الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
مقدمة:
إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا من يهد الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمدا عبده ورسوله.
" يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ اتَّقُواْ اللهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلَا تَمُوتُنَّ إِلَاّ وَأَنتُم مُّسْلِمُونَ "
" يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُواْ رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُم مِّن نَّفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالاً كَثِيراً وَنِسَاء وَاتَّقُواْ اللهَ الَّذِي تَسَاءلُونَ بِهِ وَالأَرْحَامَ إِنَّ اللهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيباً "
" يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلاً سَدِيداً * يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَن يُطِعْ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزاً عَظِيماً " أما بعد ،،،
يُعْتَبَرُ علم العقيدة من بين العلوم الشرعية أشرفها وأعظمها مكانة؛ إذ خلق الله الجن والإنس وأنزل الله الكتب وأرسل الرسل ليعبدوه وحده بلا شريك.
قال الله عز وجل فَاعْلَمْ أَنَّهُ لا إِلَهَ إِلا اللَّهُ [محمد:19]، وقال عز وجل وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالإِنسَ إِلا لِيَعْبُدُونِ [الذاريات: 56] ، وقال وَلَقَدْ بَعَثْنَا فِي كُلِّ أُمَّةٍ رَّسُولاً أَنِ اعْبُدُواْ اللهَ وَاجْتَنِبُواْ الطَّاغُوتَ [النحل: 36] ، وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم (من شهد أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله وأن عيسى عبد الله ورسوله وأن الجنة حق والنار حق أدخله الله الجنة على ما كان من العمل) أخرجه البخاري برقم 3252 ومسلم في كتاب الإيمان برقم 28.
إن تعلم العقيدة الصحيحة والتي مصدرها الكتاب والسنة الصحيحة ثم إجماع سلف الامة (1) ، والعمل بمقتضاها والدعوة إليها هي أشرف الأعمال وأعظمها ، والتي يحاول العبد في هذه الحياة أن يقيمها على ما يحب ربنا ، وإن عبادة الله وحده وتنزيهه عن صفات النقص واثبات صفات الكمال وطاعة رسوله والعمل بشرعه وتطبيقه في شئون الحياة كلها والدعوة إلى دينه هي الحكمة من خلق الجن والإنس ، ولا يستقيم ذلك إلا بتصحيح العقيدة؛ إذ العمل فرع عن التصور والإعتقاد.
فلا تكون هناك عقيدة صحيحة إلا بان يكون مصدرها الكتاب والسنة وإجماع سلف الامة؛ إذ تعتبر العقيدة هي قاعدة الإيمان والأصل الذي يقوم عليه أركان الإيمان.
وموضوع هذا البحث هو الإخبار عن الله بما لم يأت في القرآن والسنة والذي نتناوله كما يلي:
الفصل الأول: توطئة بين يدي البحث وفيه:
أولا: سبب كتابة هذا البحث.
ثانيا: أهمية هذا البحث.
ثالثا: تعريفات ومقدمات بين يدي البحث.
الفصل الثاني وفيه:
الدليل من القرآن والسنة على جواز الإخبار عن الله.
ما جاء عن سلف الأمة بشأن عدم التَّقَيُّد بما جاء في القرآن والسنة في الإخبار عن الله.
الفصل الثالث: الرد على بعض الاعتراضات على هذا البحث.
وقبل الشروع في البحث لعله من المناسب أن أنقل كلاما للشيخ القاسمي في تفسيره للآية رقم 82 من سورة النساء حيث قال: " وفي بقية الآية العذر للمصنفين فيما يقع لهم من الاختلاف والتناقض لأن السلامة عن ذلك من خصائص القرآن ".
وأسأل الله بأسمائه وصفاته أن يجعل هذا العمل لوجهه خالصا ، وأن يكون بحثا نافعا لي وللمسلمين ، وأن يتقبله مِنِّي بفضله وكرمه.
(1) - إجماع السلف في باب الاعتقاد فيه تفصيل سيأتي في الفصل الثالث.