الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
الحق لما اختلفوا فيه بإذنه، والله يهدي من يشاء إلى صراط مستقيم1.
1 ذكر شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله أنَّ الشر لم يضف إلى الله في الكتاب والسنة إلا على أحد وجوه ثلاثة:
1-
إما بطريق العموم؟ كقوله: {اللَّه خالق كل شيء} .
2-
وإما بطريقة إضافته إلى السبب، كقوله:{من شر ما خلق} .
3-
وإما بحذف فاعله كقوله عن الجن: {وَأَنَّا لا نَدْرِي أَشَرٌّ أُرِيدَ بِمَنْ فِي الأَرْضِ أَمْ أَرَادَ بِهِمْ رَبُّهُمْ رَشَداً} ثم قال: "ولهذا ليس من أسماء اللَّه الحسنى اسم يتضمن الشر، وإنما يذكر الشر في مفعولاته؛ كقوله:{نَبِّئْ عِبَادِي أَنِّي أَنَا الْغَفُورُ الرَّحِيمُ وَأَنَّ عَذَابِي هُوَ الْعَذَابُ الأَلِيمُ} وقوله: {إِنَّ رَبَّكَ لَسَرِيعُ الْعِقَابِ وَإِنَّهُ لَغَفُورٌ رَحِيمٌ} ، انظر الفتاوى (8/ 94- 96) .
بيان مراتب إحصاء أسماء الله الحسنى
…
الثاني عشر: في بيان مراتب إحصاء أسمائه التي من أحصاها دخل الجنة وهذا هو قطب السعادة، ومدار النجاة والفلاح.
المرتبة الأولى: إحصاءُ ألفاظها وعددها.
المرتبة الثانية: فهمُ معانيها ومدلولها.
المرتبة الثالثة: دعاؤه بها؛ كما قال الله تعالى: {وَلِلَّهِ
الأَسْمَآءُ الْحُسْنَى فَادعُوهُ بِهَا} 1.
وهو مرتبتان:
إحداهما: دعاء ثناءِ وعبادةٍ.
والثاني: دعاء طلب ومسألة. 2
فلا يثنى عليه إلا بأسمائه الحسنى وصفاته العلى، وكذلك لا يُسأل إلا بها، فلا يقال: يا موجود أو يا شيء أو يا ذات اغفر لي وارحمني، بل يُسأل في كل مطلوب باسم يكون مقتضيًا لذلك المطلوب، فيكون السائل متوسلاً إليه بذلك الاسم.
ومن تأمل أدعية الرسل، ولاسيما خاتمهم وإمامهم "- صلوات الله وسلامه عليهم- وجدها مطابقةً لهذا. وهذه العبارة أولى من عبارة من قال: يتخلق بأسماء اللَّه، فإنَّها ليست بعبارةٍ سديدةٍ3، وهي منتزعةٌ من قول الفلاسفة:
1 سورة الأعراف، الآية:180.
2 انظر بدائع الفوائد لابن القيم (3/ 2-12) .
3 وأما حديث "تخلقوا بأخلاق الله"فلا يعرف له أصلٌ في شيء من كتب السنة انظر تخريج العقيدة الطحاوية للألباني (ص 63) .