المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌(إعراب سورة الحج) - الإعراب المفصل لكتاب الله المرتل - جـ ٧

[بهجت عبد الواحد صالح]

الفصل: ‌(إعراب سورة الحج)

(إعراب سورة الحج)

[سورة الحج (22): آية 1] بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ. يا أَيُّهَا النّاسُ اِتَّقُوا رَبَّكُمْ إِنَّ زَلْزَلَةَ السّاعَةِ شَيْءٌ عَظِيمٌ (1)

{يا أَيُّهَا النّاسُ} : يا: أداة نداء. أي: اسم منادى مبني على الضم في محل نصب. و «ها» للتنبيه. الناس. صفة-نعت-لأيّ مرفوعة على لفظ «أي» لا موضعها وعلامة رفعها الضمة أو بدل منها.

{اتَّقُوا رَبَّكُمْ} : فعل أمر مبني على حذف النون لأن مضارعه من الأفعال الخمسة. والواو ضمير متصل في محل رفع فاعل والألف فارقة. بمعنى «خافوا» ربكم: مفعول به منصوب للتعظيم بالفتحة. الكاف ضمير المخاطبين في محل جر بالاضافة. والميم علامة جمع الذكور.

{إِنَّ زَلْزَلَةَ السّاعَةِ} : حرف نصب وتوكيد مشبه بالفعل يفيد هنا التعليل.

زلزلة: اسم «إنّ» منصوب بالفتحة. الساعة: مضاف اليه مجرور بالكسرة.

بمعنى إنّ زلزلة القيامة. ويجوز تقدير معنى آخر لها وهو: إنّ تحريك الساعة الأشياء أو تحريك الأشياء فيها. وعلى هذا المعنى لا يخلو أن تكون الساعة على تقدير الفاعلة للزلزلة كأنها هي التي تزلزل الأشياء على المجاز المحكي، فتكون الزلزلة مصدرا مضافا إلى فاعله أو على تقدير المفعول فيها على طريقة الاتساع في الظرف واجرائه مجرى المفعول به.

{شَيْءٌ عَظِيمٌ} : خبر «إنّ» مرفوع بالضمة. عظيم: صفة-نعت-لشيء مرفوعة مثلها بالضمة بمعنى: شيء هائل.

ص: 276

[سورة الحج (22): آية 2] يَوْمَ تَرَوْنَها تَذْهَلُ كُلُّ مُرْضِعَةٍ عَمّا أَرْضَعَتْ وَتَضَعُ كُلُّ ذاتِ حَمْلٍ حَمْلَها وَتَرَى النّاسَ سُكارى وَما هُمْ بِسُكارى وَلكِنَّ عَذابَ اللهِ شَدِيدٌ (2)

{يَوْمَ تَرَوْنَها} : يوم: مفعول فيه-ظرف زمان منصوب على الظرفية متعلق بتذهل وهو مضاف. ترون: فعل مضارع مرفوع بثبوت النون. الواو ضمير متصل في محل رفع فاعل. و «ها» ضمير متصل-ضمير الغائبة-يعود على {زَلْزَلَةَ السّاعَةِ»} مبني على السكون في محل نصب مفعول به. والجملة الفعلية «ترونها» في محل جر مضاف إليه بمعنى: يوم تشهدونها.

{تَذْهَلُ كُلُّ مُرْضِعَةٍ} : بمعنى تنسى أو تغيب عن رشدها أو تدهش.

تذهل: فعل مضارع مرفوع بالضمة الظاهرة. كلّ: فاعل مرفوع بالضمة.

مرضعة: مضاف اليه مجرور بالكسرة.

{عَمّا أَرْضَعَتْ} : عما: أصلها «عن» حرف جر. و «ما» اسم موصول مبني على السكون في محل جر بعن والجار والمجرور متعلق بتذهل. أرضعت:

فعل ماض مبني على الفتح والفاعل ضمير مستتر فيه جوازا تقديره هي.

والتاء تاء التأنيث الساكنة لا محل لها. والجملة الفعلية «أرضعت» صلة الموصول لا محل لها من الاعراب. والعائد ضمير منصوب محلا لأنه مفعول به. التقدير: أرضعته أي عن الذي أرضعته وهو الطفل. أو تكون «ما» مصدرية. فتكون «ما» وما بعدها بتأويل مصدر في محل جر بعن. التقدير عن ارضاعها وجملة «أرضعت» صلة «ما» المصدرية لا محل لها من الاعراب.

{وَتَضَعُ كُلُّ ذاتِ حَمْلٍ حَمْلَها} : معطوفة بالواو على {تَذْهَلُ كُلُّ مُرْضِعَةٍ»} وتعرب إعرابها. حمل: مضاف اليه مجرور بالكسرة. حمل: مفعول به منصوب بالفتحة. و «ها» ضمير متصل-ضمير الغائبة مبني على السكون في محل جر بالاضافة. بمعنى: وتسقط كل حامل جنينها.

{وَتَرَى النّاسَ سُكارى} : الواو: عاطفة. ترى: فعل مضارع مرفوع

ص: 277

بالضمة المقدرة على الألف للتعذر والفاعل ضمير مستتر فيه وجوبا تقديره أنت. الناس: مفعول به منصوب بالفتحة. سكارى: حال منصوب بالفتحة المقدرة على الألف للتعذر. بمعنى: وتجد الناس سكارى. أي من الفزع لشدة هو ذلك اليوم.

{وَما هُمْ بِسُكارى} : الواو استئنافية. ما: نافية عند بني تميم لا عمل لها.

وعامله عمل «ليس» عند الحجازيين و «هم» ضمير منفصل-ضمير الغائبين في محل رفع على الابتداء على اللغة الأولى واسم «ما» على اللغة الثانية. الباء حرف جر زائد للتأكيد. سكارى: اسم مجرور لفظا بالباء مرفوع محلا على أنه خبر «هم» على اللغة الأولى، ومنصوب محلا على أنه خبر «ما» على اللغة الثانية. ولم تظهر علامات الجر والرفع والنصب على الألف للتعذر.

{وَلكِنَّ عَذابَ اللهِ شَدِيدٌ} : الواو استدراكية. لكن: حرف مشبه بالفعل.

عذاب: اسم «لكن» منصوب بالفتحة. الله لفظ الجلالة: مضاف اليه مجرور للتعظيم بالكسرة. شديد: خبر «لكن» مرفوع بالضمة بمعنى وسبب هذا السكر شدة عذاب الله. أي سبب السكر المجازي أو تعليله.

[سورة الحج (22): آية 3] وَمِنَ النّاسِ مَنْ يُجادِلُ فِي اللهِ بِغَيْرِ عِلْمٍ وَيَتَّبِعُ كُلَّ شَيْطانٍ مَرِيدٍ (3)

{وَمِنَ النّاسِ مَنْ} : الواو: استئنافية. من الناس: جار ومجرور متعلق بخبر مقدم. من: اسم موصول مبني على السكون في محل رفع مبتدأ مؤخر. والجملة الفعلية بعده: صلته لا محل لها من الاعراب. وجاءت «يجادل» على لفظ «من.

{يُجادِلُ فِي اللهِ} : فعل مضارع مرفوع بالضمة والفاعل ضمير مستتر فيه جوازا تقديره هو. في الله: جار ومجرور متعلق بيجادل.

{بِغَيْرِ عِلْمٍ} : جار ومجرور متعلق بحال بتقدير: غير عالمين. علم: مضاف اليه مجرور بالكسرة.

ص: 278

{وَيَتَّبِعُ كُلَّ شَيْطانٍ مَرِيدٍ} : معطوفة بالواو على «يجادل» وتعرب إعرابها.

كل: مفعول به منصوب بالفتحة. شيطان: مضاف اليه مجرور بالكسرة.

مريد: صفة-نعت-لشيطان مجرورة مثله بمعنى: كل شيطان خبيث بمعنى ويتبع في ذلك خطوات كل شيطان متمرد. فحذف المفعول المضاف «خطوات» وحل محله المضاف اليه «كل» .

[سورة الحج (22): آية 4] كُتِبَ عَلَيْهِ أَنَّهُ مَنْ تَوَلاّهُ فَأَنَّهُ يُضِلُّهُ وَيَهْدِيهِ إِلى عَذابِ السَّعِيرِ (4)

{كُتِبَ عَلَيْهِ} : فعل ماض مبني للمجهول مبني على الفتح. عليه: جار ومجرور متعلق بكتب. و «أن» مع اسمها وخبرها بتأويل مصدر في محل رفع نائب فاعل.

{أَنَّهُ مَنْ تَوَلاّهُ} : أنّ: حرف نصب وتوكيد مشبه بالفعل والهاء ضمير الشأن مبني على الضم في محل نصب اسم أنّ والجملة الاسمية بعده مع ما في حيزها من الشرط وجوابه في محل رفع خبر «أنّ» من: اسم شرط جازم مبني على السكون في محل رفع مبتدأ. تولى: فعل ماض في محل جزم بمن وهو مبني على الفتح المقدر على الألف للتعذر والفاعل ضمير مستتر فيه جوازا تقديره:

هو. والهاء ضمير الغائب مبني على الضم في محل نصب مفعول به.

والجملة الفعلية «تولاه» صلة الموصول لا محل لها من الاعراب. والجملة من فعل الشرط وجوابه في محل رفع خبر «من» .

{فَأَنَّهُ يُضِلُّهُ} : الفاء: عاطفة. أنّه: معطوفة على «أنّه «الأولى. وكررت للتأكيد وتعرب إعرابها. والجملة الفعلية «يضله» لم يجزم فعلها لفصله عن الشرط وهي مضارع مرفوع بالضمة. والفاعل ضمير مستتر فيه جوازا تقديره هو. والهاء ضمير الغائب مبني على الضم في محل نصب مفعول به.

وبما أن الفاء في «فأنه» عاطفة وليست واقعة أو رابطة لجواب الشرط فأن جملة «يضله» جواب شرط جازم غير مقترن بالفاء لا محل لها من الإعراب لأن المعنى أصبح: من تولاه يضله.

ص: 279

{وَيَهْدِيهِ إِلى عَذابِ السَّعِيرِ} : ويهديه: معطوفة بالواو على «يضله» وتعرب إعرابها وعلامة رفع الفعل الضمة المقدرة على الياء للثقل. ومعنى «تولاه» اتخذه وليا لأمره. والسعير: بمعنى: النار. إلى عذاب: جار ومجرور بمقام المفعول الثاني لأن الفعل «يهدي» معدى بإلى. السعير:

مضاف اليه مجرور بالكسرة.

[سورة الحج (22): آية 5] يا أَيُّهَا النّاسُ إِنْ كُنْتُمْ فِي رَيْبٍ مِنَ الْبَعْثِ فَإِنّا خَلَقْناكُمْ مِنْ تُرابٍ ثُمَّ مِنْ نُطْفَةٍ ثُمَّ مِنْ عَلَقَةٍ ثُمَّ مِنْ مُضْغَةٍ مُخَلَّقَةٍ وَغَيْرِ مُخَلَّقَةٍ لِنُبَيِّنَ لَكُمْ وَنُقِرُّ فِي الْأَرْحامِ ما نَشاءُ إِلى أَجَلٍ مُسَمًّى ثُمَّ نُخْرِجُكُمْ طِفْلاً ثُمَّ لِتَبْلُغُوا أَشُدَّكُمْ وَمِنْكُمْ مَنْ يُتَوَفّى وَمِنْكُمْ مَنْ يُرَدُّ إِلى أَرْذَلِ الْعُمُرِ لِكَيْلا يَعْلَمَ مِنْ بَعْدِ عِلْمٍ شَيْئاً وَتَرَى الْأَرْضَ هامِدَةً فَإِذا أَنْزَلْنا عَلَيْهَا الْماءَ اِهْتَزَّتْ وَرَبَتْ وَأَنْبَتَتْ مِنْ كُلِّ زَوْجٍ بَهِيجٍ (5)

{يا أَيُّهَا النّاسُ} : يا: أداة نداء. أيّ: منادى مبني على الضم في محل نصب. و «ها» زائدة للتنبيه. الناس: عطف بيان من «أيّ» مرفوعة بالضمة على لفظها.

{إِنْ كُنْتُمْ فِي رَيْبٍ} : إن: حرف شرط جازم. كنتم: فعل ماض ناقص مبني على السكون لاتصاله بضمير الرفع المتحرك فعل الشرط في محل جزم بإن. التاء ضمير المخاطبين في محل رفع اسم «كان» في ريب: جار ومجرور متعلق بخبر «كان» أي في شك.

{مِنَ الْبَعْثِ فَإِنّا} : جار ومجرور متعلق بصفة محذوفة من «ريب» الفاء واقعة في جواب الشرط.ان: حرف نصب وتوكيد مشبه بالفعل و «نا» ضمير متصل مبني على السكون في محل نصب اسم «ان» .

{خَلَقْناكُمْ مِنْ تُرابٍ} : الجملة الفعلية: في محل رفع خبر «إنّ» خلق: فعل ماض مبني على السكون لاتصاله بنا. و «نا» ضمير متصل مبني على السكون

ص: 280

في محل رفع فاعل والكاف ضمير متصل-ضمير المخاطبين-في محل نصب مفعول به والميم علامة جمع الذكور. من تراب: جار ومجرور متعلق بحال محذوفة من الكاف في «خلقناكم» وانّ مع اسمها وخبرها جواب شرط جازم مقترن بالفاء في محل جزم بإن.

{ثُمَّ مِنْ نُطْفَةٍ} : ثم: حرف عطف للترتيب والتراخي. من نطفة: جار ومجرور يعرب اعراب {مِنْ تُرابٍ»} بمعنى فاستحال الى نطفة.

{ثُمَّ مِنْ عَلَقَةٍ ثُمَّ مِنْ مُضْغَةٍ} : تعربان اعراب {ثُمَّ مِنْ نُطْفَةٍ»} فاستحالت الى قطعة جامدة من الدم فقطعة من اللحم قدر اللقمة.

{مُخَلَّقَةٍ وَغَيْرِ مُخَلَّقَةٍ} : صفة-نعت-لمضغة مجرورة مثلها والواو عاطفة.

غير: معطوفة على «مخلقة» وتعرب اعرابها. مخلقة: مضاف اليه مجرور بالكسرة. بمعنى: من مضغة مسواة لا عيب فيها أو معيبة.

{لِنُبَيِّنَ لَكُمْ} : اللام: لام التعليل وهي حرف جر. نبين: فعل مضارع منصوب بأن مضمرة بعد اللام وعلامة نصبه الفتحة والفاعل ضمير مستتر فيه وجوبا تقديره نحن. لكم: جار ومجرور متعلق بنبين والميم علامة جمع الذكور وجملة «نبين لكم» صلة «أن» المصدرية المضمرة لا محل لها. و «أن» وما تلاها بتأويل مصدر في محل جر باللام. والجار والمجرور متعلق بخلقناكم. ومفعول «نبين» محذوف تقديره: لنبين لكم قدرتنا وحكمتنا بهذا التدريج وهو نقلناكم من حال إلى حال ومن خلقة الى خلقة.

{وَنُقِرُّ فِي الْأَرْحامِ} : الواو: استئنافية. نقر: فعل مضارع مرفوع بالضمة والفاعل ضمير مستتر فيه وجوبا تقديره نحن بمعنى: ونضع. في الأرحام:

جار ومجرور متعلق بنقر.

{ما نَشاءُ} : ما: اسم موصول مبني على السكون في محل نصب مفعول به.

نشاء: تعرب إعراب «نقر» والجملة الفعلية «نشاء» صلة الموصول لا محل لها من الإعراب والعائد ضمير منصوب محلا لأنه مفعول به. التقدير: ما نشاؤه أو نشاء اقراره أي وضعه.

ص: 281

{إِلى أَجَلٍ مُسَمًّى} : جار ومجرور متعلق بنشاء. مسمى: صفة لأجل مجرورة مثلها وعلامة الجر الكسرة المقدرة للتعذر على الألف قبل تنوينها ونونت لأنها اسم مقصور نكرة بمعنى مقدر أي مدة مقررة وهو وقت الوضع.

{ثُمَّ نُخْرِجُكُمْ} : ثم: حرف عطف. نخرج: معطوفة على «نقرّ» وتعرب إعرابها. كم: أعربت في «خلقناكم» .

{طِفْلاً ثُمَّ} : حال منصوب بالفتحة. بمعنى: أطفالا. أي ثم نخرج من كل منكم طفلا. ثم: حرف عطف.

{لِتَبْلُغُوا أَشُدَّكُمْ} : اللام: حرف جر للتعليل. تبلغوا: فعل مضارع منصوب بأن مضمرة بعد اللام وعلامة نصبه حذف النون. الواو ضمير متصل في محل رفع فاعل والألف فارقة. وجملة «تبلغوا» صلة «أن» المصدرية المضمرة لا محل لها من الإعراب. و «ان» وما بعدها: بتأويل مصدر في محل جر باللام. والجار والمجرور متعلق بنخرجكم. أشد: مفعول به منصوب بالفتحة. الكاف ضمير المخاطبين في محل جر بالاضافة والميم علامة جمع الذكور. والأشد: كمال القوة والعقل أي غاية نموكم.

{وَمِنْكُمْ مَنْ يُتَوَفّى} : الواو: استئنافية. منكم: جار ومجرور متعلق بخبر مقدم. الكاف ضمير المخاطبين والميم علامة جمع الذكور. من: اسم موصول مبني على السكون في محل رفع مبتدأ مؤخر. يتوفى: فعل مضارع مبني للمجهول مرفوع بالضمة المقدرة على الألف للتعذر ونائب الفاعل ضمير مستتر فيه جوازا تقديره هو وجملة يتوفى «صلة الموصول لا محل لها من الاعراب.

{وَمِنْكُمْ مَنْ يُرَدُّ} : معطوفة بالواو على {مِنْكُمْ مَنْ يُتَوَفّى»} وتعرب إعرابها.

وعلامة رفع الفعل «يرد» الضمة الظاهرة.

{إِلى أَرْذَلِ الْعُمُرِ} : جار ومجرور متعلق بيرد. العمر: مضاف اليه مجرور بالكسرة بمعنى من يوصل الى أردأ العمر وهو الهرم والخرف أي يعود كهيئته الأولى.

{لِكَيْلا يَعْلَمَ} : اللام: حرف جر للتعليل. كي: حرف مصدرية ونصب.

ص: 282

لا: نافية لا عمل لها. يعلم: فعل مضارع منصوب بكي وعلامة نصبه الفتحة والفاعل ضمير مستتر فيه جوازا تقديره هو. و «كي» وما بعدها بتأويل مصدر في محل جر باللام. والجار والمجرور متعلق بيرد وجملة «لا يعلم» صلة «كي» لا محل لها من الإعراب.

{مِنْ بَعْدِ عِلْمٍ شَيْئاً} : جار ومجرور متعلق بيعلم. علم: مضاف اليه مجرور بالكسرة. شيئا: نائب عن المصدر-المفعول المطلق-أو صفة له.

بتقدير: علما شيئا. أو مفعول به ليعلم منصوب بالفتحة بمعنى يعود إلى أوان طفولته ضعيف البنية قليل الفهم سخيف العقل.

{وَتَرَى الْأَرْضَ هامِدَةً} : الواو استئنافية. ترى: فعل مضارع مرفوع بالضمة المقدرة على الألف للتعذر والفاعل ضمير مستتر فيه وجوبا تقديره أنت. الأرض: مفعول به منصوب بالفتحة. هامدة: حال من الأرض منصوبة بالفتحة. بمعنى خامدة ميتة أي يابسة.

{فَإِذا أَنْزَلْنا} : الفاء استئنافية. اذا: ظرف لما يستقبل من الزمان خافض لشرطه متعلق بجوابه وهو أداة شرط غير جازمة. أنزل: فعل ماض مبني على السكون لاتصاله بنا. و «نا» ضمير متصل في محل رفع فاعل وجملة «أنزلنا» في محل جر بالاضافة.

{عَلَيْهَا الْماءَ اهْتَزَّتْ} : جار ومجرور متعلق بأنزلنا. الماء: مفعول به منصوب بالفتحة. اهتزت: فعل ماض مبني على الفتح والتاء تاء التأنيث الساكنة لا محل لها والفاعل ضمير مستتر فيه جوازا تقديره هي وجملة «اهتزت» جواب شرط غير جازم لا محل لها.

{وَرَبَتْ وَأَنْبَتَتْ} : الجملتان: معطوفتان بواوي العطف على «اهتزت» وتعربان إعرابها. وعلامة بناء الفعل «ربا» الفتحة المقدر للتعذر على الألف المحذوفة لالتقاء الساكنين ولاتصاله بتاء التأنيث الساكنة بمعنى تحركت بالنبات ونمت وانتفخت.

{مِنْ كُلِّ زَوْجٍ بَهِيجٍ} : جار ومجرور متعلق بأنبتت. زوج: مضاف اليه

ص: 283

مجرور بالكسرة. بهيج: صفة-نعت-لزوج مجرورة مثلها بالكسرة أي:

من كل صنف سار.

[سورة الحج (22): آية 6] ذلِكَ بِأَنَّ اللهَ هُوَ الْحَقُّ وَأَنَّهُ يُحْيِ الْمَوْتى وَأَنَّهُ عَلى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ (6)

{ذلِكَ} : اسم اشارة مبني على السكون في محل رفع خبر مبتدأ محذوف تقديره:

الحكم ذلك. اللام: للبعد والكاف للخطاب.

{بِأَنَّ اللهَ} : الباء حرف جر. أنّ: حرف نصب وتوكيد مشبه بالفعل. الله لفظ الجلالة: اسم «أنّ» منصوب للتعظيم بالفتحة بمعنى: بسبب أن الله هو الحق الثابت الذي تتحقق به الاشياء.

{هُوَ الْحَقُّ} : الجملة الاسمية: في محل رفع خبر «أنّ» هو: ضمير منفصل- ضمير الغائب-في محل رفع مبتدأ. الحق: خبر «هو» مرفوع بالضمة ويجوز أن يكون هو ضمير فصل أو عمادا لا محل له. و «الحق» خبر «أن» .

{وَأَنَّهُ} : الواو عاطفة. أنّ: أعربت. والهاء ضمير متصل في محل نصب اسم «أن» والجملة الفعلية بعده في محل رفع خبره.

{يُحْيِ الْمَوْتى} : فعل مضارع مرفوع بالضمة المقدرة على الياء للثقل والفاعل ضمير مستتر جوازا تقديره هو. الموتى: مفعول به منصوب بالفتحة المقدرة على الألف للتعذر.

{وَأَنَّهُ عَلى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ} : أعربت. على كل: جار ومجرور متعلق بقدير. شيء: مضاف اليه مجرور بالكسرة. قدير: خبر «أنّ» مرفوع بالضمة.

[سورة الحج (22): آية 7] وَأَنَّ السّاعَةَ آتِيَةٌ لا رَيْبَ فِيها وَأَنَّ اللهَ يَبْعَثُ مَنْ فِي الْقُبُورِ (7)

• هذه الآية الكريمة معطوفة على الآية الكريمة السابقة وتعرب إعرابها. لا:

نافية للجنس تعمل عمل «إنّ» ريب: اسم «لا» مبني على الفتح في محل

ص: 284

نصب بمعنى أن الساعة آتية لا شك فيها. وجملة {لا رَيْبَ فِيها»} في محل رفع خبر ثان لأنّ. ويجوز أن تكون في محل نصب حالا من الساعة. فيها: جار ومجرور متعلق بخبر «لا» المحذوف وجوبا. من: اسم موصول مبني على السكون في محل نصب مفعول به. في القبور: جار ومجرور متعلق بصلة الموصول المحذوفة.

[سورة الحج (22): آية 8] وَمِنَ النّاسِ مَنْ يُجادِلُ فِي اللهِ بِغَيْرِ عِلْمٍ وَلا هُدىً وَلا كِتابٍ مُنِيرٍ (8)

• أعربت في الآية الكريمة الثالثة. ولا: الواو عاطفة. و «لا» زائدة لتأكيد النفي.

هدى: معطوفة على «علم» مجرورة مثلها وعلامة جرها الكسرة المقدرة للتعذر على الألف المحذوفة قبل التنوين. ونونت الكلمة لأنها نكرة ثلاثي مقصور.

ولا: أعربت. كتاب: معطوفة على «علم» مجرورة مثلها بالكسرة الظاهرة.

منير: صفة-نعت-لكتاب. وصفة المجرور مجرورة مثله بمعنى: بغير علم يعتمد عليه ولا هدى يستند اليه ولا كتاب منير يستمد منه.

[سورة الحج (22): آية 9] ثانِيَ عِطْفِهِ لِيُضِلَّ عَنْ سَبِيلِ اللهِ لَهُ فِي الدُّنْيا خِزْيٌ وَنُذِيقُهُ يَوْمَ الْقِيامَةِ عَذابَ الْحَرِيقِ (9)

{ثانِيَ عِطْفِهِ} : حال منصوب بالفتحة وهو مضاف. عطفه: مضاف اليه مجرور بالكسرة وهو مضاف والهاء ضمير الغائب في محل جر بالاضافة.

بمعنى: متكبرا عن قبول الحق، وثني العطف: عبارة عن الكبر والخيلاء وهو من الكنايات كتصعير الخد.

{لِيُضِلَّ عَنْ سَبِيلِ اللهِ} : اللام: لام التعليل وهي حرف جر. يضل:

فعل مضارع منصوب بأن مضمرة بعد اللام وعلامة نصبه الفتحة والفاعل ضمير مستتر فيه جوازا تقديره هو. ومفعوله محذوف بتقدير ليضل الناس.

عن سبيل: جار ومجرور متعلق بيضل. الله: مضاف اليه مجرور للتعظيم

ص: 285

بالكسرة و «أن» المضمرة وما بعدها بتأويل مصدر في محل جر باللام والجار والمجرور متعلق بيجادل وجملة «يضل عن سبيل الله» صلة «أن» المصدرية لا محل لها.

{لَهُ فِي الدُّنْيا خِزْيٌ} : له: جار ومجرور متعلق بخبر مقدم. في الدنيا:

جار ومجرور متعلق بخزي أو بحال منها وعلامة جر الاسم «الدنيا» الكسرة المقدرة على الألف للتعذر. خزي: مبتدأ مؤخر مرفوع بالضمة.

{وَنُذِيقُهُ} : الواو استئنافية. نذيقه: فعل مضارع مرفوع بالضمة والفاعل ضمير مستتر وجوبا تقديره نحن والهاء ضمير الغائب في محل نصب مفعول به.

{يَوْمَ الْقِيامَةِ} : ظرف زمان-مفعول فيه-متعلق بنذيق منصوب على الظرفية بالفتحة وهو مضاف. القيامة: مضاف اليه مجرور بالكسرة.

{عَذابَ الْحَرِيقِ} : عذاب: مفعول به منصوب بالفتحة وهو مضاف.

الحريق: أي النار: مضاف اليه مجرور بالكسرة.

[سورة الحج (22): آية 10] ذلِكَ بِما قَدَّمَتْ يَداكَ وَأَنَّ اللهَ لَيْسَ بِظَلاّمٍ لِلْعَبِيدِ (10)

{ذلِكَ بِما قَدَّمَتْ يَداكَ} : الجملة الاسمية في محل نصب مفعول به-مقول القول-بتقدير: ونذيقه عذاب النار ونقول له ذلك

ذا: اسم اشارة مبني على السكون في محل رفع مبتدأ. اللام للبعد والكاف حرف خطاب.

بما: الباء حرف جر و «ما» اسم موصول مبني على السكون في محل جر بالباء بتقدير بسبب ما. وحذف المجرور المضاف «سبب» وحل محله المضاف اليه «ما» والجار والمجرور متعلق بخبر المبتدأ «ذلك» بمعنى ذلك مستحق بسبب.

قدمت: فعل ماض مبني على الفتح والتاء تاء التأنيث الساكنة لا محل لها.

يداك: فاعل مرفوع بالألف لأنه مثنى وحذفت النون للاضافة والكاف ضمير المخاطب مبني على الفتح في محل جر بالاضافة والجملة الفعلية {قَدَّمَتْ يَداكَ»} صلة الموصول لا محل لها من الإعراب. والعائد ضمير منصوب محلا

ص: 286

لأنه مفعول به. التقدير: بما قدمته يداك.

{وَأَنَّ اللهَ لَيْسَ} : الواو: عاطفة. أنّ: حرف نصب وتوكيد مشبه بالفعل.

الله لفظ الجلالة: اسم «أنّ» منصوب للتعظيم بالفتحة. ليس: فعل ماض ناقص مبني على الفتح واسمها ضمير مستتر جوازا تقديره هو. والجملة الفعلية {لَيْسَ بِظَلاّمٍ لِلْعَبِيدِ»} في محل رفع خبر «أنّ» وان وما في حيزها من اسمها وخبرها بتأويل مصدر في محل جر معطوف على الاسم الموصول وصلته {بِما قَدَّمَتْ يَداكَ».}

{بِظَلاّمٍ لِلْعَبِيدِ} : الباء حرف جر زائد لتأكيد النفي ظلام اسم مجرور لفظا منصوب محلا لانه خبر «ليس» للعبيد: جار ومجرور متعلق بظلام.

[سورة الحج (22): آية 11] وَمِنَ النّاسِ مَنْ يَعْبُدُ اللهَ عَلى حَرْفٍ فَإِنْ أَصابَهُ خَيْرٌ اِطْمَأَنَّ بِهِ وَإِنْ أَصابَتْهُ فِتْنَةٌ اِنْقَلَبَ عَلى وَجْهِهِ خَسِرَ الدُّنْيا وَالْآخِرَةَ ذلِكَ هُوَ الْخُسْرانُ الْمُبِينُ (11)

{وَمِنَ النّاسِ مَنْ يَعْبُدُ اللهَ عَلى حَرْفٍ} : أعربت في الآية الكريمة الثالثة. الله لفظ الجلالة: مفعول به منصوب للتعظيم بالفتحة ومعنى {عَلى حَرْفٍ»} أي على طرف لاثبات له فيه أي غير متمكن من الدين. والجار والمجرور متعلق بحال من ضمير «يعبد» بمعنى: يعبد الله غير متمكن من الدين. وقيل المعنى: على وجه واحد.

{فَإِنْ أَصابَهُ خَيْرٌ} : الفاء: استئنافية. إن: حرف شرط جازم. أصابه:

فعل ماض فعل الشرط في محل جزم بإن مبني على الفتح والهاء ضمير متصل في محل نصب مفعول به مقدم. خير: فاعل مرفوع بالضمة.

{اطْمَأَنَّ بِهِ} : الجملة: جواب شرط جازم غير مقترن بالفاء لا محل لها.

اطمأن: فعل ماض مبني على الفتح والفاعل ضمير مستتر فيه جوازا تقديره

ص: 287

هو. به: جار ومجرور متعلق باطمأن.

{وَإِنْ أَصابَتْهُ فِتْنَةٌ انْقَلَبَ عَلى وَجْهِهِ} : معطوفة بالواو على ما قبلها وتعرب إعرابها. والتاء في «أصابته» تاء التأنيث الساكنة لا محل لها. والهاء في «وجهه» ضمير متصل في محل جر بالاضافة بمعنى وان أصابه ابتلاء من الله أو عذاب أو شر تشاء من الدين فارتد عنه. و {اِنْقَلَبَ عَلى وَجْهِهِ»} كناية عن الكفر.

{خَسِرَ الدُّنْيا وَالْآخِرَةَ} : فعل ماض مبني على الفتح والفاعل ضمير مستتر فيه جوازا تقديره هو. الدنيا: مفعول به منصوب بالفتحة المقدرة على الألف للتعذر. والآخرة: معطوفة بالواو على «الدنيا» منصوبة مثلها وعلامة نصبها الفتحة الظاهرة في آخرها بمعنى: خسر الدنيا والآخرة معا.

{ذلِكَ} : اسم اشارة مبني على السكون في محل رفع مبتدأ. اللام للبعد والكاف للخطاب. أي ذلك الخسران.

{هُوَ الْخُسْرانُ الْمُبِينُ} : الجملة الاسمية: في محل رفع خبر المبتدأ «ذلك» هو: ضمير منفصل في محل رفع مبتدأ. الخسران: خبر «هو» مرفوع بالضمة. المبين: أي الواضح: صفة-نعت-للخسران مرفوع مثلها بالضمة. ويجوز أن يكون «هو» ضمير الفصل أو عمادا لا محل له.

و«الخسران» خبر «ذلك» .

[سورة الحج (22): آية 12] يَدْعُوا مِنْ دُونِ اللهِ ما لا يَضُرُّهُ وَما لا يَنْفَعُهُ ذلِكَ هُوَ الضَّلالُ الْبَعِيدُ (12)

{يَدْعُوا} : فعل مضارع مرفوع بالضمة المقدرة على الواو للثقل والفاعل ضمير مستتر فيه جوازا تقديره هو. بمعنى: يعبد.

{مِنْ دُونِ اللهِ ما} : جار ومجرور متعلق بيدعو. الله: مضاف اليه مجرور للتعظيم بالكسرة. ما: اسم: موصول مبني على السكون في محل نصب مفعول به.

ص: 288

{لا يَضُرُّهُ وَما لا يَنْفَعُهُ} : لا: نافية لا عمل لها. يضره: فعل مضارع مرفوع بالضمة والفاعل ضمير مستتر فيه جوازا تقديره هو والهاء ضمير الغائب في محل نصب مفعول به. والجملة: صلة الموصول لا محل لها من الإعراب وما لا ينفعه: معطوفة بالواو على {ما لا يَضُرُّهُ»} وتعرب إعرابها.

بمعنى لا يضره ولا ينفعه في شيء.

{ذلِكَ هُوَ الضَّلالُ الْبَعِيدُ} : تعرب إعراب {ذلِكَ هُوَ الْخُسْرانُ الْمُبِينُ»} الواردة في الآية الكريمة السابقة.

[سورة الحج (22): آية 13] يَدْعُوا لَمَنْ ضَرُّهُ أَقْرَبُ مِنْ نَفْعِهِ لَبِئْسَ الْمَوْلى وَلَبِئْسَ الْعَشِيرُ (13)

{يَدْعُوا} : فعل مضارع مرفوع بالضمة المقدرة على الواو للثقل والفاعل ضمير مستتر فيه جوازا تقديره هو والجملة الاسمية بعده: في محل نصب مفعول به -مقول القول-لأن المعنى يقول هذا الكافر يوم القيامة بدعاء وصراخ حين يرى استضراره بالأصنام ودخوله النار بعبادتها ولا يرى الشفاعة التي ادعاها لها {لَمَنْ ضَرُّهُ أَقْرَبُ مِنْ نَفْعِهِ

»}

{لَمَنْ ضَرُّهُ أَقْرَبُ} : اللام: لام الابتداء للتوكيد. من: اسم موصول مبني على السكون في محل رفع مبتدأ. ضره: مبتدأ ثان مرفوع بالضمة وهو مضاف والهاء ضمير الغائب في محل جر بالاضافة. أقرب: خبر «ضره» مرفوع بالضمة ولم ينون لأنه ممنوع من الصرف-التنوين-على وزن-أفعل- صيغة تفضيل وبوزن الفعل. والجملة الفعلية «لبئس المولى» في محل رفع خبر المبتدأ الأول «من» بمعنى: لمن ضره بكونه معبودا أقرب من نفعه بكونه شفيعا لبئس المولى والجملة الاسمية «ضره أقرب» صلة الموصول لا محل لها.

{مِنْ نَفْعِهِ} : جار ومجرور متعلق بأقرب والهاء ضمير متصل في محل جر بالاضافة.

{لَبِئْسَ الْمَوْلى} : اللام زائدة للتوكيد. بئس: فعل ماض جامد لانشاء الذم.

المولى: أي ولي الأمر أو الناصر: فاعل مرفوع بالضمة.

ص: 289

{وَلَبِئْسَ الْعَشِيرُ} : معطوفة بالواو على «لبئس المولى» وتعرب إعرابها بمعنى:

ولبئس الصديق أو الصاحب هو وحذف المخصوص بالذم لأن ما قبله يدل عليه.

[سورة الحج (22): آية 14] إِنَّ اللهَ يُدْخِلُ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصّالِحاتِ جَنّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهارُ إِنَّ اللهَ يَفْعَلُ ما يُرِيدُ (14)

{إِنَّ اللهَ يُدْخِلُ} : إنّ: حرف نصب وتوكيد مشبه بالفعل. الله لفظ الجلالة:

اسم «إنّ» منصوب للتعظيم بالفتحة. يدخل: فعل مضارع مرفوع بالضمة والفاعل ضمير مستتر فيه جوازا تقديره هو. وجملة «يدخل» في محل رفع خبر «انّ» .

{الَّذِينَ آمَنُوا} : اسم موصول مبني على الفتح في محل نصب مفعول به أول.

آمنوا: فعل ماض مبني على الضم لاتصاله بواو الجماعة. الواو ضمير متصل في محل رفع فاعل والألف فارقة. وجملة «آمنوا» صلة الموصول لا محل لها.

{وَعَمِلُوا الصّالِحاتِ} : معطوفة بالواو على «آمنوا» وتعرب إعرابها.

الصالحات: مفعول به لعملوا منصوب بالكسرة بدلا من الفتحة لأنه ملحق بجمع المؤنث السالم أو بمعنى: وعملوا الأعمال الصالحات.

{جَنّاتٍ} : مفعول به ثان منصوب بالكسرة بدلا من الفتحة لأنه ملحق بجمع المؤنث السالم والجملة الفعلية بعدها في محل نصب صفة لها.

{تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهارُ} : فعل مضارع مرفوع بالضمة المقدرة على الياء للثقل. من تحت: جار ومجرور متعلق بتجري أو بحال محذوفة من «الأنهار» بتقدير: كائنة تحتها و «ها» ضمير متصل مبني على السكون في محل جر بالاضافة. الأنهار: فاعل مرفوع بالضمة.

ص: 290

{إِنَّ اللهَ يَفْعَلُ ما يُرِيدُ} : تعرب إعراب {إِنَّ اللهَ يُدْخِلُ الَّذِينَ»} يريد: فعل مضارع مرفوع بالضمة والفاعل ضمير مستتر فيه جوازا تقديره هو يعود على لفظ الجلالة. بمعنى: ما يشاء والعائد المحذوف ضمير منصوب محلا لأنه مفعول به. التقدير: ما يريده.

[سورة الحج (22): آية 15] مَنْ كانَ يَظُنُّ أَنْ لَنْ يَنْصُرَهُ اللهُ فِي الدُّنْيا وَالْآخِرَةِ فَلْيَمْدُدْ بِسَبَبٍ إِلَى السَّماءِ ثُمَّ لْيَقْطَعْ فَلْيَنْظُرْ هَلْ يُذْهِبَنَّ كَيْدُهُ ما يَغِيظُ (15)

{مَنْ كانَ يَظُنُّ} : من: اسم شرط جازم مبني على السكون في محل رفع مبتدأ والجملة من فعل الشرط وجوابه في محل رفع خبر المبتدأ «من» .كان: فعل ماض ناقص مبني على الفتح فعل الشرط في محل جزم بمن. واسمها ضمير مستتر جوازا تقديره هو يعود على «من» .يظن: فعل مضارع مرفوع بالضمة. والفاعل ضمير مستتر فيه جوازا تقديره هو. والجملة الفعلية «يظن» في محل نصب خبر «كان» والجملة الفعلية «كان يظن» صلة الموصول لا محل لها من الإعراب. بمعنى: ان الله ناصر رسوله محمدا ومظهر دينه فمن كان يظن من حاسديه وأعاديه.

{أَنْ لَنْ يَنْصُرَهُ اللهُ} : العرب اذا جمعت بين حرفين عاملين ألغت أحدهما.

أن: مخففة من «أن» الثقيلة وهي حرف مشبه بالفعل واسمه ضمير شأن مستتر تقديره: أنه. لن: حرف نصب ونفي واستقبال. ينصره: فعل مضارع منصوب بلن وعلامة نصبه الفتحة والهاء ضمير متصل-ضمير الغائب-في محل نصب مفعول به مقدم بمعنى لن يرزقه الله. الله لفظ الجلالة: فاعل مرفوع للتعظيم بالضمة والجملة الفعلية {لَنْ يَنْصُرَهُ اللهُ»} في محل رفع خبر «أن» و «أن» وما في حيزها من اسمها وخبرها بتأويل مصدر في محل نصب سدّ مسدّ مفعولي «يظن» .

{فِي الدُّنْيا وَالْآخِرَةِ} : جار ومجرور متعلق بينصره وعلامة جر الاسم الكسرة

ص: 291

المقدرة على الألف للتعزز، والآخرة: معطوفة بالواو على «الدنيا» مجرورة مثلها وتعرب اعرابها.

{فَلْيَمْدُدْ} : الجملة: جواب شرط جازم مقترن بالفاء في محل جزم. الفاء واقعة في جواب الشرط.اللام لام الأمر. يمدد: فعل مضارع مجزوم باللام وعلامة جزمه سكون آخره والفاعل ضمير مستتر فيه جوازا تقديره هو.

{بِسَبَبٍ إِلَى السَّماءِ} : جار ومجرور متعلق بيمدد. الى السماء: جار ومجرور متعلق بصفة محذوفة من «سبب» بمعنى بحبل الى سقف أو سماء بيته ويجوز أن تكون الباء حرف جر زائدا و «سبب» اسما مجرورا لفظا منصوبا محلا بتقدير فليمدد سببا أو حبلا وينصب على المفعولية.

{ثُمَّ لْيَقْطَعْ} : ثم: عطف. ليقطع: معطوفة على «ليمدد» وتعرب إعرابها بمعنى: ليختنق. ويجوز أن يكون المعنى: ثم ليخنق نفسه به. بحذف المفعول أي نفسه.

{فَلْيَنْظُرْ هَلْ} : تعرب إعراب {ثُمَّ لْيَقْطَعْ»} لأنها معطوفة عليها. بمعنى: ثم ليتصور. هل: حرف استفهام لا محل له.

{يُذْهِبَنَّ كَيْدُهُ} : فعل مضارع مبني على الفتح لاتصاله بنون التوكيد الثقيلة.

كيده: فاعل مرفوع بالضمة. والهاء ضمير متصل في محل جر مضاف اليه.

بمعنى: هل يذهبن فعله هذا بنفسه.

{ما يَغِيظُ} : ما: اسم موصول مبني على السكون في محل نصب مفعول به.

يغيظ: فعل مضارع مرفوع بالضمة والفاعل ضمير مستتر فيه جوازا تقديره هو. والجملة الفعلية «يغيظ» صلة الموصول لا محل لها. والعائد ضمير منصوب محلا لأنه مفعول به. التقدير: ما يغيظه بسبب انتصار رسول الله.

[سورة الحج (22): آية 16] وَكَذلِكَ أَنْزَلْناهُ آياتٍ بَيِّناتٍ وَأَنَّ اللهَ يَهْدِي مَنْ يُرِيدُ (16)

{وَكَذلِكَ} : الواو: استئنافية. الكاف: اسم بمعنى «مثل» مبني على الفتح في

ص: 292

محل نصب نائب عن المفعول المطلق-المصدر-بتقدير: ومثل ذلك الإنزال أنزلناه. ويجوز أن يكون في محل نصب صفة للمصدر بتقدير: وأنزلناه إنزالا مثل ذلك: ذا: اسم اشارة مبني على السكون في محل جر بالاضافة.

اللام للبعد والكاف حرف خطاب.

{أَنْزَلْناهُ} : فعل ماض مبني على السكون لاتصاله بنا. و «نا» ضمير متصل في محل رفع فاعل. والهاء ضمير متصل في محل نصب مفعول به. أي بمعنى:

أنزلنا القرآن كله.

{آياتٍ بَيِّناتٍ} : حال من الضمير في «أنزلناه» منصوب بالكسرة بدلا من الفتحة لأنه ملحق بجمع المؤنث السالم. بينات: بمعنى «واضحات» صفة- نعت-لآيات منصوبة مثلها بالكسرة.

{وَأَنَّ اللهَ يَهْدِي مَنْ يُرِيدُ} : الواو عاطفة. وما بعدها: يعرب إعراب {إِنَّ اللهَ يَفْعَلُ ما يُرِيدُ»} الواردة في الآية الكريمة الرابعة عشرة ومفعول «يهدي» الأول محذوف بتقدير: يهدي آيات بينات من يريد. أو ولأن الله يهدي به أي بالقرآن.

[سورة الحج (22): آية 17] إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَالَّذِينَ هادُوا وَالصّابِئِينَ وَالنَّصارى وَالْمَجُوسَ وَالَّذِينَ أَشْرَكُوا إِنَّ اللهَ يَفْصِلُ بَيْنَهُمْ يَوْمَ الْقِيامَةِ إِنَّ اللهَ عَلى كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدٌ (17)

{إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا} : إنّ: حرف نصب وتوكيد مشبه بالفعل. الذين: اسم موصول مبني على الفتح في محل نصب اسم «انّ» آمنوا: فعل ماض مبني على الضم لاتصاله بواو الجماعة. الواو ضمير متصل في محل رفع فاعل والألف فارقة. والجملة صلة الموصول لا محل لها.

{وَالَّذِينَ هادُوا وَالصّابِئِينَ وَالنَّصارى وَالْمَجُوسَ وَالَّذِينَ أَشْرَكُوا} : الجمل والأسماء معطوفات بواوات العطف على {الَّذِينَ آمَنُوا»} وتعرب مثلها. وعلامة نصب «الصابئين» الياء لأنه جمع مذكر سالم والنون

ص: 293

عوض من تنوين المفرد. وعلامة نصب «النصارى» الفتحة المقدرة على الألف للتعذر.

{إِنَّ اللهَ يَفْصِلُ} : انّ وما بعدها بتأويل مصدر سدّ مسدّ خبر {إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا»} بمعنى: سيعرضون على الله يوم القيامة فيحاسبهم على ما اعتقدوا وما عملوا فيفصل بينهم فيما كانوا فيه يختلفون. إنّ: حرف نصب وتوكيد مشبه بالفعل يفيد هنا التعليل. الله لفظ الجلالة: اسم «إنّ» منصوب للتعظيم بالفتحة. يفصل: فعل مضارع مرفوع بالضمة والفاعل ضمير مستتر جوازا تقديره هو. والجملة الفعلية في محل رفع خبر إنّ.

{بَيْنَهُمْ يَوْمَ الْقِيامَةِ} : بين: ظرف مكان متعلق بيفصل منصوب على الظرفية بالفتحة وهو مضاف. و «هم» ضمير الغائبين في محل جر بالاضافة.

يوم: ظرف زمان-مفعول فيه-منصوب على الظرفية بالفتحة متعلق بيفصل. القيامة: مضاف اليه مجرور وعلامة جره الكسرة.

{إِنَّ اللهَ عَلى كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدٌ} : أعربت. على كل: جار ومجرور متعلق بشهيد. شيء: مضاف اليه مجرور بالكسرة. شهيد: خبر «انّ» مرفوع بالضمة.

[سورة الحج (22): آية 18] أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللهَ يَسْجُدُ لَهُ مَنْ فِي السَّماااتِ وَمَنْ فِي الْأَرْضِ وَالشَّمْسُ وَالْقَمَرُ وَالنُّجُومُ وَالْجِبالُ وَالشَّجَرُ وَالدَّوَابُّ وَكَثِيرٌ مِنَ النّاسِ وَكَثِيرٌ حَقَّ عَلَيْهِ الْعَذابُ وَمَنْ يُهِنِ اللهُ فَما لَهُ مِنْ مُكْرِمٍ إِنَّ اللهَ يَفْعَلُ ما يَشاءُ (18)

{أَلَمْ تَرَ} : الألف ألف استفهام في معنى التقرير والتعجيب. لم: حرف نفي وجزم وقلب. تر: فعل مضارع مجزوم بلم وعلامة جزمه حذف آخره -حرف العلة-والفاعل ضمير مستتر فيه وجوبا تقديره أنت. ويجوز أن

ص: 294

يكون المخاطب من لم ير ولم يسمع لأن هذا الكلام جرى مجرى المثل في التعجيب وفي هذه الحالة يكون الفاعل ضميرا مستترا جوازا تقديره هو.

و«ترى» من رؤية القلب بمعنى ألم ينته علمك الى أن الله

{أَنَّ اللهَ يَسْجُدُ} : أنّ: حرف نصب وتوكيد مشبه بالفعل. الله: لفظ الجلالة: اسم «أنّ» منصوب للتعظيم بالفتحة. يسجد: فعل مضارع مرفوع بالضمة. والجملة من «يسجد» مع فاعله: في محل رفع خبر «أنّ» .

{لَهُ مَنْ فِي السَّماااتِ} : جار ومجرور متعلق بيسجد. من: اسم موصول مبني على السكون في محل رفع فاعل. في السموات: جار ومجرور متعلق بفعل محذوف تقديره: استقر. والجملة الفعلية «استقر في السماوات» صلة الموصول لا محل لها.

{وَمَنْ فِي الْأَرْضِ وَالشَّمْسُ وَالْقَمَرُ وَالنُّجُومُ وَالْجِبالُ وَالشَّجَرُ وَالدَّوَابُّ وَكَثِيرٌ مِنَ النّاسِ} : معطوفات على {مَنْ فِي السَّماااتِ»} وتعرب إعرابها. من الناس: جار ومجرور متعلق بصفة محذوفة من «كثير» بمعنى ويسجد كثير من الناس سجود طاعة وعبادة. ويجوز أن تكون الواو استئنافية و «كثير» مبتدأ وخبره محذوفا بتقدير: وكثير من الناس يطيعه أيضا ويحتمل أيضا أن تكون الواو اعتراضية و «كثير» مبتدأ وخبره الجملة الفعلية {حَقَّ عَلَيْهِ الْعَذابُ»} في محل رفع وتكون «وكثير» الثانية معطوفة على «وكثير» الأولى بمعنى وكثير وكثير من الناس حق عليهم العذاب.

{وَكَثِيرٌ حَقَّ عَلَيْهِ الْعَذابُ} : وكثير: أعربت. حق: فعل ماض مبني على الفتح. عليه: جار ومجرور متعلق بحق. العذاب: فاعل مرفوع بالضمة بمعنى وكثير حق عليه العذاب وثبت لعصيانه وامتناعه عن السجود.

{وَمَنْ يُهِنِ اللهُ} : الواو: استئنافية. من: اسم شرط جازم مبني على السكون في محل رفع مبتدأ. وخبره الجملة الفعلية من فعل الشرط وجوابه في محل رفع. يهن: فعل مضارع فعل الشرط مجزوم بمن. وعلامة جزمه سكون آخره حرك بالكسر لالتقاء الساكنين. وأصله: يهين. حذفت الياء

ص: 295

تخفيفا ولالتقاء الساكنين. الله لفظ الجلالة: فاعل مرفوع بالضمة. والعائد الى الموصول ضمير محذوف اختصارا في محل نصب محلا لأنه مفعول به مقدم للفعل «يهن» التقدير: ومن يهنه الله.

{فَما لَهُ مِنْ مُكْرِمٍ} : الجملة: جواب شرط جازم مسبوق بنفي مقترن بالفاء في محل جزم. الفاء: رابطة لجواب الشرط.ما: نافية لا عمل لها. له:

جار ومجرور متعلق بخبر مقدم. من: حرف جر زائد لتأكيد معنى النفي.

مكرم: اسم مجرور لفظا مرفوع محلا على أنه مبتدأ مؤخر. بمعنى: فما له من مكرم يكرمه بالسعادة.

{إِنَّ اللهَ يَفْعَلُ} : أعربت. و «انّ» هنا تفيد التعليل. يفعل: فعل مضارع مرفوع بالضمة والفاعل ضمير مستتر جوازا تقديره هو.

{ما يَشاءُ} : بمعنى: يفعل ما يشاء من الاكرام والاهانة ولا يشاء من ذلك إلاّ ما يقتضيه عمل العاملين واعتقاد المعتقدين. أي يفعل ما يشاء على مقتضى حكمته وعلمه. ما: اسم موصول مبني على السكون في محل نصب مفعول به. يشاء: فعل مضارع مرفوع بالضمة والفاعل ضمير مستتر فيه جوازا تقديره هو. والجملة الفعلية «يشاء» صلة الموصول لا محل لها. والعائد ضمير منصوب محلا لأنه مفعول به. التقدير: ما يشاؤه.

[سورة الحج (22): آية 19] هذانِ خَصْمانِ اِخْتَصَمُوا فِي رَبِّهِمْ فَالَّذِينَ كَفَرُوا قُطِّعَتْ لَهُمْ ثِيابٌ مِنْ نارٍ يُصَبُّ مِنْ فَوْقِ رُؤُسِهِمُ الْحَمِيمُ (19)

{هذانِ خَصْمانِ اخْتَصَمُوا} : ها: للتنبيه. ذان: اسم اشارة مرفوع بالألف لأنه مثنى وهو مبتدأ. ومفرده ذا وقد أسقطت ألف «ذا لأنه لا يصح اجتماع الألفين لسكونهما أي ألف «ذا» وألف التثنية-المثنى-وهنا سقطت ألف ذا لأن الألف الباقية ألف التثنية ولهذا أعربت. خصمان: خبر المبتدأ مرفوع بالألف لأنه مثنى والنون عوض من التنوين في المفرد.

اختصموا: فعل ماض مبني على الضم لاتصاله بواو الجماعة. الواو ضمير

ص: 296

متصل في محل رفع فاعل والألف فارقة. والجملة الفعلية في محل رفع صفة- نعت-لخصمان. وجاء الفعل للجمع على المعنى لأن المعنى: هذان فريقان مختصمان. وهما المؤمنون والكفرة. فجاءت الاشارة «هذان» للفظ والفعل للمعنى. لأن كل خصم يمثل فوجا أو فريقا.

{فِي رَبِّهِمْ} : بمعنى: اختلفوا في ذات الله وصفاته. في ربّ: جار ومجرور متعلق باختلفوا. و «هم» ضمير الغائبين في محل جر بالاضافة.

{فَالَّذِينَ كَفَرُوا} : الفاء: استئنافية. الذين: اسم موصول مبني على الفتح في محل رفع مبتدأ. كفروا: تعرب اعراب «اختصموا» .

{قُطِّعَتْ لَهُمْ ثِيابٌ} : الجملة الفعلية في محل رفع خبر المبتدأ. وجملة «كفروا» صلة الموصول لا محل لها. قطعت: فعل ماض مبني للمجهول مبني على الفتح والتاء تاء التأنيث الساكنة لا محل لها من الاعراب. لهم: جار ومجرور متعلق بقطعت و «هم» ضمير الغائبين في محل جر باللام. ثياب: نائب فاعل مرفوع بالضمة. بمعنى فصلت لهم ثياب أو قدرت على مقادير أجسامهم.

{مِنْ نارٍ} : جار ومجرور متعلق بصفة محذوفة من «ثياب» بمعنى: من نار يحرقون فيها.

{يُصَبُّ مِنْ فَوْقِ رُؤُسِهِمُ الْحَمِيمُ} : الجملة الفعلية في محل نصب حال أو في محل رفع خبر ثان للمبتدإ. يصب: فعل مضارع مبني للمجهول مرفوع بالضمة. من فوق: جار ومجرور متعلق بيصب رءوس: مضاف اليه مجرور بالكسرة و «هم» ضمير الغائبين في محل جر بالاضافة. الحميم:

نائب فاعل مرفوع بالضمة. بمعنى: الماء الحار.

[سورة الحج (22): آية 20] يُصْهَرُ بِهِ ما فِي بُطُونِهِمْ وَالْجُلُودُ (20)

{يُصْهَرُ بِهِ ما} : الجملة الفعلية: في محل نصب حال من «الحميم» .يصهر:

فعل مضارع مبني للمجهول مرفوع بالضمة. به: جار ومجرور متعلق

ص: 297

بيصهر والهاء يعود الى الحميم. ما: اسم موصول مبني على السكون في محل رفع نائب فاعل. بمعنى: يذاب به ما في بطونهم.

{فِي بُطُونِهِمْ وَالْجُلُودُ} : جار ومجرور متعلق بفعل محذوف تقديره:

استقر. و «هم» ضمير الغائبين في محل جر مضاف اليه. والجملة «استقر في بطونهم» صلة الموصول لا محل لها من الإعراب. والجلود: معطوفة بالواو على الاسم الموصول «ما» مرفوعة مثله وعلامة رفعها الضمة بمعنى اذا صب الحميم على رءوسهم كان تأثيره في الباطن نحو تأثيره في الظاهر فيذيب أحشاءهم وأمعاءهم كما يذيب جلودهم.

[سورة الحج (22): آية 21] وَلَهُمْ مَقامِعُ مِنْ حَدِيدٍ (21)

{وَلَهُمْ مَقامِعُ} : الواو استئنافية. لهم: اللام حرف جر و «هم» ضمير الغائبين في محل جر باللام والجار والمجرور متعلق بخبر مقدم. مقامع:

مبتدأ مؤخر مرفوع بالضمة. ولم ينون لأنه ممنوع من الصرف-التنوين-على وزن «مفاعل» بمعنى: ولهم سياط.وهو جمع «مقمعة» .

{مِنْ حَدِيدٍ} : جار ومجرور متعلق بصفة محذوفة من «مقامع» بمعنى: سياط من حديد يضربون بها.

[سورة الحج (22): آية 22] كُلَّما أَرادُوا أَنْ يَخْرُجُوا مِنْها مِنْ غَمٍّ أُعِيدُوا فِيها وَذُوقُوا عَذابَ الْحَرِيقِ (22)

{كُلَّما أَرادُوا} : مؤلفة من «كل» و «ما» المصدرية. وهي بهذا التركيب نائبة عن الظرف ومتضمنة شبه معنى الشرط وإعرابها. كل: اسم منصوب على نيابة الظرفية الزمانية متعلق بشبه جواب الشرط {أُعِيدُوا فِيها»} وهو مضاف.

و«ما» مصدرية. و «ما» وما بعدها بتأويل مصدر في محل جر بالاضافة.

أرادوا: الجملة الفعلية صلة «ما» المصدرية لا محل لها. أرادوا: فعل ماض مبني على الضم لاتصاله بواو الجماعة. الواو ضمير متصل في محل رفع فاعل. والألف فارقة.

ص: 298

{أَنْ يَخْرُجُوا} : أن: حرف مصدرية ونصب. يخرجوا: فعل مضارع منصوب بأن وعلامة نصبه حذف النون. الواو ضمير متصل في محل رفع فاعل والألف فارقة. وجملة «يخرجوا» صلة «أن» المصدرية لا محل لها.

و«ان» وما بعدها: بتأويل مصدر في محل نصب مفعول به لأرادوا.

{مِنْها مِنْ غَمٍّ أُعِيدُوا فِيها} : جار ومجرور متعلق بيخرجوا أي من النار.

من غم: جار ومجرور بمعنى «لغم» ومن للتعليل. أعيدوا: فعل ماض مبني للمجهول مبني على الضم لاتصاله بواو الجماعة. والواو ضمير متصل في محل رفع نائب فاعل والألف فارقة. فيها: جار ومجرور أي في النار متعلق بأعيدوا. وجملة «أعيدوا فيها لا محل لها من الاعراب لأنها مشبهة لجواب الشرط.

{وَذُوقُوا} : الواو عاطفة. ذوقوا: فعل أمر مبني على حذف النون لأن مضارعه من الأفعال الخمسة. الواو ضمير متصل في محل رفع فاعل والألف فارقة. وجملة «ذوقوا وما بعدها» في محل رفع نائب فاعل-مقول القول- بفعل القول المضمر. بتقدير: وقيل لهم: ذوقوا عذاب الحريق.

{عَذابَ الْحَرِيقِ} : مفعول به منصوب بالفتحة وهو مضاف. الحريق:

مضاف اليه مجرور بالاضافة وعلامة جره الكسرة والحريق: هو الغليظ من النار المنتشر العظيم الإهلاك.

[سورة الحج (22): آية 23] إِنَّ اللهَ يُدْخِلُ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصّالِحاتِ جَنّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهارُ يُحَلَّوْنَ فِيها مِنْ أَساوِرَ مِنْ ذَهَبٍ وَلُؤْلُؤاً وَلِباسُهُمْ فِيها حَرِيرٌ (23)

{إِنَّ اللهَ يُدْخِلُ} : حرف نصب وتوكيد مشبه بالفعل. الله لفظ الجلالة: اسم «إن» منصوب للتعظيم بالفتحة. يدخل: فعل مضارع مرفوع بالضمة والفاعل ضمير مستتر فيه جوازا تقديره هو وجملة «يدخل» في محل رفع خبر «إن» .

{الَّذِينَ آمَنُوا} : اسم موصول مبني على الفتح في محل نصب مفعول به.

ص: 299

آمنوا: فعل ماض مبني على الضم لاتصاله بواو الجماعة. الواو ضمير متصل في محل رفع فاعل والألف فارقة. وجملة «آمنوا» صلة الموصول لا محل لها.

{وَعَمِلُوا الصّالِحاتِ} : معطوفة بالواو على «آمنوا» وتعرب إعرابها.

الصالحات: مفعول به منصوب بالكسرة بدلا من الفتحة لأنه ملحق بجمع المؤنث السالم. أي الأعمال الصالحات.

{جَنّاتٍ} : تعرب اعراب «الصالحات» وهي مفعول به ثان ليدخل. والجملة الفعلية بعدها: في محل نصب صفة لها.

{تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهارُ} : فعل مضارع مرفوع بالضمة المقدرة على الياء للثقل. من تحت: جار ومجرور متعلق بتجري أو بحال من الأنهار بتقدير:

كائنة تحتها و «الها» ضمير متصل مبني على السكون في محل جر بالاضافة.

الأنهار: فاعل مرفوع بالضمة.

{يُحَلَّوْنَ فِيها} : الجملة الفعلية في محل نصب حال من ضمير «آمنوا» يحلون:

بمعنى: يزينون: فعل مضارع مبني للمجهول مرفوع بثبوت النون.

والواو ضمير متصل في محل رفع نائب فاعل. فيها: جار ومجرور متعلق بيحلون.

{مِنْ أَساوِرَ مِنْ ذَهَبٍ} : من أساور: جار ومجرور بمعنى: بأساور.

وعلامة جر الاسم الفتحة بدلا من الكسرة لأنه ممنوع من الصرف-التنوين- لأنه على وزن-مفاعل-والجار والمجرور متعلق بيحلون. من ذهب: جار ومجرور متعلق بصفة محذوفة من أساور. أي في محل جر صفة لأساور.

{وَلُؤْلُؤاً} : الواو عاطفة. لؤلؤا: مفعول به منصوب بمضمر تقديره: ويأتون لؤلؤا وعلامة نصبه الفتحة.

{وَلِباسُهُمْ فِيها حَرِيرٌ} : الواو حالية. والجملة الاسمية بعده: في محل نصب حال. لباس: مبتدأ مرفوع بالضمة و «هم» ضمير الغائبين في محل جر بالاضافة. فيها: جار ومجرور متعلق بلباسهم. حرير: خبر المبتدأ مرفوع بالضمة.

ص: 300

[سورة الحج (22): آية 24] وَهُدُوا إِلَى الطَّيِّبِ مِنَ الْقَوْلِ وَهُدُوا إِلى صِراطِ الْحَمِيدِ (24)

{وَهُدُوا} : الواو عاطفة. هدوا: فعل ماض مبني للمجهول مبني على الضم المقدر على الياء المحذوفة لاتصاله بواو الجماعة والواو ضمير متصل-ضمير الغائبين-في محل رفع نائب فاعل والألف فارقة. بمعنى وهداهم الله.

{إِلَى الطَّيِّبِ مِنَ الْقَوْلِ} : جار ومجرور متعلق بهدوا. من القول: جار ومجرور متعلق بحال محذوفة من الطيب بمعنى: إلى أحكم الأقوال وأطيبها.

وفي القول الكريم قدمت الصفة على الموصوف أي: الى القول الطيب.

{وَهُدُوا إِلى صِراطِ الْحَمِيدِ} : معطوفة على ما قبلها وتعرب إعرابها.

بمعنى: وأرشدهم الله الى صراطه المستقيم. والحميد: صيغة فعيل بمعنى المحمود مضاف اليه مجرور بالكسرة.

[سورة الحج (22): آية 25] إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا وَيَصُدُّونَ عَنْ سَبِيلِ اللهِ وَالْمَسْجِدِ الْحَرامِ الَّذِي جَعَلْناهُ لِلنّاسِ سَااءً الْعاكِفُ فِيهِ وَالْبادِ وَمَنْ يُرِدْ فِيهِ بِإِلْحادٍ بِظُلْمٍ نُذِقْهُ مِنْ عَذابٍ أَلِيمٍ (25)

{إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا} : إنّ: حرف نصب وتوكيد مشبه بالفعل. الذين: اسم موصول مبني على الفتح في محل نصب اسمها. كفروا: فعل ماض مبني على الضم لاتصاله بواو الجماعة. الواو: ضمير متصل في محل رفع فاعل والألف فارقة. وجملة «كفروا» صلة الموصول لا محل لها من الإعراب.

وخبر «إن» محذوف لدلالة جواب الشرط عليه. تقديره: ان الذين كفروا .. نذيقهم من عذاب أليم وكل من ارتكب فيه ذنبا فهو كذلك ويجوز أن يكون خبر «إن» المحذوف بتقدير: إنّ الذين كفروا .. هالكون.

{وَيَصُدُّونَ عَنْ سَبِيلِ اللهِ} : الواو عاطفة. يصدون: معطوفة على

ص: 301

{الَّذِينَ كَفَرُوا»} وعطف المضارع على الماضي على تقدير ومعنى: انّ الكافرين والصادين ويجوز أن تكون الواو حالية والجملة الاسمية بعدها في محل نصب حالا بتقدير: وهم يصدون. يصدون: فعل مضارع مرفوع بثبوت النون والواو ضمير متصل في محل رفع فاعل. بمعنى: يمنعون وحذف مفعولها أي ويصدون الناس. عن سبيل: جار ومجرور متعلق بيصدون. الله:

مضاف اليه مجرور للتعظيم بالكسرة بمعنى: عن الايمان بالله.

{وَالْمَسْجِدِ الْحَرامِ} : الواو عاطفة. المسجد: معطوفة على السبيل أي عن المسجد الحرام: صفة-نعت-للمسجد مجرورة مثلها.

{الَّذِي جَعَلْناهُ} : الذي: اسم موصول مبني على السكون في محل جر صفة- نعت-للمسجد الحرام أي صفة ثانية للمسجد. جعل: فعل ماض مبني على السكون لاتصاله بنا. و «نا» ضمير متصل مبني على السكون في محل رفع فاعل. والهاء ضمير متصل-ضمير الغائب-في محل نصب مفعول به أول.

{لِلنّاسِ سَااءً} : جار ومجرور متعلق بجعلناه. سواء: مفعول به ثان لجعلناه منصوب بالفتحة المنونة بمعنى: صيرناه للناس مستويا.

{الْعاكِفُ فِيهِ وَالْبادِ} : العاكف: فاعل للاسم «المصدر» «سواء» أو لاسم الفاعل «مستو» على المعنى مرفوع بالضمة. بمعنى: استوى العاكف فيه أي المقيم. فيه: جار ومجرور متعلق بالعاكف. والباد: معطوفة بالواو على «العاكف» مرفوعة مثلها بالضمة المقدرة للثقل على الياء المحذوفة اختصارا وخطا واكتفاء بالكسرة الدالة عليها. بمعنى: والبادئ أي والطارئ.

{وَمَنْ يُرِدْ فِيهِ} : الواو: استئنافية. من: اسم شرط جازم مبني على السكون في محل رفع مبتدأ. وخبره الجملة الشرطية من فعل الشرط وجوابه -جزائه-في محل رفع. يرد: فعل مضارع فعل الشرط مجزوم بمن وعلامة جزمه سكون آخره. وأصله: يريد: حذفت ياؤه تخفيفا ولالتقاء الساكنين والفاعل ضمير مستتر فيه جوازا تقديره هو. وجملة «يرد» صلة الموصول لا

ص: 302

محل لها من الإعراب. فيه: جار ومجرور متعلق بيرد. ومفعول «يرد» محذوف ليتناول كل ما تمكن إرادته. ويجوز أن يكون المفعول «بالحاد» المجرور لفظا بالباء حرف الجر الزائد والمنصوب محلا. بتقدير: : ومن يرد فيه إلحادا.

{بِإِلْحادٍ بِظُلْمٍ} : جاران ومجروران متعلقان بحالين مترادفتين. بتقدير: ومن يرد فيه مرادا اما عادلا عن القصد أو ظالما.

{نُذِقْهُ} : الجملة: جواب شرط جازم غير مقترن بالفاء لا محل لها. نذقه:

فعل مضارع جواب الشرط مجزوم بمن وعلامة جزمه سكون آخره وحذفت الياء لالتقاء الساكنين والفاعل ضمير مستتر فيه وجوبا تقديره نحن. والهاء ضمير الغائب مبني على الضم في محل نصب مفعول به.

{مِنْ عَذابٍ أَلِيمٍ} : جار ومجرور متعلق بنذقه. اليم: صفة-نعت-لعذاب مجرورة مثلها. ويجوز أن تكون «من» حرف جر زائدا للتوكيد و «عذاب» اسما مجرورا لفظا منصوبا محلا لأنه مفعول به ثان لنذق.

[سورة الحج (22): آية 26] وَإِذْ بَوَّأْنا لِإِبْراهِيمَ مَكانَ الْبَيْتِ أَنْ لا تُشْرِكْ بِي شَيْئاً وَطَهِّرْ بَيْتِيَ لِلطّائِفِينَ وَالْقائِمِينَ وَالرُّكَّعِ السُّجُودِ (26)

{وَإِذْ} : الواو: استئنافية. اذ: اسم مبني على السكون في محل نصب مفعول به بفعل مضمر بتقدير: واذكر إذ.

{بَوَّأْنا} : الجملة الفعلية: في محل جر بالاضافة لوقوعها بعد «إذ» بوأ: فعل ماض مبني على السكون لاتصاله بنا. و «نا» ضمير متصل مبني على السكون في محل رفع فاعل. بمعنى: أنزلنا ابراهيم مكان البيت.

{لِإِبْراهِيمَ مَكانَ الْبَيْتِ} : جار ومجرور متعلق ببوأنا. ابراهيم: اسم مجرور باللام وعلامة جره الفتحة بدلا من الكسرة لأنه ممنوع من الصرف-التنوين-

ص: 303

للعجمة والعلمية. ويجوز أن تكون اللام زائدة لتأكيد المعنى أو اللفظ لأن «بوأ» يتعدى الى مفعولين. أو يكون المعنى: واذكر حين جعلنا لابراهيم مكان البيت مباءى أي مرجعا يرجع اليه للعمارة والعبادة. مكان: مفعول به منصوب بالفتحة. البيت: مضاف اليه مجرور بالكسرة.

{أَنْ لا تُشْرِكْ بِي} : أن: حرف تفسير لا عمل له. وهو تفسير للتبوئة.

أي أوحينا لعبدنا ابراهيم قلنا له أو أوحينا له {أَنْ لا تُشْرِكْ بِي شَيْئاً وَطَهِّرْ بَيْتِيَ»} من الأصنام والأوثان. لا: ناهية جازمة. تشرك: فعل مضارع مجزوم بلا وعلامة جزمه سكون آخره والفاعل ضمير مستتر فيه وجوبا تقديره أنت وجملة {لا تُشْرِكْ»} تفسيرية لا محل لها من الإعراب. ويجوز أن تكون أن حرفا مصدريا. وتكون هي وما بعدها بتأويل مصدر في محل جر بحرف جر مقدر أي بتقدير بأن لا تشرك. وجملة {لا تُشْرِكْ»} صلة «أن» المصدرية لا محل لها من الإعراب. والجار والمجرور متعلق بأوحينا أو بقلنا. بي: جار ومجرور متعلق بلا تشرك.

{شَيْئاً} : نائبة عن المصدر أو صفة له بمعنى: أن لا تشرك بي شركا شيئا.

منصوب وعلامة نصبه الفتحة.

{وَطَهِّرْ بَيْتِيَ} : الواو عاطفة. طهر: فعل أمر مبني على السكون والفاعل ضمير مستتر فيه وجوبا تقديره أنت. بيتي: مفعول به منصوب بالفتحة المقدرة على ما قبل ياء المتكلم سبحانه. والياء ضمير متصل في محل جر بالاضافة.

{لِلطّائِفِينَ وَالْقائِمِينَ} : جار ومجرور متعلق بطهر وعلامة جر الاسم الياء لأنه جمع مذكر سالم والنون عوض من تنوين المفرد. والقائمين: معطوفة بالواو على «الطائفين» وتعرب اعرابها بمعنى والقائمين فيه للصلاة.

{وَالرُّكَّعِ السُّجُودِ} : الواو عاطفة. الركع: اسم مجرور لأنه معطوف على مجرور وعلامة جره الكسرة. السجود: صفة-نعت-للركع مجرورة مثلها وعلامة جرها الكسرة.

ص: 304

[سورة الحج (22): آية 27] وَأَذِّنْ فِي النّاسِ بِالْحَجِّ يَأْتُوكَ رِجالاً وَعَلى كُلِّ ضامِرٍ يَأْتِينَ مِنْ كُلِّ فَجٍّ عَمِيقٍ (27)

{وَأَذِّنْ فِي النّاسِ} : معطوفة بالواو على «طهر» وتعرب إعرابها. في الناس:

جار ومجرور متعلق بأذن بمعنى: وناد فيهم.

{بِالْحَجِّ يَأْتُوكَ رِجالاً} : جار ومجرور متعلق بأذن أي للحج. يأتوك:

فعل مضارع مجزوم لأنه جواب الطلب وعلامة جزمه حذف النون. واو الجماعة ضمير متصل في محل رفع فاعل والكاف ضمير المخاطب مبني على الفتح في محل نصب مفعول به. رجالا: حال منصوب بالفتحة وهو جمع راجل. بمعنى: يأتوك مشاة.

{وَعَلى كُلِّ ضامِرٍ} : الواو عاطفة. على كل: جار ومجرور متعلق بيأتوك.

ضامر: مضاف اليه مجرور بالكسرة بمعنى وركبانا أي وراكبين أو الجار والمجرور في محل نصب حال أيضا بتقدير: ركبانا. وضامر: بمعنى:

مهزول هزله السفر.

{يَأْتِينَ} : الجملة الفعلية في محل جر-نعت-لكل ضامر على اللفظ وفي محل نصب على المعنى. وهي فعل مضارع مبني على السكون لاتصاله بنون الاناث. ونون النسوة ضمير متصل مبني على الفتح في محل رفع فاعل.

{مِنْ كُلِّ فَجٍّ عَمِيقٍ} : جار ومجرور متعلق بيأتين. فج: مضاف اليه مجرور بالكسرة. عميق: صفة-نعت-لفج مجرورة مثلها بمعنى من كل طريق بعيد القاع. والفج: هو الطريق الواسع المحصور بين جبلين.

وجمعه: فجاج.

ص: 305

[سورة الحج (22): آية 28] لِيَشْهَدُوا مَنافِعَ لَهُمْ وَيَذْكُرُوا اِسْمَ اللهِ فِي أَيّامٍ مَعْلُوماتٍ عَلى ما رَزَقَهُمْ مِنْ بَهِيمَةِ الْأَنْعامِ فَكُلُوا مِنْها وَأَطْعِمُوا الْبائِسَ الْفَقِيرَ (28)

{لِيَشْهَدُوا مَنافِعَ لَهُمْ} : اللام لام التعليل وهي حرف جر. يشهدوا:

فعل مضارع منصوب بأن مضمرة بعد اللام وعلامة نصبه حذف النون.

الواو ضمير متصل في محل رفع فاعل والألف فارقة. بمعنى: ليحضروا.

وجملة «يشهدوا» صلة «أن» المضمرة لا محل لها. و «أن» المضمرة وما بعدها بتأويل مصدر في محل جر باللام والجار والمجرور متعلق بيأتين. منافع:

مفعول به منصوب بالفتحة. ولم ينون لأنه ممنوع من الصرف-التنوين-على وزن-مفاعل-لهم: اللام: حرف جر. و «هم» ضمير الغائبين في محل جر باللام والجار والمجرور متعلق بصفة محذوفة من «نافع» .

{وَيَذْكُرُوا اسْمَ اللهِ} : معطوفة بالواو على «ليشهدوا» وتعرب إعرابها. اسم:

مفعول به منصوب بالفتحة. الله لفظ الجلالة: مضاف اليه مجرور للتعظيم بالكسرة. وفي هذا القول الكريم كناية عن النحر والذبح بذكر اسم الله لأن أهل الاسلام كما جاء في التفسير لا ينفكون عن ذكر اسمه تعالى إذا نحروا أو ذبحوا.

{فِي أَيّامٍ مَعْلُوماتٍ} : جار ومجرور متعلق بيذكروا. معلومات: صفة -نعت-لأيام مجرورة مثلها وعلامة جرها الكسرة.

{عَلى ما رَزَقَهُمْ} : جار ومجرور متعلق بيذكروا. ما: اسم موصول مبني على السكون في محل جر بعلى رزق: فعل ماض مبني على الفتح و «هم» ضمير الغائبين في محل نصب مفعول به. وجملة «رزقهم» صلة الموصول لا محل لها من الإعراب ويجوز أن تكون «ما» مصدرية. وجملة «رزقهم» صلتها و «ما» وما بعدها بتأويل مصدر في محل جر بعلى متعلقا بيذكروا. وفاعل «رزق» ضمير مستتر جوازا تقديره هو.

{مِنْ بَهِيمَةِ الْأَنْعامِ} : جار ومجرور متعلق بحال محذوفة من «ما» .

ص: 306

الأنعام: مضاف اليه مجرور بالكسرة أي الحيوانات النافعة لهم.

{فَكُلُوا مِنْها} : الفاء: سببية. كلوا: فعل أمر مبني على حذف النون لأن مضارعه من الأفعال الخمسة. الواو ضمير متصل في محل رفع فاعل والألف فارقة. منها: جار ومجرور متعلق بكلوا. ويجوز أن تكون «من» تبعيضية حلت محل مفعول «كلوا» .

{وَأَطْعِمُوا الْبائِسَ الْفَقِيرَ} : معطوفة بالواو على «كلوا» وتعرب إعرابها.

البائس: مفعول به منصوب بالفتحة. الفقير: صفة-نعت-للبائس منصوبة مثلها بالفتحة.

[سورة الحج (22): آية 29] ثُمَّ لْيَقْضُوا تَفَثَهُمْ وَلْيُوفُوا نُذُورَهُمْ وَلْيَطَّوَّفُوا بِالْبَيْتِ الْعَتِيقِ (29)

{ثُمَّ لْيَقْضُوا تَفَثَهُمْ} : معطوفة بثم على «يشهدوا منافع» الواردة في الآية الكريمة السابقة وتعرب إعرابها .. والفعل هنا «ليقضوا» مجزوم باللام الساكنة وهي لام الطلب و «هم» في تفثهم ضمير الغائبين في محل جر بالاضافة.

{وَلْيُوفُوا نُذُورَهُمْ وَلْيَطَّوَّفُوا} : معطوفتان بواوي العطف على {لْيَقْضُوا تَفَثَهُمْ»} وتعربان اعرابها. و «يطوفوا» أصلها يتطوفوا ادغمت التاء في الطاء وشددت الطاء.

{بِالْبَيْتِ الْعَتِيقِ} : جار ومجرور متعلق بيطوفوا. العتيق: صفة للبيت مجرورة مثله وعلامة جرها الكسرة.

[سورة الحج (22): آية 30] ذلِكَ وَمَنْ يُعَظِّمْ حُرُماتِ اللهِ فَهُوَ خَيْرٌ لَهُ عِنْدَ رَبِّهِ وَأُحِلَّتْ لَكُمُ الْأَنْعامُ إِلاّ ما يُتْلى عَلَيْكُمْ فَاجْتَنِبُوا الرِّجْسَ مِنَ الْأَوْثانِ وَاِجْتَنِبُوا قَوْلَ الزُّورِ (30)

{ذلِكَ} : اسم اشارة مبني على السكون في محل رفع خبر لمبتدإ محذوف أي الأمر أو الشأن ذلك. اللام للبعد والكاف للخطاب.

ص: 307

{وَمَنْ يُعَظِّمْ} : الواو استئنافية. من: اسم شرط جازم مبني على السكون في محل رفع مبتدأ وخبره الجملة الشرطية من فعل الشرط وجوابه في محل رفع.

يعظم: فعل مضارع فعل الشرط مجزوم بمن وعلامة جزمه سكون آخره والفاعل ضمير مستتر فيه جوازا تقديره هو. وجملة «يعظم» صلة الموصول لا محل لها.

{حُرُماتِ اللهِ} : مفعول به منصوب بالكسرة بدلا من الفتحة لأنه ملحق بجمع المؤنث السالم. وهي جمع حرمة. الله لفظ الجلالة: مضاف اليه مجرور للتعظيم بالكسرة.

{فَهُوَ خَيْرٌ لَهُ} : الجملة: جواب شرط جازم مقترن بالفاء في محل جزم.

الفاء: واقعة في جواب الشرط.هو ضمير رفع منفصل في محل رفع مبتدأ.

أي فالتعظيم. خير: خبر «هو» مرفوع بالضمة. له: جار ومجرور متعلق بخير.

{عِنْدَ رَبِّهِ} : ظرف مكان منصوب على الظرفية وعلامة نصبه الفتحة متعلق بخير. ربه: مضاف اليه مجرور بالكسرة وهو مضاف. والهاء ضمير متصل -ضمير الغائب-في محل جر بالاضافة.

{وَأُحِلَّتْ لَكُمُ الْأَنْعامُ} : الواو استئنافية. أحلت: فعل ماض مبني للمجهول مبني على الفتح والتاء تاء التأنيث الساكنة لا محل لها. لكم: جار ومجرور متعلق بأحلت والميم علامة جمع الذكور. الأنعام: نائب فاعل مرفوع بالضمة.

{إِلاّ ما يُتْلى عَلَيْكُمْ} : إلاّ: أداة استثناء. ما: اسم موصول مبني على السكون في محل نصب مستثنى بإلا. يتلى: فعل مضارع مبني للمجهول مرفوع بالضمة المقدرة على الألف للتعذر ونائب الفاعل ضمير مستتر فيه جوازا تقديره هو. وجملة «يتلى عليكم» صلة الموصول لا محل لها. عليكم:

جار ومجرور متعلق بيتلى والميم علامة جمع الذكور. بمعنى: الاّ ما يقرأ عليكم آية تحريمه. أي إلاّ ما استثناه في كتابه الكريم.

ص: 308

{فَاجْتَنِبُوا} : الفاء: سببية. اجتنبوا: فعل أمر مبني على حذف النون لأن مضارعه من الأفعال الخمسة. الواو ضمير متصل في محل رفع فاعل والألف فارقة.

{الرِّجْسَ مِنَ الْأَوْثانِ} : مفعول به منصوب بالفتحة. من الأوثان: جار ومجرور. و «من» بيان لجنس الرجس وتمييز له. والجار والمجرور متعلق بحال محذوفة من الرجس بتقدير: فاجتنبوا الرجس حالة كونه من الأوثان.

أي الذي هو الأوثان لأن الرجس مبهم تبين بمن الأوثان.

{وَاجْتَنِبُوا قَوْلَ الزُّورِ} : معطوفة بالواو على ما قبلها وتعرب إعرابها.

الزور: مضاف اليه مجرور بالكسرة.

[سورة الحج (22): آية 31] حُنَفاءَ لِلّهِ غَيْرَ مُشْرِكِينَ بِهِ وَمَنْ يُشْرِكْ بِاللهِ فَكَأَنَّما خَرَّ مِنَ السَّماءِ فَتَخْطَفُهُ الطَّيْرُ أَوْ تَهْوِي بِهِ الرِّيحُ فِي مَكانٍ سَحِيقٍ (31)

{حُنَفاءَ لِلّهِ} : حال منصوب بالفتحة ولم ينون لأنه ممنوع من الصرف-التنوين- على وزن-فعلاء-وهو جمع حنيف. أي مسلمين. لله: جار ومجرور للتعظيم متعلق بحنفاء.

{غَيْرَ مُشْرِكِينَ بِهِ} : حال ثانية منصوبة بالفتحة وهي مضافة. مشركين:

مضاف اليه مجرور بالاضافة وعلامة جره الياء لأنه جمع مذكر سالم والنون عوض من التنوين والحركة في المفرد. به: جار ومجرور للتعظيم متعلق بمشركين.

{وَمَنْ يُشْرِكْ بِاللهِ} : الواو: استئنافية. من: اسم شرط جازم مبني على السكون في محل رفع مبتدأ وخبره الجملة الشرطية من فعل الشرط وجوابه في محل رفع. يشرك: فعل مضارع فعل الشرط مجزوم بمن وعلامة جزمه سكون آخره والفاعل ضمير مستتر فيه جوازا تقديره هو. بالله: جار

ص: 309

ومجرور للتعظيم متعلق بيشرك. وجملة {يُشْرِكْ بِاللهِ»} صلة الموصول لا محل لها.

{فَكَأَنَّما خَرَّ مِنَ السَّماءِ} : الجملة: جواب شرط جازم مقترن بالفاء في محل جزم. الفاء: واقعة في جواب الشرط و «كأنما» كافة ومكفوفة. خر:

أي سقط: فعل ماض مبني على الفتح والفاعل ضمير مستتر فيه جوازا تقديره هو. من السماء: جار ومجرور متعلق بخر.

{فَتَخْطَفُهُ الطَّيْرُ أَوْ تَهْوِي بِهِ الرِّيحُ} : الفاء عاطفة. تخطفه: فعل مضارع مرفوع بالضمة والهاء ضمير متصل-ضمير الغائب-في محل نصب مفعول به مقدم بمعنى فاختطفته. الطير: فاعل مرفوع بالضمة. أو: حرف عطف-للتخيير. تهوي: فعل مضارع مرفوع بالضمة المقدرة على الياء منع من ظهورها الثقل. به: جار ومجرور متعلق بتهوي. الريح: فاعل مرفوع بالضمة.

{فِي مَكانٍ سَحِيقٍ} : جار ومجرور متعلق بتهوي. سحيق: أي بعيد: صفة لمكان مجرورة مثله وعلامة جرها الكسرة.

[سورة الحج (22): آية 32] ذلِكَ وَمَنْ يُعَظِّمْ شَعائِرَ اللهِ فَإِنَّها مِنْ تَقْوَى الْقُلُوبِ (32)

{ذلِكَ وَمَنْ يُعَظِّمْ شَعائِرَ اللهِ} : أعربت في الآية الكريمة الثلاثين. ويجوز أن يكون اسم الاشارة «ذلك» في محل رفع مبتدأ وخبره محذوفا. أي ذلك شأن الله. والشعائر جمع شعيرة أي علامة.

{فَإِنَّها مِنْ تَقْوَى الْقُلُوبِ} : جواب شرط جازم مقترن بالفاء في محل جزم.

الفاء: رابطة لجواب الشرط.إن: حرف نصب وتوكيد. و «ها» ضمير متصل في محل نصب اسم «إن» أي فانّ تعظيمها و {مِنْ تَقْوَى»} جار ومجرور متعلق بخبر «إن» وعلامة جر الاسم الكسرة المقدرة على الألف للتعذر.

بمعنى: فانها من أفعال ذوي تقوى القلوب. وحذفت المضافات وحل محلها المضاف اليه «تقوى» .القلوب: مضاف إليه مجرور بالكسرة.

ص: 310

[سورة الحج (22): آية 33] لَكُمْ فِيها مَنافِعُ إِلى أَجَلٍ مُسَمًّى ثُمَّ مَحِلُّها إِلَى الْبَيْتِ الْعَتِيقِ (33)

{لَكُمْ فِيها مَنافِعُ} : لكم: جار ومجرور متعلق بخبر مقدم والميم علامة جمع الذكور. فيها: جار ومجرور متعلق بحال محذوفة من «منافع» .ومنافع:

مبتدأ مؤخر رفوع بالضمة ولم ينون لأنه ممنوع من الصرف على وزن-مفاعل -و «فيها» الضمير يعود على ما تضمنته الشعائر من معنى. أي ما يهدى يوم النحر أيام الحج والمنافع أي ما ينتفع به من شعر الهدي وصوفه ولبنه.

{إِلى أَجَلٍ مُسَمًّى} : تعرب اعراب «فيها» مسمى: أي مقدر: صفة-نعت- لأجل: مجرورة مثلها وعلامة الجر: الكسرة المقدرة للتعذر على الألف المحذوفة من آخر الكلمة لأنها اسم مقصور نكرة.

{ثُمَّ مَحِلُّها} : حرف عطف. محلها: أي محل نحرها مبتدأ مرفوع بالضمة و «ها» ضمير متصل في محل جر بالاضافة يعود الى منافع.

{إِلَى الْبَيْتِ الْعَتِيقِ} : بمعنى عند البيت القديم: جار ومجرور متعلق بخبر المبتدأ. العتيق: صفة-نعت-للبيت مجرورة مثلها. بمعنى: وجوب نحرها أو وقت وجوب نحرها في الحرم منتهية عند البيت. ويجوز أن يكون «محلها» خبرا لمبتدإ محذوف بتقدير: أعظم هذه المنافع محلها الى البيت القديم.

[سورة الحج (22): آية 34] وَلِكُلِّ أُمَّةٍ جَعَلْنا مَنْسَكاً لِيَذْكُرُوا اِسْمَ اللهِ عَلى ما رَزَقَهُمْ مِنْ بَهِيمَةِ الْأَنْعامِ فَإِلهُكُمْ إِلهٌ ااحِدٌ فَلَهُ أَسْلِمُوا وَبَشِّرِ الْمُخْبِتِينَ (34)

{وَلِكُلِّ أُمَّةٍ} : الواو استئنافية. لكل: جار ومجرور متعلق بجعلنا. أمة:

مضاف اليه مجرور بالكسرة.

{جَعَلْنا مَنْسَكاً} : فعل ماض مبني على السكون لاتصاله بنا. و «نا» ضمير

ص: 311

متصل في محل رفع فاعل. منسكا: مفعول به منصوب بالفتحة. بمعنى:

معبدا أو متعبدا.

{لِيَذْكُرُوا} : اللام لام التعليل. حرف جر. يذكروا: فعل مضارع منصوب بأن مضمرة بعد اللام وعلامة نصبه حذف النون والواو ضمير متصل في محل رفع فاعل والألف فارقة. وجملة «يذكروا» صلة «أن» المضمرة لا محل لها.

و«أن» وما بعدها بتأويل مصدر في محل جر باللام. والجار والمجرور متعلق بجعلنا أو هو متعلق بمفعولها الثاني.

{اسْمَ اللهِ} : مفعول به منصوب بالفتحة. الله لفظ الجلالة: مضاف اليه مجرور للتعظيم بالكسرة وحذف الجار اختصارا لأن المعنى: ليذكروا اسم الله فيه.

{عَلى ما رَزَقَهُمْ} : جار ومجرور متعلق بيذكروا. ما: اسم موصول مبني على السكون في محل جر بعلى. رزق: فعل ماض مبني على الفتح والفاعل ضمير مستتر فيه جوازا تقديره هو. و «هم» ضمير الغائبين في محل نصب مفعول به. وجملة «رزقهم» صلة الموصول لا محل لها. ويجوز أن تكون «ما» مصدرية فتكون «ما» وما بعدها بتأويل مصدر في محل جر بعلى وجملة «رزقهم» صلة «ما» المصدرية لا محل لها.

{مِنْ بَهِيمَةِ الْأَنْعامِ} : جار ومجرور متعلق بحال محذوفة من «ما» وهي الماشية التي تنحر في أيام الحج. الأنعام: مضاف اليه مجرور بالكسرة وهي جمع-نعم-وهي الإبل والغنم والبقر.

{فَإِلهُكُمْ إِلهٌ ااحِدٌ} : الفاء استئنافية. الهكم: مبتدأ مرفوع بالضمة والكاف ضمير المخاطبين في محل جر بالاضافة والميم علامة جمع الذكور. إله: خبر المبتدأ مرفوع بالضمة. واحد: توكيد لإله مرفوع مثله بالضمة أي توكيد وحدانية الله.

{فَلَهُ أَسْلِمُوا} : الفاء سببية. له: جار ومجرور متعلق بأسلموا، أسلموا:

فعل أمر مبني على حذف النون لأن مضارعه من الأفعال الخمسة. الواو ضمير متصل في محل رفع فاعل والألف فارقة. بمعنى: أخلصوا له الذكر

ص: 312

واجعلوه لوجهه سالما أي خالصا من دون اشراك.

{وَبَشِّرِ الْمُخْبِتِينَ} : الواو: استئنافية. بشر: فعل أمر مبني على السكون حرك بالكسر لالتقاء الساكنين والفاعل ضمير مستتر فيه وجوبا تقديره أنت.

المخبتين: مفعول به منصوب بالياء لأنه جمع مذكر سالم والنون عوض من تنوين المفرد وحركته. بمعنى: العابدين الطائعين.

[سورة الحج (22): آية 35] الَّذِينَ إِذا ذُكِرَ اللهُ وَجِلَتْ قُلُوبُهُمْ وَالصّابِرِينَ عَلى ما أَصابَهُمْ وَالْمُقِيمِي الصَّلاةِ وَمِمّا رَزَقْناهُمْ يُنْفِقُونَ (35)

{الَّذِينَ} : اسم موصول مبني على الفتح في محل نصب صفة-نعت-للمخبتين.

الواردة في الآية الكريمة السابقة.

{إِذا ذُكِرَ اللهُ} : اذا: ظرف لما يستقبل من الزمن خافض لشرطه متعلق بجوابه أداة شرط غير جازمة. ذكر: فعل ماض مبني للمجهول مبني على الفتح.

الله لفظ الجلالة: نائب فاعل مرفوع للتعظيم بالضمة. والجملة الفعلية {ذُكِرَ اللهُ»} في محل جر مضاف اليه لوقوعها بعد «اذا» .

{وَجِلَتْ قُلُوبُهُمْ} : الجملة جواب شرط غير جازم لا محل لها من الإعراب.

وجلت: فعل ماض مبني على الفتح والتاء تاء التأنيث الساكنة لا محل لها.

بمعنى خافت. قلوب: فاعل مرفوع بالضمة. و «هم» ضمير الغائبين في محل جر بالاضافة.

{وَالصّابِرِينَ} : معطوفة بالواو على اسم الموصول منصوبة مثلها وعلامة نصبها الياء لأنها جمع مذكر سالم والنون عوض عن تنوين المفرد. ويجوز أن تكون مفعولا به لفعل يفسره السياق أي بتقدير: وبشر الصابرين.

{عَلى ما أَصابَهُمْ} : جار ومجرور متعلق بالصابرين. ما: اسم موصول مبني على السكون في محل جر بعلى. أصاب: فعل ماض مبني على الفتح والفاعل ضمير مستتر فيه جوازا تقديره هو. و «هم» ضمير الغائبين في محل

ص: 313

نصب مفعول به. والجملة الفعلية «أصابهم» صلة الموصول لا محل لها من الإعراب.

{وَالْمُقِيمِي الصَّلاةِ} : معطوفة بالواو على «الصابرين» وتعرب إعرابها.

وحذفت النون للاضافة. الصلاة: مضاف اليه مجرور بالكسرة. وقد أضيف اسم الفاعل الى معموله.

{وَمِمّا رَزَقْناهُمْ} : الواو عاطفة. بمعنى: والمنفقين. مما: أصلها: من حرف جر. و «ما» اسم موصول مبني على السكون في محل جر بمن والجار والمجرور متعلق بينفقون. رزق: فعل ماض مبني على السكون لاتصاله بنا. و «نا» ضمير متصل في محل رفع فاعل. و «هم» ضمير الغائبين في محل نصب مفعول به. وجملة رزقناهم» صلة الموصول لا محل لها من الاعراب.

{يُنْفِقُونَ} : فعل مضارع مرفوع بثبوت النون. والواو ضمير متصل في محل رفع فاعل. ومفعول «ينفقون» محذوف يفسره ما سبقه.

[سورة الحج (22): آية 36] وَالْبُدْنَ جَعَلْناها لَكُمْ مِنْ شَعائِرِ اللهِ لَكُمْ فِيها خَيْرٌ فَاذْكُرُوا اِسْمَ اللهِ عَلَيْها صَاافَّ فَإِذا وَجَبَتْ جُنُوبُها فَكُلُوا مِنْها وَأَطْعِمُوا الْقانِعَ وَالْمُعْتَرَّ كَذلِكَ سَخَّرْناها لَكُمْ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ (36)

{وَالْبُدْنَ} : الواو عاطفة. البدن: مفعول به بفعل مضمر يفسره ما بعده.

والبدن: جمع بدنة وهي الإبل.

{جَعَلْناها} : فعل ماض مبني على السكون لاتصاله بنا. و «نا» ضمير متصل في محل رفع فاعل. و «ها» ضمير متصل مبني على السكون في محل نصب مفعول به.

{لَكُمْ مِنْ شَعائِرِ اللهِ} : جار ومجرور متعلق بجعلنا والميم علامة جمع الذكور. من شعائر: جار ومجرور متعلق بحال من الضمير «ها» ويجوز أن

ص: 314

يتعدى «جعل» الى مفعول واحد وهو الضمير «ها» اذا كان المعنى: خلقناها.

الله لفظ الجلالة: مضاف اليه مجرور للتعظيم بالكسرة بمعنى: من أعلام الشريعة التي شرعها الله. واضافتها إلى اسمه تعالى تعظيم لها.

{لَكُمْ فِيها خَيْرٌ} : الجملة الاسمية في محل نصب حال من البدن. لكم: جار ومجرور متعلق بحال من «خير» والميم علامة جمع الذكور. فيها: جار ومجرور متعلق بخبر مقدم. خير: مبتدأ مؤخر مرفوع بالضمة.

{فَاذْكُرُوا} : الفاء سببية. اذكروا: فعل أمر مبني على حذف النون لأن مضارعه من الأفعال الخمسة. الواو ضمير متصل في محل رفع فاعل.

والألف فارقة.

{اسْمَ اللهِ عَلَيْها} : مفعول به منصوب بالفتحة. الله لفظ الجلالة: مضاف اليه مجرور بالكسرة. عليها: جار ومجرور متعلق باذكروا.

{صَاافَّ} : حال منصوب بالفتحة ولم ينون لأنه ممنوع من الصرف-التنوين- على وزن-مفاعل-بمعنى: قائمات قد صففن أيديهن وأرجلهن.

{فَإِذا وَجَبَتْ جُنُوبُها} : الفاء: استئنافية. اذا: ظرف لما يستقبل من الزمن خافض لشرطه متعلق بجوابه أداة شرط غير جازمة والجملة الفعلية بعده: في محل جر بالاضافة. وجبت: فعل ماض مبني على الفتح والتاء تاء التأنيث الساكنة لا محل لها. جنوب: فاعل مرفوع بالضمة. و «ها» ضمير متصل مبني على السكون في محل جر بالاضافة.

{فَكُلُوا مِنْها} : الجملة الفعلية جواب شرط غير جازم لا محل لها من الإعراب.

الفاء: رابطة لجواب الشرط.كلوا: تعرب إعراب «اذكروا» منها: جار ومجرور قام مقام المفعول به الذي تدل عليه «من» التبعيضية.

{وَأَطْعِمُوا الْقانِعَ وَالْمُعْتَرَّ} : معطوفة بالواو على «كلوا» وتعرب إعرابها.

القانع: مفعول به منصوب بالفتحة الظاهرة. والمعتر: معطوفة بالواو على «القانع» منصوب مثلها. بمعنى: وأطعموا الراضي بما عنده أو السائل الذي يتعرض بالسؤال. و «المعتر» أي المتعرض بالسؤال أي المتعرض

ص: 315

للمعروف من غير أن يسأل. أو الفقير.

{كَذلِكَ سَخَّرْناها لَكُمْ} : الكاف: اسم بمعنى «مثل» مبني على الفتح في محل نصب نائب عن المصدر-المفعول المطلق-أي بمعنى: سخر الله البدن تسخيرا مثل التسخير الذي رأوا وعلموا. ذا: اسم اشارة مبني على السكون في محل جر بالاضافة. اللام للبعد والكاف حرف خطاب. وجملة «سخرناها لكم» تعرب إعراب {جَعَلْناها لَكُمْ»} .

{لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ} : حرف مشبه بالفعل من أخوات «إن» الكاف ضمير المخاطبين مبني على الضم في محل نصب اسم «لعل» والميم علامة جمع الذكور. تشكرون: الجملة الفعلية: في محل رفع خبر «لعل» وهي فعل مضارع مرفوع بثبوت النون والواو ضمير متصل في محل رفع فاعل. وحذف مفعول «تشكرون» لأنه معلوم من سياق القول.

[سورة الحج (22): آية 37] لَنْ يَنالَ اللهَ لُحُومُها وَلا دِماؤُها وَلكِنْ يَنالُهُ التَّقْوى مِنْكُمْ كَذلِكَ سَخَّرَها لَكُمْ لِتُكَبِّرُوا اللهَ عَلى ما هَداكُمْ وَبَشِّرِ الْمُحْسِنِينَ (37)

{لَنْ يَنالَ اللهَ} : لن: حرف نفي ونصب واستقبال. ينال: فعل مضارع منصوب بلن وعلامة نصبه الفتحة. الله لفظ الجلالة: مفعول به مقدم منصوب للتعظيم بالفتحة. بمعنى: لن يصيب رضا الله فحذف المفعول المضاف وحل المضاف محله.

{لُحُومُها وَلا دِماؤُها} : فاعل مرفوع بالضمة. و «ها» ضمير متصل مبني على السكون في محل جر بالاضافة. ولا: الواو عاطفة. لا: زائدة لتأكيد النفي. دماؤها: معطوفة على «لحومها» وتعرب إعرابها بمعنى لحوم هذه الضحايا المتصدق بها ولا دماؤها المهراقة-المراقة-بالنحر والمراد أصحاب اللحوم والدماء.

ص: 316

{وَلكِنْ يَنالُهُ التَّقْوى مِنْكُمْ} : الواو: زائدة. لكن: حرف استدراك مهملة لأنها مخففة وهي هنا بمعنى بل. لزوال اختصاصها بالدخول على الجملة الاسمية. يناله: فعل مضارع مرفوع بالضمة. والهاء ضمير متصل مبني على الضم في محل نصب مفعول به مقدم. التقوى: فاعل مرفوع بالضمة المقدرة على الألف للتعذر. وقد ذكر الفعل لأنه فصل عن فاعله أو لأن التقوى بمعنى التقى. منكم: جار ومجرور متعلق بينال أو بحال محذوفة من التقوى والميم علامة جمع الذكور.

{كَذلِكَ سَخَّرَها لَكُمْ} : أعربت في الآية الكريمة السابقة. كرر سبحانه تذكير النعمة بالتسخير.

{لِتُكَبِّرُوا اللهَ} : في القول الكريم اختصار بمعنى: لتشكروا الله على هدايته لكم أو إياكم لاعلام دينه ومناسك حجه بأن تكبروا وتهللوا فاختصر الكلام بأن ضمن التكبير معنى الشكر وعدي تعديته. لتكبروا: اللام لام التعليل وهي حرف جر. تكبروا: فعل مضارع منصوب بأن مضمرة بعد اللام.

وعلامة نصبه حذف النون. الواو ضمير متصل في محل رفع فاعل والألف فارقة. الله لفظ الجلالة: مفعول به منصوب للتعظيم بالفتحة. و «أن» وما تلاها: بتأويل مصدر في محل جر باللام. والجار والمجرور متعلق بسخرها. وجملة «تكبروا الله» صلة «أن» الحرف المصدري لا محل لها من الإعراب.

{عَلى ما هَداكُمْ} : على: حرف جر. ما: مصدرية. هدى: فعل ماض مبني على الفتح المقدر على الألف للتعذر والفاعل ضمير مستتر فيه جوازا تقديره هو. الكاف ضمير المخاطبين مبني على الضم في محل نصب مفعول به والميم علامة جمع الذكور. وجملة «هداكم» صلة «ما» المصدرية لا محل لها.

و«ما» وما بعدها بتأويل مصدر في محل جر بعلى. التقدير: على هدايته اياكم والجار والمجرور متعلق بتكبروا.

{وَبَشِّرِ الْمُحْسِنِينَ} : تعرب إعراب {وَبَشِّرِ الْمُخْبِتِينَ»} الواردة في الآية الكريمة الرابعة والثلاثين.

ص: 317

[سورة الحج (22): آية 38] إِنَّ اللهَ يُدافِعُ عَنِ الَّذِينَ آمَنُوا إِنَّ اللهَ لا يُحِبُّ كُلَّ خَوّانٍ كَفُورٍ (38)

{إِنَّ اللهَ} : انّ: حرف نصب وتوكيد مشبه بالفعل. الله لفظ الجلالة: اسم «إنّ» منصوب للتعظيم بالفتحة.

{يُدافِعُ} : فعل مضارع مرفوع بالضمة والفاعل ضمير مستتر فيه جوازا تقديره هو. والجملة الفعلية «يدافع» في محل رفع خبر إنّ.

{عَنِ الَّذِينَ} : حرف جر حرك آخره بالكسر لالتقاء الساكنين. الذين: اسم موصول مبني على الفتح في محل جر بعن والجار والمجرور متعلق بيدافع.

{آمَنُوا} : فعل ماض مبني على الضم لاتصاله بواو الجماعة. الواو ضمير متصل في محل رفع فاعل. والألف فارقة. وجملة «آمنوا» صلة الموصول لا محل لها من الاعراب.

{إِنَّ اللهَ لا يُحِبُّ} : تعرب إعراب {إِنَّ اللهَ يُدافِعُ»} و «لا» نافية لا عمل لها من الإعراب و «انّ» هنا تفيد التعليل.

{كُلَّ خَوّانٍ كَفُورٍ} : مفعول به منصوب بالفتحة وهو مضاف. خوان:

مضاف اليه مجرور بالكسرة بمعنى: الكثير الخيانة. كفور: صفة-نعت- لخوان مجرورة مثلها. وهي من صيغ المبالغة.

[سورة الحج (22): آية 39] أُذِنَ لِلَّذِينَ يُقاتَلُونَ بِأَنَّهُمْ ظُلِمُوا وَإِنَّ اللهَ عَلى نَصْرِهِمْ لَقَدِيرٌ (39)

{أُذِنَ لِلَّذِينَ يُقاتَلُونَ} : اذن: فعل ماض مبني للمجهول مبني على الفتح بمعنى: رخص الله بالقتال. ونائب الفاعل جار ومجرور محذوف ..

بتقدير: أذن في القتال في محل رفع وحذف الجار والمجرور «في القتال» المأذون فيه-لدلالة يقاتلون عليه. اللام حرف جر. الذين: اسم موصول مبني على الفتح في محل جر باللام والجار والمجرور متعلق بأذن. يقاتلون:

فعل مضارع مرفوع بثبوت النون والواو ضمير متصل في محل رفع فاعل والجملة صلة الموصول لا محل لها من الاعراب.

ص: 318

{بِأَنَّهُمْ ظُلِمُوا} : الباء حرف جر. أنّ: حرف نصب وتوكيد مشبه بالفعل.

و«هم» ضمير الغائبين في محل نصب اسم «أن» ظلموا: فعل ماض مبني للمجهول مبني على الضم لاتصاله بواو الجماعة. الواو ضمير متصل في محل رفع نائب فاعل. والألف فارقة. وجملة «ظلموا» في محل رفع خبر «أن» و «أن» مع ما في حيزها من اسمها وخبرها في محل جر بالباء. أي بسبب أنهم ظلموا بحذف المجرور المضاف «سبب» وحلول المصدر المؤول محله.

بمعنى: بسبب كونهم مظلومين.

{وَإِنَّ اللهَ} : الواو استئنافية. إنّ: حرف نصب وتوكيد مشبه بالفعل. الله لفظ الجلالة: اسم «انّ» منصوب بالفتحة.

{عَلى نَصْرِهِمْ لَقَدِيرٌ} : جار ومجرور متعلق بقدير و «هم» ضمير الغائبين في محل جر بالاضافة. اللام لام التوكيد-المزحلقة-قدير: خبر «انّ» مرفوع بالضمة.

[سورة الحج (22): آية 40] الَّذِينَ أُخْرِجُوا مِنْ دِيارِهِمْ بِغَيْرِ حَقٍّ إِلاّ أَنْ يَقُولُوا رَبُّنَا اللهُ وَلَوْلا دَفْعُ اللهِ النّاسَ بَعْضَهُمْ بِبَعْضٍ لَهُدِّمَتْ صَاامِعُ وَبِيَعٌ وَصَلَااتٌ وَمَساجِدُ يُذْكَرُ فِيهَا اِسْمُ اللهِ كَثِيراً وَلَيَنْصُرَنَّ اللهُ مَنْ يَنْصُرُهُ إِنَّ اللهَ لَقَوِيٌّ عَزِيزٌ (40)

{الَّذِينَ} : اسم موصول مبني على الفتح في محل جر بدل من «الذين» الأولى الواردة في الآية الكريمة السابقة.

{أُخْرِجُوا مِنْ دِيارِهِمْ} : الجملة: صلة الموصول لا محل لها من الإعراب.

أخرجوا: فعل ماض مبني للمجهول مبني على الضم لاتصاله بواو الجماعة.

الواو ضمير متصل في محل رفع نائب فاعل والألف فارقة. من ديار: جار ومجرور متعلق بأخرجوا و «هم» ضمير الغائبين في محل جر بالاضافة.

{بِغَيْرِ حَقٍّ} : جار ومجرور متعلق بحال من فاعل «أخرج» وهم المشركون.

ص: 319

بمعنى: الذين أخرجهم المشركون غير محقين. حق: مضاف اليه مجرور بالكسرة.

{إِلاّ أَنْ يَقُولُوا} : إلاّ: أداة استثناء. أن: حرف مصدرية ونصب. يقولوا:

فعل مضارع منصوب بأن وعلامة نصبه حذف النون. الواو ضمير متصل في محل رفع فاعل والألف فارقة. و «أن» وما بعدها بتأويل مصدر في محل نصب مستثنى بإلّا استثناء منقطعا وجملة «يقولوا» صلة «أن» المصدرية لا محل لها. ويجوز أن يكون المصدر المؤول في محل جر بحرف جر مقدر بمعنى:

الاّ بأن يقولوا: ربنا الله. أي بغير موجب سوى التوحيد وتكون «إلاّ» أداة استثناء لا عمل لها. ويكون المصدر وما بعده بدلا من «حق» .

{رَبُّنَا اللهُ} : مبتدأ مرفوع بالضمة. و «نا» ضمير المتكلمين في محل جر بالاضافة. الله لفظ الجلالة: خبر المبتدأ مرفوع للتعظيم بالضمة. بمعنى:

ربنا الله لا شريك له. والجملة الاسمية: في محل نصب مفعول به-مقول القول-.

{وَلَوْلا دَفْعُ اللهِ} : الواو استئنافية. لولا: حرف شرط غير جازم. دفع:

مبتدأ مرفوع بالضمة وخبره محذوف وجوبا وهو مصدر عامل مضاف للفاعل. الله لفظ الجلالة: مضاف اليه مجرور للتعظيم بالكسرة.

{النّاسَ بَعْضَهُمْ بِبَعْضٍ} : الناس مفعول به للمصدر «دفع» منصوب بالفتحة. بعض: بدل من الناس منصوب بالفتحة. و «هم» ضمير الغائبين في محل جر بالاضافة. ببعض: جار ومجرور متعلق بدفع بمعنى: ولولا أن يدفع الله الناس أي بعض الناس ببعض ويسلط المؤمنين على الكافرين.

{لَهُدِّمَتْ صَاامِعُ} : اللام: واقعة في جواب «لولا» هدمت: أي خربت:

فعل ماض مبني للمجهول مبني على الفتح والتاء تاء التأنيث الساكنة لا محل لها. صوامع: نائب فاعل مرفوع بالضمة. وجملة «هدمت صوامع» جواب شرط غير جازم لا محل لها. والصوامع: جمع صومعة وهي بيوت الرهبان و «صوامع» ممنوعة من الصرف «التنوين» لأنها على وزن «مفاعل» .

ص: 320

{وَبِيَعٌ وَصَلَااتٌ وَمَساجِدُ} : معطوفات بواوات العطف على «صوامع» وتعرب إعرابها. بمعنى لخربت باستيلاء المشركين على أهل الديانات السماوية. و «البيع» جمع «بيعة» وهي الكنائس. و «صلوات» جمع «صلاة» وهي معابد اليهود. والمساجد: أماكن عبادة المسلمين.

{يُذْكَرُ فِيهَا اسْمُ اللهِ كَثِيراً} : الجملة الفعلية: في محل رفع صفة-نعت- لمساجد. أو يجوز أن تكون صفة لمساجد وما قبلها. يذكر: فعل مضارع مبني للمجهول مرفوع بالضمة. فيها: جار ومجرور متعلق بيذكر. اسم:

نائب فاعل مرفوع بالضمة. الله لفظ الجلالة: مضاف اليه مجرور للتعظيم بالكسرة. كثيرا صفة-نعت-للمصدر-المفعول المطلق-المقدر بمعنى:

ذكرا كثيرا. منصوب بالفتحة.

{وَلَيَنْصُرَنَّ اللهُ} : الواو: استئنافية. اللام لام التوكيد-لام الابتداء- ينصرن: فعل مضارع مبني على الفتح لاتصاله بنون التوكيد الثقيلة.

والنون لا عمل لها. الله لفظ الجلالة: فاعل مرفوع للتعظيم بالضمة.

والأصح أن تكون اللام واقعة في جواب قسم مقدر بمعنى: وقد آلى الله لينصرن.

{مَنْ يَنْصُرُهُ} : اسم موصول مبني على السكون في محل نصب مفعول به.

ينصره: فعل مضارع مرفوع بالضمة والفاعل ضمير مستتر فيه جوازا تقديره هو يعود على «من» والهاء ضمير متصل في محل نصب مفعول به وجملة «ينصره» صلة الموصول لا محل لها. بمعنى: من ينصر دين الله.

{إِنَّ اللهَ لَقَوِيٌّ عَزِيزٌ} : انّ: حرف نصب وتوكيد مشبه بالفعل. الله لفظ الجلالة: اسم «إنّ» منصوب للتعظيم بالفتحة. اللام: لام الابتداء -المزحلقة-.قويّ: خبر «إنّ» مرفوع بالضمة بمعنى: قوي على نصر من ينصر دينه. عزيز: صفة-نعت-لقوي. أو خبر ثان لأنّ مرفوع بالضمة.

ص: 321

[سورة الحج (22): آية 41] الَّذِينَ إِنْ مَكَّنّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقامُوا الصَّلاةَ وَآتَوُا الزَّكاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنْكَرِ وَلِلّهِ عاقِبَةُ الْأُمُورِ (41)

{الَّذِينَ} : اسم موصول مبني على الفتح في محل نصب بدل من اسم الموصول «من ينصره» في الآية السابقة. أو في محل جر بدل من {الَّذِينَ أُخْرِجُوا»} ..

أو الذين يقاتلون في الآيتين التاسعة والثلاثين والأربعين.

{إِنْ مَكَّنّاهُمْ فِي الْأَرْضِ} : إن: حرف شرط جازم. مكن: فعل ماض مبني على السكون لاتصاله بنا فعل الشرط في محل جزم بإن. و «نا» ضمير متصل في محل رفع فاعل. و «هم» ضمير الغائبين في محل نصب مفعول به.

في الأرض: جار ومجرور متعلق بمكنا بمعنى ان غلبناهم على أعدائهم من الكافرين.

{أَقامُوا الصَّلاةَ} : الجملة: جواب شرط جازم غير مقترن بالفاء لا محل لها من الإعراب. بمعنى: ان غلبناهم في الأرض لم يتجبروا بل أقاموا الصلاة

أقاموا: فعل ماض مبني على الضم لاتصاله بواو الجماعة.

الواو ضمير متصل في محل رفع فاعل والألف فارقة. الصلاة: مفعول به منصوب بالفتحة.

{وَآتَوُا الزَّكاةَ} : معطوفة بالواو على {أَقامُوا الصَّلاةَ»} وتعرب إعرابها. علامة بناء الفعل «آتوا» الفتحة المقدرة للتعذر على الألف المحذوفة لالتقاء الساكنين ولاتصاله بواو الجماعة.

{وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ} : معطوفة بالواو على {أَقامُوا الصَّلاةَ»} وتعرب إعرابها.

بالمعروف: جار ومجرور متعلق بأمروا.

{وَنَهَوْا عَنِ الْمُنْكَرِ} : معطوفة بالواو على {أَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ»} و «نهوا» تعرب إعراب «آتوا» وكسرت نون «عن» لالتقاء الساكنين.

ص: 322

{وَلِلّهِ عاقِبَةُ الْأُمُورِ} : الواو استئنافية. لله: جار ومجرور للتعظيم متعلق بخبر مقدم. عاقبة: مبتدأ مؤخر مرفوع بالضمة. الأمور: مضاف اليه مجرور بالكسرة. بمعنى: مرجعها الى حكمه وتقديره وحده سبحانه.

[سورة الحج (22): آية 42] وَإِنْ يُكَذِّبُوكَ فَقَدْ كَذَّبَتْ قَبْلَهُمْ قَوْمُ نُوحٍ وَعادٌ وَثَمُودُ (42)

{وَإِنْ يُكَذِّبُوكَ} : الواو: استئنافية. إن: حرف شرط جازم. يكذبوك:

فعل مضارع فعل الشرط مجزوم بإن وعلامة جزمه حذف النون. الواو ضمير متصل في محل رفع فاعل والكاف ضمير المخاطب في محل نصب مفعول به.

{فَقَدْ كَذَّبَتْ} : الجملة: جواب شرط جازم مسبوقة بقد مقترنة بالفاء في محل جزم. الفاء: واقعة في جواب الشرط.قد: حرف تحقيق. كذبت:

فعل ماض مبني على الفتح والتاء تاء التأنيث الساكنة لا محل لها.

{قَبْلَهُمْ قَوْمُ نُوحٍ} : قبل: ظرف زمان منصوب على الظرفية بالفتحة متعلق بكذبت. وهو مضاف. و «هم» ضمير الغائبين في محل جر بالاضافة. قوم: فاعل «كذبت» مرفوع بالضمة. وقد أنث فعله لأن «القوم» جمع لا واحد من لفظه يذكر ويؤنث لأن أسماء الجموع التي لا واحد لها من لفظها اذا كانت للآدميين تذكر وتؤنث. نوح: مضاف اليه مجرور بالكسرة وهو اسم أعجمي انصرف لخفته ولأنه ثلاثي أوسطه ساكن.

{وَعادٌ وَثَمُودُ} : معطوفان بواوي العطف على {قَوْمُ نُوحٍ»} مرفوعان بالضمة. ولم تنون «ثمود» لأنها اسم القبيلة بمعنى: وان يكذبوك يا محمد فقد كذبت قبلهم قوم نوح وعاد وثمود ولست وحيدا في التكذيب.

ومفعول «كذبت» محذوف لأنه مفهوم من السياق. أي كذبت هذه الأقوام رسلهم.

ص: 323

[سورة الحج (22): آية 43] وَقَوْمُ إِبْراهِيمَ وَقَوْمُ لُوطٍ (43)

• هذه الآية الكريمة معطوفة بواوي العطف على الآية الكريمة السابقة وتعرب إعرابها. وابراهيم اسم مجرور بالاضافة وعلامة جره الفتحة بدلا من الكسرة لأنه ممنوع من الصرف للعجمة والعلمية.

[سورة الحج (22): آية 44] وَأَصْحابُ مَدْيَنَ وَكُذِّبَ مُوسى فَأَمْلَيْتُ لِلْكافِرِينَ ثُمَّ أَخَذْتُهُمْ فَكَيْفَ كانَ نَكِيرِ (44)

{وَأَصْحابُ مَدْيَنَ} : معطوفة بالواو على {قَوْمُ نُوحٍ»} وتعرب إعرابها. أي فقد كذبت قوم شعيب. لأن أصحاب مدين بمعنى: أهل مدين وهم قوم شعيب. و «مدين» مضاف اليه مجرور بالفتحة بدلا من الكسرة لأنه ممنوع من الصرف-التنوين-للعملية لأنها اسم قبيلة.

{وَكُذِّبَ مُوسى} : الواو عاطفة. كذب: فعل ماض مبني للمجهول مبني على الفتح. موسى: نائب فاعل مرفوع بالضمة المقدرة على الألف للتعذر.

بمعنى: وكذبت قوم موسى.

{فَأَمْلَيْتُ لِلْكافِرِينَ} : الفاء: سببية. أمليت. بمعنى: أمهلت: فعل ماض مبني على السكون لاتصاله بضمير الرفع المتحرك والتاء ضمير متصل مبني على الضم في محل رفع فاعل. للكافرين: جار ومجرور متعلق بأمليت وعلامة جر الاسم الياء لأنه جمع مذكر سالم. والنون عوض من تنوين المفرد.

{ثُمَّ أَخَذْتُهُمْ} : حرف عطف تفيد التراخي لأنها جاءت بعد حذف مقدر.

بمعنى فلما لم يرتدع هؤلاء المكذبون ويعودوا للطريق الجاد بعد أن أنذرتهم.

ص: 324

أخذت: تعرب إعراب «أمليت» و «هم» ضمير الغائبين في محل نصب مفعول به.

{فَكَيْفَ كانَ نَكِيرِ} : الفاء: استئنافية. بمعنى التعليل. كيف: اسم استفهام مبني على الفتح في محل نصب خبر «كان» مقدم. نكير: اسم «كان» مرفوع بالضمة المقدرة على ما قبل الياء المحذوفة منع من ظهورها اشتغال المحل بحركة المناسبة. والياء المحذوفة اختصارا وخطا ضمير متصل في محل جر بالاضافة والكسرة دالة على حذف الياء. بمعنى انكاري عليهم وتغيير حياتهم حيث أبدلهم بالنعمة محنة وبالحياة هلاكا وبالعمارة خرابا.

و«كان» فعل ماض ناقص مبني على الفتح.

[سورة الحج (22): آية 45] فَكَأَيِّنْ مِنْ قَرْيَةٍ أَهْلَكْناها وَهِيَ ظالِمَةٌ فَهِيَ خاوِيَةٌ عَلى عُرُوشِها وَبِئْرٍ مُعَطَّلَةٍ وَقَصْرٍ مَشِيدٍ (45)

{فَكَأَيِّنْ مِنْ قَرْيَةٍ} : الفاء: استئنافية. كأين: كناية عن عدد مبنية على السكون في محل رفع مبتدأ. من قرية: جار ومجرور متعلق بحال محذوفة من كأين. و «من» حرف جر بياني. وأصلها من أهل قرية. فحذف المجرور المضاف «أهل» وحل المضاف اليه محله. «قرية» وأعربت «كأين» مبتدأ لأن المفعول بعدها استوفى مفعوله. بمعنى: كثير من القرى وأهلها أهلكنا.

{أَهْلَكْناها} : الجملة الفعلية: في محل رفع خبر «كأين» أهلك: فعل ماض مبني على السكون لاتصاله بنا. و «نا» ضمير متصل مبني على السكون في محل رفع فاعل. و «ها» ضمير متصل مبني على السكون في محل نصب مفعول به.

{وَهِيَ ظالِمَةٌ} : الواو حالية. والجملة الاسمية بعدها: في محل نصب حال.

هي: ضمير رفع منفصل في محل رفع مبتدأ. ظالمة: خبر «هي» مرفوع بالضمة.

ص: 325

{فَهِيَ خاوِيَةٌ} : الجملة الاسمية معطوفة بالفاء على محل «أهلكنا» هي خاوية.

تعرب اعراب «هي ظالمة» .

{عَلى عُرُوشِها} : جار ومجرور متعلق بخاوية. بمعنى: انها ساقطة على سقوفها. أي تهدمت حيطانها فسقطت فوق سقوفها. ويجوز أن يكون الجار والمجرور «على عروشها» متعلقا بخبر ثان بتقدير: هي خاوية أي خالية وهي على عروشها: قائمة مطلة على عروشها بمعنى ساقطة مع بقاء عروشها وسلامتها من السقوط.و «ها» ضمير متصل مبني على السكون في محل جر بالاضافة.

{وَبِئْرٍ مُعَطَّلَةٍ} : وبئر: معطوفة بالواو على «قرية» بمعنى: كم قرية أهلكنا وكم بئر عطلنا عن سقاتها و «معطلة» صفة-نعت-لبئر مجرورة مثلها بمعنى: ملأى بالماء معطلة لهلاك أهلها.

{وَقَصْرٍ مَشِيدٍ} : معطوفة بالواو على {بِئْرٍ مُعَطَّلَةٍ»} أو على «قرية» بمعنى وكم قصر مشيد أخليناه من ساكنيه. وحذفت «أخليناه» لدلالة معطلة عليه.

[سورة الحج (22): آية 46] أَفَلَمْ يَسِيرُوا فِي الْأَرْضِ فَتَكُونَ لَهُمْ قُلُوبٌ يَعْقِلُونَ بِها أَوْ آذانٌ يَسْمَعُونَ بِها فَإِنَّها لا تَعْمَى الْأَبْصارُ وَلكِنْ تَعْمَى الْقُلُوبُ الَّتِي فِي الصُّدُورِ (46)

{أَفَلَمْ يَسِيرُوا} : الهمزة همزة تعجيب بلفظ استفهام. الفاء: زائدة تزيينية.

لم: حرف نفي وجزم وقلب. يسيروا: فعل مضارع مجزوم بلم وعلامة جزمه حذف النون. والواو ضمير متصل في محل رفع فاعل والألف فارقة.

{فِي الْأَرْضِ} : جار ومجرور متعلق بيسيروا: بمعنى أفلم يسيروا في الأرض ليشاهدوا آثار من أهلك قبلهم؟

{فَتَكُونَ لَهُمْ قُلُوبٌ} : الفاء: سببية. تكون: فعل مضارع ناقص منصوب

ص: 326

بأن مضمرة بعد الفاء وعلامة نصبه الفتحة. لهم: جار ومجرور متعلق بخبر «تكون» المقدم. قلوب: اسم «تكون» مرفوع بالضمة وجملة «تكون لهم قلوب» صلة «أن» المضمرة لا محل لها، «أن» المضمرة وما بعدها بتأويل مصدر معطوف على مصدر منتزع من الكلام السابق. بمعنى: عسى أن تكون لهم قلوب.

{يَعْقِلُونَ بِها} : الجملة الفعلية: في محل رفع صفة-نعت-لقلوب يعقلون:

فعل مضارع مرفوع بثبوت النون والواو ضمير متصل في محل رفع فاعل.

بها: جار ومجرور متعلق بيعقلون.

{أَوْ آذانٌ يَسْمَعُونَ بِها} : أو: حرف عطف للتخيير. وما بعده:

معطوف على {قُلُوبٌ يَعْقِلُونَ بِها»} ويعرب إعرابها.

{فَإِنَّها لا تَعْمَى الْأَبْصارُ} : الفاء: استئنافية للتعليل. إن» حرف نصب وتوكيد مشبه بالفعل. و «ها» ضمير القصة مبني على السكون في محل نصب اسم «إن» ويجوز أن يكون ضميرا مبهما يفسره الأبصار والمعنى أن ابصارهم صحيحة سالمة لا عمى بها وانما العمى بقلوبهم. لا: نافية لا عمل لها.

تعمى: فعل مضارع مرفوع بالضمة المقدرة على الألف للتعذر.

الأبصار: فاعل مرفوع بالضمة. والجملة الفعلية {لا تَعْمَى الْأَبْصارُ»} في محل رفع خبر «إن» .

{وَلكِنْ تَعْمَى الْقُلُوبُ} : الواو: زائدة لأنها داخلة على حرف الاستدراك.

لكن: حرف مشبه بالفعل للاستدراك مخفف مهمل. تعمى القلوب:

تعرب إعراب {تَعْمَى الْأَبْصارُ»} وفي القول استعارة ومثل.

{الَّتِي فِي الصُّدُورِ} : التي: اسم موصول مبني على السكون في محل رفع صفة-نعت-للقلوب. في الصدور: جار ومجرور متعلق بفعل مضمر تقديره: استقر أو هي مستقرة وجملة تستقر في الصدور صلة الموصول لا محل لها من الاعراب.

ص: 327

[سورة الحج (22): آية 47] وَيَسْتَعْجِلُونَكَ بِالْعَذابِ وَلَنْ يُخْلِفَ اللهُ وَعْدَهُ وَإِنَّ يَوْماً عِنْدَ رَبِّكَ كَأَلْفِ سَنَةٍ مِمّا تَعُدُّونَ (47)

{وَيَسْتَعْجِلُونَكَ بِالْعَذابِ} : الواو: استئنافية. يستعجلونك: فعل مضارع مرفوع بثبوت النون. والواو ضمير متصل في محل رفع فاعل الكاف ضمير المخاطب مبني على الفتح في محل نصب مفعول به. بالعذاب: جار ومجرور متعلق بيستعجلونك. بمعنى: بالمتوعد به من العذاب الآجل والعاجل.

{وَلَنْ يُخْلِفَ اللهُ} : الواو: عاطفة. لن: حرف نفي ونصب واستقبال.

يخلف: فعل مضارع منصوب بلن وعلامة نصبه الفتحة. الله لفظ الجلالة:

فاعل مرفوع للتعظيم بالضمة.

{وَعْدَهُ} : مفعول به منصوب بالفتحة. والهاء ضمير متصل في محل جر مضاف اليه.

{وَإِنَّ يَوْماً} : الواو عاطفة. إنّ: حرف نصب وتوكيد مشبه بالفعل. يوما:

اسم «إن» منصوب بالفتحة.

{عِنْدَ رَبِّكَ} : ظرف مكان-مفعول فيه-متعلق بصفة محذوفة من «يوما» وهو مضاف. ربك: مضاف اليه مجرور للتعظيم بالكسرة والكاف ضمير متصل -ضمير المخاطب-في محل جر بالاضافة.

{كَأَلْفِ سَنَةٍ} : الكاف اسم بمعنى «مثل» يفيد التشبيه مبني على الفتح في محل رفع خبر «إن» ألف: مضاف اليه مجرور بالكسرة وهو مضاف و «سنة» مضاف اليه مجرور بالاضافة وعلامة جره الكسرة.

{مِمّا تَعُدُّونَ} : أصلها: من: حرف جر و «ما» اسم موصول مبني على السكون في محل جر بمن. تعدون: تعرب إعراب «يستعجلون» وجملة «تعدون» صلة الموصول لا محل لها من الاعراب والعائد ضمير منصوب محلا مفعول به. التقدير: مما تعدونه.

ص: 328

[سورة الحج (22): آية 48] وَكَأَيِّنْ مِنْ قَرْيَةٍ أَمْلَيْتُ لَها وَهِيَ ظالِمَةٌ ثُمَّ أَخَذْتُها وَإِلَيَّ الْمَصِيرُ (48)

• هذه الآية الكريمة أعربت في الآية الكريمة الخامسة والأربعين والواو في «وكأين» عاطفة. أمليت: فعل ماض مبني على السكون لاتصاله بضمير الرفع المتحرك. والتاء ضمير متصل مبني على الضم في محل رفع فاعل. والجملة الفعلية {أَمْلَيْتُ لَها»} في محل رفع خبر «كأين» .لها: جار ومجرور متعلق بأمليت. ثم: حرف عطف. أخذت: معطوفة على «أمليت» وتعرب إعرابها. بمعنى: وكم من أهل قرية أمهلتها وهي ظالمة حتى ترجع الى جادة الصواب ثم أخذتها بعد التأكد من عدم سلوكها مسلك الصلاح و «ها» في «أخذتها» ضمير الغائبة مبني على السكون في محل نصب مفعول به.

{وَإِلَيَّ الْمَصِيرُ} : الواو استئنافية. إلي: جار ومجرور في محل رفع خبر مقدم.

المصير: مبتدأ مؤخر مرفوع بالضمة.

[سورة الحج (22): آية 49] قُلْ يا أَيُّهَا النّاسُ إِنَّما أَنَا لَكُمْ نَذِيرٌ مُبِينٌ (49)

{قُلْ} : فعل أمر مبني على السكون وحذفت الواو لالتقاء الساكنين. والفاعل ضمير مستتر فيه وجوبا تقديره أنت.

{يا أَيُّهَا النّاسُ} : يا: أداة نداء. اي: منادى مبني على الضم في محل نصب. و «ها» زائدة للتنبيه. الناس: بدل من «أي» مرفوع بالضمة على لفظ «أي» لا محلها. والنداء موجه للمشركين.

{إِنَّما أَنَا} : إنما: كافة ومكفوفة. انا: ضمير رفع منفصل مبني على السكون في محل رفع مبتدأ.

{لَكُمْ نَذِيرٌ مُبِينٌ} : جار ومجرور متعلق بخبر المبتدأ والميم علامة جمع الذكور.

نذير: خبر المبتدأ «أنا» مرفوع بالضمة. مبين: صفة-نعت-لنذير مرفوعة مثلها بالضمة. والجملة الاسمية في محل نصب مفعول به لقل.

ص: 329

[سورة الحج (22): آية 50] فَالَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصّالِحاتِ لَهُمْ مَغْفِرَةٌ وَرِزْقٌ كَرِيمٌ (50)

{فَالَّذِينَ آمَنُوا} : الفاء: استئنافية. الذين: اسم موصول مبني على الفتح في محل رفع مبتدأ. آمنوا: فعل ماض مبني على الضم لاتصاله بواو الجماعة.

الواو ضمير متصل في محل رفع فاعل والألف فارقة. والجملة: صلة الموصول لا محل لها من الاعراب.

{وَعَمِلُوا الصّالِحاتِ} : معطوفة بالواو على «آمنوا» وتعرب إعرابها.

الصالحات: مفعول به منصوب بالكسرة بدلا من الفتحة لأنه ملحق بجمع المؤنث السالم.

{لَهُمْ مَغْفِرَةٌ} : الجملة الاسمية: في محل رفع خبر المبتدأ «الذين» لهم: جار ومجرور في محل رفع خبر مقدم. والميم علامة جمع الذكور. مغفرة: مبتدأ مؤخر مرفوع بالضمة. بمعنى: لهم عند الله مغفرة.

{وَرِزْقٌ كَرِيمٌ} : معطوفة بالواو على «مغفرة» مرفوعة مثلها بالضمة. كريم:

صفة-نعت-لرزق مرفوعة بالضمة أيضا.

[سورة الحج (22): آية 51] وَالَّذِينَ سَعَوْا فِي آياتِنا مُعاجِزِينَ أُولئِكَ أَصْحابُ الْجَحِيمِ (51)

{وَالَّذِينَ سَعَوْا} : معطوفة بالواو على «الذين آمنوا» وتعرب إعرابها. وعلامة بناء الفعل «سعوا» الفتحة أو الضمة المقدرة للتعذر على الألف المحذوفة لالتقاء الساكنين ولاتصاله بواو الجماعة.

{فِي آياتِنا مُعاجِزِينَ} : جار ومجرور متعلق «بسعوا» .نا: ضمير متصل مبني على السكون في محل جر بالاضافة. معاجزين: أي مسابقين: حال منصوب بالياء لأنه جمع مذكر سالم والنون عوض من تنوين المفرد. بمعنى: والذين سعوا لإبطال آياتنا مسابقين محاولين تعجيز المؤمنين. وحذف مفعول «معاجزين» اسم الفاعل لأنه مفهوم من سياق القول بتقدير:

ص: 330

معاجزين المؤمنين الذين يسعون لإثبات آياتنا.

{أُولئِكَ أَصْحابُ الْجَحِيمِ} : الجملة الاسمية: في محل رفع خبر المبتدأ «الذين» أولاء: اسم اشارة مبني على الكسر في محل رفع مبتدأ. أصحاب:

خبر المبتدأ مرفوع بالضمة وهو مضاف. الجحيم: مضاف اليه مجرورة بالاضافة وعلامة جره الكسرة ويجوز أن يكون «أصحاب» خبر مبتدأ محذوف تقديره: هم والجملة الاسمية «هم أصحاب الجحيم» في محل رفع خبر المبتدأ «أولئك» والكاف في «أولئك» حرف خطاب.

[سورة الحج (22): آية 52] وَما أَرْسَلْنا مِنْ قَبْلِكَ مِنْ رَسُولٍ وَلا نَبِيٍّ إِلاّ إِذا تَمَنّى أَلْقَى الشَّيْطانُ فِي أُمْنِيَّتِهِ فَيَنْسَخُ اللهُ ما يُلْقِي الشَّيْطانُ ثُمَّ يُحْكِمُ اللهُ آياتِهِ وَاللهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ (52)

{وَما أَرْسَلْنا} : الواو: استئنافية. ما: نافية لا عمل لها. أرسل: فعل ماض مبني على السكون لاتصاله بنا. و «نا» ضمير متصل في محل رفع فاعل.

{مِنْ قَبْلِكَ مِنْ رَسُولٍ} : جار ومجرور متعلق بأرسلنا. والكاف ضمير متصل-ضمير المخاطب-مبني على الفتح في محل جر بالاضافة. من:

حرف جر زائد. رسول: اسم مجرور لفظا منصوب محلا لأنه مفعول به لأرسلنا.

{وَلا نَبِيٍّ} : الواو عاطفة. لا: زائدة لتأكيد النفي. نبي: معطوف على «رسول» ويعرب إعرابه.

{إِلاّ إِذا تَمَنّى} : إلاّ: حرف تحقيق بعد النفي. اذا: ظرفية شرطية غير جازمة متعلقة بالجواب. تمنى: فعل ماض مبني على الفتح المقدر على الألف للتعذر والفاعل ضمير مستتر فيه جوازا تقديره: هو وجملة «تمنى» في محل جر مضاف اليه لوقوعها بعد «اذا» الظرفية.

{أَلْقَى الشَّيْطانُ فِي أُمْنِيَّتِهِ} : الجملة: جواب شرط غير جازم لا محل لها من الإعراب. ألقى: فعل ماض مبني على الفتح المقدر على الألف للتعذر.

ص: 331

الشيطان: فاعل مرفوع بالضمة. في أمنيته: جار ومجرور متعلق بألقى والهاء ضمير متصل في محل جر بالاضافة. بمعنى: اذا قرأ دس الشيطان في قراءته أشياء ليست من الوحي فيسبق بها لسانه. أي وسوس اليه في تلاوته التي تلاها فسبق لسانه على سبيل السهو والغلط.ومفعول «ألقى» محذوف بتقدير: ألقى أشياء في تلاوته.

{فَيَنْسَخُ اللهُ} : الفاء: استئنافية. ينسخ: فعل مضارع مرفوع بالضمة. الله لفظ الجلالة: فاعل مرفوع للتعظيم بالضمة. بمعنى «فيبطل الله» .

{ما يُلْقِي الشَّيْطانُ} : أي ما يدسه الشيطان. ما: اسم موصول مبني على السكون في محل نصب مفعول به. يلقي: فعل مضارع مرفوع بالضمة المقدرة على الياء للثقل. الشيطان: فاعل مرفوع بالضمة. والجملة الفعلية {يُلْقِي الشَّيْطانُ»} صلة الموصول لا محل لها. والعائد ضمير منصوب محلا مفعول به. التقدير: ما يلقيه الشيطان.

{ثُمَّ يُحْكِمُ اللهُ آياتِهِ} : ثم: حرف عطف. يحكم الله: تعرب إعراب «ينسخ الله» آياته: مفعول به منصوب بالكسرة بدلا من الفتحة لأنه ملحق بجمع المؤنث السالم والهاء ضمير متصل في محل جر بالاضافة بمعنى ثم يثبت الله آياته.

{وَاللهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ} : الواو: اعتراضية. الله لفظ الجلالة: مبتدأ مرفوع للتعظيم بالضمة. عليم: خبر المبتدأ مرفوع بالضمة. حكيم: صفة- نعت-لعليم أو خبر ثان للمبتدإ. أي خبر بعد خبر مرفوع بالضمة.

[سورة الحج (22): آية 53] لِيَجْعَلَ ما يُلْقِي الشَّيْطانُ فِتْنَةً لِلَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ وَالْقاسِيَةِ قُلُوبُهُمْ وَإِنَّ الظّالِمِينَ لَفِي شِقاقٍ بَعِيدٍ (53)

{لِيَجْعَلَ ما يُلْقِي الشَّيْطانُ} : اللام لام التعليل وهي: حرف جر.

يجعل: فعل مضارع منصوب بأن مضمرة بعد اللام وعلامة نصبه الفتحة.

ص: 332

والفاعل ضمير مستتر فيه جوازا تقديره هو. ما يلقي الشيطان: أعربت في الآية الكريمة السابقة. وجملة «يجعل وما بعدها» صلة أن المضمرة لا محل لها و «أن» المضمرة وما تلاها بتأويل مصدر في محل جر باللام. والجار والمجرور متعلق بيحكم الله.

{فِتْنَةً لِلَّذِينَ} : مفعول به منصوب بالفتحة. للذين: جار ومجرور متعلق بصفة لفتنة. الذين: اسم موصول مبني على الفتح في محل جر باللام.

{فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ} : الجملة الاسمية: صلة الموصول لا محل لها من الإعراب. في قلوب: جار ومجرور في محل رفع خبر مقدم. و «هم» ضمير الغائبين في محل جر بالاضافة. مرض: مبتدأ مؤخر مرفوع بالضمة. ويجوز أن يكون الجار والمجرور {فِي قُلُوبِهِمْ»} متعلقا بفعل مضمر تقديره: استقر.

والجملة الفعلية «استقر في قلوبهم مرض» صلة الموصول لا محل لها. أي مرض الشك أو النفاق. وعلى هذا التقدير تكون كلمة «مرض» فاعل لفعل المقدر.

{وَالْقاسِيَةِ قُلُوبُهُمْ} : الواو عاطفة. القاسية: معطوفة على «الذين» مجرورة مثلها وعلامة جرها الكسرة والكلمة اسم فاعل. قلوب: فاعل لاسم الفاعل مرفوع بالضمة. و «هم» ضمير الغائبين في محل جر بالاضافة.

والقاسية قلوبهم: هم المشركون المكذبون.

{وَإِنَّ الظّالِمِينَ} : الواو استئنافية. إنّ: حرف نصب وتوكيد مشبه بالفعل.

الظالمين: اسم «إنّ» منصوب بالياء لأنه جمع مذكر سالم والنون عوض من تنوين المفرد. بمعنى: وانّ هؤلاء المنافقين والمشركين وأصله: وأنهم فوضع الظاهر موضع الضمير حكما عليهم بالظلم.

{لَفِي شِقاقٍ بَعِيدٍ} : اللام لام التوكيد-المزحلقة-في شقاق: جار ومجرور في محل رفع خبر «إنّ» بعيد: صفة-نعت-لشقاق مجرورة مثلها. بمعنى:

لفي شقاق بعيد عن الحق.

ص: 333

[سورة الحج (22): آية 54] وَلِيَعْلَمَ الَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ أَنَّهُ الْحَقُّ مِنْ رَبِّكَ فَيُؤْمِنُوا بِهِ فَتُخْبِتَ لَهُ قُلُوبُهُمْ وَإِنَّ اللهَ لَهادِ الَّذِينَ آمَنُوا إِلى صِراطٍ مُسْتَقِيمٍ (54)

{وَلِيَعْلَمَ الَّذِينَ} : معطوفة بالواو على «ليجعل» وتعرب إعرابها. الذين:

اسم موصول مبني على الفتح في محل رفع فاعل.

{أُوتُوا الْعِلْمَ} : الجملة: صلة الموصول لا محل لها. أوتوا: فعل ماض مبني للمجهول مبني على الضم المقدر على الياء المحذوفة لاتصاله بواو الجماعة.

الواو ضمير متصل في محل رفع نائب فاعل والألف فارقة. العلم: مفعول به منصوب بالفتحة.

{أَنَّهُ الْحَقُّ مِنْ رَبِّكَ} : أنّ: حرف نصب وتوكيد مشبه بالفعل والهاء ضمير متصل مبني على الضم في محل نصب اسم «أن» الحق: خبرها مرفوع بالضمة. من ربك: جار ومجرور متعلق بصفة للحق والكاف ضمير متصل مبني على الفتح في محل جر بالاضافة. و «أنّ» وما في حيزها من اسمها وخبرها بتأويل مصدر سدّ مسدّ مفعولي «يعلم» بمعنى: أن هذا القرآن هو الحق من ربك.

{فَيُؤْمِنُوا بِهِ} : الفاء سببية. يؤمنوا: فعل مضارع منصوب بأن مضمرة بعد الفاء وعلامة نصبه حذف النون. الواو ضمير متصل في محل رفع فاعل والألف فارقة. به: جار ومجرور متعلق بيؤمنوا. وجملة «يؤمنوا به» صلة «أن» المضمرة لا محل لها.

{فَتُخْبِتَ لَهُ قُلُوبُهُمْ} : الفاء عاطفة. تخبت: بمعنى تخضع: معطوفة على «يؤمنوا» منصوبة مثلها وعلامة نصبها الفتحة. له: جار ومجرور متعلق بتخبت. قلوب: فاعل مرفوع بالضمة. و «هم» ضمير الغائبين في محل جر بالاضافة.

{وَإِنَّ اللهَ} : الواو استئنافية. انّ: حرف نصب وتوكيد مشبه بالفعل. الله لفظ

ص: 334

الجلالة: اسم «إن» منصوب للتعظيم بالفتحة.

{لَهادِ الَّذِينَ} : اللام لام التوكيد-المزحلقة-هاد: خبر «إن» مرفوع بالضمة المقدرة للثقل على الياء المحذوفة اختصارا للوصل وبقيت الكسرة دالة عليها.

الذين: اسم موصول في محل جر بالاضافة.

{آمَنُوا} : الجملة الفعلية: صلة الموصول لا محل لها. آمنوا: فعل ماض مبني على الضم لاتصاله بواو الجماعة. الواو ضمير متصل في محل رفع فاعل والألف فارقة. وأصل «هاد» بالتنوين. والذين: مفعول أول لاسم الفاعل «هاد» .وبعد حذف التنوين أضيف الى مفعوله.

{إِلى صِراطٍ مُسْتَقِيمٍ} : جار ومجرور قام مقام المفعول الثاني لاسم الفاعل «هاد» على الأصل أو هو متعلق بهاد أو بفعله. مستقيم: صفة-نعت- لصراط مجرور مثله وعلامة جره الكسرة.

[سورة الحج (22): آية 55] وَلا يَزالُ الَّذِينَ كَفَرُوا فِي مِرْيَةٍ مِنْهُ حَتّى تَأْتِيَهُمُ السّاعَةُ بَغْتَةً أَوْ يَأْتِيَهُمْ عَذابُ يَوْمٍ عَقِيمٍ (55)

{وَلا يَزالُ الَّذِينَ} : الواو: استئنافية. لا: نافية لا عمل لها. يزال: فعل مضارع مرفوع بالضمة. الذين: اسم موصول مبني على الفتح في محل رفع اسم «يزال» والجملة الفعلية بعده: صلة الموصول لا محل لها. والفعل «يزال» فعل ناقص من أخوات «كان» .

{كَفَرُوا} : فعل ماض مبني على الضم لاتصاله بواو الجماعة. الواو ضمير متصل في محل رفع فاعل والألف فارقة.

{فِي مِرْيَةٍ مِنْهُ} : أي في شك: جار ومجرور متعلق بخبر «يزال» منه: جار ومجرور متعلق بمرية أو بصفة محذوفة منها.

{حَتّى تَأْتِيَهُمُ السّاعَةُ} : حرف غاية وجر بمعنى: إلى أن: تأتي: فعل مضارع منصوب بأن مضمرة بعد حتى وعلامة نصبه الفتحة. و «هم» ضمير

ص: 335

الغائبين في محل نصب مفعول به مقدم. الساعة: فاعل مرفوع بالضمة.

وجملة {تَأْتِيَهُمُ السّاعَةُ»} صلة «أن» المضمرة لا محل لها من الإعراب. و «أن» المضمرة وما بعدها: بتأويل مصدر في محل جر بحتى والجار والمجرور متعلق بلا يزال.

{بَغْتَةً} : مصدر في موضع الحال. بتقدير: حتى تباغتهم القيامة بغتة وعلامة نصب الكلمة «بغتة» الفتحة المنونة.

{أَوْ يَأْتِيَهُمْ عَذابُ} : أو: حرف عطف-للتخيير. يأتيهم عذاب: معطوفة على {تَأْتِيَهُمُ السّاعَةُ»} وتعرب إعرابها.

{يَوْمٍ عَقِيمٍ} : مضاف اليه مجرور بالكسرة. عقيم: صفة-نعت-ليوم مجرورة مثلها بمعنى: لا يعقبه يوم آخر.

[سورة الحج (22): آية 56] الْمُلْكُ يَوْمَئِذٍ لِلّهِ يَحْكُمُ بَيْنَهُمْ فَالَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصّالِحاتِ فِي جَنّاتِ النَّعِيمِ (56)

{الْمُلْكُ يَوْمَئِذٍ لِلّهِ} : الملك: مبتدأ مرفوع بالضمة. يوم: ظرف زمان منصوب بالفتحة وهو مضاف. إذ: اسم مبني على السكون الذي حرك بالكسر تخلصا من التقاء الساكنين: سكونه وسكون التنوين في محل جر بالاضافة. وقد نونت كلمة «إذ» لمزيتها حيث إن الاسماء لا تضاف الى الحروف. أو لأن التنوين ينوب عن جملة بتقدير: يوم يؤمنون أو يوم تزول مريتهم لقوله في الآية الكريمة السابقة {وَلا يَزالُ الَّذِينَ كَفَرُوا فِي مِرْيَةٍ مِنْهُ حَتّى تَأْتِيَهُمُ السّاعَةُ} أي يوم القيامة. لله: جار ومجرور للتعظيم متعلق بخبر المبتدأ.

{يَحْكُمُ بَيْنَهُمْ} : الجملة الفعلية: في محل نصب حال. يحكم: فعل مضارع مرفوع بالضمة والفاعل ضمير مستتر فيه جوازا تقديره هو. بين: ظرف مكان متعلق بيحكم منصوب على الظرفية بالفتحة وهو مضاف و «هم» ضمير الغائبين في محل جر بالاضافة. أي يحكم بين الناس.

ص: 336

{فَالَّذِينَ آمَنُوا} : الفاء: استئنافية. الذين: اسم موصول مبني على الفتح في محل رفع مبتدأ مضمن معنى الشرط بدليل الآية الكريمة التالية المبتدئة باسم موصول معطوف مقترن جوابه بالفاء. آمنوا: فعل ماض مبني على الضم لاتصاله بواو الجماعة فعل الشرط في محل جزم. الواو ضمير متصل في محل رفع فاعل والألف فارقة. وجملة «آمنوا» صلة الموصول لا محل لها.

{وَعَمِلُوا الصّالِحاتِ} : معطوفة بالواو على «آمنوا» وتعرب إعرابها.

الصالحات: مفعول به منصوب بالكسرة بدلا من الفتحة لأنه ملحق بجمع المؤنث السالم. بمعنى: وعملوا الأعمال الصالحات.

{فِي جَنّاتِ النَّعِيمِ} : جار ومجرور متعلق بخبر مبتدأ محذوف تقديره: فهم:

والجملة الاسمية «فهم في جنات النعيم» جواب شرط جازم مقترن بالفاء في محل جزم باسم شرط «الذين» .والجملة الشرطية من فعل الشرط وجوابه في محل رفع خبر المبتدأ «الذين» و «النعيم» مضاف اليه مجرور بالكسرة.

[سورة الحج (22): آية 57] وَالَّذِينَ كَفَرُوا وَكَذَّبُوا بِآياتِنا فَأُولئِكَ لَهُمْ عَذابٌ مُهِينٌ (57)

• هذه الآية الكريمة معطوفة بالواو على الآية الكريمة السابقة وتعرب إعرابها.

بآيات: جار ومجرور متعلق بكذبوا و «نا» ضمير متصل مبني على السكون في محل جر بالاضافة.

{فَأُولئِكَ لَهُمْ عَذابٌ مُهِينٌ} : الجملة الاسمية جواب شرط جازم مقترن بالفاء في محل جزم لأن اسم الموصول «الذين» مضمن معنى «من» الفاء:

واقعة في جواب الشرط.أولاء: اسم اشارة مبني على الكسر في محل رفع مبتدأ. والكاف حرف خطاب.، لهم: جار ومجرور متعلق بخبر مقدم والميم علامة جمع الذكور. عذاب: مبتدأ مؤخر مرفوع بالضمة. مهين:

صفة-نعت-لعذاب مرفوعة مثلها بالضمة. والجملة الاسمية {لَهُمْ عَذابٌ مُهِينٌ»} في محل رفع خبر «أولئك» .

ص: 337

[سورة الحج (22): آية 58] وَالَّذِينَ هاجَرُوا فِي سَبِيلِ اللهِ ثُمَّ قُتِلُوا أَوْ ماتُوا لَيَرْزُقَنَّهُمُ اللهُ رِزْقاً حَسَناً وَإِنَّ اللهَ لَهُوَ خَيْرُ الرّازِقِينَ (58)

{وَالَّذِينَ هاجَرُوا فِي سَبِيلِ اللهِ} : معطوفة بالواو على {فَالَّذِينَ آمَنُوا»} الواردة في الآية الكريمة السادسة والخمسين وتعرب إعرابها. في سبيل:

جار ومجرور متعلق بهاجروا. الله: مضاف اليه مجرور للتعظيم بالكسرة.

{ثُمَّ قُتِلُوا أَوْ ماتُوا} : الجملتان معطوفتان بحرفي عطف. قتلوا: على «هاجروا» و «ماتوا» على «قتلوا» بمعنى: قتلوا وهم يجاهدون العدو.

قتلوا: فعل ماض مبني للمجهول مبني على الضم لاتصاله بواو الجماعة.

الواو ضمير متصل في محل رفع نائب فاعل والألف فارقة. أو: حرف عطف للتخيير. ماتوا: تعرب إعراب «هاجروا» بمعنى: أو ماتوا بأجلهم المحتوم.

{لَيَرْزُقَنَّهُمُ اللهُ} : اللام: واقعة في جواب قسم مقدر. والجملة: جواب القسم لا محل لها. وجواب الشرط محذوف دل عليه جواب القسم.

يرزقن: فعل مضارع مبني على الفتح لاتصاله بنون التوكيد الثقيلة. والنون لا محل لها و «هم» ضمير الغائبين في محل نصب مفعول به مقدم. الله لفظ الجلالة: فاعل مرفوع للتعظيم بالضمة.

{رِزْقاً حَسَناً} : بمعنى: الجنة الموعودة. رزقا: مفعول مطلق-مصدر- منصوب بالفتحة وهو في الحقيقة اسم لأن مصدر «رزق» يكون مفتوح الراء فوضع الاسم موضع المصدر. حسنا: صفة-نعت-لرزقا منصوب مثله بالفتحة.

{وَإِنَّ اللهَ لَهُوَ} : الواو: عاطفة. انّ: حرف نصب وتوكيد مشبه بالفعل بمعنى التعليل. الله لفظ الجلالة: اسم: إن: منصوب للتعظيم بالفتحة.

لهو: اللام: لام الابتداء-المزحلقة-للتوكيد. هو: ضمير رفع منفصل

ص: 338

في محل رفع مبتدأ. والجملة الاسمية {لَهُوَ خَيْرُ الرّازِقِينَ»} في محل رفع خبر «إنّ» .

{خَيْرُ الرّازِقِينَ} : خبر «هو» مرفوع بالضمة. الرازقين: مضاف اليه مجرور بالاضافة وعلامة جره الياء لأنه جمع مذكر سالم. والنون عوض من التنوين والحركة في الاسم المفرد.

[سورة الحج (22): آية 59] لَيُدْخِلَنَّهُمْ مُدْخَلاً يَرْضَوْنَهُ وَإِنَّ اللهَ لَعَلِيمٌ حَلِيمٌ (59)

{لَيُدْخِلَنَّهُمْ مُدْخَلاً} : تعرب إعراب «ليرزقهم رزقا» في الآية الكريمة السابقة لأنه بدل منها بمعنى ليدخلنهم في الجنة إدخالا. و «مدخلا» بمعنى «الإدخال» أي مصدر «يدخلنهم» ومفعول «أدخل» أيضا بضم الميم. ولهذا أعربت إعراب «رزقا» .

{يَرْضَوْنَهُ} : الجملة الفعلية: في محل نصب صفة-نعت-لمدخلا. يرضونه:

فعل مضارع مرفوع بثبوت النون الواو ضمير متصل في محل رفع فاعل.

والهاء ضمير متصل في محل نصب مفعول به.

{وَإِنَّ اللهَ لَعَلِيمٌ حَلِيمٌ} : الواو عاطفة. إنّ: حرف نصب وتوكيد مشبه بالفعل. الله لفظ الجلالة: اسم «إن» منصوب للتعظيم بالفتحة. لعليم:

اللام لام التوكيد-المزحلقة-عليم: خبر «إن» مرفوع بالضمة. حليم:

صفة-نعت-لعليم. أو خبر ثان مرفوع بالضمة.

[سورة الحج (22): آية 60] ذلِكَ وَمَنْ عاقَبَ بِمِثْلِ ما عُوقِبَ بِهِ ثُمَّ بُغِيَ عَلَيْهِ لَيَنْصُرَنَّهُ اللهُ إِنَّ اللهَ لَعَفُوٌّ غَفُورٌ (60)

{ذلِكَ} : اسم اشارة مبني على السكون في محل رفع مبتدأ وخبره محذوف تقديره:

ذلك أمر الله. اللام للبعد والكاف حرف خطاب.

ص: 339

{وَمَنْ عاقَبَ} : الواو استئنافية. من: اسم شرط جازم مبني على السكون في محل رفع مبتدأ. عاقب: فعل ماض مبني على الفتح فعل الشرط في محل جزم بمن والفاعل ضمير مستتر فيه جوازا تقديره هو. والجملة من فعل الشرط وجوابه في محل رفع خبر «من» وجملة «عاقب» صلة الموصول لا محل لها. بمعنى: ومن اقتص من جان.

{بِمِثْلِ ما عُوقِبَ بِهِ} : جار ومجرور متعلق بعاقب. ما: اسم موصول مبني على السكون في محل جر بالاضافة. عوقب: فعل ماض مبني للمجهول مبني على الفتح ونائب الفاعل ضمير مستتر فيه جوازا تقديره هو.

به: جار ومجرور متعلق بعوقب وجملة {عُوقِبَ بِهِ»} صلة الموصول لا محل لها. بمعنى: ما جني عليه.

{ثُمَّ بُغِيَ عَلَيْهِ} : ثم حرف عطف. بغي: تعرب إعراب «عوقب» عليه:

جار ومجرور في محل رفع نائب فاعل. بمعنى: ثم وقع عليه بغي أي عدوان. أي ثم جني عليه مرة أخرى.

{لَيَنْصُرَنَّهُ اللهُ} : الجملة: جواب قسم مقدر لا محل لها من الاعراب.

وجواب الشرط محذوف دل عليه جواب القسم ويجوز أن تكون اللام لام التوكيد. ينصرنه: فعل مضارع مبني على الفتح لاتصاله بنون التوكيد الثقيلة في محل جزم بمن لأنه جواب الشرط -جزاؤه-النون لا محل لها.

والهاء ضمير متصل مبني على الضم في محل نصب مفعول به مقدم. الله لفظ الجلالة: فاعل مرفوع للتعظيم بالضمة.

{إِنَّ اللهَ لَعَفُوٌّ غَفُورٌ} : تعرب إعراب {إِنَّ اللهَ لَعَلِيمٌ حَلِيمٌ»} الواردة في الآية الكريمة السابقة ولعفو غفور: من صيغ المبالغة .. بمعنى لكثير العفو كثير الغفران.

ص: 340

[سورة الحج (22): آية 61] ذلِكَ بِأَنَّ اللهَ يُولِجُ اللَّيْلَ فِي النَّهارِ وَيُولِجُ النَّهارَ فِي اللَّيْلِ وَأَنَّ اللهَ سَمِيعٌ بَصِيرٌ (61)

{ذلِكَ} : اسم اشارة مبني على السكون في محل رفع مبتدأ. اللام للبعد والكاف حرف خطاب. أي ذلك النصر. وخبره محذوف تعلق به جار ومجرور بتقدير: حاصل بسبب أنّ الله يولج الليل .. ويجوز أن يكون ذلك في محل نصب على المصدر-المفعول المطلق-بتقدير: نصرهم الله ذلك النصر بسبب أن الله يولج.

{بِأَنَّ اللهَ} : الباء حرف جر. أنّ: حرف نصب وتوكيد مشبه بالفعل. الله لفظ الجلالة: اسم «أن» منصوب للتعظيم بالفتحة بمعنى: بسبب أن الله بحذف المجرور المضاف «سبب» وحلول المصدر المؤول من «أن» وما في حيزها من اسمها وخبرها محله.

{يُولِجُ اللَّيْلَ فِي النَّهارِ} : الجملة الفعلية: في محل رفع خبر «أن» يولج:

بمعنى: «يدخل» فعل مضارع مرفوع بالضمة والفاعل ضمير مستتر جوازا تقديره هو. الليل: مفعول به منصوب بالفتحة. في النهار: جار ومجرور.

{وَيُولِجُ النَّهارَ فِي اللَّيْلِ} : معطوفة بالواو على ما قبلها وتعرب إعرابها.

بمعنى: يزيد من هذا في ذلك ومن ذلك في هذا.

{وَأَنَّ اللهَ سَمِيعٌ بَصِيرٌ} : الواو عاطفة. أنّ الله: تعرب اعراب «بأن الله» بمعنى: بسبب أنّ الله. سميع: خبر «أن» مرفوع بالضمة. أي سميع لما يقولون. بصير: صفة-نعت-لسميع أو خبر ثان لأن أي بصير بما يفعلون. والجاران والمجروران {فِي النَّهارِ»} و {فِي اللَّيْلِ»} متعلقان بيولج.

ص: 341

[سورة الحج (22): آية 62] ذلِكَ بِأَنَّ اللهَ هُوَ الْحَقُّ وَأَنَّ ما يَدْعُونَ مِنْ دُونِهِ هُوَ الْباطِلُ وَأَنَّ اللهَ هُوَ الْعَلِيُّ الْكَبِيرُ (62)

{ذلِكَ بِأَنَّ اللهَ هُوَ الْحَقُّ} : تعرب اعراب {ذلِكَ بِأَنَّ اللهَ»} الواردة في الآية الكريمة السابقة. هو: ضمير فصل أو عماد لا محل له. الحق: خبر «أنّ» مرفوع بالضمة. ويجوز أن يكون «هو» ضمير رفع منفصلا في محل رفع مبتدأ. و «الحق» خبره. والجملة الاسمية {هُوَ الْحَقُّ»} في محل رفع خبر أنّ.

{وَأَنَّ ما يَدْعُونَ} : الواو: عاطفة. أنّ: حرف نصب وتوكيد مشبه بالفعل. ما: اسم موصول مبني على السكون في محل نصب اسم «أنّ» يدعون: فعل مضارع مرفوع بثبوت النون. الواو ضمير متصل في محل رفع فاعل. والجملة الفعلية «يدعون» صلة الموصول لا محل لها من الاعراب.

والعائد ضمير منصوب محلا لأنه مفعول به. التقدير: ما يدعونه. أي ما يعبدونه.

{مِنْ دُونِهِ هُوَ الْباطِلُ} : جار ومجرور متعلق بيدعون أو بحال محذوفة من «ما» والهاء ضمير متصل في محل جر بالاضافة. هو الباطل: أعربت.

{وَأَنَّ اللهَ هُوَ الْعَلِيُّ الْكَبِيرُ} : تعرب إعراب «أن الله هو الحق» الكبير:

صفة-نعت-للعلي. أو خبر ثان لأنّ مرفوع مثله بالضمة.

[سورة الحج (22): آية 63] أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللهَ أَنْزَلَ مِنَ السَّماءِ ماءً فَتُصْبِحُ الْأَرْضُ مُخْضَرَّةً إِنَّ اللهَ لَطِيفٌ خَبِيرٌ (63)

{أَلَمْ تَرَ} : الألف ألف تقرير وتنبيه بلفظ استفهام. لم: حرف نفي وجزم وقلب. تر: فعل مضارع مجزوم بلم وعلامة جزمه حذف آخره حرف العلة. وفاعله ضمير مستتر فيه وجوبا تقديره أنت. ويجوز أن يكون المخاطب من لم ير ولم يسمع لأن هذا الكلام جرى مجرى المثل في التعجيب.

ص: 342

وفي هذه الحالة يكون الفاعل ضميرا مستترا جوازا تقديره: هو. ومعنى الاستفهام التقريري: اعلم والجملة المؤولة بهذا المعنى على الحكاية والرواية في محل رفع خبر لمبتدإ محذوف بتقدير: القول اعلم أن الله ينزل الماء من السماء.

{أَنَّ اللهَ أَنْزَلَ} : أنّ: وما بعدها: بتأويل مصدر سدّ مسدّ مفعولي «تر» أنّ:

حرف نصب وتوكيد مشبه بالفعل. الله لفظ الجلالة: اسم «أنّ» منصوب للتعظيم بالفتحة. أنزل: فعل ماض مبني على الفتح والفاعل ضمير مستتر فيه جوازا تقديره هو. وجملة «أنزل» في محل رفع خبر «أنّ» .

{مِنَ السَّماءِ ماءً} : جار ومجرور متعلق بأنزل. ماء: مفعول به منصوب بالفتحة بمعنى ينزل من السماء ماء.

{فَتُصْبِحُ الْأَرْضُ مُخْضَرَّةً} : الفاء عاطفة والفعل المضارع بعدها معطوف على «أنزل» الذي بمعنى «ينزل» أو تكون الفاء استئنافية. والجملة الفعلية بعدها في محل رفع خبر مبتدأ محذوف بتقدير فنتيجة ذلك تصبح الأرض مخضرة. تصبح: فعل مضارع ناقص مرفوع بالضمة. الأرض: اسمها مرفوع بالضمة الظاهرة. مخضرة: خبر «تصبح» منصوب بالفتحة.

بمعنى: مخضرة بالنبات. ولم يقل فأصبحت لمسألة دقيقة وهي افادة اثبات الاخضرار نتيجة بقاء أثر المطر حينا بعد حين.

{إِنَّ اللهَ لَطِيفٌ خَبِيرٌ} : أعربت. لطيف خبير: خبران بالتتابع لأنّ مرفوعان وعلامة رفعهما الضمة.

[سورة الحج (22): آية 64] لَهُ ما فِي السَّماااتِ وَما فِي الْأَرْضِ وَإِنَّ اللهَ لَهُوَ الْغَنِيُّ الْحَمِيدُ (64)

{لَهُ ما فِي السَّماااتِ} : له: جار ومجرور للتعظيم في محل رفع خبر مقدم.

ما: اسم موصول مبني على السكون في محل رفع مبتدأ مؤخر. في السموات: جار ومجرور متعلق بمضمر تقديره: ما استقر أو ما هو مستقر في السموات. وجملة «ما استقر في السماوات» صلة الموصول لا محل لها.

ص: 343

{وَما فِي الْأَرْضِ} : معطوفة بالواو على {ما فِي السَّماااتِ»} وتعرب إعرابها.

{وَإِنَّ اللهَ} : الواو استئنافية. ان: حرف نصب وتوكيد مشبه بالفعل. الله لفظ الجلالة: اسم «إن» منصوب للتعظيم بالفتحة.

{لَهُوَ الْغَنِيُّ الْحَمِيدُ} : الجملة الاسمية: في محل رفع خبر «إنّ» اللام: لام التوكيد-المزحلقة-هو: ضمير رفع منفصل في محل رفع مبتدأ. الغني:

خبر «هو» مرفوع بالضمة. الحميد: صفة-نعت-للغني أو خبر ثان لأنّ مرفوع بالضمة أيضا.

[سورة الحج (22): آية 65] أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللهَ سَخَّرَ لَكُمْ ما فِي الْأَرْضِ وَالْفُلْكَ تَجْرِي فِي الْبَحْرِ بِأَمْرِهِ وَيُمْسِكُ السَّماءَ أَنْ تَقَعَ عَلَى الْأَرْضِ إِلاّ بِإِذْنِهِ إِنَّ اللهَ بِالنّاسِ لَرَؤُفٌ رَحِيمٌ (65)

{أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللهَ سَخَّرَ} : أعربت في الآية الكريمة الثالثة والستين. و «سخر» بمعنى: ذلل.

{لَكُمْ ما فِي الْأَرْضِ} : جار ومجرور متعلق بسخر والميم علامة جمع الذكور.

ما: اسم موصول مبني على السكون في محل نصب مفعول به. في الأرض:

جار ومجرور متعلق بصلة الموصول المحذوفة. لا محل لها أي ما استقر.

{وَالْفُلْكَ} : معطوفة بالواو على «ما» منصوبة مثلها أي وسخر لكم الفلك.

بمعنى: ذلك لكم ما في الأرض من البهائم للركوب في البر ومن السفن أو المراكب جارية في البحر.

{تَجْرِي فِي الْبَحْرِ بِأَمْرِهِ} : الجملة الفعلية في محل نصب حال بمعنى جارية. تجري: فعل مضارع مرفوع بالضمة المقدرة على الياء للثقل والفاعل ضمير مستتر فيه جوازا تقديره هي. في البحر: جار ومجرور متعلق بتجري.

بأمره: جار ومجرور متعلق بتجري أو بحال من ضمير «تجري» والهاء ضمير متصل في محل جر بالاضافة.

{وَيُمْسِكُ السَّماءَ} : الواو عاطفة. يمسك: فعل مضارع مرفوع بالضمة

ص: 344

والفاعل ضمير مستتر فيه جوازا تقديره هو. السماء: مفعول به منصوب بالفتحة.

{أَنْ تَقَعَ عَلَى الْأَرْضِ} : حرف مصدرية ونصب بمعنى لئلاّ. تقع: فعل مضارع منصوب بأن وعلامة نصبه الفتحة والفاعل ضمير مستتر فيه جوازا تقديره هي. على الأرض: جار ومجرور متعلق بتقع. وجملة «تقع» صلة «أن» المصدرية لا محل لها. و «أن» وما بعدها: بتأويل مصدر في محل نصب مفعول لأجله بمعنى: كراهة أن تقع على الأرض. أو في محل جر بحرف جر بتقدير: من الوقوع. والجار والمجرور متعلق بيمسك.

{إِلاّ بِإِذْنِهِ} : إلاّ: أداة استثناء والمستثنى محذوف بتقدير: إلاّ وقوعا بإذنه.

بإذنه: جار ومجرور متعلق بالمصدر «وقوعا» أو بصفة محذوفة منه والهاء ضمير متصل في محل جر بالاضافة بمعنى الاّ اذا شاء ذلك الوقوع يوم القيامة.

{إِنَّ اللهَ بِالنّاسِ} : انّ: حرف نصب وتوكيد مشبه بالفعل. الله: اسم إن منصوب للتعظيم بالفتحة. بالناس: جار ومجرور متعلق برءوف.

{لَرَؤُفٌ رَحِيمٌ} : اللام لام التوكيد المزحلقة-رءوف رحيم: خبران متتابعان لإن مرفوعان بالضمة.

[سورة الحج (22): آية 66] وَهُوَ الَّذِي أَحْياكُمْ ثُمَّ يُمِيتُكُمْ ثُمَّ يُحْيِيكُمْ إِنَّ الْإِنْسانَ لَكَفُورٌ (66)

{وَهُوَ الَّذِي أَحْياكُمْ} : الواو: استئنافية. هو: ضمير رفع منفصل في محل رفع مبتدأ. الذي: اسم موصول مبني على السكون في محل رفع خبر «هو» أحياكم صلة الموصول لا محل لها من الإعراب. أحيا: فعل ماض مبني على الفتح المقدر على الألف للتعذر والفاعل ضمير مستتر فيه جوازا تقديره هو.

والكاف ضمير متصل-ضمير المخاطبين-مبني على الضم في محل نصب مفعول به. والميم علامة جمع الذكور.

ص: 345

{ثُمَّ يُمِيتُكُمْ} : ثم حرف عطف للتراخي. يميت: فعل مضارع مرفوع بالضمة والفاعل ضمير مستتر فيه جوازا تقديره هو. و «كم» أعربت بمعنى:

أحياكم بعد أن كنتم جمادا ثم يميتكم عند دنو أجلكم.

{ثُمَّ يُحْيِيكُمْ} : تعرب إعراب {ثُمَّ يُمِيتُكُمْ»} بمعنى: ثم يحييكم يوم البعث للحساب والجزاء.

{إِنَّ الْإِنْسانَ لَكَفُورٌ} : إنّ: حرف نصب وتوكيد مشبه بالفعل. الانسان:

اسمها منصوب بالفتحة. اللام: المزحلقة للتوكيد. كفور: خبر «إن» مرفوع بالضمة. وهو من صيغ المبالغة بمعنى كثير الكفران.

[سورة الحج (22): آية 67] لِكُلِّ أُمَّةٍ جَعَلْنا مَنْسَكاً هُمْ ناسِكُوهُ فَلا يُنازِعُنَّكَ فِي الْأَمْرِ وَاُدْعُ إِلى رَبِّكَ إِنَّكَ لَعَلى هُدىً مُسْتَقِيمٍ (67)

{لِكُلِّ أُمَّةٍ جَعَلْنا} : جار ومجرور متعلق بجعلنا. أمة: مضاف اليه مجرور بالكسرة. جعل: فعل ماض مبني على السكون لاتصاله بضمير رفع متحرك. و «نا» ضمير متصل في محل رفع فاعل.

{مَنْسَكاً} : مفعول به منصوب بالفتحة. بمعنى: متعبدا أو شريعة. ويجوز أن يكون بمعنى «عيدا» .

{هُمْ ناسِكُوهُ} : الجملة الاسمية: في محل نصب صفة-نعت-لمنسكا. هم:

ضمير رفع منفصل-ضمير الغائبين-في محل رفع مبتدأ. ناسكوه خبر «هم» مرفوع بالواو لأنه جمع مذكر سالم وحذفت النون للاضافة والهاء ضمير متصل في محل جر بالاضافة. وقد أضيف اسم الفاعل لمعموله. بمعنى هم متعبدون فيه.

{فَلا يُنازِعُنَّكَ فِي الْأَمْرِ} : الفاء استئنافية للتعليل. لا: ناهية جازمة.

ينازعنك: فعل مضارع مبني على حذف النون لأنه من الأفعال الخمسة في

ص: 346

محل جزم بلا لأنّ سبب بنائه على حذف النون اتصاله بنون التوكيد الثقيلة.

وواو الجماعة المحذوفة لالتقائها ساكنة مع نون التوكيد الثقيلة في محل رفع فاعل تعود على معنى «أمة» أي لا يغلبنك في المنازعة أهل الملل الأخرى ونون التوكيد الثقيلة لا محل لها. في الأمر: جار ومجرور متعلق بينازعون.

{وَادْعُ إِلى رَبِّكَ} : الواو عاطفة. ادع: فعل أمر مبني على حذف آخره- حرف العلة-والفاعل ضمير مستتر فيه وجوبا تقديره: أنت. الى ربك:

جار ومجرور متعلق بادع. والكاف ضمير متصل-ضمير المخاطب-في محل جر بالاضافة.

{إِنَّكَ لَعَلى هُدىً مُسْتَقِيمٍ} : إنّ: حرف نصب وتوكيد مشبه بالفعل.

والكاف ضمير متصل-ضمير المخاطب-مبني على الفتح في محل نصب اسم «إن» اللام لام المزحلقة للتوكيد. على: حرف جر. هدى: اسم مجرور بعلى وعلامة جره الكسرة المقدرة على الألف قبل تنوينها للتعذر ونونت ألف الكلمة لأنها اسم نكرة مقصور والجار والمجرور في محل رفع خبر «إن» مستقيم: صفة-نعت-لهدى مجرورة مثلها وعلامة جرها الكسرة الظاهرة.

بمعنى: لعلى هدى مستقيم لا عوج فيه.

[سورة الحج (22): آية 68] وَإِنْ جادَلُوكَ فَقُلِ اللهُ أَعْلَمُ بِما تَعْمَلُونَ (68)

{وَإِنْ جادَلُوكَ} : الواو: استئنافية. ان: حرف شرط جازم. جادلوك:

فعل ماض مبني على الضم لاتصاله بواو الجماعة فعل الشرط في محل جزم إن. الواو ضمير متصل في محل رفع فاعل والكاف ضمير متصل-ضمير المخاطب-مبني على الفتح في محل نصب مفعول به. بمعنى: وان جادلوك بعد انبلاج الحق.

{فَقُلِ} : الجملة: جواب شرط جازم مقترن بالفاء في محل جزم. الفاء: رابطة لجواب الشرط.قل: فعل أمر مبني على السكون الذي حرك بالكسر لالتقاء الساكنين وحذفت الواو لالتقاء الساكنين. والفاعل ضمير مستتر فيه

ص: 347

وجوبا تقديره: أنت. والجملة الاسمية بعده: في محل نصب مفعول به -مقول القول-.

{اللهُ أَعْلَمُ} : لفظ الجلالة: مبتدأ مرفوع للتعظيم بالضمة. أعلم: خبر المبتدأ مرفوع بالضمة ولم ينون لأنه ممنوع من الصرف-التنوين-على وزن-أفعل- صيغة مبالغة وبوزن الفعل.

{بِما تَعْمَلُونَ} : جار ومجرور متعلق بأعلم. ما: اسم موصول مبني على السكون في محل جر بالباء. تعملون: فعل مضارع مرفوع بثبوت النون.

الواو ضمير متصل في محل رفع فاعل. وجملة «تعملون» صلة الموصول لا محل لها من الاعراب. والعائد ضمير منصوب محلا لأنه مفعول به التقدير:

بما تعملونه من المجادلات الباطلة. وفي القول وعيد وانذار يتسمان بالرفق واللين. ويجوز أن تكون «ما» مصدرية فتكون جملة «تعملون» صلتها لا محل لها. و «ما» وما تلاها بتأويل مصدر في محل جر بالباء. التقدير: أعلم بعملكم.

[سورة الحج (22): آية 69] اللهُ يَحْكُمُ بَيْنَكُمْ يَوْمَ الْقِيامَةِ فِيما كُنْتُمْ فِيهِ تَخْتَلِفُونَ (69)

{اللهُ يَحْكُمُ} : لفظ الجلالة: مبتدأ مرفوع للتعظيم بالضمة. يحكم: فعل مضارع مرفوع بالضمة والفاعل ضمير مستتر جوازا تقديره هو. والجملة الفعلية «يحكم» في محل رفع خبر المبتدأ.

{بَيْنَكُمْ يَوْمَ الْقِيامَةِ} : بين: ظرف مكان منصوب على الظرفية بالفتحة متعلق بيحكم وهو مضاف. الكاف: ضمير متصل-ضمير المخاطبين-في محل جر بالاضافة والميم علامة جمع الذكور. يوم: مفعول فيه-ظرف زمان -منصوب على الظرفية بالفتحة وهو مضاف. القيامة: مضاف اليه مجرور بالكسرة.

{فِيما كُنْتُمْ} : جار ومجرور متعلق بيحكم. ما: اسم موصول مبني على السكون في محل جر بفي. كنتم: فعل ماض ناقص مبني على السكون

ص: 348

لاتصاله بضمير الرفع المتحرك والتاء ضمير متصل-ضمير المخاطبين-في محل رفع اسم «كان» والميم علامة جمع الذكور. وجملة «كنتم مع خبرها» صلة الموصول لا محل لها من الإعراب.

{فِيهِ تَخْتَلِفُونَ} : فيه: جار ومجرور متعلق بتختلفون. تختلفون: فعل مضارع مرفوع بثبوت النون والواو ضمير متصل في محل رفع فاعل.

والجملة الفعلية «تختلفون» في محل نصب خبر «كان» .

[سورة الحج (22): آية 70] أَلَمْ تَعْلَمْ أَنَّ اللهَ يَعْلَمُ ما فِي السَّماءِ وَالْأَرْضِ إِنَّ ذلِكَ فِي كِتابٍ إِنَّ ذلِكَ عَلَى اللهِ يَسِيرٌ (70)

{أَلَمْ تَعْلَمْ أَنَّ اللهَ يَعْلَمُ} : تعرب اعراب {أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللهَ أَنْزَلَ»} الواردة في الآية الكريمة الثالثة والستين. وعلامة جزم «تعلم» السكون وهو فعل مضارع مجزوم بلم.

{ما فِي السَّماءِ وَالْأَرْضِ} : ما: اسم موصول مبني على السكون في محل نصب مفعول به. في السماء: جار ومجرور متعلق بفعل محذوف تقديره: ما استقر في السماء. وجملة «استقر في السماء» صلة الموصول لا محل لها من الاعراب. والأرض: معطوفة بالواو على «السماء» وتعرب إعرابها.

{إِنَّ ذلِكَ فِي كِتابٍ} : إن: حرف نصب وتوكيد مشبه بالفعل. ذا: اسم اشارة مبني على السكون في محل نصب اسم «إن» اللام للبعد والكاف للخطاب. في كتاب: جار ومجرور متعلق بخبر «إنّ» أي في لوح محفوظ عنده.

{إِنَّ ذلِكَ عَلَى اللهِ يَسِيرٌ} : تعرب اعراب {إِنَّ ذلِكَ فِي كِتابٍ».} يسير: خبر «إنّ» مرفوع بالضمة.

ص: 349

[سورة الحج (22): آية 71] وَيَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللهِ ما لَمْ يُنَزِّلْ بِهِ سُلْطاناً وَما لَيْسَ لَهُمْ بِهِ عِلْمٌ وَما لِلظّالِمِينَ مِنْ نَصِيرٍ (71)

{وَيَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللهِ} : الواو استئنافية. يعبدون: فعل مضارع مرفوع بثبوت النون والواو ضمير متصل في محل رفع فاعل. من دون: جار ومجرور متعلق بيعبدون. الله: مضاف اليه مجرور للتعظيم بالكسرة.

{ما لَمْ يُنَزِّلْ بِهِ سُلْطاناً} : ما: اسم موصول مبني على السكون في محل نصب مفعول به. لم: حرف نفي وجزم وقلب. ينزل: فعل مضارع مجزوم بلم وعلامة جزمه: سكون آخره والفاعل ضمير مستتر فيه جوازا تقديره هو. به: جار ومجرور متعلق بينزل. سلطانا: حجة أو برهانا أو دليلا: مفعول به منصوب بالفتحة والجملة الفعلية {لَمْ يُنَزِّلْ بِهِ سُلْطاناً»} صلة الموصول لا محل لها من الإعراب.

{وَما لَيْسَ لَهُمْ بِهِ عِلْمٌ} : الواو عاطفة. ما: معطوفة على «ما» الأولى.

أي يعبدون ما ليس .. ليس: فعل ماض ناقص من أخوات «كان» لهم:

جار ومجرور متعلق بخبر «ليس» المقدم والميم علامة جمع الذكور. به: جار ومجرور متعلق بحال من «علم» علم: اسم «ليس» مرفوع بالضمة.

{وَما لِلظّالِمِينَ} : الواو استئنافية. ما: نافية تعمل عمل «ليس» عند الحجازيين. ونافية لا عمل لها عند بني تميم. للظالمين: جار ومجرور في محل نصب خبر مقدم لما على اللغة الأولى. وفي محل رفع خبر مقدم للمبتدإ المؤخر وعلامة جر الاسم الياء لأنه جمع مذكر سالم. والنون عوض من تنوين المفرد. ومن خصائص «ما» الحجازية أن لا يتقدم خبرها على اسمها. وهنا تقدم الخبر فهي اذن نافية لا عمل لها فيكون شبه الجملة «للظالمين» في محل رفع خبرا مقدما. و «نصير» مرفوعا محلا لأنه مبتدأ مؤخر.

{مِنْ نَصِيرٍ} : حرف جر زائد لتوكيد النفي. نصير: اسم مجرور لفظا مرفوع محلا لأنه اسم «ما» المؤخر على اللغة الأولى. ولأنه مبتدأ مؤخر على اللغة الثانية. بمعنى: وما للذين ارتكبوا مثل هذا الظلم من أحد ينصرهم أي يدفع عنهم العذاب.

ص: 350

[سورة الحج (22): آية 72] وَإِذا تُتْلى عَلَيْهِمْ آياتُنا بَيِّناتٍ تَعْرِفُ فِي وُجُوهِ الَّذِينَ كَفَرُوا الْمُنْكَرَ يَكادُونَ يَسْطُونَ بِالَّذِينَ يَتْلُونَ عَلَيْهِمْ آياتِنا قُلْ أَفَأُنَبِّئُكُمْ بِشَرٍّ مِنْ ذلِكُمُ النّارُ وَعَدَهَا اللهُ الَّذِينَ كَفَرُوا وَبِئْسَ الْمَصِيرُ (72)

{وَإِذا تُتْلى} : الواو: استئنافية. اذا: ظرف لما يستقبل من الزمان خافض لشرطه متعلق بجوابه. تتلى: فعل مضارع مبني للمجهول مرفوع بالضمة المقدرة على الألف للتعذر بمعنى: واذا تقرأ.

{عَلَيْهِمْ آياتُنا بَيِّناتٍ} : جار ومجرور متعلق بتتلى و «هم» ضمير الغائبين في محل جر بعلى. آيات: نائب فاعل مرفوع بالضمة و «نا» ضمير متصل مبني على السكون في محل جر بالاضافة. بينات: أي واضحات حال منصوب بالكسرة بدلا من الفتحة لأنه ملحق بجمع المؤنث السالم. وجملة {تُتْلى عَلَيْهِمْ آياتُنا»} في محل جر بالاضافة.

{تَعْرِفُ} : فعل مضارع مرفوع بالضمة والفاعل ضمير مستتر فيه وجوبا تقديره أنت. والجملة: جواب شرط غير جازم لا محل لها.

{فِي وُجُوهِ الَّذِينَ} : جار ومجرور متعلق بتعرف. الذين: اسم موصول مبني على الفتح في محل جر بالاضافة. والجملة بعده: صلته لا محل لها.

{كَفَرُوا الْمُنْكَرَ} : فعل ماض مبني على الضم لاتصاله بواو الجماعة الواو ضمير متصل في محل رفع فاعل والألف فارقة. المنكر: بمعنى: الانكار والجحود: مفعول به منصوب بالفتحة.

{يَكادُونَ يَسْطُونَ} : الجملة: في محل نصب حال بمعنى: يكادون يثبون أي يقفزون. يكادون: فعل مضارع ناقص من أخوات «كان» مرفوع بثبوت النون. الواو ضمير متصل في محل رفع اسم «يكاد» وخبره: الجملة الفعلية «يسطون» في محل نصب. يسطون: فعل مضارع مرفوع بثبوت النون والواو

ص: 351

ضمير متصب في محل رفع فاعل.

{بِالَّذِينَ يَتْلُونَ} : جار ومجرور متعلق بيسطون. الذين: اسم موصول مبني على الفتح في محل جر بالباء بمعنى على الذين. يتلون: تعرب إعراب «يسطون» بمعنى يكادون يثبون على التالين ليبطشوا بهم غيظا منهم وحقدا عليهم والجملة الفعلية «يتلون» صلة الموصول لا محل لها من الاعراب.

{عَلَيْهِمْ آياتُنا} : عليهم: أعربت. آيات: مفعول به منصوب بالكسرة بدلا من الفتحة لأنه ملحق بجمع المؤنث السالم. و «نا» ضمير متصل مبني على السكون في محل جر مضاف اليه.

{قُلْ} : فعل أمر مبني على السكون وحذفت الواو لالتقاء الساكنين والفاعل ضمير مستتر فيه وجوبا تقديره أنت.

{أَفَأُنَبِّئُكُمْ} : أي أفأخبركم. الهمزة: همزة استفهام لا محل لها. الفاء: زائدة -تزيينية-أنبئ: فعل مضارع مرفوع بالضمة. الكاف ضمير متصل- ضمير المخاطبين-مبني على الضم في محل نصب مفعول به. والميم علامة جمع الذكور والفاعل ضمير مستتر فيه وجوبا تقديره أنا. والجملة: مفعول به في محل نصب-مقول القول-.

{بِشَرٍّ مِنْ ذلِكُمُ} : جار ومجرور متعلق بأنبئ أي بأكثر شررا لأن الأصل «أشر» فحذف الألف لأن حذفها أفصح. من: حرف جر. ذا: اسم اشارة مبني على السكون في محل جر بمن والجار والمجرور متعلق بشّر. اللام للبعد والكاف حرف خطاب والاشارة الى غيظهم بمعنى: أفأخبركم بشر من ذلك الغيظ أو من غيظكم هذا وأشد منه على نفوسكم؟ أي بشر من غيظكم على التالين وسطوكم عليهم أو مما أصابكم من الكراهة والضجر بسبب ما تلي عليكم.

{النّارُ وَعَدَهَا اللهُ} : النار: خبر مبتدأ محذوف بتقدير: هو النار أو هي النار وقد حذف المبتدأ لوجود دليل يدل عليه. ويجوز أن تكون «النار» مبتدأ خبره الجملة بعده على تقدير «التي وعدها الله» وعد: فعل ماض مبني على الفتح.

ص: 352

و «ها» ضمير متصل مبني على السكون في محل نصب مفعول به أول مقدم.

الله لفظ الجلالة: فاعل مرفوع للتعظيم بالضمة. والجملة الفعلية لا محل لها لأنها صلة بمعنى: النار التي وعدها الله.

{الَّذِينَ كَفَرُوا} : اسم موصول مبني على الفتح في محل نصب مفعول به ثان.

كفروا: أعربت.

{وَبِئْسَ الْمَصِيرُ} : الواو استئنافية. بئس: فعل ماض جامد لانشاء الذم مبني على الفتح. المصير: فاعل مرفوع بالضمة. وحذف المخصوص بالذم لأنه تقدم عليه ما يشعر به.

[سورة الحج (22): آية 73] يا أَيُّهَا النّاسُ ضُرِبَ مَثَلٌ فَاسْتَمِعُوا لَهُ إِنَّ الَّذِينَ تَدْعُونَ مِنْ دُونِ اللهِ لَنْ يَخْلُقُوا ذُباباً وَلَوِ اِجْتَمَعُوا لَهُ وَإِنْ يَسْلُبْهُمُ الذُّبابُ شَيْئاً لا يَسْتَنْقِذُوهُ مِنْهُ ضَعُفَ الطّالِبُ وَالْمَطْلُوبُ (73)

{يا أَيُّهَا النّاسُ} : يا: أداة نداء. أي: اسم منادى مبني على الضم في محل نصب. و «ها» زائدة للتنبيه. الناس: عطف بيان أو بدل من «أي» مرفوع على لفظ «أي» لا محلها. وعلامة رفعه الضمة.

{ضُرِبَ مَثَلٌ} : فعل ماض مبني للمجهول مبني على الفتح. مثل: نائب فاعل مرفوع بالضمة. بمعنى: ضرب الله لكم مثلا يبين لكم به ضلال المشركين.

{فَاسْتَمِعُوا لَهُ} : الفاء: سببية. استمعوا: فعل أمر مبني على حذف النون لأن مضارعه من الأفعال الخمسة. الواو ضمير متصل في محل رفع فاعل والألف فارقة. له: جار ومجرور متعلق باستمعوا.

{إِنَّ الَّذِينَ تَدْعُونَ} : إن: حرف نصب وتوكيد مشبه بالفعل. الذين:

اسم موصول مبني على الفتح في محل نصب اسم «إن» تدعون: فعل مضارع

ص: 353

مرفوع بثبوت النون والواو ضمير متصل في محل رفع فاعل. وجملة «تدعون» صلة الموصول لا محل لها. والعائد ضمير منصوب محلا لأنه مفعول به.

التقدير: تدعونهم.

{مِنْ دُونِ اللهِ} : جار ومجرور متعلق بتدعون أو بحال محذوفة من «الذين» .

الله: مضاف اليه مجرور بالكسرة بمعنى الذين تعبدونهم ايها المشركون.

{لَنْ يَخْلُقُوا ذُباباً} : الجملة الفعلية: في محل رفع خبر «إن» لن: حرف نفي ونصب واستقبال. يخلقوا: فعل مضارع منصوب بلن وعلامة نصبه حذف النون. الواو ضمير متصل في محل رفع فاعل. والألف فارقة.

ذبابا: مفعول به منصوب بالفتحة.

{وَلَوِ اجْتَمَعُوا لَهُ} : الواو حالية. لو: مصدرية. اجتمعوا: فعل ماض مبني على الضم لاتصاله بواو الجماعة الواو ضمير متصل في محل رفع فاعل والألف فارقة. له: جار ومجرور متعلق باجتمعوا. وجملة «اجتمعوا» صلة الحرف المصدري لا محل لها. و «لو» وما بعدها بتأويل مصدر في محل نصب حال بتقدير: مع اجتماعهم له. ويجوز أن تكون «لو» حرف شرط غير جازم وجوابها محذوفا تقديره: لعجزوا. والجملة في محل نصب حال بمعنى: مستحيل أن يخلقوا الذباب مشروطا عليهم اجتماعهم جميعا لخلقه وتعاونهم على ذلك أي لو أعان بعضهم بعضا على خلقه وتصويره.

{وَإِنْ يَسْلُبْهُمُ الذُّبابُ شَيْئاً} : الواو: استئنافية. إن: حرف شرط جازم. يسلب: فعل مضارع مجزوم بإن لأنه فعل الشرط وعلامة جزمه:

سكون آخره. و «هم» ضمير الغائبين في محل نصب مفعول به مقدم.

الذباب: فاعل مرفوع بالضمة. شيئا: مفعول به ثان منصوب بالفتحة.

{لا يَسْتَنْقِذُوهُ مِنْهُ} : الجملة: جواب شرط جازم غير مقترن بالفاء لا محل لها من الإعراب. لا: نافية لا عمل لها. يستنقذوه: فعل مضارع جواب الشرط -جزاؤه-مجزوم بإن وعلامة جزمه حذف النون. الواو ضمير متصل في محل رفع فاعل والهاء ضمير متصل في محل نصب مفعول به. منه: جار

ص: 354

ومجرور متعلق بيستنقذون بمعنى لا يستطيعون أن ينقذوه منه. أي لو اختطف الذباب منهم شيئا فاجتمعوا على أن يستخلصوه منه لم يقدروا على ذلك.

{ضَعُفَ الطّالِبُ وَالْمَطْلُوبُ} : فعل ماض مبني على الفتح. الطالب:

فاعل مرفوع بالضمة. والمطلوب: معطوف بالواو على «الطالب» مرفوع مثله بمعنى: فما أضعف عابد الصنم ومعبوده! .وفي هذا القول الكريم ساوى بينهم وبين الذباب في الضعف مع أن الطالب أضعف.

[سورة الحج (22): آية 74] ما قَدَرُوا اللهَ حَقَّ قَدْرِهِ إِنَّ اللهَ لَقَوِيٌّ عَزِيزٌ (74)

{ما قَدَرُوا اللهَ} : ما: نافية لا عمل لها. قدروا: فعل ماض مبني على الضم لاتصاله بواو الجماعة. الواو ضمير متصل في محل رفع فاعل والألف فارقة.

الله لفظ الجلالة: مفعول به منصوب للتعظيم بالفتحة.

{حَقَّ قَدْرِهِ} : حقّ: مفعول مطلق. أي نائب عن المصدر وهو مضاف.

قدره: مضاف اليه مجرور بالاضافة وعلامة جره الكسرة وهو مضاف والهاء ضمير متصل في محل جر بالاضافة بمعنى: ما قدروه حق تقديره. أي ما عرفوه حق معرفته. أو ما قدروا الله تقديرا حقا.

{إِنَّ اللهَ لَقَوِيٌّ عَزِيزٌ} : انّ: حرف نصب وتوكيد مشبه بالفعل. الله لفظ الجلالة: اسم «إنّ» منصوب للتعظيم بالفتحة. واللام لام التأكيد-المزحلقة -قوي عزيز: خبران متتابعان لأنّ مرفوعان بالضمة.

[سورة الحج (22): آية 75] اللهُ يَصْطَفِي مِنَ الْمَلائِكَةِ رُسُلاً وَمِنَ النّاسِ إِنَّ اللهَ سَمِيعٌ بَصِيرٌ (75)

{اللهُ يَصْطَفِي} : لفظ الجلالة: مبتدأ مرفوع للتعظيم بالضمة. يصطفى: أي يختار: فعل مضارع مرفوع بالضمة المقدرة على الياء للثقل والفاعل ضمير مستتر فيه جوازا تقديره هو. وجملة «يصطفي» في محل رفع خبر المبتدأ.

ص: 355

{مِنَ الْمَلائِكَةِ رُسُلاً} : جار ومجرور متعلق بيصطفي. رسلا: مفعول به منصوب بالفتحة. بمعنى يختارهم لايتائهم الوحي.

{وَمِنَ النّاسِ} : معطوفة بالواو على {مِنَ الْمَلائِكَةِ»} وتعرب إعرابها. أي ويختار رسلا من الناس داعين للحق.

{إِنَّ اللهَ سَمِيعٌ بَصِيرٌ} : حرف نصب وتوكيد مشبه بالفعل. الله لفظ الجلالة: اسمها منصوب للتعظيم بالفتحة. سميع بصير: خبرا «إنّ» مرفوعان بالضمة الظاهرة على آخرهما ويجوز أن يكون «بصير» نعتا لسميع.

[سورة الحج (22): آية 76] يَعْلَمُ ما بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَما خَلْفَهُمْ وَإِلَى اللهِ تُرْجَعُ الْأُمُورُ (76)

{يَعْلَمُ ما} : فعل مضارع مرفوع بالضمة والفاعل ضمير مستتر جوازا تقديره هو. والجملة الفعلية «يعلم» في محل رفع خبر ثان للمبتدإ ويجوز أن تكون في محل نصب حالا. ما: اسم موصول مبني على السكون في محل نصب مفعول به.

{بَيْنَ أَيْدِيهِمْ} : بين: ظرف مكان منصوب على الظرفية بالفتحة متعلق بفعل محذوف وهو مضاف. أيدي: مضاف اليه مجرور بالكسرة. منع من ظهورها الثقل وهو مضاف و «هم» ضمير الغائبين في محل جر بالاضافة.

وشبه الجملة {بَيْنَ أَيْدِيهِمْ»} متعلق بفعل محذوف تقديره: استقر أو مستقر.

وجملة «استقر بين أيديهم» صلة الموصول لا محل لها من الاعراب بمعنى:

يعلم ما هو أمامهم من الحوادث.

{وَما خَلْفَهُمْ} : معطوفة بالواو على {ما بَيْنَ أَيْدِيهِمْ»} وتعرب إعرابها. بمعنى:

وما هو خلفهم من هذه الحوادث.

{وَإِلَى اللهِ} : الواو استئنافية. الى الله: جار ومجرور للتعظيم متعلق بترجع.

{تُرْجَعُ الْأُمُورُ} : فعل مضارع مبني للمجهول مرفوع بالضمة. الامور:

نائب فاعل مرفوع بالضمة. أي وإلى الله تعود الأمور.

ص: 356

[سورة الحج (22): آية 77] يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اِرْكَعُوا وَاُسْجُدُوا وَاُعْبُدُوا رَبَّكُمْ وَاِفْعَلُوا الْخَيْرَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ (77)

{يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا} : يا: أداة نداء. أي: اسم منادى مبني على الضم في محل نصب. و «ها» زائدة للتنبيه. الذين: اسم موصول مبني على الفتح في محل نصب عطف بيان للاسم «أي» أو بدل منه. آمنوا: فعل ماض مبني على الضم لاتصاله بواو الجماعة. الواو ضمير متصل في محل رفع فاعل والألف فارقة والجملة صلة الموصول لا محل لها من الاعراب.

{ارْكَعُوا وَاسْجُدُوا وَاعْبُدُوا} : فعل أمر مبني على حذف النون لأن مضارعه من الأفعال الخمسة. الواو ضمير متصل في محل رفع فاعل والألف فارقة. واسجدوا واعبدوا: معطوفتان بواوي العطف على «اركعوا» وتعربان اعرابها. و «اعبدوا» هنا بمعنى: اقصدوا بركوعكم وسجودكم وجه الله.

{رَبَّكُمْ} : مفعول به منصوب للتعظيم بالفتحة. الكاف ضمير متصل-ضمير الغائبين-مبني على الضم في محل جر بالاضافة. والميم علامة جمع الذكور.

بتقدير: وجه ربكم بحذف المفعول المضاف «وجه» وحلول المضاف اليه «ربكم» محله.

{وَافْعَلُوا الْخَيْرَ} : الواو عاطفة. افعلوا: تعرب إعراب «اركعوا» الخير:

مفعول به منصوب بالفتحة. أي وتحروا عن كل ما هو أصلح.

{لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ} : لعل: حرف مشبه بالفعل. الكاف ضمير متصل- ضمير المخاطبين-مبني على الضم في محل نصب اسم «لعل» والميم علامة جمع الذكور. تفلحون: فعل مضارع مرفوع بثبوت النون. والواو ضمير متصل في محل رفع فاعل. والجملة الفعلية «تفلحون» في محل رفع خبر «لعل» .

ص: 357

[سورة الحج (22): آية 78] وَجاهِدُوا فِي اللهِ حَقَّ جِهادِهِ هُوَ اِجْتَباكُمْ وَما جَعَلَ عَلَيْكُمْ فِي الدِّينِ مِنْ حَرَجٍ مِلَّةَ أَبِيكُمْ إِبْراهِيمَ هُوَ سَمّاكُمُ الْمُسْلِمِينَ مِنْ قَبْلُ وَفِي هذا لِيَكُونَ الرَّسُولُ شَهِيداً عَلَيْكُمْ وَتَكُونُوا شُهَداءَ عَلَى النّاسِ فَأَقِيمُوا الصَّلاةَ وَآتُوا الزَّكاةَ وَاِعْتَصِمُوا بِاللهِ هُوَ مَوْلاكُمْ فَنِعْمَ الْمَوْلى وَنِعْمَ النَّصِيرُ (78)

{وَجاهِدُوا} : الواو عاطفة. جاهدوا: فعل أمر مبني على حذف النون لأن مضارعه من الأفعال الخمسة. الواو ضمير متصل في محل رفع فاعل والألف فارقة.

{فِي اللهِ} : جار ومجرور متعلق بجاهدوا بمعنى في ذات الله أو لله بحذف المضاف المجرور «ذات» وحلول المضاف اليه سبحانه محله. أو يكون من أجل الله ومفعول «جاهدوا» محذوف بتقدير: جاهدوا من أجل الله أعداء دينه.

{حَقَّ جِهادِهِ} : مفعول مطلق-منصوب بالفتحة بتقدير: جهادا حقا. وفي هذا التقدير يجوز أن تكون «حق» نائبة عن المصدر أو صفة-نعتا-للمصدر المحذوف. جهاده: مضاف اليه مجرور بالكسرة وهو مضاف والهاء ضمير متصل في محل جر بالاضافة. وقد أضيف الجهاد اليه سبحانه لأنه أي الجهاد مختص به سبحانه ولأن الجهاد مفعول لوجهه تعالى ومن أجله.

{هُوَ اجْتَباكُمْ} : الجملة الاسمية تعليلية. هو: ضمير منفصل في محل رفع مبتدأ. اجتبى: فعل ماض مبني على الفتح المقدر على الألف للتعذر والفاعل ضمير مستتر فيه جوازا تقديره هو. الكاف ضمير متصل-ضمير المخاطبين-مبني على الضم في محل نصب مفعول به والميم علامة جمع الذكور. والجملة الفعلية «اجتباكم» في محل رفع خبر المبتدأ «هو» بمعنى:

ص: 358

اختاركم لدينه ولنصرته من بين الأمم.

{وَما جَعَلَ عَلَيْكُمْ} : الواو عاطفة. ما نافية لا عمل لها. جعل: فعل ماض مبني على الفتح والفاعل ضمير مستتر فيه جوازا تقديره هو. عليكم:

جار ومجرور متعلق بجعل والميم علامة جمع الذكور. وجعل تعدى الى مفعول واحد لأنه هنا بمعنى وما أوجد عليكم. ويتعدى الفعل الى مفعولين لو جاء بمعنى «صير» .

{فِي الدِّينِ مِنْ حَرَجٍ} : جار ومجرور متعلق بجعل. من: حرف جر زائد للتوكيد. حرج: اسم مجرور لفظا منصوب محلا لأنه مفعول به للفعل «جعل» بمعنى: من ضيق ويجوز أن يكون الجار والمجرور «في الدين» بمقام المفعول الأول. على معنى: وما جعله أي الدين ضيقا بل جعله يسيرا لا عسر فيه.

{مِلَّةَ أَبِيكُمْ إِبْراهِيمَ} : ملة: مفعول به منصوب بمضمر في مضمون ما تقدمه بتقدير: وسع دينكم توسعة ملة أبيكم ثم حذف المضاف وأقيم المضاف اليه مقامه أو منصوب على الاختصاص أي بفعل محذوف تقديره أعني بالدين ملة أبيكم. ويجوز على تقدير معنى: اتبعوا ملة أبيكم. أي دين أبيكم. أبيكم: مضاف اليه مجرور بالاضافة وعلامة جره الياء لأنه من الأسماء الخمسة. الكاف ضمير متصل-ضمير المخاطبين-في محل جر بالاضافة. والميم علامة جمع الذكور. ابراهيم: بدل اشتمال من «أبيكم» مجرور مثلها وعلامة جره الفتحة بدلا من الكسرة لأنه ممنوع من الصرف- التنوين-للعجمة والعملية.

{هُوَ سَمّاكُمُ الْمُسْلِمِينَ} : تعرب إعراب {هُوَ اجْتَباكُمْ»} المسلمين: مفعول به ثان منصوب بالياء لأنه جمع مذكر سالم والنون عوض من تنوين المفرد.

والضمير «هو» يرجع الى الله سبحانه كما جاء في {هُوَ اجْتَباكُمْ»} .

{مِنْ قَبْلُ} : جار ومجرور متعلق بسمي. قبل: اسم مبني على الضم لانقطاعه عن الاضافة في محل جر بمن. أي من قبل نزول القرآن.

ص: 359

{وَفِي هذا} : الواو عاطفة. في: حرف جر. هذا: اسم اشارة مبني على السكون في محل جر بفي والجار والمجرور متعلق بسمّى. أي وفي هذا القرآن بمعنى وسماكم الله المسلمين من قبل القرآن في سائر الكتب وفي هذا القرآن فضلكم وسماكم بهذا الاسم.

{لِيَكُونَ الرَّسُولُ} : اللام لام التعليل وهي حرف جر: يكون: فعل مضارع ناقص منصوب بأن مضمرة بعد اللام وعلامة نصبه الفتحة.

الرسول: اسم «يكون» مرفوع بالضمة.

{شَهِيداً عَلَيْكُمْ} : خبر «يكون» منصوب بالفتحة. عليكم: جار ومجرور متعلق بخبر «يكون» والميم علامة الجمع و «أن» المضمرة وما بعدها بتأويل مصدر في محل جر باللام والجار والمجرور متعلق بسمّى وجملة «يكون» وما بعدها صلة أن لا محل لها.

{وَتَكُونُوا} : معطوفة بالواو على «ليكون» منصوبة مثلها وعلامة نصبها حذف النون والواو ضمير متصل في محل رفع اسمها. والألف فارقة. بمعنى ليكون الرسول شهيدا عليكم يوم القيامة وتكونوا شهداء على الناس.

{شُهَداءَ عَلَى النّاسِ} : بتبليغكم الناس بما أبلغكم الرسول. شهداء: خبر «تكونوا» منصوب بالفتحة. ولم ينون لأنه ممنوع من الصرف-التنوين-على وزن-فعلاء-على الناس: جار ومجرور متعلق بشهداء.

{فَأَقِيمُوا الصَّلاةَ} : الفاء: سببية. أقيموا: تعرب إعراب «جاهدوا» .

الصلاة: مفعول به منصوب بالفتحة.

{وَآتُوا الزَّكاةَ وَاعْتَصِمُوا بِاللهِ} : الجملتان معطوفتان بواوي العطف على «أقيموا الصلاة وجاهدوا في الله» وتعربان اعرابهما. بمعنى وأدوا الزكاة وتمسكوا بالله وثقوا به سبحانه.

{هُوَ مَوْلاكُمْ} : هو: ضمير منفصل في محل رفع مبتدأ. مولاكم: خبر «هو» مرفوع بالضمة المقدرة على الألف للتعذر. الكاف ضمير متصل-ضمير المخاطبين-مبني على الضم في محل جر بالاضافة والميم علامة جمع الذكور.

ص: 360

بمعنى: هو ناصركم وولي أموركم.

{فَنِعْمَ الْمَوْلى} : الفاء: استئنافية. نعم: فعل ماض لإنشاء المدح مبني على الفتح. المولى: فاعل مرفوع بالضمة المقدرة على الألف للتعذر. وفي هذه الآية حذف المخصوص بالمدح لأنه تقدم عليه ما يشعر به وهو «مولاكم» .

{وَنِعْمَ النَّصِيرُ} : معطوفة بالواو على «نعم المولى» وتعرب إعرابها. وعلامة رفع الاسم الضمة الظاهرة على آخره.

* * *

ص: 361