المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌[الكلمات والتوجيهات والمواعظ] - أثر العلماء في تحقيق رسالة المسجد

[ناصر العقل]

الفصل: ‌[الكلمات والتوجيهات والمواعظ]

لكن يجب أن يرعاها ويشرف عليها العلماء وكبار طلاب العلم من أئمة المساجد وغيرهم، وأن يتأكدوا من سلامة نهجها علميا وعقديا لئلا تكون بؤرة للبدع والأهواء.

[المحاضرات والندوات]

5 -

المحاضرات والندوات: المحاضرات والندوات تكون -في نظري- في المقام الثاني بعد الدروس، وهي نمط من الخطابة وترادفها، وأفضل مكان للمحاضرات والندوات هو المسجد، كما أن العالم هو أولى من يقوم بالمحاضرات في المساجد.

وفي عصرنا صار للمحاضرات شأن كبير، وكثر الاعتماد عليها في إيصال المعلومة للسامعين، وهيأت الجامعات والهيئات والمؤسسات والمكتبات قاعات مخصصة للمحاضرات، تضاهي المساجد وربما تسببت في تعطيل كثير من المساجد في أكثر البلاد الإسلامية.

وبالرغم من أنه في الآونة الأخيرة بدأ يعود للمسجد شيء من الاعتبار، فإنه لا يزال الأمر يحتاج إلى مزيد من الاهتمام من العلماء بصرف أنظار الناس إلى المساجد وإعادة الاعتبار لها، وذلك بجعلها مركزًا لنشر العلم والتوجيه والوعظ والإرشاد ومنطلقا للأنشطة العلمية والاجتماعية والدعوية.

[الكلمات والتوجيهات والمواعظ]

6 -

الكلمات والتوجيهات والمواعظ: وأعني بها ما يلقيه العالم وطالب العلم على جماعة المسجد من

ص: 25

توجيهات ومواعظ موجزة دون المحاضرة والخطبة، يتناول فيها ما يحتاجه المصلون وجماعة الحي في أمورهم الشرعية والاجتماعية وغيرها. وأهمها: تعليم أصول الدين، والأحكام، والآداب، والوعظ، والتنبيه على الأخطاء وبعض جوانب التقصير، ومعالجة المشكلات الاجتماعية، والتربوية ونحو ذلك.

وكما أن منطلق هذه التوجيهات هو المسجد، فكذلك يحسن أن تكون بعد الصلوات، أو قبيل الإقامة، حيث يجتمع أكبر عدد ممكن من المصفين (جماعة المسجد) ويتولى ذلك أفقه القوم، سواء كان هو الإمام أو أحد المأمومين من العلماء وطلاب العلم.

وكان سلفنا الصالح يحرصون على هذه الطريقة، وكان الناس في هذا البلد (المملكة العربية السعودية) يفعلون ذلك إلى وقت قريب.

فكان الإمام أو أحد المشايخ وطلاب العلم الحاضرين يتعهد المصلين بأفرادهم ومجموعهم يقرئهم القدر الضروري من القراَن والحديث، وأركان الإسلام والإيمان، والأصول الثلاثة والمسائل الأربع، وسائر ضروريات الدين من أحكام الصلاة وشروطها وواجباتها والطهارة، والصيام، والزكاة، والحج والسن والآداب والسلوك.

وكان ذلك يتم بشكل دوري (يومي، أو أسبوعي، أو شهري) بحسب الحاجة.

ص: 26

ويتم ذلك بطريقتين:

الأولى: أن يلقنهم الإمام ذلك بنفسه.

والثانية: أن يكلف أحد المصلين بذلك.

وأرى أن هذا من أهم أدوار المساجد التي يجب أن يحييها العلماء وطلاب العلم، على قدر حال جماعة المسجد ومستواهم، لكن يحسن أن تتم الثانية بطريقة لا تنفر ولا تحرج بعض المصلين، الذين يشعرون بشيء من الخجل أو الحرج، بل تتم بترتيب وتنسيق مناسب تعم به الفائدة ولا يؤدي إلى انقطاع البعض أو تهربهم.

فلا يكلف الإمام أو الشيخ في ذلك إلا من يتوسم فيهم المقدرة والاستعداد، والباقون يستفيدون مما يسمعون.

هذا إذا تم عمل هذه الأمور من خلال التكليف والتلقين.

وأما إذا قام بالمهمة الشيخ أو الإمام فالأمر سهل شريطة عدم الإطالة، حيثما لا تزيد الكلمة عن عشر دقائق وإلا فتصبح مع التكرار مملولة.

وعلى أي الأحوال فإن عموم الفائدة ونجاح العمل مرتبط بالأسلوب والطريقة التي ينهجها من يقوم بهذه المهمة. فالحرص على وسائل الجذب، وتطوير الأساليب وتنويعها من عوامل نجاح العمل.

الخطاب الوعظي: مما يفتقر إليه مجتمعنا اليوم ويحتاجه سائر الناس -حتى طلاب

ص: 27