الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
مقدمة فضيلة الشيخ / عبد الله بن عبد العزيز
إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا من يهد الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمدا عبده ورسوله.
" يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ اتَّقُواْ اللهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلَا تَمُوتُنَّ إِلَاّ وَأَنتُم مُّسْلِمُونَ "
" يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُواْ رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُم مِّن نَّفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالاً كَثِيراً وَنِسَاء وَاتَّقُواْ اللهَ الَّذِي تَسَاءلُونَ بِهِ وَالأَرْحَامَ إِنَّ اللهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيباً "
" يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلاً سَدِيداً * يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَن يُطِعْ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزاً عَظِيماً " أما بعد ،،،
فإنه مما لا شك فيه أن العقيدة بالنسبة للإنسان كالروح وكالهواء لا يستغني عنها الإنسان أبدا؛ لتجيبه عن كل أسئلته من أين جاء هذا الكون؟ من أين جاء هو؟ من هو الله؟ ما هي أسمائه؟ وما هي صفاته
…
إلخ
ومثل هذه الأسئلة لا نجد لها جوابا كافيا شافيا إلا في العقيدة الإسلامية ، ومن المميزات التي تجمعت للعقيدة الإسلامية عبر القرون الطويلة من تاريخها المجيد هي البساطة والتيسير والخلو من التعقيدات التي تعاني منها العقائد الأخرى.
ولكن لا طريق لنا لتعلم علم العقيدة إلا بالكتاب والسنة فهي أمور غيبية لا سبيل لتعلمها إلا عن طريق أدلة السمع - أي الكتاب والسنة -.
وإنَّ فَهْمَ دلائل الكتاب والسنة إنما يُؤْخَذُ عن السلف؛ فهم أعلم الناس بمراد الله ورسوله صلى الله عليه وسلم ، وكل علم يُؤْخَذُ من غير طريقهم ونهجهم فهو ضلال وإنحراف ، وصدق عمران بن حصين رضي الله عنه إذ يقول " أي قوم خذوا عنا فإنكم والله إلا تفعلوا لَتَضلُّنَّ "(1) .
وباب الأسماء والصفات من أبواب العقيدة باب دقيق لأنه من خلاله تتعرف على ربك وعلى أسمائه وصفاته وعلى أفعاله معرفة صحيحة ، إلا أنه كثر فيه الدخلاء ما بين مُمَثِّل ومُعَطِّل فزادوا فيه وغَيَّروا فَصَعُبَ فهمه على كثير من الناس وصدق من قال:
يحللون بزعم منهم عُقَدَا
…
وبالذي قالوه زادت العُقَدُ
ولذا يتعين على كل المشتغلين بهذا العلم تدريسا وتصنيفا أن يعرضوه بلا غموض ولا تعقيد ولا حواجز لفظية تعوق عن فهمه ، والقاعدة في ذلك قول الله سبحانه " فقل لهم قولا ميسورا " آية 28 الإسراء.
وقد طلب مني الأخ أبوعبد الله المصري الإطلاع على بحثه هذا " شرعية الإخبار عن الله بما لم يأت به قرآن ولا سنة " فرأيته مبحثا قويا في موضوعه قَلَّ من تطرق إليه بهذه البساطة والسلاسة مَبْنِيٌّ على الكتاب والسنة وفَهْم سلف الأمة ، فَوُفِّقَ في تناوله دراسة ومنهجا واستدلالا.
وقد طلب مني أن أُقَدِّم له بمقدمة فكتبت هذه الكلمات ، فأسأل الله أن ينفع بهذا البحث.
وكتبه / عبد الله بن عبد العزيز
(1) كتاب الكفاية في علم الرواية صـ 15 لأحمد بن علي بن ثابت أبو بكر الخطيب البغدادي - الناشر: المكتبة العلمية - المدينة المنورة تحقيق: أبو عبد الله السورقي ، إبراهيم حمدي المدني.