الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
وَالَّذِي ننتهي إِلَيْهِ من هَذِه النماذج الَّتِي لَا تمثل إِلَّا قَطْرَة من بَحر، هُوَ أَن المعسكر النَّصْرَانِي الصليبي لَهُ مصَالح هَامة فِي بِلَادنَا، وَهُوَ يرى أَن الضَّمَان الوحيد لمصالحه هُوَ رد الْمُسلمين عَن دينهم سَوَاء بنشر النَّصْرَانِيَّة وَهَذَا أهم شَيْء وأضمنه بِالنِّسْبَةِ لَهُم إِذْ يخضع المنتصرون بعْدهَا لأوامر وتوجيهات رؤوسه مُبَاشرَة أَو نشر الأفكار الغربية الْأُخْرَى الَّتِي تبعد الْمُسلم عَن دينه وترده عَنهُ فِي حَال عجزهم عَن تنصير الْمُسلمين.. قَالَ تَعَالَى:{وَلَنْ تَرْضَى عَنْكَ الْيَهُودُ وَلا النَّصَارَى حَتَّى تَتَّبِعَ مِلَّتَهُمْ} (الْبَقَرَة: 120) .
وَقَالَ تَعَالَى: {وَدَّ كَثِيرٌ مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ لَوْ يَرُدُّونَكُمْ مِنْ بَعْدِ إِيمَانِكُمْ كُفَّاراً حَسَداً مِنْ عِنْدِ أَنْفُسِهِمْ مِنْ بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُمُ الْحَقُّ} (الْبَقَرَة: 109) .
وَهَكَذَا نجد أَن مصَالح المعسكر النَّصْرَانِي الصليبي فِي بِلَادنَا، والكيفية الَّتِي يُرِيد الْحفاظ بهَا عَلَيْهَا، تضغط على أعصابه وتستحوذ على تفكيره وتؤثر تَأْثِيرا عميقاً على علاقته بِنَا، وَمن ثمَّ فَهِيَ تشكل مُنْطَلقًا آخر من منطلقات علاقته بِنَا وعاملاً من العوامل الموجهة لمعاملته لنا، يُضَاف إِلَى العوامل الْأُخْرَى الَّتِي سلف بحثها وَهِي العداء بَين الْإِسْلَام وَالْكفْر، وَالروح الصليبية الحاقدة، والثارات الْقَدِيمَة..
مخاوف مُسْتَقْبلَة:
وَلَكِن فِي الْوَاقِع إِن الَّذِي يدرس أَحْوَال المعسكر النَّصْرَانِي الصليبي يجد أَن هَذِه العوامل لَيست هِيَ كل العوامل الَّتِي تُؤثر على مُعَامَلَته لنا وعلاقته بِنَا، وتوجهها وجهة مُعينَة، بل إِنَّه يعثر على عَامل آخر يَبْدُو من نظراته للْمُسلمين ومعاملته لَهُم. وَقد كَانَ نتيجة الدُّرُوس الَّتِي خرج بهَا: أَن الْمُسلمين إِذا حلت بهم هزيمَة - نتيجة ضعفهم وتمزقهم وبعدهم عَن دينهم - إِن هَذِه الْهَزِيمَة لم تكن دائمة وَلَو طَال أمدها، بل كَانَت هزيمَة مُؤَقَّتَة لَا تلبث أَن تتعقبها صحوة لهَذَا العملاق الْمُسلم فينقض على أعدائه يطاردهم حَتَّى فِي عقر دَارهم فَيفتح بلاداً
جَدِيدَة، ينشر فِيهَا الْإِسْلَام وينتزعها من أعدائه الَّذين غلبوه فِي سَاعَة غفلته وانقسامه وَضَعفه.. وَأَن هَذِه الْبِلَاد الَّتِي يفتحها يستأثر بهَا إِلَى الْأَبَد ويحول أَهلهَا إِلَى مُسلمين..
لقد حدث هَذَا أَكثر من مرّة وتكرر عبر التَّارِيخ، وَمن ثمَّ فالمعسكر النَّصْرَانِي الصليبي مَا زَالَ يخْشَى حُدُوثه الْيَوْم ويخشى أَن يُعِيد التَّارِيخ نَفسه..
يروي الْحَاج أَمِين الْحُسَيْنِي فِي بعض مذكراته: أَن دوَل المعسكر النَّصْرَانِي الصليبي تعَارض وحدة أيٍّ من الأقطار الإسلامية فِي دولة وَاحِدَة خشيَة أَن تعود لَهُم قوتهم بوحدتهم، وَمن ذَلِك معارضتهم اسْتِقْلَال دوَل الْمغرب الْعَرَبِيّ ووحدتها، فِي حَدِيث كَانَ بَينه وَبَين (بروفر) وَكيل وزارة الخارجية الألمانية للشؤون الشرقية فِي حُكُومَة هتلر النازية1. وَيَقُول الْحَاج أَمِين حِين ألمح لبروفر:" أَن مُعَارضَة دوَل المعسكر النَّصْرَانِي الصليبي لاستقلال دوَل الْمُسلمين قد تدفعنا للتعاون مَعَ دوَل المعسكر الشيوعي وَمن ثمَّ تحولها للشيوعية الَّتِي تخَاف مِنْهَا أوروبا".
قَالَ: فَأَجَابَنِي بروفر قَائِلا: " إِن هَذِه الدول الاستعمارية ترى أَن الْإِسْلَام أَشد خطراً من الشيوعية، لِأَن الشيوعية تمكن معالجتها ودرء أخطارها بِرَفْع مستوى الْمَعيشَة عِنْد الشعوب وتعميم الْعدْل الاجتماعين وَغير ذَلِك من الْوَسَائِل".
"وَلكنهَا ترى فِي الْإِسْلَام عقيدة زاحفة يخْشَى خطرها على أوروبا الَّتِي نخرت المدنية الْفَاسِدَة عظامها. وأضعفت قيمها الخلقية والروحية والعسكرية، وهم يَخْشونَ إِذا تألفت هَذِه الدول المغربية المتحدة أَن يكون لَهَا شَأْن عَظِيم ويتوهمون أَنَّهَا لَا تلبث أَن تقفز على أوروبا مرّة أُخْرَى، وَيُعِيد التَّارِيخ نَفسه".2.
1 - يَقُول عَنهُ الْحَاج أَمِين: " إِن بروفر من كبار الساسة الألمان الواقفين على شؤون الأقطار الْعَرَبيَّة والإسلامية حَتَّى إِن حُكُومَة الْهِنْد استعانت بِهِ بَعْدَمَا انْتَهَت الْحَرْب، وظل يعْمل لَدَيْهَا بضع سِنِين، وَهُوَ يتَكَلَّم اللُّغَات الْعَرَبيَّة والتركية والفارسية وَكَانَ سفيراً لألمانيا فِي الْقَاهِرَة.
2 -
مذكرات الْحَاج أَمِين الْحُسَيْنِي نشرتها بعض المجلات فِي الْبِلَاد الْعَرَبيَّة خلال الْعَام الهجري 1392هـ.
فهم إِذن يعيشون فِي خوف دَائِم قلق مُسْتَمر من عودة الْمُسلمين إِلَى دينهم ووحدتهم خوفًا من أَن يُعِيد التَّارِيخ نَفسه، وهم يرَوْنَ أَن الْإِسْلَام هُوَ الْخطر الْحَقِيقِيّ عَلَيْهِم، وَهُوَ الْجِدَار الوحيد فِي وَجه استعمارهم لبلاد الْمُسلمين وانفرادهم بخيراتها كَمَا يودون.
يَقُول جورج براون فِي كتاب لَهُ صدر عَام 1364هـ مَا يَلِي معبراً عَن مخاوف المعسكر النَّصْرَانِي الصليبي من الْإِسْلَام، فَقَالَ:
" كُنَّا نخوف بشعوب مُخْتَلفَة وَلَكنَّا بعد اختبار لَهُم لم نجد مبرراً لمثل هَذَا الْخَوْف. لقد كُنَّا نخوف من قبل بالخطر الْيَهُودِيّ، والخطر الْأَصْفَر، والخطر البلشفي..إِلَّا أَن هَذَا التخويف لم يتَّفق كَمَا تخيلناه..
إننا وجدنَا الْيَهُود أصدقاء لنا، وعَلى هَذَا يكون كل مضطهد لَهُم عدونا الألد! 1.
ثمَّ رَأينَا البلاشفة حلفاء لنا..
أما الشعوب الصَّفْرَاء فهناك دوَل ديمقراطية كبرى تقاومها..
وَلَكِن الْخطر الْحَقِيقِيّ كامن فِي نظام الْإِسْلَام، وَفِي قوته على التَّوَسُّع والإخضاع وَفِي حيويته.. إِنَّه الْجِدَار الوحيد فِي وَجه الاستعمار الأوروبي. "
هَذَا الَّذِي يخيفهم فَقَط، إِنَّه الْإِسْلَام ويقظة الْمُسلمين وعودتهم إِلَيْهِ. وخوفهم من الْإِسْلَام ويقظة الْمُسلمين لَيْسَ على مصالحهم فِي الْعَالم الإسلامي فَحسب، بل حَتَّى وجودهم فِي بِلَادهمْ. وَمن ثمَّ فهم يحذرون كل تحرّك للْمُسلمين ويرقبونه ويرصدونه كل حَرَكَة أَو دَعْوَة إسلامية ترمي لإيقاظ هَذَا العملاق النَّائِم لتوحيد أَعْضَائِهِ وربطها بِقَلْبِه ويتتبعون أَخْبَارهَا وَلَيْسَ هَذَا فَقَط، بل يهتمون ويغتمون لقِيَام كل شخصية أَو دَاعِيَة إسلامي يَصِيح فِي الْمُسلمين ليستيقظوا من غفلتهم ويعودوا إِلَى رَبهم - سُبْحَانَهُ - ويتمسكوا بِكِتَاب رَبهم
1 -
صدق الله تَعَالَى: {بَعضهم أَوْلِيَاء بعض} .
- سُبْحَانَهُ - وَسنة نبيه عليه الصلاة والسلام ويرجعوا إِلَى وحداتهم، وَمن ثمَّ فهم يبذلون جهوداً ضخمة للتخلص مِنْهُ وَمن دَعوته بشتى الْوَسَائِل والأساليب، وَإِن كَانُوا الْيَوْم وَبعد تجارب كَثِيرَة يفضلون أَن يكون التَّخَلُّص مِنْهُ على أَيدي أَبنَاء الْمُسلمين حَتَّى لَا يشكل ذَلِك ردة فعل عِنْد الْمُسلمين وَيحدث الَّذِي يخشونه من عودة الْمُسلمين إِلَى كتاب رَبهم - سُبْحَانَهُ - وَسنة نَبِيّهم عليه الصلاة والسلام وَلذَلِك نجدهم يخططون لهَذَا ويعبرون عَن ذَلِك بقَوْلهمْ "علينا أَن نخرج من الْمُسلمين من يتَوَلَّى حَرْب الْإِسْلَام، لِأَن الشَّجَرَة يجب أَن يقطعهَا أحد فروعها". وَمن هُنَا وجدنَا كَيفَ أوعزت الدَّوَائِر الاستعمارية الصليبية لربيب نعمتها مُحَمَّد عَليّ باشا (الَّذِي يسمونه بالكبير) أَن يزحف على الدرعية بِالسِّلَاحِ الَّذِي زودته بِهِ أوروبا وبالتدريب العسكري الَّذِي دربت جُنُوده عَلَيْهِ. وَلَكِن هَذَا كُله تمّ باسم الْبَاب العالي أَو قل باسم خَليفَة الْمُسلمين، وبصرف النّظر عَن الملابسات الْأُخْرَى، لَكِن المهم هُوَ أَنهم مَا أَن عرفُوا حَقِيقَة دَعْوَة مُجَدد الْإِسْلَام الشَّيْخ مُحَمَّد بن عبد الْوَهَّاب - رَحمَه الله تَعَالَى - حَتَّى أقامهم ذَلِك وأقعدهم وملأ قُلُوبهم رعْبًا، وراحوا يسعون سعياً حثيثاً لإجهاض هَذِه الْحَرَكَة الإسلامية الْعَظِيمَة الَّتِي تروم العودة بِالْمُسْلِمين إِلَى الْكتاب وَالسّنة مِمَّا كَانَ لَهَا آثارها الْعَظِيمَة وَللَّه الْحَمد فِي إِعَادَة الْمُسلمين إِلَى كتاب رَبهم - سُبْحَانَهُ - وَسنة نَبِيّهم عليه الصلاة والسلام وتطهيرهم من الخرافات والبدع والشركيات والضلالات. والعجيب من أَمر الْمُسلمين أَنه بَيْنَمَا يعوم المعسكر النَّصْرَانِي الصليبي وَيقْعد لأنباء الحركات والدعوات والشخصيات الإسلامية وترتعد فرائصه لقيامها، ويموج فَرحا بشعوبه ومؤسساته لوأدها وَقتل رجالها وقادتها، يبْقى الْمُسلمُونَ - إِلَّا من رحم رَبك - فِي غَفلَة عَن ذَلِك كُله وَكَأن الْأَمر لَا يعنيهم وَهَذَا فِي أحسن أَحْوَالهم، وَهَذَا إِذا لم يستخدموا كَمَا يستخدم الْمعول فِي الْهدم، أَو يصفقوا ببلاهة وسذاجة للهدامين..
يَقُول الْعَالم الشَّهِيد - سيد قطب - رَحمَه الله تَعَالَى - عَن هياج المعسكر النَّصْرَانِي الصليبي لقتل إِحْدَى هَذِه الشخصيات الإسلامية الَّتِي خلفت الإِمَام
المجدد مُحَمَّد عبد الْوَهَّاب - رَحمَه الله تَعَالَى - فِي إيقاظ الْمُسلمين وَالْعَمَل على توحيدهم -
يَقُول: " كنت يَوْمهَا فِي أمريكا - أَي يَوْم قتل الشَّهِيد حسن الْبَنَّا - رَحمَه الله تَعَالَى - وَلم أكن أعْط الْحَرَكَة الإسلامية وَلَا مرشدها من اهتمامي - مَا هُوَ جدير بِهِ - وَلم أكن أتصور أَنَّهَا تشكل فِي بؤرة الشُّعُور الغربي شَيْئا يذكر حَتَّى صدمني الْوَاقِع من حَولي فِي أمريكا وهزني هزاً فتح أعيني فتحا مَا لم أفطن إِلَيْهِ من قبل".
"لقد شهِدت مظَاهر الابتهاج والفرح بل والشماتة فِي كل شَيْء من حَولي فِي الصحافة، وَفِي جَمِيع أجهزة الْإِعْلَام، ووفي كَافَّة المنتديات، كلهَا تهلل وتهنئ بَعْضهَا بَعْضًا بالتخلص من أخطر رجل فِي الشرق فعجبت من هَذَا الاهتمام بِهِ والتقييم لحركته والتتبع الواعي لَهَا إِلَى هَذَا الْحَد الَّذِي لَا وجود لمثله فِي بِلَادنَا نَفسهَا، وَعلمت أَن فِي الْأَمر سرا أكبر يغيب عني يكمن فِي طبيعة دَعْوَة هَذَا الرجل، وَفِي شخصه الْعَظِيم الَّذِي لم أحظ بمعرفته على الْوَجْه الْأَكْمَل، وَأَنا أعيش مَعَه فِي وَطن وَاحِد، الْأَمر الَّذِي لم أستوِ فِيهِ حَتَّى مَعَ المستعمرين، وصممت بعد عودتي من أمريكا أَن أُعِيد بحث الْأَمر من جَدِيد.."1
وَهَكَذَا نجد أَن المعسكر النَّصْرَانِي الصليبي يعِيش فِي خوف دَائِم، وحذر شَدِيد من يقظة الْمُسلمين وعودتهم لإسلامهم، وتسودّ الدُّنْيَا فِي عَيْنَيْهِ حِين يرى شخصية إسلامية يَصِيح فِي الْمُسلمين لتوقظهم أَو توَحد كلمتهم فترتعد فرائص رؤوسه ويقومون يقابلون دَعوته هَذِه باجتماعات يتداعون لَهَا، وأحلاف يعقدونها كَمَا رَأينَا مِنْهُم عبر التَّارِيخ، وكما نرى الْيَوْم.. كل ذَلِك خوفًا من أَن يَسْتَيْقِظ هَذَا العملاق الْمُسلم النَّائِم الَّذِي بَدَأَ يَتَحَرَّك ويصحوا وينتبه من غفلته ونومه الطَّوِيل، وخوفاً من أَن يُعِيد التَّارِيخ نَفسه..
1 - مجلة الْمُجْتَمع الكويتية عدد (115) تَارِيخ 19/7/1392هـ ص10 - 11 بِشَيْء من التَّصَرُّف الْيَسِير.
وَهَكَذَا نجد أَن المخاوف من الْمُسْتَقْبل تضغط هِيَ الْأُخْرَى على أعصابهم وتسيطر على تفكيرهم ونظرتهم لِلْإِسْلَامِ وَالْمُسْلِمين فَلَا تبرحهم لَحْظَة من ليل أَو نَهَار، وَمن ثمَّ تشكل مُنْطَلقًا أساسياً آخر من منطلقات نظرتم إِلَيْنَا ومعاملتهم لنا يَنْضَم إِلَى المنطلقات الْأُخْرَى السالفة الذّكر، وَهِي الْمصَالح الْآنِية، والثارات الْقَدِيمَة، وَالروح الصليبية.. الَّتِي تنبع كلهَا من الصراع الطَّوِيل الأمد بَين الْإِسْلَام وَالْكفْر..وَالَّتِي تعْمل كلهَا مجتمعة فِي عقله وَقَلبه وَفِي (بؤرة شعوره) وتسيطر على تفكيره وضميره، وكيانه كُله، وَالَّتِي كَانَت وَمَا تزَال تَدْفَعهُ دفعا لِحَرْب الْإِسْلَام وَالْمُسْلِمين بشتى الْوَسَائِل وعَلى كَافَّة المستويات00وَلَا تَدعه يرتاح ويطمئن مَا دَامَ فِي الدُّنْيَا إِسْلَام ومسلمون.. فَهُوَ إِن نسي ثاراته، وخبت روحه الصليبية - مثلا وجدلاً - ذكرته مَصَالِحه الْآنِية، فَإِذا نسي مَصَالِحه أقلقه مخاوفه الْمُسْتَقْبلَة من صحوة الْمُسلمين وعودتهم إِلَى دينهم، فَهُوَ إِذن من أَمر الْإِسْلَام وَالْمُسْلِمين فِي شغل شاغل وَعمل دائب مُسْتَمر - وَلَقَد عمل للتخلص من الْإِسْلَام وَالْمُسْلِمين مُنْذُ زمن بعيد، وَمَا تِلْكَ الحروب الَّتِي شنها فِي الْمَاضِي الْبعيد والقريب (ويشنها الْيَوْم فِي الفلبين والحبشة وسواهما على الْمُسلمين إِلَّا لوناً من ألوان جهوده للتخلص من الْإِسْلَام وَالْمُسْلِمين.. وَلكنه الْيَوْم وَفِي الْعَصْر الْحَاضِر يعْمل وَهُوَ مزود بتجاربه ودروسه الَّتِي استفادها من صراعه مَعَ الْمُسلمين..
لقد عرف المعسكر النَّصْرَانِي الصليبي أَن الْمُسلم لَا يُمكن أَن يواجه فِي معركة مكشوفة يكْشف فِيهَا عدوه عَن حَقِيقَة أهدافه وَهِي رده عَن الْإِسْلَام أَو قَتله، فَإِن هَذَا الْكَشْف كَفِيل بِأَن يُوجد لَدَى الْمُسلم ردة فعل ترجعه إِلَى إِسْلَامه فيتمسك بِكِتَاب ربه - تَعَالَى - وَسنة نبيه عليه الصلاة والسلام وَفِي ذَلِك قوته الَّتِي لَا يقهرها كفر بِإِذن الله تَعَالَى وَنَصره.
وَعرف كَذَلِك أَن الْمُسلم يتمتع برصيد عالٍ من الاستعداد الإيماني حَتَّى والهزيمة تحل بِهِ فَهُوَ دَائِما وأبداً يشْعر أَنه أَعلَى من عدوه الَّذِي خدمته ظروف المعركة ولوقت مَا، وَمن ثمَّ كَانَ الْمُسلم يعْتَبر أَن هَذِه الْهَزِيمَة مُؤَقَّتَة وَلَو طَال أمدها، يعود بعْدهَا وينتصر على عدوه..
لقد أدْرك المعسكر النَّصْرَانِي الصليبي هَذَا السِّرّ فِي الْمُسلم فَعمل وبدأب واستمرار وبشتى الْوَسَائِل لتحطيم هَذَا الاستعلاء الإيماني ووأد روح المقاومة عِنْده، هَذَا من جِهَة، وَمن جِهَة أُخْرَى جَاءَ يتسلل تسللاً يُخَادع الْمُسلمين وَيرْفَع لَهُم فَوق حروبه مَعَهم شعارات مُتعَدِّدَة تخفي طَابع غَزوه الديني، وتستر حَقِيقَة مقْصده وَهِي التَّخَلُّص من الْإِسْلَام وَالْمُسْلِمين بردهمْ أَو إبادتهم.. وَالْحق أَن الظروف ساعدت المعسكر النَّصْرَانِي الصليبي لتحقيق قدر كَبِير من أهدافه، وأشير الْآن إشارات خاطفة لبَعض أَعماله..
1 -
لقد عرف المعسكر النَّصْرَانِي الصليبي أَن مصدر قُوَّة الْمُسلم هُوَ الْكتاب وَالسّنة فَعمل على الْفَصْل بَينه وَبَينهمَا، فشجع على نشر الخرافات والبدع والضلالات والصوفيات1، وَكلما تحمل على الْفَصْل بَين الْمُسلم وَكتاب ربه عز وجل وَسنة نبيه عليه الصلاة والسلام.
2 -
وَلكنه وجد أَنه إِن اسْتَطَاعَ الْفَصْل بَين الْمُسلم وَكتاب ربه - تَعَالَى - وَسنة نبيه عليه الصلاة والسلام فهناك التراث الإسلامي فِي الْفِكر والتاريخ وَسوى ذَلِك، فَإِن هَذَا التراث كَفِيل لَو رَجَعَ إِلَيْهِ الْمُسلم، وَلَا بُد أَن يرجع
1 - قد لَا يرتاح الْبَعْض أَو يعترضون على إِدْخَال الصوفيات بَين الْبدع والضلالات الَّتِي يشجعها الاستعمار فِي عَالم الْمُسلمين، وَيَقُولُونَ لَيست كل الصوفيات ضَالَّة..الخ، وَأَقُول: نَحن نفرق بَين الزّهْد الْحَقِيقِيّ الَّذِي كَانَ عَلَيْهِ سلف هَذِه الْأمة الصَّالح وَبَين الزندقة الَّتِي دخلت باسم الصُّوفِيَّة على الْمُسلمين.. لَكِن الْوَاقِع الْمشَاهد هُوَ أَن مَا تحويه كتب الصُّوفِيَّة الْيَوْم هُوَ خليط من هَذَا وَذَاكَ أَو على الْأَقَل لَا يَخْلُو من الدس والشرك والبدع00 هَذِه وَاحِدَة.. وَأمر آخر وَلَعَلَّه أَشد خطراً وَهُوَ: أَن صالحي الصوفيين يؤولون الْكفْر والزندقة والخرافات فِيهَا إِن لم يقبلوها بِقبُول حسن.. وَمن ثمَّ يتسرب الشّرك والبدع والزندقة للْمُسلمين من كتب الصُّوفِيَّة، وصالحوهم يساهمون بِلَا قصد أَو يسكتون.. ثمَّ إننا نلاحظ السلبية القاتلة على عَامَّة الصوفيين، القاتلة لامكاناتهم وروح الْجِهَاد فيهم، وَهَذَا مَا يَطْلُبهُ الاستعمار ومعسكراته..
إِلَيْهِ وَأَن يُنَبه الْمُسلم الغافل، وَمن ثمَّ عَمَدت دوائره الاستشراقية إِلَى دراسة هَذَا التراث الْأَصِيل وإعادة كِتَابَته مَا أمكن كِتَابَته مِنْهُ وباللون الَّذِي يُريدهُ المعسكر النَّصْرَانِي الصليبي، ويخدم أغراضه من قتل روح الاستعلاء عِنْد الْمُسلم واستبدالها بِروح التّبعِيَّة للغرب، كَمَا أَشَرنَا لذَلِك فِي بداية هَذِه المحاضرة على صنيعهم فِي التَّارِيخ.
3 -
ثمَّ قَامَت وسائله الإعلامية بتسليط أضواء قَوِيَّة على الْفِكر الغربي وإنتاجه والثقافة الغربية، وبالمقابل اسدال ستار كثيف على التراث الإسلامي الْأَصِيل، وَذَلِكَ حَتَّى يبهر الْمُسلم بالغرب وثقافته، وبقدر مَا يبهر بالغرب يستحيي من الانتماء لِلْإِسْلَامِ وَكتابه وَسنة نبيه عليه الصلاة والسلام وتاريخه وتراثه الْأَصِيل.
4 -
ثمَّ عمل على وأد روح الإبداع عِنْد الْمُسلم، فسيطر على مناهج التَّعْلِيم وَوضع لَهَا سياسة مُعينَة هدفها توسيع عملية التَّعْلِيم كَمَا يُقَال: أفقياً بِحَيْثُ يزْدَاد حَملَة الشَّهَادَات (الَّتِي لَا تشهد لحاملها بِالْعلمِ بل تشهد لَهُ بالضحالة العلمية) . ويقل بِسَبَب ذَلِك الْعلمَاء والخبراء.. أَو بتعبير آخر: كَانَ هدف هاتيك السياسات التعليمية هُوَ: لَيْسَ تَخْرِيج عُلَمَاء ومخترعين وبحاثين وَإِنَّمَا تَخْرِيج موظفين وكتبة، وَحسب، بِحَيْثُ لَا يصلحون إِلَّا لهَذَا النَّوْع من الْعَمَل، وَفِي نفس الْوَقْت لَا يكون لَهُم سوى تَحْصِيل الرِّبْح المادي الوفير والاسترزاق بشهاداته الَّتِي يحملهَا، فَهُوَ عبء على شهاداته، وَهُوَ أَيْضا عبء على دولته وَعَالَة على أمته لإطعامه وَكسوته وَمَا إِلَى ذَلِك دون أَن يقدم لَهَا هُوَ شَيْئا يذكر سوى هَذَا الْعَمَل الَّذِي يُمكن أَن تقوم بِهِ آلَة حاسبة أَو كاتبة مثلا، وَذَلِكَ لِأَن روح الْمُتَابَعَة والتحصيل العلمي والفكري والإنتاج والإبداع قد قتلت فِي نَفسه، قتلتها سياسات التَّعْلِيم ومناهجها الَّتِي وَضَعتهَا لَهُ الدَّوَائِر الاستعمارية الصليبية وَغَيرهَا.1 وَكَانَت النتيجة هِيَ أَن الْكمّ بَدَأَ يتغلب على الكيف وَالنَّوْع..
1 - حمداً لله تَعَالَى واعترافاً بنعمته فقد وفْق سُبْحَانَهُ لوضع سياسة تعليمية مُسْتَقلَّة إسلامية لهَذِهِ المملكة، وَقد قَامَ بوضعها عُلَمَاء مُسلمُونَ مختصون فطاحل جزاهم الله تَعَالَى خيرا.
وَفِي نِهَايَة كل سنة دراسية كَانَ - وَمَا يزَال - فِي عالمنا الإسلامي يدْخل الْحَيَاة الْعَامَّة جيل من هَذَا النَّوْع من حَملَة الشَّهَادَات، وَيحمل مَعَه الضحالة فِي الْعلم والسطحية فِي التفكير، وَالرَّغْبَة الجامحة فِي الْحُصُول على أَعلَى نِسْبَة مُمكنَة من الرِّبْح المادي مِمَّا شغله عَن الاهتمام بتعميق وعيه وإدراكه ومتابعة الحركات العلمية والأدبية، فتحولت الْكَثْرَة الْغَالِبَة من هَذِه الأجيال إِلَى فئات من المرتزقة بالشهادات الَّتِي تحملهَا.
"والمؤسف حَقًا أَن هَذِه الفئات هِيَ الَّتِي بدأت مُنْذُ منتصف الْقرن الْحَاضِر تملأ الشواغر فِي الأجهزة العلمية والإعلامية والتربوية حَتَّى أَصْبَحْنَا الْيَوْم نرى أَن الأمية الفكرية هِيَ الصبغة الْغَالِبَة على جيوش المثقفين"1.
وَقد تمّ هَذَا كُله دون أَن تشعر الأجيال الجديدة من الْمُسلمين بخطورة هَذَا الاتجاه وآثاره على مستويات الثقافة، وَذَلِكَ لِأَن قدرتها على التَّمْيِيز وَالِاخْتِيَار تضعف بِالْقدرِ الَّذِي تهبط فِيهِ مستويات التَّعْلِيم.. بل إِن أجيالنا أَصبَحت لَا تستمرئ وَلَا ترْضى إِلَّا هَذَا النَّوْع المنخفض من التَّعْلِيم، فتحرص عَلَيْهِ بدافع حب الرَّاحَة والكسل. وَإِذا رَأَتْ مثلا - وعَلى سَبِيل الْمِثَال فَقَط - مدرساً يتوسع فِي مادته أَو مذكرته لَهُم، ويطالبهم بِالرُّجُوعِ إِلَى المصادر الأصيلة والبحث فِيهَا، علت أَصْوَاتهم بالاحتجاج، لأَنهم يُرِيدُونَ النجاح وَالشَّهَادَة وَحسب. أما الْعلم فَهُوَ من شَأْن طلابه..
هَذَا بعض مَا فعله بِنَا أعداؤنا، هُنَاكَ أُمُور أُخْرَى ومستويات حاربونا عَلَيْهَا لَا مجَال لذكرها الْآن، لضيق الْوَقْت عَنْهَا وأكتفي بِالْإِشَارَةِ إِلَيْهَا بِذكر خطاب القسيس (زويمر) الَّذِي يُوضح سياسة المعسكر النَّصْرَانِي الصليبي فِينَا، وَهُوَ الْخطاب الَّذِي أَلْقَاهُ فِي مؤتمر المبشرين المنعقد فِي جبل الزَّيْتُون بالقدس فِي عَام 1327هـ. وَقد كَانَ ردا على خطاب أَلْقَاهُ مُقَرر المؤتمر الَّذِي قَالَ فِيهِ:
1 - محلّة الْبَلَاغ الكويتية عدد 138 ص24 - 25. وَانْظُر بالتفصيل الْكتاب الْقيم (هَل نَحن مُسلمُونَ) للأستاذ الْكَبِير مُحَمَّد قطب، حفظه الله تَعَالَى.
"إِن جهود المبشرين فشلت فشلاً ذريعاً فِي الْعَالم الإسلامي لِأَنَّهُ لم ينْتَقل من الْإِسْلَام إِلَى المسيحية إِلَّا وَاحِدًا من اثْنَيْنِ إِمَّا قَاصِر خضع بوسائل الإغراء أَو بِالْإِكْرَاهِ أَو معدم تقطعت بِهِ أَسبَاب الرزق فجاءنا مكْرها ليعيش".
فَرد عَلَيْهِ زويمر قَائِلا، كاشفاً عَن خطة المعسكر النَّصْرَانِي الصليبي فِي الْعَالم الإسلامي:
قَالَ: " كلا، إِن هَذَا الْكَلَام يدل على أَن المبشرين لَا يعْرفُونَ حَقِيقَة مهمتهم فِي الْعَالم الإسلامي، إِنَّه لَيْسَ من مهمتنا أَن نخرج الْمُسلمين من الْإِسْلَام إِلَى المسيحية، كلا.
إِنَّمَا كل مهمتنا أَن نخرجهم من الْإِسْلَام فَحسب، وَأَن نجعلهم ذلولين لتعاليمنا ونفوذنا وأفكارنا.. وَلَقَد نجحنا فِي هَذَا نجاحاً كَامِلا، فَكل من تخرج من هَذِه الْمدَارِس لَا مدارس الإرساليات التبشيرية فَحسب، وَلَكِن الْمدَارِس الْحُكُومَة والأهلية الَّتِي تتبع المناهج الَّتِي وضعناها بِأَيْدِينَا وأيدي من رَبَّيْنَاهُمْ من رجال التَّعْلِيم.. كل من تخرج من هَذِه الْمدَارِس خرج من الْإِسْلَام بِالْفِعْلِ وَإِن لم يخرج بِالِاسْمِ، وَأصْبح عوناً لنا فِي سياستنا دون أَن يشْعر، أَو أصبح مَأْمُونا علينا.. وَلَا خطر علينا مِنْهُ..لقد نجحنا نجاحاً مُنْقَطع النظير..".
ثمَّ قَالَ: "
…
إِنَّمَا مهمتكم أَن تخْرجُوا الْمُسلم من الْإِسْلَام ليُصبح مخلوقاً لَا صلَة لَهُ بِاللَّه، وبالتالي لَا صلَة تربطه بالأخلاق الَّتِي تعتمد عَلَيْهَا الْأُمَم فِي حَيَاتهَا، وَبِذَلِك تَكُونُونَ أَنْتُم بعملكم هَذَا طَلِيعَة الْفَتْح الاستعماري فِي الممالك الإسلامية، وَهَذَا مَا قُمْتُم بِهِ خلال المئة السالفة خير قيام، وَهَذَا مَا أهنئكم عَلَيْهِ وتهنئكم دوَل المسيحية والمسيحيون جَمِيعًا كل التهنئة".
"لقد قبضنا أَيهَا الإخوان فِي هَذِه الحقبة من الدَّهْر من ثلث الْقرن التَّاسِع عشر إِلَى يَوْمنَا هَذَا على جَمِيع برامج التَّعْلِيم فِي الممالك الإسلامية، ونشرها فِي تِلْكَ الربوع مكامن التبشير وَالْكَنَائِس والجمعيات والمدارس المسيحية الْكَثِيرَة الَّتِي تهيمن عَلَيْهَا الدول الأوروبية والأمريكية وَالْفضل إِلَيْكُم وحدكم أَيهَا الزملاء.
إِنَّكُم أعددتم بوسائلكم جَمِيع الْعُقُول فِي الممالك الإسلامية إِلَى قبُول السّير فِي الطَّرِيق الَّذِي مهدتم لَهُ كل التَّمْهِيد.. إِنَّكُم أعددتم نَشأ (فِي ديار الْمُسلمين) لَا يعرف الصِّلَة بِاللَّه وَلَا يُرِيد أَن يعرفهَا، وأخرجتم الْمُسلم من إِسْلَامه وَلم تدخلوه فِي المسيحية. وبالتالي جَاءَ النشء الإسلامي طبقًا لما أَرَادَهُ الاستعمار المسيحي لَا يهتم بعظائم الْأُمُور، وَيُحب الرَّاحَة والكسل وَلَا يصرف همه فِي دُنْيَاهُ إِلَّا فِي الشَّهَوَات، فَإِذا تعلم فللشهوات، وَإِذا جمع المَال فللشهوات، وَإِذا تبوأ أسمى المراكز فَفِي سَبِيل الشَّهَوَات يجود بِكُل شَيْء".
"إِن مهمتكم تمت على أكمل الْوُجُوه وانتهيتم إِلَى خير النتائج وباركتكم المسيحية وَرَضي عَنْكُم الاستعمار فاستمروا فِي أَدَاء رسالتكم فقد أَصْبَحْتُم بِفضل جهادكم الْمُبَارك مَوضِع بَرَكَات الرب".1.
هَذَا مَا يُريدهُ بِنَا المعسكر النَّصْرَانِي الصليبي، وَهَذِه نظرته ومعاملته لنا، وَهَذِه منطلقاته الأساسية، روح صليبية حاقدة، ثَارَاتِ عديمة، مصَالح آنِية، مخاوف مستقبله، فاعتبروا يَا أولي الْأَبْصَار.
أَيهَا الْأُخوة: لَعَلَّ أسئلة ترد سَائِلَة عَن سَبِيل الْخَلَاص وَالْوُقُوف فِي وَجه هَذَا المعسكر الحاقد وَغَيره من المعسكرات الْجَاهِلِيَّة الْأُخْرَى.
وَهِي بِكَلِمَات موجزة:
1 -
عودة صَادِقَة جادة إِلَى الله سُبْحَانَهُ. وَكتابه وَسنة نبيه عليه الصلاة والسلام، وتربية لنفوسنا وأبنائنا على مَا كَانَ عَلَيْهِ سلفنا الصَّالح، من عقيدة سليمَة وإيثار للآخرة على الدُّنْيَا، ولرضوان الله تَعَالَى على كل شَيْء..
وصبر على الطَّاعَة بصورها وتكاليفها كلهَا.. وصبر عَن الْمعاصِي كلهَا بأنواعها ومغرياتها كلهَا.. وتخليص لتراثنا الْأَصِيل مِمَّا علق بِهِ أَو دس عَلَيْهِ.
1 - عَن محاضرة الحروب الصليبية طبيعتها ومداها فِي الزَّمَان وَالْمَكَان ص32 - 34 للمحاضر نَفسه.
وإحياء لروح الاستعلاء الإيماني فِي ناشئتنا وأجيالنا..
وتمتين للمحبة والإخاء بَينهم، وَالْعَمَل على تَوْحِيد صُفُوف الْمُسلمين، وتنبيه للغافلين مِنْهُم وتوعيتهم لقضايا دينهم فِي عصرهم هَذَا..
وبكلمة موجزة: عودة كَامِلَة شَامِلَة إِلَى الْحَيَاة الإسلامية كَمَا كَانَ سلفنا الصَّالح رَحِمهم الله تَعَالَى، وَرَضي عَنْهُم..
مُسلما إِن ترد حَيَاة فهيّا
…
مَا بِغَيْر الْإِسْلَام تُؤْتى الْحَيَاة..
وَكلمَة ختامية لَا بُد مِنْهَا:
إِن هَذَا هُوَ طَرِيق الْخَلَاص وَلَكِن لَا بُد لَهُ من قدوة حَسَنَة تتمثله تمثلاً كَامِلا وتنطلق بِهِ. فالقدوة أمرهَا هام وعظيم.. وَمن أولى من الْعلمَاء والقادة بِهَذِهِ الْقدْوَة..ونماذج من هَؤُلَاءِ الْعلمَاء والقادة موجودون بِحَمْد الله تَعَالَى، لَكِن الَّذِي نرجو أَن يلتفّ الْمُسلمُونَ حول هَذَا النموذج الصَّادِق الْعَامِل من الْعلمَاء والقادة وَأَن يكثر عَددهمْ فِي عالمنا الإسلامي حَتَّى يتمكنوا من قيادته وإنقاذه وَالْوُقُوف بِوَجْه أعدائه والانتصار عَلَيْهِم بِإِذن الله تَعَالَى وتوفيقه. وَالسَّلَام عَلَيْكُم وَرَحْمَة الله وَبَرَكَاته.