الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
المبحث الرابع: أمور مهمة ينبغي للأستاذ أن يمرن طلبته عليها
.
الجد في الأمور والبعد عن الهزل والهازلين.
الحرص على فهم عقيدة السلف الصالح من كتبهم، وبالأخص كتب شيخ الإسلام ابن تيمية وابن القيم. [مثل كتاب العبودية، والعقيدة الواسطية، والفرقان بين أولياء الرحمن وأولياء الشيطان، والنونية] .
التعمق المستمر في فهم كتاب الله وسنة رسوله، عن طريق قراءتهما المباشرة والتدبر وقراءة التفسير وعلومه والحديث وعلومه.
البُعد عن التعصب الذي وقع فيه المقلدون الجامدون، فالحق أحق أن يتبع، وليس أحد من الناس معصومًا إلا من عصمة الله، وهو الرسول صلى الله عليه وسلم، ويجب رد ما اختلف فيه إلى الله ورسوله، ولا طاعة لمخلوق في معصية الخالق. [يراجع في هذا كتاب "رفع الملام عن الأئمة الأعلام" لابن تيمية] .
تطهير المجالس من أقذار الغيبة والنميمة، وتجريح الأفراد والجماعات، فالوقت يجب أن يستغل في بناء الطالب وتعويده على الالتزام بالأدب الإسلامي، والتنفير عن الوقوع في أعراض الناس، وفي تذكر الإنسان عيوب نفسه ما يغنيه عن التفكه بعيوب الآخرين.
وهذا لا يمنع من ذكر السلبيات التي تؤثر على سير الدراسة أو الدعوة، التي يقع فيها بعض الأساتذة أو الطلبة، ويقدر ذلك بقدره، على أن يكون المقصود التحذير من الوقوع فيها.
عدم تضييع الوقت فيما لا ينفع أو فيما هو مهم على ما هو أهم، فضلًا عن تضييع الوقت فيما يضر.
وما أكثر ما يضيع طلبة العلم أوقاتهم في الكلام اللغو الذي لا فائدة فيه، إذا سلموا من الكلام الذي يجلب عليهم الإثم.
ومن صفات المؤمنين {وَإِذَا مَرُّوا بِاللَّغْوِ مَرُّوا كِرَامًا} [الفرقان: 72] .
وأمرهم الله تعالى: بالقول النافع المفيد فقال: {يا أيها الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلًا سَدِيدًا} [الأحزاب: 70] .
وقال النبي صلى الله عليه وسلم: «من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليقل خيرًا أو ليصمت» [البخاري (7 / 78ـ89) ] .
واستعذاب الكلام فيما لا يفيد دليل فقدان الروح العلمية والخلقية، فليحذر المسلم ذلك كل الحذر، ولا يحملنه استعذاب مناوئيه للطعن فيهم، أن يقتدي بهم في ذلك، فقد يكون الطاعن فيه ممن هيأه الله لنشر فضائله وهو لا يدري.
وإذا أراد نشر فضيلة
…
طويت أتاح لها لسان حسود
لولا اشتعال النار فيما جاورت
…
ما كان يعرف طيب عرف العود
ثم إن الطاعن في أهل الحق، فارغ وأهل الحق مشغولون بحقهم، والمثل العربي يقول:"ويل للشجي من الخلي، وويل للعالم من الجاهل". والشجي هو المشغول، والخلي هو الفارغ.
والذي يغتابك أو يظلمك بأي نوع من أنواع الظلم، يكون سببًا في أخذك من حسناته، أو تحمله بعض سيئاتك يوم القيامة، [راجع صحيح مسلم (4 / 1997) ] . وهذا ينفعك ويضير نفسه فدعه وما يقترف.
وإنا ننصح من تعود على غيبة الناس، وبخاصة العلماء والدعاة، أن يلجأ - إذا حدثته نفسه بغيبة أحد - إلى أقرب لحم حلال، ليأكل منه، بدلا من أكل لحوم إخوانه، فإنه يجمع خيرين:
الأمر الأول: تغذية جسمه بما أحل الله له.
الأمر الثاني: نجاته من الوقوع في هذا التأنيب الرباني: {أَيُحِبُّ أَحَدُكُمْ أَنْ يَأْكُلَ لَحْمَ أَخِيهِ مَيْتًا فَكَرِهْتُمُوهُ} [الحجرات (12) ]