اللهِ} : جار ومجرور متعلق بصدوا وحذف المفعول به اختصارا.

المعنى: ومنعوا الناس: الله: مضاف إليه مجرور للتعظيم بالكسرة.

{زِدْناهُمْ} : الجملة: في محل رفع خبر المبتدأ. وهي فعل ماض مبني على السكون لاتصاله بنا. و «نا» ضمير متصل في محل رفع فاعل و «هم» ضمير الغائبين مبني على السكون في محل نصب مفعول به

{عَذاباً فَوْقَ الْعَذابِ} : عذابا: تمييز منصوب بالفتحة ويجوز أن يكون مفعولا ثانيا فوق ظرف مكان معناه الزيادة منصوب بالفتحة على الظرفية وهو مضاف. العذاب: مضاف إليه مجرور بالكسرة بمعنى: فوق عذابهم.

{بِما كانُوا يُفْسِدُونَ} : الباء: حرف جر. ما: مصدرية. كانوا: فعل ماض مبني على الضم لاتصاله بواو الجماعة وهو فعل ناقص. الواو ضمير متصل في محل رفع اسم «كان» والألف فارقة. يفسدون: الجملة: في محل نصب خبر «كان» وهو فعل مضارع مرفوع بثبوت النون. والواو ضمير متصل في محل رفع فاعل. و «ما» وما تلاها بتأويل مصدر في محل جر بالباء والجار والمجرور متعلق بزدنا التقدير: بكونهم مفسدين الناس بصدهم عن سبيل الله. وجملة {كانُوا يُفْسِدُونَ»} صلة «ما» المصدرية لا محل لها من الإعراب.

ص: 195

[سورة النحل (16): آية 89] وَيَوْمَ نَبْعَثُ فِي كُلِّ أُمَّةٍ شَهِيداً عَلَيْهِمْ مِنْ أَنْفُسِهِمْ وَجِئْنا بِكَ شَهِيداً عَلى هؤُلاءِ وَنَزَّلْنا عَلَيْكَ الْكِتابَ تِبْياناً لِكُلِّ شَيْءٍ وَهُدىً وَرَحْمَةً وَبُشْرى لِلْمُسْلِمِينَ (89)

{وَيَوْمَ نَبْعَثُ فِي كُلِّ أُمَّةٍ شَهِيداً عَلَيْهِمْ} : أعربت في الآية الكريمة الرابعة والثمانين. على: حرف جر و «هم» ضمير الغائبين في محل جر بعلى.

{مِنْ أَنْفُسِهِمْ} : جار ومجرور متعلق بصفة محذوفة من «شهيدا» و «هم» ضمير الغائبين في محل جر بالاضافة ويجوز أن تكون شهيدا حالا على تقدير حذف مفعول «نبعث» بتقدير: ويوم نبعث في كل أمة نبيهم شهيدا عليهم.

{وَجِئْنا بِكَ شَهِيداً} : الواو: عاطفة. جئنا: فعل ماض أريد به المستقبل بتقدير ونجيء مبني على السكون لاتصاله بنا و «نا» ضمير متصل في محل رفع فاعل. بك: جار ومجرور متعلق بجئنا. شهيدا: حال منصوب بالفتحة.

{عَلى هؤُلاءِ} : على: حرف جر. هؤلاء: اسم اشارة مبني على الكسر في محل جر بعلى والجار والمجرور متعلق بشهيدا. أي على أمتك ويجوز أن تكون الاشارة على المعاصرين لك من قومك.

{وَنَزَّلْنا عَلَيْكَ الْكِتابَ تِبْياناً} : معطوفة بالواو على {جِئْنا بِكَ شَهِيداً»} وتعرب إعرابها أي بيانا. الكتاب: مفعول به منصوب بالفتحة.

{لِكُلِّ شَيْءٍ وَهُدىً وَرَحْمَةً وَبُشْرى} : جار ومجرور متعلق بتبيانا.

شيء: مضاف إليه مجرور بالكسرة والأسماء الثلاثة بعده: معطوفة بواوات العطف على «تبيانا» منصوبة مثلها بالفتحة وقدرت الفتحة على ألف «بشرى» للتعذر ولم تنون الكلمة لأنها اسم منقوص رباعي مؤنث. وقدرت الفتحة على ألف «هدى» للتعذر أيضا. وقد نونت الكلمة لأنها اسم مقصور ثلاثي نكرة.

ص: 196

{لِلْمُسْلِمِينَ} : جار ومجرور متعلق ببشرى وعلامة جر الاسم الياء لأنه جمع مذكر سالم والنون عوض من تنوين المفرد وحركته.

[سورة النحل (16): آية 90] إِنَّ اللهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالْإِحْسانِ وَإِيتاءِ ذِي الْقُرْبى وَيَنْهى عَنِ الْفَحْشاءِ وَالْمُنْكَرِ وَالْبَغْيِ يَعِظُكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ (90)

{إِنَّ اللهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ} : انّ: حرف نصب وتوكيد مشبه بالفعل. الله لفظ الجلالة: اسم «إنّ» منصوب للتعظيم بالفتحة. يأمر: فعل مضارع مرفوع بالضمة والفاعل ضمير مستتر فيه جوازا تقديره هو. والجملة: في محل رفع خبر «إنّ» .بالعدل: جار ومجرور متعلق بيأمر أي باقامة العدل فحذف المضاف المجرور بالباء وحل محله المضاف إليه.

{وَالْإِحْسانِ وَإِيتاءِ ذِي الْقُرْبى} : الكلمتان معطوفتان بواوي العطف على «العدل» مجرورتان مثلها. ذي: مضاف إليه مجرور بالياء لأنه من الأسماء الخمسة وهو مضاف. القربى: مضاف إليه مجرور بالكسرة المقدرة على الألف للتعذر. أي واعطاء ذي القرابة-الأقارب-ما يحتاجون إليه فحذف مفعول المصدر ايتاء.

{وَيَنْهى عَنِ الْفَحْشاءِ وَالْمُنْكَرِ وَالْبَغْيِ} : معطوفة بالواو على {يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالْإِحْسانِ وَإِيتاءِ .. »} وتعرب إعرابها. وعلامة رفع الفعل «ينهى» الضمة المقدرة على الألف للتعذر. و «البغي» أي الظلم.

{يَعِظُكُمْ} : الجملة في محل نصب حال بتقدير: وهو يعظكم. ويجوز أن تكون في محل رفع بدلا من «يأمر» وهي فعل مضارع تعرب اعراب «يأمر» والكاف ضمير المخاطبين في محل نصب مفعول به والميم علامة جمع الذكور.

{لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ} : لعلّ: حرف مشبه بالفعل. الكاف ضمير المخاطبين في محل نصب اسم «لعلّ» والميم علامة جمع الذكور. تذكرون: أي تتذكرون، حذفت احدى التاءين تخفيفا. وهي فعل مضارع مرفوع بثبوت

ص: 197

النون والواو ضمير متصل في محل رفع فاعل وجملة «تذكرون» في محل رفع خبر «لعل» .

[سورة النحل (16): آية 91] وَأَوْفُوا بِعَهْدِ اللهِ إِذا عاهَدْتُمْ وَلا تَنْقُضُوا الْأَيْمانَ بَعْدَ تَوْكِيدِها وَقَدْ جَعَلْتُمُ اللهَ عَلَيْكُمْ كَفِيلاً إِنَّ اللهَ يَعْلَمُ ما تَفْعَلُونَ (91)

{وَأَوْفُوا بِعَهْدِ اللهِ} : الواو: استئنافية. أوفوا: فعل أمر مبني على حذف النون لأن مضارعه من الأفعال الخمسة. الواو: ضمير متصل في محل رفع فاعل والألف فارقة. بعهد: جار ومجرور متعلق بأوفوا. الله: مضاف إليه مجرور للتعظيم بالكسرة.

{إِذا عاهَدْتُمْ} : إذا: ظرف لما يستقبل من الزمان خافض لشرطه منصوب بجوابه وهو أداة شرط غير جازمة. عاهدتم: فعل ماض مبني على السكون لاتصاله بضمير الرفع المتحرك-المخاطبين-التاء ضمير متصل في محل رفع فاعل والميم علامة جمع الذكور. وجملة «عاهدتم» في محل جر بالاضافة لوقوعها بعد الظرف «اذا» وجواب الشرط محذوف لتقدم معناه. التقدير:

اذا عاهدتم بما حلفتم عليه فأفوا بعهد الله.

{وَلا تَنْقُضُوا الْأَيْمانَ} : الواو: عاطفة. لا: ناهية جازمة. تنقضوا:

فعل مضارع مجزوم بلا. وعلامة جزمه حذف النون الواو ضمير متصل في محل رفع فاعل والألف فارقة. الايمان: مفعول به منصوب بالفتحة.

{بَعْدَ تَوْكِيدِها} : بعد: ظرف زمان متعلق بلا تنقضوا وهو منصوب بالفتحة على الظرفية الزمانية يفيد التراخي أي امتداد زمانه وهو مضاف. توكيد:

مضاف إليه مجرور بالكسرة و «ها» ضمير متصل في محل جر بالاضافة.

{وَقَدْ جَعَلْتُمُ اللهَ} : الواو حالية والجملة بعدها: في محل نصب حال. قد:

حرف تحقيق. جعلتم: فعل ماض مبني على السكون لاتصاله بضمير الرفع المتحرك. التاء: تاء المخاطبين ضمير متصل في محل رفع فاعل والميم علامة

ص: 198

جمع الذكور. الله: مفعول به منصوب للتعظيم بالفتحة. وحركت ميم «جعلتم» بالضم للاشباع.

{عَلَيْكُمْ كَفِيلاً} : جار ومجرور متعلق بجعلتم والميم للجمع. كفيلا: مفعول به ثان منصوب بالفتحة. أي جعلتم الله ضامنا لكم.

{إِنَّ اللهَ يَعْلَمُ ما} : انّ: حرف نصب وتوكيد مشبه بالفعل. الله: اسمها منصوب للتعظيم بالفتحة. يعلم: فعل مضارع مرفوع بالضمة والفاعل ضمير مستتر فيه جوازا تقديره هو. وجملة «يعلم» في محل رفع خبر «إنّ» ما:

اسم موصول مبني على السكون في محل نصب مفعول به. والجملة بعده:

صلة الموصول لا محل لها من الإعراب.

{تَفْعَلُونَ} : فعل مضارع مرفوع بثبوت النون والواو ضمير متصل في محل رفع فاعل. والعائد ضمير منصوب لأنه مفعول به. التقدير: تفعلونه.

[سورة النحل (16): آية 92] وَلا تَكُونُوا كَالَّتِي نَقَضَتْ غَزْلَها مِنْ بَعْدِ قُوَّةٍ أَنْكاثاً تَتَّخِذُونَ أَيْمانَكُمْ دَخَلاً بَيْنَكُمْ أَنْ تَكُونَ أُمَّةٌ هِيَ أَرْبى مِنْ أُمَّةٍ إِنَّما يَبْلُوكُمُ اللهُ بِهِ وَلَيُبَيِّنَنَّ لَكُمْ يَوْمَ الْقِيامَةِ ما كُنْتُمْ فِيهِ تَخْتَلِفُونَ (92)

{وَلا تَكُونُوا كَالَّتِي} : الواو: عاطفة. لا: ناهية جازمة. تكونوا: فعل مضارع ناقص مجزوم بلا وعلامة جزمه حذف النون الواو ضمير متصل في محل رفع اسم «تكون» والألف فارقة. كالتي: الكاف: اسم بمعنى «مثل» مبني على الفتح في محل نصب خبر «تكونوا» .التي: اسم موصول مبني على السكون في محل جر بالاضافة.

{نَقَضَتْ} : فعل ماض مبني على الفتح والتاء تاء التأنيث الساكنة لا محل لها والفاعل ضمير مستتر فيه جوازا تقديره هي والجملة صلة الموصول لا محل لها.

{غَزْلَها مِنْ بَعْدِ قُوَّةٍ} : غزل: مفعول به منصوب بالفتحة. و «ها» ضمير

ص: 199

متصل مبني على السكون في محل جر بالإضافة. من بعد: جار ومجرور متعلق بنقضت. قوة: مضاف إليه مجرور بالكسرة. أي من بعد ابرام وإحكام.

{أَنْكاثاً} : جمع «نكث» وهو ما ينكث فتله. ونصبت الكلمة على المصدر-أي هي مفعول مطلق بتقدير نقضت أنكاثا بمعنى: نكثت أنكاثا.

{تَتَّخِذُونَ أَيْمانَكُمْ دَخَلاً بَيْنَكُمْ} : تتخذون: فعل مضارع مرفوع بثبوت النون والواو ضمير متصل في محل رفع فاعل. أيمانكم: مفعول به منصوب بالفتحة. الكاف ضمير متصل في محل جر بالاضافة والميم علامة جمع الذكور وجملة {تَتَّخِذُونَ أَيْمانَكُمْ دَخَلاً»} في محل نصب حال. بمعنى: ولا تنقضوا أيمانكم متخذين دخلا أي مفسدة. دخلا: مفعول به ثان لتتخذون منصوب بالفتحة. ويجوز أن تكون مفعولا لأجله-له-بينكم: ظرف مكان منصوب على الظرفية بالفتحة وهو مضاف والكاف ضمير متصل في محل جر بالاضافة والميم علامة جمع الذكور.

{أَنْ تَكُونَ أُمَّةٌ هِيَ أَرْبى مِنْ أُمَّةٍ} : بمعنى: بأن تكون طائفة أزيد عددا من طائفة أخرى. أي فلا تغدر الطائفة القوية بالطائفة الضعيفة بمعنى آخر:

أي لا تغدروا بقوم لكثرتكم وقلتهم وجاء في كتب التفسير بسبب أن تكون أمة يعني جماعة قريش هي أزيد عددا وأوفر مالا من أمة من جماعة المؤمنين.

أن: حرف مصدري ناصب. تكون: فعل مضارع ناقص منصوب بأن وعلامة نصبه الفتحة. أمة: اسم «تكون» مرفوع بالضمة. و «أن» وما تلاها بتأويل مصدر في محل جر بحرف جر مقدر أي بأن تكون أو بسبب أن تكون. ويجوز أن تكون بتأويل مصدر في محل نصب مفعولا له أي لأن تكون بمعنى كراهة أن تكون. وجملة «تكون» وما بعدها: صلة «أن» لا محل لها. هي: ضمير رفع منفصل مبني على الفتح في محل رفع مبتدأ.

أربى: خبر «هي» مرفوع بالضمة المقدرة على الألف للتعذر بمعنى «أزيد» لأن «أربى» مشتق من «الربا» وهو الزيادة. والجملة الاسمية {هِيَ أَرْبى»} في محل نصب خبر «تكون» من أمة جار ومجرور متعلق بأربى.

ص: 200

{إِنَّما يَبْلُوكُمُ اللهُ بِهِ} : انما: كافة ومكفوفة. يبلوكم: فعل مضارع مرفوع بالضمة. الكاف: ضمير المخاطبين في محل نصب مفعول به والميم علامة جمع الذكور حركت بالضم للاشباع. الله: فاعل مرفوع للتعظيم بالضمة. به: جار ومجرور متعلق بيبلوكم والهاء يعود لأربى أو لقوله-أن تكون أمة-لأنه في معنى المصدر بمعنى انما يختبركم بكونهم أربى.

{وَلَيُبَيِّنَنَّ لَكُمْ يَوْمَ الْقِيامَةِ} : الواو: عاطفة. اللام: لام التوكيد.

يبيننّ: فعل مضارع مبني على الفتح لاتصاله بنون التوكيد الثقيلة التي لا محل لها. لكم: جار ومجرور متعلق بيبينن. والميم علامة جمع الذكور.

يوم: ظرف زمان متعلق بيبين منصوب على الظرفية بالفتحة وهو مضاف.

القيامة: مضاف إليه مجرور بالكسرة.

{ما كُنْتُمْ} : ما: اسم موصول مبني على السكون في محل نصب مفعول به.

كنتم: فعل ماض ناقص مبني على السكون لاتصاله بضمير الرفع المتحرك.

التاء: ضمير المخاطبين في محل رفع اسم «كان» والميم علامة جمع الذكور.

والجملة مع خبرها. صلة الموصول لا محل لها من الاعراب.

{فِيهِ تَخْتَلِفُونَ} : جار ومجرور متعلق بتختلفون. تختلفون: تعرب اعراب «تتخذون» وجملة «تختلفون» في محل نصب خبر «كان» .

[سورة النحل (16): آية 93] وَلَوْ شاءَ اللهُ لَجَعَلَكُمْ أُمَّةً ااحِدَةً وَلكِنْ يُضِلُّ مَنْ يَشاءُ وَيَهْدِي مَنْ يَشاءُ وَلَتُسْئَلُنَّ عَمّا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ (93)

{وَلَوْ شاءَ اللهُ} : الواو: استئنافية. لو: حرف شرط غير جازم. شاء:

فعل ماض مبني على الفتح. الله لفظ الجلالة: فاعل مرفوع للتعظيم بالضمة.

{لَجَعَلَكُمْ} : الجملة: جواب شرط غير جازم لا محل لها. اللام: واقعة في جواب الشرط.جعل: فعل ماض مبني على الفتح والفاعل ضمير مستتر

ص: 201

فيه جوازا تقديره هو. الكاف ضمير متصل-ضمير المخاطبين-في محل نصب مفعول به والميم علامة جمع الذكور.

{أُمَّةً ااحِدَةً} : مفعول به ثان منصوب بالفتحة. واحدة: صفة-نعت-لأمة منصوبة مثلها بالفتحة أي أمة مسلمة واحدة.

{وَلكِنْ يُضِلُّ مَنْ يَشاءُ} : الواو: زائدة. و «لكن» مخففة من «لكن» المشددة واسمها ضمير الشأن تقديره لكنه. بمعنى ولكن الحكمة اقتضت أن يضل من يشاء. يضل: فعل مضارع مرفوع بالضمة والفاعل ضمير مستتر فيه جوازا تقديره هو. وجملة {يُضِلُّ مَنْ يَشاءُ»} في محل رفع خبر «لكن» .

من: اسم موصول مبني على السكون في محل نصب مفعول به. يشاء:

صلة الموصول لا محل لها تعرب اعراب «يضل» .

{وَيَهْدِي مَنْ يَشاءُ} : معطوفة بالواو على {يُضِلُّ مَنْ يَشاءُ»} وتعرب إعرابها وعلامة رفع الفعل «يهدي» الضمة المقدرة على الياء للثقل. بمعنى ويهدي من يشاء لحكمة عالية. أي اقتضت هذه الحكمة أن يضل سبحانه من يشاء ويهدي من يشاء من عباده وحذف المفعول لأنه معلوم أي من يشاء اضلاله وهدايته

{وَلَتُسْئَلُنَّ} : الواو: استئنافية. اللام للتوكيد. تسألنّ: فعل مضارع مبني للمجهول مبني على حذف النون لأنه من الأفعال الخمسة. وسبب بنائه على حذف النون اتصاله بنون التوكيد الثقيلة وواو الجماعة المحذوفة لالتقائها ساكنة مع نون التوكيد الثقيلة في محل رفع نائب فاعل ونون التوكيد لا محل لها.

{عَمّا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ} : عما: أصلها: عن: حرف جر و «ما» اسم موصول مبني على السكون في محل جر بعن وقد أدغمت نون «عن» باسم الموصول فحصل التشديد. كنتم: فعل ماض ناقص مبني على السكون لاتصاله بضمير الرفع المتحرك. التاء تاء المخاطبين ضمير متصل في محل رفع اسم «كان» .تعملون: فعل مضارع مرفوع بثبوت النون والواو ضمير متصل في

ص: 202

محل رفع فاعل وجملة {كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ»} صلة الموصول لا محل لها. والعائد ضمير منصوب محلا لأنه مفعول به. التقدير: عما كنتم تعملونه.

[سورة النحل (16): آية 94] وَلا تَتَّخِذُوا أَيْمانَكُمْ دَخَلاً بَيْنَكُمْ فَتَزِلَّ قَدَمٌ بَعْدَ ثُبُوتِها وَتَذُوقُوا السُّوءَ بِما صَدَدْتُمْ عَنْ سَبِيلِ اللهِ وَلَكُمْ عَذابٌ عَظِيمٌ (94)

{وَلا تَتَّخِذُوا} : الواو: عاطفة. لا: ناهية جازمة. تتخذوا: فعل مضارع مجزوم بلا وعلامة جزمه حذف النون. الواو ضمير متصل في محل رفع فاعل والألف فارقة.

{أَيْمانَكُمْ دَخَلاً بَيْنَكُمْ} : أعربت في الآية الكريمة الثانية والتسعين.

{فَتَزِلَّ قَدَمٌ بَعْدَ ثُبُوتِها} : الفاء سببية. تزلّ: أي تسقط وتزلق: فعل مضارع منصوب بأنّ مضمرة بعد الفاء وعلامة نصبه: الفتحة. قدم:

فاعل مرفوع بالضمة. بعد: ظرف زمان متعلق بتزلّ منصوب بالفتحة وهو مضاف. ثبوت: مضاف إليه مجرور بالكسرة. و «ها» ضمير متصل في محل جر بالاضافة بمعنى: بعد استقرارها. و «أن» المضمرة وما بعدها بتأويل مصدر معطوف على مصدر منتزع من الكلام السابق. التقدير:

ليكن منكم عدم اتخاذ ايمانكم مفسدة بينكم فعدم زلّ قدم بعد استقرارها وجملة «تزل قدم» صلة «أن» المضمرة لا محل لها.

{وَتَذُوقُوا السُّوءَ} : معطوفة بالواو على «تزل قدم» وعلامة نصب الفعل حذف النون. الواو: ضمير متصل في محل رفع فاعل والألف فارقة.

السوء: أي العذاب: مفعول به منصوب بالفتحة.

{بِما صَدَدْتُمْ عَنْ سَبِيلِ اللهِ} : الباء: حرف جر. ما: مصدرية.

صددتم: فعل ماض مبني على السكون لاتصاله بضمير الرفع المتحرك التاء ضمير المخاطبين في محل رفع فاعل والميم علامة جمع الذكور أي بما منعتم.

عن سبيل: جار ومجرور متعلق بصددتم ولفظ الجلالة: مضاف إليه مجرور

ص: 203

للتعظيم بالكسرة. و «ما» وما تلاها بتأويل مصدر في محل جر بالباء والجار والمجرور متعلق بتذوقوا. التقدير: بصدكم الناس. وحذف المفعول اختصارا وجملة «صددتم» صلة «ما» لا محل لها.

{وَلَكُمْ عَذابٌ عَظِيمٌ} : الواو: عاطفة. لكم: جار ومجرور متعلق بخبر مقدم والميم علامة جمع الذكور. عذاب: مبتدأ مؤخر مرفوع بالضمة.

عظيم: صفة-نعت-لعذاب مرفوعة مثلها بالضمة.

[سورة النحل (16): آية 95] وَلا تَشْتَرُوا بِعَهْدِ اللهِ ثَمَناً قَلِيلاً إِنَّما عِنْدَ اللهِ هُوَ خَيْرٌ لَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ (95)

{وَلا تَشْتَرُوا} : تعرب اعراب {وَلا تَتَّخِذُوا»} الواردة في الآية الكريمة السابقة.

أي ولا تبيعوا لأن اشترى وباع يستعمل أحدهما مكان الآخر بمعنى واحد.

{بِعَهْدِ اللهِ ثَمَناً قَلِيلاً} : بمعنى: ولا تبيعوا عهد الله بثمن قليل وهنا حلت الكلمتان: عهد وثمنا كل منهما محل الأخرى من حيث الاعراب. بعهد:

جار ومجرور متعلق بتشتروا. الله: مضاف إليه مجرور للتعظيم بالكسرة.

ثمنا: مفعول به منصوب بالفتحة. قليلا: صفة-نعت-لثمنا منصوبة بالفتحة ويجوز أن تكون كلمة «ثمنا» مفعولا مطلقا منصوبا بفعل مضمر تقديره ولا تثمنوا بعهد الله ثمنا قليلا لأن عبارة: أثمنت الشيء: بمعنى بعته بثمن .. وبما أنّ {لا تَشْتَرُوا»} معناها: لا تبيعوا فيكون التقدير المذكور:

ولا تثمنوا بعهد الله ثمنا قليلا.

{إِنَّما عِنْدَ اللهِ} : بمعنى: إنّ الذي عند الله: إنّ: حرف نصب وتوكيد مشبه بالفعل. و «ما» اسم موصول مبني على السكون في محل نصب اسم «إنّ» عند «ظرف مكان منصوب على الظرفية بالفتحة وهو مضاف وهو هنا قد يستعمل بمعنى الملك والسلطان على الشيء. الله: مضاف إليه مجرور للتعظيم بالكسرة.

ص: 204

{هُوَ خَيْرٌ لَكُمْ} : هو: ضمير فصل أو حرف عماد لا محل لها. خير: خبر «إنّ» مرفوع بالضمة. لكم: جار ومجرور متعلق بخير. والميم علامة جمع الذكور والأفصح هنا أن يكون «هو» ضمير رفع منفصلا مبنيا على الفتح في محل رفع مبتدأ لأن ما سبقه معرفة وليس نكرة. و «خير» خبر «هو» والجملة الاسمية {هُوَ خَيْرٌ لَكُمْ»} في محل رفع خبر «انّ» وشبه الجملة {عِنْدَ اللهِ»} متعلق بمحذوف تقديره كان. أو وجد وجملة «كان عند الله أو وجد عند الله سبحانه» صلة الموصول لا محل لها.

{إِنْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ} : ان: حرف شرط جازم. كنتم: فعل ماض ناقص مبني على السكون لاتصاله بضمير الرفع المتحرك فعل الشرط في محل جزم والتاء ضمير المخاطبين في محل رفع اسم «كان» .تعلمون: فعل مضارع مرفوع بثبوت النون والواو ضمير متصل في محل رفع فاعل ومعمولها محذوف التقدير: تعلمون ذلك. والجملة الفعلية «تعلمون» في محل نصب خبر «كان» وجواب الشرط محذوف لتقدم معناه. والميم في كنتم علامة جمع الذكور.

[سورة النحل (16): آية 96] ما عِنْدَكُمْ يَنْفَدُ وَما عِنْدَ اللهِ باقٍ وَلَنَجْزِيَنَّ الَّذِينَ صَبَرُوا أَجْرَهُمْ بِأَحْسَنِ ما كانُوا يَعْمَلُونَ (96)

{ما عِنْدَكُمْ} : ما: اسم موصول بمعنى «الذي» مبني على السكون في محل رفع مبتدأ. عند: ظرف مكان منصوب بالفتحة على الظرفية متعلق بجملة الصلة المحذوفة. التقدير: ما هو كائن عندكم أو ما هو مستقر عندكم أو ما استقر عندكم. وهو مضاف والكاف ضمير متصل في محل جر بالاضافة والميم علامة جمع الذكور.

{يَنْفَدُ} : أي يفنى: وهو فعل مضارع مرفوع بالضمة والفاعل ضمير مستتر فيه جوازا تقديره هو وجملة «ينفد» في محل رفع خبر «ما» .

{وَما عِنْدَ اللهِ} : وما: معطوفة بواو العطف على «ما» الأولى وتعرب إعرابها.

ص: 205

عند: أعربت. الله: مضاف إليه مجرور للتعظيم بالكسرة.

{باقٍ} : خبر «ما» مرفوع بالضمة المقدرة على الياء المحذوفة لأنه اسم منقوص نكرة. تحذف ياؤه في حالتي الرفع والخبر وتثبت عند النصب والتعريف والاضافة.

{وَلَنَجْزِيَنَّ الَّذِينَ صَبَرُوا} : الواو: استئنافية. اللام للتوكيد. نجزين:

أي نثيبن: فعل مضارع مبني على الفتح لاتصاله بنون التوكيد الثقيلة والفاعل ضمير مستتر فيه وجوبا تقديره نحن. والنون: لا محل لها. الذين:

اسم موصول مبني على الفتح في محل نصب مفعول به. صبروا: فعل ماض مبني على الضم لاتصاله بواو الجماعة. الواو ضمير متصل في محل رفع فاعل والألف فارقة. وجملة «صبروا» صلة الموصول لا محل لها من الإعراب.

{أَجْرَهُمْ بِأَحْسَنِ ما كانُوا يَعْمَلُونَ} : مفعول به ثان منصوب بالفتحة و «هم» ضمير الغائبين في محل جر بالاضافة. بأحسن: جار ومجرور متعلق بنجزي. أحسن: اسم مجرور بالباء وعلامة جره الكسرة لأنه مضاف. ما:

اسم موصول مبني على السكون في محل جر بالاضافة. كانوا: فعل ماض ناقص مبني على الضم لاتصاله بواو الجماعة. الواو: ضمير متصل في محل رفع اسم «كان» والألف فارقة وجملة {كانُوا يَعْمَلُونَ»} صلة الموصول لا محل لها. يعملون: فعل مضارع مرفوع بثبوت النون والواو ضمير متصل في محل رفع فاعل وجملة «يعملون» في محل نصب خبر «كان» وجملة {كانُوا يَعْمَلُونَ»} صلة الموصول لا محل لها. والعائد ضمير في محل نصب لأنه مفعول به. التقدير: ما كانوا يعملونه.

[سورة النحل (16): آية 97] مَنْ عَمِلَ صالِحاً مِنْ ذَكَرٍ أَوْ أُنْثى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَياةً طَيِّبَةً وَلَنَجْزِيَنَّهُمْ أَجْرَهُمْ بِأَحْسَنِ ما كانُوا يَعْمَلُونَ (97)

{مَنْ عَمِلَ صالِحاً} : من: اسم شرط جازم مبني على السكون في محل رفع مبتدأ وخبره الجملة الشرطية من فعل الشرط وجوابه في محل رفع.

ص: 206

عمل: فعل ماض مبني على الفتح فعل الشرط في محل جزم بمن والفاعل ضمير مستتر فيه جوازا تقديره هو. صالحا: مفعول به منصوب بالفتحة أي من عمل عملا صالحا فحذف المفعول وحلت الصفة بدلا منه.

{مِنْ ذَكَرٍ أَوْ أُنْثى} : جار ومجرور متعلق بحال محذوفة من الموصول «من» أو أنثى: معطوفة بأو على «ذكر» مجرور بالكسرة المقدرة على الألف للتعذر.

{وَهُوَ مُؤْمِنٌ} : الواو حالية والجملة الاسمية بعدها في محل نصب حال.

هو: ضمير رفع منفصل مبني على الفتح في محل رفع مبتدأ. مؤمن: خبر «هو» مرفوع بالضمة. بمعنى: وهو مؤمن بما أنزله الله على رسله.

{فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَياةً طَيِّبَةً} : الجملة: جواب شرط جازم مقترن بالفاء في محل جزم. الفاء: رابطة لجواب الشرط واللام للتوكيد. نحيينه: فعل مضارع مبني على الفتح لاتصاله بنون التوكيد الثقيلة والفاعل ضمير مستتر فيه وجوبا تقديره نحن والهاء ضمير متصل في محل نصب مفعول به. حياة: منصوب على المصدر-مفعول مطلق-منصوب بالفتحة بمعنى: نجعلنه يحيا حياة طيبة. طيبة: صفة-نعت-لحياة منصوبة مثلها بالفتحة.

{وَلَنَجْزِيَنَّهُمْ} : معطوفة بالواو على «لنحيينه «وتعرب إعرابها» .والميم علامة جمع الذكور. الغائبين. أي ولنوفينهم.

{أَجْرَهُمْ بِأَحْسَنِ ما كانُوا يَعْمَلُونَ} : أعربت في الآية الكريمة السابقة.

أي ثوابهم في الآخرة بأحسن ما كانوا يعملون في الدنيا.

[سورة النحل (16): آية 98] فَإِذا قَرَأْتَ الْقُرْآنَ فَاسْتَعِذْ بِاللهِ مِنَ الشَّيْطانِ الرَّجِيمِ (98)

{فَإِذا قَرَأْتَ الْقُرْآنَ} : الفاء: استئنافية. اذا: ظرف لما يستقبل من الزمان خافض لشرطه منصوب بجوابه وهو أداة شرط غير جازمة والجملة بعده:

في محل جر بالاضافة لوقوعها بعد الظرف-اذا-قرأت: فعل ماض مبني على السكون لاتصاله بضمير الرفع المتحرك. التاء تاء المخاطب في محل رفع فاعل. القرآن: مفعول به منصوب بالفتحة.

ص: 207

{فَاسْتَعِذْ} : الجملة: جواب شرط غير جازم لا محل لها. الفاء واقعة في جواب الشرط.استعذ: فعل أمر مبني على السكون والفاعل ضمير مستتر وجوبا تقديره أنت: بمعنى: فقل التجئ الى الله من وسوسة الشيطان الرجيم.

{بِاللهِ مِنَ الشَّيْطانِ الرَّجِيمِ} : جاران ومجروران متعلقان باستعذ.

الرجيم: صفة-نعت-للشيطان مجرورة مثله والصفة تفيد الذم بمعنى المرجوم صيغة فعيل بمعنى-مفعول-بمعنى المطرود.

[سورة النحل (16): آية 99] إِنَّهُ لَيْسَ لَهُ سُلْطانٌ عَلَى الَّذِينَ آمَنُوا وَعَلى رَبِّهِمْ يَتَوَكَّلُونَ (99)

{إِنَّهُ لَيْسَ لَهُ سُلْطانٌ} : إنّ: حرف نصب وتوكيد مشبه بالفعل والهاء ضمير متصل مبني على الضم في محل نصب اسم «إنّ» والجملة الفعلية بعده في محل رفع خبر «إنّ» .ليس: فعل ماض ناقص. له: جار ومجرور متعلق بخبر «ليس» مقدم. و «سلطان» اسم «ليس» مؤخر مرفوع بالضمة.

بمعنى: تسلط.

{عَلَى الَّذِينَ آمَنُوا} : حرف جر. الذين: اسم موصول في محل جر بعلى والجار والمجرور متعلق بسلطان. آمنوا: فعل ماض مبني على الضم لاتصاله بواو الجماعة. الواو ضمير متصل في محل رفع فاعل والألف فارقة.

وجملة «آمنوا» صلة الموصول لا محل لها. أي آمنوا بالله.

{وَعَلى رَبِّهِمْ} : الواو عاطفة. على رب: جار ومجرور متعلق بيتوكلون و «هم» ضمير الغائبين في محل جر بالاضافة.

{يَتَوَكَّلُونَ} : فعل مضارع مرفوع بثبوت النون والواو ضمير متصل في محل رفع فاعل. أي فانهم لا يقبلون وساوس الشيطان.

[سورة النحل (16): آية 100] إِنَّما سُلْطانُهُ عَلَى الَّذِينَ يَتَوَلَّوْنَهُ وَالَّذِينَ هُمْ بِهِ مُشْرِكُونَ (100)

{إِنَّما سُلْطانُهُ} : إنما: كافة ومكفوفة. سلطانه أي تسلطه: مبتدأ مرفوع

ص: 208

بالضمة والهاء ضمير الغائب في محل جر بالإضافة.

{عَلَى الَّذِينَ يَتَوَلَّوْنَهُ} : أي على الذين يتخذونه وليا لأمورهم. على:

حرف جر. الذين: اسم موصول مبني على الفتح في محل جر بعلى.

والجار والمجرور متعلق بخبر المبتدأ. يتولونه: فعل مضارع مرفوع بثبوت النون والواو ضمير متصل في محل رفع فاعل والهاء ضمير متصل في محل نصب مفعول به. وجملة {يَتَوَلَّوْنَهُ»} صلة الموصول لا محل لها.

{وَالَّذِينَ هُمْ بِهِ مُشْرِكُونَ} : والذين: معطوفة بالواو على «الذين» الأولى وتعرب إعرابها والجملة الاسمية بعدها: صلة الموصول لا محل لها. هم:

ضمير رفع منفصل مبني على السكون في محل رفع مبتدأ. به: جار ومجرور متعلق بمشركون أي بسببه بمعنى من أجل الشيطان. مشركون: خبر «هم» مرفوع بالواو لأنه جمع مذكر سالم والنون عوض من التنوين والحركة في المفرد. بمعنى: والذين هم بسبب الشيطان مشركون بالله سبحانه.

[سورة النحل (16): آية 101] وَإِذا بَدَّلْنا آيَةً مَكانَ آيَةٍ وَاللهُ أَعْلَمُ بِما يُنَزِّلُ قالُوا إِنَّما أَنْتَ مُفْتَرٍ بَلْ أَكْثَرُهُمْ لا يَعْلَمُونَ (101)

{وَإِذا بَدَّلْنا آيَةً} : الواو: استئنافية. اذا: ظرف لما يستقبل من الزمن خافض لشرطه منصوب بجوابه وهو اداة شرط غير جازمة والجملة الفعلية بعده: في محل جر بالاضافة لوقوعها بعد الظرف «اذا» .بدل: فعل ماض مبني على السكون لاتصاله بنا و «نا» ضمير متصل في محل رفع فاعل. آية:

مفعول به منصوب بالفتحة.

{مَكانَ آيَةٍ} : مكان: مفعول به ثان لبدلنا منصوب بالفتحة لأن الفعل «بدّل» يتعدى الى مفعولين بنفسه لأنه بمعنى: جعل وصير. آية: مضاف إليه مجرور بالكسرة بمعنى: واذا أزلنا آية أي اذا نسخنا التي نزلت أول الأمر لتبدل الأحوال التي دعت اليها.

ص: 209

{وَاللهُ أَعْلَمُ بِما يُنَزِّلُ} : أي بمعنى: والله أعلم بما ينزل وأخبر بما يصلح الناس وما يفسدهم. الواو: اعتراضية والجملة الاسمية بعده: اعتراضية لا محل لها ويجوز أن تكون الواو حالية والجملة بعدها: في محل نصب حالا.

الله لفظ الجلالة: مبتدأ مرفوع للتعظيم بالضمة. أعلم: خبر مرفوع بالضمة ولم ينون لأنه ممنوع من الصرف على صيغة-أفعل-الباء حرف جر. ما:

اسم موصول مبني على السكون في محل جر بالباء والجار والمجرور متعلق بأعلم. ينزل: فعل مضارع مرفوع بالضمة والفاعل ضمير مستتر فيه جوازا تقديره هو وجملة «ينزل» صلة الموصول لا محل لها والعائد ضمير في محل نصب لأنه مفعول به. التقدير: بما ينزله.

{قالُوا} : الجملة: جواب شرط غير جازم لا محل لها. وهي فعل ماض مبني على الضم لاتصاله بواو الجماعة. الواو ضمير متصل في محل رفع فاعل والألف فارقة. والجملة بعدها: في محل نصب مفعول به-مقول القول-

{إِنَّما أَنْتَ مُفْتَرٍ} : إنما: كافة ومكفوفة. أنت: ضمير رفع منفصل مبني على الفتح في محل رفع مبتدأ. مفتر: خبر مرفوع بالضمة المقدرة على الياء المحذوفة لأنه اسم منقوص نكرة. أي أنت مختلف.

{بَلْ أَكْثَرُهُمْ لا يَعْلَمُونَ} : بل: حرف اضراب للاستئناف. أكثر: مبتدأ مرفوع بالضمة و «هم» ضمير الغائبين في محل جر بالاضافة. لا: نافية لا عمل لها. يعلمون: فعل مضارع مرفوع بثبوت النون والواو ضمير متصل في محل رفع فاعل. وجملة {لا يَعْلَمُونَ»} في محل رفع خبر «أكثرهم» وحذف مفعول «يعلمون» اختصارا أي لا يعلمون أنّ الأحكام تتبدل بتبدل الأزمان.

[سورة النحل (16): آية 102] قُلْ نَزَّلَهُ رُوحُ الْقُدُسِ مِنْ رَبِّكَ بِالْحَقِّ لِيُثَبِّتَ الَّذِينَ آمَنُوا وَهُدىً وَبُشْرى لِلْمُسْلِمِينَ (102)

{قُلْ} : فعل أمر مبني على السكون وحذفت واوه لالتقاء الساكنين والفاعل ضمير

ص: 210

مستتر فيه وجوبا تقديره أنت.

{نَزَّلَهُ رُوحُ الْقُدُسِ} : الجملة: في محل نصب مفعول به-مقول القول- نزله: فعل ماض مبني على الفتح والهاء ضمير متصل في محل نصب مفعول به مقدم. أي نزل هذا القرآن. روح: فاعل مرفوع بالضمة. القدس:

مضاف إليه مجرور بالكسرة أي نزله جبريل عليه السلام أضيف الى القدس وهو الطهر والمراد الروح المقدس.

{مِنْ رَبِّكَ بِالْحَقِّ} : جار ومجرور متعلق بحال محذوفة من ضمير «نزله» والكاف ضمير متصل في محل جر بالاضافة. بالحق: جار ومجرور متعلق بحال ثان بتقدير: نزله متلبسا بالحق أو ومعه الحق أو صفة مصدر محذوف أي: نزله تنزيلا متلبسا بالحق.

{لِيُثَبِّتَ الَّذِينَ آمَنُوا} : اللام: حرف جر للتعليل. يثبت: فعل مضارع منصوب بأن مضمرة بعد اللام والفاعل ضمير مستتر فيه جوازا تقديره هو.

الذين: اسم موصول مبني على الفتح في محل نصب مفعول به. آمنوا:

صلة الموصول لا محل لها أي آمنوا في ايمانهم وهي فعل ماض مبني على الضم لاتصاله بواو الجماعة الواو ضمير متصل في محل رفع فاعل والألف فارقة.

و«أن» وما تلاها بتأويل مصدر في محل جر باللام والجار والمجرور متعلق بنزله: تثبيتا لهم وجملة «يثبت» صلة «ان» لا محل لها.

{وَهُدىً وَبُشْرى} : مفعول لأجلهما معطوفان بواوي العطف على محل «ليثبت» والتقدير: تثبيتا لهم وارشادا وبشارة وعلامة النصب الفتحة المقدرة على ألف «هدى» للتعذر وقد نون آخرها لأنها اسم مقصور نكرة ثلاثي والفتحة قدرت على ألف «بشرى» المقصورة للتعذر ولم تنون لأنها اسم مؤنث رباعي مقصور على وزن «فعلى» .

{لِلْمُسْلِمِينَ} : جار ومجرور متعلق بصفة محذوفة من «بشرى» وعلامة جر الاسم الياء لأنه جمع مذكر سالم والنون عوض عن تنوين المفرد.

ص: 211

[سورة النحل (16): آية 103] وَلَقَدْ نَعْلَمُ أَنَّهُمْ يَقُولُونَ إِنَّما يُعَلِّمُهُ بَشَرٌ لِسانُ الَّذِي يُلْحِدُونَ إِلَيْهِ أَعْجَمِيٌّ وَهذا لِسانٌ عَرَبِيٌّ مُبِينٌ (103)

{وَلَقَدْ نَعْلَمُ} : الواو: استئنافية. اللام: للابتداء والتوكيد. قد: حرف تحقيق لوروده بعد لام التأكيد. نعلم: فعل مضارع مرفوع بالضمة والفاعل ضمير مستتر فيه وجوبا تقديره نحن.

{أَنَّهُمْ يَقُولُونَ} : أنّ: حرف نصب وتوكيد مشبه بالفعل. و «هم» ضمير الغائبين في محل نصب اسم «أن» ويقولون أي يدّعون: فعل مضارع مرفوع بثبوت النون والواو ضمير متصل في محل رفع فاعل وجملة يقولون في محل رفع خبر «أنّ» و «أنّ» مع اسمها وخبرها بتأويل مصد سدّ مسدّ مفعولي «نعلم» .

{إِنَّما يُعَلِّمُهُ بَشَرٌ} : إنما: كافة ومكفوفة أو أداة حصر لا عمل لها. يعلمه:

فعل مضارع مرفوع بالضمة والهاء ضمير الغائب مبني على الضم في محل نصب مفعول به. بشر: فاعل مرفوع بالضمة. بمعنى: يدعون أن الذي يلقّن محمدا رجل من البشر. ويجوز أن تكون «إنما» مكونة من «إنّ» الحرف المشبه بالفعل و «ما» الاسم الموصول بمعنى «الذي» في محل نصب اسم «إنّ» والجملة الفعلية من «يعلمه» مع فاعلها الضمير المستتر جوازا صلة الموصول لا محل لها وبشر خبر «إنّ» والاعراب الأول أوجه وأصوب.

{لِسانُ الَّذِي يُلْحِدُونَ إِلَيْهِ أَعْجَمِيٌّ} : الجملة: استئنافية لا محل لها وهي جواب لقولهم {إِنَّما يُعَلِّمُهُ بَشَرٌ»} بمعنى فاتهم أن لسان الذي يميلون إليه أعجمي لا يحسن التعبير أي لغته اعجمية غير واضحة. لسان: مبتدأ مرفوع بالضمة. الذي: اسم موصول مبني على السكون في محل جر بالاضافة و «يلحدون» صلة الموصول لا محل لها وتعرب اعراب «يقولون» .

اليه: جار ومجرور متعلق بيلحدون. أعجمي: خبر المبتدأ مرفوع بالضم.

{وَهذا لِسانٌ عَرَبِيٌّ مُبِينٌ} : الواو: عاطفة. هذا: الهاء للتنبيه. ذا:

ص: 212

اسم اشارة مبني على السكون في محل رفع مبتدأ والاشارة الى القرآن أي وهذا القرآن. لسان: خبر «هذا» مرفوع بالضمة. عربي مبين: صفتان-نعتان- للسان مرفوعتان بالضمة. أي بمعنى: وهذا القرآن ذو بيان وفصاحة.

[سورة النحل (16): آية 104] إِنَّ الَّذِينَ لا يُؤْمِنُونَ بِآياتِ اللهِ لا يَهْدِيهِمُ اللهُ وَلَهُمْ عَذابٌ أَلِيمٌ (104)

{إِنَّ الَّذِينَ} : إنّ: حرف نصب وتوكيد مشبه بالفعل. الذين: اسم موصول مبني على الفتح في محل نصب اسم «إنّ» والجملة بعده: صلة الموصول لا محل لها.

{لا يُؤْمِنُونَ بِآياتِ اللهِ} : لا: نافية لا عمل لها. يؤمنون: فعل مضارع مرفوع بثبوت النون والواو ضمير متصل في محل رفع فاعل و «بآيات» جار ومجرور متعلق بيؤمنون. الله: مضاف إليه مجرور للتعظيم بالكسرة.

{لا يَهْدِيهِمُ اللهُ} : الجملة: في محل رفع خبر «إنّ» .لا: نافية لا عمل لها.

يهدي: فعل مضارع مرفوع بالضمة المقدرة على الياء للثقل و «هم» ضمير الغائبين مبني على السكون في محل نصب مفعول به مقدم وحركت الميم بالضم للاشباع أو لالتقاء الساكنين. الله لفظ الجلالة: فاعل مرفوع للتعظيم بالضمة أي لا يهديهم الى سبيل النجاة.

{وَلَهُمْ عَذابٌ أَلِيمٌ} : الواو: استئنافية. لهم: جار ومجرور متعلق بخبر مقدم والميم علامة جمع الذكور. عذاب: مبتدأ مؤخر مرفوع بالضمة. اليم:

صفة-نعت-لعذاب مرفوعة مثلها بالضمة.

[سورة النحل (16): آية 105] إِنَّما يَفْتَرِي الْكَذِبَ الَّذِينَ لا يُؤْمِنُونَ بِآياتِ اللهِ وَأُولئِكَ هُمُ الْكاذِبُونَ (105)

{إِنَّما يَفْتَرِي الْكَذِبَ الَّذِينَ} : إنما: كافة ومكفوفة. يفتري: فعل مضارع مرفوع بالضمة المقدرة على الياء للثقل. بمعنى «يختلق» .الكذب: مفعول به مقدما منصوب بالفتحة. الذين: اسم موصول مبني على الفتح في محل رفع فاعل.

ص: 213

{لا يُؤْمِنُونَ بِآياتِ اللهِ وَأُولئِكَ} : أعربت في الآية الكريمة السابقة.

الواو استئنافية. أولاء: اسم اشارة مبني على الكسر في محل رفع مبتدأ والكاف للخطاب.

{هُمُ الْكاذِبُونَ} : الجملة الاسمية: في محل رفع خبر «أولئك» .هم: ضمير رفع منفصل-ضمير الغائبين-مبني على السكون في محل رفع مبتدأ وحركت الميم بالضم للإشباع أو لالتقاء الساكنين. الكاذبون: خبر «هم» مرفوع بالواو لأنه جمع مذكر سالم والنون عوض من تنوين المفرد.

[سورة النحل (16): آية 106] مَنْ كَفَرَ بِاللهِ مِنْ بَعْدِ إِيمانِهِ إِلاّ مَنْ أُكْرِهَ وَقَلْبُهُ مُطْمَئِنٌّ بِالْإِيمانِ وَلكِنْ مَنْ شَرَحَ بِالْكُفْرِ صَدْراً فَعَلَيْهِمْ غَضَبٌ مِنَ اللهِ وَلَهُمْ عَذابٌ عَظِيمٌ (106)

{مَنْ كَفَرَ بِاللهِ مِنْ بَعْدِ إِيمانِهِ} : من: اسم موصول مبني على السكون في محل رفع بدل من «الكاذبون» الواردة في الآية الكريمة السابقة لأن «من» تكون مفردة وتكون جمعا على اللفظ والمعنى وهنا جاءت مفردة لفظا وجمعا معنى. بالله: جار ومجرور للتعظيم متعلق بكفر و «كفر» فعل ماض مبني على الفتح والفاعل ضمير مستتر فيه جوازا تقديره هو. وجملة {كَفَرَ بِاللهِ»} صلة الموصول لا محل لها. ويجوز أن تكون {مَنْ كَفَرَ»} بدلا من {الَّذِينَ لا يُؤْمِنُونَ بِآياتِ اللهِ»} الواردة في الآية الكريمة السابقة فتجعل جملة {وَأُولئِكَ هُمُ الْكاذِبُونَ»} اعتراضية بين البدل والمبدل منه. المعنى: انما يفتري الكذب من كفر بالله. من بعد: جار ومجرور متعلق بكفر. ايمانه: مضاف إليه مجرور بالكسرة والهاء ضمير متصل-ضمير الغائب-في محل جر بالاضافة.

{إِلاّ مَنْ أُكْرِهَ} : إلاّ: أداة استثناء. من: اسم موصول مبني على السكون في محل نصب مستثنى بإلاّ. أكره: أي أجبر: فعل ماض مبني للمجهول مبني على الفتح ونائب الفاعل ضمير مستتر فيه جوازا تقديره هو. وجملة «اكره» صلة الموصول لا محل لها. بمعنى إلا من أجبر على الكفر ويجوز أن يكون

ص: 214

«من» في {مَنْ كَفَرَ»} اسم شرط جازما في محل رفع مبتدأ وجواب الشرط محذوفا لأن جواب {مَنْ شَرَحَ»} دال عليه بتقدير: من كفر بالله فعليهم غضب الاّ من اكره ولكن من شرح بالكفر صدرا فعليهم غضب

{وَقَلْبُهُ مُطْمَئِنٌّ بِالْإِيمانِ} : بمعنى: فقال كلمة الكفر بلسانه وقلبه مطمئن بالايمان. الواو حالية. والجملة الاسمية بعدها: في محل نصب حال. قلبه:

مبتدأ مرفوع بالضمة والهاء ضمير متصل في محل جر بالاضافة. مطمئن: خبر المبتدأ مرفوع بالضمة. بالايمان: جار ومجرور متعلق بمطمئن.

{وَلكِنْ مَنْ شَرَحَ بِالْكُفْرِ صَدْراً} : بمعنى ولكن من اتسع صدره للكفر فقبله .. الواو للاستدراك. لكن: حرف مخفف من «لكن» مهمل لا عمل له. من: اسم شرط جازم مبني على السكون في محل رفع مبتدأ. شرح:

فعل ماض مبني على الفتح فعل الشرط في محل جزم بمن والفاعل ضمير مستتر فيه جوازا تقديره هو. بالكفر: جار ومجرور متعلق بشرح صدرا تمييز منصوب بالفتحة. والجملة الشرطية من فعل الشرط وجوابه في محل رفع خبر «من» .

{فَعَلَيْهِمْ غَضَبٌ مِنَ اللهِ} : الجملة: جواب شرط جازم مقترن بالفاء في محل جزم بمن. الفاء: واقعة في جواب الشرط.عليهم: جار ومجرور متعلق بخبر مقدم و «هم» ضمير الغائبين في محل جر بعلى. غضب: مبتدأ مؤخر مرفوع بالضمة. من الله: جار ومجرور متعلق بصفة محذوفة من غضب.

{وَلَهُمْ عَذابٌ عَظِيمٌ} : معطوفة بالواو على «عليهم غضب» وتعرب إعرابها.

عظيم: صفة-نعت-لعذاب-مرفوعة بالضمة.

[سورة النحل (16): آية 107] ذلِكَ بِأَنَّهُمُ اِسْتَحَبُّوا الْحَياةَ الدُّنْيا عَلَى الْآخِرَةِ وَأَنَّ اللهَ لا يَهْدِي الْقَوْمَ الْكافِرِينَ (107)

{ذلِكَ بِأَنَّهُمُ اسْتَحَبُّوا} : ذا: اسم اشارة مبني على السكون في محل رفع

ص: 215

مبتدأ. اللام للبعد والكاف حرف خطاب. والاشارة الى الوعيد وأن الغضب والعذاب يلحقانهم بسبب استجابتهم الدنيا على الآخرة واستحقاقهم خذلان الله بكفرهم. الباء: حرف جر. أنّ: حرف نصب وتوكيد مشبه بالفعل و «هم» ضمير الغائبين مبني على السكون في محل نصب اسم «أنّ» وحركت الميم بالضم للاشباع أو لالتقاء الساكنين و «أنّ» وما بعدها بتأويل مصدر في محل جر بالباء. والجار والمجرور متعلق بخبر «ذلك» بتقدير ذلك الغضب والعذاب وقعا عليهم بسبب استحبابهم الدنيا على الآخرة.

استحبوا: أي آثروا واختاروا: فعل ماض مبني على الضم لاتصاله بواو الجماعة. الواو ضمير متصل في محل رفع فاعل والألف فارقة. وجملة «استحبوا» في محل رفع خبر أنّ.

{الْحَياةَ الدُّنْيا عَلَى الْآخِرَةِ} : مفعول به منصوب بالفتحة. الدنيا: صفة -نعت-للحياة منصوبة بالفتحة المقدرة على الألف للتعذر. على الآخرة:

جار ومجرور متعلق باستحبوا أو بفعل محذوف تقديره وفضلوها على الآخرة.

{وَأَنَّ اللهَ لا يَهْدِي الْقَوْمَ الْكافِرِينَ} : الواو: عاطفة. أنّ: اعربت.

الله لفظ الجلالة: اسم «أن» منصوب للتعظيم بالفتحة. لا: نافية لا عمل لها. يهدي: فعل مضارع مرفوع بالضمة المقدرة على الياء منع من ظهورها الثقل والفاعل ضمير مستتر فيه جوازا تقديره هو. القوم: مفعول به منصوب بالفتحة الظاهرة الكافرين صفة-نعت-للقوم منصوبة مثلها وعلامة نصبها: الياء لأنها جمع مذكر سالم والنون عوض من التنوين والحركة في المفرد. وجملة {لا يَهْدِي الْقَوْمَ الْكافِرِينَ»} في محل رفع خبر أنّ

[سورة النحل (16): آية 108] أُولئِكَ الَّذِينَ طَبَعَ اللهُ عَلى قُلُوبِهِمْ وَسَمْعِهِمْ وَأَبْصارِهِمْ وَأُولئِكَ هُمُ الْغافِلُونَ (108)

{أُولئِكَ الَّذِينَ} : اسم اشارة مبني على الكسر في محل رفع مبتدأ والكاف حرف

ص: 216

خطاب. الذين: اسم موصول مبني على الفتح في محل رفع خبر أولئك والأفصح أن يكون خبر مبتدأ محذوف تقديره. هم الذين والجملة «هم الذين» في محل رفع خبر أولئك. خشية التباس اعراب «الذين» بدلا من اسم الاشارة.

{طَبَعَ اللهُ عَلى قُلُوبِهِمْ} : الجملة: صلة الموصول لا محل لها. طبع: أي:

ختم: فعل ماض مبني على الفتح. الله لفظ الجلالة: فاعل مرفوع للتعظيم بالضمة. على قلوب: جار ومجرور متعلق بطبع و «هم» ضمير الغائبين في محل جر بالاضافة. أي أغلق قلوبهم ومنعهم عن الفهم.

{وَسَمْعِهِمْ وَأَبْصارِهِمْ} : معطوفتان بواوي العطف على «قلوبهم» وتعربان إعرابها.

{وَأُولئِكَ هُمُ الْغافِلُونَ} : معطوفة بالواو على «أولئك هم الذين» وتعرب إعرابها و «الغافلون» خبر هم مرفوع بالواو لأنه جمع مذكر سالم والنون عوض من التنوين والحركة في الاسم المفرد.

[سورة النحل (16): آية 109] لا جَرَمَ أَنَّهُمْ فِي الْآخِرَةِ هُمُ الْخاسِرُونَ (109)

{لا جَرَمَ} : قال الفراء: هي في الأصل بمعنى لا بدّ ولا محالة ثم كثرت فحولت الى معنى القسم وصارت بمعنى: حقا.

{أَنَّهُمْ فِي الْآخِرَةِ} : أنّ: حرف نصب وتوكيد مشبه بالفعل و «هم» ضمير الغائبين في محل نصب اسم «أنّ» .في الآخرة: جار ومجرور متعلق بخبر «أنّ» .

{هُمُ الْخاسِرُونَ} : الجملة الاسمية: في محل رفع خبر «أنّ» .هم: ضمير رفع منفصل-ضمير الغائبين مبني على السكون في محل رفع مبتدأ حرك آخره بالضم للاشباع أو لالتقاء الساكنين. الخاسرون: خبر «هم» مرفوع بالواو لأنه جمع مذكر سالم والنون عوض من التنوين والحركة في المفرد.

ص: 217

[سورة النحل (16): آية 110] ثُمَّ إِنَّ رَبَّكَ لِلَّذِينَ هاجَرُوا مِنْ بَعْدِ ما فُتِنُوا ثُمَّ جاهَدُوا وَصَبَرُوا إِنَّ رَبَّكَ مِنْ بَعْدِها لَغَفُورٌ رَحِيمٌ (110)

{ثُمَّ إِنَّ رَبَّكَ} : ثم: حرف عطف. إنّ: حرف نصب وتوكيد مشبه بالفعل.

ربك: اسم «إنّ» منصوب بالفتحة والكاف ضمير المخاطب في محل جر بالاضافة.

{لِلَّذِينَ هاجَرُوا} : جار ومجرور متعلق بغفور. الذين: اسم موصول مبني على الفتح في محل جر باللام. هاجروا: فعل ماض مبني على الضم لاتصاله بواو الجماعة. الواو ضمير متصل في محل رفع فاعل والألف فارقة. وجملة «هاجروا» صلة الموصول لا محل لها. أي هاجروا من مكة إلى المدينة. وفي القول دلالة على تباعد حال هؤلاء من حال أولئك.

{مِنْ بَعْدِ ما فُتِنُوا} : بمعنى من بعد فتنتهم أي من بعد ما امتحنوا وابتلوا في دينهم بالعذاب والاكراه على الكفر. ويجوز أن يكون المعنى هنا: من بعد ما عذبوا. من بعد: جار ومجرور متعلق بهاجروا. ما: مصدرية.

و«فتنوا» فعل ماض مبني للمجهول مبني على الضم لاتصاله بواو الجماعة.

الواو ضمير متصل في محل رفع نائب فاعل والألف فارقة و «ما» وما بعدها:

بتأويل مصدر في محل جر بالاضافة. وجملة «فتنوا» صلة «ما» المصدرية لا محل لها.

{ثُمَّ جاهَدُوا وَصَبَرُوا} : الجملتان: معطوفتان بحر في العطف على جملة «هاجروا» وتعربان إعرابها.

{إِنَّ رَبَّكَ مِنْ بَعْدِها} : إنّ ربك: بدل من {إِنَّ رَبَّكَ»} الأولى وتعرب إعرابها وكررت للتأكيد. من بعد: جار ومجرور متعلق بغفور و «ها» ضمير متصل مبني على السكون في محل جر بالاضافة. أي من بعد هذه الأفعال وهي الهجرة والجهاد والصبر.

ص: 218

{لَغَفُورٌ رَحِيمٌ} : اللام: لام الابتداء-المزحلقة-للتوكيد. غفور رحيم:

خبرا «إنّ» مرفوعان بالضمة.

[سورة النحل (16): آية 111] يَوْمَ تَأْتِي كُلُّ نَفْسٍ تُجادِلُ عَنْ نَفْسِها وَتُوَفّى كُلُّ نَفْسٍ ما عَمِلَتْ وَهُمْ لا يُظْلَمُونَ (111)

{يَوْمَ تَأْتِي كُلُّ نَفْسٍ} : يوم: مفعول به منصوب بالفتحة بفعل مضمر تقديره اذكر وهو مضاف. تأتي: فعل مضارع مرفوع بالضمة المقدرة على الياء للثقل. كل: فاعل مرفوع بالضمة. نفس: مضاف إليه مجرور بالكسرة والجملة الفعلية {تَأْتِي كُلُّ نَفْسٍ»} في محل جر بالاضافة ويجوز نصب «يوم» بالظرفية على رحيم.

{تُجادِلُ} : فعل مضارع مرفوع بالضمة والفاعل ضمير مستتر فيه جوازا تقديره هي. وجملة «تجادل» في محل جر صفة-نعت-لنفس.

{عَنْ نَفْسِها} : جار ومجرور متعلق بتجادل و «ها» ضمير الغائبة في محل جر بالاضافة بمعنى: يوم يأتي كل انسان يجادل عن ذاته لا يهمه شأن غيره كل يقول: نفسي نفسي. النفس الأولى: الاسم. والثانية بمعنى: عينها وذاتها ..

لأنه يقال لعين الشيء وذاته: نفسه. وفي نقيضه يقال: غيره.

{وَتُوَفّى كُلُّ نَفْسٍ ما عَمِلَتْ} : بمعنى: واذ ذاك تعطى كل نفس جزاء ما عملت. توفى: فعل مضارع مبني للمجهول مرفوع بالضمة المقدرة على الألف للتعذر. كل: نائب فاعل مرفوع بالضمة. نفس: مضاف إليه مجرور بالكسرة. ما: اسم موصول مبني على السكون في محل نصب مفعول به. عملت: فعل ماض مبني على الفتح والتاء تاء التأنيث الساكنة لا محل لها والفاعل ضمير مستتر فيه جوازا تقديره هي. وجملة «عملت» صلة الموصول لا محل لها من الإعراب والعائد ضمير في محل نصب مفعول به.

التقدير: ما عملته. أي جزاء ما عملته بحذف المضاف «جزاء» المفعول

ص: 219

وإحلال اسم الموصول-المضاف إليه-محله. ويجوز أن تكون «ما» مصدرية فتكون «ما» وما بعدها بتأويل مصدر في محل نصب مفعولا به. التقدير:

عملها أي جزاء عملها. وجملة «عملت» صلة «ما» المصدرية لا محل لها.

{وَهُمْ لا يُظْلَمُونَ} : الواو حالية والجملة الاسمية بعدها: في محل نصب حال. هم: ضمير رفع منفصل-ضمير الغائبين-مبني على السكون في محل رفع مبتدأ. لا: نافية لا عمل لها. يظلمون: فعل مضارع مبني للمجهول مرفوع بثبوت النون والواو ضمير متصل في محل رفع نائب فاعل.

وجملة. {لا يُظْلَمُونَ»} في محل رفع خبر «هم» .

[سورة النحل (16): آية 112] وَضَرَبَ اللهُ مَثَلاً قَرْيَةً كانَتْ آمِنَةً مُطْمَئِنَّةً يَأْتِيها رِزْقُها رَغَداً مِنْ كُلِّ مَكانٍ فَكَفَرَتْ بِأَنْعُمِ اللهِ فَأَذاقَهَا اللهُ لِباسَ الْجُوعِ وَالْخَوْفِ بِما كانُوا يَصْنَعُونَ (112)

{وَضَرَبَ اللهُ مَثَلاً قَرْيَةً كانَتْ} : أعربت في الآية الكريمة الخامسة والسبعين. كانت: فعل ماض ناقص مبني على الفتح والتاء تاء التأنيث الساكنة لا محل لها واسمها ضمير مستتر جوازا تقديره هي. وجملة. {كانَتْ آمِنَةً»} في محل نصب صفة لقرية.

{آمِنَةً مُطْمَئِنَّةً يَأْتِيها رِزْقُها} : آمنة: خبر «كان» منصوب بالفتحة.

مطمئنة: صفة لآمنة منصوبة مثلها بالفتحة. ويجوز أن تكون خبرا ثانيا لكان. يأتي: فعل مضارع مرفوع بالضمة المقدرة على الياء للثقل و «ها» ضمير الغائبة في محل نصب مفعول به مقدم. رزق: فاعل مرفوع بالضمة و «ها» ضمير متصل في محل جر بالاضافة. والجملة الفعلية {يَأْتِيها رِزْقُها»} في محل نصب صفة ثانية لقرية.

ص: 220

{رَغَداً مِنْ كُلِّ مَكانٍ} : حال منصوب بالفتحة بمعنى واسعا أو موسعا. من كل: جار ومجرور متعلق بيأتي. مكان: مضاف إليه مجرور بالكسرة.

{فَكَفَرَتْ بِأَنْعُمِ اللهِ} : الفاء استئنافية. كفرت: فعل ماض مبني على الفتح والتاء تاء التأنيث الساكنة لا محل لها والفاعل ضمير مستتر جوازا تقديره هي. بأنعم: جار ومجرور متعلق بكفرت. أي بنعم الله عليها. الله:

مضاف إليه مجرور للتعظيم بالكسرة.

{فَأَذاقَهَا اللهُ} : الفاء: سببية. اذاق: فعل ماض مبني على الفتح و «ها» ضمير متصل في محل نصب مفعول به مقدم. الله: فاعل مرفوع بالضمة.

{لِباسَ الْجُوعِ وَالْخَوْفِ} : مفعول به منصوب بالفتحة. الجوع: مضاف إليه مجرور بالكسرة والخوف معطوفة بالواو على الجوع مجرورة مثلها. أي أذاقها ألم الجوع والخوف وفي هذا القول الكريم استعارة أي استعار الذوق لإدراك أثر الضرر أو اللباس لما غطاهم واشتمل عليهم من الجوع والخوف.

{بِما كانُوا يَصْنَعُونَ} : الباء: حرف جر. ما: اسم موصول مبني على السكون في محل جر بالباء. كانوا: فعل ماض ناقص مبني على الضم لاتصاله بواو الجماعة. الواو ضمير متصل في محل رفع اسم «كان» والألف فارقة. يصنعون أي يعملون: في محل نصب خبر «كان» وهي فعل مضارع مرفوع بثبوت النون والواو ضمير متصل في محل رفع فاعل. وجملة {كانُوا يَصْنَعُونَ»} صلة الموصول لا محل لها والعائد ضمير في محل نصب لأنه مفعول به التقدير: بسبب ما كانوا يصنعونه أي يفعلونه. ويجوز أن تكون «ما» مصدرية. فتكون «ما» وما بعدها بتأويل مصدر في محل جر بالباء أي بكينونة صنعهم وجملة {كانُوا يَصْنَعُونَ»} صلة «ما» لا محل لها.

[سورة النحل (16): آية 113] وَلَقَدْ جاءَهُمْ رَسُولٌ مِنْهُمْ فَكَذَّبُوهُ فَأَخَذَهُمُ الْعَذابُ وَهُمْ ظالِمُونَ (113)

{وَلَقَدْ جاءَهُمْ} : الواو: استئنافية. اللام للابتداء والتوكيد. قد: حرف تحقيق. جاء: فعل ماض مبني على الفتح و «هم» ضمير الغائبين في محل

ص: 221

نصب مفعول به.

{رَسُولٌ مِنْهُمْ} : فاعل مرفوع بالضمة. منهم: جار ومجرور متعلق بصفة محذوفة من رسول بمعنى من جنسهم و «هم» ضمير الغائبين في محل جر بمن.

{فَكَذَّبُوهُ} : الفاء: استئنافية. كذبوه: فعل ماض مبني على الضم لاتصاله بواو الجماعة. الواو: ضمير متصل في محل رفع فاعل. والهاء ضمير متصل -ضمير الغائب-مبني على الضم في محل نصب مفعول به.

{فَأَخَذَهُمُ الْعَذابُ} : الفاء: استئنافية. أخذ: فعل ماض مبني على الفتح.

هم: ضمير الغائبين في محل نصب مفعول به مقدم. العذاب: فاعل مرفوع بالضمة. وحركت ميم {فَأَخَذَهُمُ»} بالضمة للاشباع.

{وَهُمْ ظالِمُونَ} : الواو: حالية والجملة الاسمية في محل نصب حال. بمعنى في حال التباسهم بالظلم. هم: ضمير رفع منفصل مبني على السكون في محل رفع مبتدأ-ضمير الغائبين-.ظالمون: خبر «هم» مرفوع بالواو لأنه جمع مذكر سالم والنون عوض من التنوين والحركة في المفرد وقد حذف المعمول والتقدير: وهم ظالمو أنفسهم.

[سورة النحل (16): آية 114] فَكُلُوا مِمّا رَزَقَكُمُ اللهُ حَلالاً طَيِّباً وَاُشْكُرُوا نِعْمَتَ اللهِ إِنْ كُنْتُمْ إِيّاهُ تَعْبُدُونَ (114)

{فَكُلُوا مِمّا رَزَقَكُمُ اللهُ} : الفاء: استئنافية. كلوا: فعل أمر مبني على حذف النون لأنّ مضارعه من الأفعال الخمسة الواو ضمير متصل في محل رفع فاعل والألف فارقة. مما: أصلها: من: حرف جر أدغمت بما الاسم الموصول المبني على السكون في محل جر ويجوز أن تكون «من» تبعيضية.

وحذف معمول-مفعول-كلوا. لأن «من» تدل عليه. رزقكم: فعل ماض مبني على الفتح. الكاف: ضمير متصل-ضمير المخاطبين-في محل

ص: 222

نصب مفعول به مقدم والميم علامة جمع الذكور. الله: فاعل مرفوع للتعظيم بالضمة وجملة {رَزَقَكُمُ اللهُ»} صلة الموصول.

{حَلالاً طَيِّباً} : حلالا: حال من المرزوق منصوب بالفتحة أو صفة-نعت- للمصدر. أي كلوا اكلا حلالا و «طيبا» صفة-نعت-لحلالا منصوبة مثلها بالفتحة أو صفة ثانية للمصدر.

{وَاشْكُرُوا نِعْمَتَ اللهِ} : معطوفة بالواو على «كلوا» وتعرب إعرابها. نعمة:

مفعول به منصوب بالفتحة. الله: مضاف إليه مجرور للتعظيم وعلامة الجر الكسرة. أي واشكروا نعمة الله عليكم.

{إِنْ كُنْتُمْ إِيّاهُ} : إن: حرف شرط جازم. كنتم: فعل ماض ناقص مبني على السكون لاتصاله بضمير الرفع المتحرك فعل الشرط في محل جزم بإن.

التاء ضمير المخاطبين في محل رفع اسم «كان» والميم علامة جمع الذكور.

إيا: ضمير منفصل مبني على السكون في محل نصب مفعول به مقدم والهاء ضمير الغائب. ويجوز أن تكون الكلمة «اياه» مبنية على السكون ومضافة الى الهاء. وقيل الهاء لا محل لها من الإعراب. ولكن الأفصح الوجه الأول.

وقيل إنّ «إياه» هي شيء واحد من غير اضافة لأنها بيان عن المقصود بالخطاب.

{تَعْبُدُونَ} : فعل مضارع مرفوع بثبوت النون والواو ضمير متصل في محل رفع فاعل. والجملة: في محل نصب خبر «كان» وجواب الشرط محذوف لتقدم معناه. التقدير: ان كنتم اياه تعبدون فاشكروا نعمة الله .. أو فكلوا وما بعدها.

[سورة النحل (16): آية 115] إِنَّما حَرَّمَ عَلَيْكُمُ الْمَيْتَةَ وَالدَّمَ وَلَحْمَ الْخِنْزِيرِ وَما أُهِلَّ لِغَيْرِ اللهِ بِهِ فَمَنِ اُضْطُرَّ غَيْرَ باغٍ وَلا عادٍ فَإِنَّ اللهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ (115)

{إِنَّما حَرَّمَ عَلَيْكُمُ الْمَيْتَةَ} : إنما: كافة ومكفوفة أو أداة حصر لا عمل لها.

ص: 223

حرم: فعل ماض مبني على الفتح والفاعل ضمير مستتر فيه جوازا تقديره هو. عليكم: جار ومجرور متعلق بحرم والميم علامة جمع الذكور. الميتة:

مفعول به منصوب بالفتحة.

{وَالدَّمَ وَلَحْمَ الْخِنْزِيرِ} : معطوفتان بواوي العطف على «الميتة» منصوبتان مثلها بالفتحة. الخنزير: مضاف إليه مجرور بالكسرة.

{وَما أُهِلَّ لِغَيْرِ اللهِ بِهِ} : بمعنى: وما لم يذكر اسم الله عليه عند ذبحه.

الواو عاطفة. ما: اسم موصول مبني على السكون في محل نصب معطوف على «الميتة» .أهل: فعل ماض مبني للمجهول مبني على الفتح ونائب الفاعل ضمير مستتر فيه جوازا تقديره هو. لغير: جار ومجرور متعلق بأهل.

الله: مضاف إليه مجرور للتعظيم بالكسرة. به: جار ومجرور متعلق بأهل وجملة {أُهِلَّ لِغَيْرِ اللهِ بِهِ»} صلة الموصول لا محل لها من الإعراب.

{فَمَنِ اضْطُرَّ غَيْرَ باغٍ وَلا عادٍ} : الفاء: استئنافية. من: اسم شرط جازم مبني على السكون حرك بالكسر لالتقاء الساكنين في محل رفع مبتدأ.

اضطر: فعل ماض مبني للمجهول مبني على الفتح. فعل الشرط في محل جزم بمن والجملة من فعل الشرط وجوابه-جزائه-في محل رفع خبر «من» غير: حال منصوب بالفتحة أو صفة للمصدر بتقدير: اضطر لتناول شيء من هذه المحرمات اضطرارا غير باغ أي غير ظالم. باغ: مضاف إليه مجرور بالكسرة المقدرة على الياء المحذوفة لأنه اسم منقوص نكرة. الواو عاطفة.

لا: زائدة لتأكيد النفي. عاد: معطوفة على «باغ» وتعرب إعرابها. أي ولا متعد متجاوز الحد.

{فَإِنَّ اللهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ} : الجملة: جواب شرط جازم مقترن بالفاء في محل جزم والفاء رابطة لجواب الشرط.إنّ: حرف نصب وتوكيد مشبه بالفعل.

الله: اسم «إنّ» منصوب للتعظيم بالفتحة. غفور رحيم: خبرا «إنّ» مرفوعان بالضمة.

ص: 224

[سورة النحل (16): آية 116] وَلا تَقُولُوا لِما تَصِفُ أَلْسِنَتُكُمُ الْكَذِبَ هذا حَلالٌ وَهذا حَرامٌ لِتَفْتَرُوا عَلَى اللهِ الْكَذِبَ إِنَّ الَّذِينَ يَفْتَرُونَ عَلَى اللهِ الْكَذِبَ لا يُفْلِحُونَ (116)

{وَلا تَقُولُوا لِما تَصِفُ أَلْسِنَتُكُمُ الْكَذِبَ} : بمعنى: ولا تقولوا الكذب لما تصفه ألسنتكم: ووصف ألسنتهم بالكذب مبالغة في وصف كلامهم بالكذب. الواو: عاطفة. لا: ناهية جازمة. تقولوا: فعل مضارع مجزوم بلا وعلامة جزمه حذف النون. والواو ضمير متصل في محل رفع فاعل والألف فارقة. اللام: حرف جر. ما: اسم موصول مبني على السكون في محل جر باللام والجار والمجرور متعلق بتقولوا و «تصف» فعل مضارع مرفوع بالضمة. ألسنتكم: فاعل مرفوع بالضمة. الكاف: ضمير المخاطبين في محل جر بالاضافة. والميم علامة جمع الذكور. وجملة {تَصِفُ أَلْسِنَتُكُمُ»} صلة الموصول لا محل لها والعائد الى الموصول ضمير محذوف منصوب المحل لأنه مفعول به. التقدير: لما تصفه ألسنتكم. الكذب: مفعول به منصوب بالفتحة بلا تقولوا. ويجوز أن تكون «ما» مصدرية. فتكون «ما» وما بعدها بتأويل مصدر في محل جر باللام. التقدير: لوصف ألسنتكم الكذب وجملة {تَصِفُ أَلْسِنَتُكُمُ الْكَذِبَ»} صلة «ما» المصدرية لا محل لها. و «الكذب» مفعول به للمصدر أي «لوصف ألسنتكم» الكذب.

{هذا حَلالٌ} : اسم اشارة مبني على السكون في محل رفع مبتدأ. حلال: خبر «هذا» مرفوع بالضمة. والجملة الاسمية في محل نصب بدل من «الكذب» ويجوز أن تكون في محل نصب على إرادة القول متعلقة بتصف أي ولا تقولوا الكذب لما تصفه ألسنتكم فتقول هذا حلال وهذا حرام. وفي حالة اعراب «ما» مصدرية. تكون الجملة {هذا حَلالٌ وَهذا حَرامٌ»} متعلقة بلا تقولوا.

أي ولا تقولوا هذا حلال وهذا حرام لوصف ألسنتكم الكذب: بمعنى لا تحللوا وتحرموا لأجل قول تنطق به ألسنتكم ويجول في أفواهكم.

ص: 225

{وَهذا حَرامٌ لِتَفْتَرُوا عَلَى اللهِ الْكَذِبَ} : وهذا حرام: معطوفة بالواو على {هذا حَلالٌ»} وتعرب إعرابها. اللام للتعليل الذي لا يتضمن معنى الغرض. تفتروا: فعل مضارع منصوب بأن مضمرة بعد اللام وعلامة نصبه حذف النون. الواو: ضمير متصل في محل رفع فاعل والألف فارقة.

على الله: جار ومجرور للتعظيم متعلق بتفتروا. الكذب: مفعول به منصوب بالفتحة.

{إِنَّ الَّذِينَ يَفْتَرُونَ عَلَى اللهِ الْكَذِبَ} : إنّ: حرف نصب وتوكيد مشبه بالفعل. الذين: اسم موصول مبني على الفتح في محل نصب اسم «إنّ» يفترون: صلة الموصول لا محل لها. وهي فعل مضارع مرفوع بثبوت النون والواو ضمير متصل في محل رفع فاعل. على الله الكذب: أعربت.

{لا يُفْلِحُونَ} : الجملة: في محل رفع خبر «إنّ» .لا: نافية لا عمل لها.

يفلحون: تعرب إعراب «يفترون» .

[سورة النحل (16): آية 117] مَتاعٌ قَلِيلٌ وَلَهُمْ عَذابٌ أَلِيمٌ (117)

{مَتاعٌ قَلِيلٌ} : متاع: خبر مبتدأ محذوف تقديره منفعتهم فيما هم عليه من افعال الجاهلية أي منفعة قليلة. أو تمتعهم في الدنيا متاع قليل. مرفوع بالضمة. قليل: صفة-نعت-لمتاع مرفوعة بالضمة.

{وَلَهُمْ عَذابٌ أَلِيمٌ} : الواو: عاطفة. اللام: حرف جر و «هم» ضمير الغائبين مبني على السكون في محل جر باللام والجار والمجرور متعلق بخبر مقدم. أي ولهم يوم القيامة. عذاب: مبتدأ مؤخر مرفوع بالضمة الظاهرة.

اليم: صفة-نعت-لعذاب مرفوعة مثلها بالضمة. بمعنى: وعقاب منفعتهم عظيم.

ص: 226

[سورة النحل (16): آية 118] وَعَلَى الَّذِينَ هادُوا حَرَّمْنا ما قَصَصْنا عَلَيْكَ مِنْ قَبْلُ وَما ظَلَمْناهُمْ وَلكِنْ كانُوا أَنْفُسَهُمْ يَظْلِمُونَ (118)

{وَعَلَى الَّذِينَ هادُوا} : الواو: عاطفة. على: حرف جر. الذين: اسم موصول مبني على الفتح في محل جر بعلى والجار والمجرور متعلق بحرمنا.

هادوا: صلة الموصول لا محل لها. وهي فعل ماض مبني على الضم لاتصاله بواو الجماعة. الواو ضمير متصل في محل رفع فاعل والألف فارقة.

{حَرَّمْنا ما قَصَصْنا عَلَيْكَ مِنْ قَبْلُ} : حرمنا: فعل ماض مبني على السكون لاتصاله بنا. و «نا» ضمير متصل مبني على السكون في محل رفع فاعل. ما: اسم موصول مبني على السكون في محل نصب مفعول به.

قصصنا: تعرب إعراب «حرمنا» وهي صلة الموصول لا محل لها والعائد ضمير في محل نصب لأنه مفعول به التقدير: ما قصصناه في سورة الأنعام.

عليك: جار ومجرور متعلق بقصصنا. من: حرف جر. قبل: اسم مبني على الضم لانقطاعه عن الاضافة في محل جر بمن والجار والمجرور متعلق بقصصنا. بمعنى ما ذكرناه لك من قبل.

{وَما ظَلَمْناهُمْ} : الواو عاطفة. ما: نافية لا عمل لها. ظلمنا: تعرب اعراب «حرمنا» و «هم» ضمير الغائبين في محل نصب مفعول به.

{وَلكِنْ كانُوا أَنْفُسَهُمْ يَظْلِمُونَ} : أعربت في الآية الكريمة الثالثة والثلاثين.

[سورة النحل (16): آية 119] ثُمَّ إِنَّ رَبَّكَ لِلَّذِينَ عَمِلُوا السُّوءَ بِجَهالَةٍ ثُمَّ تابُوا مِنْ بَعْدِ ذلِكَ وَأَصْلَحُوا إِنَّ رَبَّكَ مِنْ بَعْدِها لَغَفُورٌ رَحِيمٌ (119)

{ثُمَّ إِنَّ رَبَّكَ} : ثم: حرف عطف. إنّ: حرف نصب وتوكيد مشبه بالفعل.

ص: 227

ربك: اسم «إنّ» منصوب بالفتحة والكاف ضمير المخاطب مبني على الفتح في محل جر بالاضافة.

{لِلَّذِينَ عَمِلُوا السُّوءَ بِجَهالَةٍ} : اللام: حرف جر. الذين: اسم موصول مبني على الفتح في محل جر باللام. والجار والمجرور متعلق بغفور و «عملوا» فعل ماض مبني على الضم لاتصاله بواو الجماعة. الواو ضمير متصل في محل رفع فاعل والألف فارقة. السوء: مفعول به منصوب بالفتحة. وجملة {عَمِلُوا السُّوءَ»} بمعنى: ارتكبوا الآثام: صلة الموصول لا محل لها و «بجهالة» جار ومجرور متعلق بحال من ضمير «عملوا» بتقدير جاهلين غير عارفين بالله وبعقابه.

{ثُمَّ تابُوا مِنْ بَعْدِ ذلِكَ وَأَصْلَحُوا} : تابوا وأصلحوا: معطوفتان بحر في عطف على «عملوا» وتعربان اعرابها. من بعد: جار ومجرور متعلق بتابوا.

ذا: اسم اشارة مبني على السكون في محل جر بالاضافة. اللام للبعد والكاف للخطاب وحذف مفعول «أصلحوا» اختصارا أي وأصلحوا ما أفسدوه بجهالتهم.

{إِنَّ رَبَّكَ مِنْ بَعْدِها} : إنّ ربك: بدل من {إِنَّ رَبَّكَ»} الأولى وتعرب إعرابها. من بعد: جار ومجرور متعلق بغفور و «ها» ضمير متصل مبني على السكون في محل جر بالاضافة. أي من بعد التوبة.

{لَغَفُورٌ رَحِيمٌ} : اللام لام الابتداء-المزحلقة-للتأكيد. غفور: خبر «إنّ» مرفوع بالضمة أي غفور لهم. رحيم: صفة-نعت-لغفور أو خبر ثان لأنّ مرفوع بالضمة أيضا. أي رحيم بهم.

[سورة النحل (16): آية 120] إِنَّ إِبْراهِيمَ كانَ أُمَّةً قانِتاً لِلّهِ حَنِيفاً وَلَمْ يَكُ مِنَ الْمُشْرِكِينَ (120)

{إِنَّ إِبْراهِيمَ كانَ أُمَّةً} : انّ: حرف نصب وتوكيد مشبه بالفعل. ابراهيم:

اسم «إنّ» منصوب بالفتحة ولم ينون لأنه ممنوع من الصرف-التنوين-

ص: 228

للعجمة والعلمية. كان: فعل ماض ناقص مبني على الفتح واسمها ضمير مستتر جوازا تقديره هو. أمة: خبر «كان» منصوب بالفتحة. وجملة {كانَ أُمَّةً»} في محل رفع خبر «ان» أي كان بمثابة أمة وحده أي أمة الأمم لكماله في جميع صفات الخير أو بمعنى مأموم: أي يؤمه الناس ليأخذوا منه الخير أو بمعنى «مؤتم به» .

{قانِتاً لِلّهِ حَنِيفاً} : مطيعا قائما بأوامر الله: صفة-نعت-لأمة أو خبر ثان لكان منصوب بالفتحة. لله: جار ومجرور للتعظيم متعلق بقانتا حنيفا تعرب إعراب «قانتا» بمعنى مستقيما من الحنف وهو الاستقامة.

{وَلَمْ يَكُ} : الواو: عاطفة. لم: حرف نفي وجزم وقلب. يك: فعل مضارع ناقص مجزوم بلم وعلامة جزمه سكون آخره النون المحذوفة للتخفيف جوازا وحذفت الواو لالتقاء الساكنين وجوبا واسمها ضمير مستتر جوازا تقديره هو.

{مِنَ الْمُشْرِكِينَ} : جار ومجرور متعلق بخبر «يكن» وعلامة جر الاسم الياء لأنه جمع مذكر سالم والنون عوض من تنوين المفرد.

[سورة النحل (16): آية 121] شاكِراً لِأَنْعُمِهِ اِجْتَباهُ وَهَداهُ إِلى صِراطٍ مُسْتَقِيمٍ (121)

{شاكِراً لِأَنْعُمِهِ} : شاكرا: تعرب اعراب «قانتا» .لأنعمه: جار ومجرور متعلق بشاكرا والهاء ضمير متصل في محل جر بالاضافة أي لنعمه.

{اجْتَباهُ وَهَداهُ} : أي اختاره لرسالته: وهي فعل ماض مبني على الفتح المقدر على الألف للتعذر والفاعل ضمير مستتر فيه جوازا تقديره هو يعود على الله سبحانه والهاء ضمير متصل مبني على الضم في محل نصب مفعول به. وهداه: معطوفة بالواو على «اجتباه» وتعرب إعرابها.

{إِلى صِراطٍ مُسْتَقِيمٍ} : جار ومجرور متعلق بهداه وقد عدي الفعل بإلى على معنى أرشده. مستقيم: صفة لصراط مجرورة مثلها بالكسرة.

ص: 229

[سورة النحل (16): آية 122] وَآتَيْناهُ فِي الدُّنْيا حَسَنَةً وَإِنَّهُ فِي الْآخِرَةِ لَمِنَ الصّالِحِينَ (122)

{وَآتَيْناهُ فِي الدُّنْيا حَسَنَةً} : الواو: استئنافية، آتيناه: أي أعطيناه:

فعل ماض مبني على السكون لاتصاله بنا و «نا» ضمير متصل مبني على السكون في محل رفع فاعل والهاء ضمير متصل-ضمير الغائب-مبني على الضم في محل نصب مفعول به. حسنة: مفعول به ثان منصوب بالفتحة و {فِي الدُّنْيا»} جار ومجرور متعلق بآتيناه وعلامة جر الاسم الكسرة المقدرة على الألف منع من ظهورها التعذر.

{وَإِنَّهُ فِي الْآخِرَةِ} : الواو استئنافية. إنه: حرف نصب وتوكيد مشبه بالفعل والهاء ضمير متصل في محل نصب اسم «ان» .في الآخرة: جار ومجرور متعلق بخبرها.

{لَمِنَ الصّالِحِينَ} : اللام: لام الابتداء-المزحلقة-للتوكيد. من الصالحين:

جار ومجرور متعلق بخبر «ان» وعلامة جر الاسم الياء لأنه جمع مذكر سالم.

والنون عوض من التنوين والحركة في المفرد.

[سورة النحل (16): آية 123] ثُمَّ أَوْحَيْنا إِلَيْكَ أَنِ اِتَّبِعْ مِلَّةَ إِبْراهِيمَ حَنِيفاً وَما كانَ مِنَ الْمُشْرِكِينَ (123)

{ثُمَّ أَوْحَيْنا إِلَيْكَ} : معطوفة بثم حرف العطف على «آتيناه» وتعرب إعراب «آتينا» اليك: جار ومجرور متعلق بأوحينا. و «ثم» في أصل وصفها تفيد ذلك التراخي المعطوف عليه في الزمان ثم استعملت في تراخيه عنه في علو المنزلة بحيث يكون المعطوف أعلى رتبة وأشمخ محلا ممّا عطف عليه. هذا ما ذكره كشاف الزمخشري.

{أَنِ اتَّبِعْ} : أن: حرف مصدري ناصب كسر آخره لالتقاء الساكنين. اتبع:

فعل أمر مبني على السكون والفاعل ضمير مستتر فيه وجوبا تقديره أنت.

و«أن» وما بعدها: بتأويل مصدر في محل جر بحرف جر مقدر أي باتباع

ص: 230

والجار والمجرور متعلق بأوحينا وجملة «اتبع» صلة «أن» الحرف المصدري لا محل لها.

{مِلَّةَ إِبْراهِيمَ} : مفعول به منصوب بالفتحة. ابراهيم: مضاف إليه مجرور بالفتحة بدلا من الكسرة لأنه ممنوع من الصرف-التنوين-للعجمة والعلمية.

{حَنِيفاً وَما كانَ} : حنيفا: حال منصوب بالفتحة أي مائلا عن العقائد الزائفة. الواو: حالية. ما: نافية لا عمل لها والجملة: في محل نصب حال. كان: فعل ماض ناقص مبني على الفتح واسمها ضمير مستتر جوازا تقديره هو.

{مِنَ الْمُشْرِكِينَ} : جار ومجرور متعلق بخبر «كان» وعلامة جر الاسم الياء لأنه جمع مذكر سالم والنون عوض من تنوين المفرد.

[سورة النحل (16): آية 124] إِنَّما جُعِلَ السَّبْتُ عَلَى الَّذِينَ اِخْتَلَفُوا فِيهِ وَإِنَّ رَبَّكَ لَيَحْكُمُ بَيْنَهُمْ يَوْمَ الْقِيامَةِ فِيما كانُوا فِيهِ يَخْتَلِفُونَ (124)

{إِنَّما جُعِلَ السَّبْتُ} : انما: كافة ومكفوفة أو حرف حصر لا عمل له.

جعل: أي فرض أو جعل وبال السبت وهو فعل ماض مبني للمجهول مبني على الفتح. السبت: نائب فاعل مرفوع بالضمة.

{عَلَى الَّذِينَ اخْتَلَفُوا فِيهِ} : جار ومجرور متعلق بجعل. الذين: اسم موصول مبني على الفتح في محل جر بعلى. اختلفوا: فعل ماض مبني على الضم لاتصاله بواو الجماعة الواو: ضمير متصل في محل رفع فاعل والألف فارقة. فيه: جار ومجرور متعلق باختلفوا. والجملة الفعلية {اِخْتَلَفُوا فِيهِ»} صلة الموصول لا محل لها من الاعراب.

{وَإِنَّ رَبَّكَ} : الواو: استئنافية. إنّ: حرف نصب وتوكيد مشبه بالفعل.

ربك: اسم «إنّ» منصوب للتعظيم بالفتحة والكاف ضمير المخاطب في محل جر بالاضافة.

ص: 231

{لَيَحْكُمُ بَيْنَهُمْ يَوْمَ الْقِيامَةِ} : اللام: للتاكيد. يحكم: فعل مضارع مرفوع بالضمة والفاعل ضمير مستتر فيه جوازا تقديره هو. بين: ظرف زمان متعلق بيحكم منصوب على الظرفية بالفتحة وهو مضاف و «هم» ضمير الغائبين مبني على السكون في محل جر بالاضافة. يوم: مفعول فيه منصوب على الظرفية الزمانية بالفتحة متعلق بيحكم. القيامة: مضاف إليه مجرور بالكسرة. والجملة الفعلية: في محل رفع خبر «إنّ» .

{فِيما كانُوا فِيهِ يَخْتَلِفُونَ} : جار ومجرور متعلق بيحكم. ما: اسم موصول مبني على السكون في محل جر بفي. كانوا: فعل ماض ناقص مبني على الضم لاتصاله بواو الجماعة. الواو ضمير متصل في محل رفع اسم «كان» والألف فارقة. فيه: جار ومجرور متعلق بيختلفون. يختلفون:

جملة فعلية في محل نصب خبر «كان» وهي فعل مضارع مرفوع بثبوت النون والواو ضمير متصل في محل رفع فاعل. وجملة {كانُوا فِيهِ يَخْتَلِفُونَ»} صلة الموصول لا محل لها من الإعراب.

[سورة النحل (16): آية 125] اُدْعُ إِلى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ وَجادِلْهُمْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ إِنَّ رَبَّكَ هُوَ أَعْلَمُ بِمَنْ ضَلَّ عَنْ سَبِيلِهِ وَهُوَ أَعْلَمُ بِالْمُهْتَدِينَ (125)

{ادْعُ إِلى سَبِيلِ رَبِّكَ} : ادع: فعل أمر مبني على حذف آخره-حرف العلة- والفاعل ضمير مستتر فيه وجوبا تقديره أنت. إلى سبيل: جار ومجرور متعلق بادع. ربك: مضاف إليه مجرور للتعظيم بالكسرة والكاف ضمير المخاطب في محل جر بالاضافة.

{بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ} : جار ومجرور متعلق بادع. والموعظة:

معطوفة بالواو على «الحكمة» وتعرب اعرابها. الحسنة: صفة-نعت- للموعظة مجرور مثلها بالكسرة الظاهرة.

{وَجادِلْهُمْ} : معطوفة بالواو على «ادع» وهي فعل أمر مبني على السكون

ص: 232

والفاعل ضمير مستتر فيه وجوبا تقديره أنت و «هم» ضمير الغائبين مبني على السكون في محل نصب مفعول به.

{بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ} : أي بالطريقة التي هي أحسن الطرق. الباء حرف جر. التي: اسم موصول مبني على السكون في محل جر بالباء والجار والمجرور متعلق بجادل وقد حذف الموصوف المجرور بالباء-الطريقة- وحلت الصفة الاسم الموصول-التي-محله. هي: ضمير رفع منفصل مبني على الفتح في محل رفع مبتدأ. أحسن: خبر «هي» مرفوع بالضمة ولم ينون لأنه اسم ممنوع من الصرف-التنوين-على وزن-أفعل-أي صيغة- أفضل والجملة الاسمية {هِيَ أَحْسَنُ»} صلة الموصول لا محل لها من الاعراب.

{إِنَّ رَبَّكَ هُوَ أَعْلَمُ} : انّ: حرف نصب وتوكيد مشبه بالفعل. ربك: اسم -إنّ -منصوب للتعظيم بالفتحة والكاف ضمير المخاطب مبني على الفتح في محل جر بالاضافة. هو أعلم: جملة اسمية في محل رفع خبر «إنّ» وتعرب اعراب {هِيَ أَحْسَنُ».}

{بِمَنْ ضَلَّ عَنْ سَبِيلِهِ} : جار ومجرور متعلق بأعلم. من: اسم موصول مبني على السكون في محل جر بالباء. ضلّ: فعل ماض مبني على الفتح والفاعل ضمير مستتر فيه جوازا تقديره هو. عن سبيله: جار ومجرور متعلق بضل والهاء ضمير الغائب في محل جر بالاضافة. والجملة الفعلية صلة الموصول لا محل لها من الاعراب.

{وَهُوَ أَعْلَمُ بِالْمُهْتَدِينَ} : معطوفة بالواو على {هُوَ أَعْلَمُ»} وتعرب إعرابها.

بالمهتدين: جار ومجرور متعلق بأعلم وعلامة جر الاسم الياء لأنه جمع مذكر سالم. والنون عوض من التنوين والحركة في المفرد.

[سورة النحل (16): آية 126] وَإِنْ عاقَبْتُمْ فَعاقِبُوا بِمِثْلِ ما عُوقِبْتُمْ بِهِ وَلَئِنْ صَبَرْتُمْ لَهُوَ خَيْرٌ لِلصّابِرِينَ (126)

{وَإِنْ عاقَبْتُمْ فَعاقِبُوا} : الواو: استئنافية. إن: حرف شرط جازم.

عاقبتم: فعل ماض مبني على السكون لاتصاله بضمير الرفع المتحرك فعل

ص: 233

الشرط في محل جزم بإن. التاء ضمير المخاطبين مبني على الضم في محل رفع فاعل والميم علامة جمع الذكور وحذف مفعول الفعل والتقدير: وإن عاقبتم قوما على تعدّ. فعاقبوا: الفاء واقعة في جواب الشرط.عاقبوا: فعل أمر مبني على حذف النون لأن مضارعه من الأفعال الخمسة. الواو: ضمير متصل-ضمير المخاطبين-في محل رفع فاعل والألف فارقة. وحذف مفعوله أيضا والتقدير: فعاقبوهم. وجملة «فعاقبوهم» جواب شرط جازم مقترن بالفاء في محل جزم بإن. وقد سمي الفعل الأول باسم الثاني للمزاوجة.

{بِمِثْلِ ما عُوقِبْتُمْ بِهِ} : جار ومجرور متعلق بعاقبوا. ما: اسم موصول مبني على السكون في محل جر بالاضافة. عوقبتم: صلة الموصول لا محل لها وهي فعل ماض مبني للمجهول مبني على السكون لاتصاله بضمير الرفع المتحرك. التاء ضمير المخاطبين في محل رفع نائب فاعل والميم علامة جمع الذكور. به: جار ومجرور متعلق بعوقبتم.

{وَلَئِنْ صَبَرْتُمْ} : الواو عاطفة. اللام: موطئة للقسم-اللام المؤذنة-إن:

حرف شرط جازم. صبرتم: تعرب إعراب «عاقبتم» بمعنى: ولئن صبرتم على أذاهم وجملة «إن صبرتم» اعتراضية بين القسم المحذوف وجوابه فلا محل لها من الإعراب. وحذف جواب الشرط لأن جواب القسم دلّ عليه أو لأن جواب القسم سد مسدّ الجوابين.

{لَهُوَ خَيْرٌ لِلصّابِرِينَ} : اللام: واقعة في جواب القسم المقدر والجملة:

جواب القسم لا محل لها من الاعراب. هو: ضمير منفصل مبني على الفتح في محل رفع مبتدأ وهو راجع إلى صبرهم وهو مصدر صبرتم. أي ولئن صبرتم كصبركم خير لكم فوضع «الصابرون» موضع الضمير ثناء من الله عليهم. أو يرجع إلى جنس الصبر وقد دل عليه-صبرتم» ويراد بالصابرين جنسهم بتقدير: وللصبر خير للصابرين. خير: خبر «هو» مرفوع بالضمة.

للصابرين: جار ومجرور متعلق بخير وعلامة جر الاسم: الياء لأنه جمع مذكر سالم والنون عوض من تنوين المفرد.

ص: 234

[سورة النحل (16): آية 127] وَاِصْبِرْ وَما صَبْرُكَ إِلاّ بِاللهِ وَلا تَحْزَنْ عَلَيْهِمْ وَلا تَكُ فِي ضَيْقٍ مِمّا يَمْكُرُونَ (127)

{وَاصْبِرْ} : الواو عاطفة. اصبر: فعل أمر مبني على السكون والفاعل ضمير مستتر فيه وجوبا تقديره أنت. أي واصبر يا محمد على أذاهم.

{وَما صَبْرُكَ إِلاّ بِاللهِ} : الواو: استئنافية. ما: نافية لا عمل لها. صبرك:

مبتدأ مرفوع بالضمة والكاف ضمير المخاطب في محل جر بالاضافة. إلاّ:

اداة حصر لا عمل لها. بالله: جار ومجرور متعلق بالخبر أي وما صبرك الاّ بتوفيقه وتثبيته وربطه على قلبك.

{وَلا تَحْزَنْ عَلَيْهِمْ} : الواو: عاطفة. لا: ناهية جازمة. تحزن: فعل مضارع مجزوم بلا وعلامة جزمه: سكون آخره والفاعل ضمير مستتر فيه وجوبا تقديره أنت. على: حرف جر و «هم» ضمير الغائبين في محل جر بعلى والجار والمجرور متعلق بتحزن أي ولا تحزن على الكافرين أو على المؤمنين وما فعل بهم الكافرون الذين تمادوا في ضلالهم.

{وَلا تَكُ فِي ضَيْقٍ} : الواو عاطفة. لا: ناهية جازمة. تك: فعل مضارع ناقص مجزوم بلا وأصله: تكون. وعلامة جزمه سكون آخره النون المحذوفة للتخفيف جوازا والواو وجوبا لالتقاء الساكنين في والضمة دالة عليها. واسم «تك» ضمير مستتر فيه وجوبا تقديره أنت. في ضيق: جار ومجرور متعلق بخبر «تكن» والضيق تخفيف-الضيق-أي في أمر ضيق. وحذف الموصوف المجرور-أمر-وحلت الصفة-ضيق-محله والضيق والضيق يجوز أن يكونا مصدرين كالقيل والقول.

{مِمّا يَمْكُرُونَ} : جار ومجرور متعلق بضيق أو بفعله و «ما» اسم موصول مبني على السكون في محل جر بمن. يمكرون: صلة الموصول لا محل لها. وهي فعل مضارع مرفوع بثبوت النون. الواو ضمير متصل يعود على الكافرين.

ص: 235

في محل رفع فاعل. أي مما يمكر الكافرون لأن العاقبة لكم. ويجوز أن تكون «ما» مصدرية. فتكون «ما» وما بعدها: بتأويل مصدر في محل جر بمن وجملة «يمكرون» صلة «ما» المصدرية لا محل لها من الإعراب. والتقدير من مكرهم أي من مكر الكافرين أو الكفار.

[سورة النحل (16): آية 128] إِنَّ اللهَ مَعَ الَّذِينَ اِتَّقَوْا وَالَّذِينَ هُمْ مُحْسِنُونَ (128)

{إِنَّ اللهَ مَعَ الَّذِينَ} : إنّ: حرف نصب وتوكيد مشبه بالفعل. الله: اسم «انّ» منصوب للتعظيم بالفتحة. مع: ظرف مكان متعلق بخبر «ان» وقيل هي اسم لحركة آخره مع تحرك ما قبله وقيل هي حرف لعدم دخول حرف الجر عليها هنا. الذين: اسم موصول مبني على الفتح في محل جر بالاضافة والجملة الفعلية بعده: صلة الموصول لا محل لها.

{اتَّقَوْا} : فعل ماض مبني على الفتح المقدر للتعذر على الألف المحذوفة لالتقاء الساكنين ولاتصاله بواو الجماعة. الواو: ضمير متصل في محل رفع فاعل والألف فارقة.

{وَالَّذِينَ هُمْ مُحْسِنُونَ} : معطوفة بالواو على «الذين» الأولى وتعرب إعرابها. هم: ضمير رفع منفصل في محل رفع مبتدأ. محسنون: خبر «هم» مرفوع بالواو لأنه جمع مذكر سالم والنون عوض من تنوين المفرد.

وجملة {هُمْ مُحْسِنُونَ»} صلة الموصول لا محل لها بمعنى ان الله ولي الذين اجتنبوا المعاصي وولي الذين هم محسنون.

* * *

ص: 236