المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌باب تغيير الأسماء - شرح السنة للبغوي - جـ ١٢

[البغوي، أبو محمد]

فهرس الكتاب

- ‌29 - كِتَابُ اللِّبَاسِ

- ‌بَابُ الْجُبَّةِ

- ‌بَابُ تَقْصِيرِ الثِّيَابِ

- ‌بَابُ مَوْضِعِ الإِزَارِ

- ‌بَابُ الرُّخْصَةِ لِلنِّسَاءِ فِي جَرِّ الإِزَارِ وَإِسْبَالِ الثَّوْبِ، لِيَكُونَ أَسْتَرَ لَهُنَّ، وَالنَّهْيِ عَنِ الرَّقِيقِ مِنَ الثِّيَابِ

- ‌بَابُ إِطْلاقِ الأَزْرَارِ

- ‌بَابُ النَّهْيِ عَنِ اشْتِمَالِ الصَّمَّاءِ

- ‌بَابُ لُبْسِ الْبِيضِ مِنَ الثِّيَابِ

- ‌بَابُ الثِّيَابِ المَصْبُوغَةِ

- ‌بَابُ النَّهْيِ عَنْ لُبْسِ الْمُعَصْفَرِ

- ‌بَابُ لِبَاسِ الصُّوفِ

- ‌بَابُ تَحْرِيمِ لُبْسِ الْحَرِيرِ وَالدِّيبَاجِ عَلَى الرِّجَالِ

- ‌بَابُ قَدْرِ مَا يُرَخَّصُ فِيهِ مِنَ الحَرِيرِ

- ‌بَابُ الرُّخْصَةِ للرِّجَالِ فِي لِبْسِ الحَرِيرِ لِلْحِكَّةِ والقَمْلِ

- ‌بَابُ الرُّخْصَةِ لِلنِّسَاءِ فِي لِبْسِ الْحَرِيرِ

- ‌بَابُ الْعِمَامَةِ وَالتَّقَنُّعِ

- ‌بَابُ مَا يَقُولُ إِذَا لَبِسَ ثَوْبًا جَدِيدًا

- ‌بَابُ تَرْقِيعِ الثَّوْبِ وَالْبَذَاذَةِ وَالاحْتِرَازِ عَنِ الشُّهْرَةِ

- ‌بَابُ اسْتِحْبَابِ أَنْ يُرَى أَثَرُ نِعْمَةِ اللَّهِ عز وجل عَلَى الرَّجُلِ

- ‌بَابُ الأَنْمَاطِ وَالرُّخْصَةِ فِي اتِّخَاذِهَا

- ‌بَابُ الفِرَاشِ

- ‌بَابُ النَّهْيِ عَنْ خَاتَمِ الذَّهَبِ

- ‌بَابُ إِبَاحَةِ خَاتَمِ الْفِضَّةِ

- ‌بَابُ نَقْشِ الْخَاتَمِ

- ‌بَابُ فَصِّ الخَاتَمِ

- ‌بَابُ مَوْضِعِ الْخَاتَمِ

- ‌بَابُ الْخُفِّ

- ‌بَابُ النَّعْلِ

- ‌بَابُ البَدَاءَةِ بِالْيُمْنَى إِذَا انْتَعَلَ

- ‌بابُ لَا يَمْشِي فِي نَعْلٍ وَاحِدٍ

- ‌بَابُ نَهْيِ الرِّجَالِ عَنِ التَّزَعْفُرِ

- ‌بَابُ تَرْجِيلِ الشَّعْرِ وَتَدْهِينِهِ

- ‌بَابُ التَّطَيُّبِ

- ‌بَابُ الْخِضَابِ

- ‌بَابُ كَرَاهِيَةِ الْخِضَابِ بِالسَّوَادِ، وَمَنْ رَخَّصَ فِيهِ، وَمَا يُسْتَحَبُّ أَنْ يُخْضَبَ بِهِ

- ‌بَابُ النَّهْيِ عَنْ نَتْفِ الشَّيْبِ

- ‌بَابُ فَرْقِ الرَّأْسِ

- ‌بَابُ النَّهْيِ عَنِ الْقَزَعِ

- ‌بَابُ اتِّخَاذِ الْجُمَّةِ

- ‌بَابُ النَّهْيِ عَنْ وَصْلِ الشَّعْرِ وَالْوَشْمِ

- ‌بَابُ قَصِّ الشَّارِبِ

- ‌بَابُ الْخِتَانِ

- ‌بَابُ التَّوْقِيتِ فِي تَقْلِيمِ الأَظَافِرِ وَقَصِّ الشَّارِبِ

- ‌بَابُ شَدِّ الأَسْنَانِ بِالذَّهَبِ وَاتِّخَاذِ الأَنْفِ

- ‌بَابُ الاكْتحَالِ

- ‌بَابُ لَعْنِ الْمُتَشَبِّهِينَ بِالنِّسَاءِ مِنَ الرِّجَالِ وَإِخْرَاجِهِمْ وَإِخْرَاجِ أَهْلِ الرِّيبِ

- ‌بَابُ نَهْيِ النِّسَاءِ عَنْ دُخُولِ الْحَمَّامِ

- ‌بَابُ التَّصَاوِيرِ وَوَعِيدِ الْمُصَوِّرِينَ

- ‌بَابُ الأُرْجُوحَةِ

- ‌30 - كِتَابُ الطِّبِّ وَالرُّقَى

- ‌بَابُ الدَّوَاءِ

- ‌بَابُ الشُّونِيزِ

- ‌بَابُ الْمُدَاوَاةِ بِالْعَسَلِ

- ‌بَابُ الْحِجَامَةِ

- ‌بَابُ وَقْتِ اسْتِحْبَابِ الْحِجَامَةِ

- ‌بَابُ تَبْرِيدِ الْحُمَّى بِالْمَاءِ

- ‌بَابُ الْمُدَاوَاةِ بِالْعُودِ الْهِنْدِيِّ وَهُوَ الْقَسْطُ

- ‌بَابُ اللَّدُودِ وَالسَّعُوطِ وَالْمَشْيِ

- ‌بَابُ الرُّقْيةِ وَمَا يُكْرَهُ مِنْهَا وَتَعْلِيقِ التَّمَائِمِ

- ‌بَابُ مَا رُخِّصَ فِيهِ مِنَ الرُّقَى

- ‌بَابُ مَا يُكْرَهُ مِنَ الطِّيَرَةِ وَاسْتِحْبَابِ الْفَأْلِ

- ‌بَابُ الْكَهَانَةِ

- ‌بَابُ السِّحْرِ

- ‌بَابُ قَتْلِ الْحَيَّاتِ

- ‌بَابُ قَتْلِ الْوَزَغِ

- ‌بَابُ قَتْلِ الذَّرِّ

- ‌بَابُ الدِّيكِ

- ‌بَابُ قَتْلِ الْفَأْرَةِ

- ‌31 - كِتَابُ الرُّؤْيَا

- ‌بَابُ تَحْقِيقِ الرُّؤْيَا

- ‌بَابُ مِنْ رَأَى شَيْئًا يَكْرَهُهُ

- ‌بَابُ أَقْسَامِ الرُّؤْيَا

- ‌بَابُ أَقْسَامِ تَأْوِيلِ الرُّؤْيَا

- ‌بَابُ تَأْوِيلِ رُؤْيَةِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم فِي الْمَنَامِ

- ‌بَابُ تَأْوِيلِ رُؤْيَةِ السَّمَاءِ وَمَا فِيهَا

- ‌بَابُ تَأْوِيلِ رُؤْيَةِ الْقِيَامَةِ وَالْجَنَّةِ وَالنَّارِ

- ‌بَابُ تَأْوِيلِ الْوُضُوءِ وَالْعِبَادَاتِ فِي النَّوْمِ

- ‌بَابُ تَأْوِيلِ النِّكَاحِ فِي النَّوْمِ

- ‌بَابُ تَأْوِيلِ رُؤْيَةِ الإِنْسَانِ الْمَجْهُولِ وَالْمَعْلُومِ وَأَعْضَاءِ الإِنْسَانِ

- ‌بَابُ تَأْوِيلِ الثِّيَابِ وَالْفُرُشِ

- ‌بَابُ رُؤْيَةِ الْعُيُونِ وَالْمِيَاهِ

- ‌بَاب تَأْوِيل رُؤْيَة الْبَقر وَسَائِر الْحَيَوَان

- ‌بَاب السوار والحلي

- ‌32 - كتاب الاسْتِئْذَان

- ‌بَاب بَدْء السَّلَام

- ‌بَاب فضل السَّلَام

- ‌بَاب مِن الَّذِي يبْدَأ بِالسَّلَامِ

- ‌بَاب التَّسْلِيم عَلَى الصّبيان

- ‌بَاب التَّسْلِيم عَلَى النِّسَاء

- ‌بَاب تَبْلِيغ السَّلَام

- ‌بَاب كَرَاهِيَة التَّسْلِيم عَلَى أهل الْكتاب وَكَيْفِيَّة الرَّد عَلَيْهِم إِن بدءوا

- ‌بَاب التَّسْلِيم عَلَى قوم فيهم أخلاط مِن الْمُسلمين وَالْمُشْرِكين

- ‌بَاب الْكتاب إِلَى الْكفَّار

- ‌بَاب الاسْتِئْذَان بِالسَّلَامِ وَأَن الاسْتِئْذَان ثَلَاث

- ‌بَاب إِذا دعِي الرجل فجَاء هَل يسْتَأْذن

- ‌بَاب

- ‌بَاب كَرَاهِيَة أَن يَقُولُ أَنا

- ‌بَاب المصافحة وفضلها وَمَا قِيلَ فِي المعانقة والقبلة

- ‌بَاب التَّسْلِيم عِنْد الْقيام

- ‌بَاب كَرَاهِيَة الْقيام

- ‌بَاب لَا يُقيم الرجل مِن مَجْلِسه إِذا حضر

- ‌بَاب مِن قَامَ مِن مَجْلِسه ثُمَّ رَجَعَ كَانَ أَحَق بِهِ

- ‌بَاب مِن وجد فُرْجَة فِي الْحلقَة فَجَلَسَ فِيهَا

- ‌بَاب الْجُلُوس بَين الظل وَالشَّمْس

- ‌بَاب مِن ألقِي لَهُ وسَادَة فَلم يجلس عَلَيْهَا

- ‌بَاب التحلق

- ‌بَاب كَرَاهِيَة الْجُلُوس عَلَى الطّرق

- ‌بَاب تشميت الْعَاطِس وكيفيته

- ‌بَاب ترك تشميت مِن لم يحمد اللَّه عز وجل

- ‌بَاب التثاؤب

- ‌بَاب الضحك

- ‌بَاب صفة الْمَشْي وكراهية التَّبَخْتُر

- ‌بَاب كَيْفيَّة الْجُلُوس

- ‌بَاب كَيْفيَّة النّوم

- ‌بَاب التَّسْمِيَة باسم النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم وَأَسْمَاء الْأَنْبِيَاء عليهم السلام

- ‌بَاب مَا يكره مِن الْأَسْمَاء

- ‌بَاب تَغْيِير الْأَسْمَاء

- ‌بَاب الكنية للصَّغِير قبل أَن يُولد لَهُ

- ‌بَاب لَا يَقُولُ العَبْد لمَالِكه رَبِّي وَلَا الْمَالِك عَبدِي

- ‌‌‌بَاب

- ‌بَاب

- ‌بَاب مَا يكره مِن أَلْفَاظ الْعَادة وَحفظ الْمنطق

- ‌بَاب إِن مِن الْبَيَان لسحرا

- ‌بَاب ذمّ الْبَيَان والتنطع

- ‌بَاب الشّعْر وَالرجز

- ‌بَاب مَا يكره أَن يكون الْغَالِب عَلَى الْإِنْسَان الشّعْر حَتَّى يصده عَن ذكر اللَّه عز وجل

- ‌بَاب تَحْرِيم اللّعب بالنرد

الفصل: ‌باب تغيير الأسماء

‌بَاب تَغْيِير الْأَسْمَاء

3372 -

أَخْبَرَنَا أَبُو سَعِيدٍ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَحْمَدَ الطَّاهِرِيُّ، أَنا جَدِّي أَبُو سَهْلٍ عَبْدُ الصَّمَدِ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْبَزَّازُ، أَنا أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ زَكَرِيَّا الْعَذَافِرِيُّ، أَنا إِسْحَاقُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ الدَّبَرِيُّ، نَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، أَنا مَعْمَرٌ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنِ ابْنِ الْمُسَيِّبِ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ، أَنّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم، قَالَ لَهُ:«مَا اسْمُكَ؟» قَالَ: حَزْنٌ، فَقَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: بَلْ أَنْتَ سَهْلٌ "، فَقَالَ: لَا أُغَيِّرُ اسْمًا سَمَّانِيهِ أَبِي ".

قَالَ ابْنُ المُسَيِّبِ: فَمَا زَالَتْ فِينَا حُزُونَةٌ بَعْدُ.

هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحٌ، أَخْرَجَهُ مُحَمَّدٌ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ، وَإِسْحَاقَ بْنِ نَصْرٍ، عَنْ عَبْدِ الرَّزَّاقِ

3373 -

أَخْبَرَنَا عَبْدُ الْوَاحِدِ بْنُ أَحْمَدَ الْمَلِيحِيُّ، أَنا أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ النُّعَيْمِيُّ، أَنا مُحَمَّدُ بْنُ يُوسُفَ، نَا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ، نَا صَدَقَةُ بْنُ الْفَضْلِ، نَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، عَنْ شُعْبَةَ، عَنْ عَطَاءِ بْنِ أَبِي مَيْمُونٍ، عَنْ أَبِي رَافِعٍ، عَنْ أَبيِ هُرَيْرَةَ، " أَنَّ زَيْنَبَ كَانَ اسْمُهَا بَرَّةَ، فَقِيلَ: تُزَكِّي نَفْسَهَا، فَسَمَّاهَا رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم زَيْنَبَ ".

ص: 340

هَذَا حَدِيثٌ مُتَّفَقٌ عَلَى صِحَّتِهِ، أَخْرَجَهُ مُسْلِمٌ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ مُثَنَّى، وَغَيْرِهِ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ جَعْفَرٍ.

وَرُوِيَ عَنْ زَيْنَبَ بِنْتِ أُمِّ سَلَمَةَ، قَالَتْ: " كَانَ اسْمِي بُرَّةَ، فَسَمَّانِي رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم زَيْنَبَ.

قَالَتْ: وَدَخَلَتْ عَلَيْهِ زَيْنَبُ بِنْتُ جَحْشٍ وَاسْمُهَا بُرَّةُ، فَسَمَّاهَا زَيْنَبَ ".

وَقَالَ مُجَاهِدٌ: كَانَ اسْمُ مَيْمُونَةَ بُرَّةَ، فَسَمَّاهَا رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم مَيْمُونَةَ

3374 -

أَخْبَرَنَا ابْنُ عَبْدِ الْقَاهِرِ، أَنا عَبْدُ الْغَافِرِ بْنُ مُحَمَّدٍ، أَنا مُحَمَّدُ بْنُ عِيسَى، نَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ مُحَمَّدٍ، نَا مُسْلِمُ بْنُ الْحَجَّاجِ، نَا عَمْرٌو النَّاقِدُ، نَا سُفْيَانُ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، مَوْلَى آلِ طَلْحَةَ، عَنْ كُرَيْبٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: " كَانَتْ جُوَيْرِيَةُ اسْمُهَا بَرَّةُ، فَحَوَّلَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم اسْمَهَا جُوَيْرِيَةَ، وَكَانَ يَكْرَهُ أَنْ يُقَالَ: خَرَجَ مِنْ عِنْدِ بَرَّةَ «.

هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحٌ.

وَرُوِيَ عَنِ ابْنِ عُمَرَ» أَنَّ بِنْتًا لِعُمَرَ كَانَ يُقَالُ لَهَا

ص: 341

عَاصِيَةُ، فَسَمَّاهَا رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم جَمِيلَةَ "

3375 -

حَدَّثَنَا الْمُطَهَّرُ بْنُ عَلِيٍّ، أَنا مُحَمَّدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ الصَّالْحَانِيُّ، أَنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ جَعْفَرٍ، نَا مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى بْنِ مَنْدَهْ، نَا أَحْمَدُ بْنُ الْمِقْدَامِ، نَا عُمَرُ بْنُ عَلِيٍّ الْمُقَدَّمِيُّ، قَالَ: سَمِعْتُ هِشَامَ بْنَ عُرْوَةَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبيِ هُرَيْرَةَ، قَالَ:«كَانَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم يُغَيِّرُ الاسْمَ الْقَبِيحَ إِلَى الاسْمِ الْحَسَنِ» .

وَرُوِيَ عَنْ عَائِشَةَ، أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم، «كَانَ يُغَيِّرُ الاسْمَ الْقَبِيحَ»

وَرُوِيَ عَنْ سَهْلِ بْنِ سَعْدٍ، " أَنَّ رَجُلا كَانَ اسْمُهُ أَسْوَدَ، فَسَمَّاهُ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم أَبْيَضَ.

وَرُوِيَ عَنْ أُسَامَةَ بْنِ أَخْدَرِيٍّ، أَنَّ رَجُلا يُقَالُ لَهُ: أَصْرَمُ، قَالَ

ص: 342

رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: «مَا اسْمُكَ؟» قَالَ: أَنَا أَصْرَمُ.

قَالَ: «بَلْ أَنْتَ زُرْعَةُ» .

قلت: إِنَّمَا غير اسْم الأصرم، لِأَن معنى الصرم القطيعة، فكره لهَذَا.

قَالَ أَبُو دَاوُد: وَغير النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم اسْم الْعَاصِ وعزيزا وعتلة وشيطانا وَالْحكم وغرابا وحبابا وشهابا، فَسَماهُ هشاما، وسمى حَربًا سلما، وسمى المضطجع المنبعث، وَأَرْض تسمى عفرَة سَمَّاهَا خضرَة، وَشعب الضَّلَالَة سماهم بني الرشد، وسمى بني مغواة بني رشد.

قَالَ أَبُو سُلَيْمَان الْخطابِيّ: أما الْعَاصِ، فَإِنَّمَا غَيره كَرَاهِيَة لِمَعْنى الْعِصْيَان، وَإِنَّمَا سمة الْمُؤمن الطَّاعَة والاستسلام، والعزيز إِنَّمَا غَيره، لِأَن الْعِزَّة لله، وشعار العَبْد الذلة والاستكانة، وعتلة: مَعْنَاهَا الشدَّة والغلظ، وَمِنْه قَوْلهم: رَجُل عتل، أَي: شَدِيد غليظ، وَمن صفة الْمُؤمن اللين والسهولة، وَشَيْطَان: اشتقاقه مِن الشطن، وَهُوَ الْبعد مِن الْخَيْر، وَهُوَ اسْم المارد الْخَبيث مِن الْجِنّ وَالْإِنْس، وَالْحكم: هُوَ الْحَاكِم الَّذِي إِذا حكم لَا يرد حكمه، وَهَذِه الصّفة لَا تلِيق بِغَيْر اللَّه عز وجل، وَمن أَسْمَائِهِ الحكم.

وغراب مَأْخُوذ مِن الغرب، وَهُوَ الْبعد، ثُمَّ هُوَ حَيَوَان خَبِيث الْفِعْل، خَبِيث الطّعْم، أَبَاحَ رَسُول اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قَتله فِي الْحل

ص: 343

وَالْحرم.

وحباب: نوع من الْحَيَّات، وَرُوِيَ إِن الْحباب اسْم الشَّيْطَان، والشهاب: الشعلة مِن النَّار، وَالنَّار عُقُوبَة اللَّه.

وَأما عفرَة: فَهِيَ نعت الأَرْض الّتي لَا تنْبت شَيْئا، فسماها خضرَة عَلَى معنى التفاؤل حَتَّى تخضر.

وَرُوِيَ عَنِ الْمِقْدَامِ بْنِ شُرَيْحٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ هَانِئٍ، أَنَّهُ لَمَّا وَفَدَ عَلَى النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم مَعَ قَوْمِهِ سَمِعَهُمْ يُكَنُّونَهُ بِأَبِي الْحَكَمِ، فَدَعَاهُ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم، فَقَالَ:«إِنَّ اللَّهَ هُوَ الْحَكَمُ، وَإِلَيْهِ الْحَكَمُ، فَمَا لَكَ مِنَ الْوَلَدِ؟» قَالَ: شُرَيْحٌ وَسَلْمٌ وَعَبْدُ اللَّهِ.

قَالَ: «فَمَنْ أَكْبَرُهُمْ؟» قَالَ: شُرَيْحٌ.

قَالَ: «فَأَنْتَ أَبُو شُرَيْحٍ» .

قلت: إِن الأولى أَن يكتني الرجل بأكبر بنيه، فَإِن لم يكن لَهُ ابْن، فبأكبر بَنَاته، وَكَذَلِكَ المراة تكتني بأكبر بنيها، فَإِن لم يكن لَهَا ابْن، فبأكبر بناتها، وَكَانَ اسْم أم سَلمَة هِنْد، فتكنت بِابْن لَهَا يقَالَ لَهُ: سَلمَة، وَأم حَبِيبَة اسْمهَا رَملَة، فتكنت بحبيبة.

وَرُوِيَ عَن عُمَر بْن الْخَطَّابِ رضي الله عنه، أَنَّهُ قَالَ:«لَا تسموا الحكم، وَلَا أَبَا الحكم، فَإِن اللَّه هُوَ الحكم» .

وَرُوِيَ أَن ابْنا لعمر يكنى أَبَا

ص: 344

عِيسَى، فَنَهَاهُ، وَقَالَ: إِن عِيسَى لَا أَب لَهُ.

وَكَانَ اسْم عَبْد الرَّحْمَن بْن عَوْف فِي الْجَاهِلِيَّة عَبْد الْكَعْبَة، فَسَماهُ النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم عَبْد الرَّحْمَن.

3376 -

أَخْبَرَنَا عَبْدُ الْوَاحِدِ الْمَلِيحِيُّ، أَنا أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ النُّعَيْمِيُّ، أَنا مُحَمَّدُ بْنُ يُوسُفَ، نَا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ، نَا سَعِيدُ بْنُ أَبِي مَرْيَمَ، نَا أَبُو غَسَّانَ، حَدَّثَنِي أَبُو حَازِمٍ، عَنْ سَهْلِ بْنِ سَعْدٍ، قَالَ: " أُتِيَ بِالْمُنْذِرِ بْنِ أَبِي أُسَيْدٍ إِلَى النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم حِينَ وُلِدَ، فَوَضَعَهُ عَلَى فَخِذِهِ، وَأَبُو أُسَيْدٍ جَالِسٌ، فَلَهَى النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم بِشَيْءٍ بَيْنَ يَدَيْهِ، فَأَمَرَ أَبُو أُسَيْدٍ بِابْنِهِ، فَاحْتُمِلَ مِنْ فَخِذِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، فَاسْتَفَاقَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم، فَقَالَ: أَيْنَ الصَّبِيُّ؟ فَقَالَ أَبُو أُسَيْدٍ: قَلَبْنَاهُ يَا رَسُولَ اللَّهِ، قَالَ:«مَا اسْمُهُ؟» قَالَ: فُلانٌ.

قَالَ: «لَكِنِ اسْمُهُ الْمُنْذِرُ» ، فَسَمَّاهُ يَوْمَئِذٍ المُنْذِرَ.

هَذَا حَدِيثٌ مُتَّفَقٌ عَلَى صِحَّتِهِ، أَخْرَجَهُ مُسْلِمٌ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سَهْلٍ التَّمِيمِيِّ،

ص: 345