المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌باب: الصلاة في البيت، وقصر الصلاة، وتعجيل الخطبة بعرفة: - شرح الموطأ - عبد الكريم الخضير - جـ ٨٨

[عبد الكريم الخضير]

الفصل: ‌باب: الصلاة في البيت، وقصر الصلاة، وتعجيل الخطبة بعرفة:

إذا كان الاحتمال على حد سواء رُجِّح فهم الراوي؛ لكن إذا فهم الراوي ندَّ فهمه، وذهنه عن فهم الخبر على .. ، وللمتأخر أن ينظر، للمتأخر أن ينظر؛ لكن شريطة أن يكون فهمه موافق لفهم السلف؛ يعني ينطلق من فهم السلف في الجملة، تكون له صلة قوية بفهم السلف، أما يأتي شخص كقدح الراكب؛ زنيم، لا دعي، لا صلة له بعلم، ولا بسلف ولا خلف، ثم بعد ذلك يقول: أنا أفهم، نقول: ما تفهم؛ كيف تفهم نصوص، وأنت بعيد كل البعد عنها؛ يعني لو إنسان تخصصه شرعي مثلاً، ودخل في أي علم من العلوم كيمياء، وإلا فيزياء وإلا أمور أخرى؛ يعني تدرك بالرأي؛ لكنه بعيد عنها، يقول: لا، أنا مثلهم مثلهم؛ ويش الفرق؟ هم رجال، وأنا رجل؛ أنا أفهم مثلهم؛ نقول: لا يا أخي؛ ولذا يقول أهل العلم: من تعاطي غير فنه أتى بالعجائب، ولذا نسمع بعض النصوص يحرفها بعض الكتبة، وبعض المتحدثين، وبعض من ينتسب إلى الثقافة، يحرفونها تحريفاً واضحاً، تحريفاً، والنوايا لا يعلمها إلى الله -جل وعلا-؛ لكن قصدهم -والله أعلم- فيما يظهر وتنضح به كلماتهم مع بعدهم كل البعد عن النصوص، ما عرفوا النصوص إلا لما احتاجوها؛ فالمسألة خطيرة يحذر مثل هذا؛ نعم؟

طالب:. . . . . . . . .

-والله- هم يقولون للحاجة؛ للحاجة يعني للعلاج ما في بأس؛ لكن لزيادة ترف، لزيادة ترف، إما تجعيد وإلا نعومة، وإلا .. ؛ هذا امتهان، هذا امتهان؛ نعم؟

طالب:. . . . . . . . .

وين؟

طالب:. . . . . . . . .

أن عمر .. ؛ يدعمه الأثر الأول؛ يشهد له السند، هو مثل الشمس الأول؛ الأول مثل الشمس ما في إشكال، الثاني شاهد له؛ إلا أن فيه عدم التفريق، نعم؟

طالب:. . . . . . . . .

مخالفة من وجه، وموافقة من أصل المسألة، وإلزامه بالحلق شاهد للأول؛ من هذه الحيثية شاهد، ومخالفته للجمع بين جميع هذه الأمور فيه مخالفة من وجه، وموافقة من وجه.

طالب:. . . . . . . . .

التلبيد بالحناء؛ لكنه يمنع من وصول الماء إلى الشعر فهذا يزال في وقت الصلاة عند الوضوء، نعم.

أحسن الله إليك.

‌باب: الصلاة في البيت، وقصر الصلاة، وتعجيل الخطبة بعرفة:

ص: 4

حدثني يحيى عن مالك عن نافع عن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم دخل الكعبة هو وأسامة بن زيد، وبلال بن رباح، وعثمان بن طلحة الحجبي، فأغلقها عليه، ومكث فيها، قال عبد الله: فسألت بلالاً حين خرج، ما صنع رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ فقال: جعل عموداً عن يمينه، وعمودين عن يساره، وثلاثة أعمدة وراءه، وكان البيت يومئذٍ على ستة أعمدة، ثم صلى.

وحدثني عن مالك عن ابن شهاب عن سالم بن عبد الله أنه قال: كتب عبد الملك بن مروان إلى الحجاج بن يوسف، ألا تخالف عبد الله بن عمر رضي الله عنهما في شيء من أمر الحج، قال: فلما كان يوم عرفة جاءه عبد الله بن عمر رضي الله عنهما حين زالت الشمس، وأنا معه، فصاح به عند سرادقه: أين هذا؟ فخرج عليه الحجاج، وعليه ملحفة معصفرة، فقال: مالك يا أبا عبد الرحمن؟ فقال: الرواح، إن كنت تريد السنة، فقال: أهذه الساعة؟ قال: نعم، قال: فأنظرني حتى أفيض علي ماءً ثم أخرج، فنزل عبد الله حتى خرج الحجاج فسار بيني وبين أبي، فقلت له: إن كنت تريد أن تصيب السنة اليوم، فاقصر الخطبة، وعجل الصلاة، قال: فجعل ينظر إلى عبد الله بن عمر كي ما يسمع ذلك منه، فلما رأى ذلك عبد الله قال: صدق سالم.

يقول المؤلف -رحمه الله تعالى-: "باب الصلاة في البيت، وقصر الصلاة، وتعجيل الخطبة بعرفة"

"الصلاة في البيت" يعني بداخل الكعبة "قصر الصلاة" في أيام الحج بمكة، وبمنى وبعرفة وبمزدلفة، والمناسك، "وتعجيل الخطبة بعرفة" تعجيلها باختصارها، وتقصيرها.

"حدثني يحيى عن مالك عن نافع عن عبد الله بن عمر: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم دخل الكعبة هو وأسامة بن زيد" أن رسول الله صلى الله عليه وسلم دخل الكعبة هو وأسامة، هو: ضمير فصل، يؤتى به للتمكن من العطف على ضمير الرفع المتصل، وهنا فيه فاصل وهو الكعبة المفعول، فيجوز حذف "هو" هنا:

وإن على ضمير رفع متصل

عطفت فافصل بالضمير المنفصل

أو فاصل ما وبلا فصل يرد

في النظم فاشياً وضعفه واعتقد

ص: 5

"أو فاصل ما" هنا يوجد فاصل غيره "وبلا فصل يرد * * * في النظم فاشياً وضعفه واعتقد، يوجد فاصل وهو المفعول "هو وأسامة بن زيد" معطوف، "وبلال بن رباح، وعثمان بن طلحة الحجبي" ، يعني من الذي دخل مع النبي عليه الصلاة والسلام؛ يعني ما في أحد يريد الدخول مع النبي عليه الصلاة والسلام إلا هؤلاء؟ أو أنه لا فرق بين أسامة بن زيد، وبلال من الموالي وبين أبي بكر وعمر إلا بالتقوى؛ لماذا اختير مثل هؤلاء في هذا الموضع؟ يعني في أشرف المواضع؛ دخول البيت؟ ليبين أن الناس سواسية، وأن التقديم والتأخير مرده إلى الدين "هو وأسامة بن زيد، وبلال بن رباح، وعثمان بن طلحة الحجبي" حاجب؛ من بني شيبة، وهم حجاب البيت وسدنته، والمفتاح معهم، ولا ينزعه منهم إلا ظالم، ولما خرج النبي عليه الصلاة والسلام أعاد المفتاح إليهم، ونزل قول الله -جل وعلا-: {إِنَّ اللهَ يَأْمُرُكُمْ أَن تُؤدُّواْ الأَمَانَاتِ إِلَى أَهْلِهَا} [(58) سورة النساء]، ولا ينزعه منهم إلا ظالم "فأغلقها عليه" دخل وقفل الباب عليه الصلاة والسلام "ومكث فيها" من يبادر إلى للسؤال، من المتوقع أن يبادر؟ عبد الله بن عمر؛ لينظر هل صلى، أو لم يصل؟ أين صلى، وكيف صلى؟ لأنه كما تهمه الصلاة، يهمه –أيضاً- موضع الصلاة، وهو ممن يعنى بمثل هذا "قال عبد الله: فسألت بلالاً حين خرج، ما صنع رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ فقال: جعل عموداً عن يمينه، وعمودين عن يساره، وثلاثة أعمده وراءه" يعني في الخلف "وكان البيت يومئذ عليه ستة أعمدة، ثم صلى" صلى ركعتين في جوف الكعبة، في جوف الكعبة، الصلاة في الكعبة -لا سيما النافلة- صحيح؛ أخذاً من بفعله عليه الصلاة والسلام، ولو لم يستقبل جميع البيت، أما بالنسبة للفريضة فأهل العلم عندهم أنه لابد من استقبال جميع البيت، ولو جاز ذلك؛ لفعله النبي عليه الصلاة والسلام ولو مرة، وهذا الحديث في الصحيحين، متفق عليه.

قال: "وحدثني عن مالك عن ابن شهاب عن سالم بن عبد الله أنه قال: كتب عبد الملك بن مروان، نعم؟

طالب:. . . . . . . . .

ما يستقيم هذا؛ هذا جدار قائم، كيف؟ لو أراد ألا يستتر كيف يصنع؟ نعم؟

طالب:. . . . . . . . .

ص: 6

استتر بالجدار، هذا لا يدل على الوجوب؛ بدليل أنه عليه الصلاة والسلام صلى إلى غير جدار، ثبت أنه صلى إلى غير جدار، نعم؟

طالب: يضعف؟

لا، لا، ما يمكن يضعف هذا؛ يعني إلا غير سترة، لا، غاية من يقول بوجوب السترة، قالوا: أنه صلى إلى غير جدار؛ يعني صلى إلى سهم مثلاً أو إلى عنزة، وابن عباس يقول: يعني إلى غير سترة، صلى إلى غير جدار؛ يعني إلى غير سترة، وهذا لبيان إلى الجواز، والأدلة الدالة على الأمر بالسترة مصروفة إلى الاستحباب.

قال: "وحدثني عن مالك .. " نعم؟

طالب:. . . . . . . . .

وين؟ لو أن إنساناً دخل غرفة، وقفل عليه الباب، ولا يتوقع أن يمر بين يديه أحد؟ لا مانع أن يصلي إلى غير سترة؛ لكن إن استتر، ودنى منها فهي السنة.

"وحدثني عن مالك عن ابن شهاب عن سالم بن عبد الله أنه قال: كتب عبد الملك بن مروان" الخليفة "إلى الحجاج بن يوسف" وهو أمير الحاج في تلك السنة "ألا تخالف عبد الله بن عمر في شيء من أمر الحج" العبرة بأهل العلم، في العبادات العبرة بأهل العلم، والعلماء يقولون: أن العلماء هم الرؤساء في الحقيقية، وغيرهم تبعهم لهم، ولذا جاء في الحديث الصحيح:((إن الله لا يقبض العلم انتزاعاً ينتزعه من صدور الرجال؛ بل يقبض العلم بقبض العلماء، فإذا لم يبق عالماً اتخذ الناس رؤوساً جهالاً))، وفي رواية:((رؤساء جهالاً)) ، فدل على أن أهل العلم هم أهل الرئاسة، فلما فقدوا بحثوا عن من يفتيهم؛ ولو كان جاهلاً، وسموهم رؤساء، فالرئاسة الحقيقية لأهل العلم، وهكذا كانت على مر التاريخ.

طالب: تعلموا قبل أن تسودوا.

ص: 7

أيه؛ لابد أن يتعلم الإنسان قبل أن يرأس؛ لأنه إذا رأس قبل يسود أُحرج، ووقع في أخطاء، ولا بد أن يجعل له من ينير له الطريق "أن لا تخالف عبد الله بن عمر في شيء من أمر الحج، قال: فلما كان يوم عرفة" كان هذه تامة، ويوم فاعلها "يوم عرفة جاءه عبد الله بن عمر حين زالت الشمس" يعني مباشرة "وأنا معه" هذا سالم بن عبد الله بن عمر "فصاح به عند سرادقه" ناداه بأعلى صوته "أين هذا؟ " أين هذا؟ يعني أين الحجاج؛ أين الأمير؛ أمير الحاج؟ فناداه بأعلى صوته "أين هذا؟ فخرج عليه الحجاج، وعليه ملحفة معصفرة" يعني ملاءة يجل بها ثيابه "معصفرة" وقد جاء النهي عن لبس المعصفر، والمزعفر بالنسبة للرجال، لكن هذه قد تكون معصفرة مصبوغة بالكامل، أو يكون فيها شيء من العصفر، المقصود أنه جاء النهي عن ذلك، "فقال: مالك يا أبا عبد الرحمن؟ " ما الذي عندك؛ ما الخبر؟ بأعلى صوته، صاح به، ظن أن هناك حدث أو أمر وقع، فقال: مالك يا أبا عبد الرحمن "فقال: الرواحَ" الرواح، إغراء منصوب على الإغراء؛ يغريه بالرواح، بالمبادرة في هذا الوقت "فقال: الرواح إن كنت تريد السنة" والنبي عليه الصلاة والسلام لما بات بمنى، صلى بها الظهر والعصر والمغرب والعشاء والفجر، وجلس حتى طلعت الشمس، دفع إلى عرفة، ونزل دونها حتى إذا زالت الشمس، بمجرد زوالها خروج وقت النهي، صلى الظهر والعصر ودخل في أول الوقت "إن كنت تريد السنة، فقال: أهذه الساعة؟ قال: نعم، قال: فأنظرني" يعني أجلني؛ انتظر قليلاً "حتى أفيض علي الماء" يعني أغتسل للوقوف، من أجل أن يغتسل للوقوف "ثم أخرج، فنزل عبد الله" لعله نزل من دابته ليريحها انتظارا للحجاج "حتى خرج الحجاج، فسار بيني وبين أبي" سار الحجاج بين عبد الله بن عمر وبين سالم "فقلت له" سالم، يقول: فقلت له يعني الحجاج ": إن كنت تريد أن تصيب السنة اليوم، فاقصر الخطبة"، وفي رواية: "فعجل في الرواح" هجَّر "إن كنت تريد السنة اليوم، فاقصر الخطبة، وعجل الصلاة، قال: فجعل ينظر إلى عبد الله بن عمر" يعني يوافق على هذا الكلام أو لا يوافق، فيه أن الطالب له أن يتكلم بحضرة شيخه؛ لكن الشيخ يسدده إذا أخطأ "فجعل ينظر إلى عبد الله بن عمر كي ما يسمع ذلك

ص: 8