الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
بني إسرائيل وغيرهم.
6 -
وقد رفعهم الله تعالى بالعلم درجات، فقال تعالى:{يَرْفَعِ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ وَالَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ دَرَجَاتٍ} [المجادلة: 11]
7 -
وذكر النبي صلى الله عليه وسلم أن «العلماء هم ورثة الأنبياء» ، كما صح في الحديث.
8 -
وهم أهل الحكمة والفقه في الدين {وَمَنْ يُؤْتَ الْحِكْمَةَ فَقَدْ أُوتِيَ خَيْرًا كَثِيرًا} [البقرة: 269]
9 -
وقد أراد الله بهم خيرًا، وميزهم بالخيرية حين فقهوا في الدين، كما قال النبي صلى الله عليه وسلم في الصحيح:«من يرد الله به خيرًا يفقهه في الدين» .
10 -
وفضل الله العلماء على العبّاد المنقطعين لعبادة الله تعالى، فقد أخبر النبي صلى الله عليه وسلم أن «فضل العالم على العابد كفضل القمر ليلة البدر على سائر الكواكب» .
[المسجد ورسالته]
المسجد ورسالته المسجد هو مكان الصلاة للجماعة وللجمعة، وكل ما اتخذه الناس مصلى فهو مسجد؛ لأن النبي صلى الله عليه وسلم قال:«وجُعلَت لي الأرض مسجدا وطهورا» ، وإن كان مسمى المسجد صار أخص من سائر الأرض. والمسجد في الإسلام، وكما كان في عهد النبي صلى الله عليه وسلم ليس مكان
إقامة الصلاة فحسب، بل كان منطلق أنشطة كثيرة. . . فكان النبي صلى الله عليه وسلم يعقد فيه الاجتماعات، ويستقبل فيه الوفود، ويقيم فيه حلق الذكر والعلم والإعلام، ومنطلق الدعوة والبعوث، ويبرم فيه كل أمر ذي بال في السلم والحرب. وأول عمل ذي بال بدأه النبي صلى الله عليه وسلم حين قدم المدينة مهاجرا أن شرع في بناء المسجد، وكان النبي صلى الله عليه وسلم إذا قدم أن سفر بدأ بالمسجد، كما ورد في الصحيح.
أما الآن ومع تدرج الزمن وتغير أساليب الحياة فقد تحول كثير من وظائف المسجد إلى مؤسسات أخرى وهيئات ودوائر. . . لكن لا يعني ذلك أن المسجد انتهت رسالته، أو لم يعد له دوره وتأثيره، بل بقي الكثير. ولو لم يكن للمسجد إلا إقامة الصلاة وما يقام فيه من الحلقات لكان ذلك أمرا عظيما، كيف والصلاة هي ركن الإسلام وعمود الدين، وأعظم شعائر الإسلام الطاهرة.
ومع ذلك لا يزال المسجد مهيأ للقيام بأدوار عظيمة في التعليم والتربية والوعظ والتوجيه والإرشاد، والتكافل الاجتماعي، والحسبة.
وفي أيامنا -وبعد النهضة الشاملة في هذه البلاد المباركة- نرى المساجد بدأت -بحمد الله- تستعيد شيئًا من مكانتها، سواء فيما يتعلق ببنائها والعناية بها، حيث لا تزال حكومة خادم الحرمين الشريفين وفقها الله، ممثلة بوزارة الشؤون الإسلامية والأوقاف والدعوة والإرشاد تولي المساجد عناية طيبة.
وأهل الخير والإحسان لا يزالون بحمد الله يبذلون بنفوس سخية في
سبيل عمارة المساجد وخدمتها.
وبدأت المساجد كذلك تأخذ نصيبها من قبل سائر المواطنين الصالحين، فهي تشهد -بحمد الله- نشاطًا ملحوظًا في تحفيظ القرآن وحلق العلم والذكر والوعظ والإرشاد والمحاضرات والندوات والدروس العلمية والحلقات والدورات والمكتبات وغيرها.
لكن هذه الأنشطة تحتاج إلى مزيد من التنسيق والتخطيط والتنظيم وحسن الإعداد وجودة الأداء.
كما أنها بحاجة إلى الإشراف المباشر عليها من قبل المشايخ وطلاب العلم، وتركز المسؤولية في ذلك -فيما أرى- على الأئمة والخطباء والمؤذنين بالدرجة الأولى.
وقد قامت نماذج جيدة في نشاط المسجد في كثير من المدن في المملكة يجب أن يفاد منها. . خاصة في المساجد ذات النشاط الناجح والمرافق والخدمات الكاملة فإنها يجب أن يستفيد منها سائر الأئمة والخطباء.
فالخلاصة:
المساجد أهم وسيلة، وأسلم مكان، وأفضل بقعة ينطلق منها العلماء وطلاب العلم لتوجيه الناس، وتعليمهم وتفقيههم، وحل مشكلاتهم، ولذا كان المسجد منذ عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم والقرون الفاضلة هو المكان الذي يصدر عنه كل أمر ذي بال يهم المسلمين في دينهم ودنياهم.
وكان العلماء والولاة هم الذين يتصدرون الأمة، من خلال المسجد.