الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
[المعنيون بتحقيق رسالة المسجد]
من المعنيون بتحقيق رسالة المسجد؟ إنّ مما يجب التسليم به سلفا أن العلماء قبل غيرهم هم المعنيون برسالة المسجد، ثم طلابهم الأمثل فالأمثل، وذلك على النحو التالي:
1 -
العلماء والمشايخ الكبار: لا شك أن العلماء هم أولى وأول من يقوم بمهام رسالة المسجد، لكن لا يعني ذلك أن أشخاص العلماء هم المنفذون لكل عمل يتعلق بذلك، بل الأمر الطبيعي والوضع السليم أن العلماء يقومون بدورهم من جانب، ويوجهون من دونهم من جانب آَخر، وتحت نظر العلماء وأمرهم وقيادتهم وريادتهم تقوم فئات أخرى من طلاب العلم والمعلمين، الموثوق بهم بتحقيق الرسالة الشرعية للمسجد.
2 -
القضاة، وهم غالبا من العلماء: ونظرًا لأنه-في هذه البلاد بحمد الله- لا تخلو مدينة أو قرية كبيرة من قاض أو أكثر، فإنه يجب أن يتولى القاضي مهامه الشرعية من تعليم الناس أصول دينهم ومهمات الأحكام والفتوى، والدروس الشرعية، وتوجيه الناس، والإصلاح بينهم، والإسهام في معالجة مشكلاتهم الاجتماعية والتنسيق مع الجهات المسؤولة في البلد لدفع كل ما هو من مصالح البلد في الدين والدنيا. وسائر هذه الأنشطة ينبغي أن ينبثق عن المسجد ما أمكن ذلك.
وهذا -أعني الإفادة من القضاة في نشر العلم والفتوى والدعوة -مما
ينبغي أن تعنى به الوزارة بالتنسيق مع وزارة العدل ودار الإفتاء.
3 -
خريجو الكليات والمعاهد الشرعية: وهم -بحمد الله في هذه البلاد- كثيرون ومتوافرون في أنحاء كثيرة لا تكاد تخلو منهم قرية أو هجرة، فضلا عن المدن، وهم ما بين أئمة وقضاة ومعلمين وكتاب عدل، وموظفين وخلافهم، وفيهم ومنهم علماء وطلاب علم كبار، وسائرهم في العموم يخضعون لتوجيه العلماء والمشايخ. أو كذلك يجب أن يكونوا.
لذا أرى أن من مهام علماء هذه البلاد أن يوجهوا هذه الفئات ويفيدوا من طاقاتهم في بعث رسالة المسجد في إرشاد الناس وتوجيههم، وتعليمهم أمور دينهم، ومساعدتهم في حل مشكلاتهم، ونحو ذلك.
4 -
سائر طلاب العلم وشباب الدعوة: وأعني بهم الشباب الذين يتربون على أيدي المشايخ وينهلون من علمهم وينهجون نهجهم، فهؤلاء ثروة عظيمة تجب العناية بها وتعليمها وتوجيهها وتسخير طاقاتها فيما ينفع الأمة ويخدم المجتمع، وينمي الخير بين الناس.
نعم من مهام العلماء الإفادة من طاقات الشباب في تحقيق رسالة المسجد، وليس من الطبيعي ولا من المرضي أن تكون أعمال الشباب وطاقاتهم في الدعوة والتربية والحسبة بمعزل عن المشايخ، وإذا حدث ذلك - لا قدر الله- أعني الفصام بين المشايخ والشباب فسيؤدي ذلك إلى نشوء