الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
المبحث الثالث: خطوات الدرس
خطوات الدرس:
ليس المراد هنا الدراسة النظامية في المدارس، فتلك لها مناهجها ونظامها الخاص وقد لا ينفع الاقتراح في تعديلها، مع تمنينا أن يطبق أساتذة المدارس، هذه الخطوات.
وإنما المراد هنا الحلقات المسجدية وغيرها، من الحلقات التي لا يقيد الأستاذ وطلبته فيها إلا ما فيه مصلحة عامة تعود على الجميع بالفائدة، كما هو الحال في المخيمات والمعسكرات الطلابية.
وأرى أن يتبع الأستاذ الخطوات التالية:
قراءة بعض آيات القرآن يعينها لكل لقاء لاحق أحد الحاضرين في اللقاء السابق. ويكلف آخر تحضيرها من كتب التفسير (كتفسير ابن كثير، أو في ظلال القرآن) ليفيد زملاءه بها باختصار.
وينبغي أن تكون الآيات مناسبة للمقام، فالترغيب ـ مثلًا يناسبه آيات الوعد والثواب وصفة الجنة وصفات المؤمنين، والترهيب يناسبه ذكر الوعيد وصفات النار وأعمال الكافرين ـ وهكذا يقال في الإنفاق والجهاد والصبر والصدق والأمانة والعلم والعمل وغيرها.
مناقشة عامة لما مضى في الدرس الماضي، بذكر ما تم كما ينبغي، وما لم يتم، مع ذكر العوائق التي اعترضت الطالب ومناقشة حلها ـ وعلى المقصر أن يعترف بتقصيره إن حصل دون جدال، ويعتذر ويعد بعدم التقصير مستقبلًا.
وعلى الأستاذ وبقية الطلبة قبول العذر وعدم التأنيب، فإن تكرر فليعالج بالحكمة والأسلوب المناسب في الزمان والمكان المناسبين.
البدء في دراسة الفصل المقرر، وينبغي تنوع الدراسة، تنوعًا يحقق هضمه من جميع الحاضرين وفي الإمكان اتباع ما يلي:
(أ) يذكر الأستاذ النقاط الرئيسية للدرس الجديد، ويطلب من كل طالب الكلام على جزئيات كل نقطة على حدة، أو يطلب من كل طالب ذكر بعض النقاط الرئيسة، ثم يقسم الجزئيات على الطلبة كل واحد يتكلم على بعضها.
وعليه تتبع التلخيص أو الإجابة على الجزئيات، ليعلق في آخر الأمر على ما يراه يستحق التعليق، وللأستاذ أن يكلف أحد الطلبة القيام بالتدريس إذا رآه أهلًا لذلك، ليمرن طلبته على التدريس، ويصحح لهم ما يقعون فيه من خطأ.
وعليه أن يبرز الجوانب المقصودة من الدراسة بشكل واضح حتى يتعود طلبته على فهم مقاصد الدراسة والتدريس.
(ب) على كل طالب أن يحضر النقاط التي أشكلت عليه في كراسته، ولا يبدأ بالسؤال عنها، بل ينصت ويناقش إلى أن ينتهي الأستاذ من البحث الذي فيه نقطة الإشكال، فإن فهم من خلال المناقشة فبها وإلا سأل أستاذه.
وعلى الأستاذ أن يجيب بوضوح إن كان عنده علم بذلك، وإلا طلب التأجيل ليبحث، وإذا كان عند بعض طلبته علم، فعليه أن يمكنه من إبداء ما عنده ليحصل التعاون بينه وبين طلبته.
وعلى الأستاذ أن يحضر أسئلة على النقاط الصعبة، لتنبيه الطلبة على فهمها، وأن يسرع بالإجابة أو المساندة عليها إذا أحس عجز الطالب أو الطلبة عن الإجابة، لأنه لا يقصد بالأسئلة التعجيز وإنما هي تنبيه على الفائدة.
كما يجب أن يكون غرض الجميع الإفادة والاستفادة، مع التواضع وعدم الترفع على الآخرين.
(ج) على الأستاذ أن يعوِّد طلبته في ختام الدرس على الإدلاء بما سمعوه، من الأخبار المهمة المتعلقة بالعالم الإسلامي أو غيره، وذكر المجلات الإسلامية، التي ينبغي اقتناؤها [أو مواقع الشبكة "الإنترنت" المفيدة] وقراءة ما ورد في ختم المجلس.
(د) لا ينبغي أن يضن الأستاذ أو طلبته بالوقت للدراسة، فخير الأوقات ما استغل في طاعة الله لا سيما ما يعود نفعه لعامة المسلمين.
{وَهُوَ الَّذِي جَعَلَ اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ خِلْفَةً لِمَنْ أَرَادَ أَنْ يَذَّكَّرَ أَوْ أَرَادَ شُكُورًا} [الفرقان: 62] .
(هـ) وهناك أمر يجب التنبيه عليه، وهو أن على الأستاذ أن يكون ملمًا إلمامًا واسعًا بالدروس التي يلقيها لطلبته، متمكنًا من فهم مسائلها تمكنًا كاملًا أو قريبًا منه، وأن يتوسع في المراجعة في الكتب المناسبة.
ويحرص كل الحرص على عدم ظهوره بمظهر المتردد في فهم المسائل، حتى لا تضعف ثقة طلابه به، وحتى لا يكون قدوة لهم في عدم إتقان مادة الدرس.
كما أن عليه ألا يتردد عن قول: (لا أدري) فيما لا يعلم، لئلا يقع في مثل قوله:{وَلَا تَقُولُوا لِمَا تَصِفُ أَلْسِنَتُكُمُ الْكَذِبَ هَذَا حَلَالٌ وَهَذَا حَرَامٌ لِتَفْتَرُوا عَلَى اللَّهِ الْكَذِبَ} [النحل: 116] .