المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌حوار مسلم مع نصراني حول حادثة الصلب - عرفوا الحق فتركوا الباطل

[شحاتة صقر]

فهرس الكتاب

- ‌رَبَّنَا آمَنَّا فَاكْتُبْنَا مَعَ الشَّاهِدِينَ

- ‌هؤلاء…عرفوا الحق فتركوا الباطل

- ‌إِلَى الْهُدَى ائْتِنَا

- ‌هل هذا إله

- ‌أسئلة عن إلهية المسيح تنتظر الجواب من النصارى

- ‌هل الكتاب المقدس كلام الله

- ‌متناقضات وأغلاط في التوراة والإنجيل

- ‌أدلة نبوة المسيح عليه السلام من الإنجيل:

- ‌البشارة بالنبي محمد صلى الله عليه وآله وسلم في التوراة والإنجيل

- ‌موقف يدل على نبوة وصدق الصادق الأمين صلى الله عليه وآله وسلم

- ‌حوار مسلم مع نصراني حول حادثة الصلب

- ‌أسئلة تنتظر الإجابة فهل من مجيب

- ‌عقيدتنا ـ نحن المسلمين ـ في المسيح عليه السلام

- ‌لماذا كان الإسلام أسرع الأديان انتشاراً في العالم

- ‌خصائص الدين الإسلامي

- ‌الخاصة الأولى: البساطة والمنطقية والقابلية للتطبيق:

- ‌الخاصة الثانية: وحدة المادة والروح:

- ‌الخاصة الثالثة: الإسلام نظام كامل للحياة:

- ‌الخاصة الرابعة: الموازنة بين مصلحة الفرد ومصلحة الجماعة:

- ‌الخاصة الخامسة: عالمية الإسلام:

- ‌الخاصة السادسة: تعاليم الإسلام سجل لا يتطرق إليها التحريف:

الفصل: ‌حوار مسلم مع نصراني حول حادثة الصلب

‌موقف يدل على نبوة وصدق الصادق الأمين صلى الله عليه وآله وسلم

-

عن المغيرة بن شعبة رضي الله عنه قال: «انْكَسَفَتْ الشَّمْسُ يَوْمَ مَاتَ إِبْرَاهِيمُ ـ أحد أبناء النبي صلى الله عليه وآله وسلم ـ فَقَالَ النَّاسُ: انْكَسَفَتْ لِمَوْتِ إِبْرَاهِيمَ فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وآله وسلم: «إِنَّ الشَّمْسَ وَالْقَمَرَ آيَتَانِ مِنْ آيَاتِ اللهِ لَا يَنْكَسِفَانِ لِمَوْتِ أَحَدٍ وَلَا لِحَيَاتِهِ فَإِذَا رَأَيْتُمُوهُمَا فَادْعُوا اللهَ وَصَلُّوا حَتَّى يَنْجَلِيَ» (1).

فلو أن ساحراً أو كذاباً أو مشعوذاً حدث معه هذا الموقف لاستغله واعتبره دليلاً على صدقه، ولكن المعصوم صلى الله عليه وآله وسلم لا ينطق عن الهوى، إن هو إلا وحي يوحى.

‌حوار مسلم مع نصراني حول حادثة الصلب

المسلم: من الذي خلق هذا الكون وخلقك وخلقنا جميعا؟

النصراني: الله.

المسلم: من هو الله؟

النصراني: عيسى.

المسلم: أفهم من هذا أن عيسى خلق أمه مريم؟ وخلق موسى الذي جاء قبله؟

النصراني: عيسى ابن الله.

(1) رواه البخاري (1060).

ص: 49

المسلم: إذا كان هو ابن الله حسب قولك فهل تؤمن بأنه قد صلب على الصليب؟

النصراني: نعم.

المسلم: أفهم من هذا أن الله لم يستطع إنقاذ ابنه من الصلب؟

النصراني: إن الله أرسل ابنه لتكفير خطايا ابن آدم .. أقصد أن الله هو الذي نزل في بطن العذراء مريم وولد يسوع فهو تجسد في يسوع.

المسلم: إذا كان الرب قد نزل إلى الأرض ليدخل في بطن أمه ويتغذى جنيناً تسعة أشهر ويخرج مولوداً ملطخاً بالدماء، ثم يتربى ويتعلم القراءة والكتابة والأدب، ثم يكبر فيعلم أصحابه الشريعة، ثم يثور عليه اليهود فيهرب منهم كما جاء في كتابكم المقدس ويطلبوه ويدلهم عليه أحد تلاميذه ـ يهوذا الأسخريوطي ـ فيجدوه، وإلى خشبة الصلب يدقوه ثم بتاج الشوك يتوجوه ثم من شراب الخل والمر يسقوه ثم يقتلوه ثم يدفنوه ثم يقوم بعد ثلاثة أيام من قبره ليصعد إلى السماء، فقل لي بربك لم هذه المعاناة وهذه المآسي وهل ترضى أن يكون لك رباً كهذا يعامَل معاملة المجرمين الخارجين عن القانون على أيدي اليهود القذرين؟

المسلم: هل هذا هو الذي خلق الكون والمجموعات الشمسية

ص: 50

وكل الأنبياء والبشر؟

المسلم: وإذا كان قد دفن ثلاثة أيام في قبره ميتًا فمن كان يدبر شؤون العالم في ذلك الوقت؟

المسلم: هل صلب المسيح على الصليب وهل تؤمن بهذا؟

النصراني: نعم.

المسلم: إذن اسمع ما يقول لوقا في (24: 36 - 41) وما قاله في (سفر التثنية 21: 22 - 23): «أن من يصلب فهو ملعون» ، فهل يعقل أن يكون عيسى الذي رضي بالصلب ملعوناً؟

النصراني: لم يقل ذلك أي نصراني.

المسلم: استمع إلى ما يقوله شاؤول الذي تسمونه بولس وهو من أقدس الناس عندكم: وبالتحديد في رسالته إلي أهالي غلاطية (3/ 13): «إن المسيح افتدانا من لعنة الشريعة إذ صار لعنة من أجلنا، لأنه قد كتب ملعون كل من علق علي خشبة» .

المسلم: أرأيت أننا نحب المسيح أكثر منكم وننزهه مما ترمونه به؟

* * *

ص: 51