المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

فائدة جليلة: في قواعد الأسماء الحسنى تأليف: أبو عبد الله محمد - فائدة جليلة في قواعد الأسماء الحسنى

[ابن القيم]

فهرس الكتاب

- ‌مقدمة

- ‌اقسام ما يجري صفة أو خبرا على الرب

- ‌باب الإخبار أوسع من باب الأسماء والصفات

- ‌ الصفة إذا كانت منقسمة إلى كمال ونقص لم تدخل بمطلقها في أسمائه، بل يطلق عليه منها كمالها

- ‌لا يلزم الإخبار عنه بالفعل مقيدا أن يشتق له من أسم مطلق

- ‌أسماء الله الحسنى أعلام وأوصاف والوصف لا ينافي العلمية

- ‌دلالة الأسماء على الذات تكون بالمطابقة والتضمن الإلتزام

- ‌الأسماء الحسنى لها إعتبار من حيث الذات وإعتبار من حيث الصفات

- ‌ أنّ ما يطلق عليه في باب الأسماء والصفات توقيفيٌ

- ‌الإسم إذ اطلق على الله جاز أن يشتق من المصدر والفعل

- ‌أفعال الرب صادرة عن أسمائه وصفاته

- ‌ إحصاءُ الأسماء الحسنى والعلمُ بها أصلٌ للعلم بكل معلوم

- ‌أسماء الله كلها حسنى وليس فيها اسم غير ذلك

- ‌بيان مراتب إحصاء أسماء الله الحسنى

- ‌اختلاف النظار في الأسماء التي تطلق على الله وعلى العبد

- ‌الأسم والصفة لها ثلاث إعتبارات

- ‌الصفة إذا قامت بموصوف لزمها أمور أربعة

- ‌ الأسماء الحسنى لا تدخل تحت حصرٍ ولا تحد بعددٍ

- ‌الأسماء الأحسنى منها مايطلق عليه مفردا ومقترنا بغيره

- ‌الرب تعالى متصف بصفات الكمال المحض وله من الكمال أكمله

- ‌من الأسماء الحسنى ما يكون دالا على عدة صفات

- ‌بيان أنواع الإلحاد في أسمائه وصفاته

- ‌خاتمة مشتملة على التنبيه على أهمية هذه القاعدة

الفصل: فائدة جليلة: في قواعد الأسماء الحسنى تأليف: أبو عبد الله محمد

فائدة جليلة: في قواعد الأسماء الحسنى

تأليف: أبو عبد الله محمد بن أبي بكر المعروف بابن قيم الجوزية

تحقيق: عَبْد الرّزاق بن عَبد المحسِن البَدْر

بسم الله الرحمن الرحيم

ال‌

‌مقدمة

الحمد للَّه المحمود على كال حال، الموصوف بصفات الجلال والكمال، له الأسماء الحسنى وهو الكبير المتعال.

أما بعد: فإنَّ من أجل العلوم وأعظمها نفعّا وأكثرها فائدةً معرفةً القواعد والأصول والضوابط الكلية الجامعة، ذلك أنَّ الأصول والقواعد للعلوم بمنزلة الأساس للبنيان والأصول للأشجار لا ثبات لها إلا بها، والأصول تبنى عليها الفروع، والفروع تثبت وتتقوى بالأصول، وبالقواعد والأصول يثبت العلم ويقوى وينمى نماءً مطردًا، وبها تعرف مآخذ الأصول، وبها يحصل الفرقان بين المسائل التي تشتبه كثيراً، كما أنَّها تجمع النظائر والأشباه التي من جمال العلم جمعها"1 إلى

1 طريق الوصول إلى العلم المأمول بمعرفة القواعد والضوابط والأصول للشيخ عبد الرحمن بن سعدي (ص 4) .

ص: 5

غير ذلك من الفوائد العظيمة والمنافع الجليلة التي لا تحصى.

بل إنَّ "من محاسن الشريعة وكمالها وجمالها وجلالها: أنَّ أحكامها الأصولية والفروعية والعبادات والمعاملات وأمورها كلها لها أصول وقواعد تضبط أحكامها وتجمع متفرقها وتنشر فروعها وتردها إلى أصولها"1.

والقاعدة: هي أمر كليٌ ينطبق على جزئياتٍ كثيرةٍ تفهم أحكامها منها2.

فإذا ضُبطت القاعدة وفهم الأصل أمكن الإلمام بكثيرٍ من المسائل التي هي بمثابة الفرع لهذه القاعدة، وأُمن الخلطُ بين المسائل التي قد تشتبه، وكان فيها تسهيلٌ لفهم العلم وحفظه وضبطه، وبها يكون الكلام مبنيّا على علم متين وعدل وإنصاف.

ولذا يقول شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله: "لابد أن يكون مع الإنسان أصولٌ كلية ترد إليها الجزئيات؟ ليتكلم بعلم

1 الرياض الناضرة للشيخ عبد الرحمن بن سعدي (ص 243) .

2 انظر شرح الكوكب المنير للفتوحي (ص 6) .

ص: 6

وعدل، ثم يعرف الجزئيات كيف وقعت، وإلا فيبقى في كذب وجهل في الجزئيات، وجهل وظلم في الكليات فيتولد فسادٌ عظيمٌ) 1.

لأجل هذا عُني أهل العلم كثيراً. بوضع القواعد وجمعها في الفنون المختلفة، فلا تكاد تجد فناً من الفنون إلا وله قواعدُ كثيرةُ وضوابطُ عديدةٌ تجمع متفرقه، وتزيل مشتبهه، وتنير معالمه، وتيسر فهمه، وحفظه، وضبطه.

وهذا الجزءُ الذي بين يديك مشتمل على أصولٍ عظيمةٍ وقواعدَ وضوابطَ مهمةٍ في فقه أسماء الله الحسنى، مستمدةٍ من الشرع معلومةٍ بالاستقراء والتتبع لنصوص الكتاب والسنة، تعين مطالعها وقارئها على فهم الأسماء الحسنى فهماً صحيحاً سليمًا بعيداً عن شطط أهل الأهواء وانحرافاتهم الكثيرة في قواعدهم التي قعدوها وأصولهم التي أصلوها بعقولهم الفاسدةٍ، وأهوائهم المنحرفةِ، فناقضوا بها أصول الشريعة، وعارضوا بها النصوص المحكمة، وأضلوا بها كثيرًا، وضلوا عن سواء السبيل

1 الفتاوى (19/ 203) .

ص: 7

وأصله "فائدة جليلة"أودعها الإمام المحقق والعلامة المدقق ابن قيم الجوزية كتابه العظيم "بدائع الفوائد"1 نبه فيها رحمه الله على ضوابط مهمةٍ، وقواعد عظيمةٍ، وأصولٍ كليةٍ متينةٍ متعلقةٍ بفهم أسماء الله الحسنى وفقهها. قال في تمامها رحمه الله "فهذه عشرون فائدةً مضافةٌ إلى القاعدة التي بدأنا بها في أقسام ما يوصف به الربُ تبارك وتعالى، فعليك بمعرفتها ومراعاتها، ثم اشرح الأسماء الحسنى إن وجدت قلبّا عاقلاً، ولساناً قائلاً، ومحلاً قابلاً، وإلا فالسكوت أولى بك فجناب الربوبية أجلُّ وأعزُّ مما يخطر بالبال أو يعبر عنه المقال

".

وقد رأيت أنَّ من المفيد جدًّا إفراد هذه الفائدة الجليلة بالنشر، لتكثر فائدتها ولتكون سهلة التناول قريبة المأخذ، وقد تحصَّل لي بحمد الله ثلاث نسخ خطية لهذا الموضع من بدائع الفوائد:

الأولى: من مكتبة المخطوطات بجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية تحت رقم (2976/ ف) ورمزت لها بالحرف (خ) .

(1/159- 170) .

ص: 8

والثانية: أيضا من مكتبة المخطوطات بجامعة الإمام محمد ابن سعود الإسلامية تحت رقم (105/ ف) ورمزت لها بالحرف (ص) .

والثالثة: من مكتبة الأخ الفاضل الشيخ الوليد بن عبد الرحمن الفريان وقد صورها من إحدى المكتبات الخاصة. ورمزت لها بالحرف (ب) .

فقابلت بين هذه النسخ الثلاث، والنسخة المطبوعة، ولوامع الأنوار البهية1 للسفاريني فقد نقل جملةً كبيرةً من هذه القواعد نصًا عن بدائع الفوائد؟ ونظرًا لكثرة الأخطاء الواقعة في النسخ الخطية الثلاث، وفي النسخة المطبوعة لم اعتمد شيئًا منها أصلاً أبني عليه، وإنَّما قابلت بين النسخ وأثبت في المتن ما رأيته صحيحًا صوابًا؛ وللسبب ذاته لم أر أيضًا إثقال الهوامش بإثبات جميع الفروقات الواقعة بين النسخ، وإنَّما رأيت الاقتصار على ما في إثباته فائدة، ثم إنّي مع هذا قد عزوت الآيات القرآنية إلى أماكنها، وخرجت

(1/123-128) و (1/ 132) .

ص: 9

الأحاديث باختصار، وعلقت على بعض المواطن اليسيرة، فأرجو اللَّه أنْ يكون هذا العمل متقبلاً عنده وسائر أعمالي إنَّه قريبٌ مجيب.

وكتب عبد الزراق بن عبد المحسن البدر

في 15/6/1415هـ

ص: 10