الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
ذلك، وامتنعت هذه الأحكامُ لغيره فيستدل بهذه الأحكام والأسماء على قيام الصفة به وسلبها عن غيره على عدم قيامها به، وهذا هو أصل السنة الذي ردوا به على المعتزلة والجهمية وهو من أصح الأصول طردًا وعكسًا1.
1 راجع في هذه القاعدة شرح العقيدة الأصفهانية لابن تيمية (ص 62) . والطرد: هو التلازم في الثبوت، والعكس: هو التلازم في الانتفاء الذي هو السلب.
السادس عشر: أن
الأسماء الحسنى لا تدخل تحت حصرٍ ولا تحد بعددٍ
2، فإنَّ للَّه تعالى أسماءٌ وصفاتٍ استأثر بها في علم الغيب عنده لا يعلمها ملكٌ مقربٌ ولا نبيٌ مرسلٌ، كما في الحديث الصحيح:"أسألك بكل اسم هو لك سميت به نفسك، أو أنزلته ني كتابك، أو استأثرت به في علم الغيب عندك"3.
2 في (ص)"ولا تحد ولا تعدد".
3 جزء من حديث، أخرجه أحمد (1/ 391) والحاكم (1/ 509) وصححه، والطبراني في "الكبير"(10/ 309) وغيرهم، وصححه ابن القيم في شفاء العليل (ص 274) والألباني في السلسلة الصحيحة (1/336) .
فجعل أسماءه ثلاثة أقسام:
- قسم سمى به نفسه فأظهره لمن شاء من ملائكته أو غيرهم ولم بنزل به كتابه.
- وقسم أنزل به كتابه فتعرف به إلى عباده.
- وقسم استأثر به في علم غيبه فلم يُطلع عليه أخدًا1 من خلقه؛ ولهذا قال: "استأثرت به" أي: انفردت بعلمه، وليس المرادُ إنفرادَهُ بالتسمي به2؛ لأنَّ هذا الانفراد ثابتٌ في الأسماء التي أنزل بها كتابه.
ومن هذا قول النبي صلى الله عليه وسلم في حديث الشفاعة: "فيفتح عليَّ من محامده بما لا أحسنه الآن" 3 وتلك المحامد هي بأسمائه4 وصفاته.
ومنه. قوله صلى الله عليه وسلم "لا أحصي ثناء عليك أنت كما أثنيت على
1 في (المطبوعة) و (خ)"أحد".
2 في (ب)"بالسمى به ".
3 رواه البخاري (8/ 395 الفتح) ومسلم (1/184) من حديث أبي هريرة رضي الله عنه.
4 في (المطبوعة) "وتلك المحامد هي تفي بأسمائه
…
".