المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌الباب العاشر: نهيه عن تنقص الصحابة أو الخوض في أعراضهم - الإمام الشافعي وموقفه من الرافضة

[أبو عبد البر محمد كاوا]

فهرس الكتاب

- ‌مقدمة

- ‌الْبَابُ الْأَوَّلُ: الرَّافِضَةُ أَكْذَبُ الطَّوَائِفِ

- ‌الْبَابُ الثَّانِي: الصَّلَاةُ خَلْفَ الرَّافِضَةِ

- ‌الْبَابُ الثَّالِثُ: وَصْفُ الرَّافِضَةِ وَذَمُّ عَقَائِدِهِمْ وَأَنَّهُمْ شَرُّ عِصَابَةٍ:

- ‌الْبَابُ الرّابعُ: إِجْمَاعُ الصَّحَابَةِ عَلَى خِلَافَةِ وَأَفْضَلِيَّةِ أَبِي بَكْرٍ الصَّدِيقِ رضي الله عنه:

- ‌الْبَابُ الْخَامِسُ: إِجْمَاعُ الصَّحَابَةِ عَلَى خِلَافَةِ وَأَفْضَلِيَّةِ أَبِي بَكْرٍ الصَّدِيقِ وَمِنْ بَعْدِهِ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ:

- ‌الْبَابُ السَّادِسُ: عَقِيدَةُ الشَّافِعِيِّ فِي التَّفْضِيلِ بَيْنَ الصَّحَابَةِ

- ‌الْبَابُ السَّابعُ: عَقِيدَةُ الشّافِعِيِّ فِي الْخِلَافَةِ وَالتَّفْضِيلِ

- ‌الْبَابُ الثَّامِنُ: مَنْ هُمُ الْخُلَفَاءُ الرَّاشِدُونَ الْمَهْدِيُّونَ

- ‌الْبَابُ التَّاسِعُ: عُمَرُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ خَامِسُ الْخُلَفَاءِ

- ‌الْبَابُ الْعَاشِرُ: نَهْيُهُ عَنْ تَنَقُّصِ الصَّحَابَةِ أَوِ الْخَوْضِ فِي أَعْرَاضِهِمْ

الفصل: ‌الباب العاشر: نهيه عن تنقص الصحابة أو الخوض في أعراضهم

‌الْبَابُ الْعَاشِرُ: نَهْيُهُ عَنْ تَنَقُّصِ الصَّحَابَةِ أَوِ الْخَوْضِ فِي أَعْرَاضِهِمْ

ص: 43

1 -

قَالَ الرَّبِيعُ بْنُ سُلَيْمَانَ: قَالَ الشَّافِعِيُّ: مَنْ عَانَدَ السُّنَّةَ قَصَدَ الصَّحَابَةَ وَمَنْ قَصَدَ الصَّحَابَةَ أَبَغَضَ النَّبِيَّ وَمَنْ أَبَغَضَ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم كَفَرَ بِاللهِ الْعَظِيمِ. (1)

(1) - طبقات الحنابلة لأبي يعلى ج 1 ص 13

ص: 44

2 -

قَالَ الْمُزَنِيُّ: سَمِعْتُ الشَّافِعِيَّ يَقُولُ لِلرَّبِيعِ: يَا رَبِيعُ ، اِقْبَلْ مِنِّي ثَلاثَةَ أَشْيَاءَ، لَا تَخُوضَنَّ فِي أَصْحَابِ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، فَإِنَّ خَصْمَكَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم يَوْمَ الْقِيَامَةِ، وَلا تَشْتَغِلْ بِالْكَلامِ، فَإِنِّي قَدِ اطَّلَعْتُ مِنْ أَهْلِ الْكَلامِ عَلَى التَّعْطِيلِ، وَلَا تَشْتَغِلْ بِالنُّجُومِ، فَإِنَّهُ يَجُرُّ إِلَى التَّعْطِيلِ. (1)

(1) - ذم الكلام وأهله لأبي إسماعيل الهروي ج 4 ص 287 - 289

وجَمْعُ الْجُيُوشِ وَالدَّسَاكِرِ عَلَى ابْنِ عَسَاكِرَ -مخطوط- رقم 60

ص: 45

3 -

قَالَ الرَّبِيعُ: قَالَ لِيَ الشَّافِعِيُّ: يَا رَبِيعُ! اقْبَلْ مِنِّي ثَلاثَةَ أَشْيَاءَ: لَا تَخُوضَنَّ فِي أَصْحَابِ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، فَإِنَّ خَصْمَكَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم يَوْمَ الْقِيَامَةِ، وَلا تَشْتَغِلْ بِالْكَلامِ، فَإِنِّي قَدِ اطَّلَعْتُ مِنْ أَهْلِ الْكَلامِ عَلَى أَمْرٍ عَظِيمٍ، وَلا تَشْتَغِلْ بِالنُّجُومِ، فَإِنَّهُ يَجُرُّ إِلَى التَّعْطِيلِ. (1)

(1) -ذم الكلام وأهله لأبي إسماعيل الهروي ج 4 ص 287 - 288

وسير أعلام النبلاء للذهبي ج 10 ص 28

وتوالي التأسيس لمعالي محمد بن ادريس لابن حجر العسقلاني ص 138

ص: 46

4 -

قَالَ الْحُسَيْنَ بْنَ عَلِيٍّ سَمِعْتُ الشَّافِعِيَّ يَقُولُ: الْعَشَرَةُ أَشْكَالٌ لَهُمْ أَنْ يُغَيَّرَ بَعْضُهُمْ عَلَى بَعْضٍ، وَالْمُهَاجِرُونَ الْأَوَّلُونَ وَالْأَنْصَارُ لَهُمْ أَنْ يُغَيَّرَ بَعْضُهُمْ عَلَى بَعْضٍ، وَمُسْلِمةُ الْفَتْحِ أَشْكَالٌ لَهُمْ أَنْ يُغَيَّرَ بَعْضُهُمْ عَلَى بَعْضٍ، فَإِذَا ذَهَبَ أَصْحَابُ مُحَمَّدٍ صَلَّي اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَحَرَامٌ عَلَى تَابِعِيٍّ إِلَّا اتِّبَاعَ بِإِحْسَانٍ حذْوًا بِحَذْوٍ. (1)

(1) -أحاديث في ذم الكلام وأهله لأبي الفضل الرازي ج 3 ص 27 - 28

وذم الكلام وأهله لأبي إسماعيل الهروي ج 2 ص 309

ومناقب الشافعي للبيهقي ج 1 ص 443 - 444

ومنازل الأئمة الأربعة للأزدي ص 218

ص: 47

5 -

قَالَ الْحَسَنَ بْنَ مُحَمَّدٍ الزَّعْفَرَانِيَّ: قَالَ الشَّافِعِيُّ: أَثْنَى اللهُ تبارك وتعالى عَلَى أَصْحَابِ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم فِي الْقُرْآنِ وَالتَّوْرَاةِ وَالْإِنْجيلِ وَسِيقَ لَهُمْ عَلَى لِسَانِ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم مِنَ الْفَضْلِ مَا لَيْسَ لِأحَدٍ بَعْدَهُمْ فَرَحِمَهُمُ اللهُ وَهَنَّأَهُمْ بِمَا آتَاهُمْ مِنْ ذَلِكَ بِبُلُوغِ أعْلَى مَنَازِلِ الصِّدِّيقِينَ وَالشّهداءِ وَالصَّالِحِينَ فَهُمْ أَدَّوْا إلْيَنَا سُنَنَ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم وَشَاهَدُوهُ وَالْوَحْيُ يَنْزِلُ عَلَيه فَعَلِمُوا مَا أَرَادَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم عَامًّا وَخَاصًّا وَعَزْمًا وَإِرْشَادًا وَعَرَفُوا مِنْ سُنَّتِهِ مَا عَرَفْنَا وَجَهْلِنَا، وَهُمْ فَوْقَنَا فِي كُلِّ عِلْمٍ وَاجْتِهَادٍ وَوَرَعٍ وَعَقْلٍ وَأَمْرٍ اُسْتُدْرِكَ بِهِ عِلْمٌ وَاسْتُنْبِطَ بِهِ، وآراؤهم لَنَا أَحْمَدُ وَأَوْلَى بِنَا مِنْ آرائنا عندَنَا لِأَنْفَسُنَا وَاللهُ أعْلَمُ. (1)

(1) -مناقب الشافعي للبيهقي ج 1 ص 442

ودرء تعارض العقل والنقل لابن تيمية ج 5 ص 73

ومنهاج السنة النبوية في نقض كلام الشيعة القدرية لابن تيمية ج 6 ص 81

ومجموع الفتاوى لابن تيمية ج 4 ص 158

واعلام الموقعين عن رب العالمين لابن القيم ج 1 ص 63

ص: 48

6 -

قَالَ أَبُو شُعَيْبٍ وَأَبُو ثَوْرٍ، عَنْ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ مُحَمَّدِ بْنِ إِدْرِيسَ الشَّافِعِيِّ رَحِمَهُ اللَّهُ تَعَالَى قَالَ: الْقَوْلُ فِي السُّنَّةِ الَّتِي أَنَا عَلَيْهَا وَرَأَيْتُ أَصْحَابَنَا عَلَيْهَا أَهْلَ الْحَدِيثِ الَّذِينَ رَأَيْتُهُمْ وَأَخَذْتُ عَنْهُمْ مِثْلَ سُفْيَانَ وَمَالِكٍ وَغَيْرِهِمَا: وأَعْرِفُ حَقَّ السَّلَفِ الَّذِينَ اِخْتَارَهُمْ اللهُ تَعَالَى لِصُحْبَةِ نَبِيِّهِ صلى الله عليه وسلم، وَالْأخْذُ بِفَضَائِلِهِمْ، وَأُمْسِكُ عَمَّا شَجَرَ بَيْنَهُمْ صَغِيرِهِ وَكَبِيرِهِ. (1)

(1) - اعتقاد الشافعي للهكاري ص 17

والأمر بالاتباع والنهي عن الابتداع للسيوطي ص 127

ص: 49

7 -

قَالَ أَبُو عَلِيٍّ الْحُسَيْنُ بْنُ هِشَامِ بْنِ عُمَرَ الْبَلَدِيُّ: هَذِهِ وَصِيَّةُ مُحَمَّدِ بْنِ إِدْرِيسَ الشَّافِعِيِّ رضي الله عنه: أَوْصَى أنَّ خَيْرَ النَّاسِ بَعْدَ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، أَبُو بَكْرٍ، ثُمَّ عُمَرُ، ثُمَّ َعُثْمَانُ، ثُمَّ َعَلِيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ، رِضْوَانُ اللَّهِ عَلَيْهِمْ أَجْمَعِينَ، وَأَتَوَلَّاهُمْ، وَأَسْتَغْفِرُ لَهُمْ، وَلِأَهْلِ الْجَمَلِ وَصِفِّينَ، الْقَاتِلِينَ وَالْمَقْتُولِينَ، وَجَمِيعِ أَصْحَابِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم أَجْمَعِينَ. (1)

(1) -وصية الشافعي ص 45 - 46

واعتقاد الشافعي للهكاري ص 15

وإثبات صفة العلو لابن قدامة المقدسي ص 122

والأمر بالاتباع والنهي عن الابتداع للسيوطي ص 127

ص: 50

8 -

قَالَ الْمُزَنِيُّ: أَنْشَدَنِي الشَّافِعِيُّ رحمه الله مِنْ قِيلِهِ:

شَهِدْتُ بِأَنَّ اللَّهَ لَا شَيْءَ غَيْرُهُ

وَأَشْهَدُ أَنَّ الْبَعْثَ حَقٌّ وَأُخْلِصُ

وَأَنَّ عُرَى الْإِيمَانِ قَوْلٌ مُبَيَّنٌ

وَفِعْلٌ زَكِّيٌّ قَدْ يَزِيدُ وَيَنْقُصُ

وَأَنَّ أَبَا بَكْرٍ خَلِيفَةُ رَبِّهِ

وَكَانَ أَبُو حَفْصٍ عَلَى الْخَيْرِ يَحْرِصُ

وَأُشْهِدُ رَبِّي أَنَّ عُثْمَانَ فَاضِلٌ

وَأَنَّ عَلِيًّا فَضْلُهُ متُخَصِّصُ

أَئِمَّةُ قَوْمٍ مُقْتَدًى بِهُدَاهُمُ

لَحَا اللَّهُ مَنْ إِيَّاهُمُ يَتَنَقَّصُ

فَمَا لِعُتَاةٍ يَشْهَدُونَ سَفَاهَةً

وَمَا لِسَفِيهٍ لَا يَحِيصُ وَيَخْرُصُ (1)

(1) - شرح أصول اعتقاد أهل السنة والجماعة للالكائي ج 8 ص 1474

واعتقاد الشافعي للهكاري ص 19

وسير السلف الصالحين لإسماعيل بن محمد الأصبهاني ص 196

ومنازل الأئمة الأربعة للأزدي ص 143

وتاريخ دمشق لابن عساكر ج 51 ص 312

ومختصر تاريخ دمشق لابن منظور ج 21 ص 373 - 374

ومواهب الوفي في مناقب الشافعي للجعبري ص 147

وطبقات الشافعيين لابن كثير ص 7

ص: 51

9 -

قَالَ الرَّبِيعُ بْنُ سُلَيْمَانَ: سَمِعْتُ الشَّافِعِيَّ يُنْشِدُ:

شَهِدْتُ بِأَنَّ اللَّهَ لَا شَيْءَ غَيْرُهُ

وَأَشْهَدُ أَنَّ الْبَعْثَ حَقٌّ وَأُخْلِصُ

وَأَنَّ عُرَى الْإِيمَانِ قَوْلٌ مُحسن

وَفِعْلٌ زَكِّيٌّ قَدْ يَزِيدُ وَيَنْقُصُ

وَأَنَّ أَبَا بَكْرٍ خَلِيفَةُ أَحْمَدِ

وَكَانَ أَبُو حَفْصٍ عَلَى الْخَيْرِ يَحْرِصُ

وَأُشْهِدُ رَبِّي أَنَّ عُثْمَانَ فَاضِلٌ

وَأَنَّ عَلِيًّا فَضْلُهُ متُخَصِّصُ

أَئِمَّةُ قَوْمٍ يُقْتدى بِفعالهمُ

لَحَا اللَّهُ مَنْ إِيَّاهُمُ يَتَنَقَّصُ

فَمَا لِغوَاةٍ يَشْتمونَ سَفَاهَةً

وَمَا لِسَفِيهٍ لَا يجاب فيَحرصُ (1)

(1) - مناقب الشافعي للبيهقي ج 1 ص 440 - 441

ص: 52

وَفِي الْأَخِيرِ نَسْأَلُكُمْ دَعْوَةً خَالِصَةً بِالْغَيْبِ.

سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ وبِحَمْدِكَ، أَشْهَدُ أَنْ لَا إلَهَ إِلَّا أَنْتَ سُبْحَانَكَ، أَسَتَغْفِرُكَ وَأَتُوبُ إلْيَكَ.

وَصَلَّى اللهُ وَسَلَّمَ وَبَارَكَ عَلَى سَيِّدِنَا مُحَمَّدٍ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ تَسْلِيمًا كَثِيرًا.

كَتَبَهُ أَبُو عَبْدِ الْبَرِّ في 10 أُكْتُوبَر 2011 - الْمَغْرِبُ.

ص: 53