الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
من كتب الحديث المترجمة إلى لغة الهوسا عرض وتحليل
مدخل
…
من كتب الحديث المترجمة إلى لغة الهوسا عرض وتحليل:
اتضح من الحديث السابق أنّ علماء الهوسا قد أولوا عناية بالسُّنَّة النَّبويَّة، واهتموا بها تدريساً ونشراً وترجمةً لبعض كتبها إلى لغة الهوسا، وهي كتب تختلف من حيثُ أصالتُها وأهميَّتُها ومن حيثُ حجمُها وموضوعُها، ومن حيث دقّةُ التّرجمة أيضاً، ويعود هذا إلى مقدار ما عند المترجِم من عِلمٍ ومعرفةٍ وإلمامٍ بأصول الشّريعة وقواعدها، وتمكُّنه من اللّغتين؛ لغة المصدر (المترجم منها) ولغة الهدف (المترجَم إليها)، وفيما يلي تحليل نموذجين لما تقدم سردُه من أعمال علماء الهوسا في ترجمة كتب السُّنَّة النَّبويَّة إلى لغتهم:
الأوّل: ترجمة الأربعين النووية
للشيخ جومي رحمه الله:
تقدمت الإشارة إلى ذكر هذه الترجمة التي قام بها الشيخ أبو بكر محمود جومي رحمه الله منذ الخمسينيات، وبالتحديد عام 1959م. وقد أشار الشيخ في مقدمته للترجمة إلى أنّها جاءت بناءً على طلب من وكالة الإقليم الشّمالي للشؤون الأدبية (Northern region literature Agency) المعروفة اختصاراً باسم (NORLA) ، وطبعته شركة شمال نيجيريا للطّباعة (NNPC) .
وقد سَلك الشّيخ المنهجَ المعتاد في التّرجمة، فجعل الكتابَ في عَمُودين مُتَوازِيَيْن، واضعاً النّصّ العربِيّ في العمود الأيمن، والتّرجمة في العمود الأيسر موازيةً تماماً لنصّ الحديث.
وقد اتّسمت ترجمته هذه بالدِّقة والجودة وسلامة اللّغة وجزالةِ العبارة لا
يشوبُ أساليبَها غموضٌ ولا التواءٌ.
والشّيخ رحمه الله رغم تمسكه الشّديد في حديثه اليومي بأصول لهجة أهل ولاية صكتو الّتي تختلف في بعض مفرداتها وبناءِ ألفاظها عن اللهجة العِلمِيَّة الّتي تجري الكتابة بها في المؤسّسات العِلمِيَّة والأطروحات الأكاديمية والّتي تستمد معظمَ مفرداتها وبنائها الصّرفي من لهجة أهل ولاية كانو إلاّ أنّه في هذه الترجمة لم يَظهر أَثَر تمسّكه بتلك اللهجة، وفي نظري أنّ السّبب في هذا قد يكون راجعاً إلى كون التّرجمة قد وُضعتْ خصِّيصاً بطلبٍ من وكالة الإقليم الشّمالي للشّؤون الأدبية (NORLA) كما تقدم - وهي وكالةٌ عَمل بها فريقٌ من المتخصِّصين في مختلفِ لغات نيجيريا. فليس بِغريب أن تخضع ترجمةُ الشّيخ من حيثُ صياغتُها اللّغويّة لمراجعة هؤلاء المختصّين، ويكفي أن نعرف أنّ من بين العاملين بهذه الوكالة عميدَ أدب الهوسا آنذاك الّذي لم يَأت بعده مثلُه في مجال الكتابة في الأدب الهوساوي وهو الشّيخ/ أبو بكر إمام
رحمه الله فلا يُستَبْعَدُ إذن أن تَحظى ترجمةُ الشّيخ جومي ببعض ملاحظاتِه الأدبية، وإشاراته اللّغويّة. والأمر الّذي حداني إلى هذه الملاّحظة الاختلافُ الحاصلُ بين الصّياغة اللّغوية المبني عليها ترجمة (متن الأربعين النوويّة) والصِّياغة الّتي تمت بها ترجمةُ الشّيخ نفسِه لمعاني القرآن الكريم، فإنّ القارئ الهوساويَّ للتّرجمتين لا بُدّ أن يَلمس بينهما فرقاً جوهرياًّ من حيثُ الوضوحُ اللّغويّ وجزالةُ الأسلوب، فإنّ ترجمة الأربعين النّوويّة أكثر وضوحاً وجزالةً. والله أعلم.
وقد اعتنى الشّيخ أبو بكر جومي رحمه الله في ترجمته لمعاني (متن الأربعين) بتعليقاتٍ مهمّة جدّاً، حاول فيها أن يُبرز دعوتَه إلى التّمسك بالسُّنَّة ومحاربتِه
للبدع والطّرق الصوفيّة والأعراف المخالِفة لروح الشّريعة الإسلاميّة، وكانت معالجةُ الشّيخ لهذه القضايا من خلال تلك التّعليقات والحواشي تتَّسم بنوعٍ كبيرٍ من اللّباقة والحكمة؛ إذْ لم تَزل الدّعوة السّلفيّة آنذاك في طورها الأوّل، والتّصريح بكلِّ أمرٍ قد يؤدّي إلى نتائجَ سيئة تضر بالدّعوة وتقضي عليها في مَهدها، كما يُمكن أن تسبِّب له إشكالاتٍ قد تقف عائقا أمام هَدفه الدّعوي ومرماه الإصلاحي، فَجاءت تعليقاتُه فيها من الحكمة والإشارة اللّطيفة ما يُفهم منه غرضُه دون أن يثير حفيظةَ القارئ. ونضرب لهذه التّعليقات نماذجَ يتّضح منها ما وراءها، فمن ذلك:
تعليقه على الحديث الثّاني من الكتاب وهو حديث جبريل المشهور في سؤاله عن الإيمان والإسلام والإحسان، إذ قال الشّيخ: ((يُفهم من هذا الحديث أمورٌ كثيرة، أوّلا: أنّ نظافة الأبدان والملابس أمرٌ مطلوبٌ شرعاً كما تدلّ عليه هيئةُ هذا الرّجل الغريب. الثّاني: أنّ الإسلام إنما يُتَعلّم عن طريق سؤالِ من يعلمه. الثّالث: لا يَنبغي الغلوّ في تعظيم شخصٍ. الرّابع: الطّرق الصوفّية ليستْ من ضروريّات الدّين. الخامس: معرفةُ أنّ الإسلام والإيمان والإحسان حقائقُ مختلفة. السّادس: لا ينبغي لعالِمٍ إذا سُئل عن أمرٍ من أمور الدّين وهو لا يدري أن يَكذب على السّائل في الجواب. السّابع: ينبغي للعالم أن ينبّه تلاميذَه لسؤالِ ما ينبغي لهم سؤالُه لفائدته، إذا غَفلوا عن ذلك. الثّامن: أنّ النبي صلى الله عليه وسلم لا ينطق عن الهوى إلاّ ما يوحى إليه من ربّه. التّاسع: معرفة كمال خلق الصحابة وصبرهم. العاشر: معرفة أنّ الملائكةَ قد يَظهرون في صورةٍ غير
صورتهم الحقيقيّة)) (1) .
والملاحِظ في هذه الفوائد يجد أنّ الشّيخ قد أشار إلى أمورٍ كانت من أمراض المسلمين يُعاني منها المجتمع الإسلامي، كاعتقاد بعضِهم أنّ ترك نظافةِ البدن والتّقشف في المأكل والملبس من متطلَّبات الولاية في الدِّين، فيظلّ الإنسانُ عمرَه لا يغتسل ولا ينظِّف ملابِسَه لكي يستكمل شروطَ الولاية فيحظى بها. كما أشار في تعليقه إلى الطّرق الصّوفية التي كانت يومئذ في ذروة نَشاطها وَأَوْجِ قوّتها، وقد جاءت إشارةُ الشّيخ إليها مشوبةً بالحذر والتّحفظ فاكتفى بقوله:"ليس من ضروريّات الدّين"(2) وهذا تلميح منه إلى أنّ تركها والاستغناءَ بما جاء في حديث جبريل كافٍ في الحصول على ولاية الله للعبد ولا ضرورةَ إلى الإحداث في دين الله ما لم يَأذن به الله.
كما أشارَ الشّيخ إلى ضرورة تعليم النّاس دينَهم، وأنّ الدِّين لا يُعلم إلاّ بالتّعلّم وأنّ من طرق التّعلّم سؤالَ من لا يَعلم، وقد كان أجلّ همّ الصوفيّة في تلك المجتمعات الاكتفاءَ في الغالب بشحن أذهان أتباعها بِقِصَصِ كَرامات أوليائها حَتّى أصبحتْ كلّ طريقة تُنافس نظيراتها في تمجيد من تنتسب إليه وتفضيله على غيره مما كان سبباً لارتفاع نسبة الجهل بالإسلام بين شريحةٍ واسعةٍ في المجتمع. كما حذّر الشّيخ العلماءَ من مغبّة القول على الله بلا علم.... وغير ذلك مما يَلمحه القارئ من خلال سطور هذا التّعليق الوجيز المليء بالفوائد والتّنبيهات.
(1)((متن الأربعين النووية)) - ترجمة الهوسا - (ص9)(الهامش رقم1) .
(2)
وانظر مثل هذه الإشارة أيضا في تعليقه على الحديث الثاني والعشرين (ص19)(الهامش رقم1) .
ومن ذلك أيضاً تعليقه على الحديث الرّابع، وهو حديثُ عائشة رضي الله عنها مرفوعاً:((من أحدَثَ في أمرِنَا هذا ما ليس منه فهو رَدّ)) . إذْ جاء تعليقُ الشّيخ عليه ما ترجمته كالتّالي:
قال الشّيخ رحمه الله: ((هذا الحديث يُعلِّمنا حقيقةَ ما يُسمى بالبدعة، وهو أن يُحدَث شيءٌ في الدّين ليس يُعرف في عهد النّبي صلى الله عليه وسلم ولا في عهد صحابته رضي الله عنهم. ومَهما يكن علمُ عالِمٍ فليس في وسعه أن يزيد شيئاً في دين الله، ولو زاد شيئاً لم تُقبل منه هذه الزّيادة. وهذا لا يَمنع أن يُستعمل شيءٌ يعودُ على المسلمين بالنّفع، كالبثّ الإذاعي لتلاوة القرآن، وترجمة الكتب إلى لغةٍ ليست عربية؛ لكي يقرأها أصحاب تلك اللّغة ويَقِفوا على حقيقة دينهم)) (1) .
وهذا التعليق تضمّن ثلاثةَ أمور مهمّة في باب الابتداع:
الأول: تعريف البدعة.
الثّاني: أنّ البدعة لا تُقبل ولو كان مُحْدِثها رجلاً يُظنّ فيه العلم والصّلاح، إذْ لا تلازم بين الأمرين، فقد يكون كذلك ويخطئ في هذا الباب. والشّيخ رحمه الله يُشير بهذا إلى أن اعتقاد بعض النّاس فيمن ينتسبون إليه أنه وَلِيٌّ لله لا يُسوّغ لهم قبول ما نُسب إليه من البدع والأمور المحدثة في دين الله، فنحن ولو سلّمنا جدلاً ولايةَ ذلك الشّخص فإنّه يجب علينا أن نَزِنَ أقوالَه وأفعالَه بميزان الشّرع فما كان موافقاً للكتاب والسُّنَّة وهدي السّلف قَبِلناه، وما كان مخالفاً لها تركناه ولا اعتبار بصلاح صاحبه وفضله في ذلك.
(1)((متن الأربعين النووية)) - ترجمة الهوسا - (ص11)(الهامش رقم2) .
وبالتّسليم لهذا تَسقط جميعُ الطّرق الصوفيّة حتى ولو صحّت نسبةُ جميع ما فيها إلى من نسبت إليهم
…
وهذه طريقةٌ لَبِقَةٌ وأسلوبٌ حكيمٌ.... والله أعلم.
الثاّلث: الرّدّ على من يخلط بين البدع وما يُسمى بالمصالح المرسلة أو ما هو من قبيل الاختراعات العصريّة فيتخذ إجماعَ العلماء لإباحة الأمر الثّاني ذريعةً وحجةً إلى الإحداث في دين الله ما لم يكن منه.
* ونموذجٌ آخر في تعليقه على الحديث السّابع وهو قوله صلى الله عليه وسلم: ((الدّين النّصيحة)) . قلنا: لمن؟ قال: ((لله، ولكتابه، ولِرسوله ولأئمّة المسلمين، وعامَّتِهم)) .
فعلّق عليه الشّيخ بقوله: ((النّصيحة: هي فعلُ ما ينبغي فعلُه. النّصيحة لله هي الإيمان بوجوده وصفاته كما يليق به. والنّصيحة لكتب الله هي الإيمان بها وأنّ ما فيها إنما هو وحي من الله. والنّصيحة للرسول هو التّصديق بأنّه رسولٌ من عند الله، وتوقيره وتوقير ذريّته. والنّصيحة للأئمّة: هو احترامهم كما يليق بمنزلتهم ما دام أنّ ذلك في حدود الشّرع، ولا يجوز الانحناء في التّحية لأحدٍ، لأنّ فعلَ ذلك ليس من النّصيحة في شيءٍ. والنّصيحة لعامّة المسلمين، هي إعانتهم على ما فيه خَيرهم، مثلُ تعليمهم وإرشادهم بطريقة مفيدةٍ وباحترامٍ)) (1) .
ويلاحظُ إشارة الشّيخ إلى ظاهرةٍ اجتماعية طالما سَكَت عنها أهل العلم في ذلك الوقت بل حَبَّذُوها وشجَّعوها وعدُّوها حقّاً لكل كبير على صغير، وهي ظَاهرة الانحناء عند التّحيّة، فجاءت إشارةُ الشّيخ إلى هذه الظّاهرة
(1)((متن الأربعين النووية)) - ترجمة الهوسا - (ص12)(الهامش رقم2) .
وتنبيهه على أنّ ذلك ليس من باب النّصيحة لأئمّة المسلمين، وأنّ احترامهم لا بُدّ أن يَتم في حدود ما أقرَّتْه الشَّريعة، والانحناءُ مما جاء النّهي عنه فيما رواه الترمذي وغيره عن أنس رضي الله عنه قال: قال رجل: يا رسول الله، الرّجل منّا يَلْقى أخاه أو صديقَه أينحني له؟ قال:((لا)) . قال: أَفَيَلْتَزمه ويقبِّلُه؟ قال: ((لا)) . قال: أفيأخذ بيده ويُصافحه؟ قال: ((نعم)) . قال التّرمذي: ((هذا حديثٌ حَسَن)) (1) .
وعلى هذا المنوال جَرى الشّيخُ في تعليقاته وتَهْمِيشاته لأحاديث هذا الكتاب يُشير إلى بعض الأمراض العقديّة والاجتماعية المنافِيةِ للشّريعة الإسلامية ويعالجها بحكمةٍ وَرَوِيَّةٍ.
ومن الملاحظ: أنّ هذه التّعليقات لم تستمرَّ في الكتاب على وتيرةٍ واحدةٍ، بل نجد الشّيخ في أوائل الكتاب قد أكثر منها ثُمّ بدأت تَتَناقصُ في وسط الكتاب، بحيث لا تتجاوز السَّطْرَ والسَّطْرَيْن، بل قد تَرك بَعْضَ الأحاديث غُفْلاً دون تعليق، ثم توقّفت في أواخر الكتاب، وربما يُفسّر هذا، بأن الشّيخ قد كتب هذه التّرجمة في أوقات مُتباعدة، وفَتَراتٍ متقطّعة؛ كان في أولها أكثر نشاطاً وحيويَّةً ثمّ بدأ نشاطُه يضعف شيئاً فشيئًا، كما هي العادة في كلّ عمل هذا شَأْنُه.
وعلى الرّغم مما أشرنا إليه من دقة هذه التّرجمة وحُسن صياغتها إلاّ أنّ ذلك لا يَعني خلوَّها من بعض الأخطاء التي لا يَكاد يسلم منها عملٌ بشريٌّ. فمن خلال قراءتي لهذه التّرجمة وجدتُ أموراً يحسن التّنبيه عليها لكي تتُدارك
(1) أخرجه الترمذي (5/75/رقم2728) ، وابن ماجه (2/1220/رقم3702) ، وأحمد (3/198) ، وغيرهم. وحسنه الترمذي.
في الطّبعات اللاّحقة للكتاب، وهي تتمثل فيما يلي:
1-
عدم ترجمة بعض الجمل.
- ففي الحديث الثّاني (1) ؛ حديث جبريل عليه السلام المشهور، لم تُتَرجَم لفظ (العَالة)
وترجمته كالتّالي: (matalauta)
- وفي الحديث الثّاني والعشرين (2) ؛ حديث العرباض بن سارية رضي الله عنه لم يُترجم قوله صلى الله عليه وسلم ((
…
فإنّه من يَعِشْ منكم فَسيرى اختلافاً كثيراً)) .
وترجمته كالتاّلي:
Domin lalle wanda duk ya rayu daga cikinku to zai ga sabani mai yawa.
- في الحديث الخامس والثّلاثين (3) ؛ حديث أبي هريرة رضي الله عنه لم تُترجَم جملةُ ((.. ولا تدابروا))
وترجمتُها كالتّالي:
Kuma kada ku bawa juna baya.
- في الحديث الأربعين (4) ؛ حديث ابن عمر رضي الله عنه لم تترجم جملة: ((ومن حياتِك لمرضك)) .
وترجمتها كالتّالي:
Kuma ka yi aiki lokacin rayuwarka saboda mutuwarka.
(1)((متن الأربعين النووية)) - ترجمة الهوسا - (ص9) .
(2)
((متن الأربعين النووية)) - ترجمة الهوسا - (ص34) .
(3)
((المصدر نفسه)) (ص26) .
(4)
((متن الأربعين النووية)) - ترجمة الهوسا - (ص30) .
2-
ترجمة بعض الجمل أو الألفاظ خطأ:
- ففي الحديث السّابع (1) ؛ حديث أبي رقيّة تميم بن أوس الدّاري رضي الله عنه ترجم عبارة: ((قلنا: لمن)) بقوله: Muka ce، "Ga me?" وهذا معناه: (قلنا: لأيّ شيء
…
؟) ، وصواب الترجمة:
Muka ce، "Ga wa?".
- وفي الحديث الثّاني والثّلاثين (2) ؛ حديث أبي سعيد الخدري رضي الله عنه ترجم قولَ المؤلف: ((وله طرقٌ يُقَوِّي بعضُها بعضاً)) بقوله:
(kuma shi hadisin yana da hanyoyi daban na karbowa) .
وهذا معناه: (وللحديث طرق مختلفة للرّواية) .
وصواب التّرجمة:
Kuma shi hadisin yana da hayoyin daban-daban wadanda sashisu yana karfafar sashi.
- في الحديث الثّامن والثّلاثين (3) ؛ حديث أبي هريرة رضي الله عنه ترجم قولَه تعالى: ((فقد آذنته بالحرب)) بقوله:
(hakika na umarce shi da shirin yaki) .
ومعناه: (فقد أمرته بالاستعداد بالحرب) . فكأنّه حَمَل لفظ (آذنته) على معنى الإذن، وإنما هي على معنى (الأذان) وهو الإعلام والإعلان، فتكون صواب الترجمة:
(hakika na yi masa shelar fitowa ya yi yaki (da ni) .
- وفي الحديث الثّاني والأربعين (4) ؛ حديث أنس رضي الله عنه ترجمة قوله تعالى:
(1)((متن الأربعين النووية)) - ترجمة الهوسا - (ص12) .
(2)
((متن الأربعين النووية)) - ترجمة الهوسا - (ص25) .
(3)
((متن الأربعين النووية)) - ترجمة الهوسا - (ص29) .
(4)
((متن الأربعين النووية)) - ترجمة الهوسا - (ص30) .
((غفرت لك على ما كان منك ولا أبالي)) بقوله:
(zan gafarta maka abin da yake kanka) .
ومعناه: (غفرت لك ما عليك) .
بينما معنى قوله تعالى: (على ما كان منك) أي مَع ما كان منك من تكرار معصيتك كما أفاده ابن دقيق العيد (1) وغيره. وعليه يكون صواب التّرجمة:
Zan gafarta maka duk da irin laifinka kuma ban damu ba.
2-
حمل الضّمير على غير المراد به:
وهذا في الحديث السّادس عشر (2) ؛ حديث أبي هريرة رضي الله عنه إذ تَرجم المؤلّف عبارةَ: (فردَّدَ مراراً) بقوله:
Sai (Annabi) ya nanata sau da yawa....
ومعناه: (فردّد (النّبي) مرارا)
وفي هذا حملُ الضّمير في (فردد) على أنه عائدٌ إلى النّبي صلى الله عليه وسلم، والصّواب أنه عائد إلى السّائل، أي أنّه ردّد السّؤال مرارا:
قال الإمام النووي (3) : ((فَلم يزده في الوصية على (لا تغضب) مع تكرار الطّلب)) يعني من السّائل.
وقال ابن رجب (4) : ((ثم ردّد هذه المسألة عليه مراراً، والنبي صلى الله عليه وسلم يرددّ عليه الجواب)) .
(1) انظر: ((شرح الأربعين حديثا النووية)) لابن دقيق العيد (ص110) .
(2)
((متن الأربعين النووية)) - ترجمة الهوسا - (ص16) .
(3)
((شرح صحيح مسلم)) للنووي (ج16/163) .
(4)
((جامع العلوم والحكم)) (1/371) .
وقال الحافظ ابن حجر (1) : ((أي ردد السّؤال يلتمس أنفعَ من ذلك أو أبلغَ أو أعمَّ، فلم يَزد عليه على ذلك)) .
وقد أخرج الطبراني (2) وابن عبد البر (3) عن سفيان بن عبد الله الثقفي قال: قلت لنبي الله صلى الله عليه وسلم: يا نبي الله قل لي قولا انتفع به، وأقلل لعلِّي أعقله؟ فقال نبي الله صلى الله عليه وسلم:((لا تَغْضَب)) . فعاوده مراراً يَسأله عن ذلك، يقول نبي الله صلى الله عليه وسلم:((لا تَغضب)) .
وصوابُ الترجمة على هذا:
Sai (mai tambaya) ya nanata sau da yawa، shi kuma yana ce masa:"Kada ka yi hushi".
4-
ترجمة بعض المصطلحات ترجمة حرفية:
وذلك في الحديث الثّاني والثّلاثين (4) ؛ حديث أبي سعيد الخدري رضي الله عنه، حيث جاء فيه قولُ المؤلف: ((رواه ابن ماجه والدّارقطني وغيرهما مسنداً، رواه مالك في الموطّأ مرسلاً
…
)) . فترجم الشّيخ لفظَ (مسنداً) ولَفظَ (مرسلاً) ترجمةً حرفيةً صِرْفاً، فقابل (مسنداً) بقوله:(doge) و (مرسلاً) بقوله: (sake) . وهذه التّرجمة لا يُفهم من ورائها شيءٌ، فالأولى؛ إمّا أن يتركَ تلك المصطلحات كما هي في العربيّة، ثم يضعَ حاشية يشرحها، أو يسلكَ مسلكَ التّرجمة التّفسيرية، فيقول مثلاً في ترجمة لفظ (مسنداً) :
(da cikakken isnadi)
(1)((فتح الباري)) لابن حجر (10/519) .
(2)
((المعجم الكبير)) (7/69/رقم6399) .
(3)
((التمهيد)) لابن عبد البر (7/246) .
(4)
((متن الأربعين النووية)) - ترجمة الهوسا - (ص25) .
ومعناه: (بإسناده كاملاً) ، إذْ المراد بالمسنَد هنا ما قابل المرسَل، وهو أنّ راويَه أسنده بذكر جميع رجال الإسناد بمن فيهم صحابِيّ الحديث وهو أبو سعيد الخدري رضي الله عنه.
ويُترجِم لفظ: (مرسلاً) بقوله:
(ba tare da ambaton sahabin hadisin ba) .
ومعناه: (بدون ذكر صحابي الحديث) .
وعلى الرّغم من أنّ المراد بالمرسَل: (ما أضافه التّابعي إلى النبي صلى الله عليه وسلم مطلقاً)(1) ويجوز أن تكون الواسطةُ صحابياً، ويجوز أن تكون تابعياً كما هو معروف عند أهل العلم بالحديث، إلاّ أنّ المراد بالإرسال هنا ما قابل الإسنادَ المذكور وهو ذكر (أبي سعيد الخدري) في الإسناد وترك ذكره، فجاز أن يُترجم لفظ (المرسَل) بالمراد منه في هذا الموضع، لا بالمراد منه مطلقاً. والله أعلم.
5-
الاضطراب في ترجمة بعض الألفاظ:
ففي الحديث الخامس والثّلاثين (2) ؛ حديث أبي هريرة رضي الله عنه جاءت ترجمة ألفاظِه مضطربةً، صورتها كالتالي:
1
لا تحاسدوا
Kada ku yi wa juna hassada
2
ولا تناجشوا
kuma kada ku yi wa juna kyashi
3
ولا تباغضوا
kuma kada ku yi kiyayya
4
ولا تدابروا
kuma kada ku yi wa juna rudi a ciniki
(1) ومعناه بلغة الهوسا: (Shi ne abin da tabii ya jingina shi ga Annabi، tsira da aminain Allah cu tabbata a gave shi) .
(2)
((متن الأربعين النووية)) - ترجمة الهوسا - (ص26) .