الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
ثم بعد ذلك حُقَّ له أن يقول: ما خرجت من باب من أبواب الفقه واحتجت أن أعودَ إليه (1).
*
بلوغهُ رتبه الاجتهاد:
كان الإمام ابن دقيق رحمه الله من أذكى الأئمة قريحةً، وقد بلغ رحمه الله في العلم قرنَ الكَلأ (2)، فقال عن نفسه رحمه الله: وافق اجتهادي اجتهادَ الشافعي إلا في مسألتين. قال الصفدي: وحسبك بمن يتنزَّل ذهنُه على ذهن الشافعي (3).
وقال الصَّفَدِي: وما أُراه إلا أنه بعثه الله تعالى على رأس المئة ليجدد لهذه الأمة دينَهم (4).
قال الذهبي: وقد كان على رأس السبع مئة شيخُنا أبو الفتح ابن دقيق العيد (5).
قال السُّبكي: ولم ندرك أحداً من مشايخنا يختلف في أن ابن دقيق العيد هو العالم المبعوث على رأس السبع مئة المشار إليه في الحديث المصطفوي النبوي صلى الله عليه وسلم، وأنه أستاذُ زمانِه علماً وديناً (6).
(1) المرجع السابق، الموضع نفسه.
(2)
أي: غايته وحدَّه.
(3)
انظر: "الوافي بالوفيات" للصفدي (4/ 138).
(4)
المرجع السابق، (4/ 140).
(5)
انظر: "سير أعلام النبلاء" للذهبي (14/ 203).
(6)
انظر: "طبقات الشافعية" للسبكي (9/ 209).
وقد كُتب له "بقية المجتهدين"، وقُرِئ بين يديه، فأقرَّ عليه، ولا شك أنه من أهل الاجتهاد، وما يُنازِعُ في ذلك إلا من هو من أهل العناد.
ومن تأمَّل كلامَه علم أنه أكثرُ تحقيقاً وأمتنُ، وأعلم من بعض المجتهدين فيما تقدم وأتقن (1).
بحسبك أني لا أرى لك عائباً
…
سوى حاسد والحاسدون كثير
(1) انظر: "الطالع السعيد" للأدفوي (ص: 569). قلت: قال الذهبي في "السير"(14/ 253): "وإن جعلتَ (من يجدد) لفظًا يصدق على جماعة وهو أقوى"، انتهى.
قلت: فيكون على رأس السبع مئة الإمام ابن دقيق العيد، وشيخ الإسلام ابن تيميةْ، والإمام شرف الدين الدمياطي، والحافظ البرزالي، وعلم الحفاظ المزي، ومؤرخ الإسلام الذهبي، وخاتمة المحققين ابن القيم، والإمام المفسر ابن كثير، والفاضل المحقق ابن رجب، وغيرهم رحمهم الله.